اسم الله الوكيل
الوكيل هو الموكل اليه امورعباده ،فالله جل و على سمى نفسه الوكيل لانه وكل أمور خلقه إلى نفسه ,ووكل عباده المتوكلون عليه أمورهم إليه فكان وكيلهم فهوالذي يتولى بإحسانه شئون عباده فلا يضيعهم ولا يتركهم ولا يكلهم إلاغيره قال تعالى
: (( و توكل على الله و كفى بالله وكيلا ))
وحقيقة التوكل على الله أن يعلم العبد أن الله كافل رزقه وأمره فيركن إليه وحده ولا يتوكل
على غيره قال تعالى : ((و من يتوكل على الله فهو حسبه )) اى كافيه ، فمن توكل عليه تولاه وكفاهويقول العلماء عن التوكل أنه إنطراح القلب بين يدى الرب كإنطراح الميت بين يدى المغسل يقلبه
كيف يشاء وهو الاسترسال مع الله مع ما يريده الله قال الله تعال : (( قل هو الرحمن آمنا به و عليه توكلنا )) و قال جل و على : ((وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين))أي التوكل من علامات الإيمان، ومن سمات المؤمنين. و قال تعالى : ((وتوكل على الحي الذى لايموت وسبح بحمده)) سبحان الله فكيف يتوكل الانسان على من يموت و يترك الحى الذى لا يموت .
وحقيقة التوكل هو ان تفعل كل ما تستطيع و تأخذ بجميع الاسباب ثم تقول ( وكلتك يارب
) ثم تطمئن لان الله لن يضيعيك و لكن عندالله شرط إذا أردت أن توكله، هو أن تبذل كل ما تستطيع، فهو لا يقبلك إذا كنت متواكلاً ، و لكن تبذل كل ما تستطيع ثم تلجأ إليه تمام اللجوء لإيمانك بأنه بيده ملكوت كل شئ و أنه المتحكم بكل شئ ، و هو القائل جل و على (( لله غيب السموات و الأرض و اليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه )) و هو (( رب المشرق و المغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا )) فاطمئن لان الله لن يضيعيك فانت تتوكل على المالك المهيمن العظيم الذى بيده مقاليد كل شئ .
فمن قال بقلبه حسبى الله و نعم الوكيل فقد مضى عقد الوكالة مع الله (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ))فالله هو كافيه من كل ما أهمه و هو نعم الحفيظ .فالمسلم اذا وقع فى مصيبة او ظلم يفوض امره الى الله
و يسلم اليه ،( حسبنا الله و نعم الوكيل ) قالها إبراهيم عندما ألقى فى النار و قالها
اصحاب النبى صلى الله عليه و سلم بعد غزوة أحد ((الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )) فلما فوضوا أمورهم الى الله و وثقوا به و اعتمدوا
بقلوبهم عليه أعطاهم النعمة و الفضل و صرف السوء و اتباع الرضا (( فانقلبوا بنعمة من الله و فضل
لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم ))فتوكيل العبد لله هو تسليم لربوبيته
وقيام بعبوديته لانه يؤمن ان الله له الوكالة التامة و له تمام القدرة و التدبير فيأخذ بجميع الاسباب و يفعل كل ما يستطيع ثم يسلم جميع أموره لله و كله ثقة و يقين ان الله لن يضيعه فيطمئن و يستريح .
و قد أوصانا النبى صلى الله عليه و سلم حتى نستشعر اسم الله الوكيل فى قلوبنا أن من قال صباح كل يوم"حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" سبع مرات كفاه الله شأن هذا اليوم، ويقول أيضاً أن من يقول حين يخرج من بيته "بسم الله توكلت على الله ولاحول ولاقوة إلا بالله " يقول
له الملك " هُديت وكُفيت ووُقيت
"، فيقول شيطان لشيطان آخر"ماذا نفعل برجل هُدي وكُفي ووُقي".وفى الصحيحين فى حديث السبعين
ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب.هم: "الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون"متفق عليه
و النبى صلى الله عليه و سلم من اسمائه المتوكل ففى الحديث : " و سميتك المتوكل " و من اهم دروس التوكل
على الله موقف النبى صلى الله عليه و سلم يوم الهجرة فقد أخذ بجميع الاسباب حتى وصل الكفار الى الغار عندها قال أبو بكر – رضي الله عنه
- : لو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآنا ، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :" ما بالك باثنين الله ثالثهما ، لا تحزن إن الله معنا"لنعلم ان الله هو الوكيل و كان الصحابة الكرام يقولون كنا نرى رسول
الله صلى الله عليه و سلم يأخذ بالاسباب حتى نقول اين التوكل ؟ و يتوكل على الله
حتى نقول أين الأخذ بالاسباب .
و فى حديث النبى صلى الله عليه و سلم :" لو أنكم توكلتم على الله حقتوكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً و تروح بطاناً " هكذا يجب أن يكون المؤمن قلبه متعلقا بالله كقلب الطير ، يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : "يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير"فكن طيرا جعل من الوكيل حياته.