حب العباد لله
إن مما يتمناه كل مؤمن في هذه الدنيا التيقن من حب الله عز وجل ، فتجده في كل مواقف حياته يتلمس هذا الحب ويبحث عنه ، فإذا وقع في أمرٍ ما تدبّره وحاول الوقوف على خفاياه باحثاً دون ملل عن أثر حب الله له ، فإذا أصابته مصيبة صبر لله تعالى واستشعر لطف الله عز وجل فيها حيث كان يمكن أن يأتي وقعها أشد مما أتت عليه ، وإذا أصابته منحة خير وعطاء شكر الله سبحانه وتعالى خائفاً من أن يكون هذا العطاء استدراجاً منه عز وجل ، فقديماً قيل : " كل منحة وافقت هواك فهي محنة وكل محنة خالفت هواك فهي منحة ".
لهذا فإن المؤمن في حال من الترقب والمحاسبة لا تكاد تفارقه في نهاره وليله، ففيما يظن الغافل أن عطاء الله إنما هو دليل محبة وتكريم ، يؤمن المؤمن أن لا علاقة للمنع والعطاء بالحب والبغض لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لايحب ولا يعطي الدين إلا من يحب " رواه الترمذي .
بل إن حب الله لا يُستجلب إلا بمتابعة منهجه الذي ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، فإن اتباع هذا المنهج هو الذي يوصل إلى محبته تعالى : "لأن حقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب ، وهي موافقته في ما يُحب ويُبغض ما يبغض ، والله يحب الإيمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان " طب القلوب، ابن تيمية ، ص183.
والوصول إلى محبة الله عز وجل يستوجب أيضاً أن يترافق حب العبد لله مع حبه لرسوله عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله " آل عمران ، 31.
إن مما يتمناه كل مؤمن في هذه الدنيا التيقن من حب الله عز وجل ، فتجده في كل مواقف حياته يتلمس هذا الحب ويبحث عنه ، فإذا وقع في أمرٍ ما تدبّره وحاول الوقوف على خفاياه باحثاً دون ملل عن أثر حب الله له ، فإذا أصابته مصيبة صبر لله تعالى واستشعر لطف الله عز وجل فيها حيث كان يمكن أن يأتي وقعها أشد مما أتت عليه ، وإذا أصابته منحة خير وعطاء شكر الله سبحانه وتعالى خائفاً من أن يكون هذا العطاء استدراجاً منه عز وجل ، فقديماً قيل : " كل منحة وافقت هواك فهي محنة وكل محنة خالفت هواك فهي منحة ".
لهذا فإن المؤمن في حال من الترقب والمحاسبة لا تكاد تفارقه في نهاره وليله، ففيما يظن الكافر أن عطاء الله إنما هو دليل محبة وتكريم ، يؤمن المسلم أن لا علاقة للمنع والعطاء بالحب والبغض لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لايحب ولا يعطي الدين إلا من يحب " رواه الترمذي .
بل إن حب الله لا يُستجلب إلا بمتابعة منهجه الذي ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، فإن اتباع هذا المنهج هو الذي يوصل إلى محبته تعالى : "لأن حقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب ، وهي موافقته في ما يُحب ويُبغض ما يبغض ، والله يحب الإيمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان " طب القلوب، ابن تيمية ، ص183.
والوصول إلى محبة الله عز وجل يستوجب أيضاً أن يترافق حب العبد لله مع حبه لرسوله عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله " آل عمران ، 31.
مراتب حب الله عز وجل
إن حب الله لعباده هو على مراتب ودرجات متصلة بحب العبد لله ، فكلما زاد حب العبد لله ورسوله زاد حب الله عز وجل لهذا العبد ، وأول من يستحق هذا الحب هم أنبياء الله سبحانه وتعالى الذين جعلهم الله سبحانه وتعالى أخلاّءه فقال عز وجل : "واتخذ الله إبراهيم خليلاً " النساء ، 125.
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً " أخرجه الحاكم .
والخُلّة " اخصُّ من مطلق المحبة
ويأتي بعد ذلك حب المؤمنين وهم اولياء الله المتقين .
ويتفاوت المؤمنون في هذا الحب بتفاوت أعمالهم التي تقربهم إلى الله عز وجل، قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي : " من تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرّب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " رواه البخاري .
جاء في الحديث القدسي "وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه " .
وقال عز وجل في تتمة هذا الحديث القدسي " ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به " رواه البخاري .
قال تعالى : (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة24
لا حرج عندئذ أن يستمتع المسلم بكل طيبات الحياة ؛ على أن يكون مستعدا لنبذها كلها في اللحظة التي تتعارض مع مطالب العقيدة .
فتعالي معي لنملأ قلوبنا أنا وانت حباُ لله .
تعالي لنعيش دقائق نغرس حب الله في قلوبنا .
أختي :- كم هي نعم الله علينا بالليل والنهار .
أختي :- من عافاك ، من سترك ، من أمَنك من أعطاك من حماك من رزقك ؟
من وهبك الا الله ؟
ومن أجل هذه النعم :
نعمة الإسلام : فلو لم يكن بحبك ما كان سماك باسم الإسلام
حبيبتي هل كان لك ادنى فضل في كونك مسلمة هل يزعم أحد منا أنه دعى ربه في بطن أمه أن يخرجه مسلما ففعل .
كان من الممكن أن تكون حطبا لجهنم تولد على الكفر وتموت عليه ولكنه يحبك جعلك مسلما.
((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))آل عمران26
* لأنه يحبك أرشدك اليه عن طريق آثار قدرته وملامح عظمته .
سبحانه خلق فأبدع وسمى نفسه البديع وجَمل فأتقن فهو الجميل .
عجبا كيف لا يعبده من رأى آثاره وكيف لا يعرفه من لمح أنواره
((تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ))الإسراء44
وهو تعبير تنبض به كل ذرة في هذا الكون الكبير ، وتنتفض روحا حية تسبح الله . فإذا الكون كله حركة وحياة ، وإذا الوجود كله تسبيحة واحدة ، ترتفع في جلال إلى الخالق الواحد الكبير المتعال .
وإنه لمشهد كوني فريد ، حين يتصور القلب . كل حصاة وكل حجر . كل حبة وكل ورقة . كل زهرة وكل ثمرة كل نبتة وكل شجرة كل حشرة وكل زاحف كل حيوان وكل انسان كل دابة على الارض وكل سابحة في الماء والهواء ومعها سكان السماء كلها تسبح الله وتتوجه الى علاه فلا اله إلا الله
حبيبتي:- لماذا تتودد الى من يجافيك وتجافي من يتتودد اليك
سبحانه من اله يتودد الى خلق عنه معرضون
فيا عجبا كيف يعصى الإله *** أم كيف يجحده الجاحد
ولله في كل تحريكة وفي *** كل تسكينة شاهــد
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه الواحــــد
*حبيبتي من تحبي أكثر مالك أم الله،
اسألي نفسك من أغلى شيء في حياتك أهلك دنياك أم الله .
أياك أن تحبي شيء مثل حبك لله أو أشد
قال تعالى : ((ومِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ)) 165 البقرة
إنهم يحبون الله نعم لكنهم يساوون هذا الحب بحب آخر
ويوم القيامة يقول أمثال هؤلاء
((تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ إ ِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ))الشعراء98
قال أحد السلف : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وماذاقوا اطيب ما فيها قيل وماذاك
قال محبة اللة ومعرفة اللة .
إسمعي قول موسى عليه السلام
قال تعالى ((وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ))طه84
يارب انا قادم اليك انا منطلق اليك لماذا لأرضيك فأرضى عني يا ارحم الراحمين
وهذا ابراهيم علية السلام يقول
كما قال تعالى: ((وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ))الصافات99
وهذا نبييا محمد صلى الله عليه وسلم يدعو الله ويقول (( اللهم إلى اسألك حبك هل هذا يكف لا وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني الي حبك)).
اللهم ما رزقتني مَما أحب فأجعله قوة لي فيما تحب وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا لك فيما تحب)).
* حبيبتي : كل إنسان يعاملك ليربح منك ويكسب عليك أما الله يعاملك لتربح أنت منه وتكسب عليه فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة لأنه يحبك والسيئة عليك واحدة وهي أسرع شيء إلى المحو
دمعة واحدة تمحو الآف الخطايا وخطوة قصيرة في الطاعة تنسف أطنان الذنوب كيف لا وقد سمى نفسه الغفور .
سبحانه جل وعلا يشكراليسير من العمل ويمحوا لكثير من الزلل لأنه يحبك أسمع إليه وهويقول .
((إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة فإن هو عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف وإذا هم بسئية ولم يعملها لم أكتبها عليه فإن عملها كتبتها سيئة واحدة ))
وقال جل وعلا كما في الحديث القدسي ((إذا تقرب إلي عبدي شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب إلَي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ))
سبحانه ماذا يكسب منك ماذا سيربح عنك حاشاه هو الغني لا تنفعه طاعاتنا ولا تضره معاصينا هذا كله لإنه يحبك .
إذاً لماذا لا تحبه وتجعل حياتك كلها في رضاه .
لإنه يحبك ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة نزولا يليق بجلاله فينادي الجموع الغافلة والاجفان التائمة باطيف قوله وحلو ندائه فيقول :
((هل من سائل فأعطيه سؤاله هل من مستغفر فأغفر له ))
حبيبتي :- إليس لك إلى الله حاجة في أمر دنيا أو في أمر آخرة ؟
هل إستغنيت عن ربك ،
هل استكفيت حاجتك منه
هل حللت كل مشاكلك
هل تخلصت من متاعبك
رد علي وأجيبي ، ألا تشكوا قسوة القلب ألا تعاني هجر القرآن إلا يسوؤك حالك مع الله إلا يواجهك ضيق عيش ، أو عقوق ولد أو مرض أو وقوع في بلاء , ألا تتألمين لحال الأمة ؟
إذا هلمي إليه إن كان يواجهك شيء
ارفعي شكواك، قدمي نجواك هنا في الثلث الأخير هنا فاتحة الأحزان وفاتحة الرضوان وجنات النعيم الدنيوي والكرم الألهي . قفي مع الله وقولي :
أنا العبد الذي كسـب الذنوبا *** وصـدته الأمـاني أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينـا *** علـى زلاتـه قلقـاً كئيبا
أنا العبد الذي سطرت عليـــه***صحائف لم يخف فيها الرقيب
أنا العبد المسئ عصيت سـراً *** فمالي الآن لا أبـدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضـاع عمري *** فلم أرعَ الشـبيبة والمشـيبا
أنا العبـد الغـريق بُلجِّ بحـر *** أصيح لربمـا ألقـى مجيبـا
أنا العبد السـقيم من الخطايا *** وقـد أقبلت ألتمس الطبيبـا
أنا العبد الشريد ظلمت نفسي ***وقد وافيت بابكم منيبا
عجبا لك يا عبد الله ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه وجعل دونها الحرس والحجاب وتنسى من بابه مفتوح إلى يوم الدين .
لإنه يحبك لا يزداد على كثرة السؤال إلا جودا وكرما سبحانه هذا حبه لك فأين حبك له لو ناداك أبوك يطلب منك منفعة له لأجبته وهذا هو الله العلي العظيم يناديك لمنفعتك فتنامي عنه.
لو أسدى إليك أحد أصحابك معروفا ثم طلب منك أن ترده في السحر لما تأخرت عنه
اذا لم التأخير مع من أنت مغمور في بحر نعمه أين رد الجميل ياناكر الجميل ، إسمع حبيبتي وتأملي مع كثرة معاصيك تواتر إحسان الله إليك .
قواك على طاعته وأعانك على بره وحبب إليك الإيمان وزينه في قلبك.
غرس في قلبك غرس الفطرة فعَرفك نفسك قبل أن تطلب.
أسجد الملائكة لأبيك بل وطرد إبليس من سمائه وأخرجه من جنته وابعده عن قربه لإنه لم يسجد لك وأنت لم تزل بعد نطفة في صلب أبيك .
.
حبيبتيي هل امتلأ قلبك حبا لله ؟.
إسمعي إلى من أحب الله وأحبهم الله .
1- يقول أبن القيم في القلب شغف (تفرق أو تمزق) لا يلمه إلا الإقبال على الله ، و في القلب وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله ، و في القلب خوف و قلق لا يذهبه إلا الفرار إلى الله ، و في القلب حسرة لا يطفؤها إلا الرضا بالله عز و جل.
2- يقول أبن القيم إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغنى أنت بالله ، و إذا فرح الناس بالدنيا ففرح أنت بالله ، و إذا أنس الناس بأحبابهم إئنس أنت بالله ، و إذا ذهب الناس إلى ملوكهم و كبائرهم يسألونهم الرزق و يتوددون إليهم فتودد أنت إلى الله.
3- يقول أبن القيم لا تسأم من الوقوف على بابه ولو طردت ، ولا تقطع الاعتذار ولو ردت فإذا فتح الباب للمقبولين فأدخل دخول المتطفلين و أبسط يدك على بابه و قل له مسكين فتصدق عليه.
4- يقول أبن تيمية مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا و ما ذاقوا أحلى ما فيها ، فقيل له ما أحلى ما فيها قال حب الله عز وجل.
5- سيدنا طلحة الأنصاري رضي الله عنه و أرضاه وقف يصلي في بستانه ، رأى طيرا طلع من وسط الشجر فتعلق عيناه بالطير حتى خرج ،حتى نسي كم صلى فذهب إلى النبي صلى الله علية و سلم يبكي و يقول يا رسول الله انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت يا رسول الله ، البستان صدقة في سبيل الله ضعه حيث شئت لعل الله يغفر لي.
6- يقول الإمام الغزالي إن الرجل ليسجد السجدة يظن إنه تقرب بها لله عز و جل و والله إن ذنب هذه السجدة لو وزع على أهل بلدته لهلكوا ،قيل كيف تقول هذا ، قال يسجد برأسه بين يد مولاه و قلبه منشغل باللهو و المعاصي و الشهوات و حب الدنيا فأي سجدة لله هذه.
7 - عروة ابن الزبير (هو ابن الزبير ابن العوام و و خالته السيدة خديجة) أصاب قدمه السرطان قالوا له لابد أن تقطع قدمك ، قالوا له نسقيك المسكر ،قال لا أستعين بغضب الله على طاعة الله ، فقالوا نسقيك المرقد (شئ ينيم) ،فقال لا أحب أن يسلب جزء من أعضائي و أنا نائم ، قالوا فنأتي بالرجال تمسكك ، قال أنا أعينكم على نفسي ، قيل له كيف ، قال دعوني أصلي فاذا وجدتني لا أتحرك و قد سكنت جوارحي و استقرت فأنظرني حتى أسجد فإذا سجدت فما عدت في الدنيا فافعلوا ما شئتم ، يقولون جاء الطبيب فأنتظره لما سجد فأتى بالمنشار يقطع القدم يعرق الرجل ولا يصرخ نسمعه وهو يقول لا إله إلا الله لا إله إلا الله رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبي و رسولا حتى أغشى عليه ولم يصرخ صرخة ،فلما أفاق أتوه بقدمه فنظر إليها و قال :أقسم بالله إني ما مشيت عليك إلى حرام و يعلم الله لكم وقفت عليك في الليل قائما لله ،فقال له أحد أصحابه يا عروة أبشر جزء من جسدك سبقك إلى الجنة ،فقال والله ما عزاني أحد أفضل من هذا العزاء.
8- كان الحسن بن علي إذا دخل في الصلاة يجدونه يرتعد و يتزلزل و يتلون وجهه ، فيقولوا له لماذا يحدث لك ذلك ، فيقول أتدرون بين يدي من أكون الآن.
9- الإمام علي بن أبي طالب إذا توضئ يرتجف ، فيقولوا له يا أمير المؤمنين لماذا ترتجف كلما توضأت ، فقال الآن أحمل الأمانة التي عرضت على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقنا منها و حملتها أنا حملتها أنا.
<
10- سؤل حاتم الأصم كيف تخشع في صلاتك ،فقال أخشع في صلاتي بأن أقوم فأكبر و أتخيل أن الكعبة بين عيني و أن الصراط تحت قدمي و أن الجنة عن يميني وأن النار على شمالي و أن ملك الموت وراأي و أن رسول الله يتأمل صلاتي و أظنها أخر صلاة لي فأكبر لله تعظيما و أقرأ بتدبر و أركع بخضوع و أسجد بخضوع و أجعل في صلاتي الخوف من الله و الرجاء في رحمته ثم أسلم و أقول أتراها قبلت أم لا.
11- قال تعالى "ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله." سورة الحديد. يقول أبن مسعود لما نزلت ما كان بين إسلامنا و نزول هذه الآية إلا أربعة سنوات فعاتبنا ربنا على قلة خشوعنا فبكينا لمعاتبة الله لنا ،فكنا نخرج نعاتب بعضنا البعض نقول أسمعت قول الله "ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" فيسقط الرجل منا يبكي على نفسه على عتاب الله له.
12- يقول الإمام الغزالي أجمع قلبك و أبحث عن قلبك في ثلاث مواطن عند قراءة القران و عند الصلاة و عند ذكر الموت فإن لم تجد لك قلب في هذه الثلاثة فسل الله أن يمن عليك بقلب فلا قلب لك.<
13- عبد الله بن جحش قبل أُحد يرفع يديه إلى السماء يا رب أسألك أن ترزقني غدا رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم أسألك أن ترزقني رجل آخر من الكفار أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم اسألك أن ترزقني رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم اسألك أن ترزقني رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فيقتلني ويبقر بطني ويجدع أنفي ويقطع أذني فأتيك يوم القيامة هكذا فتقول فيما حدث هذا فأقول فيك و من أجلك يا رب فيقول صدقت .
ِ((إنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ
وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ))التوبة111
يقول سعد بن معاذ والله يارسول الله لقد رايته بعد المعركة قد جدع أنفه وبقر بطنه وقطعت أذنه وحوله اثنين من الكفار ، الله أكبر صدق مع الله فصدقه الله .
14 - وفي خلافة عمر، خرج عبد الله مع جيش المسلمين المتجه إلى الشام لقتال الروم، فأسره الروم ومعه بعض المسلمين، ، وذهبوا به إلى قيصر، فقال له قيصر: هل لك أن تتنصر وأعطيك نصف ملكي؟ فقال عبد الله: لو أعطيتني جميع ما تملك، وجميع ملك العرب، ما رجعت عن دين محمد طرفة عين. فقال قيصر: إذًا أقتلك، فقال عبد الله: أنت وذاك. فقال القيصر للرماة: ارموه قريبًا من بدنه، وأخذ يعرض عليه المسيحية وعبد الله يأبى، فقال القيصر: أنزلوه، ودعا بوعاء كبير فصبَّ فيه ماء، وأشعل تحته النار، ودعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقى فيها، فاستشهد وهو ثابت على دينه، فبكى عبد الله، فقيل للملك: إنه بكى. فظن الملك أنه جزع.
فقال الملك: ردوه. ثم سأله: ما أبكاك؟ فقال عبد الله: قلت هي نفس واحدة، تلقى الساعة، فتذهب فكنت أشتهي أن يكون بعدد شعري أنفس تلقى في النار في سبيل الله. فقال الملك: هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك، فقال عبد الله: وعن جميع الأسرى؟ فقال الملك: نعم، فقبل عبد الله رأسه، وأخذ عبد الله جميع الأسرى، وقدم بهم إلى عمر، فأخبره بما حدث، فقال عمر: حق على كل مسلم أن يقبِّل رأس ابن حذافة، وأنا أبدأ، فقبل رأسه. [ابن عساكر]. وانتقل عبد الله إلى مصر مع جيش عمرو، واستقر فيها حتى مات في خلافة عثمان.
حبيبتي إذا فرح الناس بالدنيا فأفرح أنت بالله .
حبيبتي إذا أنس الناس بالناس فأنس أنت بالله .
حبيبتي إذا استغنى الناس بالناس فأستغني أنت بالله.
حبيبتي إذا تودد الناس إلى الناس فتودد أنت إلى الودود الرحيم .
واتصل به واطرق بابه وقل له مسكين يارب فتصدق عليه .
واتصل به واطرق بابه وقل له أنا عبد ك الفقير المسكين .
ما هي صفات من يحب الله ؟
14- سئل الجنيد ما هي صفات من يحب الله فقال :
هو عبد ذاهب عن نفسه متصل بربه إن تكلم فعن الله وإن سكت فمع الله وإن تحرك فبأمر الله وإن نطق فبالله ومع الله.
15- وقال الحسن البصري في قوله تعالى ((ياأيتها النفس المطمئنة )) النفس المؤمنة أطمأنت الى الله واطمأن اليها واحبت لقاء الله واحب لقاءها ورضيت عن الله ورضي عنها فأمر بقبض روحها فغفر لها وادخلها الجنة وجعلها من عباده الصالحين))
لله در القائل :
فليتك تحلوا والحياة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب
مراتب حب الله عز وجل
إن حب الله لعباده هو على مراتب ودرجات متصلة بحب العبد لله ، فكلما زاد حب العبد لله ورسوله زاد حب الله عز وجل لهذا العبد ، وأول من يستحق هذا الحب هم أنبياء الله سبحانه وتعالى الذين جعلهم الله سبحانه وتعالى أخلاّءه فقال عز وجل : "واتخذ الله إبراهيم خليلاً " النساء ، 125.
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً " أخرجه الحاكم .
والخُلّة " اخصُّ من مطلق المحبة بحيث هي من كمالها ، وتخلّلها الحب حتى يكون المحبوب بها محبوباً لذاته لا شيء آخر " . طب القلوب ، ص229.
ويأتي بعد ذلك حب المؤمنين وهم اولياء الله المتقين .
ويتفاوت المؤمنون في هذا الحب بتفاوت أعمالهم التي تقربهم إلى الله عز وجل، قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي : " من تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرّب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " رواه البخاري .
وهذا التقرب يدرك العبد كيفيته بالإطلاع على أوامر الله ونواهيه ، فينفذ الأمر ويتجنب النهي ، ويترك المكروه ، كما يفعل المحبوب ،
.
وقد عدّد القرآن الكريم الخصال التي تقرب المؤمنين إلى الله وتجعلهم يفوزون بحبه ، فورد في كتابه الكريم أنه سبحانه وتعالى يحب التوّابين ويحب المتطهّرين ، ويحب المتقين ، ويحب الصابرين ويحب المتوكلين ، ويحب المقسطين ، ويحب المحسنين...
فعلى العبد أن ينمّي علاقته بربه وان يحاول جاهداً أن يتصف بالصفات التي تقربه منه عز وجل وتقوّي في نفسه محبته ، فإذا قويت هذه المحبة أصبح ممن يستحقون حب الله ورضوانه .
التماس حب الله عز وجل :
يستطيع المؤمن الذي اتخذ من القرآن والسنة منهجاً لحياته أن يتلمس أثر حب الله ورضاه في نفسه ، وذلك بطرق مختلفة اهمها رضاه عن الله عز وجل ، فمن كان راضياً عن الله عز وجل كان ذلك من أبلغ الدلائل على رضا الله عنه .
وقد أكّد ابن قيم الجوزية ان العبد يستطيع أن يتلمس أثر حب الله في قلبه في مواطن عديدة منها :
"الموطن الأول : عند أخذ المضجع حيث لا ينام إلا على ذكر من يحبه وشغل قلبه به .
الموطن الثاني : عند انتباهه من النوم ، فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه.
الموطن الثالث : عند دخوله في الصلاة ، فإنها محكُ الأحوال وميزان الإيمان ... فلا شيء أهم عند المؤمن من الصلاة ، كأنه في سجن وغمّ حتى تحضر الصلاة ، فتجد قلبه قد انفسح وانشرح واستراح ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال : "يا بلال أرحنا بالصلاة ".
الموطن الرابع : عند الشدائد والأهوال ، فإن القلب في هذا الموطن لا يذكر إلا أحب الأشياء إليه ولا يهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده " .
وتزداد الحاجة إلى الثبات في هذا الموطن الأخير لكون المؤمن أشد عرضة للبلاء من غيره من البشر ، خاصة إذا أراد أن يصل إلى الحب المتبادل بينه وبين الله عز وجل .
فوائد حب الله عز وجل :
1- إن أول فائدة تعود على المؤمن الذي يحبه الله عز وجل هي أن يجعله من عباده المخلصين ، فيصرف بذلك عنه السوء والفحشاء ، قال تعالى : " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين " يوسف : 24.
وهذا الإخلاص يحصل للمقربين الذين جاهدوا في الله حق جهاده ، أما المؤمن فينال من هذا الإخلاص على قدر قربه من الله ،
2- جاء في صحيح مسلم تعليقاً على قوله تعالى : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً " مريم ، 96. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية في حديث البخاري (3209) : " إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض " .
3- ومن فوائد حب الله عز وجل التي يجنبها المؤمن في الآخرة غفران الذنوب ، لقوله تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " آل عمران ، 31.
4- ومنها الفوز والنجاة من عذاب يوم القيامة ، يروى انه سئل يعض العلماء أين تجد في القرآن ان الحبيب لا يعذب حبيبه ؟ فقال في قوله تعالى : " وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ " المائدة ، 18.
لهذا كان مما روي من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك ، اللهم ما رزقتني مما احب فأجعله قوة لي فيما تحب ، وما زويت عني مما أحب فأجعله فراغاً لي فيما تحب ، اللهم اجعل حبك أحبّ إليّ من أهلي ومالي ومن الماء البارد على الظمأ ، اللهم حببني إلى ملائكتك وانبيائك ورسلك وعبادك الصالحين ، اللهم اجعلني أحبك بقلبي كله وأرضيك بجهدي كله ، اللهم اجعل حبي كله لك ، وسعيي كله من مرضاتك ".
فليس بعد هذا الدعاء إلا التأكيد على أن من لم يكفه حب الله فلا شيء يكفيه ، ومن لم يستغن بالله فلا شيء يغنيه .