صلاة السّاعات وقدّاس القدّيس باسيليوس الكبير

(صباح الخميس العظيم المقدّس) (pdf)

السّاعة الأولى

الكاهن: تبارك الله إلهنا كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

القارئ:

الكاهن: لأنّ لك الملك والقدرة والمجد، أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

القارئ:



المزمور الخامس

لكلماتي استمعْ يا ربّ، تفهَّمْ صراخي، أَصغِ إلى صوت طلبتي يا ملكي وإلهي.

فإنّي إليك يا ربّ أصلّي، بالغداةِ تستمعُ صوتي.

بالغداةِ أقفُ قدَّامك وتراني، لأنك لستَ إلهًا يؤْثرُ الإثم.

ولا يساكنُك الشّرّيرُ، ولا يثبتُ مخالفو النّاموس أمام عينيك.

أبغضتَ جميعَ فاعلي الإثم، وتهلكُ كلَّ الّذين يتكلّمون بالكذِب.

رجلُ الدّماءِ والغاشُّ يرذُلُه الرّبُّ.

وأنا بكثرةِ رحمتِك أدخلُ إلى بيتِك، وأسجدُ نحو هيكلِ قُدْسِكَ بخوفك.

يا ربّ ارشدْني في عدلِك من أجل أعدائي، سهّلْ قدَّامك طريقي.

فإنّهُ ليس في أفواهِهم صدقٌ، وقلوبُهم باطلةٌ.

حلوقُهم قبورٌ مفتَّحةٌ، وقد غشُّوا بألسنتهم، فدِنْهم يا الله.

وليسقطوا في مؤامرتِهم، ولكثرةِ نفاقِهم أقصِهم، فإنّهم قد تمرَّدوا عليك يا ربّ.

وليفرحْ جميعُ المتَّكلين عليك، إلى الأبد يبتهجون، وتحلُّ فيهم.

ويفتخرُ بك الّذين يحبُّون اسمك، فإنّك أنت تبارك الصِّدّيق.

يا ربّ كما بسلاحِ مسرَّتِك كَلَّلْتَنا.


المزمور التّاسع والثّمانون

يا ربّ ملجأً كنتَ لنا في جيلٍ وجيل.

مِن قَبْلِ أن تتكوَّنَ الجبالُ وتُخلَقَ الأرضُ والمسكونةُ، ومن الأزل وإلى الأبد أنت هو.

فلا تُعيدُ الإنسان إلى المذَّلة، وقد قلتَ ارجعوا يا بني البشر.

فإنَّ ألف سنةٍ في عينيك يا ربّ، كيومِ أمسِ الّذي عَبَرَ، وكمحرسٍ في الليل.

سِنوهُم تكون رذالةً، في الغداةِ كالخضرةِ تزول.

في الغداةِ تُزهِرُ وتزول، وعند المساءِ تسقطُ وتعسو وتيبسُ.

إنَّا قد فنينا برجزك، وبغضبِك قد اضطربنا.

جَعلْتَ آثامَنا أمامك، ودهرَنا في ضياءِ وجهِك.

فإنَّ كلَّ أيامِنا قد فَنيَتْ، وبرجزِك فنينا.

سِنُونا كالعنكبوتِ اندرسَت، أيامُ سنينا فيها سبعون سنةً.

وإذا كانت مع القوَّةِ فثمانون سنةً، وأكثرُها تعبٌ ووجعٌ.

إنَّهُ قد وقعَ علينا الذِّلُّ فنتأدّب.

فمَن ذا الّذي يعرفُ شِدَّةَ غضبِك، ومن خوفك يحصي سخطَكَ؟

عرّفني هكذا يمينَك، والمتأدّبي القلوبِ بالحكمةِ.

إرجع يا ربّ، حتّى متى، وتعطَّف على عبيدِك.

قد تملّأنا في الغداةِ من رحمتِك يا ربّ، وابتهجنا وفَرِحْنا في كلّ أيّامنا.

فَرِّحْنا عوضَ الأيّام الّتي أذلّتنا، والسّنينَ الّتي رأينا فيها المساوئ.

أنظرْ إلى عبيدِك وإلى أعمالِ يديك، وأرشدْ بنيهم.

وليكنْ بهاءُ الرّبِّ إلهنا علينا، وأعمالَ أيدينا سهّلْ علينا، وعَمَلَ أيدينا سهّلْ.


المزمور المئة

رحمةً وحكمًا أسبّحك يا ربُّ، أترنَّم وأتفهّمُ في طريقٍ لا عيبَ فيه، متى تأتي إليَّ؟

لقد كنتُ أسلُكُ بِدَعَةِ قلبي في وسطِ بيتي.

ولم أجعلْ أمام عينيَّ أمرًا يخالفُ النّاموسَ، وقد أبغضتُ فاعلي المعاصي.

لم يلصقْ بي قلبٌ معوجٌّ، عند مَيَلان الشّرّيرِ عنّي لم أعلمْ.

المغتابُ لقريبهِ بالخفاءِ كنت أطرُدُه.

المستكبرُ العين ورغيبُ القلبِ لم أكنْ أواكلُهُ.

عينايَ على أُمناءِ الأرضِ لكي أُجلسَهم معي. السّالكُ الطّريقَ الّذي لا عيبَ فيه هو كان يخدمُني.

لم يسكنْ في وسطِ بيتي العاملُ بالكبرياءِ، والمتكلّمُ بالظلمِ لم يكن مستقيمًا أمام عينيَّ.

في كلِّ غداةٍ كنتُ أقتُلُ جميعَ خطأةِ الأرضِ، حتّى أستأصلَ منْ مدينةِ الرّبِّ جميعَ فاعلي الإثم.



المجد للآب والابن والرّوح القدس

عندما كان التّلاميذ المجيدون في غسلِ العشاءِ مستنيرين، حينئذٍ يهوذا الرّديءُ العبادةِ مرضَ بمحبّةِ الفضّةِ وأظلمَ، وللقضاةِ العديمي النّاموس دفعك أيّها الحاكمُ العادلُ وسلّمَ. فيا عاشق الأموالِ أنظرْ إلى الّذي من أجلها اضطُرَّ للشّنقِ، واهربْ من النّفسِ الفاقدةِ الشّبعَ الّتي تجاسرت بمثل هذا على المعلّمِ. فيا من صلاحُه شاملٌ الكلّ، يا ربّ المجدُ لك.


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

ماذا ندعوكِ أيّتها الممتلئةُ نعمةً، أسماءً لأنّكِ أطلعتِ شمسَ العدل، أم فردوسًا لأنّكِ أنبتِّ زهرة عدم البلى. أبتولاً لأنّكِ لبثتِ بغير فسادٍ، أم أُمًّا نقيَّةً لأنّكِ حملْتِ على ذراعيكِ المقدَّستين ابنًا إلهَ الكلّ، فإليه ابتهلي أن يخلّصَ نفوسنا.


ترنيمة النّبوءة (باللّحن الثّالث)

يا من لُطمتَ من أجل جنس البشر وما غضبت، أعتقْ من البلى حياتنا يا ربّ وخلّصنا.

بروكيمنن باللّحن الرّابع: وليعلموا أنّ اسمك الرّبّ. يا الله من الّذي يشبهُك.


قراءة من نبوءة إرمياء النّبيّ

الكاهن: حكمة لنصغِ.

القارئ:

يا ربّ عرّفني فأعرفَ. قد عرفتُ حينئذٍ صنائعهم، وأنا كخروفٍ بريءٍ من الشّرِّ مسوقٍ إلى الذبحِ ولم أعلمْ. قد افتكروا عليَّ فكرًا خبيثًا قائلين: تعالوا ننصبْ في خبزِه عودًا ونسحقْهُ من أرضِ الأحياءِ، ولا يُذكر اسمهُ أيضًا. يا ربّ القوّات إقضِ قضاءً عادلاً مختبِرًا الكلياتِ والقلوبَ، عسى أن أعرفَ الانتقامَ الصّائرَ منك فيهم، فإنّي قد كشفتُ لديك حقّي. لهذا السّببِ يقولُ الرّبُّ هذه الأقوال على رجال عاناثوث الطّالبين نفسي القائلين: لا تتنبَّأ باسمِ الرّبّ وإلاّ فستموت بأيدينا. لهذا يقولُ الربُّ هذه الأقوال: هاأنذا أتصفَّحُ حالَهم، فأحداثُهم بالسّيفِ يموتون، وبنوهم وبناتُهم يقضون آجالهم بالجوع، وما تكون لهم بقيّةٌ لأنّي سأجلبُ الأسواءَ على السّاكنين عاناثوث في سنة افتقادهم. عادلٌ أنت يا ربّ فإنّي أعتذرُ لديك، لكنّي أتكلّمُ أحكامًا قدّامك. لماذا طرقُ الملحدين تتيسَّرُ، وجميعُ الغادرين صنوفًا من الغدرِ قد أخصبوا؟ قد غرستَهم فتأصَّلوا واصطنعوا أولادًا وصنعوا ثمرًا. أنت قريبٌ من فمهم وبعيدٌ من كِلياتهم. وأنت يا ربّ تعرفُني وامتحنتَ قلبي قدّامك. إجمعهم للذّبحِ وطهّرْهم ليوم ذبحهم. إلى متى تنوحُ الأرضُ ويجفُّ كلُّ حشيشِ الحقلِ من رذيلةِ الّذين يسكنون في الأرضِ. قد بادت البهائمُ والطّيورُ لأنّهم قالوا: ليس يبصر الرّبُّ طرقنا. رجلاك تحاضران وترخيانك. إجمع كلَّ وحوشِ الحقلِ وليأتوا ليأكلوهُ. رعاةٌ كثيرون أفسدوا كرمي ودنَّسوا نصيبي. أعطوا نصيبي المشتهى عندي لقفرٍ عديمٍ أن يكونَ مسلوكًا، وُضع لإبادةِ الهلاك. لأنّ هذه الأقوال يقولُها الربُّ من أجل جميع المجاورين الخبثاءِ الّذين يمسّون مورثي الّذي قسمتُهُ لإسرائيل شعبي. هاأنذا أقتلعُهم من أرضهم، وأخرجُ يهوذا من وسطهم، وسيكون بعد أن أخرجهم أرجعُ فأرحمهُم وأُسكنهُم كُلاًّ في مورثِه وكُلاًّ في أرضِهِ.

 

القارئ: بروكيمنن باللّحن السّادس:


قنداق (باللّحن الثّاني)

إنّ يهوذا العبدَ الغاشّ الخائنَ، لـمّا أخذ الخبزَ بيديه مدَّهما خفيةً، وأخذ ثمنَ الّذي جَبَلَ الإنسان بيديهِ، ولبثَ عادمَ التّقويم.


القارئ:


الكاهن:


السّاعة الثّالثة

القارئ:


المزمور السّادس عشر

إستمع يا ربّ عدلي، أصغِ إلى طلبتي.

أنصت إلى صلاتي بشفتين غيرِ غاشَّتين.

ليخرجْ من لدِنك قضائي، ولتنظر عيناي الاستقامة.

إمتحنتَ قلبي وافتقدتني ليلاً، محَّصتني بالنّارِ فلم يوجد فيَّ ظلمٌ.

لكي لا يتكلّمَ فمي بأعمالِ النّاسِ، لأجل كلام شفتيك، أنا حَفِظْتُ طُرُقًا صعبة.

ثبّتْ خطواتي في سُبُلِك لكي لا تَزِلَّ قدماي.

أنا صرختُ، لأنّك استجبتَ لي يا الله، أمِلْ أذنكَ إليَّ واستمعْ كلامي.

عجِّبْ مراحمَك يا مخلّصُ للمتّكلين عليك.

مِنَ الّذين يقاومون يمينك احفظني يا ربّ، مثل حَدَقَةِ العين.

بظلِّ جناحيك تسترُني من وجه المنافقين الّذين أشقَوني.

أعدائي قد اكتنفوا نفسي، وشحمَهم حَبَسوا، فَمُهُمْ قد تكلّمَ بالكبرياء.

قد أخرجوني الآن وأحاطوا بي، ووجّهوا أبصارَهم ليواروني في الأرض.

أخذوني مِثْلَ الأسدِ المتهيّء للصّيد، وكالشّبلِ الـمُكْمن في الخفايا.

قم يا ربّ، اسبقهم وعرقِلْهُم، نجِّ نفسي من المنافق، وسيفَك من أعداءِ يدِك.

يا ربّ عن قليلٍ فرِّقْهم في حياتهم من الأرض، وبطنهُم قد امتلأ من ذخائرك.

شَبِعوا بالبنين، وتركوا الفضلاتِ لأطفالهم، أمَّا أنا فبالعدل أتراءى لوجهِك، وأشبعُ حينَ يظهرُ لي مجدُك.


المزمور الرّابع والعشرون

إليكَ، يَا رَبُّ، رَفَعتُ نَفسي.

إِلهي عَلَيكَ تَوكَّلتُ، فَلا أَخزَى إِلَى الأَبَدِ، ولا يَتَضاحَكُ عَلَيَّ أَعدَائِي؛

فَإنَّ جَميعَ الَّذينَ يَرجونَكَ لا يَخزَون.

ليَخِزَ الأثَمَةُ باطلاً.

عَرِّفْني يا ربُّ طُرُقَكَ، وَسُبُلَكَ عَلِّمْني.

إهدِني إلى حَقِّكَ وَعَلِّمني، فَإنّك أنتَ إلهي ومُخلِّصي، وإيَّاكَ رجوتُ النَّهارَ كُلَّهُ.

أُذكُرْ رأفاتِكَ يا رَبُّ ومراحِمَكَ، فإنّها مُنذُ الأزَلِ هي.

خَطَايا شبابي وجهلي لا تَذكُرْها، لكِن عَلَى حَسَبِ رَحمَتِكَ اذْكُرْني أنتَ مِن أَجلِ صلاحِكَ يا ربُّ.

الرَّبُّ صالِحٌ ومُستَقيمٌ، لِذَلِكَ يَضَعُ ناموسًا لِلخاطئينَ في الطَّريق.

يَهْدي الوُدَعَاءَ بِالحُكمِ. يُعَلِّمُ الوَديعينَ طُرُقَهُ.

كُلُّ طُرُقِ الرَّبِّ رَحمةٌ وحَقٌّ لِلَّذينَ يَلتَمِسُون عَهدَه وَشَهَادَاتِهِ.

مِنْ أجلِ اسْمِكَ اغْفِر خطيئتي فإنَّها كثيرة.

مَنْ هُوَ الإِنسَانُ الَّذي يخافُ الرّبَّ؟ يَضَعُ لَهُ ناموسًا في الطَّريقِ الَّذي اختَارَهُ.

نفْسُهُ في الخيرات تَسكُنُ، ونَسلُهُ يرِثُ الأرض.

الرَّبُّ عِزٌّ لأَتقيَائِهِ، ولهُم يُعلِنُ عهدَهُ.

عَينَايَ إِلَى الرَّبِّ في كُلَّ حِينٍ؛ لِأنّهُ يَجتَذِبُ مِنَ الفخِّ رِجلَيَّ.

أُنظُر إِلَيَّ وَارحَمنِي، فإنِّي وَحِيدٌ وَفقيرٌ أنا.

أَحزَانُ قَلبي قد كَثُرَتْ، فَأَخرِجْني مِن شَدائِدي.

أُنظُرْ إِلَى تواضُعي وتَعَبي، واغْفِرْ جميعَ خطايايَ.

أنظرْ إلى أَعدَائي فإنّهم قد كَثُروا، وَبُغضَةَ جَوْرٍ أَبغَضُوني.

احْفَظْ نفسي وَنَجِّني، لا أَخزَى فإنّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْت.

الوُدَعاءُ وَالـمُستقيمون لَصِقُوا بي، لأَنِّي إيّاكَ رَجَوْتُ يا رَبُّ.

أنقِذ يا اللَّهُ إِسرائيلَ مِنْ كُلِّ أحزَانِهِ.


المزمور الخمسون

إرحمني يا الله كعظيم رحمتك، وكمثل كثرة رأفتك امح مآثمي.

إغسلني كثيرًا من إثمي ومن خطيئتي طهّرني.

فإنّي أنا عارف بإثمي، وخطيئتي أمامي في كلّ حين.

إليك وحدك أخطأت والشّرّ قدّامك صنعت، لكي تصدق في أقوالك وتغلب في محاكمتك.

هاءنذا بالآثام حبل بي، وبالخطايا ولدتني أمّي.

لأنّك قد أحببت الحقّ، وأوضحت لي غوامض حكمتك ومستوراتها.

تنضحني بالزّوفى فأطهر، تغسلني فأبيَضُّ أكثر من الثّلج.

تسمعني بهجة وسرورًا، فتبتهج عظامي الذّليلة.

إصرف وجهك عن خطاياي وامح كلّ مآثمي.

قلباً نقيًّا أخلق فيّ، يا الله، وروحًا مستقيمًا جدّد في أحشائي.

لا تطرحني من أمامِ وجهك، وروحك القدّوس لا تنزعه منّي.

إمنحني بهجة خلاصك وبروح رئاسيّ اعضدني.

فأعلّم الأثمة طرقك، والكفرة إليك يرجعون.

أنقذني من الدّماء، يا الله، إله خلاصي، فيبتهج لساني بعدلك.

يا ربّ، افتح شفتيَّ، فيخبر فمي بتسبحتك.

لأنّك لو آثرت الذّبيحة، لكنت الآن أعطي، لكنّك لا تسرّ بالمحرقات.

فالذّبيحة لله روح منسحق، القلب المتخشّع المتواضع لا يرذله الله.

أصلح، يا ربّ، بمسرّتك صهيون، ولتبن أسوار أورشليم.

حينئذ تسرّ بذبيحة العدل قربانًا ومحرقات.

حينئذ يقرّبون على مذبحك العجول.



المجد للآب والابن والرّوح القدس

عندما كان التّلاميذ المجيدون في غسلِ العشاءِ مستنيرين، حينئذٍ يهوذا الرّديءُ العبادةِ مرضَ بمحبّةِ الفضّةِ وأظلمَ، وللقضاةِ العديمي النّاموس دفعك أيّها الحاكمُ العادلُ وسلّمَ. فيا عاشق الأموالِ أنظرْ إلى الّذي من أجلها اضطُرَّ للشّنقِ واهربْ من النّفسِ الفاقدةِ الشّبعَ الّتي تجاسرت بمثل هذا على المعلّمِ. فيا من صلاحُه شاملٌ الكلّ، يا ربّ المجدُ لك.


الآن وكل أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

يا والدة الإله، أنتِ الكرمةُ الحقيقيّةُ الحاملةُ ثمرةَ الحياةِ، إليك نتضرَّعُ فتشفّعي أيّتها السّيّدةُ مع الرّسلِ وجميع القدّيسين، أن ترحَم نفوسُنا.

تباركَ الرّبُّ الإلهُ، تباركَ الرّبُّ يومًا فيومًا، ليسهِّلِ اللهُ لنا خلاصَنا، إلهُنا إلهُ الخلاص.


قنداق (باللّحن الثّاني)

إنّ يهوذا العبدَ الغاشّ الخائنَ، لـمّا أخذ الخبزَ بيديه مدَّهما خفيةً، وأخذ ثمنَ الّذي جَبَلَ الإنسان بيديهِ، ولبثَ عادمَ التّقويم.

 


القارئ:


الكاهن:


السّاعة السّادسة

القارئ:


المزمور الثّالث والخمسون

أللهمَّ باسمك خلِّصني، وبقوَّتك احكمْ لي.

إستمعْ يا اللهُ صلاتي، وأنصتْ إلى كلامِ فمي.

فإنّ الغرباءَ قد قاموا عليَّ والأَقوياءَ طلبوا نفسي، ولم يجعلوا اللهَ أمامَهُم.

لأنْ هُوَذَا اللهُ يُعينُني، والرّبُّ ناصرُ نفسي.

يَردُّ المساوئ على أعدائي.

بحقّك استأصِلْهُمْ، فأذبحَ لك تطوُّعًا، وأعترفَ لاسمك يا ربّ فإنهُ صالحٌ.

لأنّك من كلِّ حزنٍ نجَّيتَني، وبأعدائي نظرت عيناي.


المزمور الرّابع والخمسون

أنصتْ يا الله لصلاتي، ولا تُعرضْ عن طلبتي.

أصغِ إليَّ واستجبْ لي.

فإني قد حزنتُ في تأمُّلي، وقلقتُ من صوتِ العدوِّ ومن حزنِ الخاطئ.

لأنّهم قد أمالوا عليَّ إثمًا، وبالرِّجْزِ حقدوا عليَّ.

اضطربَ قلبي في داخلي، وجَزَعُ الموتِ سقطَ عليَّ.

خوفٌ ورِعدةٌ أتيا إليَّ، وغَشِيَتني الظّلمةُ، فقلتُ مَن يُعطيني جناحَيْن كالحمامةِ فأطير وأستريح؟

هاأنذا قد ابتعدتُ هاربًا وسَكَنْتُ البرّيّة.

منتظرًا الإله الّذي يُخلِّصُني من صِغَرِ النّفسِ ومن الزّوبعة.

غَرِّقْ يا ربّ وفرِّق ألسنتهم، فإنّي رأيتُ الإثمَ والشِّقاقَ في المدينة.

نهارًا وليلاً يُحيطانِ بها على أسوارها.

والإثمُ والشّقاءُ والظّلمُ في داخِلها.

ولم يبرحْ من شوارِعِها الرّياءُ والغشُّ.

لأن لو كان العدوُّ عيَّرني لاحتملت، ولو أنّ مُبْغضِي عَظَّمَ عليَّ كلامَهُ لتواريتُ منهُ.

بل أنت أيّها الإنسانُ نظيرُ نفسي، مدبّري وعارفي، الـمُحَلّي بذاتِه لي الأطعمةَ.

وقد سِرْنا في بيتِ الله باتّفاقِ.

فليأتِ الموتُ عليهم، ولينحدروا إلى الجحيمِ أحياء.

لأنَّ الشّرَّ في مساكنهم وفي داخلهم.

وأنا إلى اللهِ صرختُ، والرّبُّ استجابَ لي.

بالعَشِيّ والغداةِ ونصف النّهارِ.

أحدِّثُ وأخْبِرُ فيستمعُ صوتي، ينجّي بالسّلامةِ نفسي من الـمُقْتَرِبين منّي.

لأنّهم في أحوالٍ كثيرةٍ كانوا معي.

يستجيبُ لي اللهُ، فيذلُّهم الكائنُ قبل الدّهور.

لأن ليسَ لهم ابتدالٌ، لأنّهم لم يخافوا الله.

بَسَطَ يَدَهُ ليجازيَهم.

قد دنَّسوا عَهْدَهُ، تقسَّموا من رجزِ وجهِهِ، واقْتَرَبَتْ قلوبُهم، لانَتْ أقوالُهُم أكثرَ من الزّيتِ، وهي كالنّصال.

ألقِ على الرّبِّ هَمَّكَ وهو يَعولُك، ولا يَمْنَحُ الصِّدّيقَ إلى الأبد اضطرابًا.

وأنت يا اللهُ تحدِرُهم إلى جبِّ الفسادِ.

رجالُ الدّماءِ والغشِّ لا يَنْصُفون أيّامَهُم، أمّا أنا يا ربّ فعليك أتوكّلُ.


المزمور التّسعون

السّاكنُ في عونِ العليّ، في سترِ إلهِ السّماءِ يسكنُ.

يقولُ للرّبّ هو ناصري وملجأي، هو إلهي فَعَليه أتوكّل.

لأنّهُ يُنقِذُكَ من فخِّ الصّيّادين، ومن القولِ المضطربِ.

بمنكبَيهِ يظلِّلُك، وتحت أجنحتهِ تلتجئ، بسلاحٍ يحوطُ بكَ حقُّهُ،

فلا تخشَى من خوفٍ ليليّ، ولا من سهمٍ يطيرُ في النّهار،

ولا من أمرٍ يسلكُ في الظّلمةٍ، ولا من وقعةِ وشيطانِ نصفِ النّهار.

يسقطُ عن جانبيْك ألوفٌ، ورِبواتٌ عن يمينك، وأمّا إليك فلا يقتربون،

بل تنظرهم بعينيْك، وتعاين مُجازاةَ الخطأة.

لأنّك أنت يا ربُّ رجائي، جعلتَ العليَّ ملجأك.

لا يقتربُ إليك شرٌّ، وضربةٌ لا تدنو من مسكنِك؛

لأنّهُ يوصي ملائكتَهُ بك، ليحفظوكَ في جَميع طُرُقِكَ.

وعلى الأيدي يرفعونَك لئلاّ تعثرَ بحجرٍ رجلُكَ.

وعلى الأفعى وملكِ الحيّاتِ تطأُ، وتدوسُ الأسدَ والتّنّين.

لأنّهُ عليَّ اتّكل فأنجّيهِ، وأسترهُ لأنّهُ عرفَ اسمي.

يصرخُ إليَّ فأستجيبُ لهُ، معهُ أنا في الحزنِ، أنقذُهُ وأمجّدُهُ، طولَ الأيّامِ أملأهُ وأريه خلاصي.



المجد للآب والابن والرّوح القدس

عندما كان التّلاميذ المجيدون في غسلِ العشاءِ مستنيرين، حينئذٍ يهوذا الرّديءُ العبادةِ مرضَ بمحبّةِ الفضّةِ وأظلمَ، وللقضاةِ العديمي النّاموس دفعك أيّها الحاكمُ العادلُ وسلّمَ. فيا عاشق الأموالِ أنظرْ إلى الّذي من أجلها اضطُرَّ للشّنقِ واهربْ من النّفسِ الفاقدةِ الشّبعَ الّتي تجاسرت بمثل هذا على المعلّمِ. فيا من صلاحُه شاملٌ الكلّ، يا ربّ المجدُ لك.


الآن وكل أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

لأنّهُ ليس لنا دالَّةٌ لأجل كثرةِ خطايانا، فأنتِ توسَّلي إلى المولودِ منكِ يا والدةَ الإلهِ العذراء، لأنّ وسائلَ الأمِّ تقتدرُ كثيرًا أن تستعطفَ السّيِّد، فلا تعرضي عن توسُّلاتِ الخطأَةِ يا كلّيَّةَ الوقارِ، لأنّهُ رحيمٌ وقادرٌ على خلاصِنا، الّذي قَبِلَ أن يتألّم من أجلنا.

سريعاً فلتدرِكْنا رأفَتُك يا ربّ، لأنّنا قد افتقرْنا جدًّا.

أعنَّا يا اللهُ مخلِّصنا من أجلِ اسمِكَ، يا ربُّ نجِّنا واغفرْ خطايانا، من أجل اسمك.


قنداق (باللّحن الثّاني)

إنّ يهوذا العبدَ الغاشّ الخائنَ، لـمّا أخذ الخبزَ بيديه مدَّهما خفيةً، وأخذ ثمنَ الّذي جَبَلَ الإنسان بيديهِ، ولبثَ عادمَ التّقويم.


القارئ:


الكاهن:


السّاعة التّاسعة

القارئ:


المزمور الثّالث والثّمانون

ما أحبَّ مساكنَك يا ربَّ القوَّات، تشتاقُ نفسي وتميلُ إلى ديارِ الرّبّ.

قلبي وجسمي قد ابتهجا بالإلهِ الحيّ.

مِثْلَ العُصفورِ الّذي وَجَدَ لهُ مَسْكِنًا، واليمامةِ الّتي أصابَتْ عِشًّا لذاتِها تضعُ فيه أفراخَها.

على مذابِحِك يا ربَّ القوَّات، مَلِكي وإلهي، فطوبى لِلسُّكّان في بيتك، وإلى أبد الآبدين يُسبِّحونَك.

طوبى للرّجلِ الّذي نُصرتُهُ من عندِك، الّذي عقد عزمَهُ في قلبه على أن يصعدَ في وادي البُكاء إلى المكانِ الذي يقصد.

لأنّ البركاتِ يعطيها واضع النّاموس فينطلقون من قوَّةٍ إلى قوَّة، ويظهر إله الآلهة في صهيون.

يا ربُّ إلهَ القوّات استمعْ إلى صلاتي وأصغِ يا إلهَ يعقوب.

أُنظرْ أيّها الإله الـمُحامي عنّا، واطَّلِع على وجهِ مسيحِكَ.

إنَّ يومًا واحدًا في ديارِكَ أفضل من آلاف.

قد اخترتُ أن أُطْرَحَ في بيت إلهي أفضلَ من سكنايَ في مساكن الخطأة.

لأنَّ الربَّ يُحِبُّ الرّحمةَ والحقَّ، الله يُعطي النّعمةَ والمجدَ، الربُّ لا يُعْدِمُ الخيراتِ للَّذين يسلكون في الدّعة..

يا ربُّ إلهَ القوَّاتِ مغبوطٌ الإنسانُ الـمُتَّكِلُ عليك.


المزمور الرّابع والثّمانون

سُررتَ يا ربُّ بأرضك رددتَ سبيَ يعقوب.

تركتَ آثامَ شعبِك وسترتَ جميعَ خطاياهم.

سكَّنتَ كلَّ رِجْزِكَ، ورَجِعْتَ عن سَخَطِ غضبِكَ.

أُرْدُدْنا يا إلهَ خلاصِنا، واصرفْ غضبَكَ عنَّا.

هل إلى الأبد تَسْخَطُ علينا، أو تُطيلُ غَضَبَكَ من جيلٍ إلى جيل؟

أللهمَّ أنت حينَ تعودُ فتُحيينا، وشعبُك يفرحُ بك.

أرِنا يا ربُّ رحمتَكَ، وخلاصَكَ أَعطِنا.

إنّي أسمعُ ما يتكلَّمُ فيَّ الرّبُّ الإلهُ.

إنَّهُ يتكلّم بالسّلامِ على شعبِهِ وعلى أبرارِهِ، وعلى الّذين يَرُدُّون قلوبَهُم إليهِ.

ألا إنَّ خلاصَهُ قريبٌ من خائفيهِ، ليُسَكِّنَ مجدًا في أرضنا.

الرّحمةُ والحقُّ تلاقيا، العدلُ والسّلامُ تلاثما.

الحقُّ من الأرضِ أشرقَ، والعدلُ من السّماءِ تطلَّعَ.

إنَّ الربَّ يُعطي الخيراتِ، وأرضنَا تُعطي ثَمرَها.

العدلُ أمامهُ يسلُكُ ويضعُ في الطّريقِ خُطاهُ.


المزمور الخامس والثّمانون

أَمِلْ يا ربُّ أذُنَيكَ واستمعني، لأنّي مِسكينٌ وبائسٌ أنا.

إحفظْ نفسي فإنِّي بارٌّ، خلّصْ يا إلهي عبدَكَ الـمُتَّكِلِ عليك.

إرحمني يا ربُّ فإنّي إليك أصرخُ النّهار كلَّه، فرِّحْ نفسَ عبدِكَ فإنّي إليك رفعتُ نفسي.

لأنّك أنت يا ربُّ صالحٌ ووديعٌ، وكثيرُ الرّحمةِ لجميعِ الدّاعين إليك.

أَنصتْ يا ربّ إلى صلاتي، وأصغِ إلى صوتِ تضرّعي.

في يومِ حزني إليك صرختُ فاستجَبْتَ لي.

فليس لك شبيهٌ في الآلهة يا ربُّ، ولا مثيل لأعمالِكَ.

كلُّ الأممِ الّذينَ صنعتَهُمْ يأتونَ ويسجدونَ أمامَكَ يا ربّ ويمجّدون اسمك.

لأنّك عظيمٌ أنت وصانعُ العجائب، أنت اللهُ وحدَكَ.

إهدني يا ربّ في طريقِكَ، فأسلُكَ في حقّك.

ليفرحْ قلبي في خشية اسمك.

أعترفُ لك أيّها الرّبّ إلهي بكلّ قلبي، وأمجّدُ اسمَك إلى الأبد.

لأنّ رحمتَكَ عظيمةٌ عليّ، وقد أنقَذْتَ نفسي من الجحيم السّفلى.

أللهمَّ إنَّ المنافقين قاموا عليَّ.

وجماعةَ الـمُعتزِّينَ التمسُوا نفسي، ولم يجعلوكَ تجاههم.

وأنت أيّها الرّبُّ إلهي رحيمٌ ورؤوفٌ طويلُ الأناةِ وكثيرُ الرّحمةِ وصادقٌ.

أنظرْ إليَّ وارحمني، أعطِ قوَّتَكَ لعبدِكَ، وخلِّص ابنَ أمتِكَ.

إصنعْ معي آيةً صالحةً، ليرَى ذلك مُبغضيَّ فيخزوا، لأنّك أنت يا ربُّ أعنتني وعزَّيتني.

إصنعْ معي آيةً صالحةً، ليرَى ذلك مُبغضيَّ فيخزوا، لأنّك أنت يا ربُّ أعنتني وعزَّيتني.



المجد للآب والابن والرّوح القدس

عندما كان التّلاميذ المجيدون في غسلِ العشاءِ مستنيرين، حينئذٍ يهوذا الرّديءُ العبادةِ مرضَ بمحبّةِ الفضّةِ وأظلمَ، وللقضاةِ العديمي النّاموس دفعك أيّها الحاكمُ العادلُ وسلّمَ. فيا عاشق الأموالِ أنظرْ إلى الّذي من أجلها اضطُرَّ للشّنقِ واهربْ من النّفسِ الفاقدةِ الشّبعَ الّتي تجاسرت بمثل هذا على المعلّمِ. فيا من صلاحُه شاملٌ الكلّ، يا ربّ المجدُ لك.


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

يا من وُلِدتَ من البتول لأجلنا، وكابدتَ الصّلبَ أيّها الصّالحُ، يا مَن سبيتَ الموتَ بموتِك، وأريتَ القيامةَ بما أنّك إلهٌ، لا تُعْرِضْ عن الّذين جَبَلْتَهُم بيديك، بل أظْهِرْ تَعَطُّفَكَ على النّاس أيّها الرّحيمُ، وتقبَّل والِدَتَكَ والِدَةَ الإلهِ متشفّعةً من أجلنا، وخَلِّصْ يا مُخَلِّصَنا شَعْبًا يائِسًا.

لا تَخْذُلْنا إلى الانقضاءِ من أجلِ اسمِكَ القدّوس، ولا تَنْقَضْ عهدَكَ ولا تُبْعِدْ عنّا رحمتَك، لأجلِ إبراهيمَ المحبوبِ منك، ولأجلِ إسحقَ عبدِكَ، وإسرائيلَ قدّيسِك.


قنداق (باللّحن الثّاني)

إنّ يهوذا العبدَ الغاشّ الخائنَ، لـمّا أخذ الخبزَ بيديه مدَّهما خفيةً، وأخذ ثمنَ الّذي جَبَلَ الإنسان بيديهِ، ولبثَ عادمَ التّقويم.

 

القارئ:


الكاهن:


المكارزمي

في ملكوتكَ اذكرنا يا ربّ متى أتيتَ في ملكوتك.

طوبى للمساكين بالرّوح، فإنّ لهم ملكوتَ السّماوات.

طوبى للحزانى، فإنّهم يُعزَّون.

طوبى للودعاء، فإنّهم يرثون الأرضَ.

طوبى للجياع والعطاش إلى البِرّ، فإنّهم سيُشبَعون.

طوبى للرّحماء، فإنّهم يُرحَمون.

طوبى للأنقياء القلوب، فإنّهم يُعاينون الله.

طوبى لصانعي السّلامة، فإنّهم بني الله يُدْعَوْن.

طوبى للمضطهدين من أجل البِرّ، فإنّ لهم ملكوتَ السّماوات.

طوبى لكم إذا عيَّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كلّ كلمةِ سوءٍ من أجلي كاذبين.

إفرحوا وابتهجوا، فإنّ أجرَكم عظيمٌ في السّماوات.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

أذكرنا يا ربّ متى أتيت في ملكوتك.

أذكرنا يا سيّد متى أتيت في ملكوتك.

أذكرنا يا قدّوس متى أتيتَ في ملكوتك.

إنّ المصفَّ السّماويّ يسبّحُك ويقولُ قدّوسٌ قدّوسٌ قدّوسٌ ربُّ الصّباؤوت، السّماءُ والأرضُ مملوءتان من مجدك.


تقدَّموا إليه واستنيروا ولا تخزَ وجوهُكم.

إنّ المصفَّ السّماويّ يسبّحُك ويقولُ قدّوسٌ قدّوسٌ قدّوسٌ ربُّ الصّباؤوت، السّماءُ والأرضُ مملوءتان من مجدك.


المجدُ للآب والابن والرّوح القدس.

إنّ مصفَّ الملائكة القدّيسين ورؤساءَ الملائكة، مع كلّ القوَّات السّماويّةِ، يسبّحُونك ويقولُون: قدّوسٌ قدّوسٌ قدّوسٌ ربُّ الصّباؤوت، السّماءُ والأرضُ مملوءتان من مجدك.


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.


﴿دُستورَ الإيمانِ﴾

أُؤمِنُ بإلهٍ واحدٍ، آبٍ ضابطِ الكُلِّ، خَالِقِ السّماءِ والأرضِ، كُلِّ ما يُرَى وما لا يُرَى؛ وبِرَبٍّ واحدٍ يسُوعَ المسيحِ، ابنِ اللهِ الوَحِيد، المولودِ من الآبِ قبلَ كُلِّ الدّهورِ، نورٍ من نورٍ، إلهٍ حقٍّ من إلهٍ حقٍّ، مولودٍ غَيْرِ مخلوقٍ، مساوٍ للآبِ في الجوهرِ، الّذي به كان كلُّ شيءٍ، الّذي من أجْلِنا نحنُ البَشَر، ومن أجلِ خلاصِنا، نَزَلَ من السّماءِ وتجسَّدَ من الرّوحِ القدسِ ومن مريمَ العذراءِ، وتأنَّس، وصُلِبَ عنَّا على عهدِ بيلاطس البُنطيّ، وتألمَّ وقُبِرَ، وقَامَ في اليومِ الثّالثِ على ما في الكتُبِ، وصَعِدَ إلى السّماءِ، وجَلَسَ عن يمينِ الآبِ، وأيضًا يَأتي بمجْدٍ ليَدينَ الأحياءَ والأموات، الّذي لا فَنَاءَ لِـمُلْكِه؛ وبالرّوُحِ القُدسِ، الرَّبِّ، الـمُحْيي، الـمُنْبَثِقِ من الآبِ، الّذي هو مع الآبِ والابنِ مَسجُودٌ له ومُمَجَّدٌ، النَّاطِق بالأنبياءِ، وبكنيسةٍ واحدةٍ، جامعةٍ، مُقَدَّسةٍ، رسوليَّةٍ. وأعْتَرِفُ بمعموديّةٍ واحدةٍ لمغفِرَةِ الخطايا. وأترجَّى قيامةَ الموتى، والحياةَ في الدّهرِ العتيد، آمين.



الكاهن: لأنّ لك الملك والقدرة والمجد، أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.


قنداق (باللّحن الثّاني)

إنّ يهوذا العبدَ الغاشّ الخائنَ، لـمّا أخذ الخبزَ بيديه مدَّهما خفيةً، وأخذ ثمنَ الّذي جَبَلَ الإنسان بيديهِ، ولبثَ عادمَ التّقويم.

 

القارئ:


الكاهن:


القارئ:


الكاهن:

الجوقة: آمين


القدّاس الإلهي

الكاهن: مباركةٌ هي مملكة الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين.

القارئ:


المزمور المئة وثلاثة

باركي يا نفسي الرّبَّ، أيّها الرّبُّ إلهي لقد عظُمتَ جدًّا

الاعترافَ وعظمَ الجلالِ لبستَ، أنتَ المتسربلُ بالنّورِ كالثّوب

الباسطُ السّماء كالخيمة المسقِّفُ بالمياهِ علاليَّهُ

الجاعِلُ السـّحابَ مركبةً له، الماشي علـى أجنحةِ الرّياح

الصّانعُ ملائِكَتَهُ أرواحًا، لهيبَ نارٍ

المؤسِّسُ الأرضَ علـى استيثاقها، فلا تتزعزعُ إلى دهر الدّاهرين

رداؤه اللّجَّةُ كالثّوب، على الجبالِ تَقِفُ المياه

من انتهارِكَ تهربُ، ومن صوتِ رَعدك تَجزع

ترتفعُ الجبال وتنخفِضُ البقاع، إلى الموضع الّذي أسّست لها

جعلتَ لها حدًّا فلا تتعدّاه، ولا ترجع فتغطّي وجهَ الأرض

أنت المرسـلُ العيونَ في الشِّعاب، في وسط الجبال تعبر المياه

تَسقي كلَّ وحوش الغياض، تُقبلُ حَميرُ الوحشِ عند عطشها

عليها طيورُ السّماء تَسكُنُ، من بين الصّخور تُغَــرِّدُ بأصـواتها

أنت الّذي يسقي الجبالَ من علاليِّه، من ثَــمَــرَةِ أعمالِك تشبعُ الأرض

أنت الّذي يُنبتُ العُشبَ للبهائمِ، والـخُضرةَ لخدمة البشَر

ليُخرج خبزًا من الأرض، والخمرُ تفرّحُ قلبَ الإنسان

ليبتَهِجَ الوجهُ بالزّيت، والخبزُ يشدّد قلب الإنسان

تُروى أشجار الغاب، أرز لبنان الّتي غرستها

هناك تُعشِّشُ العصافيرُ، ومَسكنُ الهيروديّ يتقدّمها

الجبالُ العاليةُ للأيِّلة، والصخورُ ملجأٌ للأرانب

صنعَ القمرَ للأوقاتِ، والشّمسُ عرفت غروبَها

جعلَ الظّلمةَ فكان ليلٌ، فيه تَعبُر جميعُ وحوش الغاب

أشبالٌ تزأَرُ لتخطفَ، وتَلتَمِسُ من اللهِ طَعامَها

أشرقَتِ الشّمسُ فاجتمعت، وفي صِيَرها ربضَت

يخرجُ الإنسـان إلى عملِهِ والى خدمتِهِ حتّى المساء

ما أعظم أعمالَكَ يا ربُّ كلَّها بحكمة صنعت، قد امتلأتْ الأرضُ من خليقتك

هذا البحرُ الكبيرُ الواسع، هناك دبّاباتٌ لا عددَ لها، حيواناتٌ صغارٌ مع كبار

هناك تجري السُّفُنُ، هذا التّنّينُ الذي خلقتَه يلعبُ فيه، وكلُّها إيّاك تترجّى، لتُعـــطِـــيَـــها طعامَها في حينه، وإذا أنت أعطيتها جَمَعَتْ؛ تفتح يدك فيمتلئ الكلّ خيرًا، تَصرِف وجهك فيضطربون

تَنزِعُ أرواحهم فيَفنَون، والى تُرابهم يرجعون

تُرسِلُ رُوحَكَ فَــــيُـــخــلَــــقُـــون، وتُــجدِّدُ وجه الأرض

ليكن مجـدُ الرّبِّ إلى الدّهر، يَفرَحُ الرَّبُّ بأعماله

الّذي يَنظُرُ إلى الأرض فيجعلُها ترتعد، ويَــمَسُّ الجبالَ فتُدخّن

أسبِّحُ الرّبّ في حياتي، وأُرَتِّـــلُ لإلهي ما دُمتُ موجودًا

يلَذُّ لـه تأمّلي، وأنا أفرَحُ بالرّبّ

لتَبِدِ الخطأةُ من الأرض والأثَــمَــةُ، حتّى لا يوجَدوا فيها

باركي يا نفسي الرّبّ. الشّمس عرفت غروبها، جعل الظّلمة فكان ليلٌ

ما أعظم أعمالك يا ربُّ، كلّها بحكمة صنعت.



الكاهن: بسلام إلى الرّبّ نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم (بعد كلّ طلبة).


الكاهن: بعد ذكرنا الكلّيّة القداسة الطّاهرة الفائقة البركات المجيدة، سيّدتنا والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم.

الجوقة: عليها أشرف السّلام.

الكاهن: مع جميع القدّيسين، لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا للمسيح الإله.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: لأنّه ينبغي لك كلّ تمجيد وإكرام وسجود، أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.


المزمور المئة والأربعون (باللّحن الثّاني)

ياربِّ إليكَ صرختُ فاستمع لي، استمع لي ياربّ.

ياربِّ إليكَ صرختُ فاستمع لي، أنصِت إلىَ صوتِ تضرعي حينّ أصرخُ إليكَ، استمع لي ياربّ.

لتستقم صلاتي كالبخور أمامَكَ، وليكن رفعُ يديَّ كَذَبيحَةٍ مسائيّةٍ، استمع لي ياربّ.

إجعَل ياربُّ حارِسًا لفمي وبابًا حصينًا على شَفَتَيّ.

لا تُـمِل قلبي إلى كلامِ الشّرِّ فَيَتَعَلَّلَ بِعِلَلِ الخطايا.

مع النّاسِ العامِلينَ الإِثمَ، ولا أتّفِقُ مَعَ مختاريهم.

سيؤدِّبُني الصِّدِّيقُ برحمةٍ ويُـــــوَبِّـخُــنـــي، أمّا زيتُ الخاطِئِ فلا يُدهَنُ بِهِ رأسي.

لأنَّ صلاتي أيضًا في مَسَرَّتِـهـم، قد ابتُلِعَت قُضاتُهُم مُلتصِقينَ بِصخرَةٍ.

يسمَعُونَ كَلِماتي فإنّـها قد استُلِذَّت، مثل سَمنِ الأرضِ الـمُنشَقِّ على الارضِ، تبدَّدَت عِظامُهُم حولَ الجحيم.

لأنّ يارَبِّ، ياربِّ إليك عينَيَّ، وعَليكَ توكَّلتُ فلا تَنزِع نَفسي.

إحفظني مِنَ الفَخِّ الَّذي نَصَبُوهُ لِي، ومِن مَعاثِرِ فاعلي الإثم.

تَسقُطُ الخَطَاةُ في مَصائِدِهِم، وأَكُونُ أنا على انفِرادٍ إلى أن أعبُر.


المزمور المئة والواحد والأربعون

بصوتي إلى الرَّبِّ صَرختُ، بصوتي إلى الرَّبِّ تَضَرَّعتُ.

أسكُبُ أمَامَهُ تضَرُّعي، وأحزاني قدّامَهُ أخبِّر.

عِندَ فناءِ روحي مِنِّي، أنتَ تَعرِفُ سُبُلِي.

في هذا الطَّريق الّذي كُنتُ أَسلُكُ فيه أخفوا ليَ فخًّا.

تأمّلتُ في الـمَيامِنِ وأبصرتُ، فَلَم يَكُن مَن يعرِفُـــني.

ضاعَ الـمَهرَبُ مِنِّــي وَلَم يُوجَد مَن يطلُبُ نَفسي.

فَصَرَختُ إلَيكَ يارَّبُّ وَقُلتُ: أنتَ هُوَ رَجائيى ونَصيبي في أرضِ الأحياء.

أنصِت إلى طَلِبَتي، فإنّــي قد تَذَلَّلتُ جدًّا.

نَـجِّــنــي مِنَ الَّذين يضطَهِدُونَني لأنَّهم قد اعتزُّوا عَلَيّ.

أخرِج مِنَ الحبسِ نَفسي لكي أشكُرَ اسمكَ.

إيّايَ يَنتَظِرُ الصِّدِّيقُونَ حتّى تُـجازِيَـــنــي.


المزمور المئة والتّاسع والعشرون

من الأعماقِ صرختُ إليك ياربّ، فيا ربُّ استمع لِصَوتي.

لِتَكُن أُذُنَاكَ مُصغيَتَينِ إلى صوتِ تَضَرُّعي.

إن كُنتَ للآثامِ راصدًا ياربُّ، فيا ربُّ من يَـــثــــبُـــت؟ فإنَّ مِن عِندِكَ هو الاغتِفار.


من أجل اسمِكَ صبرتُ لكَ ياربّ، صَبَرَت نفسي في أقوالِكَ. توكّلت نفسي على الرَّبّ. (باللّحن الثّاني) 

إنّ محفِل اليهود يتسرّع في تسليم الجابل والخالقِ الكلّ إلى بيلاطس. فيا لإثمهم ويا لإلحادهم، لأنّ الآتي ليَدين الأحياءَ والأمواتَ يُجهّزونه للدّينونة، والشّافي من الآلام يُعدُّونه للآلام. فيا أيّها الرّبُّ الطّويلُ الأناة، عظيمةٌ رحمتك المجد لك.


مِن انِفجارِ الصُّبحِ إلى الليلِ، مِن انِفجار الصُّبح فليتَّكِل إسرائيلُ على الرّبّ.

يا ربُّ إنّ يهوذا المتجاوزَ الشّريعة الّذي غمَّسَ يَدَه معك في العشاء في الصّحفة قد بسط يديْه ليأخذَ الفضّة بالخطيئة، والّذي طالبَ بثمنِ الطّيب لم يرهب أن يبيعَك أنت الّذي لا يُقدَّر بثمن، والّذي مدَّ قدميه ليغسلَهما السّيّد صافحَه بمكرٍ لكي يسلِمَه لعابري النّاموس، ولكنّه إذ طُرحَ من صفِّ الرُّسل وطرح الثّلاثين من الفضّة حُرمَ من مشاهدةِ قيامتك ذاتِ الثّلاثة الأيّام، فبواسطتها ارحمنا.


لأنَّ مِنَ الرَّبِّ الرّحمةَ ومِنهُ النَّجاةُ الكثيرة، وهو يُنَجّي إسرائيل من كُلِّ آثامِهِ.

إنّ يهوذا الدّافع بما أنّه كان خدّاعًا أسلم الرّبّ المخلّص بقبلةٍ غاشّة، ومِثلَ عبدٍ باعَ ربَّ الكلِّ لعابري النّاموس، وأمّا حمل الله فتبعَ كخروفٍ إلى الذّبحِ الّذي هو ابنُ الآبِ الجزيلُ الرّحمةِ وحدَهُ.


سَبِّحوا الرَّبَّ يا جَميعَ الأُمم، وامدَحُوهُ يا سائِرَ الشُّعوب.

إنّ يهوذا العبد الغاشّ، التّلميذ المغتالَ، الصّديقَ المحَّال، قد انفضحَ مِن أفعالِهِ لأنَّهُ كان يتبَعُ المعلّمَ ويُضمِرُ بنفسِهِ التّسليم. كان يقولُ في نفسِهِ أسلِمُ هذا وأربحُ الأموالَ المتجمّعة. وكان يُحاولُ أن يُباعَ الطّيبُ ويلقى القبضُ على يسوعَ بغِشٍّ. أعطى قُبلةً وأسلمَ المسيح الّذي مِثلَ خروفٍ كان يُساقُ إلى الذّبح وهو المتحنّنُ والمحبُّ البشرَ وحده.


لأنَّ رحـمَـتَــهُ قَد قَوِيَت عَلَينا، وَحَقُّ الرَّبِّ يَدُومُ إلى الأبد.

إن ّالحملَ الّذي أنبأ به أشعياء يوافي إلى الذّبح الطّوعي ويعطي ظهره للسّياطِ وخدَّيه للّطمات، ولم يَرُدَّ وجهَه عن خزيِ البصاق، ويُحكمُ عليهِ بالموتِ الشّنيع. فالعادمُ الخطأ يَحتملُ كلَّ شيءٍ باختياره ليمنحَ الكلَّ القيامة من بين الأموات.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين. (باللّحن السّادِس) 

إنّ يهوذا هو ابن الأفاعي الآكلينَ الـمَنَّ في القفر والمتذمّرين على الـمُغذّي، لأنّ عادمي الشّكر، إذ كان الطّعامُ بعدُ في أفواههم، كانوا يتذمّرونَ على الله، وكذلك هذا الرّديءُ العبادةِ، إذ كان الخبزُ السّماويُّ في فمه، صنع التّسليمَ على المخلّص. فيا له من عزم فاقد الشّبع وجسارةٍ وحشيّة، لأنّه باعَ المغذّي وأسلمَ إلى الموتِ السّيّدَ الّذي كان يُحبّه. فحقًّا كان هذا المتعدّي للنّاموس ابنًا لأولئك، ومعهم ورِثَ الهلاك. فيا ربُّ أعتِق نفوسنا من مثل عدم الإنسانيّة هذه، يا من وَحدَه في طول الأناةِ لا يوصف.


الإيصوذون بالإنجيل

الكاهن: الحكمة لنستقم.

الجوقة: يا نورًا بهيًّا لقدس مجد الآب الّذي لا يموت، السّماويّ القدّوس المغبوط، يا يسوع المسيح، إذ قد بلغنا إلى غروب الشّمس ونظرنا نورًا مسائيًّا نسبّح الآب والابن والرّوح القدس الإله. فيا ابن الله المعطي الحياة إنّك لمستحقّ في سائر الأوقات أن تُسَبَّح بأصوات بارّة، لذلك العالم لك يمجّد.


الكاهن: إسباراس بروكيمنن.

القارئ:


الكاهن: حكمةٌ لنصغ.

القارئ:

قال الرّبُّ لموسى انحدر واشهد لهذا الشّعب، وطهّرهم اليومَ وغدًا، وليغسلوا ثيابهم، وليكونوا مستعدّين لليوم الثّالث، لأنّ في اليوم الثّالث ينحدرُ الرّبُّ على طور سيناء قدّام كلّ الشّعب. وتحوَّطْ حول الشّعب وقلْ لهم: احذروا لأنفسكم من الصّعود إلى الجبل والدنوّ إلى شيءٍ منه، فكلُّ من يلامسُ الجبلَ يقضي بالموتِ أجلَه. فلا يلمسْه أحدٌ لأنّه يُرجم بالحجارة أو يُرشق بالسّهام، إن كان بهيمةً أو إنسانًا فلا يعيش. وعندما تنصرفُ الأصواتُ والأبواقُ والغمامُ من الجبل يصعدُ أولئك على الجبل. وانحدرَ موسى إلى الشّعب من الجبل وقدَّسهم، وغسلوا ثيابَهم، وقال للشّعب: كونوا مستعدّين لثلاثة أيّام ولا تتقدّموا إلى امرأة. وصار في اليوم الثّالث، لـمّا حان الصّباحُ، حدثَ أصواتٌ وبرقٌ وغيمٌ ضبابيّ في طور سينا، وهتف صوتُ البوق عظيمًا، وارتاع كلُّ الشّعبِ الّذي كان في المحلّة. وأخرجَ موسى الشّعبَ إلى استقبال اللهِ من المحلّة ووقفوا تحت الطّور، ودخَّن طورُ سينا كلُّه لأنّ الله انحدر إليه بنارٍ، وارتقى دخانُه كدخان الأتون، وارتاعَ كلُّ الشّعبِ جدًّا. وكانت أصواتُ البوقِ تقوى وتشتدُّ جدًّا، وكان موسى يتكلّم واللهُ يجيبُه بالصّوت.

 


الكاهن: حكمةٌ لنصغ.

القارئ:

قال الرّبُّ لأيّوب بزوبعة وسحابة: مَن هو الّذي يكتم عليَّ رأيه ويحصر أقواله في قلبه ويظنُّ أنّه يخفيها عنّي؟ زنّر حقوَيك كرجل، وأسألك أنا فأجبني أنت. أين كنتَ حين أسّستُ الأرضَ؟ أخبرني إن كنتَ تعرفُ فهمًا. مَن وضعَ مقاديرَها، إن عرفتَ، أو من مدَّ خيطًا عليها؟ على ماذا تركب أعمدتها، مَن هو الّذي طرح حجرًا مزاويًا عليها؟ حين كُوِّنتِ النّجومُ سبّحتني ملائكتي بصوتٍ عظيم. سيَّجتُ البحر بأبوابٍ حين قُبِل من جوفِ أمّه، عند خروجه جعلتُ الغيمَ لباسًا له وقمّطته بالضّباب وجعلتُ له حدودًا، ووضعتُ عليه أقفالاً وأبوابًا، وقلتُ له: إلى هذا الحدّ تجيء ولا تتجاوزُ بل أمواجُك تنسحقُ فيك. أو في زمانِك رتّبتُ ضوءًا صباحيًّا وعرفَ كوكبُ الصّبح ترتيبَه ليضبطَ أجنحة الأرض وينفضَ الملحدين منها؟ أم أنت أخذتَ طينًا وخلقتَ حيوانًا وجعلتَه على الأرض متكلِّمًا؟ هل انتزعتَ الضّوءَ من الملحدين وطحنتَ ساعدَ المتكبرّين؟ هل أتيتَ على ينبوع البحر؟ هل مشيتَ على اللّجّةِ بموطىء قدميك؟ هل انفتحت لك أبوابُ الموت بخوفٍ، وأبصرك بوّابو الجحيم فارتاعوا؟ أيذعنُ لرأيك سعةُ الأرض الّتي تحت السماءِ؟ أخبرني كم مقدارُها. في أيّ أرض يسكن النّورُ، وأيُّـما هو موضعُ الظّلمة؟ ألعلّك تقتادُني إلى تخومها إن كنتَ تعرفُ مسالكها فأعرفُ إذًا أنّك قد وُلدتَ في ذلك الحين، وأنّ عددَ سنيك كثيرٌ. فأجاب أيّوبُ وقال للرّبّ: إنّني أعلمُ أنّك قادرٌ على كلّ شيءٍ وليس شيءٌ يمتنعُ عليك. لأنْ من الّذي يكتمُ عليك رأيه ويحصرُ أقواله في بطنه ويظنّ أنّه يخفيها عنك. من يخبرني بما لا أعلمه ويبيّن لي عظائم وأشياءً عجيبةً لم أعرفها .استمعني يا ربّ حتّى أتكلّم أنا وأسألك وعلّمني أنت. قد كنتُ أسمع بك سماعَ الأذنِ، والآن قد أبصرتك عيني.


القارئ: القراءَةُ الثّالثة من نبوءة أشعياء النّبيّ.

الكاهن: حكمةٌ لنصغ.

القارئ:

الرّبُّ يعطيني لسانَ أدب لأعرفَ متى ينبغي أن أتكلّمَ قولاً. وضعني باكرًا باكرًا وزادني أذنًا أستمع بها، وأدبُ الرّبّ يفتح أذني. أنا لست أعصى ولا أضادُّ. قد بذلتُ ظهري للسّياط، وخدّيّ للّطمات، وما رددتُ وجهي من خزي البصاق عليه، والرّبُّ ربّي صار معيني. لهذا السّبب لم أستح بل جعلتُ وجهي كصخرةٍ صلدةٍ، وعرفتُ أنّي لستُ أخجلُ لأنّ الّذي يزكّيني قريب منّي. من يحكمُ عليّ فلينتصب لي، ومن يحاكمني فليقتربْ إليّ. ها الرّبّ ربّي معيني فمَن يوصل الأضرار إليّ. ها أنتم كلّكم تعتقون كالثّوب ويأكلكم سوسٌ. من هو الخائفُ الرَّبَّ فيكم فليُطعْ صوتَ غلامه. أيّها السّاكنون في الظّلام ولا يوجد فيهم ضوءٌ توكّلوا على اسم الرّبّ واعتصموا بالله. ها أنتم كلّكم توقدون نارًا وتقوّون لهيبًا، سيروا في ضوءِ ناركم وفي اللّهيب الّذي أضرمتموه. لأجلي صارت هذه فيكم. سترقدون في حزن. والسّبح لله دائمًا.


الكاهن: أيضًا وأيضًا بسلامٍ إلى الرّبِّ نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم.

الكاهن: أعضد وخلّص وارحم واحفظنا يا الله بنعمتك.

الجوقة: يا ربّ ارحم.

الكاهن: بعد ذكرنا الكلّيّة القداسة الطّاهرة الفائقة البركات المجيدة، سيّدتنا والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم.

الجوقة: عليها أشرف السّلام.

الكاهن: مع جميع القدّيسين، لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا للمسيح الإله.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: لأنّك قدّوس أنت يا إلهَنا، ولك نرفع المجد، أيّها الآبُ والابنُ والرّوحُ القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.


الجوقة:

الكاهن: قوّةٌ.

الجوقة: قوّةٌ. قدّوس الله قدّوس القويّ قدّوس الّذي لا يموت ارحمنا.

الكاهن: لنصغ.

القارئ: إجتمع الرّؤساء جميعًا. لماذا ارتجّت الأمم والشّعوب هذَّت بالباطل؟

الكاهن: الحكمة.

الجوقة: فصل من رسالة القدّيس بولس الرّسول الأولى إلى أهل كورنثوس.

الكاهن: لنصغ.

يا إخوةُ إنِّي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا قد سَلَّمْتُهُ إليكم أنَّ الرَّبَّ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا أَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَرَ وَقَالَ: "خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُكْسَرُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي". وكَذَلِكَ الْكَأْسَ من بَعْدِ العَشَاءِ قَائِلاً: "هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. إصْنَعُوا هَذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي". فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هَذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هَذِهِ الْكَأْسَ تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَأتي. فأَيُّ مَنْ أَكَلَ هَذَا الْخُبْزَ أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ بِغَيرِ اسْتِحْقَاقٍ فهو مُجْرِمٌ إلى جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. فَليَختَــبــِــرِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَهَكَذَا فليَأْكُلْ مِن هذا الْخُبْزِ وَليَشْرَبْ مِنَ هذه الْكَأْسِ. لأَنَّ من يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِغَيرِ اسْتِحْقَاقٍ إنّما يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ إذ لمَ يــمَـيِّــزْ جَسَدَ الرَّبِّ. ولذلك كثُرَ فيكم الـمَرْضَى والسِّقام وَكَثِيرُونَ رَقَدوا. ولَوْ كُنَّا نَدِينُ أَنْفُسِنَا لَمَا كُنَّا نُدان. وَفي دينونَتِنا هذه إنّما نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ لِئَلا يُحكَمَ عَلينا مَعَ الْعَالَمِ.


الكاهن: السّلام لك أيّها القارىء.

الجوقة: هلليلويا هلليلويا هلليلويا.

الكاهن: الحكمة، فلنستقم ولنسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصل شريف من بشارة القدّيس متّى الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر.

الجوقة: المجد لك يا ربّ المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

قَالَ الرّبّ لِتَلاَمِيذِهِ: "تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِلصّلب". حِينَئِذٍ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ فِي دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ قَيَافَا. فَتَشَاوَرُوا أَنْ يُمْسِكُوا يَسُوعَ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ. وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا: "لا فِي الْعِيدِ لِئَلَّا يَقَعَ بَلْبَالٌ فِي الشَّعْبِ". وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتَ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ دَنَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ فَأَفَاضَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ. فَلَمَّا رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذَلِكَ غَضِبُوا وَقَالُوا: "لِمَ هَذَا الإِتْلاَفُ؟ فَقَدْ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْمَسَاكِين". فعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: "لِمَاذَا تُزْعِجُونَ الْمَرْأَةَ؟ فَإِنَّهَا قَدْ صَنَعَتْ بِي صَنِيعًا حَسَنًا! فَإِنَّ الـمَسَاكِينَ هُمْ عِنْدَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ عِنْدَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ. فَإِنَّ هَذِهِ إِذْ أَفَاضَتْ هَذَا الطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إِنَّمَا صَنَعَتْ ذَلِكَ لِدَفْنِي. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ حَيْثُمَا كُرِزَ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي الْعَالَمِ كُلِّهِ يُخْبَرُ بِمَا صَنَعَتْهُ هَذِهِ تَذْكَارًا لَهَا". حِينَئِذٍ مَضَى أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُمْ: "مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي فَأُسْلِمُهُ إِلَيْكُمْ؟" فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ. وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ دَنَا التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: "أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟" فَقَالَ يَسُوعُ: "اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ إِنَّ زَمَانِي قَرِيبٌ وَعِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذي". فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ. وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ الاِثْنَيْ عَشَرَ، وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ يَعْلَمُ أَنَّ الآبَ جَعَلَ الكُلَّ فِي يَدَيْهِ وَأَنَّهُ مِنَ اللهِ خَرَجَ وَإِلَى اللهِ يَمْضِي قَامَ مِنَ العَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا. ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلَةٍ وَأَخَذَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلامِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالـمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا. فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ فَقَالَ لَهُ سِمْعَانُ أَأَنْتَ يَا رَبُّ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ؟ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: إِنَّ الّذِي أَصْنَعُهُ أَنَا لا تَعْرِفُهُ أَنْتَ الآنَ وَلَكِنَّكَ سَتَعْرِفُهُ فِيمَا بَعْدُ. فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا. أَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنْ لَمْ أَغْسِلْكَ فَلَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ مَعِي. قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: يَا رَبُّ لا رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ يَدَيَّ وَرَأْسِي أَيْضًا. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: إِنَّ الّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لا يَحْتَاجُ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ لأَنَّهُ كُلَّهُ نَقِيٌّ. وَأَنْتُمْ أَنْقِيَاءُ، ولَكِنْ لا جَمِيعُكُمْ، لأَنَّهُ كَانَ عَارِفًا بِالّذِي يُسْلِمُهُ، ولِذَلِكَ قَالَ لَسْتُمْ جَمِيعُكُمْ أَنْقِيَاءَ. وَبَعْدَ أَنْ غَسَلَ يَسُوعُ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَعَادَ فَاتَّكَأَ قَالَ لَهُمْ: أَعَلِمْتُمْ مَا صَنَعْتُ بِكُمْ؟ أَنْتُمْ تَدْعُونِي مُعَلِّمًا وَرَبًّا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ لأَنِّي كَذَلِكَ. فَإِذَا كُنْتُ أَنَا الرّبُّ وَالـمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ فَيَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ قُدْوَةً حَتَّى إِنَّكُمْ كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُوا أَنْتُمْ أَيْضًا. الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلا رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ، فَإِذَا عَرَفْتُمْ هَذَا فَالطُّوبَى لَكُمْ إِذَا عَمِلْتُمْ بِهِ. وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي".  فَحَزِنُوا جِدًّا وَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ: "أَلَعَلِّي أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟" فَأَجَابَ قَائِلاً: "الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ سَيُسَلِّمُنِي. وَابْنُ البَشَرِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ وَلَكِن الوَيْلُ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي عَلَى يَدِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ البَشَرِ. قَدْ كَانَ خَيْرًا لِذَلِكَ الإِنْسَانِ لَوْ لَمْ يُولَدْ".  فَأَجَابَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ: "أَلَعَلِّي أَنَا هُوَ يَا مُعَلِّمُ؟" قَالَ لَهُ: "أَنْتَ قُلْتَ". وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ وَبَارَكَ وَكَسَرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ: "خُذُوا كُلُوا. هَذَا هُوَ جَسَدِي". وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ: "اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُهْرَاقُ عَنْ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي فِيهُ أَشْرَبُهُ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي". ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ. وَلَكِنْ بَعْدَ أَنْ أَقُومَ أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ". فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: "لَوْ شَكَّ فِيكَ جَمِيعُهُمْ لَمْ أَشُكَّ أَنَا". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ".  قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: "لَو لَزِمَ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ مَا أَنْكَرْتُكَ!" وَهَكَذَا قَالَ جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ أَيْضًا. حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ تُدْعَى جَثْسَيْمَانِي وَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: "أُمْكُثُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ". وَأَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبَدَىي وَطَفِقَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ: "إِنَّ نَفْسِي حَزِينَةٌ حَتَّى الْمَوْتِ. فَامْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي". ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ يُصَلِّي وَيَقُولُ: "يَا أَبَتِ إِنْ كَانَ يُسْتَطَاعُ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ، لَكِنْ لا كَمَشِيئَتِي أَنَا بَلْ كَمَشِيئَتِكَ أَنْتَ". وَتَرَاءَى لَهُ مَلاكٌ مِنَّ السَّمَاءِ يُشَدِّدُهُ. وَلـمَّا صَارَ فِي النِّزَاعِ أَطَالَ فِي الصَّلاةِ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. فَقَامَ مِنَ الصَّلاةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا فَقَالَ لِبُطْرُسَ: "أَهَكَذَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ اسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ.  أمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ". ثُمَّ مَضَى ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: "يَا أَبَتِ إِنْ كَانَ لا يُسْتَطَاعُ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ". ثُمَّ أَتَى فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا أَيْضًا لأَنَّ أَعْيُنَهُمْ كَانَتْ ثَقِيلَةً. فَتَرَكَهُمْ أَيْضًا وَمَضَى فَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً الْكَلاَمَ الأَوَّلَ بِعَيْنِهِ. حِينَئِذٍ جَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: "نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا. فَقَدِ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَابْنُ البَشَرِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخَطَأَةِ. قُومُوا نَنْطَلِقْ. فَهُوَذَا قَدْ قَرُبَ الَّذِي يُسَلِّمُنِي. وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذْ جَاءَ يَهُوذَا أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ قِبَلِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ. وَالَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلاً: "الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ فَأَمْسِكُوهُ". وَلِلْوَقْتِ دَنَا إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: "السَّلاَمُ يَا مُعَلِّمُ!" وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "يَا صَاحِبُ لأَيِّ شَيْءٍ جِئْتَ؟" حِينَئِذٍ جَاؤُؤا وَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ. وَإِذَا وَاحِدٌ مِمَّنْ كَانُوا مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "أُرْدُدْ سَيْفَكَ إِلَى مَوْضِعِهِ، لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَطْلُبَ الآنَ إِلَى أَبِي فَيُقِيمُ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَوْقًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ فَكَيْفَ تَتِمُّ الْكُتُبُ: أَنَّ هَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟" وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ قَالَ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ: "كَأَنَّمَا خَرَجْتُمْ إِلَى لِصٍّ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَقْبِضُوا عَلَيَّ! إِنِّي كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ أَجْلِسُ عِنْدَكُمْ فِي الْهَيْكَلِ أُعَلِّمُ وَلَمْ تُمْسِكُونِي. وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا كُلُّهُ لِتَتِمَّ كُتُبُ الأَنْبِيَاءِ". حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا. وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ ذَهَبُوا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. وَتَبِعَهُ بُطْرُسُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَدَخَلَ إِلَى دَاخِلٍ وَجَلَسَ بَيْنَ الْخُدَّامِ لِيَنْظُرَ النِّهَايَةَ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَكُلُّ الـمَحْفَلِ يَطْلُبُونَ عَلَى يَسُوعَ شَهَادَةَ زُورٍ لِيُمِيتُوهُ فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ تَقَدَّمَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ فَلَمْ يَجِدُوا. أَخِيرًا تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ وَقَالاَ: "إِنَّ هَذَا قَدْ قَالَ إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللَّهِ وَأَبْنِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ". فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: "أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ هَذَانِ عَلَيْكَ؟ أَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ صَامِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: "أُقْسِمُ عَلَيْكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟" فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ ابْنَ البَشَرِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُدْرَةِ وَآتِيًا عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ". حِينَئِذٍ شَقَّ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ: "لَقَدْ جَدَّفَ! فَمَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا إِنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمُ الآنَ تَجْدِيفَهُ! فَمَاذَا تَرَوْنَ؟" فَأَجَابُوا وَقَالُوا: "إِنَّهُ مُسْتَوْجِبٌ الْمَوْتَ". حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ قَائِلِينَ: "تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ مَنِ الَّذِي ضَرَبَكَ؟" أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِسًا فِي الدَّارِ خَارِجًا فَدَنَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ وَقَالَتْ لَهُ: "وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ". فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: "لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!" ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى البَابِ فَرَأَتْهُ جَارِيَةٌ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: "هَذَا أَيْضًا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!" فَأَنْكَرَ ثَانِيَةً بِقَسَمٍ أَنْ لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!  وَبَعْدَ قَلِيلٍ دَنَا الحَاضِرُونَ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: "فِي الحَقِيقَةِ أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تَدُلُّ عَلَيْكَ!" حِينَئِذٍ جَعَلَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: "إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!" وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. فَذَكَرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ لَهُ: "إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ". فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا. ولَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ كُلُّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ لِيُمِيتُوهُ. فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي.

الجوقة المجد لك يا رب المجد لك.

الكاهن: أيضًا وأيضًا بسلامٍ إلى الرّبِّ نطلب

الجوقة: يا ربّ ارحم

الكاهن: أعضد وخلّص وارحم واحفظنا يا الله بنعمتك. حكمة.

الجوقة: يا ربّ ارحم

الكاهن: حتّى إذا كنّا محفوظين بعزّتك كلّ حين، نرسل لك المجد، أيّها الآبُ والابنُ والرّوحُ القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين


الشّاروبيكون

إقبلني اليوم شريكًا لعشائك السّرّيِّ يا ابن الله لأنّي لَسْتُ أقول سرّك لأعدائك، ولا أعطيك قبلة غاشّة مثل يهوذا، لكن كاللّصّ أعترف لك هاتفًا.

الكاهن: جميعكم وجميع المسيحيّين الحسني العبادة الأرثوذكسيّين، ليذكرِ الرّبُّ الإله في ملكوته السّماويّ كلّ حين الآن وكلّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين .

الجوقة: آمين

الكاهن: أبانا ورئيس كهنتنا أفرام، وكهنوتكما، ليذكرِ الرّبُّ الإله في ملكوته السّماويّ كلّ حين الآن وكلّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين ...

الجوقة: آمين. أذكرني يا ربّ مَتى أتيتَ في ملكوتك .


الكاهن: لنكمّل طلبَاتنا للرّبّ

الجوقة: يارب ارحم (تعاد بعد كلّ طلبة)

الجوقة: إستجب يا ربّ (تعاد بعد كلّ طلبة)


الكاهن: بعد ذكرنا الكلّيّة القداسة الطّاهرة الفائقة البركات المجيدة، سيّدتنا والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم.

الجوقة: عليها أشرف السّلام.

الكاهن: مع جميع القدّيسين، لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا للمسيح الإله.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: من أجل رأفات ابنك الوحيد الّذي أنت معه مباركٌ مع روحِكَ الكلّيّ قدسهُ الصّالح والصّانع الحياة، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين

الكاهن: السّلامُ لجميعِكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: لنحبَّ بعضُنا بعضًا لكي بعزمٍ واحدٍ نعترفَ مقرّين.

الجوقة: بآبٍ وابنٍ وروح قدسٍ، ثالوثٍ متساوٍ في الجوهر وغير منفصل .

الكاهن: الأبوابَ الأبوابَ بحكمة لنصغ .

الجوقة:  أُؤمِنُ بإلهٍ واحدٍ، آبٍ ضابطِ الكُلِّ، خَالِقِ السّماءِ والأرضِ، كُلِّ ما يُرَى وما لا يُرَى، وبِرَبٍّ واحدٍ يسُوعَ المسيحِ، ابنِ اللهِ الوَحِيد، المولودِ من الآبِ قبلَ كُلِّ الدهورِ، نورٍ من نورٍ، إلهٍ حقٍّ من إلهٍ حقٍّ، مولودٍ غَيْرِ مخلوقٍ، مساوٍ للآبِ في الجوهرِ، الّذي به كان كلُّ شيءٍ، الّذي من أجْلِنا نحنُ البَشَر، ومن أجلِ خلاصِنا، نَزَلَ من السّماءِ وتجسَّدَ من الرّوحِ القدسِ ومن مريمَ العذراءِ، وتأنَّس، وصُلِبَ عنَّا على عهدِ بيلاطس البُنطيّ، وتألمَّ وقُبِرَ، وقَامَ في اليومِ الثّالثِ على ما في الكتُبِ، وصَعِدَ إلى السّماءِ، وجَلَسَ عن يمينِ الآبِ، وأيضًا يَأتي بمجْدٍ ليَدينَ الأحياءَ والأموات، الّذي لا فَنَاءَ لِـمُلْكِه؛ وبالرّوُحِ القُدسِ، الرَّبِّ، الـمُحْيي، الـمُنْبَثِقِ من الآبِ، الّذي هو مع الآبِ والابنِ مَسجُودٌ له ومُمَجَّدٌ، النَّاطِق بالأنبياءِ، وبكنيسةٍ واحدةٍ، جامعةٍ، مُقَدَّسةٍ، رسوليَّةٍ. وأعْتَرِفُ بمعموديّةٍ واحدةٍ لمغفِرَةِ الخطايا. وأترجَّى قيامةَ الموتى، والحياةَ في الدهرِ العتيد، آمين.

الكاهن: لنقف حسنًا لنقف بخوفٍ لنصغ . لنقدّمَ بسلامٍ القربان المقدّس.

الجوقة: رحمة سلام، ذبيحةَ تسبيح.

الكاهن: نعمةُ ربِّنا يسوعَ المسيح، ومحبّةُ اللهِ الآب، وشركةُ الرّوح القدس لتكن معكم جميعًا.

الجوقة: ومع روحك.

الكاهن: لنضع قلوبَنا فوق.

الجوقة: هي لنا عند الرّبّ.

الكاهن: لنشكرنَّ الرّبّ.

الجوقة: لحقٌّ وواجب.

الكاهن: أيّها السّيّدُ الرّبُّ الإله الآب الضّابط الكلّ، المسجود له، إنّه لحقٌّ في الحقيقة وعدلٌ ولائقٌ بعظمةِ جلال قدسِك، أن نمدحَك ونسبِّحَك ونباركَك ونسجدَ لك، ونشكرَك ونمجّدَك أنت الإلهَ الواجب الوجود وحدَك، وأن نقدِّم لك بقلبٍ منسحقٍ وروح متواضع عبادتنا هذه النّاطقة. لأنّك أنت الّذي وهبت لنا معرفة حقِّك. وَمَن هُوَ كَفُوءٌ لأن يَتَكَلَّم بجبروتِك ويجعل كلَّ تسابيحِك مسموعة، أو يخبّر بجميع عجائبك في كلِّ حين! يا سيّد الكلّ وربَّ السّماءِ والأرض، وكلِّ الخليقةِ المنظورة وغيرِ المنظورة، الجالس على عرش المجد، والنّاظر الأعماق، غير المبدوء، غير المنظور، غير الموصوف، غير المدرَك، غير المستحيل، أبا ربِّنا يسوعَ المسيح، الإله العظيم والمخلِّص رجاءنا، الّذي هو صورة صلاحِك، وختمٌ مساوٍ لك في الرّسم موضح في ذاته إِيّاك أيّها الآب. وهو الكلمةُ الحيّة الإلهُ الحقيقي والحكمة الأزليّة والحياة والتّقديس والقدرة والنّور الحقيقيّ، الّذي منه ظهرَ الرّوحُ القدس، روحُ الحقّ، وموهبةُ التبنّي، وعربون الميراثِ العتيد، وباكورةُ الخيراتِ الأبديّة، والقوّةُ المحيية، وينبوعُ التّقديس، الّذي منه تتأيّد كلُّ خليقة ناطقة وعقليّة، فتعبدك وترسل لك التّمجيد السّرمديّ، لأنّ البرايا عبيدك. فإنّها إياّك تُسبّحُ الملائكة، ورؤساءُ الملائكة، والكراسي، والرّبوات والرّئاساتُ والسّلطات والقوّاتُ والشّاروبيمُ الكثيرو العيون. وقد مثَلَ السّارافيم حولَك، للواحدِ ستّةُ أجنحة وللآخر ستّةُ أجنحة، بالاثنين يحجبون وجوهَهم، وبالاثنين يحجبون أرجلَهم، وبالاثنين يطيرون، ويصرخ الواحدُ نحو الآخر، بأفواهٍ لا تصمتُ، وتمجيدات لا تفتر: بتسبيح الظّفر، مترنّمينَ وهاتفينَ وصارخينَ وقائلين :

الجوقة: قدُّوسٌ، قدُّوسٌ، قدُّوسٌ ربُّ الصّباؤوت، السّماء والأرض مملوءتان من مجدك. أوصنا في الأعالي، مباركٌ الآتي باسم الرّبّ، أوصنا في الأعالي.

الكاهن: أعطى تلاميذَهُ الرُّسلَ القدّيسين قائلاً: خذوا كلوا، هذا هو جسدي، الّذي يُكسرُ من أجلِكم، لمغفرةِ الخطايا.

الجوقة: آمين

الكاهن: أعطى تلاميذَه الرُّسلَ القدّيسين قائلاً :إشربوا منها كُلُّكُم، هذا هو دمي الّذي للعهدِ الجديد، الّذي يهراقُ عنكم وعن كثيرين، لمغفرةِ الخطايا.

الجوقة: آمين. آمين.

الكاهن: الّتي لك ممّا لك، نقدّمها لك على كلِّ شيءء، ومن جهةِ كلِّ شيء.

الكاهن: لأجل هذا أيّها السّيّدُ الكلّيُّ قدسُه، نجسرُ نحن أيضًا عبيدَك الخطأةَ غيرَ المستحقين، الّذين قد أُهّلنا أن نخدم مذبحِك المقدّس، لا بالنّظر إلى برِّنا (لأنّنا لمْ نصنعْ شيئًا صالحًا على الأرض)، بل بمجرَّد مراحِمِك ورأفاتِك الّتي أفضتَها علينا بسخاء، وندنوَ من مذبحِك المقدّس. وإذ وضعنا رسمَي جسدِ ودمِ مسيحِكَ المقدّسَين، نطلبُ إليك ونسأل منك، يا قدّوسَ القدّيسين، أنْ يَحُلَّ بمسرّةِ صلاحك روحُك القدّوسُ علينا، وعلى هذه القرابينِ الموضوعة، ويباركَها ويقدّسَها ويوضح: أمّا هذا الخبزَ فجسدَ ربِّنا وإلهِنا ومخلّصِنا يسوعَ المسيح الكريمَ نفسَه.

الجوقة: آمين.

الكاهن: وأمّا ما في هذه الكأس فدمَ ربِّنا وإلهِنا ومخلّصِنا يسوعَ المسيح الكريمَ نفسَه.

الجوقة: آمين.

الكاهن: الّذي أهرِقَ من أجل حياةِ العالم آمين، آمين، آمين.

الجوقة: آمين، آمين، آمين.

إيّاك نسبّح، إيّاك نبارك، إيّاك نشكر يا ربّ، وإليك نطلب يا إلهنا.

الكاهن: وخاصّةً من أجل الكلّيّةِ القداسةِ، الطّاهرةِ الفائقةِ البركاتِ المجيدة، سيّدتِنا والدةِ الإلهِ الدّائمةِ البتوليّةِ مريم.

الجوقة: إنّ البرايا بأسرها تفرح بكِ يا ممتلئةً نعمة، محافلَ الملائكةِ وأجناسَ البشر، أيّتها الهيكلُ المتقدّسُ والفردوسُ النّاطقُ فخرُ البتوليّة مريم، الّتي منها تجسّد الإله وصار طفلاً، وهو إلهنا قبل الدّهور. لأنّه صنع مستودعَكِ عرشًا، وجعلَ بطنَكِ أرحبَ من السّماوات. لذلك يا ممتلئةً نعمة، تفرحُ بكِ كلُّ البرايا وتمجّدُكِ.

الكاهن: أذكر يا ربُ أوّلاً أبانا ورئيسَ كهنتِنا أفرام، وهَبه لكنائسِك المقدّسة، بسلام صحيحًا، مكرّمًا، معافًا، مديد الأيّام، قاطعًا باستقامةٍ كلمةَ حقِّك.

الجوقة: آمين.

الكاهن: والخاطرين في فكر كلّ واحدٍ من الحاضرين، جميعَهم وجميعَهنَ.

الجوقة: جميعَهم وجميعَهنَ.

الكاهن: وَأَعْطِنَا أَنْ نُمَجِّدَ وَنُسَبِّحَ بِفَمٍ وَاحِدٍ وَقَلْبٍ وَاحِدٍ اسْمَكَ الكُلِّيَّ الاِكْرَامِ وَالعَظِيمَ الجَلالِ، أَيُّهَا الآبُ وَالاِبْنُ وَالرُّوحُ القُدُسُ، الآنَ وَكُلَّ أَوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدَّاهِرِين.

الجوقة: آمين.

الكاهن: وَلْتَكُنْ مَرَاحِمُ الإِلَهِ العَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الـمَسِيحِ مَعَكُمْ جَمِيعًا.

الجوقة: وَمَعَ رُوحِكَ.

الكاهن: بَعْدَ ذِكْرِنَا جَمِيعَ القِدِّيسِينَ أَيْضًا وَأَيْضًا بِسَلامٍ إِلَى الرَّبِّ نَطْلُب.

الجوقة: يَا رَبُّ ارْحَم (بَعْدَ كُلِّ طِلْبَةٍ).

الكاهن: مِنْ أَجْلِ هَذِهِ القَرَابِينِ الـمُكَرَّمَةِ الَّتِي قُدِّمَتْ وَقُدِّسَتْ، إِلَى الرَّبِّ نَطْلُب.

     لِكَيْ يَهَبَ إِلَهُنَا الـمُحِبُّ البَشَر الَّذِي تَقَبَّلَهَا عَلَى مَذْبَحِهِ الـمُقَدَّسِ السَّمَاوِيِّ العَقْلِيِّ لِرَائِحَةٍ زَكِيَّةٍ رُوحَانِيَّةٍ، يُرْسِلُ لَنَا عِوَضَهَا النِّعْمَةَ الإِلَهِيَّةَ وَمَوْهبَةَ الرُّوحِ القُدُسِ، نَطْلُب.

الكاهن: بَعْدَ الْتِمَاسِنَا الاِتِّحَادَ فِي الإِيمَانِ وَشَركَةَ الرُّوحِ القُدُسِ، لِنُودِعْ أَنْفُسَنَا وَبَعْضُنَا بَعْضًا وَكُلَّ حَيَاتِنَا لِلْمَسِيحِ الإِلَه.

الجوقة: لَكَ يَا رَبّ.

الكاهن: وأهّلنا أيّها السّيّد أن نجسرَ بدالّةٍ على أن ندعوَكَ أبًا غير مدانين، أيّها الإله السّماويُّ، ونقول:

الجوقة: أبانا الّذي في السّموات. ليتقدّس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك. كما في السّماء كذلك على الأرض. خبزنا الجوهريّ أعطنا اليوم. واترك لنا ما علينا، كما نترك نحن لمن لنا عليه. ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجّنا من الشّرّير.

الكاهن: لأنّ لك الملكَ والقوّة والمجد، أيّها الآبُ والابنُ والرّوحُ القدس، الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدّاهرين .

الجوقة: آمين.

الكاهن: السّلامُ لجميعِكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: لنحنِ رؤوسَنا للرّبّ.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: أيّها السّيّد الرّبّ أبو الرأفات وإلهُ كلّ تعزية، بارك الّذين حنوا لك رؤوسهم. قدِّسهم واحفظهم وحصّنهم وقوّهم. أبعدهم عن كلّ عمل خبيث، وضُمَّهُم بكل عمل صالح. واجعلهم مستحقّين أن يشتركوا في أسرارك هذه الطّاهرة المحيية بلا دينونة، لغفران الخطايا ولشركة الرّوح القدس. بنعمةِ ورأفاتِ ابنِك الوحيدِ ومحبّتِه للبشر، الّذي أنت مباركٌ معه ومع روحِك الكلّيّ قدسُه الصّالحِ والصّانع الحياة الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدّاهرين .

الجوقة: آمين.

الكاهن: بروسخومن، القدساتُ للقدّيسين.

الجوقة: قُدُّوسٌ واحِدٌ، رَبٌّ واحِدٌ، يسوعُ المسيح لمجد الله الآب، آمين.

الكاهن: بخوف الله وإيمانٍ ومحبّة تقدّموا.

الجوقة: الله الرّبّ ظهر لنا مباركٌ الآتي باسم الرّبّ.

إقبلني اليوم شريكًا لعشائك السّرّيّ يا ابن الله لأنّي لست أقول سرّك لأعدائك ولا أعطيك قبلة غاشّة مثل يهوذا لكن كاللّصّ أعترف لك هاتفًا: أذكرني يا ربّ متى أتيت في ملكوتك.

الكاهن: خلّصْ يا الله شعبَك وباركْ ميراثك.

الجوقة: إقبلني اليوم شريكًا لعشائك السّرّيّ يا ابن الله لأنّي لست أقول سرّك لأعدائك ولا أعطيك قبلة غاشّة مثل يهوذا لكن كاللّصّ أعترف لك هاتفًا: أذكرني يا ربّ متى أتيت في ملكوتك.


الختام

الكاهن: تبارك الله إلهُنا، كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

الكاهن: إذ قد تناولنا أسرار المسيح الإله المقّدسة الطّاهرة غير المائتة، السماويّة المحيية الرّهيبة، فلنستقم ونشكر الربَّ حقّ الشّكر. أعضد وخلّص وارحم واحفظنا يا لله بنعمتك. بعد أن نسأل أن يكونَ نهارُنا كلُّه كاملاً مقدّسًا سلاميًّا وبلا خطيئة، لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلَّ حياتِنا للمسيحِ الإله.

الجوقة: لك يا رب.

الكاهن: لأنّك أنت هو تقديسُنا، ولك نرسل المجد، أيّها الآبُ والابنُ والرّوحُ القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

الكاهن: لنخرج بسلام. إلى الرّبّ نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم، باسم الرّبّ بارك يا أب.

الكاهن: أيّها المسيح المتقبّل هذه الذّبيحة النّاطقة غير الدّمويّة من الّذين يدعونك من كلّ قلوبهم ذبيحة تسبيح وعبادة مرضيّة، يا حمل الله وابنه الرّافع خطيئة العالم، أيّها العجل البريء من العيب وغير القابل نير الخطيئة والمذبوح من أجلنا طوعًا، الّذي يتجزّأ ولا ينقسم، ويؤكَل ولا ينفد أبدًا بل يقدّس الّذين يأكلونه، يا مَن لتذكار آلامك الطّوعيّة وقيامتك المحيية الثّلاثيّة الأيّام جعلتنا شركاء في أسرارك السّماويّة الرّهيبة المتعذّر النّطق بها، وهي جسدك المقدّس ودمك الكريم، إحفظنا بتقديسك نحن عبيدك الخادمين، وحكّامنا المؤمنين، والجند المحبّ المسيح، والشّعب الواقف حولنا، وأعطنا أن نهذّ ببرِّك في كلّ آن وزمان، حتّى إذا اهتدينا إلى إرادتك وعملنا بما يرضيك، نستحقّ الوقوف عن يمينك حتّى تأتي لتدين الأحياء والأموات. أنقذ إخوتنا الّذين في السّبي، إفتقد الّذين في الأمراض، دبّر الّذين في شدائد البحر، وأرح نفوس الّذين تُوُفُّوا على رجاء الحياة الأبديّة حيث يشرق نور وجهك، واستجب لجميع الطّالبين معونتك لأنّك أنت المانح الخيرات وإليك نرسل المجد مع أبيك الّذي لا بدء له وروحك الكلّيّ القدس الصّالح والمحيي الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين .

الجوقة: آمين. ليكن اسمُ الرّبِّ مبارَكًا، مِنَ الآنَ وإلى الدّهر (ثلاثًا).

الكاهن: إلى الرّبّ نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم.

الكاهن: بركةُ الرّبِّ ورحمتُه تحلاّنَ عليكم، بنعمتِه الإلهيّةِ ومحبّتِه للبشر، كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

الكاهن: المجد لك أيّها المسيح إلهنا المجد لك. أيّها المسيح إلهنا الحقيقيّ، يا من لإفراط صلاحه أوضح الاتّضاعَ طريقًا فاضلةً عند غسلِهِ أرجل التّلاميذ، وتنازل حتّى إلى الصّلب والدّفن من أجلنا، بشفاعة أمّكَ القدّيسة الكلّيّة الطّهارة والبريئة من كلِّ عيب، سيّدَتنا والدةَ الإله، الدّائمةَ البتوليّةِ مريمَ، وبقوّة الصّليب الكريم المحيي، وبطلباتِ القوّاتِ السّماويّةِ المكرّمةِ العادمةِ الأجساد، والنّبيّ الكريم السّابق المجيد يوحنّا المعمدان، والقدّيسين المشرّفين الرسل الكلّيّ مديحهم، والقدّيسين المجيدين الشّهداءِ الحسني الظّفر، وآبائنا الأبرار المتوشّحين بالله، وأبينا الجليل في القدّيسين باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصريّة كابدوكيا كاتب هذه الخدمة الشّريفة، والقدّيس (...) صاحب هذه الكنيسة المقدّسة، والقدّيسَيْن الصّدّيقَيْن جدّي المسيح الإله يواكيم وحنة، وجميع قدّيسيك، ارحمنا وخلّصنا بما أنّك صالح ومحبٌّ للبشر.

بصلواتِ آبائِنا القدّيسين، أيّها الرّبُّ يسوعُ المسيحُ إلهُنا، ارحمنا وخلّصنا.

الجوقة: آمين.