عيد دخول السّيّد إلى الهيكل (٠١ شباط)

صلاة الغروب (pdf)

(إنّ نص الخدمة أدناه للعيد إذا وقع في غير يوم أحد)

الكاهن: تبارك اللهُ إلهنا كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

القارئ:

المزمور المئة وثلاثة

باركي يا نفسي الرّبَّ، أيّها الرّبُّ إلهي لقد عظُمتَ جدًّا

الاعترافَ وعظمَ الجلالِ لبستَ، أنتَ المتسربلُ بالنّورِ كالثّوب

الباسطُ السّماء كالخيمة المسقِّفُ بالمياهِ علاليَّهُ

الجاعِلُ السـّحابَ مركبةً له، الماشي علـى أجنحةِ الرّياح

الصّانعُ ملائِكَتَهُ أرواحًا، وخُدّامَـهُ لهيبَ نارٍ

المؤسِّسُ الأرضَ علـى استيثاقها، فلا تتزعزعُ إلى دهر الدّاهرين

رداؤها اللّجَّةُ كالثّوب، على الجبالِ تَقِفُ المياه

من انتهارِكَ تهربُ، ومن صوتِ رَعدك تَجزع

ترتفعُ الجبال وتنخفِضُ البقاع، إلى الموضع الّذي أسّست لها

جعلتَ لها حدًّا فلا تتعدّاه، ولا ترجع فتغطّي وجهَ الأرض

أنت المرسـلُ العيونَ في الشِّعاب، في وسط الجبال تعبر المياه

تَسقي كلَّ وحوش الغياض، تُقبلُ حَميرُ الوحشِ عند عطشها

عليها طيورُ السّماء تَسكُنُ، من بين الصّخور تُغَــرِّدُ بأصـواتها

أنت الّذي يسقي الجبالَ من علاليِّه، من ثَــمَــرَةِ أعمالِك تشبعُ الأرض

أنت الذي يُنبتُ العُشبَ للبهائمِ، والـخُضرةَ لخدمة البشَر

ليُخرج خبزًا من الأرض، والخمرُ تفرّحُ قلبَ الإنسان

ليبتَهِج الوجهُ بالزّيت، والخبزُ يشدّد قلب الإنسان

تُروى أشجار الغاب، أرز لبنان الّتي غرستها

هناك تُعشِّشُ العصافيرُ، ومَسكنُ الهيروديّ يتقدّمها

الجبالُ العاليةُ للأيلة، والصخورُ ملجأٌ للأرانب

صنعَ القمرَ للأوقاتِ، والشّمسُ عرفت غروبَها

جعلَ الظّلمةَ فكان ليلٌ، فيه تَعبُر جميعُ وحوش الغاب

أشبالٌ تزأَرُ لتخطفَ، وتَلتَمِسُ من اللهِ طَعامَها

أشرقَتِ الشّمسُ فاجتمعت، وفي صِيَرها ربضَت

يخرجُ الإنسـان إلى عملِهِ والى خدمتِهِ حتّى المساء

ما أعظم أعمالَكَ يا ربُّ كلَّها بحكمة صنعت، قد امتلأتِ الأرضُ من خليقتك

هذا البحرُ الكبيرُ الواسع، هناك دبّاباتٌ لا عددَ لها، حيواناتٌ صغارٌ مع كبار

هناك تجري السُّفُنُ، هذا التّنّينُ الّذي خلقتَه يلعبُ فيه، وكلُّها إياك تترجّى، لتُعـــطِـــيَـــها طعامَها في حينه، وإذا أنت أعطيتها جَمَعَتْ؛

تفتح يدك فيمتلئ الكلّ خيرًا، تَصرِف وجهك فيضطربون

تَنزِعُ أرواحهم فيَفنَون، وإلى تُرابهم يرجعون

تُرسِلُ رُوحَكَ فَــــيُـــخــلَــــقُـــون، وتُــجدِّدُ وجه الأرض

ليكن مجـدُ الرّبِّ إلى الدّهر، يَفرَحُ الرَّبُّ بأعماله

الّذي يَنظُرُ إلى الأرض فيجعلُها ترتعد، ويَــمَسُّ الجبالَ فتُدخّن

أسبِّحُ الرّبّ في حياتي، وأُرَتِّـــلُ لإلهي ما دُمتُ موجودًا

يلَذُّ لـه تأمّلي، وأنا أفرَحُ بالرّبّ

لتَبِدِ الخطأةُ من الأرض والأثَــمَــةُ، حتّى لا يوجَدوا فيها

باركي يا نفسي الرّبّ. الشّمس عرفت غروبها، جعل الظّلمة فكان ليلٌ

ما أعظم أعمالك يا ربُّ، كلّها بحكمة صنعت.



الكاهن: بسلام إلى الرّبّ نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم (بعد كلّ طلبة).

 

الكاهن: بعد ذكرنا الكلّيّة القداسة الطّاهرة الفائقة البركات المجيدة، سيّدتنا والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم، مع جميع القدّيسين.

الجوقة: عليها أشرف السّلام.

الكاهن: لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا للمسيح الإله.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن لأنّه ينبغي لك كلّ تمجيد وإكرام وسجود، أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.


المزمور المئة والأربعون (باللّحن السّادس)

ياربِّ إليكَ صرختُ فاستمع لي، استمع لي ياربّ.

ياربِّ إليكَ صرختُ فاستمع لي، أنصِت إلىَ صوتِ تضرّعي حينّ أصرخُ إليكَ، استمع لي ياربّ.

لتستقم صلاتي كالبخور أمامَكَ، وليكن رفعُ يديَّ كَذَبيحَةٍ مسائيّةٍ، استمع لي ياربّ.

إجعَل ياربُّ حارِسًا لفمي وبابًا حصينًا على شَفَتَيّ.

لا تُـمِل قلبي إلى كلامِ الشّرِّ فَيَتَعَلَّلَ بِعِلَلِ الخطايا.

مع النّاسِ العامِلينَ الإِثمَ، ولا أتّفِقُ مَعَ مختاريهم.

سيؤدِّبُني الصِّدِّيقُ برحمةٍ ويُـــــوَبِّـخُــنـــي، أمّا زيتُ الخاطِئِ فلا يُدهَنُ بِهِ رأسي.

لأنَّ صلاتي أيضًـا في مَسَرَّتِـهـم، قد ابتُلِعَت قُضاتُهُم مُلتصِقينَ بِصخرَةٍ.

يسمَعُونَ كَلِماتي فإنّـها قد استُلِذَّت، مثل سَمنِ الأرضِ الـمُنشَقِّ على الارضِ، تبدَّدَت عِظامُهُم حولَ الجحيم.

لأنّ يارَبِّ، ياربِّ إليك عينَيَّ، وعَليكَ توكَّلتُ فلا تَنزِع نَفسي.

إحفظني مِنَ الفَخِّ الَّذي نَصَبُوهُ لِي، ومِن مَعاثِرِ فاعلي الإثم.

تَسقُطُ الخَطَأةُ في مَصائِدِهِم، وأَكُونُ أنا على انفِرادٍ إلى أن أعبُر.


المزمور المئة والواحد والأربعون

بصوتي إلى الرَّبِّ صَرختُ، بصوتي إلى الرَّبِّ تَضَرَّعتُ.

أسكُبُ أمَامَهُ تضَرُّعي، وأحزاني قدّامَهُ أخبِّر.

عِندَ فناءِ روحي مِنِّي، أنتَ تَعرِفُ سُبُلِي.

في هذا الطَّريق الذي كُنتُ أَسلُكُ فيه أخفوا لي فخًّا.

تأمّلتُ في الـمَيامِنِ وأبصرتُ، فَلَم يَكُن مَن يعرِفُـــني.

ضاعَ الـمَهرَبُ مِنِّــي وَلَم يُوجَد مَن يطلُبُ نَفسي.

فَصَرَختُ إلَيكَ يا رَبُّ وَقُلتُ: أنتَ هُوَ رَجائي ونَصيبي في أرضِ الأحياء.

أنصِت إلى طَلِبَتي، فإنّــي قد تَذَلَّلتُ جدًّا.

نَـجِّــنــي مِنَ الَّذين يضطَهِدُونَني لأنَّهم قد اعتزُّوا عَلَيّ.

أخرِج مِنَ الحبسِ نَفسي لكي أشكُرَ اسمكَ.

إيّايَ يَنتَظِرُ الصِّدِّيقُونَ حتّى تُـجازِيَـــنــي.


المزمور المئة والتّاسع والعشرون

من الأعماقِ صرختُ إليك ياربّ، فيا ربُّ استمع لِصَوتي.

لِتَكُن أُذُنَاكَ مُصغيَتَينِ إلى صوتِ تَضَرُّعي.

إن كُنتَ للآثامِ راصدًا ياربُّ، فياربُّ من يَـــثــــبُـــت؟ فإنَّ مِن عِندِكَ هو الاغتِفار.

من أجل اسمِكَ صبرتُ لكَ ياربّ، صَبَرَت نفسي في أقوالِكَ. توكّلت نفسي على الرَّبّ.

مِن انِفجارِ الصُّبحِ إلى الليلِ، مِن انِفجار الصُّبح فليتَّكِل إسرائيلُ على الرّبّ.


لأنَّ مِنَ الرَّبِّ الرّحمةَ ومِنهُ النَّجاةُ الكثيرة، وهو يُنَجّي إسرائيل من كُلِّ آثامِهِ.

قُلْ لَنا يا سِمْعانُ، مَنْ أنْتَ حامِلٌ عَلى ساعِدَيْكَ بابْتِهاجٍ؟ نَحْوَ مَنْ تَصْرُخُ قائِلاً: إنّي الآنَ قَدْ أُعْتِقْتُ، لِأنّي أبْصَرْتُ مُخَلِّصي. هَذا هُوَ المَوْلودُ مِنَ البَتول. هَذا هُوَ الكَلِمَةُ الإلهُ مِنَ الإلَه، الذي تَجَسَّدَ مِنْ أَجْلِنا وَخَلَّصَ الإنْسانَ، فَلَهُ نَسْجُد.


المزمور المئة والسّادس عشر

سَبِّحوا الرَّبَّ يا جَميعَ الأُمم، وامدَحُوهُ يا سائِرَ الشُّعوب.

اقْبَلْ يا سِمْعانُ مَنْ سَبَقَ موسَى فَرَآهُ في سينا تَحْتَ الغَمامِ، واضِعاً الشَّريعة، وصائِراً طِفْلاً خاضِعاً لِلْشَريعَة. هَذا هُوَ الناطِقُ بِالشَريعَة، هَذا هُوَ المَرْموزُ إلَيْهِ بِالأَنْبِياءِ، الذي تَجَسَّدَ مِنْ أَجْلِنا وخلَّصَ الإنْسانَ، فَلَهُ نَسْجُد.


لأنَّ رحـمَـتَــهُ قَد قَوِيَت عَلَينا، وَحَقُّ الرَّبِّ يَدُومُ إلى الأبد.

هَلُمّوا بِنا نَسْتَقْبلِ المَسيحَ نَحْنُ أيضاً، وَنُقابِلْهُ بِالتَسابيحِ الإلَهِيَّةِ، مَنْ أَبْصَرَ سِمْعانُ خَلاصَهُ، هَذا هُوَ الذي يُخْبِرُ عَنْهُ داود، هَذا هُوَ الناطِقُ بِالأَنْبِياءِ، الذي تَجَسَّدَ مِنْ أَجْلِنا، والمُتَكَلِّمُ بِالشَريعَة، فَلَهُ نَسْجُد.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

ليُفْتَحِ اليَوْمَ بابُ السَّماءِ، لِأنَّ كَلِمَةَ الآبِ، الذي لا بَدْءَ لَهُ، قَدِ اتَّخَذَ بَداءَةً زَمَنِيَّةً، وَلَمْ يَنْفَصِلْ عَنْ لاهوتِهِ. فَيُقَدَّمُ بِاخْتِيارِهِ، كَطِفْلٍ ذي أرْبَعينَ يَوْماً، مِنْ أُمٍّ بَتولٍ، في الهَيْكَلِ الناموسِيّ، فَيَتَقَبَّلُهُ سِمْعانُ عَلى ذِراعَيْهِ، وَالعَبْدُ يَهْتِفُ قائِلاً: أَطْلِقْني، لِأنَّ عَيْنيَّ قَدْ أَبْصَرَتا خَلاصَكَ. فَيا مَنْ أتى إِلى العالَمِ لِيُخَلِّصَ جِنْسَ البَشَرِ، يا رَبُّ، المَجْدُ لَك.


الإيصوذون بالمبخرة

الكاهن: الحكمة لنستقم.

الجوقة: أيّها النّور البهيّ الممجّد القدّوس الآب الّذي لا يموت السّماويّ، أيّها القدّوس المغبوط يا يسوع المسيح حين نأتي إلى غروب الشّمس وننظر نور المساء ونسبّح الآب والابن والرّوح القدس الإله المستحقّ في سائر الأوقات أن يُسبَّح بأصوات بارّة، يا ابن الله المعطي الحياة الّذي من أجلك العالم يمجّد.


يوم الإثنين

الكاهن: تَرنيمَةُ الـمَساء. (باللّحن الرّابع)

الجوقة: الرّبّ يستمِعُ لي حينَ أصرُخُ إليهِ. (مرّتين)

استيخن: إذ دعوتُ استَجَبتَ لي يا إلهَ برّي.

الرّبّ يستمِعُ لي حينَ أصرُخُ إليهِ.

يوم الثلاثاء

الكاهن: تَرنيمَةُ الـمَساء. (باللّحن الثّامِن)

الجوقة: ها مُنذُ الآن باركوا الرّبَّ، يا جميعَ عبيد الرّبّ. (مرّتين)

استيخن: الرّبُّ يرعاني، فلا شيئ يُعوِزُني.

رحمَتُكَ ياربُّ تُدرِكُني جميعَ أيَامي حياتي.

يوم الأربعاء

الكاهن: تَرنيمَةُ الـمَساء. (باللّحن الخامس)

الجوقة: اللهمّ باسمِك خلّصني، وبقوّتك احكم لي. (مرّتين)

استيخن: استمع يا الله صلاتي

اللهمّ باسمِك خلّصني، وبقوّتك احكم لي.

يوم الخميس

الكاهن: تَرنيمَةُ الـمَساء. (باللّحن السّادس)

الجوقة: معونتي من عند الرّبّ الّذي صنع السّماءَ والأرض. (مرّتين)

استيخن: رفعتُ عينَيَّ إلى الجبالِ من حيث يأتي عوني.

معونتي من عند الرّبّ الّذي صنع السّماء والأرض.

يوم الجمعة

الكاهن: تَرنيمَةُ الـمَساء. (باللّحن السّابِع)

الجوقة: يا الله أنت ناصري، إلهي رحمتك تدركني. (مرّتين)

استيخن: أنقذني من أعدائي يا الله

يا الله أنت ناصري، إلهي رحمتك تدركني.

يوم الأحد

الكاهن: تَرنيمَةُ الـمَساء. (باللّحن الثّامِن)

الجوقة: ها مُنذُ الآن باركوا الرّبَّ، يا جميعَ عبيد الرّبّ. (مرّتين)

استيخن: الواقفين في بيت الرّبّ، في ساحات بيتِ إلهنا.

ها مُنذُ الآن باركوا الرّبَّ، يا جميعَ عبيد الرّبّ.


القارئ: يُقرأ في هذا المساء ثلاث قراءات.

القارئ: قراءة أولى من سفر الخُروج.

الكاهن: الحكمة لنصغ

القارئ:

وكَلَّمَ الرَّبُّ موسى في اليَوْمِ الذي أخْرَجَ فيهِ بَني إسْرائيلَ مِنْ أرْضِ مِصْرَ، قائلاً: قَدِّسْ لي كُلَّ بِكْرٍ، كُلَّ فاتِحَ رَحَمٍ مِنْ بني إسْرائيل. فَقالَ موسى لِلْشَعْبِ: أُذْكُروا هَذا اليَوْمَ الذي خَرَجْتُمْ فِيهِ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، مِنْ دارِ العُبودِيَّةِ؛ لأنَّ الرَّبَّ أَخْرَجَكُمْ بِيَدٍ عَزيزَةٍ مِنْ هُناك. فَاحْفَظوا شَريعَتَهُ، ومتى أَدْخَلَكَ الرَّبُّ الإلَهُ أَرْضَ الكَنْعانِيينَ، كَما أَقْسَمَ لآِبائكَ، فَاعْزِلْ كُلَّ فاتِحِ رَحَمٍ مِنَ الذُكورِ لِلْربِّ. وإذا سَأَلَكَ ابْنُكَ بَعْدَ ذاكَ، قائلاً "ما هَذا؟"، فَقُلْ لَهُ أَنَّهُ بِيَدٍ عَزيزَةٍ أَخْرَجَنا الرَّبُّ مِنْ أَرْضِ مَصْرَ، مِنْ دارِ العُبودِيَّة. وَلمّا تَصَلَّبَ فِرْعَوْنَ عَنْ  أَنْ يُطْلِقَنا، قَتَلَ الرَّبُّ كُلَّ بِكْرٍ في أرْضِ مِصْرَ مِنْ بُكورِ الناسِ والبَهائِم. ولِذلِكَ، أنا أذْبَحُ لِلْرَّبِّ كُلَّ فاتِح رَحَمٍ مِنْ ذُكورِ البَهائِمِ، وأَفْدي كُلَّ بِكْرٍ مِنْ بَنِيَّ. فَيَكونُ عَلامَةً على يَدِكَ، ونُصباً أمامَ عَيْنَيْكَ أنَّ الرَّبَّ الضابِطَ الكُلَّ هَكَذا قالَ: أنَّكَ تُعْطيني الأبْكارَ مِنْ بَنيكَ. وكُلُّ مَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ ذَكَرٌ، يَخْتُنُ قُلْفَةَ جَسَدِهِ في اليَومِ الثامِنِ. وثلاثَةً وثلاثينَ يَوْماً لا تَدْخُلُ مَقْدِسَ اللهَ إلى الكاهِنِ حتّى تَتِمَّ أيامُ التَطْهير. وبَعْدَ ذلِكَ، يأتي إلى الرَّبِّ بِحَمَلٍ حَوْليٍّ لا عَيْبَ فيه مُحْرَقَةً، وبِفِرْخِ حَمامٍ أوْ يَمامٍ إلى بابِ خِباءِ الشهادَةِ إلى الكاهِن. أو عِوَضاً عِنْ ذلِكَ، يَأتي أمامَ الرَّبِّ بفِرْخَي حَمامٍ أو يَمامَتَيْنِ، فَيُكَفِّرُ الكاهِنُ عَنْهُ. فإنَّ هَؤلاءِ قَدْ أُعْطيتُهُمْ مِنْ كُلِّ بَني إسْرائيلَ مُكافأةً، فأَخَذْتُهُمْ وقَدَّسْتُهُمْ لي عِوَضاً عَنْ أبْكارِ المِصْريينَ، يَوْمَ ضَرَبْتُ كُلَّ بِكْرٍ في أرضِ مِصْرَ مِنَ الناسِ حتّى البَهائِم. قالَ اللهُ العَلِيُّ، قُدُّوسُ إسْرائيل.


القارئ: قراءة ثانية من نبوءة أشْعياءَ النبي.

الكاهن: الحكمة لنصغ

القارئ:

وَحَدَثَ في السَنَةِ التي ماتَ فيها المَلِكُ عُزِيّا، أنّي رأَيْتُ الرَّبَّ جالِساً على عَرْشٍ عالٍ رَفيعٍ، والبَيْتُ مَمْلوءٌ مِنْ مَجْدِهِ. والسارافيمُ قائِمونَ حَوْلَهُ، سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ لِكُلِّ واحِدٍ، بِإثْنَيْنِ يَسْتُرونَ وجوهَهُمْ، وبِإثْنَيْنِ يَسْتُرونَ أَرْجُلَهُمْ، وبِإثْنَيْنِ يَطيرون. وكانَ يَصْرُخُ الواحِدُ نَحْوَ الآخَرِ ويَقولُ: قُدّوسٌ، قُدّوسٌ، قُدّوسٌ رَبُّ الصبأوت، الأرْضُ كُلُّها مَمْلوءَةٌ مِنْ مَجْدِهِ، فَرُفِعَتْ عَتَبَةُ البابِ مِنْ صَوْتِ صُراخِهِمْ، وامْتَلأَ البَيْتُ دُخاناً. فَقُلْتُ: وَيلٌ لي (فَقَدْ خَشِعْتُ) لأنّي وأنا إنْسانٌ دَنِسُ الشَفَتَيْنِ، وساكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ دَنِسِ الشِّفاهِ، قَدْ رأَيْتُ المَلِكَ رَبَّ الجُنودِ بِعَيْنَيَّ. فاُرْسِلَ إلَيَّ أَحَدُ السارافيم وفي يَدِهِ جَمْرَةٌ، أَخَذَها بِمِلْقطٍ مِنَ المَذْبَحِ، ومَسَّ فَمي، وقالَ: ها إنَّ هَذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ، فَتُزيلُ إِثْمُكَ وتُطَهِّرُكَ مِنْ خَطاياك. وَسَمِعْتُ صَوْتَ الرَّبِّ يَقولُ: مَنْ أُرْسِلُ، وَمَنْ يَنْطَلِقُ إلى هَذا الشَّعْب؟ فَقُلْتُ: هاءَنَذا. فقالَ: انْطَلِقْ وَقُلْ لِهذا الشَّعْبِ "تَسْمَعونَ سَماعاً ولا تَفْهَمونَ، وَتَنْظُرونَ نَظَراً ولا تُبْصِرون. فإنَّ قَلْبَ هذا الشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ، ثَقُلَ سَمَعُهُ، وأُغْمِضَتْ عُيونُهُ، لِئَلّا يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ، ويَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ، ويَفْهَمَ بِقَلْبِهِ، ويَرْجِعَ فأَشْفِيَه. فَقُلْتُ: إلى مَتى يا رَبُّ؟ فَقالَ: إلى أنْ تَصيرَ المُدُنُ خِرْبَةً بِغَيْرِ ساكِنٍ، والبُيوتُ بِغَيْرِ إنْسانٍ، وَتُمْسي الأرْضُ خَراباً مُقْفِراً، ويُقْصي اللهُ البَشَرَ، والذينَ يُسْتَبْقونَ على الأرضِ يَتَكاثَرون.


القارئ: قراءة ثالثة من نبوءة أشْعياءَ النبي.

الكاهن: الحكمة لنصغ

القارئ:

هوَذا الرَّبُّ راكِبٌ على سَحابَةٍ خَفيفةً، فَيَأتيَ إلى مِصرَ، فَتَتَزَلْزَلُ أوْثانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وتَذوبُ قُلوبُهُمْ، وتَضْطَرِبُ أرواحُهُمْ في دواخِلِهِمْ، وأُبَدِّدُ مَشورَتَهُمْ وأدْفَعُ مِصْرَ إلى أيدي سادَةٍ قُساةٍ. هذا ما يَقولُهُ رَبُّ الصبَأوت. ويَشْرَبُ المِصريّونَ مِنْ ماءِ شاطِئِ البَحْرِ، أمّا النَّهْرُ فَيَنْضُبُ ويَجِفُّ، هذا ما يقولُهُ الرَّبُّ. أيْنَ حُكَماؤكِ لِيَقولوا لَكِ ما ائتَمَرَ رَبُّ الصَّبأوتِ على مِصْرَ؟ في ذلِكَ اليَوم، يكونُ المِصْريّونَ مِثْلَ النِّساءِ، في خَوفٍ ورِعْدَةٍ مِنْ تجاهِ يَدِ رَبِّ الصَّبأوتِ التي يَرْفَعُها عَلَيْهِم. في ذلِكَ اليَوم، يَكونُ مَذْبَحٌ لِلْرَّبِّ في بِلادِ المِصْريينَ، وَنُصْبٌ بِجانِبِ تُخْمِها لِلْرَّبِّ، فَيَكونُ عَلامَةً إلى الأبَدِ لِلْرَّبِّ في بِلادِ مِصْر، لأنَّهُمْ يَصْرُخونَ إلى الرَّبِّ، فَيُرْسِلُ لَهُمْ إنْساناً يُخَلِّصُهُمْ.  وَيَكونُ الرَّبُّ مَعْروفاً عِنْدَ المِصْرِيينَ، ويَعْرِفُ المِصْريّونَ الرَّبَّ في ذلِكَ اليَوم، ويُقَدِّمونَ ذَبيحَةً وقُرْباناً، ويَنْذُرونَ لِلْرَّبِّ نُذوراً ويوفونَ بِها.

والسّبح لله دائمًا


الطّلبة الابتهاليّة

الكاهن: لِنَقُل جَميعُنا مِن كُلِّ نُفوسِنا وَمِن كُلِّ نِيّاتِنا لِنَقُل. أَيُّها الرَّبُّ الضّابِطُ الكُلَّ إلَهُ آبائِنا، نَطلُبُ مِنكَ فاستَجِب وارحَم.

الجوقة: يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم (بعد كلّ طلبة).


الكاهن: لأنّك إله رحيم ومحبّ للبشر ولك نرسل المجد أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين

المتقدّم: أهّلنا يا ربّ أن نُحفظَ في هذا المساءِ بغيرِ خطيئةٍ، مباركٌ أنت يا ربّ إله آبائنا مسبَّحٌ وممجَّدٌ اسمُك إلى الأبد آمين. لتكن يا ربّ رحمتُك علينا كمثل اتّكالنا عليك. مباركٌ أنت يا ربّ علّمنا وصاياك. مباركٌ أنت يا سيّد فهّمنا حقوقك. مباركٌ أنت يا قدّوس أنرنا بعدلك. يا ربّ رحمتُك إلى الأبد، وعن أعمال يديك لا تُعرضْ. لك ينبغي المديح، بك يليق التّسبيح، لك يجب المجد أيّها الآب والابن والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.


الكاهن: لنكمّل طلباتنا للرّبّ.

الجوقة: يا ربّ ارحم (بعد كلّ طلبة).

الجوقة: إستجب يا ربّ (بعد كلّ طلبة).

الكاهن: بعد ذكرنا الكلّيّة الطّهارة الفائقة البركات المجيدة، سيّدتنا والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم، مع جميع القدّيسين.

الجوقة: عليها أشرف السّلام.

الكاهن: لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا للمسيح الإله.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: لأنّك إله صالح ومحبّ للبشر، ولك نرسل المجد أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

الكاهن: السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: لنـحن رؤوسنا للرّبّ.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: أيّها الرّبّ إلهنا، يا مَن طأطأتَ السّماواتِ ونزلت لخلاص جنس البشر، أنظر إلى عبيدك، وإلى ميراثك، لأنّ عبيدك قد حنوا رؤوسهم وأخضعوا أعناقهم لك أيّها القاضي المرهوب المحبّ البشر، غير منتظرين المعونة من بشر، بل منتظرون رحمتك ومتوقّعون خلاصك. فاحفظهم في كلّ حين، وفي المساء الحاضر واللّيل المقبل مصونين من كلّ فعل مضادّ شيطانيّ، ومن الأفكار الباطلة والهواجس الخبيثة. ليكن عزّ ملكك مباركًا وممجَّدًا، أيّها الآب والابن والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.


الأبوستيخن

زَيِّني خِدْرَكِ يا صِهْيَوْنُ، وتَقَبَّلي المَسيحَ المَلِك. صافِحي مَرْيَمَ، البابَ السَّماوِيَّ، لأنَّ هذهِ ظَهَرَتْ عَرْشاً شاروبيمِيّاً، فَهِيَ تَحْمِلُ مَلِكَ المَجْد. إنَّ البَتولَ هيَ سَحابَةُ نورٍ، تَحْمِلُ بالجَسَدِ الابْنَ الكائِنَ قَبْلَ كَوْكَبِ الصُّبْحِ، الذي لَمَّا حَمَلَهُ سِمْعانُ عَلى ذِراعَيْهِ، كَرَزَ بِهِ لِلْشُعوبِ بِأنَّهُ سَيِّدُ الحَياةِ وَالمَوْتِ، وَمُخَلِّصُ العالَم.


الآنَ تُطْلِقْ عبدَكَ أيُّها السَّيِّدُ على حَسَبِ قَوْلِكَ بِسَلامٍ، لأنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتا خَلاصَكَ الذي أعْدَدْتَهُ أمامَ كُلِّ الشُّعوبِ.

إنَّ الشَّارِقَ مِنَ الآبِ قَبْلَ الأزَلِ، وفي آخِرِ الأزْمِنَةِ مِنْ مُسْتَوْدَعٍ بَتولِيٍّ، قَدْ حَمَلَتْهُ إلى الهَيْكَلِ الأُمُّ التي لَمْ تَعْرِفْ زَواجاً. والواضِعُ الشَّريعَةَ في طورِ سينا، قَدَّمَتْهُ لِلْكاهِنِ الشَّيْخِ الصدِّيقِ المُوْحَى إلَيْهِ أنَّهُ يُعايِنُ المَسيحَ الرَّبَّ، خاضِعاً لِرُسومِ الشَّريعَة. فَلمَّا تَقَبَّلَهُ سِمْعانُ عَلى ذِراعَيْهِ، ابْتَهَجَ هاتِفاً: إنَّ هَذا هُوَ الإلهُ المُساوي لِلآبِ في الأَزَلِيَّةِ، والمُنْقِذُ نُفوسَنا.


نوراً لاسْتِعْلانِ الأُمَمِ، ومَجْداً لِشَعْبِكَ إسْرائيل.

إنَّ الراكِبَ عَلى مَرْكَباتِ الشاروبيمِ، والمُسَبَّحَ بِتَسابيحِ السّارافيم، قَدْ حَمَلَتْهُ والِدَةُ الإلهِ عَلى ذِراعَيْها، مُتَجَسِّداً مِنْها دونَ أَنْ تَعْرِفَ زواجاً. ودَفَعَتِ المُعْطي الشَّريعَةَ، مُتَمِّماً نِظامَ الشَّريعَةِ، إلى يَدَيِّ الكاهِنِ الشَّيْخ. فَلَمّا حَمَلَ هذا الحَياةَ، إسْتَمَدَّ عِتْقاً مِنَ الحَياةِ، قائلاً: الآن تُطْلِقُني أيُّها السَّيِّدُ، لِكَيْ أُخْبِرَ آدَمَ أنِّي أبْصَرْتُ طِفْلاً، هوَ الإلهُ غَيْرُ المُسْتَحيلِ قَبْلَ الأزَلِ، والمُخَلِّصُ العالَم.


الـمَجْدُ لِلآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ القُدُسِ، الآنَ وَكُلَّ أَوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدَّاهِرِينَ، آمِين.

إنَّ الراكِبَ عَلى الشاروبيمِ، والمُسَبَّحَ مِنَ السّارافيم، يُقَدَّمُ اليَوْمَ بِحَسَبِ الشَّريعَةِ إلى الهَيْكَلِ الإلَهِيّ. فَيَتَّكِئُ على ذِراعَي الشَّيْخِ، وَيَتَقَبَّلُ مِنْ يوسُفَ قَرابينَ لائِقَةً باللَّهِ، كَزَوْجَيْ يَمامٍ، الكَنيسَةَ الطاهِرَةَ والشَّعْبَ المُنْتَخَبَ جَديداً مِنَ الأُمَمِ، وَفَرخَيْ حَمامٍ بِما أنَّهُ رَئيسُ العَهْدِ القَديمِ والعَهْدِ الجديد. أمَّا سِمْعانُ، فَلَمَّا تَقَبَّلَ غايَةَ الَوحْيِ الذي أوْحِيَ إليهِ، بارَكَ البَتولَ مَرْيَمَ، والِدَةَ الإلهِ، وَسَبَقَ فَأخْبَرَ مُشيراً عَنْ آلامِ المَولودِ مِنْها. فاسْتَمَدَّ مِنْهُ العَتْقَ، هاتِفاً: الآنَ تُطْلِقُني، أيُّها السَّيِّدُ، كَما سَبَقْتَ فَوَعَدْتَني، لأنّي قَدْ أبْصَرْتُكَ أيُّها النورُ الذي قَبْلَ الأزَلِ، والرَّبُّ المُخَلِّصُ الشَّعْبَ المَسيحي. 


المتقدّم: الآن تطلقُ عبدَكَ أيهّا السيّد على حسب قولك بسلام، فإنّ عينيَّ قد أبصرتا خلاصَك الّذي أعددتَه أمام كلّ الشّعوب، نورًا لاستعلانِ الأممِ، ومجدًا لشعبِك إسرائيل.

القارئ:

الكاهن: لأنّ لك الـمُلْكَ والقوّةَ والمجدَ أيّها الآبُ والابنُ والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة : آمين.


الطروباريات (باللحن الأوّل)

إِفْرَحِي يَا وَالِدَةَ الإِلَهِ العَذْرَاءَ الـمُمْتَلِئَةَ نِعْمَةً لِأَنَّ مِنْكِ أَشْرَقَ شَـمْسُ العَدْلِ الـمَسِيحُ إِلَـهُنَا مُنِيرًا لِلَّذِينَ فِي الظَّلامِ. سُرَّ وَابْتَهِجْ أَنْتَ أَيُّهَا الشَّيْخُ الصِّدِّيقُ حَامِلاً عَلَى ذِرَاعَيْكَ الـمُعْتِقَ نُفُوسَنَا وَالـمَانِحَ لَنَا القِيَامَةَ. (ثلاثًا)


الكاهن: الحكمة

الجوقة: بارك

الكاهن: أنت المسيحُ إلهنا الذي لم يزل مباركًا كلّ حينٍ الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين.

المتقدّم: آمين. ليوطِّد الرّب الإله الإيمان المقدّس، إيمان المسيحيّين الحسني العبادة الأرثوذكسيّين مع هذه الكنيسة المقدّسة وهذه المدينة إلى دهر الدّهور، آمين.

الكاهن: أيّتها الفائق قدسها والدة الإله خلّصينا.

القارئ: يا من هي أكرم من الشّاروبيم وأرفع مجدًا بغير قياس من السّارافيم، الّتي بغير فساد ولدت كلمة الله، وهي حقّا والدة الإله إيّاك نعظّم.

الكاهن: المجد لك أيّها المسيح الإله يا رجاءنا المجد لك.

القارئ:

الكاهن:

الجوقة: آمين.