وبعد توبتنا مع اسم الله التواب
لنبدأ صفحة جديدة في كل حياتنا مع خلق الإحسان
1 - فما معنى الإحسان ؟
2 - وما هي أنواع الإحسان ؟
3 - ما معنى قول الله تعالى: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (التوبة: 91) ؟
4 - اذكري بعض الآيات المرغبة في الإحسان .
5 - لنتعلم الإحسان من خالقنا تبارك وتعالى . اذكري بعض إحسانه .
اللهم اجعلنا من المحسنين
وبعد توبتنا مع اسم الله التواب
لنبدأ صفحة جديدة في كل حياتنا مع خلق الإحسان
1 - فما معنى الإحسان ؟
2 - وما هي أنواع الإحسان ؟
3 - ما معنى قول الله تعالى: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (التوبة: 91) ؟
4 - اذكري بعض الآيات المرغبة في الإحسان .
5 - لنتعلم الإحسان من خالقنا تبارك وتعالى . اذكري بعض إحسانه .
اللهم اجعلنا من المحسنين
معنى الاحسان
لقد تعود الناس بشكل خاطىء أن
يفهموا الإحسان على أنه في عبادات الطاعات فقط، وليس العبادة بمفهومها الشامل
الذي ذكرته الآية الكريمة (( قل إن صلاتى و نسكى و محياي و مماتى لله رب العالمين * لا
شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين )) فالاحسان ليس فقط فى عبادات
الطاعات و لكنه فى كل شئ .
و اذا تأملنا معنى
"الإحسان" في معاجم اللغة، وفي كتاب الله تعالى، وفي السنة المطهرة،
فسنجد معنى أوسع وأشمل من مجرد إتقان عبادة الطاعة لله ، و الاحسان فى معاجم اللغة
مصدر بمعنى الاتقان ، و تقول احسنت الشئ اى اتقنه و تقول احسنت الى شخص اذا قدمت
اليه النفع ، و الاحسان ضد الاساءة
وأَراد بالإحسان: الإخلاص و هو
ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك . و قال احد العلماء : وأراد
بالإحسان الإشارة إلى المراقبة وحُسن الطاعة فمن راقب الله احسن عمله و اتقنه و
اخلص فيه ، فالاحسان معناه اعم و اشمل بكثير مما يفهمنه الناس .
و فى القرآن الكريم وردت كلمة
(حسن ) بتصريفاتها خمس و ثلاثين مرة ،معظمها جاءت تحمل معاني خير الجزاء على فعل
الإحسان إضافة لمعان أخرى أوسع من مجرد إحسان العبادة لله فقط، و تشمل السلوكيات و
الاخلاق ، قال تعالى : (( الذين ينفقون فى السراء و
الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين )) فكظم
الغيظ و العفو عن الناس من مقامات الاحسان ،و قال تعالى : (( إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذى القربى و ينهى عن الفحشاء و
المنكر و البغى يعظكم لعلكم تذكرون )) قال الإمام القرطبي: "إنه تعالى
يحب من خلقه إحسان بعضهم إلى بعض، حتى إن الطائر في سجنك والسنور في دارك لا ينبغي أن تقصر تعهده بإحسانك". وقال ابن عطية: "العدل هو كل مفروض، من
عقائد وشرائع في أداء الأمانات، وترك الظلم والإنصاف، وإعطاء الحق، والإحسان هو فعل كل
مندوب إليه؛ فمن الأشياء ما هو كله مندوب إليه، ومنها ما هو فرض، إلا أن حد الإجزاء منه
داخل في العدل، والتكميل الزائد على الإجزاء داخل في الإحسان".
وقال الإمام الطبري: "وإن معنى الإحسان: أن
تكون سريرته أحسن من علانيته". وقال الإمام البخاري: "(الإحسان) ومنه: ترك معاقبة المسيء على إساءته والعفو عنه". فهذه المعاني كلها تثبت سعة معنى "الإحسان" وشموله ، و فى
السنة المطهرة ورد الإحسان في حديث جبريل عليه السلام الشهير: (قال: ما الإحسان؟
قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) متفقٌ عليه.
قال الإمام النووي شارحًا الحديث: "المراد بالعبادة الطاعة مطلقًا، فيدخل فيه
جميع الوظائف والأعمال".
وذكر ابن الأثير أراد بالإحسان الإشارةَ إلى المراقبة وحُسْن الطاعة، فإن من راقب
الله أحسن عمله" فاستشعار المراقبة يولد امرين
الاتقان و الاخلاص و بذلك جمع الاحسان بين الاتقان و الاخلاص و هذا واضح فى حديث
النبى صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل
شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح،
وليحدَّ أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته) فالله سبحانه و تعالى اوجب علينا الاحسان فى كل
شئ فهو امر واجب و ليس تطوعا فالاحسان حتى للحيوان قال صلى الله عليه وسلم: (في كلِ كبد رطبة أجر) وفيه أن الإحسان إلى الحيوان مما يغفر الذنوب، وتعظم به الأجور.
أنواع الإحسان
يوجد الإحسان فى اللغة و فى الشريعة الإسلامية على ثلاث معان
1- :
إحسان العمل وإتقانه وإصلاحه، أي عمل، سواء كان العمل عبادات او معاملات أو أي عملٍ
كان. - قال الله تعالى : (( بلى من أسلم وجهه لله و هو محسن فله أجره عند ربه و لا خوف
عليهم و لا هم يحزنون )) ، و قال تعالى : (( و من
أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله و هو محسن و اتبع ملة ابراهيم حنيفا و اتخذ الله
ابراهيم خليلا )) فابراهيم عليه السلام كان محسنا فاصطفاه الله و اتخذه
خليلا .
-2إحسان المعاملة و هو الإحسان إلى الناس، كالوالدين
والأقربين واليتامى والمساكين والمسلمين وسائر الخلق أجمعين ، حتى لغير المسلمين لان الاسلام هو دين
الانسانية و يأمر بالاحسان لجميع الناس لما فيه من دعوة الى الاسلام و اخلاقه
الكريمة (( و خالق الناس بخلق حسن ))
3-الإحسان إلى الكون من حولنا؛ الحيوان،
النبات، الأرض، الماء...حتى
الجماد ، قال تعالى : (( و لا تفسدوا فى الارض بعد
إصلاحها و ادعوه خوفا و طمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين )) فامرنا الله
بمعاملة هذه الارض و التى هى من خلق الله معاملة كريمة فاوجب علينا تزيينها و
تجميلها و المحافظة عليها .
فان الإحسان غاية رتب الدين ،و الإحسان الحق ليس إحسان صلاة وصيام فقط، بل هو
منهج حياة وأسلوب معيشة، هو عبادة ومعاملة، هو صلاة وحسن خلق، هو طاعة وأداء الحقوق إلى
أهلها. إنه إن أخذنا أي شيء في حياتنا بجدٍّ وصدق؛ مع ربنا سبحانه، في أنفسنا، في
أعمالنا، في بيوتنا، في تربيتنا لأبنائنا، في تعاملنا مع من حولنا، في التزامنا
بوعودنا ومواعيدنا، وطريقة تفكيرنا ، وفي كل شيء.
و بذلك فان الاحسان احسان
عبادات و معاملات ، و احسان العبادات كالصلاة و الصيام و غيره مرتبط ايضا بالاخلاق
لان إن آداءك للصلاة عبادة ، لكن إحسانك آدائها خلق و الاحسان فى الصلاة هو أن تؤدى الصلاة على أفضل ما يكون و قد علمنا
رسولنا صلى الله على و سلم الاحسان فى حديث جبريل رضى الله عنه ، جاء جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم : قال : يا محمد اخبرني عن الإسلام
، فقال : أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة
وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ، قال : فأخبرني
عن الإيمان : قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
وتؤمن بالقدر خيرة وشره ، قال :فأخبرني عن الإحسان : قال : أن تعبد لله كأنك تراه ، فإن لم
تكن تراه فإنه يراك فهل نستطيع ان نحسن بهذا الشكل أن نعبد الله كأننا نراه ، فإن لم نكن نراه نستشعر
مراقبته الشديدة لنا فى كل خطوةو ليس فى الصلاة فقط ، لكن اعلم أنه عز و جل مطلع علينا في
كل لحظة من لحظات حياتنا في كل حركاتنا و سكناتنا .
و من احسان المعاملات الاحسان
بالوالدين قول عز و جل : " وبالوالدين إحسانا " جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : - يا رسول الله أبايعك على الهجرة والجهاد ، فقال له النبي
: هل من والديك احد حي ؟ قال نعم : بل كلاهما ، قال : أتبتغى الآجر ؟
قال : نعم يا رسول الله قال : : فارجع الى والديك فأحسن صحبتها " و لم يحدد الله جل و على كيفية
الاحسان ليعلمنا ان خلق الانسان ليس محدودا او له نهاية فأنت لست مطالبا بشئ بعينه
. حتى أن الله تعالى قال " وبالوالدين إحسانا
" فقط دون تفصيل و تركك لتحسن بطريقتك .
و من الاحسان الاحسان فى التحية
يقول الله تبارك وتعالي : ((إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها )) حتى عند التحية أنت مطالب بالإحسان ، إذا مد يده مدها أنت أيضا ، إذا ابتسم إليك رد عليه
بابتسامة أوسع، و من الاحسان ايضا الاحسان فى الجدال ((
ادع الى سبيل ربك بالحكمة و المعظة الحسنة و جادلهم بالتى هى احسن ))
,حتى مع غير المسلمين من
أهل الكتاب"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي
أحسن إلا الذين ظلموا منهم " انظر للنبي صلى الله عليه وسلم كيف يجادل بالتى هى أحسن : - جاءه عتبة بن ربيعة فقال : يا أبن أخي إنى عارض عليك
أمورا فقال له النبي : قل يا أبا الوليد فإني أسمع : فعرض عليه أشياء
سخيفة جدا ، عرض عليه أموالا ، وأن يتزوج من أجمل فتيات قريش ، وأن تكون له
العزة والمكانة ، وأن يعالجوه إذا مرض كل ذلك في سبيل أن يترك ما
يدعو إليه فقال له النبي : أفرغت يا أبا الوليد ، قال : نعم ، قال : فاسمع منى .. هكذا يكون الجدال بالحسنى ان تستمع الى الطرف الاخر اولا ثم تقول له انا عندى رأى اخر فالجدال بالحسنى يكون بعيدا كل
البعد عن العصبية ،
و الاحسان يكون حتى فى الكلام
فعليك ان تختار أرق الكلام قال تعالى : ((وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن
الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً)) إذا تحدثت انظر للنبي صلى الله عليه وسلم في اختياره للكلمات
الحلوة . كان أحد البدو يدعى " زاهر " وقد كان ذميما ، وكان غليظا لأنه من البادية ، فكان
الصحابة لا يحبون التعامل معه كثيرا وينفرون
منه إلا النبي صلى الله عليه وسلم كان يعامله برقة شديدة وكان يتودد
إليه ، فبينما كان النبي يمر في السوق إذا " زاهر " يقف وسط السوق وكل
الصحابة بعيدون عنه ، لا أحد يقف معه ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم من
ظهره واحتضنه ، فقال زاهر و هو ذو الشخصية الغليظة . من
هذا ؟ أرسلني ، يقول الراوي : ففتح النبي ذراعيه، فاستدار فوجد النبي صلى
الله عليه وسلم فاتحا ذراعيه ، فيقول زاهر ": فما فرحت بشئ كملاصقتي لجسد
النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أخذ النبي بيدى ووقف فى السوق يقول : من
يشترى هذا العبد ؟ من يشترى هذا العبد ؟ فيقول زاهر : إذن تجدنى
كاسدا يا رسول الله ، فيقول النبي : لكنك عند الله غال – أترون رقة الكلام . و احسن الكلام هو
الدعوة الى الله يقول الله تبارك وتعالى : (( ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله
وعمل صالحا ))إذا أردت أن تكون محسنا في كلامك ، اجعل
كلامك عن الدين ، عن الإسلام.
و الاحسان فى السمع ايضا يقول
لله تبارك وتعالى : (( و الذين يستمعون القول فيتبعون
أحسنه )) فالاحسان بلغ حتى حاسة السمع و هو ان تختار لاذنك احسن الكلام لا
تسمع أذنيك كلاما هابطا ، كلاما بذيئا ... كلاما ليست له قيمة
فالاحسان فى كل شئ إحسان في
العمل:"الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن
عملا", وإحسان في السلوك:"ادفع بالتي
هي أحسن" وإحسان في الخصومة وفي
الطلاق "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"
وإحسان في الجزاء"هل جزاء الإحسان إلا
الإحسان","ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون","ويجزيهم أجرهم
بأحسن الذي كانوا يعملون","ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله",
وإحسان في الشفاعة"من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها"
و احسان الطالب فى مذاكرته و الانسان فى عمله و ربة المنزل فى بيتها فى ترتيب
وتنظيف البيت ، في طهي الطعام ، فى تربية الأولاد . تخيلي أنك كلما أتقنت عملك في البيت أكثر كلما كتبت عند الله محسنة بدرجة أكبر .
و الاحسان الى الحيوان جاء في الحديث
الذى رواه الإمام مسلم فى مسنده " أن بينما رجل قد
أضجع شاته – أي أنامها لكي يذبحها – ثم أخذ شفرته يحدها ، فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم " أتريد أن تميتها مرتين ؟ فقال : وكيف ذلك ؟ قال :
هل أحديت شفرتك ثم أضجعتها ؟ .
أليس عظيما هذا الدين الذي طبّق في كل أمور حياتنا وعلمنا الإحسان فى كل شئ ، حتى فى
الحرب يقول النبي للجيش فى غزوة مؤتة عند خروجهم " انطلقوا باسم الله ، على ملة رسول الله
، لا تقتلوا شيخا فينا ، لا تقتلوا أمرآة ، لا تقتلوا صغيرا ، لا تقتلوا
رضيعا ، لاتهدموا بناءا لاتحرقوا شجرا ، لا تقطعوا نخلا ، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين " الاحسان حتى و انت تقتل الكافر (( فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب )) حدد الله
مكان الضرب عند القتل – عند الرقبة – والضرب أي
مباشرة دون تعذيب أترون عظمة هذا الدين الذي يحسن حتى للكافر وهو يموت .
و بذلك فان الاحسان يشمل الدين كله ،و يقول ابن القيم عن خلق
الاحسان:" هو لب الايمان وروح الايمان وكمال الايمان ولو جمعنا فضائل الأعمال
كلها من صلاة وذكر وصيام و.. لدخلت تحت الاحسان"فالاحسان يشمل الاسلام كله .
قال تعالى : (( ما على المحسنين من سبيل و الله غفور رحيم ))
يقول الإمام القرطبي "هذه الآية أصل في رفع العقاب عن كل
محسن"، فـإن الإحسان غاية رتب الدين وأعظم أخلاق عباد الله الصالحين ، فيرتفع القرآن
بالمحسنين إلى درجة العفو الكامل عنهم
بعض الآيات القرآنية المرغبة فى الإحسان
يقول الله عز و جل " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين"
ويقول الله تبارك وتعالى " إن رحمة الله قريب من المحسنين"
اى إن رحمة الله قريب من الإنسان الذى يتقن أي شئ يكلف به
يقول الله تبارك وتعالى : " واصبر فإن الله لا يضيع اجر المحسنين "
يقول الله تبارك وتعالى : " إن الله مع الذين اتقوا
والذين هم محسنين " . إذن الله مع المحسنين ، فالمحسنين لهم منزلة خاصةيحبهم
الله ويبشرهم ويجزيهم ويزيد في
أجورهم ويرزقهم ويصل القرآن بهم إلى درجة من التسامي الوضىء إلى درجة أن يكون القرآن
أنزل من أجلهم وأن يكون خاصا بهم(تلك آيات الكتاب الحكيم هدى
ورحمة للمحسنين),(فإن الله أعد للمحسنات منكن
أجرا عظيما)
و يقول الله تبارك وتعالى : " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة "
والزيادة هى رؤية الله عز وجل فبشر الله المحسنين برؤية وجهه الكريم عيانا
لنتعلم الاحسان من خالقنا جل و على
أمرنا الله تعالى بان نحسن كما
أحسن الينا ،، قال جل و على (( و احسن كما أحسن الله
اليك )) فلننظر الى صفة من صفات الله جل و على لنتعلم منها و نأخذ بها ،
يقول الله تبارك وتعالى : " الذى أحسن كل شئ خلقه
"
فاذا نظرت فى كل شئ حولك فلن تلاحظ وجود أي نقص او أي اعوجاج او
قصور فى خلقه تبارك وتعالى ، يقول تبارك وتعالى " وزيناها للناظرين ، فأرجع البصر هل ترى من فطور " وهو يصف السماء ويسألك أن ترجع البصر وتنظر
هل سترى أى اعوجاج؟ هل ترى أى قصور ؟ كان من الممكن أن يجعل الله عز و جل للسماء وقت الشروق ووقت الغروب
لونين فقط أبيض وأسود ، لكن انظر لجمال المنظر وتعدد الألوان ، انظر للإحسان فى
الخلق .. إنه بديع السموات والأرض . انظر الى نفسك ، يقول الله تبارك
وتعالى :" لقد
خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم " أي خلقتك على أكمل ما يكون انظر الى العينين ومكانيهما ، إلى اللسان و
مكانه ، انظر الى جسدك … يقول الله تبارك
وتعالى : "وصوركم فأحسن صوركم" فلنتعلم من الله و نتحلى بهذا الخلق العظيم " وأحسن كما أحسن الله إليك
" ، فالله جل و على احسن اليك و احسن الى الكون من حولك لتتعلم
الاحسان ، فاذا نظرنا مثلا الى مملكة النحل نرى تكامل الوظائف بين اعضائها هذا
التكامل ايضا موجود فى المجتمع فنرى
الطبيب و المهندس و المعلم هذا التكامل ليظل الناس فى حاجة الى بعضهم و ليكون هناك
اثراء للحياة فهذا من احسان الله جل و على ، فلننظر كيف احسن الينا لنتعلم الاحسان
،أحسن الله خلق الكون ،
وأحسن إلينا ، وأحسن فى كتابه المنزّل علينا فأنزل فيه أحسن الحديث (( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود
الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به من
يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد )) .