صلاة السّاعات الملوكيّة وصلاة الغروب

(صباح الجمعة العظيم المقدّس) (pdf)

السّاعات

السّاعة الأولى

الكاهن: تباركَ اللهُ إلهُنا كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

المتقدّم:

القارئ:

الكاهن: لأنّ لك الـمُلْكَ والقوّةَ والمجدَ أيّها الآبُ والابنُ والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

القارئ:


المزمور الخامس

لكلماتي أنصتْ يا ربّ، إفهم صراخي، أَصغِ إلى صوت طلبتي يا ملكي وإلهي.

لأنّي إليك يا ربّ أصلّي، فبالغداةِ تستمعُ صوتي.

بالغداةِ أقفُ قدَّامك وتراني، لأنك لستَ إلهًا يؤْثرُ الإثم.

ولا يساكنُك شرّيرُ، ولا يثبتُ مخالفو النّاموس أمام عينيك.

أبغضتَ جميعَ عمّال الإثم، وتهلكُ كلَّ الّذين يتكلّمون بالكذِب.

رجلُ الدّماءِ والغاشُّ يرذُلُه الرّبُّ. وأنا بكثرةِ رحمتِك أدخلُ إلى بيتِك، وأسجدُ في هيكلِ قُدْسِكَ بخوفك.

يا ربّ اهدني بعدلِك من أجل أعدائي، سهّلْ قدَّامك طريقي.

لأنْ ليس في أفواهِهم صدقٌ. قبلُهم باطل.

حنجرتُهُم قبرٌ مفتوحٌ، قد غشُّوا بألسنتهم، فدِنْهم يا الله.

وليسقطوا من مؤامرتِهم، وككثرةِ نفاقِهم أقصِهم، لأنّهم مرمروك يا ربّ.

وليفرحْ جميعُ المتَّكلين عليك، إلى الأبد يبتهجون، وتحلُّ فيهم.

ويفتخرُ بك كلّ الّذين يحبُّون اسمك، لأنّك أنت تبارك الصِّدّيق يا ربّ وكبسلاحِ المسرّة كَلَّلْتَنا.


المزمور الثّاني

لماذا ارتجَّت الأممُ والشّعوبُ هذَّت بالباطلِ.

قامت ملوكُ الأرضِ والرؤساءُ اجتمعوا جميعًا على الرّبِّ وعلى مسيحِهِ.

لنقطعْ رباطاتِهم ونلقِ عنّا نيرَهم.

السّاكنُ في السّماءِ يضحكُ منهم والرّبُّ يستهزئ بهم.

حينئذٍ يتكلّمُ عليهم بغضبهِ وبرجزهِ يرجفهُم.

أنا أُقمتُ مَلِكًا منهُ على صهيونَ جبلِ قدسهِ لأخبرَ بأمرِ الرّبِّ.

الرّبُّ قال لي أنت ابني وأنا اليومَ ولدتُك.

إسألْني فأعطيَك الأممَ ميراثَكَ وأملّكَكَ جميع أقاصي الأرضِ.

فترعاهم بعصًا من حديد وكمثل آنيةِ الفخّارِ تسحقُهم.

فالآن أيّها الملوكُ افهموا وتأدَّبوا يا جميعَ قضاةِ الأرض.

أعبدوا الرّبَّ بخوفٍ وهلّلوا لهُ برعدةٍ.

إلزموا الأدبَ لئلاَّ يغضبَ الربُّ فتضلّوا عن طريقِ الحقِّ.

عندما يتَّقدُ غضبُهُ بسرعةٍ طوبى لجميعِ المتّكلين عليه.


المزمور الواحد والعشرون

إلهي إلهي أنظُرْ إليَّ لماذا تركتني لأنّ كلامَ جهلي بعيدٌ عن خلاصي.

إلهي بالنّهارِ أدعوك فلم تستجِبْ لي وبالليلِ وليس لي جهلٌ.

وأنت في القدسِ تسكنُ يا مدحةَ إسرائيل.

عليك اتّكل آباؤنا، اتّكلوا فنجّيتهم.

إليك صرخوا فخلصوا. عليك اتّكلوا فلم يخزَوْا. أنا دودةٌ ولست إنسانًا.

عارٌ للبشرِ ورذالةٌ للشّعبِ.

كلُّ الّذين أبصروني استهزأوا بي.

تكلّموا بالشّفاهِ وحرَّكوا الرّأسَ.

المتّكلُ على الرّبِّ فلينجِّهِ ويخلّصْهُ لأنّهُ يهواهُ.

لأنّك أنت الّذي اجتذبتني من البطنِ يا رجائي من ثديَيْ أمّي.

عليك أُلقيتُ من الحشا ومن بطنِ أمّي أنت إلهي.

لا تتباعدْ عنّي فإنّ الحزنَ قريبٌ وليسَ لي معينٌ.

أحاطتْ بي عجولٌ كثيرةٌ، وثيرانٌ سمانٌ اكتنفتني.

فتحوا عليَّ أفواهَهم مثلَ الأسدِ الخاطفِ والزّائرِ.

وكالماءِ انسكبتُ وتفرَّقتْ كلُّ عظامي، وصارَ قلبي كالشّمعِ المذابِ في وسطِ بطني.

يبستْ مثلَ الخزفِ قوّتي، ولصقَ لساني بحلقي، وإلى ترابِ الموتِ أحدرتَني.

لأنّهُ أحاطت بي كلابٌ كثيرةٌ، جماعةُ الأشرار اكتنفتني.

ثقبوا يديَّ ورجليَّ.

أحصوا كلَّ عظامي.

هم تفرَّسوا وأبصروني.

اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي اقترعوا.

وأنت يا ربّ لا تُبعِدْ معونتَك عني.

إلتفتْ إلى نصرتي.

نجِّ من الحربةِ نفسي ومن يدِ الكلبِ وَحدَتِي، وخلّصني من فمِ الأسدِ، ومن قرنِ وحيدِ القرنِ مسكنتي، فأذيعَ باسمِك لإخوتي، وفي وسطِ الجماعةِ أسبّحك.

يا أتقياءَ الرّبِّ سبِّحوه ومجّدوهُ يا معشَر ذرّيّةِ يعقوبَ.

يخشاهُ كلُّ زرعِ إسرائيلَ لأنهُ لم يُفْسِلْ ولم يرذلْ طلبةَ المسكينِ ولم يُعرضْ بوجههِ عنّي.

وإذ دعوتُ إليهِ استجابَ لي.

إنّ من قِبَلِكَ هي مدحتي.

في الجماعة العظيمة أعترفُ لك، أفيك نذوري قدّام أتقيائك.

يأكلُ البائسون ويشبعون ويسبّحُ الرّبَّ الّذين يلتمسونهُ.

تحيا قلوبُهم إلى أبد الآبدين.

يذكرُ ويرجعُ إلى الرّبِّ كلُّ أقطارِ الأرضِ، وقدّامَهُ تسجدُ كلُّ قبائلِ الأمم.

لأنّ الـمُلْكَ للرّبِّ، وهو يسودُ الأممَ.

أكلَ وسجدَ لهُ كلُّ سمانِ ،الأرضِ وقدّامهُ يجثو كلُّ الّذين يحلّون على الأرض.

ونفسي لهُ تحيا وزرعي يتعبَّدُ لهُ.

يخبرُ بالرّبِّ الجيلُ الآتي، ويحدّثون بصدقهِ للشّعبِ الّذي يولدُ، الّذي صنعهُ الرّبُّ.



الطّروباريات (باللحن الأوّل)

المجد للآب والابن والرّوح القدس.

بصليبِك أيها المسيح قُتِلَ الـمُغتصِبُ ووُطِئَتْ قوَّةُ العدوّ. لأنّه لا ملاك ولا إنسان إلاّ أنتَ يا ربُّ خلَّصتنا، فالمجدُ لك.

  

الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

ماذا ندعوكِ أيّتها الـمُنْعَمُ عَلَيْهَا؟ أسماءً لأنّك أظْهَرْتِ شمس العدل؟ أَفردوسًا لأنّك أنبتِّ زهرةَ عَدمِ البلى؟ أبتولاً لأنّك لبثتِ بغير فساد؟ أم أمًّا نقيَّة لأنّك حَمَلتِ على ذراعيك المقدَّسَين ابنًا إله الكلّ؟ فإليهِ توسّلي أن يُخلِّصَ نفوسنا.


الإيذيومالات (باللحن الثّامن)

اليومَ سترُ الهيكلِ انشقَّ تبكيتًا لِمُخالفي النّاموس. والشّمسُ سَتَرَت أشعَّتها عندما رأتِ السَّيِّد مصلوبًا.


لماذا ارتجَّت الأمم والشّعوب هذَّت بالباطل.

أيّها المسيحُ الإله كخروفٍ انسَقْتَ إلى الذَّبْحِ. وكَحَمَلِ عادمِ الشّرِّ يا مَلِكَ الكلّ سُمِّرتَ على الصّليبِ من رجالٍ مُتعدّينَ الشّريعةَ من أجلِ خطايانا يا محبَّ البشر.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكل أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

يا ربُّ لقد هَتَفتَ باحتمالٍ وصبرٍ نحو مخالفي النّاموسِ الّذين قبضوا عليكَ قائلاً: وإن كنتم ضربتم الرّاعي وشتَّتُّم الإثني عشرَ خروفًا تلاميذي، فقد كنتُ قادرًا أن أُحضِرَ أكثرَ من اثنتَيْ عشرةَ جوقةً من الملائكة. لكنّي أُطيلُ أناتي ليَتِمَّ ما قد أعلنتُه لكم بأنبيائي من الغامضاتِ والمكتوماتِ، فيا ربُّ المجد لك.


القارئ:


الكاهن: حكمةٌ لنصغ .

القارئ: هذه الأقوالُ يقولها الرّبُّ سأتناولُ عصاي الحسناءَ وأطرحُها لشتات موثقي الّذي وثقتهُ لجميعِ الشّعوبِ، وسيتشتَّتون في ذلك اليوم، ويعرفُ الكنعانيّون الغنمَ المصونةَ لي لأنّهُ قولُ الرّبِّ هو. وأقول لهم إنْ كان هذا قدّامَكم جيّدًا فأعطوا أجرتي أو احذفوها. فأقاموا أجرتي ثلاثين من الفضّة. وقال لي الرّبُّ ضعْها في الكورِ فأتصفَّحها إن كانت مختَبرةً هي على نحو ما اختُبرت من أجلهم. وأخذَتُ الثّلاثين الفضّةَ وطرحتُها في بيتِ الرّبِّ في الكورِ على نحو ما أوعز لي الرّبُّ.

الكاهن: لنصغِ

القارئ: فصل من رسالة القدّيس بولس الرّسول إلى أهل غلاطية (6: 14-18).

الكاهن: حكمةٌ لنصغِ.

القارئ:

يا إخوةُ حاشى لي أنا أن أفتَخِرَ إلاَّ بصَليبِ ربِّنا يسوعَ المسيحِ الّذي بهِ صُلِبَ العالَمُ لي وأنا صُلِبتُ للعالمِ. لأنَّهُ في المسيحِ يسوعَ ليسَ الخِتانُ بشيءٍ ولا القَلَفُ بل الخليقةُ الجديدة. وكلُّ الّذين يسلُكونَ بحسب هذا القانونِ فعليهم سلامٌ ورحمةٌ، وعلى إسرائيلِ الله. فلا يجلِبْ عليَّ أحدٌ أتعابًا فيما بعد. فإنّي حاملٌ في جسدي سِماتِ الرّبِّ يسوع. نعمةُ ربّنا يسوعَ المسيحِ مع روحِكم أيُّها الإخوة. آمين.

الكاهن: السّلامُ لك أيّها القارئ.

الجوقة: هلليلويا. (ثلاثًا)


الكاهن: الحكمة لنستقمْ ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصل شريف من بشارة القديس متّى الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر ( 27: 1-56).

الجوقة: المجد لك يا ربّ المجد لك.

الكاهن: لنصغِ.

في ذلك الزّمان لـمَّا كانَ الصّباحُ تشاوَرَ كُلُّ رُؤساءِ الكَهَنةِ وشُيوخُ الشّعبِ على يسوعَ ليُمِيتوهُ، فأوثَقُوهُ وذهَبوا بهِ وأسلَموهُ إلى بيلاطُسَ البُنطيّ الوالي. حينئذٍ لَّمَا رَأَى يَهُوذَا أنّ يسوع قد قُضي عليه، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ قَائِلًا: "إِنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ أَسْلَمْتُ دَمًا زَكِيًّا". فَقَالُوا لَهُ: "مَاذَا عَلَيْنَا؟ فَأَنْتَ أَبْصِرْ!" فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى فَخَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: "لاَ يَحِلُّ أَنْ نَجْعَلَهَا فِي بَيْتِ التَّقْدِمَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ". فَتَشَاوَرُوا وَابْتَاعُوا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. وَلِذَلِكَ دُعِيَ ذلِكَ الْحَقْلُ "حَقْلَ الدَّمِ" إِلَى الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: "وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ، وَدَفَعُوهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ". وَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي قِائِلاً: "أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟" فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "أَنْتَ تَقُولُ". وَفِيمَا كَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْكُونَهُ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: "أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟" فَلَمْ يُجِبْهُ عَنْ كَلِمَةٍ حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدًّا. وَكَانَ الْوَالِي مُعْتَادًا أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ فِي الْعِيدِ أَسِيرًا مَنْ أَرَادُوا. وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُدْعَى بَارَابَاسَ. فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: "مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَهُ لَكُمْ؟ أَبَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحَ؟" لأَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ إِنَّمَا أَسْلَمُوهُ حَسَدًا. وَبَيْنَمَا كَانَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّ القَضَاءِ أَرْسَلَتِ امْرَأَتُهُ إِلَيْهِ قَائِلَةً: "إِيَّاكَ وَذاكَ الصِّدِّيق، فإِنِّي قَدْ تَوَجَّعْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا مِنْ أَجْلِهِ فِي الحُلْم". وَلكِنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخَ أَقْنَعُوا الشَّعْبَ بِطَلَبِ بَارَابَاسَ وَإِهْلاكِ يَسُوعَ. فَأجَابَ الْوَالِي وَقَالَ لَهُمْ: "مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَهُ لَكُمْ مِنَ الإِثْنَيْنِ؟" فَقَالُوا: "بَارَابَاسَ!" فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: "فَمَاذَا أَصْنَعُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحَ؟" فَقَالُوا كُلُّهُمْ: "لِيُصْلَبْ!" فَقَالَ لَهُمُ الْوَالِي: "فَأَيَّ شَرّ صَنَعَ؟" فَازْدَادُوا صِيَاحًا قَائِلِينَ: "لِيُصْلَبْ!" فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْتَفِعُ شَيْئًا، وَلَكِنْ يَزْدَادُ البَلْبَالُ، أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: "إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الصِّدِّيقِ! أَبْصِرُوا أَنْتُمْ". فَأَجَابَ جمِيعُ الشَّعْب قَائِلِينَ: "دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا". حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَجَلَدَ يَسُوعَ وَأَسْلَمَهُ لِلصَّلْبِ. حِينَئِذٍ أَخَذَ جُنْدُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ الفِرْقَةَ كُلَّهَا، وَنَزَعُوا عَنْهُ ثِيَابَهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيًّا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَجَعَلُوا فِي يَمِينِهِ قَصَبَةً. ثُمَّ جَثَوْا عَلَى رُكَبِهِمْ قُدَّامَهُ وَصَارُوا يَهْزَأُونَ بِهِ قَائِلِينَ: "السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!" وَكَانُوا يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيَأْخُذُونَ الْقَصَبَةَ وَيَضْرِبُونَ بِهَا رَأْسَهُ. وَبَعْدَمَا هَزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَمَضَوْا بِهِ لِيُصْلَبَ. وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَانًا قَيْرَوَانِيًّا اسْمُهُ سِمْعَانُ، فَسَخَّرُوهُ أن يَحْمِلَ صَلِيبَهُ. ولـمَّا أتَوا إلى مَكَانٍ يُسَمَّى الجُلْجُلةَ، وَهُوَ الْمُسَمَّى "مَوضِعَ الْجُمْجُمَةِ" أَعْطَوْهُ خَلًّا مَمْزُوجًا بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ. فَذَاقَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَشْرَبَ. وَلَّمَا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: "اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي اقْتَرَعُوا". ثُمَّ جَلَسُوا يَحْرُسُونَهُ هُنَاكَ. وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً "هذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ". حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ. وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ "يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!" وَهَكَذَا رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ مَعَ الْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ كَانُوا يَهْزَأُونَ بِهِ قَائِلِينَ: "خَلَّصَ آخَرِينَ وَنَفْسُهُ مَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا! إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيب فَنُؤْمِنَ بِهِ! إِنَّهُ مَتَّكِلٌ عَلَى اللهِ، فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ كَانَ رَاضِيًا عَنْهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللهِ!" وَكَذَلِكَ اللِّصَّانِ اللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ كَانَا يُعَيِّرَانِهِ. وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا "إِيلِي، إِيلِي، لمَا شَبَقْتَنِي" أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ فَسَمِعَ قَوْمٌ مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ فَقَالُوا "إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا". وَلِلْوَقْتِ أَسْرَعَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفِنْجَةً وَمَلأَهَا خَلًّا وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ. فَقَالَ الْبَاقُونَ "دَعْ لِنَنْظُرَ هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا وَيُنَجِّيهِ!" وَصَرَخَ أَيْضًا يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ مِنْ بَعْدِ قِيَامَتِهِ، وَأَتَوْا إلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ. وَإِنَّ قَائِدَ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ لَمَّا رَأَوْا الزَّلْزَلَةَ وَمَا حَدَثَ، خَافُوا جِدًّا وَقَالُوا "فِي الحَقِيقَةِ كَانَ هذَا ابْنَ اللهِ!" وكانَ هُناكَ نِساءٌ كَثيراتٌ يَنظُرنَ عَن بُعدٍ وهُنَّ اللّواتي تَبِعْنَ يسوعَ منَ الجليلِ يَخدُمْنَهُ، وبَينهنَّ مَريَمُ المجدَلِيَّةُ ومَريَمُ أمُّ يعقوبَ ويُوسي وأمُّ ابني زَبَدى.


الجوقة: المجد لك يا ربّ المجد لك.

المتقدّم: سهّلْ خطواتي كمثلِ قولِكَ ولا يتسلَّطْ عليَّ كلُّ إثم. نجّني من بغيِ النّاس لأحفظَ وصاياك. أضئ بوجهِك على عبدِك وعلّمني حقوقك. ليمتلئ فمي من تسبحتك يا ربّ لكيما أسبّح مجدَك واليومَ كلَّهُ لعظيمِ جلالِك.


القنداق

القارئ:


الكاهن:


السّاعة الثّالثة

القارئ:


المزمور الرّابع والثّلاثون

دِنْ يا ربّ الّذين يظلمونني، قاتلِ الّذين يقاتلونني، خُذْ سلاحًا وترسًا وانهض إلى معونتي.

أسكب السّيفَ واحضرْ بهِ مقابل الّذين يضطهدونني.

قُل لنفسي أنا مخلّصك. ليخزَ ويخجل الّذين يلتمسون نفسي، ليرتدَّ إلى الوراء ويخزَ الّذين يتفكَّرون عليَّ بالشّرّ، وليكونوا مثلَ الهباءِ أمام وجهِ الرّيحِ، وملاكُ الرّبّ يضيّق عليهم.

لتصِر طريقُهم ظلمةً وزَلقةً لهم، وملاكُ الرّبّ يضطهدُهم، لأنّهم مجَّانًا أخفَوا لي فسادَ فخّهم وعيَّروا نفسي باطلاً.

فليأتهِ الفخُّ الّذي لا يعلمهُ، والمصيدةُ الّتي أخفاها تعرقلُه، وفي هذا الفخّ يسقط.

أمَّا نفسي فتفرحُ بالرّبِّ وتبتهجُ بخلاصِهِ.

جميعُ عظامي تقولُ يا ربّ يا ربّ مَن مِثْلُكَ المنقذُ المسكينَ من يدِ الّذين أقوى منهُ، والفقيرَ والبائسَ من الّذين يختطفونهما.

قام عليَّ شهودٌ ظَلَمةٌ عمَّا لا أعلم سألوني.

جازوني بدل الخير شرًّا وأعقموا نفسي، وأنا إذ كانوا يتعنَّتوني كنت ألبسُ مِسْحًا وكنتُ أواضعُ بالصّومِ نفسي، وصلاتي إلى حضني ترجعُ.

مثلَ القريبِ والأخِ الخاصِّ هكذا كنتُ أُرضيهم، ومثلَ الكئيبِ والعابسِ كذلك تواضعتُ.

واجتمعوا عليَّ وفرحوا، اجتمع عليَّ السّياطُ ولم أعلمْ.

انشقّوا ولم يندموا، جرَّبوني وتهزّأوا بي هزءًا.

صرّوا عليَّ بأسنانهم.

يا ربّ متى تنظر.

استردَّ نفسي من شرِّ فعلهم ومن بين الأسد وحدَتي.

أعترفُ لك في الجماعةِ الكثيرةِ وفي شعبٍ جزيلٍ أسبّحك.

لا يشمتْ بي الّذين يعادوني ظلمًا الّذين يبغضوني مجَّانًا ويتغامزون بالأعين، لأنّ إيّاي كانوا يكلّمون بالسّلام وفكّروا مكرًا بالغضب.

فتحوا عليَّ أفواهَهم وقالوا نعمًّا نعمًّا قد رأت أعيُننا.

قد رأيتَ يا ربُّ فلا تغفلْ يا ربّ، لا تتباعدْ عنّي.

استيقظ يا ربّ وانظرْ في حكمي.

ربّي وإلهي انتقم لي.

إقضِ لي يا ربّ كمثلِ عدلِك يا ربي وإلهي ولا يشمتوا بي.

لا يقولوا في قلوبهم نعمَّا نعمَّا لأنفسنا ولا يقولوا بأنّنا قد ابتلعناهُ.

يخزى ويخجلُ معًا الّذين يفرحون بمضرَّاتي، يلبسُ الخزيَ والحياءَ الّذين يعظّمون عليَّ كلامَهم.

يبتهجُ ويفرحُ الّذين يريدون بِرّي، يقولون في كلّ حينٍ فليُعظَّم الرّبُّ الّذي يريد سلامةَ عبدِه.

ولساني يهذُّ بعدلِك واليومَ كلَّهُ بمدحتِكَ.


المزمور المئة والثّمانية

أللهمَّ لا تسكتْ عن تسبحتي لأنَّ فمَ الخاطئ وفمَ الغاشِّ قد انفتحا عليَّ وتكلّما عليَّ بلسانٍ غاشٍّ وبكلامٍ احتاطوني وقاتلوني مجَّانًا.

وبدلَ محبتهم لي محلوا بي وأنا كنتُ أصلّي.

وضعوا عليَّ شرورًا بدلَ الخيراتِ وبغضًا بدلَ حبّي لهم. أقِم عليهِ خاطئًا والشّيطانُ ليقفْ من عن ميامِنه.

وإذا حوكم يخرجُ مخصومًا، وصلاتُه فلتكن خطيئةً.

فلتصِرْ أيّامُهُ قليلةً، ورئاستهُ يأخذها آخر.

ولتصِر بنوهُ يتامى وامرأتهُ أرملةً.

ولينتقلْ بنوهُ متزلزلين، ويتسوَّلوا ويُقصَوا من منازلهم الخربة.

ليفحص الغريمُ عن كلِّ شيءٍ لهُ، ولتختطفِ الغرباءُ أتعابَهُ.

ولا يوجدْ لهُ ناصرٌ ولا يكنْ مَن يترأّفُ على يتاماهُ.

لتصِرْ أولادُهُ للاستئصال، وفي جيلٍ واحدٍ يُمحَى اسمُهُ.

ليُذكَر إثمُ آبائِه قدّامَ الرّبّ وخطيئةُ أمّه لا تُمحَى.

وليصيروا أمام الرّبّ في كلّ حينٍ، وليُمحَقْ من الأرض ذكرُهم.

من أجل أنّهُ لم يذكرْ أن يصنعَ الرّحمةَ، وطردَ إنسانًا بائسًا وفقيرًا ومتخشّعَ القلبِ ليميتَهُ، وأحبَّ اللعنةَ فتأتيهِ ولم يشأ البركةَ فتتباعدُ عنهُ.

ولَبِسَ اللعنةَ مثلَ الثّوبِ ودخلتْ في أمعائهِ مثلَ الماءِ كمثلِ الزّيتِ في عظامهِ.

ولتصِر كالثّوبِ الّذي يُلبَسُ وكمثلِ المنطقةِ الّتي يُتمنطقُ بها في كلِّ حينٍ.

هذا هو عملٌ للّذين يمحلون بي عند الرّبّ والّذين يتكلّمون بالشّرّ على نفسي.

وأنت يا ربّ يا ربّ اصنعْ معي من أجلِ اسمِكَ فإنّ رحمَتكَ طيّبةٌ.

نجّني فإنّي فقيرٌ ومسكينٌ أنا وقلبي اضطربَ داخلي.

وكمثلِ الفيء إذا مال فنيتُ، وطفرتُ مثلَ الجرادِ وركبتاي ضعفتا من الصّوم ولحمي تغيَّرَ من أجل الزّيتِ.

وأنا صرتُ لهم عارًا، نظروا إليَّ وحرَّكوا رؤوسهم.

أعنّي يا ربي وإلهي وخلّصني كرحمتك، وليعلموا أنّ هذه يدُك وأنت يا ربّ فعلتَ ذلك.

هم يلعنون وأنت تباركُ، والّذين يقومون عليَّ فليخزوا، وأمَّا عبدُك فيفرحُ، والّذين يمحلون بي يلبسون الخزيَ ويتردَّون بخزيهم كالرّداءِ.

أعترفُ للرّبّ بفمي جدًّا وفي وسط كثيرين أسبّحهُ، لأنّهُ قام من عن ميامن المسكينِ ليخلّصَ من المضطهِدين نفسي.


المزمور الخمسون

إرحمني يا الله كعظيم رحمتك، وكمثل كثرة رأفتك امح مآثمي.

إغسلني كثيرًا من إثمي ومن خطيئتي طهّرني.

فإنّي أنا عارف بإثمي، وخطيئتي أمامي في كلّ حين.

إليك وحدك أخطأت والشّرّ قدّامك صنعت، لكي تصدق في أقوالك وتغلب في محاكمتك.

هاءنذا بالآثام حبل بي، وبالخطايا ولدتني أمّي.

لأنّك قد أحببت الحقّ، وأوضحت لي غوامض حكمتك ومستوراتها.

تنضحني بالزّوفى فأطهر، تغسلني فأبيَضُّ أكثر من الثّلج.

تسمعني بهجة وسرورًا، فتبتهج عظامي الذّليلة.

إصرف وجهك عن خطاياي وامح كلّ مآثمي.

قلباً نقيًّا أخلق فيّ، يا الله، وروحًا مستقيمًا جدّد في أحشائي.

لا تطرحني من أمامِ وجهك، وروحك القدّوس لا تنزعه منّي.

إمنحني بهجة خلاصك وبروح رئاسيّ اعضدني.

فأعلّم الأثمة طرقك، والكفرة إليك يرجعون.

أنقذني من الدّماء، يا الله، إله خلاصي، فيبتهج لساني بعدلك.

يا ربّ، افتح شفتيَّ، فيخبر فمي بتسبحتك.

لأنّك لو آثرت الذّبيحة، لكنت الآن أعطي، لكنّك لا تسرّ بالمحرقات.

فالذّبيحة لله روح منسحق، القلب المتخشّع المتواضع لا يرذله الله.

أصلح، يا ربّ، بمسرّتك صهيون، ولتبن أسوار أورشليم.

حينئذ تسرّ بذبيحة العدل قربانًا ومحرقات.

حينئذ يقرّبون على مذبحك العجول.



طروباريات (باللحن السّادس)

المجد للآب والابن والّروح القدس.

يا ربّ إنّ اليهود حكموا عليك بالموتِ يا حياةَ الكلّ، والّذين أجزتهم البحرَ الأحمرَ بالعصا سمّروك على صليب، والّذين أرضعتهم من الصّخرةِ عسلاً قدَّموا لك مرارةً، إلاَّ أنّك احتملت كلَّ ذلك طوعًا لكي تعتقنا من عبوديّةِ العدوّ أيّها المسيحُ إلهنا المجد لك.


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

يا والدةَ الإله أنتِ هي الكرمةُ الحقّانيةُ المعطيةُ ثمرةَ الحياة، إليكِ نتضرَّعُ أيّتها السّيّدةُ أن تتوسّلي مع الرّسلِ الأطهار وجميعِ القدّيسين أن تُرحَم نفوسُنا.


الإيذيومالات (باللحن الثّامن)

يا ربُّ من أجلِ الخوفِ من اليهودِ جحدَكَ بطرسُ صديقُكَ وقريبُكَ وانتحبَ هكذا صارِخًا: عن دموعي لا تُعرِضْ، لأنّي قلتُ أن أحفظَ الإيمانَ ولم أحفظْهُ أيّها الرّؤوف، فتقبَّلْ أيضًا هكذا توبتنا وارحمنا.


لكلماتي أنصتْ يا ربّ، إفهمْ صراخي، أصغِ إلى صوتِ تضرّعي يا ملكي وإلهي.

من قبلِ صلبِكَ الـمُكرَّمِ يا ربّ، لـمّا كان الجُنْدُ يَهزأونَ بكَ، اندهشتْ أجنادُ الملائكة لأنّكَ لبِستَ إكليلَ الافتراء يا من زخرفَ الأرضَ بالأزهار، ولبِستَ خُلعةَ الهُزءِ يا من وشَّحَ الجَلَدَ بالغيومِ، فبهذا التّدبيرِ عُرِفَ تحنُّنُكَ أيّها المسيحُ ذو الرّحمةِ العُظمى فالمجد لك.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين. (باللحن الخامس)

يا ربّ، لـمّا جُذِبتَ إلى الصَّلبِ صرختَ هكذا: لأيِّ عملٍ تريدونَ أن تصلِبوني أيّها اليهود؟ ألأنّي لمخَلَّعيكم شدَّدت؟ أم لكوني لأمواتِكم أقمتُ كمن نومٍ، ولنازفةِ الدَّمِ شفَيتُ، وللكنعانيةِ رَحمتُ؟ فلأيِّ فِعلٍ تُريدونَ قتلي أيّها اليهود؟ لكنْ ستُعاينونَ مَن طَعنتم، أيّها الـمُخالفون الشّريعةَ، أنّه المسيح.


القارئ:


الكاهن : حكمة لنصغِ

القارئ:

الرّبُّ يعطيني لسانَ أدبٍ لأعرفَ متى ينبغي أن أتكلّم قولاً. وضعني باكرًا، باكرًا وزادني أذنًا استمعُ بها، وأدبُ الرّبِّ يفتحُ أذني. أنا لستُ أعصى ولا أضادُّ. قد بذلتُ ظهري للسّياطِ وخدّيَّ للّطماتِ، وما رددتُ وجهي من خزي البصاقِ عليهِ، والرّبُّ ربّي صارَ معيني. لهذا السّبب لم أستحِ بل جعلتُ وجهي كصخرةٍ صلدةٍ وعرفتُ أنّي لستُ أخجلُ لأنّ الّذي يزكّيني قريبٌ منّي. مَن يحكم عليَّ فلينتصبْ لي ومَن يحاكمني فليقتربْ إليَّ. ها الرّبُّ ربّي معيني فَمن يوصلُ الأضرارَ إليَّ. ها أنتم كلّكم تبلون كالثّوبِ ويأكلكم سوسٌ. مَن هو الخائف الرّبَّ فيكم فليطِعْ صوتَ غلامِه. أيّها السّالكون في الظّلامِ ولا يوجدُ فيهم ضوءٌ، توكَّلوا على اسمِ الرّبِّ واعتصموا بالله، ها أنتم كلُّكم توقدون نارًا وتقوّون لهيبًا. سيروا في ضوءِ ناركم وفي اللّهيب الّذي أضرمتموه. لأجلي صارت هذه فيكم. سترقدون في حزن.


الكاهن: لنصغ.

القارئ: فصلٌ من رسالة القدّيس بولس الرّسول إلى أهل رومية (5: 6-10).

الكاهن: حكمةٌ لنصغِ.

القارئ: يا إخوةُ إنَّ المسيحَ إذ كُنَّا بعدُ ضُعفاءَ ماتَ في الأوانِ عَنِ المنافقين. ولا يكادُ أحدٌ يموتُ عن بارٍّ. فلعلَّ أحدًا يُقدِمُ على أن يموتَ عن صالحٍ. أمَّا اللهُ فيَدُلُّ على محبّتهِ لنا بأنّه إذ كنَّا خطأةً بعدُ مات المسيحُ عنَّا. فبالأحرى كثيرًا إذ قد بُرِّرنا بدمهِ نخلُصُ بهِ من الغضب. لأنَّا إذا كنَّا قد صُولِحنا مع اللهِ بموتِ ابنهِ ونحنُ أعداءٌ فبالأحرى كثيرًا نخلُصُ بحياتِهِ ونحنُ مُصالحونَ.

الكاهن: السّلامُ لك أيّها القارئ.

الجوقة: هلليلويا (ثلاثًا).


الكاهن: الحكمة لنستقمْ ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصل شريف من بشارة القدّيس مرقس الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (16:15-41).

الجوقة: المجد لك يا ربُّ المجد لك.

الكاهن: لنصغِ.

في ذلك الزّمان أخذَ الْعَسْكَرُ يسوعَ وَذَهَبُوا به إِلَى دَاخِلِ الدَّارِ، أَيْ دَارِ الْوِلاَيَةِ، وَجَمَعُوا الفِرْقَةَ كُلَّهَا. وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُوَانًا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَكَلَّلُوهُ بِهِ، وَجَعَلُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ "السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!" وَكَانُوا يَضْرِبُونَ رَأْسَهُ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيَجْثُونَ عَلَى رُكَبِهِمْ سَاجِدِينَ لَهُ. وَبَعْدَمَا هَزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَخَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. وَسَخَّرُوا رَجُلًا عَابِرًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو الإسْكَنْدَرِ وَرُوفُسَ، أَنْ يَحْمِلَ صَلِيبَهُ. وَأَتَوْا بِهِ إِلَى مَوْضِعِ "الجُلْجُلَةِ" الَّذِي تَفْسِيرُهُ مَوْضِعُ "الجُمْجُمَةِ". وَأَعْطَوْهُ خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمُرّ لِيَشْرَبَ، فَلَمْ يَأْخُذْ. وَلَّمَا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَى مَا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا. وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ وَصَلَبُوهُ. وَكَانَ عُنْوَانُ عِلَّتِهِ مَكْتُوبًا: "مَلِكُ الْيَهُودِ". وَصَلَبُوا مَعَهُ إِثْنَيْنِ، وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. فَتَمَّتِ الْكِتَابَةُ الْقَائِلَةُ: "وَأُحْصِيَ مَعَ الأَثَمَةِ". وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ، وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ قَائِلِينَ "آهِ يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ! خَلِّصْ نَفْسَكَ وَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!" وَهَكَذَا رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ كَانُوا يَهْزَأُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ مَعَ الْكَتَبَةِ، قَائِلِينَ: "خَلَّصَ آخَرِينَ وَنَفْسُهُ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُخَلِّصَهَا! فَلْيَنْزِلِ الآنَ الْمَسِيحُ مَلِكُ اليَهُودِ عَنِ الصَّلِيبِ، لِنَرَى وَنُؤْمِنَ!" وكانَ اللّذانِ صُلِبا معَهُ يُعيّرانه أيضًا. ولـمَّا كانتِ السّاعَةُ السّادِسَةُ، حدثت ظلمةٌ على الأرض كلّها إلى السّاعة التّاسعة. وفي السّاعَةِ التّاسِعَةِ صَرَخَ يَسوعُ بِصَوتٍ عَظِيمٍ قائِلاً: ألُوهي ألُوهي لـمّا شَبَقْتَنَي؟ الّذي تفسيرُهُ: إلهي إلهي لماذا تركتَني؟ فَسَمِعَ قَومٌ منَ الحاضِرينَ فقالوا: ها إنَّهُ ينادي إيليَّا. فأسرَعَ واحِدٌ وملأ إسفَنجَةً خَلاًّ وجَعَلَها على قَصَبَةٍ وسَقاهُ قائلاً: دعوا لِنَنظُرَ هل يَأتي إيليَّا لِيُنزِلَهُ. وصَرَخَ يسوعُ بِصَوتٍ عَظيمٍ وأسلَمَ الرّوح. فانشَقَّ حِجابُ الهيكَلِ اثنينِ مِن فوقُ إلى أسفَلُ. ولـمَّا رأى قَائدُ المِئَةِ القائِمُ مُقابِلَهُ أنَّهُ أسلَمَ الرّوحَ صارِخًا هكذا، قالَ: في الحقيقَةِ كانَ هذا الإنسانُ ابنَ الله. وكانَ أيضًا نِساءٌ يَنظُرْنَ عَن بُعدٍ بَينَهنَّ مَريمُ المجدَلِيَّةُ ومَريَمُ أمُّ يعقوبَ الصّغيرِ وأمُّ يُوسي، وسَالومةُ اللّواتي كُنَّ يتبَعْنَهُ لَـمّا كانَ في الجليل ويَخْدُمْنَهُ، وأُخَرُ كثيراتٌ كنّ قد صعِدنَ معهُ إلى أورَشليم.


الجوقة: المجد لك يا ربّ المجد لك.

المتقدّم: مبارك الرّبُّ الإلهُ مبارك يومًا فيومًا، ليسهِّلْ لنا اللهُ خلاصنا، إلهُنا إلهُ الخلاص.


القنداق

القارئ:


الكاهن:


السّاعة السّادسة

القارئ :


المزمور الثّالث والخمسون

أللهمَّ باسمك خلِّصني، وبقوَّتك احكمْ لي.

إستمعْ يا اللهُ صلاتي، وأنصتْ إلى كلامِ فمي.

فإنّ الغرباءَ قد قاموا عليَّ والأَقوياءَ طلبوا نفسي، ولم يجعلوا اللهَ أمامَهُم.

لأنّ هُوَذَا اللهُ يُعينُني.

والرّبُّ ناصرُ نفسي، يَردُّ المساوئ على أعدائي.

بحقّك استأصِلْهُمْ.

فأذبحَ لك تطوُّعًا، وأعترفَ لاسمك يا ربّ فإنهُ صالحٌ.

لأنّك من كلِّ حزنٍ نجَّيتَني، وبأعدائي نظرت عيناي.


المزمور المئة والتّاسع والثلاثون

أنقذني يا ربُّ من الإنسان الشّريرِ ومن الرّجلِ الظالم نجّني.

الّذين تفكّروا بالظّلم في القلب والنّهارَ كلَّهُ كانوا يستعدّون للقتالِ.

سنّوا ألسنتَهم كالحيّة وسمُّ الأفاعي تحت شفاههم.

إحفظني يا ربّ من يدِ الخاطئ ومن النّاسِ الظّالمين أنقذني.

الّذين تفكّروا في أن يعرقلوا خطواتي.

أخفى لي المتكبّرون فخًّا ومدّوا لرجليَّ شركًا بحبال ووضعوا لي بقربِ طرقي معاثرَ.

قلتُ للرّبّ أنت إلهي، أنصتْ يا ربُّ إلى صوتِ تضرّعي.

يا ربّ يا ربّ، قوةَ خلاصي ظلَّلْتَ على رأسي في يومِ القتال.

لا تسلّمني يا ربّ من قِبَلِ شهوتي إلى الخاطئ، تآمروا عليَّ فلا تتركني لئَلاَّ يرتفعوا.

رأسُ احتياطهم وشقاءُ شفاههم يغطّيهم.

يسقطُ عليهم جمرُ النّارِ وتلقيهم في الشّقاءِ فلا يحتملون.

رجلٌ ذو لسانَيْن لا ينجحُ على الأرض.

الرّجلُ الظّالِمُ تصيدُه الشّرور إلى الفسادِ.

قد علمتُ أنَّ الرّبَّ يصنعُ حكمًا للمساكين ونقمةً للبائسين، لكنِ الصِدّيقون يعترفون لاسمِك ويسكنُ المستقيمون لدى وجهِكَ.


المزمور التّسعون

السّاكنُ في عونِ العليّ، في سترِ إلهِ السّماءِ يسكنُ.

يقولُ للرّبّ هو ناصري وملجأي، هو إلهي فَعَليه أتوكّل.

لأنهُ يُنقِذُكَ من فخِّ الصّيّادين، ومن القولِ المضطربِ.

بمنكبَيهِ يظلِّلُك، وتحت أجنحتهِ تلتجئ، بسلاحٍ يحوطُ بكَ حقُّهُ،

فلا تخشَى من خوفٍ ليليّ، ولا من سهمٍ يطيرُ في النّهار،

ولا من أمرٍ يسلكُ في الظّلمةٍ، ولا من وقعةِ وشيطانِ نصفِ النّهار.

يسقطُ عن جانبيْك ألوفٌ، ورِبواتٌ عن يمينك، وأمّا إليك فلا يقتربون،

بل تنظرهم بعينيْك، وتعاين مُجازاةَ الخطأة.

لأنّك أنت يا ربُّ رجائي، جعلتَ العليَّ ملجأك.

لا يقتربُ إليك شرٌّ، وضربةٌ لا تدنو من مسكنِك؛

لأنّهُ يوصي ملائكتَهُ بك، ليحفظوكَ في جَميع طُرُقِكَ.

وعلى الأيدي يرفعونَك لئلاّ تعثرَ بحجرٍ رجلُكَ.

وعلى الأفعى وملكِ الحيّاتِ تطأُ، وتدوسُ الأسدَ والتّنّين.

لأنهُ عليَّ اتّكل فأنجّيهِ، وأسترهُ لأنّهُ عرفَ اسمي.

يصرخُ إليَّ فأستجيبُ لهُ، معهُ أنا في الحزنِ، أنقذُهُ وأمجّدُهُ، طولَ الأيّامِ أملأهُ وأريه خلاصي.



طروباريات (باللحن الثّاني)

المجد للآب والابن والرّوح القدس

خلاصًا صنعتَ في وسطِ الأرضِ أيّها المسيحُ إلهنا لـمَّا بسطتَ يديك الطّاهرتَيْن على الصّليبِ فجمعتَ الأممَ كلّها صارخةً: يا ربُّ المجدُ لك.


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين

لأنّهُ ليس لنا دالّةٌ من أجلِ كثرةِ خطايانا، فأنتِ توسّلي إلى الّذي وُلد منكِ يا والدة الإله العذراءِ، لأنَّ وسائلَ الأمّ تقتدرُ كثيرًا أن تستعطفَ السّيّدَ، فلا تعرضي عن توسّلاتِ الخطأة يا كلّيّةَ الوقار، لأنّهُ رؤوفٌ وقادرٌ على خلاصِنا الّذي اقتبلَ أن يتألَّمَ من أجلنا.


الإيذيومالات (باللحن الثّامن)

هكذا يقولُ الرّبُّ لليهود: يا شعبي ماذا صنعتُ بكَ؟ أو بماذا آذيتُك؟ لعُميانكَ أنَرتُ ولبُرصِكَ طَهَّرتُ وللرّجلِ الّذي على السّرّيرِ قوَّمتُ. يا شعبي ماذا فعلتُ بكَ؟ وبماذا كافأتني؟ عوضَ الـمَنِّ مرارةً، وبدَلَ الماءِ خلاًّ، وعوَضَ أن تُحبَّني على الصّليبِ سمَّرتني. فلا أُطيقُ فيما بعدُ احتِمالاً، سأدعو الأمم وأُولئك يُمجِّدونني معَ الآبِ والرّوح، وأنا أهبُهُم الحياةَ الأبديَّة.


جعلوا في طعامي مرارة وفي عطشي سقوني خلاًّ، خلّصني يا الله فإنّ المياه قد دخلتْ إلى نفسي.

أيّها اليهودُ والفرِّيسيُّونَ الواضعونَ الشّرائعَ لإسرائيل، إنَّ مَحفِلَ الرُّسُلِ يناديكم قائلاً: أُنظروا الهيكلَ الّذي نقضتُموهُ، شاهِدوا الحَمَلَ الّذي صَلبتموه. قد دفعتُموه إلى القبر إلاَّ أنَّه قامَ بذاتِ سُلطانِه، فلا تَضِلُّوا يا يهود لأنَّ هذا هو الّذي في البحرِ خلَّص وفي القَفرِ عالَ، هذا هوَ الحياةُ والنّورُ وسلامُ العالم.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين. (باللّحن الخامس)

هلمُّوا أيّها الشّعوبُ اللابسونَ المسيح لِنَنظُرْ ما تشاورَ به يهوذا الدّافعُ معَ الكَهَنةِ المخالفينَ الشّريعةَ على مخلِّصِنا. اليومَ جعلوا الكلمةَ العادِمَ الموت تحتَ طائلةِ الموت، وأسلموهُ إلى بيلاطس، وصلبوهُ في مَوضِع الجُمجُمة. وإذ كان يتألَّمُ مخلِّصُنا صرخ قائلاً: إغفرْ لهم يا أبتاه هذه الخطيئة لكي تعرِفَ الأمَمُ قيامتي من بين الأموات.


القارئ:


الكاهن: حكمةُ لنصغِ.

القارئ:

هذه الأقوالُ يقولُها الرّبُّ ها ابني يفهمُ ويرتفعُ ويتمجّدُ ويستعلي جدًّا. على نحو ما انذهلَ كثيرون عليك هكذا تُهانُ من النّاسِ صورتُك وشرفُك من بني البشر. على هذا المثال تتعجّبُ منهُ أممٌ كثيرة والملوكُ يسدّون فمهم لأنّ الّذين لم يُخبَّروا به يعاينونهُ والّذين ما سمعوا به يفهمون. يا ربّ مَن صدَّق سماعَنا وذراعُ الرّبِّ لِـمَن انكشفَ. أخبَرْنا قدّامهُ أنّهُ بمنزلةِ صبيّ كأصلٍ في أرضٍ ظامئةٍ لم يوجدْ لهُ صورةٌ ولا شرفٌ. ورأيناهُ فليس لهُ صورةٌ ولا حسنٌ لكنَّ صورتهُ مهانةٌ وناقصةٌ أكثرَ من بني النّاس. إنسانٌ إذ كان في جراحِهِ ويعرفُ أنهُ يحتملُ وجعًا لأنّ وجهَهُ رُذِلَ. قد أهين ولم يُحتسَبْ شيئًا. هذا يحتملُ خطايانا ويتوجَّعُ لأجلنا ونحن احتسبناهُ أنّهُ في وجعٍ وفي جراحٍ من الله وفي ضرٍّ. هذا جُرحَ لأجلِ خطايانا وتوجَّعَ بسببِ آثامِنا. عليه أدبُ سلامتِنا ونحن بجراحهِ شُفينا. كلّنا كالغنمِ ضللنا. إنسانٌ في طريقهِ ضلَّ. والرّبُّ أسلمهُ لخطايانا وهو لأجل وصولِ الضَرِّ إليه لم يفتح فاهُ. سيقَ كالنّعجةِ إلى الذّبحِ وكان خاليًا من صوتٍ. كالخروفِ أمام الجزَّارِ على هذه الصّفةِ لم يفتحْ فاهُ. بتواضعهِ ارتفعتْ حكومتُهُ وجيلُهُ مَن يصفُهُ. لأنْ قد ارتفعتْ من الأرضِ حياتُهُ، من آثام شعبي سيقَ إلى الموتِ. وأُعْطِيَ الأشرارَ بدلاً من دفنهِ والأغنياءَ بدلاً من موتهِ لأنّهُ لم يصنعْ إثمًا ولا وُجِدَ في فمِه غشٌّ ويريد اللهُ أن يطهّرَهُ من جراحاتِه. إذا بذلتم من أجلِ الخطيئة فنفسُكم تبصرُ نسلاً طويلَ العمر. ويريدُ الرّبُّ بيدِهِ أن ينتزعَ نفسَهُ من الوجعِ ليريهِ نورًا ويجبلَهُ بفهمِهِ. ويبرُز الصِدّيقُ الحَسَنُ الخدمةِ لكثيرين ويحملُ هو خطاياهم. لذلك يرثُ هذا كثيرين ويقسمُ أسلابَ الأقوياءِ بدلاً من تسليمِ نفسهِ إلى الموتِ واحتسابهِ مع الأثمةِ وهو احتملَ خطايا كثيرين وأُسلم لأجلِ خطاياهم. إفرحي أيّتها العاقرُ التي لا تلدُ، ترنَّمي واهتفي يا مَن لا تمارسُ طَلْقًا فإنّ أولادَ البرّيّةِ أكثرُ من أولادِ الّتي لها رجلٌ.


الكاهن: لنصغِ.

القارئ: فصلٌ من رسالة القدّيس بولس الرّسول إلى العبرانيّين (11:2-18).

الكاهن: حكمةٌ لنصغِ.

القارئ:

يا إخوةُ إنَّ المقدِّسَ والمقدَّسينَ كُلَّهم مِن واحدٍ. فلهذا السّببِ لا يستحي أن يدعُوَهم إخوةً قائلاً. سَأُخْبِرُ باسمِكَ إخوتي وأسبِّحُك في الكنيسة. وأيضًا سأكونُ متوكّلاً عليه. وأيضًا هاءنذا والأولادُ الّذين أعطانيهمِ الله. إذًا إذ قد اشترك الأولادُ في اللّحمِ والدَّمِ اشتركَ هو كذلكَ فيهما لكي يُبطِلَ بموتهِ من كانَ لهُ سلطانُ الموتِ أي إبليس، ويعتِقَ كلَّ الّذين كانوا مدَّةَ حياتِهم كلّها خاضعينَ للعبوديَّةِ مخافةً من الموت. فإنَّهُ لم يتَّخِذ الملائِكةَ قطُّ بل إنَّما اتّخذ نسلَ إبراهيم. فَمِنْ ثمَّ كان ينبغي أن يكونَ شبيهًا بإخوتِهِ في كلِّ شيءٍ ليكونَ رئيسَ كهنةٍ رحيمًا أمينًا فيما لله حتى يُكَفِّرَ خطايا الشّعب. لأنَّهُ إذ كان قد تألَّمَ مُجَرَّبًا فهو قادرٌ على أن يُغيثَ المصابين بالتّجارِب.

الكاهن: السّلامُ لك أيها القارئ.

الجوقة: هلليلويا (ثلاثًا).


الكاهن: الحكمة لنستقمْ ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصل شريف من بشارة القديس لوقا الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (33:23-49).  

الجوقة: المجد لك يا ربُّ المجد لك.

الكاهن: لنصغِ.

في ذلك الزّمان أُوتِيَ بآخرٓين مُجرمَينِ لِيُقْتَلاَ مَعَ يسوع. وَلَّمَا مَضَوْا إِلَى الـمَكَانِ الـمُسَمَّى "الجُمْجُمَةَ" صَلَبُوهُ هُنَاكَ هُوَ وَالـمُجْرِمَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَنْ اليَمِينِ وَالآخَرُ عَنْ اليَسَارِ. فَقَالَ يَسُوعُ "يَا أَبَتِ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا يَعْمَلُونَ". وَاقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا. وَكَانَ الشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ، وَالرُّؤَسَاءُ يَسْخَرُونَ مِنْهُ مَعَهُمْ قَائِلِينَ: "قَدْ خَلَّصَ آخَرِينَ، فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ الْمَسِيحَ مُخْتَارَ اللهِ!" وَكَانَ الْجُنْدُ أَيْضًا يَهْزَأُونَ بِهِ مُقْبِلِينَ إِلَيْهِ وَمُقَدِّمِينَ لَهُ خَلاًّ وَقَائِلِينَ: "إِنْ كُنْتَ أَنْتَ مَلِكَ الْيَهُودِ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ!" وَكَانَ عُنْوَانٌ فَوْقَهُ مَكْتُوبًا بِالحُرُوفِ اليُونَانِيَّةِ وَالرُّومَانِيَّةِ وَالعِبْرَانِيَّةِ: "هذَا هُوَ مَلِكُ الْيَهُودِ ". وَكَانَ أَحَدُ الـمُجْرِمَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: "إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!". فَأجَابَ الآخَرُ وَانْتَهَرَهُ قَائِلاً: "أَمَا تَخْشَى اللهَ، وَأَنْتَ تَحْتَ هذَا القَضَاءِ بِعَيْنِهِ؟ أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ، لأَنَّنَا نَنَالُ مَا تَسْتَوْجِبُهُ أَعْمَالُنَا. وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا مُخَالِفًا". ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: "اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ". وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ، فَحَدَثَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. وَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ، وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ مِنْ وَسْطِهِ. وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً "يَا أَبَتِ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي". وَلَّمَا قَالَ هذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ. فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا حَدَثَ، مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: "فِي الْحَقِيقَةِ كَانَ هذَا الإِنْسَانُ صِدِّيقًا!" وَكُلُّ الْجُمُوعِ الَّذِينَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ عَلَى هذَا الْمَنْظَرِ، لَّمَا عَايَنُوا مَا حَدَثَ، رَجَعُوا وَهُمْ يَقْرَعُونَ صُدُورَهُمْ. وَكَانَ جَمِيعُ مَعَارِفِهِ، وَالنِّسَاءُ اللّوَاتِي تَبِعْنَهُ مِنَ الْجَلِيلِ، وَاقِفِينَ مِنْ بَعِيدٍ يَنْظُرُونَ ذلِك.


الجوقة: المجد لك يا ربّ المجد لك.

المتقدّم: سريعًا فلتدركنا رأفتُك يا ربّ لأنّنا قد افتقرنا جدًّا. أعنَّا يا الله مخلّصنا من أجل مجدِ اسمك. يا ربّ نجِّنا واغفرْ خطايانا من أجل اسمك.


القنداق

القارئ:


الكاهن:


السّاعة التّاسعة

القارئ:


المزمور السّادس والثّمانون

خلّصني يا الله فإنّ المياهَ قد دخلتْ إلى نفسي.

غرقتُ في حمأةٍ عميقةٍ وليس لي بها قوامٌ.

دخلتُ إلى عمقِ البحرِ وغرَّقني العاصفُ.

عييتُ ممَّا أصرخُ وبُحَّ حلقي.

ذبلتْ عيناي ممَّا أترجَّى إلهي.

كَثُرَ أكثرَ من شعر رأسي الّذين يبغضوني مجانًا.

واعتزَّ أعدائي الّذين يطردوني ظلمًا، وكنت أردُّ حينئذٍ ما لم أخطفْ.

يا الله أنت تعرفُ جهلي، وذنوبي عنك لم تخفَ، فلا يخزَ الّذين ينتظرونك يا ربّ ربَّ القوّاتِ ولا يستحِ بي الّذين يلتمسونك يا إلهَ إسرائيل، لأنّي من أجلك احتملتُ العارَ وغطَّى الحياءُ وجهي.

وصرتُ منفيًّا من إخوتي وغريبًا عند بني أمّي، لأنّ غيرةَ بيتِكَ أكلتني وعارَ معيّريك وقعَ عليَّ وغطَّيتُ بالصّوم نفسي فصارَ ذلك عارًا عليَّ.

جعلتُ لباسي مِسْحًا وصرتُ لهم مَثَلاً.

عليَّ تفكَّر الجالسون في البابِ وفيَّ ترنَّم شُرَّابُ الخمر، وأنا بصلاتي إليك يا ربُّ هو زمانُ الرّضى.

يا اللهُ بكثرةِ رحمتِكَ استجبْ لي بحقِّ خلاصِكَ.

سلّمني من الطّينِ لئَلاَّ أوحلَ فأنجو من الّذين يبغضوني، ومن عمق المياه لا يغرّقني عاصفُ الماء ولا يبتلعني القعرُ ولا تطبقُ البئرُ عليَّ فاها.

إستمعْ منّي يا ربُّ فإنّ رحمتَكَ طيِّبة. أنظرْ إليَّ ككثرةِ رأفتِكَ.

لا تصرِفْ وجهَك عن عبدِك فإنّي حزينٌ.

إستجبْ لي سريعًا.

أنظرْ إلى نفسي وخلّصها من أجل أعدائي، نجّني لأنّك أنت تعرفُ عاري وخزيي وخجلي وقدّامك جميعُ الّذين يحزنوني.

توقَّعتْ نفسي العارَ والشّقاءَ وانتظرتُ مَن يحزنُ معي فلم أجدْ، ومعزّين فلم أُصِبْ.

جعلوا في طعامي مرارةً وفي عطشي سقوني خلاًّ.

فلتصِرْ مائدتُهم قدّامهم فخًّا وللمجازاة والشّكّ.

تظلمُ عيونُهم كَيْ لا يبصروا واحْنِ ظهورَهم في كلِّ حين.

أفِضْ عليهم رجزَكَ، وغضبُ سَخَطِكَ يدركُهم.

لتصِرْ ديارُهم خرابًا وفي مساكنهم لا يكون ساكنٌ.

لأنّهم طردوا الّذي ضربتَهُ أنت وعلى وجعِ جراحي زادوا.

زِدْ إثمًا على إثمهم ولا يدخلوا في عدلِك وليُمحَوْا من سِفْرِ الحياةِ ومع الصِدّيقين لا يُكتَبوا.

فأنا بائسٌ ووجِعٌ. خلاصُك يا الله فليعضدْني.

أسبّحُ اسمَ إلهي بالتّمجيد وأعظّمهُ بالتّسبيح.

فيُرضي الله ذلك أفضلَ من عجلٍ فطيمٍ ذي قرونٍ وأظلافٍ.

فليُبصرِ الفقراءُ ويفرحوا. أطلبوا الله فتحيا نفوسُكم.

لأنّ الرّبَّ قد استجابَ للبائسين ولم يرذلْ طلبةَ المقيَّدين، فلتسبّحْهُ السّماواتُ والأرضُ، البحرُ وكلُّ ما يدبُّ فيهِ.

لأنّ اللهَ يخلّصُ صهيونَ وتُبنى مدائنُ يهوذا ويسكنون ثمَّ ويَرِثونها.

ونسلُ عبيدك يستحوذُ عليها والّذين يحبّون اسمَك يسكنون فيها.


المزمور السّادس والتّسعون

اللهمَّ أصغِ إلى معونتي يا ربّ أسرعْ إلى إغاثتي.

ليخزَ ويخجل الّذين يلتمسون نفسي.

ليرتدَّ إلى خلف ويخزَ الّذين يريدون لي الشّرّ وليَعُدْ في الحين خازين القائلون لي نعمَّ نعمَّ.

وليبتهجْ ويفرحْ بك جميعُ الّذين يبتغونك يا الله وليقُلْ في كلِّ حينٍ يتعظمُ الربُّ الّذين يحبّون خلاصَك.

وأمَّا أنا فمسكينٌ وفقيرٌ أللهمَّ أعنّي.

معيني ومنقذي أنت هو يا ربّ فلا تبطئ.


المزمور الخامس والثّمانون

أَمِلْ يا ربُّ أذُنَيكَ واستمعني، لأنّي مِسكينٌ وبائسٌ أنا.

إحفظْ نفسي لأنّني بارٌّ، خلّصْ عبدَكَ يا إلهي الـمُتَّكِلَ عليك.

إرحمني يا ربُّ لأنّني إليك أصرخُ طُولَ النّهار.

فرِّحْ نفسَ عبدِكَ لأنّي إليك رفعتُ مهجتي.

لأنّك أنت يا ربُّ صالحٌ ووديعٌ.

وكثيرُ الرّحمةِ لجميعِ المستغثين بك.

أَنصتْ يا ربّ إلى صلاتي، وأصغِ إلى صوتِ طلبتي.

في يومِ حزني إليك صرختُ فأجبتني، فليس لك شبيهٌ في الآلهة يا ربُّ.

ولا مثل أعمالِكَ.

كلُّ الأممِ الّذينَ صنعتَهُمْ يأتونَ ويسجدونَ أمامَكَ يا ربّ ويمجّدون اسمك.

لأنّك عظيمٌ أنت وصانعُ العجائب.

أنت اللهُ وحدَكَ، إهدني يا ربّ إلى طريقِكَ، فأسلُكَ في حقّك.

وليفرحْ قلبي عند خوفه من اسمك.

أعترفُ لك يا ربّي إلهي من كلّ قلبي.

وأمجدُّ اسمَك إلى الأبد، لأنّ رحمتَكَ عظيمةٌ عليّ.

وقد نجَّيْتَ نفسي من الجحيم السّفلى.

أللهمَّ إنَّ المنافقين قد قاموا عليَّ.

وجماعةَ الأعزّاء طلبوا نفسي.

ولم يجعلوكَ أمامهم.

وأنت أيّها الربُّ إلهي رؤوفٌ ورحوم طويلُ الرّوح وكثيرُ الرّحمةِ وصادقٌ.

أنظرْ إليَّ وارحمني، أعطِ قوَّتَكَ لعبدِكَ، وخلِّص ابنَ أمتِكَ، إصنعْ معي علامةً صالحةً، وليرَ ذلك مُبغضيَّ فيخزوا، لأنّك أنت يا ربُّ أعنتني وعزَّيتني.



طروباريات (باللحن الثّامن)

المجد للآب والابن والرّوح القدس.

لـمَّا أبصرَ اللّصُّ مبدأ الحياةِ على الصّليبِ معلَّقًا قال لولا أنّ المصلوبَ معنا إلهٌ متجسّدٌ لما كانت الشّمسُ أخفتْ شعاعَها ولا الأرضُ ماجت مهتزَّةً. لكن يا محتملَ الكلِّ اذكرني يا ربُّ إذا أتيتَ في ملكوتك.


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

يا مَن ولدتَ من البتول من أجلنا وصبرتَ على الصّلبِ أيّها الصّالِحُ، يا مَن سبيتَ الموتَ بموتك وأريتَ القيامةَ بما أنّك إلهٌ، لا تُعرضْ عن الّذين جبلتهم بيديك بل أظهرْ تعطّفَكَ للنّاسِ أيّها الرّحيمُ واقبلْ والدتَكَ والدةَ الإله متشفّعةً من أجلنا، وخلّصْ يا مخلّصَنا شعبًا يائسًا.


الإيذيومالات (باللّحن السّابع)

عجبٌ كانَ يُرى، كيفَ صانعُ السّماءِ والأرضِ على الصَّليبِ مُعَلَّقٌ. الشّمسُ أظلمَتْ والنّهارُ أيضًا تحوَّلَ إلى ليلٍ، والأرضُ أبرزَتْ أجسامَ الموتى من القُبور، فمعهُم نسجدُ لك فخلِّصنا.


إقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي اقترعوا. جعلوا في طعامي مرارةً وفي عطشي سقوني خلاًّ. (باللّحن الثّاني)

عندما سمَّرَك الأبرياءُ من الشّريعَةِ على الصّليبِ يا ربَّ المجدِ هتفتَ نحوهم: بماذا أحزنتُكم؟ مَنِ الّذي نجَّاكم قبلي من الحزن؟ والآنَ بماذا كافأتموني؟ بدلَ الخيرِ شرًّا، بدلَ عمودِ النّارِ سمَّرتموني على الصّليب. عِوَضَ الغمامِ احتفرتُمْ لي لحدًا، بدلَ المنِّ قدَّمتُم لي مرارةً، عوضَ الماءِ سقيتُموني خلاًّ. سأدعو الأممَ فيما بعدُ وأولئكَ يمجِّدونني مع الآبِ والرُّوحِ القدس.


المجد للآب والابن والرّوح القدس. الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين. (باللّحن السّادس)

(ترتّل في وسط الكنيسة)


القارئ:


الكاهن: حكمةٌ لنصغِ.

القارئ:

يا ربّ عرّفني فأعرفَ. قد عرفتُ حينئذٍ صنائعهَم وأنا كخروف بريء من الشّرّ مسوقٍ إلى الذبح ولم أعلم. قد افتكروا عليَّ فكرًا خبيثًا قائلين تعالوا ننصبْ في خبزِه عودًا ونسحقْهُ من أرضِ الأحياءِ ولا يُذكَر اسمُهُ أيضًا. يا ربَّ القوّاتِ اقضِ قضاءً عادلاً مختبرًا الكِلياتِ والقلوب عسى أن أعرفَ الانتقامَ الصّائرَ منك فيهم فإنّي قد كشفتُ لديك حقّي. لهذا السّببِ يقولُ الرّبُّ هذه الأقوالَ على رجال غاناثوث الطّالبين نفسي القائلين لا تتنبَّأ باسم الرّبّ وإلاَّ فستموتُ بأيدينا. لهذا يقول الرّبُّ هذه الأقوال هاءنذا أتصفّحُ حالهم فأحداثُهم بالسّيفِ يموتون وبنوهم وبناتُهم يقضون آجالهم بالجوع وما تكون لهم بقيّة لأني سأجلب الأسواءَ على السّاكنين غاناثوث في سنة افتقادهم. عادلٌ أنت يا ربّ فإني أعتذر لديك لكنّي أتكلّم أحكامًا قدّامك. لماذا طرقُ الملحدين تتيسَّرُ وجميعُ الغادرين صنوفًا من الغدرِ قد أخصبوا. قد غرستَهم فتأصّلوا واصطنعوا أولادًا وصنعوا ثمرًا. أنت قريبٌ من فمهم وبعيدٌ من كِلياتهم. وأنت يا ربّ تعرفني. تعرفني وامتحنتَ قلبي قدّامك. إجمعهم كالغنم للذّبح وطهّرهم ليوم ذبحهم. إلى متى تنوحُ الأرضُ ويجفُّ كلُّ حشيشِ الحقلِ من رذيلةِ الّذين يسكنون في الأرضِ؟ قد بادت البهائمُ والطّيورُ لأنّهم قالوا ليس يبصرُ الرّبُّ طرقَنا. رجلاك تحاضران وترخيانك. إجمعْ كلَّ وحوشِ الحقل وليأتوا ليأكلوهُ. رُعاةٌ كثيرون أفسدوا كرمي ودنَّسوا نصيبي. أعطَوا نصيبي المشتهَى عندي لقفرٍ عديمٍ أن يكون مسلوكًا، وُضع لإبادةِ الهلاك. لأنّ هذه الأقوال يقولها الرّبُّ من أجل جميعِ المجاورين الخبثاءِ الّذين يمسّون مورثي الّذي قسمتُهُ لإسرائيلَ شعبي. هاءنذا أقتلعهم من أرضهم وأُخرجُ يهوذا من وسطهم وسيكون بعد أن أُخرجَهم أَرجعُ فأرحمهُم وأُسكِنُهم كلاًّ في مورِثه وكلاًّ في أرضِهِ.


الكاهن: لنصغِ.

القارئ: فصلٌ من رسالة القدّيس بولس الرّسول إلى العبرانيّين (19:10-31).

الكاهن: حكمةٌ لنصغِ.

القارئ:

يا إخوةُ إذ لنا ثِقةٌ بالدّخولِ إلى الأقداسِ بدمِ يسوعَ طريقًا جديدًا حيًّا قد كرَّسَهُ لنا بالحجابِ أي جَسدِهِ، وكاهنٌ عظيمٌ على بيتِ الله، فلنَدْنُ بقلبٍ صادقٍ في إيمانٍ كاملٍ وقد طهَّرَ الرّشُّ قلوبنا من دَنسِ الضَّميرِ وغَسَلَ الماءُ النّقيُّ أجسادَنا. ولنتمسَّكْ باعترافِ الرّجاءِ غيرَ حائِدينَ عنهُ. (فإنَّ الّذي وعدَ هو أمينٌ). وليَتأَمَّلْ بعضُنا في بعضٍ تحريضًا لنا على المحبَّةِ والأعمالِ الصّالِحة، غيرَ تاركين اجتِماعَنا كما للبعضِ عادة، بل واعظين بعضُنا بعضًا ومُبالغينَ في ذلك على قَدَرِ ما نرى اليومَ يقترب. لأنَّا إن أخطأنا اختيارًا بعدَ أن حصلنا على معرِفة الحقِّ فلا يبقى بعدُ ذبيحةٌ عنِ الخطايا، وإنَّما هَولُ انتظارِ دينونةٍ وغيرةُ نارٍ ستأكلُ الأضداد. فإنَّهُ مَن تعدَّى ناموسَ موسى فبشاهدَينِ أو ثلاثةِ شهودٍ يموتُ بلا رأفة. فكم تظنُّون يستوجِبُ عِقاباً أشدَّ من داسَ ابنَ اللهِ وعدَّ دمَ العهدِ الذي قُدِّس بهِ نَجسًا وازدرى روحَ النِّعمة؟ لأنَّا نعرفُ الّذي قال لي الانتقامُ أنا أجازي يقولُ الرّبُّ. وأيضًا إنَّ الربَّ سيَديِنُ شعبَهُ. إنّ الوقوعَ في يدَي اللهِ الحيِّ هو أمرٌ هائلٌ.

الكاهن: السّلامُ لك أيّها القارئ.

الجوقة: هلليلويا (ثلاثًا).


الكاهن: الحكمة لنستقمْ ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصل شريف من بشارة القدّيس يوحنّا الانجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (19: 23-37).

الجوقة: المجد لك يا ربُّ المجد لك.

الكاهن: لنصغِ.

في ذلك الزّمان لـمّا صَلبوا يسوعَ أخذوا ثيابَهُ وجَعلوها أربَعَةَ أقسامٍ لِكُّلِ جُندِيٍ قِسمٌ، وأخَذوا القَميصَ أيضًا وكانَ القَميصُ غَيرَ مَخيطٍ مَنسوجًا كُلُّهُ مِن فَوق. فقالوا فيما بينَهم لا نَشُقَّهُ ولكِن لِنَقتَرِعْ عَليهِ لِمَن يَكون، لِيَتِمَّ الكِتـابُ القائِلُ اقتَسموا ثيابي بَينَهم وعلى لِباسي اقتَرَعوا. هذا ما فَعَلَهُ الجُند. وَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ الّتي ِلِكِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ هُوَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: "يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ". ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ "هُوَذَا أُمُّكَ". وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ. وَبَعْدَ هذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ تَمَّ، فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ: "أَنَا عَطْشَانُ". وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعًا مَمْلُوًّا خَلًا، فَمَلأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ، وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَأَدْنَوْهَا مِنْ فَمِهِ. فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ "قَدْ تَمَّ". وَأَمَالَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. ثُمَّ إِذْ كَانَ يَوْمُ التَّهْيِئَةِ، فَلِئَلاَّ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا، سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سُوقُهُم وَيُذْهَبَ بِهِمْ. فَجَاءَ الجُنْدُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ الأَوَّلِ وَالآخَرِ الَّذِي صُلِبَ مَعَهُ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَيْهِ وَرَأَوْهُ قَدْ مَاتَ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ. لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الجُنْدِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، فَخَرَجَ لِلْوَقْتِ دَمٌ وَمَاءٌ. وَالَّذِي عَايَنَ شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَقٌ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ. لأَنَّ هذَا كَانَ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ "إِنَّهُ لاَ يُكْسَرُ لَهُ عَظْمٌ" وَقَالَ أَيْضًا كِتَابٌ آخَر "سَيَنْظُرُونَ إِلَى الَّذِي طَعَنُوهُ".

الجوقة: المجد لك يا ربُّ المجد لك.

المتقدّم: لا تسلمْنا إلى الانقضاءِ من أجل اسمِك القدّوس ولا تنقضْ عهدَك ولا تُبعدْ عنَّا رحمتَك من أجل إبراهيم المحبوبِ منك ومن أجل إسحق عبدِك وإسرائيل قدّيسِك.


القنداق

القارئ:


الكاهن:


المكارزمي


المجد للآب والابن والرّوح القدس الآن وكلّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين آمين.


إنّ المصفَّ السّماويّ يسبّحُك ويقولُ: قدّوسٌ قدّوسٌ قدّوسٌ ربُّ الصّبأوت. السّماءُ والأرضُ مملوءَتان من مجدِك.


تقدَّموا اليهِ واستنيروا ولا تخزَ وجوهُكم

إنّ المصفَّ السّماويّ يسبّحُك ويقولُ: قدّوسٌ قدّوسٌ قدّوسٌ ربُّ الصّبأوت. السّماءُ والأرضُ مملوءَتان من مجدِك.


المجد للآب والابن والرّوح القدس.

إنّ مصفَّ الملائكةِ القدّيسين ورؤساءِ الملائكة، مع كلِّ القوَّاتِ السّماويّةِ يسبّحونك ويقولون: قدّوسٌ قدّوسٌ قدّوسٌ ربُّ الصّبأُوت. السّماءُ والأرضُ مملوءَتان من مجدِك.


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

أُؤمِنُ بإلهٍ واحدٍ، آبٍ ضابطِ الكُلِّ، خَالِقِ السّماءِ والأرضِ، كُلِّ ما يُرَى وما لا يُرَى؛ وبِرَبٍّ واحدٍ يسُوعَ المسيحِ، ابنِ اللهِ الوَحِيد، المولودِ من الآبِ قبلَ كُلِّ الدهورِ، نورٍ من نورٍ، إلهٍ حقٍّ من إلهٍ حقٍّ، مولودٍ غَيْرِ مخلوقٍ، مساوٍ للآبِ في الجوهرِ، الّذي به كان كلُّ شيءٍ، الّذي من أجْلِنا نحنُ البَشَر، ومن أجلِ خلاصِنا، نَزَلَ من السّماءِ وتجسَّدَ من الرّوحِ القدسِ ومن مريمَ العذراءِ، وتأنَّس، وصُلِبَ عنَّا على عهدِ بيلاطس البُنطيّ، وتألمَّ وقُبِرَ، وقَامَ في اليومِ الثّالثِ، على ما في الكتُبِ، وصَعِدَ إلى السّماءِ، وجَلَسَ عن يمينِ الآبِ، وأيضًا يَأتي بمجْدٍ ليَدينَ الأحياءَ والأموات، الّذي لا فَنَاءَ لِـمُلْكِه؛ وبالرّوُحِ القُدسِ، الرَّبِّ، الـمُحْيي، الـمُنْبَثِقِ من الآبِ، الّذي هو مع الآبِ والابنِ مَسجُودٌ له ومُمَجَّدٌ، النَّاطِق بالأنبياءِ؛ وبكنيسةٍ واحدةٍ، جامعةٍ، مُقَدَّسةٍ، رسوليَّةٍ. وأعْتَرِفُ بمعموديّةٍ واحدةٍ لمغفِرَةِ الخطايا. وأترجَّى قيامةَ الموتى، والحياةَ في الدّهرِ العتيد، آمين.


القارئ:


الكاهن: لأنّ لك الـمُلْكَ والقوّةَ والمجدَ أيّها الآبُ والابنُ والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.


القنداق


المتقدّم: أيّها الثّالوث القدّوس، العزّةُ المتساويةُ الجوهر، الـمُلْكُ الّذي لا ينقسمُ، علّةُ كلّ الصّالحات، إرتضِ بي أنا الخاطئ أيضًا وثبّتْ قلبي وامنحْهُ فهمًا، وانزعْ عني كلَّ دنسٍ، وأنرْ لُبِّي لكي أمجّدَ على الدّوام وأسجدَ وأسبّحَ قائلاً : قدّوسٌ واحدٌ، ربٌّ واحدٌ، يسوعُ المسيح لمجد الله الآب. آمين.

القارئ:


المزمور الثّالث والثّلاثون

أباركُ الربَّ في كلّ وقتٍ، وعلى الدّوامِ تسبحتُهُ في فمي.

بالرّبِّ تُمتَدَحُ نفسي ليسمع الودعاءُ ويفرحوا.

عظّموا الرّبَّ معي، ولنرفعِ اسمَهُ جميعًا.

التمستُ الرّبَّ فاستجاب لي، ومن جميع أحزاني أنقذني.

تقدّموا إليهِ واستنيروا ولا تخزَ وجوهُكُم.

هذا الفقيرُ صرخ فاستمَعَهُ الرّبُّ، ومن جميعِ أحزانهِ خلَّصهُ.

يعسكرُ ملاكُ الرّبِّ حولَ خائفيهِ وينجّيهم.

ذوقوا وانظروا ما أطيبَ الرّبَّ، طوبى للرّجلِ المتوكّلِ عليهِ.

إتَّقوا الرّبَّ يا جميعَ قدّيسيهِ، فإنهُّ ليس للّذين يتّقونَهُ إعوازٌ.

الأغنياءُ افتقروا وجاعوا، أمّا الّذين يلتمسونَ الرّبَّ فلا ينقصون كلَّ خير.

هلمّوا أيّها الأولادُ واستمعوا لي فأعلّمَكم مخافةَ الرّبِّ.

من هو الإنسان الّذي يهوىَ الحياة ويحبُّ أن يرى أيّامًا صالحةً؟

أُكْفُفْ لسانَكَ عن الشّرِّ. وشفتاكَ لا تنطقا بالغشّ.

حِدْ عن الشّرّ، واصنعِ الخيرَ، أُطلبِ السّلامةَ واسْعَ في ابتغائها.

عينا الرّبِّ على الصِّدِّيقين، وأُذناهُ إلى استغاثتهم.

وَجْهُ الرّبِّ على صانعي الشّرّ، ليبيدَ من الأرضِ ذكرَهُم.

الصِّدّيقون صرخوا والرّبُّ استجابَ لهم، ومن جميعِ أحزانِهم أنقذَهُم.

قريبٌ الرّبُّ من المنسحقي القلوبِ، والمتواضعين بالرّوحِ يُخلّصُ.

كثيرةٌ أحزانُ الصِّدّيقين، ومن جميعها ينقذهُم الرّبُّ.

يحفظُ الرّبُّ عظامَهم كلَّها، وواحدٌ منها لا ينكسر.

موتُ الخطأةِ شرّير والّذين يُبغضونَ الصِّدّيق يأثمون.

الرّبُّ يفتدي نفوسَ عبيدهِ، ولا يخيّبُ جميعَ المتّكلين عليهِ.

 

القارئ: بواجب الاستحقاق حقًّا نغبّط والدة الإله الدّائمة الطّوبى البريئة من كلِّ العيوب أمّ إلهنا. يا من هي أكرم من الشّاروبيم وأرفع مجدًا بغير قياس من السّارافيم، الّتي بغير فساد ولدت كلمة الله وهي حقًّا والدة الإله إياّك نعظّم. باسم الربّ بارك يا أب.

الكاهن:

الجوقة: آمين.


صلاة الغروب

الكاهن: تبارك اللهُ إلهنا كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

القارئ:


المزمور المئة وثلاثة

باركي يا نفسي الرّبَّ، أيّها الرّبُّ إلهي لقد عظُمتَ جدًّا

الاعترافَ وعظمَ الجلالِ لبستَ، أنتَ المتسربلُ بالنّورِ كالثّوب

الباسطُ السّماء كالخيمة المسقِّفُ بالمياهِ علاليَّهُ

الجاعِلُ السـحابَ مركبةً له، الماشي علـى أجنحةِ الرّياح

الصّانعُ ملائِكَتَهُ أرواحًا، وخُدّامَـهُ لهيبَ نارٍ

المؤسِّسُ الأرضَ علـى استيثاقها، فلا تتزعزعُ إلى دهر الدّاهرين

رداؤه اللّجَّةُ كالثّوب، على الجبالِ تَقِفُ المياه

من انتهارِكَ تهربُ، ومن صوتِ رَعدك تَجزع

ترتفعُ الجبال وتنخفِضُ البقاع، إلى الموضع الّذي أسّست لها

جعلتَ لها حدًّا فلا تتعدّاه، ولا ترجع فتغطّي وجهَ الأرض

أنت المرسـلُ العيونَ في الشِّعاب، في وسط الجبال تعبر المياه

تَسقي كلَّ وحوش الغياض، تُقبلُ حَميرُ الوحشِ عند عطشها

عليها طيورُ السّماء تَسكُنُ، من بين الصّخور تُغَــرِّدُ بأصـواتها

أنت الّذي يسقي الجبالَ من علاليِّه، من ثَــمَــرَةِ أعمالِك تشبعُ الأرض

أنت الذي يُنبتُ العُشبَ للبهائمِ، والـخُضرةَ لخدمة البشَر

ليُخرج خبزًا من الأرض، والخمرُ تفرحُ قلبَ الإنسان

ليبتَهِجَ الوجهُ بالزّيت، والخبزُ يشدّد قلب الإنسان

تُروى أشجار الغاب، أرز لبنان الّتي غرستها

هناك تُعشِّشُ العصافيرُ، ومَسكنُ الهيروديّ يتقدّمها

الجبالُ العاليةُ للأيّلة، والصخورُ ملجأٌ للأرانب

صنعَ القمرَ للأوقاتِ، والشّمسُ عرفت غروبَها

جعلَ الظّلمةَ فكان ليلٌ، فيه تَعبُر جميعُ وحوش الغاب

أشبالٌ تزأَرُ لتخطفَ، وتَلتَمِسُ من اللهِ طَعامَها

أشرقَتِ الشّمسُ فاجتمعت، وفي صِيَرها ربضَت

يخرجُ الإنسـان إلى عملِهِ والى خدمتِهِ حتّى المساء

ما أعظم أعمالَكَ يا ربُّ كلَّها بحكمة صنعت، قد امتلأتِ الأرضُ من خليقتك

هذا البحرُ الكبيرُ الواسع، هناك دبّاباتٌ لا عددَ لها، حيواناتٌ صغارٌ مع كبار

هناك تجري السُّفُنُ، هذا التّنّينُ الّذي خلقتَه يلعبُ فيه، وكلُّها إيّاك تترجّى، لتُعـــطِـــيَـــها طعامَها في حينه، وإذا أنت أعطيتها جَمَعَتْ؛ تفتح يدك فيمتلئ الكلّ خيرًا، تَصرِف وجهك فيضطربون

تَنزِعُ أرواحهم فيَفنَون، وإلى تُرابهم يرجعون

تُرسِلُ رُوحَكَ فَــــيُـــخــلَــــقُـــون، وتُــجدِّدُ وجه الأرض

ليكن مجـدُ الرّبِّ إلى الدّهر، يَفرَحُ الرَبُّ بأعماله

الّذي يَنظُرُ إلى الأرض فيجعلُها ترتعد، ويَــمَسُّ الجبالَ فتُدخّن

أسبِّحُ الربّ في حياتي، وأُرَتِـــلُ لإلهي ما دُمتُ موجودًا

يلَذُّ لـه تأمّلي، وأنا أفرَحُ بالربّ

لتَبِدِ الخطأةُ من الأرض والأثَــمَــةُ، حتّى لا يوجَدوا فيها

باركي يا نفسي الرّبّ. الشّمس عرفت غروبها، جعل الظّلمة فكان ليلٌ

ما أعظم أعمالك يا ربُّ، كلّها بحكمة صنعت.



الكاهن بسلام إلى الرّبّ نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم (بعد كلّ طلبة).


الكاهن: بعد ذكرنا الكلّيّة القداسة الطّاهرة الفائقة البركات المجيدة، سيّدتنا والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم، مع جميع القدّيسين.

الجوقة: عليها أشرف السّلام.

الكاهن: لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا للمسيح الإله.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن لأنّه ينبغي لك كلّ تمجيد وإكرام وسجود، أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.


المزمور المئة والأربعون

ياربِّ إليكَ صرختُ فاستمع لي، استمع لي ياربّ.

ياربِّ إليكَ صرختُ فاستمع لي، أنصِت إلىَ صوتِ تضرعي حينّ أصرخُ إليكَ، استمع لي ياربّ.

لتستقم صلاتي كالبخور أمامَكَ، وليكن رفعُ يديَّ كَذَبيحَةٍ مسائيّةٍ، استمع لي ياربّ.

إجعَل ياربُّ حارِسًا لفمي وبابًا حصينًا على شَفَتَيّ.

لا تُـمِل قلبي الى كلامِ الشّرِّ فَيَتَعَلَّلَ بِعِلَلِ الخطايا.

مع النّاسِ العامِلينَ الإِثمَ، ولا أتّفِقُ مَعَ مختاريهم.

سيؤدِّبُني الصِّدِّيقُ برحمةٍ ويُـــــوَبِّـخُــنـــي، أمّا زيتُ الخاطِئِ فلا يُدهَنُ بِهِ رأسي.

لأنَّ صلاتي أَيْضًا في مَسَرَّتِـهـم، قد ابتُلِعَت قُضاتُهُم مُلتصِقينَ بِصخرَةٍ.

يسمَعُونَ كَلِماتي فإنّـها قد استُلِذَّت، مثل سَمنِ الأرضِ الـمُنشَقِّ على الأرضِ، تبدَّدَت عِظامُهُم حولَ الجحيم.

لأنّ يارَبِّ، ياربِّ إليك عينَيَّ، وعَليكَ توكَّلتُ فلا تَنزِع نَفسي.

إحفظني مِنَ الفَخِّ الَّذي نَصَبُوهُ لِي، ومِن مَعاثِرِ فاعلي الإثم.

تَسقُطُ الخَطَأةُ في مَصائِدِهِم، وأَكُونُ أنا على انفِرادٍ إلى أن أعبُر.


المزمور المئة والواحد والأربعون

بصوتي إلى الرَّبِّ صَرختُ، بصوتي إلى الرَّبِّ تَضَرَّعتُ.

أسكُبُ أمَامَهُ تضَرُّعي، وأحزاني قدّامَهُ أخبِّر.

عِندَ فناءِ روحي مِنِّي، أنتَ تَعرِفُ سُبُلِي.

في هذا الطَّريق الّذي كُنتُ أَسلُكُ فيه أخفوا لي فخًّا.

تأمّلتُ في الـمَيامِنِ وأبصرتُ، فَلَم يَكُن مَن يعرِفُـــني.

ضاعَ الـمَهرَبُ مِنِّــي وَلَم يُوجَد مَن يطلُبُ نَفسي.

فَصَرَختُ إلَيكَ يا رَبُّ وَقُلتُ: أنتَ هُوَ رَجائيى ونَصيبي في أرضِ الأحياء.

أنصِت إلى طَلِبَتي، فإنّــي قد تَذَلَّلتُ جدًّا.

نَـجِّــنــي مِنَ الَّذين يضطَهِدُونَني لأنَّهم قد اعتزُّوا عَلَيَ.

أخرِج مِنَ الحبسِ نَفسي لكي أشكُرَ اسمكَ.

إيّايَ يَنتَظِرُ الصِّدِّيقُونَ حتّى تُـجازِيَـــنــي.


المزمور المئة والتاسع والعشرون

من الأعماقِ صرختُ إليك ياربّ، فيا ربُّ استمع لِصَوتي.

لِتَكُن أُذُنَاكَ مُصغيَتَينِ إلى صوتِ تَضَرُعي.

إن كُنتَ للآثامِ راصدًا ياربُّ، فيا ربُّ من يَـــثــــبُـــت؟ فإنَّ مِن عِندِكَ هو الاغتِفار.


من أجل اسمِكَ صبرتُ لكَ ياربّ، صَبَرَت نفسي في أقوالِكَ. توكّلت نفسي على الرَّبّ.

أيّها المسيح، إنّ كلّ البريّة استحالت خوفًا لـمّا لاحظتك معلّقًا على الصّليب، فالشّمسُ ادلهمّت وأساساتُ الأرضِ اضطربتْ والكلُّ تألّموا مع خالقِ الكلّ، فيا من احتملَ ذلك طوعًا لأجلنا، يا ربّ المجد لك .


مِن انِفجارِ الصُّبحِ إلى الليلِ، مِن انِفجار الصُّبح فليتَّكِل إسرائيلُ على الرّبّ. (باللّحن الثّاني)

لماذا الشّعب الرّديء الاعتقاد، المتعدّي الشّريعة، يهذُّ بالباطل؟ لماذا حُكمَ بالموت على حياةِ الكلّ؟ فيا له من عجبٍ عظيم، لأنّ مبدعَ العالم أُسلمَ إلى أيدي عابري النّاموس، والمحبَّ البشر رُفعَ على العودِ لكي يعتقَ المكبَّلين في الجحيم هاتفين: أيّها الرّبُّ الطّويل الأناة المجد لك .


لأنَّ مِنَ الرَّبِّ الرّحمةَ ومِنهُ النَّجاةُ الكثيرة، وهو يُنَجّي إسرائيل من كُلِّ آثامِهِ.

اليوم البتولُ البريئةُ من العيبِ أبصرتك مرفوعًا على الصّليبِ أيّها الكلمة، فانجرحَ قلبُها بنحيبِ الجوانح الوالديّة وتنهّدت بتفجّعٍ من صميم النّفس، ونتفتْ شعرها وخدودها بتمرمر، وقرعت صدرها هاتفةً بانسجام العبرات: ويحي يا ولدي الإلهيّ ويلي يا نورَ العالم، لماذا غبتَ عن مقلتيَّ يا حمل الله؟ حينئذٍ الأجناد العديمو الأجساد شملهم الارتعادُ هاتفين: أيّها الرّبُّ الّذي لا يدرك المجد لك .


سَبِّحوا الرَّبَّ يا جَميعَ الأُمم، وامدَحُوهُ يا سائِرَ الشُّعوب.

أيّها المسيح إلهُ كلّ البرايا وخالقُها، إنّ الّتي ولدتك بغير زرع لـمّا رأتك معلّقًا على عودٍ هتفت بمرارة: أين غاب جمالُ طلعتك يا ولدي؟ لست أحتملُ مشاهدةَ صَلبك ظلمًا، إنهَضْ مسرعًا لأشاهدَ قيامتك من الأموات ذات الثّلاثة أيّام .


لأنَّ رحـمَـتَــهُ قَد قَوِيَت عَلَينا، وَحَقُّ الرَّبِّ يَدُومُ إلى الأبد. (باللّحن السّادس)

اليومَ سيِّدُ الخليقةِ يَمْثُلُ أمامَ بيلاطسَ، وبارئ الكلِّ يُدفعُ إلى الصَّلبِ مقدَّمًا كحَمَلٍ باختيارِه، الّذي أمطرَ المنَّ يُسَمَّرُ بالمساميرِ ويُطعَنُ بحربةٍ ويُدنى منه بإسفنجة، وفادي العالمِ يُلطمُ على خدَّيهِ، وإلهُ الكلِّ يُهزَأُ به من عبيده. فيا لَمَوَدَّةِ السّيِّدِ للبشر لأنّه كان يسألُ أباهُ من أجلِ صالبيهِ قائلاً: أتركْ لهم هذه الخطيئةَ لأنَّ المخالفينَ الشَّريعة لا يعلمونَ ما يَفعلونهُ ظلمًا.


المجد للآب والابن والرّوح القدس.

اليومَ يُشاهَدُ سِرٌّ مصنوعٌ رهيبٌ ومُستَغرَب، فإنَّ الّذي لا يُلمَسُ يُضبَطُ، والحالُّ آدمَ من اللَّعنةِ يُكبَّلُ، والفاحصُ القُلوبَ والكِلى يُستفحصُ ظُلمًا، والّذي غلقَ اللُّجَّةَ يُغلَقُ عليه في قبرٍ، والّذي تَنتَصِبُ لديهِ القوَّاتُ السّماويَّة برِعْدَةٍ يَمْثُلُ أمامَ بيلاطسَ، والبارئ يُلطَمُ من يدٍ مبروءَة، وقاضي الأحياء والأمواتِ يُقضى عليه بخشبة، ومُبيدُ الجحيمِ يُطبَقُ عليه في قبرٍ. فيا مَنِ احتملَ هذا كلَّهُ برأفته وخلَّصَ الكلَّ من اللَّعنة، أيّها الرّبُّ الطّويلُ الأناةِ المجدُ لك.


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

أوَّاه كيفَ مَحْفِلُ مخالِفي النّاموسِ قد حكمَ بالموت على مَلِكِ البريّةِ ولم يخجلْ ولَمْ يحتشمْ من احساناته الّتي سبقَ هو فأكَّدها مُذكِّرًا إيَّاهم بها وقائلاً: يا شعبي ماذا فعلتُ بكَ؟ ألم أُفعِم اليهوديَّةَ من العجائب؟ أَلمْ أُنهض الأمواتَ بكلمةٍ فقط؟ أَلمْ أَشفِ كلَّ مرضٍ واسترخاءٍ؟ فبماذا تُكافِئُني؟ ولماذا تَنساني؟ عِوَضَ الأشفية وَضعتَ فيَّ جراحاتٍ، بَدَلَ إحياءِ الموتى تُميتُني مُعلَّقًا على خشبة، أنا المحسِنَ كفاعلِ شَرٍّ، والواضعَ الناموسَ كمُتعدِّي الشّريعة، ومَلِكَ الكُلِّ كمَقضيٍّ عليه. فيا طويل الأناةِ يا ربُّ المجدُ لك.


الإيصوذون بالإنجيل

الكاهن: الحكمة لنستقم .

الجوقة: أيّها النّور البهيّ الممجّد القدّوس الآب الّذي لا يموت السّماويّ، أيّها القدّوس المغبوط يا يسوع المسيح حين نأتي إلى غروب الشّمس وننظر نور المساء ونسبّح الآب والابن والرّوح القدس الإله المستحقّ في سائر الأوقات أن يُسبَّح بأصوات بارّة، يا ابن الله المعطي الحياة الّذي من أجلك العالم يمجّد.

الكاهن: إسباراس.


القارئ:


الكاهن: حكمةٌ لنصغ.

القارئ:

وخاطبَ الرّبُّ موسى وجهًا لوجهٍ كما يخاطبُ أحدُنا رفيقَهُ وانصرف راجعًا إلى المحلِّةِ وكان خادمُه يشوعُ بنُ نون شابًّا لا يخرجُ من مضربِ الشّهادة. وقال موسى للرّبّ ها أنت تقولُ لي أصعِدْ هذا الشّعبَ وأنت ما أوضحتَ لي مَن ترسلُه معي. وأنت قلتَ لي إنّي أعرفك أكثر من كلِّ النّاسِ وإنّ لك نعمةً عندي. فإن كنتُ قد وجدتُ نعمةً أمامك فأظهِرْ لي ذاتَك لأراك بعلمٍ ولأكون واجدًا نعمةً أمامك وأَعرِفَ أنّ هذا الشّعبَ العظيمَ هو شعبُك. فقال أنا أمضي أمامك وأُريحُك. فقال موسى إن أنت ذاتَك لم تسِر معنا فلا تصعدْني من ههنا. وكيف يكون معلومًا بالحقيقة أنّي وجدتُ نعمةً لديك أنا وشعبُك إن لم تَسِرْ أنت معنا ونتمجّدْ أنا وشعبُك أكثرَ من جميعِ الأممِ الّتي على الأرض. فقال الرّبُّ لموسى وهذا القولُ الّذي قلتَه سأعملُه لك لأنّك وجدتَ نعمةً أمامي وأعرفُك أكثرَ من الكلّ. فقال موسى أرِني مجدَك. فقال لهُ أنا أعبرُ أمامَك بمجدي وأدعو باسمي، الرّبُّ أمامك، وأرحمُ من أرحمُهُ وأترأّفُ على مَن أترأّفُ عليه. وقال لن تستطيعَ أن تُبصِر وجهي لأن ما يبصرُ إنسانٌ وجهي فيحيا. وقال الرّبُّ ها مكانٌ عندي فقفْ في الصّخرةِ فإذا جاز مجدي أجعلُكَ في ثقبِ الصّخرةِ  وأسترُ عليك بيدي إلى أن أعبرَ ثمّ أرفعُ يدي وحينئذٍ ترى ما ورائي وأمّا وجهي فلا يظهرُ لك.


الكاهن: حكمةٌ لنصغ .

القارئ:

وبارك الرّبُّ أواخرَ أيّوبَ أكثرَ من أوائلهِ وصارت بهائمهُ غنمًا ربوةً وأربعة آلافٍ وجمالاً ستّة آلافٍ وفدنًا من البقر ألفًا وأُتنًا راعية ألفًا. ووُلد لهُ سبعةُ بنين وثلاث بنات فسمّى الأولى نهارًا والثّانية سليخة والثّالثة قرن القوّة. وما صودفَ نظيرَ بناتِ أيّوبَ في الفضاء الّذي تحت السّماء. وأعطى أيّوبُ بناتِه ميراثًا بين إخوتهنَّ. وعاش أيّوبُ بعدَ الضّربةِ مائةً وسبعين سنةً وصارت كلُّ سنيهِ مائتين وثمانيًا وأربعين سنة. وأبصر أيّوبُ بنيهِ وبني بنيهِ جيلاً رابعًا وقضى أيّوبُ أجَلَهُ شيخًا مملوءًا من أيّامِه. وكُتبَ أيضًا أنهُ سيقومُ مع الّذين يُقيمهم ربُّنا. هذا تُرجِم من المصحف السّريانيّ. وكانت سكناهُ في حوران على حدودِ أدومَ والعربيّة وكان اسمهُ يوباب وأخذ امرأةً أعرابيّةً وولدتْ لهُ ابنًا اسمُه حنون، هذا كان أباهُ زارات ابنُ العيس وأمّهُ بوسوره، فيجب أن يكون ولدًا خامسًا من إبراهيم.


القارئ: القراءَةُ الثّالثة من نبوءة أشعياء النّبيّ (13:52-15، 1:53-12، 54: 1).

الكاهن: حكمةٌ لنصغ.

القارئ:

هذه الأقوالُ يقولُها الرّبُّ ها ابني يفهمُ ويرتفعُ ويتمجّدُ ويستعلي جدًّا. على نحو ما انذهلَ كثيرون عليك هكذا تُهانُ من النّاسِ صورتُك وشرفُك من بني البشر. على هذا المثال تتعجّبُ منهُ أممٌ كثيرة والملوكُ يسدّون فمهم لأنّ الّذين لم يُخبَّروا به يعاينونهُ والّذين ما سمعوا به يفهمون. يا ربّ مَن صدَّق سماعَنا وذراعُ الرّبِّ لِـمَن انكشفَ. أخبَرْنا قدّامهُ أنّهُ بمنزلةِ صبيّ كأصلٍ في أرضٍ ظامئةٍ لم يوجدْ لهُ صورةٌ ولا شرفٌ. ورأيناهُ فليس لهُ صورةٌ ولا حسنٌ لكنَّ صورتهُ مهانةٌ وناقصةٌ أكثرَ من بني النّاس. إنسانٌ إذ كان في جراحِهِ ويعرفُ أنهُ يحتملُ وجعًا لأنّ وجهَهُ رُذِلَ. قد أهين ولم يُحتسَبْ شيئًا. هذا يحتملُ خطايانا ويتوجَّعُ لأجلنا ونحن احتسبناهُ أنّهُ في وجعٍ وفي جراحٍ من الله وفي ضرٍّ. هذا جُرحَ لأجلِ خطايانا وتوجَّعَ بسببِ آثامِنا. عليه أدبُ سلامتِنا ونحن بجراحهِ شُفينا. كلّنا كالغنمِ ضللنا. إنسانٌ في طريقهِ ضلَّ. والرّبُّ أسلمهُ لخطايانا وهو لأجل وصولِ الضَرِّ إليه لم يفتح فاهُ. سيقَ كالنّعجةِ إلى الذّبحِ وكان خاليًا من صوتٍ. كالخروفِ أمام الجزَّارِ على هذه الصّفةِ لم يفتحْ فاهُ. بتواضعهِ ارتفعتْ حكومتُهُ وجيلُهُ مَن يصفُهُ. لأنْ قد ارتفعتْ من الأرضِ حياتُهُ من آثام شعبي سيقَ إلى الموتِ. وأُعْطِيَ الأشرارَ بدلاً من دفنهِ والأغنياءَ بدلاً من موتهِ لأنّهُ لم يصنعْ إثمًا ولا وُجِدَ في فمِه غشٌّ ويريد اللهُ أن يطهّرَهُ من جراحاتِه. إذا بذلتم من أجلِ الخطيئة فنفسُكم تبصرُ نسلاً طويلَ العمر. ويريدُ الرّبُّ بيدِهِ أن ينتزعَ نفسَهُ من الوجعِ ليريهِ نورًا ويجبلَهُ بفهمِهِ. ويبرُز الصِدّيقُ الحَسَنُ الخدمةِ لكثيرين ويحملُ هو خطاياهم. لذلك يرثُ هذا كثيرين ويقسمُ أسلابَ الأقوياءِ بدلاً من تسليمِ نفسهِ إلى الموتِ واحتسابهِ مع الأثمةِ وهو احتملَ خطايا كثيرين وأُسلم لأجلِ خطاياهم. إفرحي أيّتها العاقرُ التي لا تلدُ، ترنَّمي واهتفي يا مَن لا تمارسُ طَلْقًا فإنّ أولادَ البرّيّةِ أكثرُ من أولادِ الّتي لها رجلٌ. والسّبح لله دائمًا.


الكاهن: لنصغ.

القارئ: وضعوني في جُبّ أسفلِ السّافلين، يا ربُّ إلهَ خلاصي بالنّهارِ والليلِ صرختُ أمامك.

الكاهن: الحكمة.

الجوقة: فصلٌ من رسالة القدّيس بولس الرّسول الأولى إلى أهل كورنثوس (18:1-31، 1:2-2).

الكاهن: لنصغ.

يا إخوةُ إنَّ كلمةَ الصّليبِ عند الهالكين جهالةٌ، وأمَّا عندنا نحن المخلَّصين فهي قوَّةُ الله. لأنَّهُ قد كُتبَ سأبيدُ حكمةَ الحكماءِ وأرفض فهم الفهماءِ. فأينَ الحكيمُ وأين الكاتبُ وأينَ مُباحثُ هذا الدّهر؟ أليسَ اللهُ قد جهَّل حكمة هذا العالَم؟ فإنَّهُ إذ كانَ العالَمُ في حكمةِ اللهِ لم يعرفِ اللهَ بالحكمَةِ، ارتضى اللهُ أن يُخَلِّصَ بجهالةِ الكرازةِ الّذين يؤمِنون. لأنَّ اليهودَ يسألونَ آيةً واليونانيّين يطلبون حِكمةً. أمَّا للمدعوّين من اليهودِ واليونانيّينَ فالمسيحُ قوَّةُ اللهِ وحِكمَةُ الله. لأنَّ مستَجْهَلَ اللهِ أحكَمُ من النّاس، ومُستَضعَفَ اللهِ أقوى من النّاس. أنظُروا دَعوتَكم إنَّهُ ليسَ كثيرونَ حُكماءَ بحسبِ الجَسَدِ ولا كثيرونَ أقوياء ولا كثيرونَ شُرفاءَ. بَلِ اختارَ اللهُ من العالَمِ ما كانَ جاهلاً ليُخزيَ الحُكماءَ. واختارَ اللهُ من العالَمِ ما كانَ ضعيفًا ليُخزيَ ما كان قويًّا. واختارَ اللهُ من العالَمِ ما كان خسيسًا وحقيرًا وغيرَ موجودٍ ليُبطِلَ الموجود. لكي لا يفتَخِرَ كُلُّ ذي جسدٍ أمامهُ. وبهِ أنتم في المسيحِ يسوعَ الّذي صارَ لنا من اللهِ حكمةً وبرًّا وقداسةً وفِداءً. حتّى إنَّهُ كما كُتِبَ من يفتخِرْ فلْيَفْتَخِرْ بالرَّبّ. وأنا لـمَّا أتيتُكُم أيّها الإخوَةُ لم آتِ بفضلِ الكلامِ أوِ الحِكمَةِ مُبَشِّرًا لكم بشهادةِ الله. لأنّي حكَمتُ بألاّ أعرفَ بينكم شيئًا إلاَّ يسوعَ المسيحَ وإيّاهُ مَصلوبًا.


الكاهن: السّلام لك أيّها القارىء.

الجوقة: هلليلويا هلليلويا هلليلويا.

الكاهن: الحكمة، فلنستقم ولنسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك

الكاهن: فصل شريف من بشارة القدّيس متّى الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر.

الجوقة المجد لك يا ربّ المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

في ذلك الزّمان تشاوَرَ كُلُّ رُؤساءِ الكَهَنةِ وشُيوخُ الشّعبِ على يسوعَ ليُمِيتوهُ، فأوثَقُوهُ وذهَبوا بهِ وأسلَموهُ إلى بيلاطُسَ البُنطيّ الوالي.حينئذٍ لـمَّا رأى يهوذا أنَّ يسوعَ قد قُضِيَ عليهِ نَدِمَ ورَدَّ الثّلاثينَ منَ الفَضَّةِ إلى رُؤساءِ الكَهَنةِ والشّيوخِ قائلاً: إنّي قد أخطأتُ إذ أسلمتُ دمًا زكيًّا. فقالوا لهُ: ماذا علينا؟ فأنتَ أبصِر. فطرَحَ الفضَّةَ في الهيكَلِ وانصَرَفَ ثمَّ مضى فخنَقَ نفسَهُ. فأخَذَ رؤساءُ الكَهَنَةِ الفَضَّةَ وقالوا: لا يَحِلُّ أن نَجعَلَها في بيتِ التّقدِمَةِ لأِنَّها ثَمَنُ دمٍ. فتَشاوروا وابتاعوا بها حَقلَ الفَخَّارِ مَقبَرةً لِلغُرباءِ، ولِذلِكَ دُعي ذلكَ الحقلُ حقلَ الدّمِ إلى اليوم. (حينئذٍ تمَّ ما قيلَ بِإرمياءَ النّبيّ القائلِ وأخذوا الثّلاثينَ من الفِضَّةِ ثَمَنَ الـمُثَمَّنِ الّذي ثَمَّنُوهُ من بَني إسرائيلَ. ودَفَعوها عن حَقلِ الفَخَّارِ كما أمرني الرّبُّ). ووقفَ يسوعُ أمامَ الوالي فَسَألهُ الوالي قائِلاً: أأنتَ مَلِكُ اليَهود؟ فقالَ لهُ يسوعُ: أنت تقول. وفيما كانَ رؤساءُ الكهنَةِ والشُّيوخُ يشكونَهُ لَـمْ يُجِبْ بِشيءٍ. فقالَ لهُ بيلاطُسُ أمَا تسمَعُ كم يَشهَدونَ عليكَ؟ فلم يُجِبْهُ عن كَلِمَةٍ حتَّى تعجَّبَ الوالي جِدًّا. وكانَ الوالي مُعتادًا أن يُطلِقَ لِلجمعِ في العيدِ أسيرًا مَن أرادوا. وكانَ لهم حِينئذٍ أسِيرٌ مَشهورٌ يُدعَى بَراباس. ففيما هم مُجتَمِعونَ قالَ لهم بِيلاطسُ مَن تُريدونَ أن أطلِقَهُ لكم؟ أبراباسَ أم يسوعَ الّذي يقالُ لهُ المسيح؟ لأنَّهُ كانَ يعلَمُ أنَّهم إنمَّا أسلَموهُ حسَدًا. وبينما كانَ جالِسًا على كُرسِيِّ القضاءِ أرسَلَتِ امرأتُهُ إليهِ قائِلةً: إيَّاكَ وذاكَ الصّدِّيقَ، فإنّي قد تَوجّعتُ اليومَ كَثيرًا مِن أجلِهِ في الحُلم. ولكِنَّ رؤساءَ الكَهَنَةِ والشّيوخَ أقنَعوا الشّعب بِطَلبِ بَراباسَ وإهلاكِ يسوعَ. فأجابَ الوالي وقالَ لهم مَن تُريدونَ أن أُطلِقَهُ لكم منَ الإثنَين؟ فقالوا: بَراباس. فقالَ لهم بيلاطُسُ: فماذا أصنَعُ بِيَسوعَ الّذي يقالُ لهُ المسيح؟ فقالوا كُلُّهم: لِيُصلَبْ. فقالَ لهُمُ الوالي: فأيَّ شَرٍ صَنَعَ؟ فازدادوا صِياحًا قائلينَ: لِيُصلَبْ. فلمَّا رأى بيلاطُسُ أنَّهُ لا يَنتَفِعُ شيئًا ولكِنْ يزدَادُ البَلبالُ أخَذَ ماءً وغَسَلَ يَدَيهِ قُدَّامَ الجمعِ قائلاً: إنّي بَريءٌ من دَمِ هذا الصِّدِّيقِ، أبصِروا أنتم. فأجابَ جميعُ الشّعبِ قائلينَ: دَمُهُ علينا وعلى أولادِنا. حينَئذٍ أطلَقَ لهم براباسَ وجلَدَ يسوعَ وأسلَمَهُ لِلصَّلبِ. حينئذٍ أخَذَ جُندُ الوالي يسوعَ إلى دارِ الولايةِ وجَمَعوا عَليهِ الفِرقَةَ كُلَّها، ونَزَعوا عَنهُ ثِيابهُ وألبسوهُ رِداءً قِرمِزِيًّا. وضَفَروا إكليلاً من شَوكٍ ووضَعوهُ على رأسِهِ وجَعَلوا في يَمينِهِ قَصَبَةً، ثمَّ جَثَوا على رُكَبِهِم قُدَّامهُ وصاروا يَهزَأونَ بهِ قائلينَ السّلامُ يا مَلِكَ اليهود. وكانوا يَبصقُونَ عَليهِ ويأخُذونَ القَصَبَةَ ويَضرِبونَ بها رأسَهُ. وبَعدَما هَزأوا بِهِ نَزَعوا عَنهُ الرِّداءَ وألبَسُوهُ ثِيابَهُ ومَضَوا بِهِ ليُصلَبَ. وفيما هم خَارِجونَ وجَدوا إنسانًا قَيرَوانِيًّا اسمُهُ سِمعانُ، فَسَخَّروهُ أن يحمِلَ صليبَهُ. ولـمَّا أتَوا إلى مكانٍ يُسمّى الجُلجُلَةَ وهُوَ المسمّى مَوضِعَ الجُمحُمَة أعطَوهُ خلاًّ ممزوجًا بِمرارةٍ لِيشرَبَ، فذاقَ ولم يُرِدْ أن يشرَب. ولـمَّا صلبوهُ اقتسموا ثيابَهُ مقتَرِعينَ عليها. لكي يتِمَّ ما قيل بالنّبيّ: اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي اقترعوا. ثمَّ جَلَسوا يَحرسُونَهُ هُناك. وجَعَلوا فَوقَ رأسِهِ عِلَّتَهُ مكتوبَةً هذا هُوَ يسوع مَلِكُ اليهود. حِينئذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ واحِدٌ عنِ اليمينِ والآخَرُ عَنِ اليسار. وكان أحد المجرمَيْنِ المعَلَّقَيْن يُجَدِّفُ عليه قائلاً: إنْ كنتَ أنت المسيحَ فخلِّصْ نفسَك وإيّانا. فأجابَ الآخرُ وانتَهَرَهُ قائلاً أما تَخْشى الله وأنت تحتَ هذا القضاء بعينهِ. أمّا نحنُ فَبِعَدْلٍ لأنّا ننالُ ما تَسْتَوْجبُهُ أعمالُنا. وأمّا هذا فلم يَصْنعْ شيئًا مخالِفًا. ثمَّ قال ليسوعَ: اذكرْني يا ربّ متى جئتَ في ملكوتك. فقال لهُ يسوعُ: الحقَّ أقول لك إنّك اليومَ تكونُ معي في الفردوس. وكانَ الـمُجتازونَ يُجَدِّفونَ عليهِ وهُم يَهُزُّونَ رُؤوسَهم ويَقولون: يا ناقِضَ الهيكلِ وبَانيَهُ في ثلاثةِ أيّامٍ خَلِّصْ نَفسَكَ، إن كُنتَ ابنَ اللهِ فانزِلْ عَنِ الصّليب. وهكذا رُؤساءُ الكَهَنَةِ معَ الكَتَبَةِ والشُّيوخ كانوا يَهزأونَ بِهِ قائلينَ: خَلَّصَ آخرينَ ونَفسُهُ ما يَقدِرُ أن يُخَلِّصها، إن كانَ هُوَ مَلِكَ إسرائيلَ فَليَنزِلِ الآنَ عَنِ الصّليبِ فنُؤمِنَ بهِ. إنَّهُ متَّكِلٌ على اللهِ فَلينقِذهُ الآنَ إن كانَ رَاضيًا عَنهُ، لأِنَّهُ قالَ: أنا ابنُ الله. وكذلِكَ اللصَّانِ اللّذانِ صُلِبا مَعَهُ كانا يُعَيِّرانِهِ. ومن السّاعَةِ السّادِسَةِ كانت ظُلمةٌ على الأرضِ كُلِّها إلى السّاعَةِ التّاسِعة. ونحوَ السّاعةَ التّاسعة صَرَخَ يَسوعُ بِصوتٍ عظيمٍ قائلاً: إيلي إيلي لـمَّا شَبَقْتَنَي أي إلهي إلهي لماذا تركتَني؟ فَسَمِعَ قَومٌ منَ الواقِفينَ هُناكَ فقالوا: إنَّهُ ينادي إيليَّا. ولِلوَقتِ أسرَعَ واحِدٌ مِنهُم وأخَذَ إسفَنجَةً ومَلأها خَلاًّ وجَعَلَها على قَصَبَةٍ وسَقاهُ. فقالَ الباقونَ: دعْ لِنَنظُرَ هل يَأتي إيليَّا يُنَجّيهِ. وصَرَخَ أيضًا يسوعُ بِصَوتٍ عَظيمٍ وأسلَمَ الرّوح. وإذا حِجابُ الهيكَلِ قدِ انشَقَّ اثنينِ مِن فوقُ إلى أسفَلُ والأرضُ تَزَلزَلت والصّخورُ تَشقَّقَت والقُبورُ تَفتَّحت وقامَ كَثيرٌ من أجسادِ القدِّيسينَ الرّاقِدِين. وخَرَجوا مِنَ القبورِ من بَعدِ قِيامَتِهِ وأتوا إلى المدينَةِ الـمُقدَّسَةِ وظَهَروا لِكَثيرين. وإنَّ قائدَ المِئَةِ والّذينَ مَعَهُ يَحرِسونَ يَسوعَ لـمَّا رأوُا الزلزَلَةَ وما حدَثَ خَافوا جِدًّا وقالوا في الحَقيقَةِ كانَ هذا ابنَ الله. ثمَّ إذ كان يومُ التهيئَةِ فلئَلاّ تبقى الأجسادُ على الصّليبِ في السّبتِ (لأنَّ يوم ذلك السّبتِ كان عظيمًا) سأل اليهودُ بيلاطسَ أنْ تُكسَرَ سُوقُهم ويُذهَبَ بهم. فجاءَ الجندُ وكسروا ساقَيِ الأوَّلِ والآخرِ الّذي صُلبَ معهُ. وأمَّا يسوعُ فلمّا انتهوا إليه ورأوْه قد مات لم يكسِروا ساقَيّهِ لكنَّ واحدًا من الجند طعن جنبَهُ بِحرْبةٍ فخرج للوقتِ دمٌ وماءٌ. والّذي عاينَ شهد وشهادتُهُ حقٌّ وهو يَعلمُ أنّهُ يقولُ الحقَّ لتؤمنوا أنتم. لأنَّ هذا كان ليتمَّ الكتابُ إنَّهُ لا يُكسَرُ له عظمٌ . وقال أيضًا كِتابٌ آخرُ سينظرون إلى الّذي طعنوهُ . وكانَ هُناكَ نِساءٌ كَثيراتٌ يَنظُرنَ عَن بُعدٍ وهُنَّ اللّواتي تَبِعْنَ يسوعَ منَ الجليلِ يَخدُمْنَهُ، وبَينهنَّ مَريَمُ المجدَلِيَّةُ ومَريَمُ أمُّ يعقوبَ ويُوسي وأمُّ ابني زَبَدى. ولـمّا كان المساءُ جاءَ إنسانٌ غنيٌّ من الرّامةِ اسمهُ يوسفُ وكان هو أيضًا تلميذًا ليسوع. هذا دنا إلى بيلاطسَ وطلبَ منهُ جسدَ يسوعَ فأمرَ بيلاطسُ حينئذٍ أن يُسلَّم الجسدُ. فأخذ يوسفُ الجسدَ ولفَّهُ بكتَّانٍ نقيٍّ ووضعَهُ في قبرِهِ الجديد الّذي كان قد نَحَتَهُ في الصّخرة، ثمَّ دحرج حجرًا عظيمًا على باب القبرِ ومضى. وكانت هناك مريمُ المجدليّةُ ومريمُ الأخرى جالِستَينِ مقابلَ القبر.

الجوقة: المجد لك يا ربّ المجد لك.


الطلبة الابتهالية

الكاهن: إرحمنا يا الله كعظيم رحمتك نطلب منك فاستجب وارحم.

الجوقة: يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم (بعد كلّ طلبة).


الكاهن: لأنّك إله رحيم ومحبّ للبشر ولك نرسل المجد أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين

المتقدّم: أهّلنا يا ربّ أن نُحفظَ في هذا المساءِ بغيرِ خطيئةٍ، مباركٌ أنت يا ربّ إله آبائنا مسبَّحٌ وممجَّدٌ اسمُك إلى الأبد آمين. لتكن يا ربّ رحمتُك علينا كمثل اتّكالنا عليك. مباركٌ أنت يا ربّ علّمنا وصاياك. مباركٌ أنت يا سيّد فهّمنا حقوقك. مباركٌ أنت يا قدّوس أنرنا بعدلك. يا ربّ رحمتُك إلى الأبد، وعن أعمال يديك لا تُعرضْ. لك ينبغي المديح، بك يليق التّسبيح، لك يجب المجد أيّها الآب والابن والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.


طلبة السؤلات

الكاهن: لنكمّل طلباتنا للرّبّ.

الجوقة: يا ربّ رحم (بعد كلّ طلبة).

الجوقة: إستجب يا ربّ (بعد كلّ طلبة).


الكاهن: بعد ذكرنا الكلّيّة القداسة الطّاهرة الفائقة البركات المجيدة، سيّدتنا والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم، مع جميع القدّيسين.

الجوقة: عليها أشرف السّلام.

الكاهن: لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا للمسيح الإله.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: لأنّك إله صالح ومحبّ للبشر، ولك نرسل المجد أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

الكاهن: السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: لنـحن رؤوسنا للرّبّ.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: أيّها الرّبّ إلهنا، يا مَن طأطأتَ السّماواتِ ونزلت لخلاص جنس البشر، أنظر إلى عبيدك، وإلى ميراثك، لأنّ عبيدك قد حنوا رؤوسهم وأخضعوا أعناقهم لك أيّها القاضي المرهوب المحبّ البشر، غير منتظرين المعونة من بشر، بل منتظرون رحمتك ومتوقّعون خلاصك، فاحفظهم في كلّ حين، وفي المساء الحاضر واللّيل المقبل مصونين من كلّ فعل مضادّ شيطانيّ، ومن الأفكار الباطلة والهواجس الخبيثة. ليكن عزّ ملكك مباركًا وممجَّدًا، أيّها الآب والابن والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.


الأبوستيخن (باللّحن الثّاني)

القارئ : أيّها المسيحُ حياةُ الكلّ، إنّ يوسفَ الّذي من الرّامة لـما أحدرك من الخشبةِ ميتًا أضجعك بحنوطٍ وسبانٍ وبادرَ بشوقٍ ليقبِّلَ جسدك البريءَ من الفسادِ بالقلبِ والشفاه، لكنّهُ كان محتشمًا من الخوف وهتف نحوك بفرح: المجدُ لتنازلك يا محبَّ البشر.


الرّبّ قد ملك والجمال لبس، لبسَ الرّبُّ القوّة وتمنطق بها

عندما أبصرَتِ الجحيم وضعَكَ في قبر جديد، وأنت منقذ الكلّ، خافت مرتعدة وقد انخدعت، وأبوابها والأقفال انسحقت سحقًا، والقبور انفتحت، والأموات نهضوا، حين ذاك آدم هتف نحوك فرحًا وشاكرًا: مجدًا أيّها المسيح لتنازلك.


لأنّهُ ثبَّت المسكونة فلن تتزعزع

أيّها المسيحُ، يا مَن هو بطبيعةِ لاهوتِهِ غيرُ محصورٍ ولا محدودٍ، لـمّا أُغلقَ عليك في قبرٍ جسدانيًّا باختيارك أغلقتَ مخادعَ الموتِ والجحيمِ وهدمتَ ممالكَهُ كلَّها، وحينئذٍ أهَّلتَ هذا السّبتَ لمجدِك وإشراقاتِك وللبركةِ الإلهيّة.


لبيتك ينبغي التّقديسُ يا ربُّ إلى طولِ الأيّام

حينما قوّاتُ السّماوات أبصروا عُصاةَ الشّريعة يلقون الظّلمَ عليك، أيّها المسيح باديًا كمجرمٍ، ثمّ شاهدوا الحجر مختومًا بأيدي طاعنيك، انذهلوا من طول أناتك، لكن بخلاصنا سُرّوا هاتفين نحوك: مجدًا يا محبّ البشر لتنازلك.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين (باللّحن الخامس).

(هنا يقام بزياح الإييطافيون)

أيها الـمُتَردّي النُّورَ كالسِّربال، لـمّا أَحْدركَ يوسُفُ مَعْ نيقوديموسَ من الخشبة وشاهدَك مَيْتًا عُريانًا غيرَ مدفون أبدى عويلاً يُرثى له وهتفَ بنحيبٍ قائلاً: ويحي يا يسوعُ الحُلو الّذي مِنْ قبلِ بُرهَةٍ يسيرَة لـمَّا شاهَدَتْهُ الشّمسُ على الصَّليبِ معلَّقًا التحفتْ بالقتام، والأرضُ تموَّجتْ خوفًا وحجابُ الهيكلِ تمزَّق. لكنِّي الآنَ أراكَ قد احتملتَ مِنْ أجلي الموتَ طوعًا، فكيف أُجَهِّزُك يا إلهي؟ أم كيف أُدرِجُكَ بالسَّباني؟ بأيِّ يَدَيْنِ أُلامِسُ جسدَكَ الطَّاهِر؟ أم بأيِّ مَراثٍ أُنْشِدُ لِتجْنيزِك؟ فيا أيُّها الرَّبُّ الرَّؤوف أُعَظِّمُ آلامَك وأُسَبِّحُ دفنكَ وقيامَتكَ هاتفًا: يا ربُّ المجدُ لك.


المتقدّم : الآن تطلقُ عبدَكَ أيهّا السيّد على حسب قولك بسلام، فإنّ عينيَّ قد أبصرتا خلاصَك الّذي أعددتَه أمام كلّ الشّعوب، نورًا لاستعلانِ الأممِ، ومجدًا لشعبِك إسرائيل.


القارئ:

الكاهن: لأنّ لك الـمُلْكَ والقوّةَ والمجدَ أيّها الآبُ والابنُ والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة : آمين.


الطروباريات (باللّحن الثّاني)

إنَّ يوسفَ المتّقي أحدر جسدَكَ الطّاهرَ من العودِ ولفَّهُ بالسّباني النّقيّة وحنَّطه بالطّيبِ وجهَّزه ووضَعهُ في قبر جديد.


المجد للآب والابن والرّوح القدس.

إنَّ يوسفَ المتّقي أحدر جسدَكَ الطّاهرَ من العودِ ولفَّهُ بالسّباني النّقيّة وحنَّطه بالطّيبِ وجهَّزه ووضَعهُ في قبر جديد.


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

إنّ الملاكَ حضرَ عند القبرِ قائلاً للنّسوة الحاملاتِ الطّيبِ: أمّا الطّيبُ فهو لائقٌ بالأموات وأمّا المسيحُ فقد ظهرَ غريبًا من الفساد.


الكاهن: الحكمة.

الجوقة : بارك.

الكاهن: المسيحُ إلهنا الذي هو مباركٌ كلّ حينٍ الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين.

المتقدّم: آمين. ليوطِّد الرّب الإله الإيمان المقدّس، إيمان المسيحيّين الحسني العبادة الأرثوذكسيّين مع هذه الكنيسة المقدّسة وهذه المدينة إلى دهر الدّهور، آمين.

الكاهن: أيّتها الفائق قدسها والدة الإله خلّصينا.

القارئ: يا من هي أكرم من الشّاروبيم وأرفع مجدًا بغير قياس من السّارافيم، الّتي بغير فساد ولدت كلمة الله، وهي حقّا والدة الإله إيّاك نعظّم.

الكاهن: المجد لك أيّها المسيح الإله يا رجاءنا المجد لك.

القارئ:

الكاهن:

الجوقة : آمين.