سَبْتُ النّور

القدّاس الإلهيّ (pdf)

الكاهن: مباركةٌ هي مملكة الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين.

القارئ:


المزمور المئة وثلاثة

باركي يا نفسي الرّبَّ، أيّها الرّبُّ إلهي لقد عظُمتَ جدًّا

الاعترافَ وعظمَ الجلالِ لبستَ، أنتَ المتسربلُ بالنّورِ كالثّوب

الباسطُ السّماء كالخيمة المسقِّفُ بالمياهِ علاليَّهُ

الجاعِلُ السّـحابَ مركبةً له، الماشي علـى أجنحةِ الرّياح

الصّانعُ ملائِكَتَهُ أرواحًا، وخُدّامَـهُ لهيبَ نارٍ

المؤسِّسُ الأرضَ علـى استيثاقها، فلا تتزعزعُ إلى دهر الدّاهرين

رداؤه اللّجَّةُ كالثّوب، على الجبالِ تَقِفُ المياه

من انتهارِكَ تهربُ، ومن صوتِ رَعدك تَجزع

ترتفعُ إلى الجبال وتنخفِضُ إلى البقاع، إلى الموضع الّذي أسّست لها

جعلتَ لها حدًّا فلا تتعدّاه، ولا ترجع فتغطّي وجهَ الأرض

أنت المرسـلُ العيونَ في الشِّعاب، في وسط الجبال تعبر المياه

تَسقي كلَّ وحوش الغياض، تُقبلُ حَميرُ الوحشِ عند عطشها

عليها طيورُ السّماء تَسكُنُ، من بين الصّخور تُغَــرِّدُ بأصـواتها

أنت الّذي يسقي الجبالَ من علاليِّه، من ثَــمَــرَةِ أعمالِك تشبعُ الأرض

أنت الّذي يُنبتُ العُشبَ للبهائمِ، والـخُضرةَ لخدمة البشَر

ليُخرج خبزًا من الأرض، والخمرُ تفرّحُ قلبَ الإنسان

ليبتَهِجِ الوجهُ بالزّيت، والخبزُ يشدّد قلب الإنسان

تُروى أشجار الغاب، أرز لبنان الّتي غرستها

هناك تُعشِّشُ العصافيرُ، ومَسكنُ الهيروديّ يتقدّمها

الجبالُ العاليةُ للأيِّلة، والصخورُ ملجأٌ للأرانب

صنعَ القمرَ للأوقاتِ، والشّمسُ عرفت غروبَها

جعلَ الظّلمةَ فكان ليلٌ، فيه تَعبُر جميعُ وحوش الغاب

أشبالٌ تزأَرُ لتخطِفَ، وتَلتَمِسُ من اللهِ طَعامَها

أشرقَتِ الشّمسُ فاجتمعت، وفي صِيَرها ربضَت

يخرجُ الإنسـان إلى عملِهِ والى خدمتِهِ حتّى المساء

ما أعظم أعمالَكَ يا ربُّ كلَّها بحكمة صنعت، قد امتلأتِ الأرضُ من خليقتك

هذا البحرُ الكبيرُ الواسع، هناك دبّاباتٌ لا عددَ لها، حيواناتٌ صغارٌ مع كبار

هناك تجري السُّفُنُ، هذا التّنّينُ الّذي خلقتَه يلعبُ فيه، وكلُّها إيّاك تترجّى، لتُعـــطِـــيَـــها طعامَها في حينه، وإذا أنت أعطيتها جَمَعَتْ؛ تفتح يدك فيمتلئ الكلّ خيرًا، تَصرِف وجهك فيضطربون

تَنزِعُ أرواحهم فيَفنَون، وإلى تُرابهم يرجعون

تُرسِلُ رُوحَكَ فَــــيُـــخــلَــــقُـــون، وتُــجدِّدُ وجه الأرض

ليكن مجـدُ الرّبِّ إلى الدّهر، يَفرَحُ الرَّبُّ بأعماله

الّذي يَنظُرُ إلى الأرض فيجعلُها ترتعد، ويَــمَسُّ الجبالَ فتُدخّن

أسبِّحُ الرّبّ في حياتي، وأُرَتِـــلُ لإلهي ما دُمتُ موجودًا

يلَذُّ لـه تأمّلي، وأنا أفرَحُ بالرّبّ

لتَبِدِ الخطأةُ من الأرض والأثَــمَــةُ، حتّى لا يوجَدوا فيها

باركي يا نفسي الرّبّ. الشّمس عرفت غروبها، جعل الظّلمة فكان ليلٌ

ما أعظم أعمالك يا ربُّ، كلّها بحكمة صنعت. 



الكاهن: بسلام إلى الرّبّ نطلب.

الجوقة: يا رب ارحم . (بعد كلّ طلبة).


الكاهن: بعد ذكرنا الكلّيّة القداسة الطّاهرة الفائقة البركات المجيدة، سيّدتنا والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم.

الجوقة: عليها أشرف السّلام.

الكاهن: مع جميع القدّيسين، لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا للمسيح الإله.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: لأنّه ينبغي لك كلّ تمجيد وإكرام وسجود، أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.


المزمور المئة والأربعون (بِاللَّحْنِ الأَوَّلِ)

ياربِّ إليكَ صرختُ فاستمع لي، استمع لي ياربّ.

ياربِّ إليكَ صرختُ فاستمع لي، أنصِت إلىَ صوتِ تضرعي حينّ أصرخُ إليكَ، استمع لي ياربّ.

لتستقم صلاتي كالبخور أمامَكَ، وليكن رفعُ يديَّ كَذَبيحَةٍ مسائيّةٍ، استمع لي ياربّ.

إجعَل ياربُّ حارِسًا لفمي وبابًا حصينًا على شَفَتَيّ.

لا تُـمِل قلبي إلى كلامِ الشّرِّ فَيَتَعَلَّلَ بِعِلَلِ الخطايا.

مع النّاسِ العامِلينَ الإِثمَ، ولا أتّفِقُ مَعَ مختاريهم.

سيؤدِّبُني الصِّدِّيقُ برحمةٍ ويُـــــوَبِّـخُــنـــي، أمّا زيتُ الخاطِئِ فلا يُدهَنُ بِهِ رأسي.

لأنَّ صلاتي أيضًا في مَسَرَّتِـهـم، قد ابتُلِعَت قُضاتُهُم مُلتصِقينَ بِصخرَةٍ.

يسمَعُونَ كَلِماتي فإنّـها قد استُلِذَّت، مثل سَمنِ الأرضِ الـمُنشَقِّ على الأرضِ، تبدَّدَت عِظامُهُم حولَ الجحيم.

لأنّ يارَبِّ، ياربِّ إليك عينَيَّ، وعَليكَ توكَّلتُ فلا تَنزِع نَفسي.

إحفظني مِنَ الفَخِّ الَّذي نَصَبُوهُ لِي، ومِن مَعاثِرِ فاعلي الإثم.

تَسقُطُ الخَطَأةُ في مَصائِدِهِم، وأَكُونُ أنا على انفِرادٍ إلى أن أعبُر.


المزمور المئة والواحد والأربعون

بصوتي إلى الرَّبِّ صَرختُ، بصوتي إلى الرَّبِّ تَضَرَّعتُ.

أسكُبُ أمَامَهُ تضَرُّعي، وأحزاني قدّامَهُ أخبِّر.

عِندَ فناءِ روحي مِنِّي، أنتَ تَعرِفُ سُبُلِي.

في هذا الطَّريق الّذي كُنتُ أَسلُكُ فيه أخفوا لي فخًّا.

تأمّلتُ في الـمَيامِنِ وأبصرتُ، فَلَم يَكُن مَن يعرِفُـــني.

ضاعَ الـمَهرَبُ مِنِّــي وَلَـم يُوجَد مَن يطلُبُ نَفسي.

فَصَرَختُ إلَيكَ يا رَبُّ وَقُلتُ: أنتَ هُوَ رَجائيى ونَصيبي في أرضِ الأحياء.

أنصِت إلى طَلِبَتي، فإنّــي قد تَذَلَّلتُ جدًّا.

نَـجِّــنــي مِنَ الَّذين يضطَهِدُونَني لأنَّهم قد اعتزُّوا عَلَيَّ.

أخرِج مِنَ الحبسِ نَفسي لكي أشكُرَ اسمكَ.

إيّايَ يَنتَظِرُ الصِّدِّيقُونَ حتّى تُـجازِيَـــنــي.


المزمور المئة والتّاسع والعشرون

من الأعماقِ صرختُ إليك ياربّ، فياربُّ استمع لِصَوتي.


لتكن أُذناك مصغيتين إلى صوتِ تضرّعي.

أيّها الرّبُّ القدُّوسُ تَقَبَّلْ صلواتِنا المسائيّة وامنحنا غُفرانَ الخطايا، لأنّكَ أنتَ وحدَكَ الّذي أظهرَ القيامةَ في العالَم.


إنْ كنتَ للآثامِ راصدًا يا ربّ يا ربّ مَن يثبتُ فإنّ من عندك هو الاغتفار.

أيّها الشعوبُ احتاطوا بصِهْيونَ واكتنفوها وأعطوا مجدًا فيها للنَّاهضِ من بين الأموات، لأنّهُ إلهُنا الّذي أنقذنا من آثامنا.


من أجلِ اسمِكَ صبرتُ لك يا ربّ، صبرَتْ نفسي في أقوالِكَ توكّلتْ نفسي على الرّبّ.

هلمُّوا أيّها الشّعوب لنُسَبِّحْ ونسجُدْ للمسيحِ مُمَجِّدينَ قيامتَه من بين الأموات لأنّه إلهُنا الّذي أنقذَ العالمَ من ضلالةِ العدوّ.


من انفجارِ الصّبحِ إلى اللّيل، من انفجارِ الصّبحِ فليتّكلْ إسرائيلُ على الرّبّ.

أيّها المسيحُ، بآلامك نجونا من الآلام، وبقيامتك خلصنا من الفساد، فيا ربّ المجد لك.


لأنّ من الرّبِّ الرّحمةَ ومنه النّجاةَ الكثيرةَ، وهو ينجّي إسرائيلَ من كلِّ آثامِهِ. (بِاللَّحْنِ الثَّامن)

اليومَ الجحيمُ تنهّدتْ صارخةً: لقد كانَ الأجدرُ بي أن لا أقبلَ المولودَ من مريم، لأنّهُ لـمّا أقبلَ نحوي حلَّ اقتداري وسَحَقَ أبوابي النُّحاسيّة، وأنهضَ النّفوسَ الّتي كنتُ استوليتُ عليها بما أنّهُ الإله. فالمجدُ لصليبكَ يا ربُّ ولقيامتِك.


سبّحوا الرّبّ يا جميعَ الأممِ وامدحوه يا سائرَ الشّعوب.

اليومَ الجحيمُ تنهّدتْ صارخة: لقد تلاشتْ سلطتي، لأنّي قَبِلتُ ميتًا كأحدِ الأموات، إلاّ أنّي لم أستطعْ أنْ أضبُطَهُ بالكلّيّة، بل فقَدتُ معه الّذين كانوا تحت سلطتي. أنا كنتُ مُسْتَولِيَةً على الأمواتِ منذُ الدّهرِ، إلاّ أنَّ هذا أنهضَ الكلّ. فالمجدُ لصليبكَ يا ربُّ ولقيامتِك.


لأنّ رحمتَهُ قد قويتْ علينا، وحقُّ الرّبِّ يدومُ إلى الأبد.

اليومَ الجحيمُ تنهّدتْ صارخة: قدِ انكسرتْ شوكتي لأنّ الرّاعي صُلِبَ وأنهضَ آدمَ، والّذين كنتُ مستوليةً عليهم فَقَدْتُهم، والّذين ابتلعتُهُم باقتداري تقَيَّأتُهُم بالجملة، لأنّ المصلوبَ أخلى القُبورَ واضمحلَّتْ شوكةُ الموتِ. فالمجدُ لصليبِكَ يا ربُّ ولقيامتِك.


المجد للآب والابن والرّوح القدس. (بِاللَّحْنِ السَّادِسِ)

إنّ موسى العظيمَ قد سبقَ فرسمَ هذا اليومَ سرّيًّا بقولهِ: وباركَ اللهُ اليومَ السّابعَ، لأنّ هذا هو يومُ السّبتِ المبارك، هذا هو يوم السّكونِ والرّاحةِ الّذي فيهِ استراحَ ابنُ الله الوحيدُ من كلِّ أعمالهِ، لـمَّا سَبتَ بالجسدِ بواسطة سرّ التّدبيرِ الصّائرِ بالموتِ، وعادَ أيضًا بواسطةِ القيامةِ إلى ما كان، ومنحنا حياةً أبديّةً بما أنّهُ صالحٌ وحدَهُ ومحبٌّ للبشر.


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين. (باللّحن الأوّل)

لِنُسَبِّحْ مريَمَ البتولَ، مجدَ العالَمِ بأسرِهِ الـمُفْرَعَةَ من زَرْعٍ بَشَريٍّ والوالدةَ السّيِّد، البابَ السّماويّ، تسبيحَ غيرِ المتجسِّمينَ وجمالَ المؤمنين، لأنّها ظهرتْ سماءً وهيكلاً للّاهوت، وهدمتْ سياجَ العداوةِ المتوسّط، واجتلبتِ السّلامةَ عوضهُ، وفتحتِ الملكوت. فلنتشبّث بها إذ هي مرساةٌ للإيمان، ولنتّخذِ الرّبَّ مولودَها عاضِدًا إيّانا. فتشجعِ الآن وثِقْ يا شعبَ الله لأنّه يُقاتلُ أعداءنا بما أنّه على كلِّ شيءٍ قدير.


الإيصوذون بالإنجيل

الكاهن: الحكمة لنستقم .

الجوقة: أيّها النّور البهيّ الممجّد القدّوس الآب الّذي لا يموت السّماويّ، أيّها القدّوس المغبوط يا يسوع المسيح حين نأتي إلى غروب الشّمس وننظر نور المساء ونسبّح الآب والابن والرّوح القدس الإله المستحقّ في سائر الأوقات أن يُسبَّح بأصوات بارّة، يا ابن الله المعطي الحياة الّذي من أجلك العالم يمجّد.


الكاهن: إسباراس بروكيمنن .

القارئ:

الكاهن: حكمةٌ لنصغ.

القارئ:

في البدءِ خلق اللهُ السّماءَ والأرضَ وكانت الأرضُ غيرَ ملحوظةٍ وغيرَ متقنةٍ وفوق اللّجّةِ ظلمةٌ وكان روحُ الله يطفو على الماءِ. وقال اللهُ ليكن الضّوءُ فكان الضّوءُ. وأبصر اللهُ الضّوءَ أنّهُ جيّدٌ وفصلَ اللهُ فيما بين الضّوء والظّلمةِ وسمَّى الله الضّوءَ نهارًا ودعا الظّلمةَ ليلاً، وكان مساءٌ وكان صباحٌ يومًا واحدًا. وقال اللهُ ليكن جَلَدٌ في وسطِ الماءِ وليكن فاصلاً فيما بين ماءٍ وماءٍ، وكان كذلك. وأبدعَ اللهُ الجَلَدَ، وفصل اللهُ فيما بين الماءِ الّذي تحتَ الجَلَدِ وفيما بين الماءِ الّذي فوق الجَلَدِ، وسمَّى اللهُ الجَلَدَ سماءً. وأبصرَ اللهُ أنّهُ حسنٌ، وكان مساءٌ وكان صباحٌ يومًا ثانيًا. وقال اللهُ ليجتمعِ الماءُ الّذي تحتَ السّماءِ إلى مجمعٍ واحدٍ ولتظهر اليابسةُ وكان كذلك. واجتمع الماءُ الّذي تحت السّماء إلى مجامعهِ وظهرت اليابسة. وسمَّى اللهُ اليابسةَ أرضًا ودعا مجامعَ المياهِ بحارًا، وأبصرَ اللهُ أنّهُ حسنٌ. وقال الله لِتُفْرِعِ الأرضُ نباتَ حشيشٍ بازرًا بزره على حدوِ جنسهِ وشبههِ وعودًا مثمرًا صانعًا ثمرًا بزرُهُ فيهِ على حدو جنسهِ على الأرض وكان كذلك. وأخرجت الأرضُ نباتَ حشيشٍ بازرًا بزرَهُ على حدو جنسه وشبههِ وعودًا مثمرًا صانعًا ثمرًا بزرُهُ فيه على حدو جنسه على الأرض. وأبصر اللهُ أنّهُ حسنٌ، وكان مساءٌ وكان صباحٌ يومًا ثالثًا.


القارئ: القراءَةُ الثّانية من سِفْرِ يونان النّبيّ (1: 1-4: 11).

الكاهن: حكمةٌ لنصغ .

القارئ:

وصار قولُ الرّبِّ إلى يونانَ بن أماثي قائلاً: إنهضْ وانطلق إلى مدينةِ نينوى العظمى، ونادِ فيها لأن قد صعدَ ضجيجُ رذيلتها إليَّ. فنهض يونانُ ليهربَ إلى ترسيسَ من أمام وجهِ الرّبِّ. ونزلَ إلى يافا فوجدَ سفينةً سائرةً إلى ترسيسَ، فأعطى الأجرة وركبَ فيها لينطلقَ معهم إلى ترسيسَ من وجهِ الرّبّ. فأطلقَ الرّبُّ في البحرِ ريحًا عظيمةً، فصارَ في البحرِ تموُّجٌ عظيمٌ، وتورَّطتِ السّفينةُ في خطرِ تكسُّرِها. وخشي الملاّحون، وكان كلُّ واحدٍ منهم يعجُّ إلى إلههِ. وأقبلوا يحذفون في البحرِ الأواني الّتي في السّفينةِ ليخفّفوا عنهم. وكان يونانُ قد نزلَ إلى باطنِ السّفينةِ ونامَ وخطَّ. فتقدَّمَ إليهِ مدبِّرُها وقال لهُ: ما بالُك تخطُّ؟ إنهضْ واستغثْ بإلهك لعلَّهُ يسلمنا ولا نهلكُ. وقال كلٌّ لرفيقهِ: هلمَّ بنا نتقارعُ ونعرفُ من أجل مَنْ هذه السّيّئةُ وردتْ علينا. ولـمَّا تقارعوا وقعت القُرعةُ على يونانَ، فقالوا لهُ: أخبرنا لِـمَ وردَ هذا الشّرُّ؟ إلينا وما هي صناعتُك؟ ومن أين أتيتَ؟ وإلى أين تذهبُ؟ ومن أيِّ بلدٍ أنت؟ ومن أيِّ شعبٍ؟ فقالَ لهم: أنا عبدُ الرّبِّ، أنا أعبد الرّبَّ إلهَ السّماءِ الّذي خلقَ البحرَ والبرّ. فارتاع أولئك الرّجالُ ارتياعًا شديدًا وقالوا لهُ: لماذا عملتَ هذا العملَ؟ لأنّ الرّجالَ عرفوا أنّهُ كان هاربًا من وجهِ الرّبِّ لأنّهُ أخبرهم بذلك. وقالوا لهُ: ماذا نعملُ ليسكنَ البحرُ عنَّا؟ لأنّ البحرَ كان يتقدّمُ ويثيرُ اختباطًا وتموُّجًا كثيرًا. فقال لهم يونان: إرفعوني وزجُّوني في البحر فإنّهُ يسكنُ عنكم لأنّي أنا قد علمتُ أنّ هذا التّموّجَ العظيمَ لأجلي قد ورد عليكم. وكان الرّجالُ يجتهدون أن يرجعوا إلى البرِّ، فلم يستطيعوا لأنّ البحرَ كان يتقدّمُ ويشتدُّ عليهم بالأكثر، فهتفوا إلى الرّبّ وقالوا: يا ربُّ لا نهلكُ لأجل نفسِ هذا الإنسانِ، ولا توجبْ علينا دمًا عادلاً، لأنّك أنت يا ربُّ على نحو ما أردتَ عملتَ. وتناولوا يونانَ وزجّوهُ في البحرِ، فوقفَ البحرُ عن اختباطهِ. فارتاع الرّجالُ من الرّبِّ ارتياعًا شديدًا وضحوا للرّبِّ ضحيّةً ونذروا نذورًا. وأوعز الرّبُّ إلى حوتٍ عظيمٍ بأن يبتلع يونانَ. وكان يونانُ في بطنِ الحوتِ ثلاثةَ أيّامٍ وثلاثَ ليالٍ. فصلّى يونان إلى الرّبِّ إلههِ في بطنِ الحوتِ وقال: صرختُ في حزني إلى الرّبِّ إلهي فسمعني. من جوفِ الجحيمِ سمعتَ صوت صراخي، طرحتَني في عمقِ قلبِ البحرِ والأنهارُ أحاطت بي. كلُّ رواميزِك وأمواجِك جازت عليَّ. أنا قلتُ حين أقصيتني من أمام عينيك: أتراني أعودُ أنظرُ إلى هيكلِ قدسِكَ. انسكبَ الماءُ عليَّ إلى نفسي وأحاط بي العمقُ الأقصى. توارى رأسي في شقوقِ الجبالِ. نزلتُ إلى الأرضِ الّتي أمخالُها مثبَّتةٌ دهريّةٌ. فلتصعدْ إليك من الفسادِ حياتي يا ربّي وإلهي. عند فناءِ روحي منّي ذكرتُ الرّبّ فلتأتِ إليك صلاتي إلى هيكلِ قدسِكَ. حافظو الباطلِ والكذبِ أهملوا رحمتهم وأنا بصوتِ تسبيحٍ واعترافٍ أذبحُ لك، وكلُّ ما نذرتُهُ أفيك إياهُ يا ربّي ومخلّصي. ثم أوعزَ الرّبُّ إلى الحوتِ فأخرجَ يونانَ إلى اليابسةِ. وصارَ قولُ الرّبِّ إلى يونانَ في الدّفعةِ الثّانيةِ قائلاً: إنهضْ وانطلقْ إلى مدينة نينوى العظمى، ونادِ فيها على نحو ما أوعزتُ بهِ إليك فيما سلفَ وقلتُهُ لك. فنهضَ يونانُ وذهبَ إلى نينوى حسبما قال له الرّبُّ، وكانت نينوى مدينةً عظيمةً عند الرّبِّ تقديرُها كمشي ثلاثة أيّام. فبدأ يونانُ يمشي في المدينة. فمشى كتقديرِ يومٍ واحدٍ ونادى قائلاً: بعد ثلاثةِ أيّام تنقلبُ نينوى. فآمن رجالُ نينوى بالله، ونادوا بالصّيام ولبسوا مسوحًا من كبيرهم إلى صغيرهم. ووصلَ قولُ النّبيّ إلى ملك نينوى، فقامَ من كرسيّهِ، ونزعَ عنهُ حلَّتَهُ، ولبسَ مِسْحًا وجلسَ على الرّمادِ. ونوديَ وقيلَ في نينوى بأمر الملكِ وبأمرِ عظماءِ دولتهِ قائلين: النّاسُ والبهائمُ والبقرُ والغنمُ لا يذوقوا شيئًا ولا يرعَوْا ولا يشربوا ماءً. ولبسَ النّاسُ كلُّهم مسوحًا، والبهائمُ لم ترعَ، وارتفعَ إلى الله ضجيجُهم باتّصالٍ، وكلُّ واحدٍ منهم رجعَ عن طريقهِ الخبيثةِ وعن المظالمِ الّتي كانت في أيديهم قائلين: مَن يعرفُ إن كان اللهُ ينتقلُ عن رأيهِ ويقبلُ استغاثتنا ويردُّ غيظَ غضبهِ وما يهلكُنا. وأبصر اللهُ أعمالهم أنّهم قد رجعوا عن طرائقهم الخبيثةِ. وانتقل رأيُ اللهِ من السّوءِ الّذي قال إنّهُ يصنعُهُ بهم فما صنَع. فحزن يونانُ حزنًا عظيمًا وتبلبلَ. فابتهلَ إلى الرّبِّ قائلاً: يا ربُّ ألَـمْ تكنْ هذه الأقوالُ حين كنتُ في أرضي؟ لهذا السّبب بادرتُ أن أهربَ إلى ترسيسَ لأنّي قد عرفتُ أنّك رحومٌ ورؤوفٌ، طويلُ الأناةِ وجزيلُ الرّحمةِ، غيرُ حقودٍ وتوّابٌ على مساوئ النّاسِ. فالآن أيّها الرّبُّ سيّدي خُذْ نفسي منّي، لأنّهُ الأجودُ لي أن أموتَ من أن أحيا. فقال الرّبُّ ليونانَ: هل اغتممتَ أنت جدًّا؟ وخرجَ يونانُ من المدينةِ، وجلسَ مقابلَها، وعملَ لهُ هناك مظلَّةً وجلسَ تحتها في ظلِّها إلى أن يبصرَ ما يكونُ في المدينةِ. ثمّ أمر الرّبُّ الإلهُ قَرعةً فنبتتْ وطلعتْ فوق هامةِ يونان لتظلِّلَهُ من مساوئ تضجُّرِهِ، ففرح يونانُ بالقَرعةِ فرحًا عظيمًا. ثمّ إنّ اللهَ أوعز إلى دودةٍ سَحَريّةٍ في الغدِ فضربتِ القَرعةَ فيبستْ. ولـمَّا طلعتِ الشّمسُ أمرَ اللهُ ريحًا حارَّةً محرِقةً، فقرعتِ الشّمسُ هامةَ يونانَ فتضجَّرَ وتأسّف على نفسه وقال: موتي أوفق لي من حياتي. فقال الرّبُّ الإلهُ ليونانَ: هل اغتممتَ أنت اغتمامًا شديدًا على القرعةِ؟ فقال: نعم اغتممتُ اغتمامًا شديدًا إلى الموتِ. فقال الرّبُّ: أنت شَفِقْتَ على القرعةِ وما شقيتَ من أجلها ولا ربّيتها، الّتي بليلةٍ وُلِدَتْ وبليلةٍ هَلَكَتْ. أفما أشفقُ أنا على نينوى المدينةِ العظمى الّتي يسكنُ فيها من النّاس أكثرُ من اثنتي عشرة رِبْوَةً ما قد عرفوا يمينهم من شمالهم، وبهائمُ كثيرةٌ.


القارئ: القراءَةُ الثّالثة من نبوءة دانيال النّبيّ ( 3: 1-88).

الكاهن: حكمةٌ لنصغ.

القارئ:

في السّنةِ الثّامنةَ عشرةَ، عملَ بختنصَّرُ الملكُ تمثالاً من الذّهبِ ارتفاعُه ستّون ذراعًا، وعرضُه ستّةُ أذرعٍ، وأقامهُ في بقعة دايرا في بلدِ بابلَ. وأرسلَ بختنصّرُ الملكُ ليجمعَ الوزراءَ والقوَّادَ والولاةَ والمتقدّمين والأمراءَ والحكّامَ وجميعَ رؤساءِ البلدان، ليأتوا إلى تجديدِ التّمثالِ الّذي أقامهُ بختنصّرُ الملكُ. فالتأمَ الولاةُ والوزراءُ والقوَّادُ والمتقدّمون والأمراءُ العظماءُ والحكَّامُ وجميعُ رؤساءِ البلدانِ لتجديدِ التّمثالِ الّذي أقامهُ بختنصّرُ الملكُ. فوقفوا أمام التّمثالِ ونادى المنادي بقوّةِ صوتهِ: لكم يُقالُ أيّها الأممُ والشّعوبُ والقبائلُ واللغاتُ في أيّ ساعةٍ تسمعون فيها صوت البوقِ والصّفيرِ والمعزفةِ والصّنجِ والمزمارِ وجميعِ آلاتِ التّرنُّمِ وانتظامِ النّغماتِ وكلِّ جنسِ الموسيقى أن تجثوا وتسجدوا لتمثالِ الذّهبِ الّذي أقامهُ بختنصّرُ الملكُ. وكلُّ من لا يجثو ويسجدُ لهُ في السّاعةِ ذاتِها يُزَجُّ في أتّونِ النّارِ المتوقِّدِ. وحدثَ أنّهم لـمَّا سمعوا البوقَ والصّفيرَ والمعزفةَ والصّنجَ والمزمارَ وكلَّ آلات الموسيقى جثتْ كلُّ الشّعوبِ والقبائلِ واللغاتِ وسجدوا لتمثالِ الذّهبِ الّذي أقامهُ بختنصّرُ الملكُ. حينئذٍ تقدّمَ رجالٌ كلدانيّون فوشَوْا باليهودِ وقالوا للملكِ بختنصّرَ: عِشْ أيّها الملكُ إلى الأدهارِ. أنت أيّها الملكُ وضعتَ أمرًا بأنّ كلَّ إنسانٍ عندما يسمعُ صوتَ البوقِ والصّفيرِ والمعزفةِ والصّنجِ والمزمارِ وانتظامِ النّغماتِ وجميعِ جنسِ الموسيقى، لم يجثُ ويسجدْ للتّمثالِ الذّهبيّ يُزجُّ في أتّونِ النّارِ المتوقّدِ. فيوجدُ رجالٌ يهودٌ قد أقمتَهم على أعمالِ بلدِ بابلَ، سدراخُ وميساخُ وعبدناغو، الّذين ما أطاعوا أمرَك أيّها الملكُ، وما يعبدون آلهتَك، ولا يسجدون لتمثالِ الذّهبِ الّذي أقمتَهُ. حينئذٍ أوعز بختنصّرُ بغضبٍ وغيظٍ بإحضارِ سدراخَ وميساخَ وعبدناغو، فسيقوا إلى حضرة الملكِ. فأجاب بختنصّر قائلاً لهم: يا سدراخُ وميساخُ وعبدناغو أبالحقيقة ما تعبدون آلهتي، ولا تسجدون لتمثالِ الذّهب الّذي أقمتُهُ؟ فالآن كونوا مستعدّين لكي، عندما تسمعون صوتَ البوقِ والصّفيرِ والمعزفةِ والصّنجِ والمزمارِ وانتظامِ النّغماتِ وجميع جنسِ الموسيقى، أن تجثوا وتسجدوا لتمثالِ الذّهبِ الّذي أقمتُهُ. وإن لم تسجدوا لهُ، ففي السّاعةِ ذاتِها تُزجُّون في أتّونِ النّار المتوقّدِ، وأيُّ إلهٍ ينّجيكم من يديَّ. فأجاب سدراخُ وميساخُ وعبدناغو قائلين للملك بختنصّرَ: ليست لنا حاجةٌ أن نجاوبَ عن قولِك هذا لأنّ إلهنا هو في السّماواتِ، الّذي نعبدهُ نحن، هو القادرُ أن ينجّينا من أتّونِ النّارِ المتوقّدِ، وينقذَنا من يديك أيّها الملكُ. وإن لم ينقذنا، فليكنْ عندك معلومًا أنّنا لا نعبد آلهتَك، ولا نسجدُ لتمثالِ الذّهبِ الّذي أقمتَهُ. حينئذٍ امتلأ بختنصّرُ غضبًا، وتغيَّرَ منظرُ وجههِ على سدراخَ وميساخَ وعبدناغو، وقال: أوقدوا أتّونَ نارٍ سبعةَ أضعافٍ إلى أن يضطرمَ اضطرامًا إلى الغايةِ. وأمر بقوّةِ غيظه رجالاً أقوياءَ أن يُكتّفوا سدراخَ وميساخَ وعبدناغو، ويزجُّوهم في الأتّون المتوقّدِ. حينئذ قُيّد أولئك الغلمان بسراويلهم وقلانسهم ولفائفهم الّتي تلفُّ حولَ ساقاتهم وملابسهم، وطُرحوا في وسطِ أتّونِ النّارِ المتوقّدِ إذ استظهرَ قولُ الملكِ الموعزُ بطرحهم، وكان الأتّونُ قد اضطرمَ اضطرامًا مفرطًا سبعةَ أضعافٍ. وأولئك الرّجالُ الّذين وشَوْا بهم عند الملك قتلهم لهيبُ الأتّون إذ انبثَّ حولهم. ثمّ إنّ الغلمانَ الثّلاثةَ، سدراخَ وميساخَ وعبدناغو، سقطوا في أتّون النّارِ المتَّقد مكتوفين، وكانوا يتخطّرون في وسطِ اللّهيبِ يسبّحون الله ويباركون الرّبَّ. ثمّ وقف فيما بينهم عازريّا وفتح فاهُ في وسط النّار وقال: مباركٌ أنت يا ربُّ إله آبائنا، ومسبّحٌ وممجّدٌ اسمك إلى الدّهر، لأنّك عدلٌ في كلِّ ما فعلت بنا، وجميعُ أعمالِك حقيقةٌ، ومستقيمةٌ طرقُكَ، وجميعُ أحكامِك محقّةٌ، وبقضاءٍ حقٍّ فعلتَ فينا كلّ ما جلبتَهُ علينا وعلى مدينةِ آبائنا أورشليمَ المقدّسةِ، لأنّك بحقٍّ وإنصافٍ جلبتَ هذا كلَّهُ علينا من أجل خطايانا، لأنّنا قد أخطأنا وأثمنا وابتعدنا منك وأخطأنا في كلِّ شيءٍ، ولم نسمعْ وصاياك ولا حفظناها ولا صنعنا كما أمرتَنا ليكونَ لنا الخيرُ في كلِّ ما صنعتَهُ بنا. فكلُّ ما جلبتَهُ علينا، بحكمٍ حقٍ صنعتَهُ، وأسلمتنا إلى أيدي أعداء لا شريعةَ لهم، أثمةٍ، متمرّدين، وإلى ملكٍ ظالمٍ أخبث من كلِّ أهلِ الأرضِ. والآن فليس لنا أن نفتح فمنا لأنّ الخزيَ والعارَ قد صارا لعبيدك وللّذين يخافونك. فلا تسلمنا إلى الانقضاءِ من أجل اسمِك القدّوس، ولا تنقضْ عهدَك، ولا تبعد عنّا رحمَتك، من أجل إبرهيم المحبوب منك، ومن أجل إسحق عبدِك وإسرائيلَ قدّيسك، الّذين قلتَ إنّك تُكثرُ نسلهم مثلَ نجومِ السّماءِ وكالرّملِ الّذي على شاطئ البحرِ. لأنّنا يا سيّدَنا قد قَلَلْنا أكثر من جميعِ الأمم، ونحن اليومَ أذلاّءُ في كلِّ الأرضِ من أجلِ خطايانا، وليس في هذا الزّمان رئيسٌ ولا نبيٌّ ولا مدبّرٌ ولا محرقةٌ كاملةٌ ولا ذبيحةٌ ولا قربانٌ ولا بخورٌ ولا موضعٌ نقرّبُ فيهِ أمامك فنجدُ رحمةً، لكن بنفسٍ منسحقةٍ وروحٍ متَّضعةٍ اقبلْنا كمحرَقاتِ كباشٍ وثيرانٍ وربواتِ خرافٍ سمانٍ. هكذا فلتصرْ ذبيحتُنا اليومَ قدّامك حتّى نرضيك، فإنّهُ لا خزيَ للّذين يتوكّلون عليك. فالآن نبتغيك بكلّ قلوبِنا، ونتّقيك ونبتغي وجهَك، فلا تُخزنا بل اصنعْ معنا نظيرَ رأفتِك، وككثرةِ رحمتِك، وأنقذنا على حسب عجائبك، وأعطِ مجدًا لاسمِك يا ربّ، وليخزَ جميعُ الّذين يذيقون عبيدَك المساوئَ، وليخيبوا من كلِّ اقتدارِهم، وقوّتُهم تنسحقُ، وليعرفوا أنّك أنت الرّبُّ الإلهُ وحدَك، الممجّدُ على كلِّ المسكونةِ. ولم يزل خدّامُ الـمَلِكِ الّذين طرحوهم يوقدون الأتّونَ بالنّفطِ والزّفتِ والسّراقةِ والزّرجون، وارتفعَ اللّهيبُ فوق الأتّونِ نحو تسعةٍ وأربعين ذراعًا، وجالَ فأحرقَ كلَّ من وُجدَ حولَ الأتّونِ من الكلدانيّين. وأمّا ملاكُ الرّبِّ فانحدر مع الّذين كانوا مع عازرِيّا في الأتّونِ، ونفضَ لهيبَ النّارِ من الأتّونِ، وصنعَ في وسطِ الأتّونِ مثلَ ريحٍ ندىً تصفرُ ولم تمسّهم النّارُ البتّةَ، ولم تحزنهم ولا أزعجتهم. حينئذٍ الثّلاثةُ الفتيةُ كَمِنْ فمٍ واحدٍ سبّحوا وباركوا، ومجّدوا الله في الأتّون قائلين: مباركٌ أنت يا ربُّ إلهَ آبائنا، وفوقَ المسبَّحِ وفوقَ المتعالي إلى الأبد. ومباركٌ اسمُ مجدِكَ الأقدسُ الّذي هو فوقَ المسبَّحِ وفوقَ المتعالي إلى الأبد. مباركٌ أنت في هيكلِ قدسِ مجدِك، وفوقَ المسبَّح وفوق المتعالي إلى الأبد. مباركٌ أنت الّذي تنظرُ إلى الأعماقِ وأنت جالسٌ على الشّاروبيم، وفوقَ المسبَّحِ وفوق المتعالي إلى الأبد. مباركٌ أنت الجالسُ على كرسيّ مجدِ ملكِكَ، وفوقَ المسبَّحِ وفوق المتعالي إلى الأبد. مباركٌ أنت في جَلَدِ السماءِ، وفوقَ المسبَّح وفوق المتعالي إلى الأبد.


الجوقة:

سبّحوا الربّ وارفعوه إلى الأبد (باللحن السّادس وتعاد بعد كلّ ستيخن).


الكاهن: إلى الرّبِّ نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم.

الكاهن: لأنّك قدّوس أنت يا إلهَنا، ولك نرفع المجد، أيّها الآبُ والابنُ والرّوحُ القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.


الجوقة: آمين

الكاهن: قوّةٌ.

الجوقة: قوّةٌ. أنتم الّذين بالمسيحِ اعتمدتم، المسيحَ قد لبستم. هلليلوييا.

الكاهن: لنصغ.

القارئ: ليسجدْ لك كلُّ أهل الأرض ويرتّلوا لك، هلّلوا لله يا أهلَ الأرض.

الكاهن: الحكمة.

الجوقة: فصل من رسالة القدّيس بولس الرّسول إلى أهل رومية (6: 3-11).

الكاهن: لنصغ.

يا إخوةُ إنّ كلَّ مَنِ اصطبغَ منّا في المسيحِ يسوعَ اصطبغَ في موتِهِ. فدُفِنَّا معهُ في الموتِ حتّى إنّنا كما أُقيمَ المسيحُ من بين الأمواتِ بمجدِ الآبِ كذلكَ نَسلُكُ نحنُ أيضًا في جِدَّةِ الحياةِ. لأنَّا إذا كنَّا قد غُرسنا مَعهُ على شبهِ موتهِ فنكونُ على شبهِ قيامتهِ أيضًا. إذ نعلمُ هذا أنّ إنساننا العتيقَ قد صُلِبَ معهُ لكي يُتلَفَ جِسمُ الخطيئةِ حتّى لا نعودَ نُستعبَدُ للخطيئة. لأنّ الّذي ماتَ قد تبرّأ منَ الخطيئة. فإن كنّا قد مُتنا مع المسيحِ نؤمنُ أنّا سنحيا أيضًا معهُ. إذ نعلمُ أنّ المسيحَ من بعدِ أن أُقيمَ من بينِ الأمواتِ لا يموتُ أيضًا، ولا يسودُ عليه الموتُ من بعدُ. لأنّهُ من حيثُ إنّه ماتَ، فقد ماتَ للخطيئةِ مرةً، وأمّا من حيثُ إنّه يحيا فيحيا لله. فكذلك أنتم أيضًا احسبوا أنفسَكم أمواتًا للخطيئةِ، أحياءً للهِ بيسوعَ المسيحِ ربِّنا.


الكاهن: السّلام لك أيّها القارىء.

الجوقة:

قُمْ يا الله واحكمْ في الأرض، لأنّك ترثُ جميعَ الأمم (وتعاد بعد كلّ ستيخن).


الكاهن: الحكمة، فلنستقم ولنسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصل شريف من بشارة القديس متّى الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر(28: 1- 20).

الجوقة المجد لك يا ربّ المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

في غَلَسِ السّبتِ الـمُسفِرِ عن أوَّلِ الأُسبوعِ جاءَت مَريَمُ المجدَلِيَّةُ ومريمُ الأخرى لِتَنظُرا القَبرَ. وإذا زَلزَلةٌ عَظيمةٌ قد حَدَثَت، لأِنَّ ملاكَ الرّبِّ نَزَلَ مِنَ السّماءِ ودنا ودَحرَجَ الحجَرَ عَنِ البابِ وجَلَسَ فوقَهُ. وكانَ مَنظَرُهُ كالبَرقِ ولِباسُهُ أبيضَ كالثّلجِ، ومِن خَوفِهِ ارتَعَدَ الحُرَّاسُ وصاروا كَالأمواتِ. فأجابَ الملاكُ وقالَ لِلمَرأتينِ: لا تَخافا أنتما، لقد عَلِمتُ أنَّكما تَطلُبانِ يَسوعَ المصلوبَ، إنَّهُ ليسَ ههُنا، فإنَّهُ قد قامَ كما قال. هَلُمَّا انظرا الـمَكانَ الّذي كانَ مُضطَجِعًا فِيهِ الرّبُّ. وأسرِعا واذهبا وقولا لِتلامِيذِهِ إنَّهُ قد قامَ من بينِ الأمواتِ، وها هُوَ يَسبِقُكُم إلى الجَليلِ، هُناكَ تَرَونَهُ، ها أنا قُلتُ لَكما. فَخَرَجتا مُسرِعَتينِ مِنَ القبرِ بِخوفٍ وفرَحٍ عَظيمٍ، وبادرَتا لتُخبِرا تلامِيذَهُ. وفيما هما مُنطَلِقَتانِ لِتُخبِرا تَلاميذَهُ إذا يَسوعُ لاقاهما وقالَ: سلامٌ لكما. فَدَنتا وأمسَكَتا قَدَمَيهِ وسَجَدتا لَهُ. وحِينئذٍ قالَ لَهما يَسوعُ: لا تخافا، إذهبا وقُولا لإِخوَتي لِيَذهَبوا إلى الجَليلِ وهُناكَ يَرَونَني. وفِيما هما مُنطلِقتَانِ أتى قَومٌ مِنَ الحُرَّاسِ إلى الـمَدينَةِ فأخبَروا رُؤساءَ الكَهَنَةِ بِكُلِّ ما حَدَث. فاجتَمَعوا هُم والشّيوخُ وتَشَاوَروا وأعطَوا الجُندَ فِضَّةً كَثيرة قائلين: قُولوا إنَّ تلاميذَهُ أتوا ليلاً وسَرَقوهُ ونَحنُ نِيامٌ. وإذا سُمِعَ هذا عِندَ الوالي أقنعناهُ نَحنُ وجَعَلناكم مُطَمئنِّين. فَأخذوا الفِضَّةَ وفعَلوا كما عَلَّموهم. فذَاعَ هذا القولُ عِندَ اليَهودِ إلى هذا اليوم. وأمَّا التّلاميذُ الأحَدَ عَشَرَ فَذَهبوا إلى الجليلِ إلى الجبلِ حَيثُ أمرَهم يَسوعُ. فلمَّا رَأوهُ سَجَدوا لَهُ ولِكنَّ بَعضَهم شَكُّوا. فدنا يَسوعُ وكَلَّمَهم قائِلاً: إنّي قد أُعطِيتُ كُلَّ سُلطانٍ في السّماءِ وعَلَى الأرضِ. فاذهَبُوا الآن وتَلمِذوا كُلَّ الأمَمِ مُعَمِّدينَ إياهم بِاسمِ الآبِ والابنِ والرّوحِ القُدُس، وعلّموهم أن يَحفَظوا جَمِيعَ ما أوصيتُكم بِهِ، وها أنا مَعَكُم كُلَّ الأيّامِ إلى مُنتهى الدّهرِ آمين.


الجوقة المجد لك يا ربّ المجد لك.

الكاهن: أيضًا وأيضًا بسلامٍ إلى الرّبِّ نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم.

الكاهن: أعضد وخلّص وارحم واحفظنا يا الله بنعمتك. حكمة .

الجوقة: يا ربّ ارحم.

الكاهن: حتّى إذا كنّا محفوظين بعزّتك كلّ حين، نرسل لك المجد، أيّها الآبُ والابنُ والرّوحُ القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين


الشّاروبيكون

ليصمتْ كلُّ جسدٍ بشريٍّ وليقفْ بخوفٍ ورعدةٍ، ولا يفتكرْ في نفسهِ بشيءٍ أرضيّ. فإنَّ ملكَ الملوكِ وربَّ الأرباب يوافي ليُذبحَ ويُعطى مأكلاً للمؤمنين، تتقدّمُه أجواقُ الملائكةِ، وكلُّ الرّئاساتِ، والسّلاطين والشّاروبيم الكثيرو الأعين والسّارافيم ذوو السّتّة الأجنحة يحجبون وجوههم.

الكاهن: جميعكم وجميع المسيحيّين الحسني العبادة الأرثوذكسيّين، ليذكرِ الرّبُّ الإله في ملكوته السّماويّ كلّ حين الآن وكلّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين .

الجوقة: آمين

الكاهن: أبانا ورئيس كهنتنا أفرام، وكهنوتكما، ليذكرِ الرّبُّ الإله في ملكوته السّماويّ كلّ حين الآن وكلّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين .

الجوقة: آمين. ويهتفون مترنّمين بالتّسبيح: هلليلوييا.

الكاهن: لنكمّل طلبَاتنا للرّبّ.

الجوقة: يا ربّ ارحم (تعاد بعد كلّ طلبة).

الجوقة: إستجب يا ربّ (تعاد بعد كلّ طلبة).

الكاهن: بعد ذكرنا الكلّيّةَ القداسةِ الطّاهرةَ، الفائقةَ البركاتِ المجيدةَ سيّدَتنا والدةَ الإله، الدّائمةَ البتوليّةِ مريمَ.

الجوقة: عليها أشرف السّلام.

الكاهن: مع جميعِ القدّيسين، لنودع أنفسنا وبعضُنا بعضًا وكلَّ حياتنا للمسيحِ الإله.

الجوقة: لك ياربّ.

الكاهن: من أجل رأفات ابنك الوحيد الّذي أنت معه مباركٌ مع روحِكَ الكلّيّ قدسهُ الصّالح والصّانع الحياة، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

الكاهن: السّلامُ لجميعِكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: لنحبَّ بعضُنا بعضًا لكي بعزمٍ واحدٍ نعترفَ مقرّين.

الجوقة: بآبٍ وابنٍ وروح قدسٍ، ثالوثٍ متساوٍ في الجوهر وغير منفصل .

الكاهن: الأبوابَ الأبوابَ بحكمة لنصغ .

الجوقة:  أُؤمِنُ بإلهٍ واحدٍ، آبٍ ضابطِ الكُلِّ، خَالِقِ السّماءِ والأرضِ، كُلِّ ما يُرَى وما لا يُرَى؛ وبِرَبٍّ واحدٍ يسُوعَ المسيحِ، ابنِ اللهِ الوَحِيد، المولودِ من الآبِ قبلَ كُلِّ الدهورِ، نورٍ من نورٍ، إلهٍ حقٍّ من إلهٍ حقٍّ، مولودٍ غَيْرِ مخلوقٍ، مساوٍ للآبِ في الجوهرِ، الّذي به كان كلُّ شيءٍ، الّذي من أجْلِنا نحنُ البَشَر، ومن أجلِ خلاصِنا، نَزَلَ من السّماءِ وتجسَّدَ من الرّوحِ القدسِ ومن مريمَ العذراءِ، وتأنَّس، وصُلِبَ عنَّا على عهدِ بيلاطس البُنطيّ، وتألمَّ وقُبِرَ، وقَامَ في اليومِ الثّالثِ، على ما في الكتُبِ، وصَعِدَ إلى السّماءِ، وجَلَسَ عن يمينِ الآبِ، وأيضًا يَأتي بمجْدٍ ليَدينَ الأحياءَ والأموات، الّذي لا فَنَاءَ لِـمُلْكِه؛ وبالرّوُحِ القُدسِ، الرَّبِّ، الـمُحْيي، الـمُنْبَثِقِ من الآبِ، الّذي هو مع الآبِ والابنِ مَسجُودٌ له ومُمَجَّدٌ، النَّاطِق بالأنبياءِ؛ وبكنيسةٍ واحدةٍ، جامعةٍ، مُقَدَّسةٍ، رسوليَّةٍ. وأعْتَرِفُ بمعموديّةٍ واحدةٍ لمغفِرَةِ الخطايا. وأترجَّى قيامةَ الموتى، والحياةَ في الدهرِ العتيد، آمين.

الكاهن: لنقف حسنًا لنقف بخوفٍ لنصغ، لنقدّمَ بسلامٍ القربان المقدّس.

الجوقة: رحمة سلام، ذبيحةَ تسبيح .

الكاهن: نعمةُ ربِّنا يسوعَ المسيح، ومحبّةُ اللهِ الآب، وشركةُ الرّوح القدس لتكن معكم جميعًا.

الجوقة: ومع روحك .

الكاهن: لنضع قلوبَنا فوق.

الجوقة: هي لنا عند الرّبّ .

الكاهن: لنشكرنَّ الرّبّ.

الجوقة: لحقٌّ وواجب.

الكاهن: أيّها السّيّدُ الرّبُّ الإله الآب الضّابط الكلّ، المسجود له، إنّه لحقٌّ في الحقيقة وعدلٌ ولائقٌ بعظمةِ جلال قدسِك، أن نمدحَك ونسبِّحَك ونباركَك ونسجدَ لك، ونشكرَك ونمجّدَك أنت الإلهَ الواجب الوجود وحدَك، وأن نقدِّم لك بقلبٍ منسحقٍ وروح متواضع عبادتنا هذه النّاطقة. لأنّك أنت الّذي وهبت لنا معرفة حقِّك. وَمَن هُوَ كَفُوءٌ لأن يَتَكَلَّم بجبروتِك ويجعل كلَّ تسابيحِك مسموعة، أو يخبّر بجميع عجائبك في كلِّ حين! يا سيّد الكلّ وربَّ السّماءِ والأرض، وكلِّ الخليقةِ المنظورة وغيرِ المنظورة، الجالس على عرش المجد، والنّاظر الأعماق، غير المبدوء، غير المنظور، غير الموصوف، غير المدرَك، غير المستحيل، أبا ربِّنا يسوعَ المسيح، الإله العظيم والمخلِّص رجاءنا، الّذي هو صورة صلاحِك، وختمٌ مساوٍ لك في الرّسم، موضح في ذاته إِيّاك أيّها الآب. وهو الكلمةُ الحيّة الإلهُ الحقيقي والحكمة الأزليّة والحياة والتّقديس والقدرة والنّور الحقيقيّ، الّذي منه ظهرَ الرّوحُ القدس، روحُ الحقّ، وموهبةُ التبنّي، وعربون الميراثِ العتيد، وباكورةُ الخيراتِ الأبديّة، والقوّةُ المحيية، وينبوعُ التّقديس، الّذي منه تتأيّد كلُّ خليقة ناطقة وعقليّة، فتعبدك وترسل لك التّمجيد السّرمديّ، لأنّ البرايا عبيدك. فإنّها إياّك تُسبّحُ الملائكة، ورؤساءُ الملائكة، والكراسي، والرّبوات والرّئاساتُ والسّلطات والقوّاتُ والشّاروبيمُ الكثيرو العيون. وقد مثَلَ السّارافيم حولَك، للواحدِ ستّةُ أجنحة وللآخر ستّةُ أجنحة، بالإثنين يحجبون وجوهَهم، وبالإثنين يحجبون أرجلَهم، وبالإثنين يطيرون، ويصرخ الواحدُ نحو الآخر، بأفواهٍ لا تصمتُ، وتمجيدات لا تفتر: بتسبيح الظّفر، مترنّمينَ وهاتفينَ وصارخينَ وقائلين :

الجوقة: قدُّوسٌ، قدُّوسٌ، قدُّوسٌ ربُّ الصّباؤوت، السّماء والأرض مملوءتان من مجدك. أوصنّا في الأعالي، مباركٌ الآتي باسم الرّبّ، أوصنا في الأعالي.

الكاهن: أعطى تلاميذَهُ الرُّسلَ القديسين قائلاً: خذوا كلوا، هذا هو جسدي، الّذي يُكسرُ من أجلِكم، لمغفرةِ الخطايا.

الجوقة: آمين.

الكاهن: أعطى تلاميذَه الرُّسلَ القدّيسين قائلاً : إشربوا منها كُلُّكُم، هذا هو دمي الّذي للعهدِ الجديد، الّذي يهراقُ عنكم وعن كثيرين، لمغفرةِ الخطايا.

الجوقة: آمين. آمين.

الكاهن: الّتي لك ممّا لك، نقدّمها لك على كلِّ شيءٍ، ومن جهةِ كلِّ شيء .

الكاهن: لأجل هذا أيها السّيّدُ الكلّيُّ قدسُه، نجسرُ نحن أيضًا عبيدَك الخطأةَ غيرَ المستحقين، الّذين قد أُهّلنا أن نخدم مذبحَك المقدّس، لا بالنّظر إلى برِّنا (لأنّنا لمْ نصنعْ شيئًا صالحًا على الأرض)، بل بمجرَّد مراحِمِك ورأفاتِك الّتي أفضتَها علينا بسخاء، وندنوَ من مذبحِك المقدّس. وإذ وضعنا رسمَي جسدِ ودمِ مسيحِكَ المقدّسَين، نطلبُ إليك ونسأل منك، يا قدّوسَ القدّيسين، أنْ يَحِلَّ بمسرّةِ صلاحك روحُك القدّوسُ علينا، وعلى هذه القرابينِ الموضوعة، ويباركَها ويقدّسَها ويوضح:  أمّا هذا الخبزَ فجسدَ ربِّنا وإلهِنا ومخلّصِنا يسوعَ المسيح الكريمَ نفسَه.

الجوقة: آمين.

الكاهن: وأمّا ما في هذه الكأس فدمَ ربِّنا وإلهِنا ومخلّصِنا يسوعَ المسيح الكريمَ نفسَه.

الجوقة: آمين.

الكاهن: الّذي أهرِقَ من أجل حياةِ العالم آمين، آمين، آمين.

الجوقة: آمين، آمين، آمين.

إيّاك نسبّح، إيّاك نبارك، إيّاك نشكر يا ربّ، وإليك نطلب يا إلهنا.

الكاهن: وخاصّةَ من أجل الكلّيّةِ القداسةِ، الطّاهرةِ الفائقةِ البركاتِ المجيدة، سيّدتِنا والدةِ الإلهِ الدّائمةِ البتوليّةِ مريم.

الجوقة: إنّ البرايا بأسرها تفرح بكِ يا ممتلئةً نعمة، محافلَ الملائكةِ وأجناسَ البشر، أيّتها الهيكلُ المتقدّسُ والفردوسُ النّاطقُ فخرُ البتوليّة مريم، الّتي منها تجسّد الإله وصار طفلاً، وهو إلهنا قبل الدّهور. لأنّه صنع مستودعَكِ عرشًا، وجعلَ بطنَكِ أرحبَ من السّماوات. لذلك يا ممتلئةً نعمة، تفرحُ بكِ كلُّ البرايا وتمجّدُكِ .

الكاهن: أذكر يا ربُ أوّلاً أبانا ورئيسَ كهنتِنا أفرام وهَبه لكنائسِك المقدّسة، بسلام صحيحًا، مكرّمًا، معافًا، مديد الأيّام، قاطعًا باستقامةٍ كلمةَ حقِّك .

الجوقة: آمين.

الكاهن: والخاطرين في فكر كلّ واحدٍ من الحاضرين، جميعَهم وجميعَهنَ.

الجوقة: جميعَهم وجميعَهنَ.

الكاهن: وأعطنا أن نمجّد ونسبّح بفم واحد وقلب واحد اسمك الكلّيّ الإكرام والعظيم الجلال، أيّها الآب والابن والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

الكاهن: لتكن مراحم الإله العظيم ومخلّصنا يسوع المسيح معكم جميعًا.

الجوقة: ومع روحك.

الكاهن: بعد ذكرنا جميع القدّيسن أيضًا وأيضًا بسلام إلى الرّبّ نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم (بعد كلّ طلبة).

الكاهن:

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: وأهّلنا أيّها السّيّد أن نجسرَ بدالّةٍ على أن ندعوَكَ أبًا غير مدانين، أيّها الإله السّماويُّ، ونقول:

الجوقة: أبانا الّذي في السّماوات. ليتقدّس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السّماء كذلك على الأرض. خبزنا الجوهريّ أعطنا اليوم. واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه. ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجّنا من الشّرّير.

الكاهن: لأنّ لك الملكَ والقوّة والمجد، أيّها الآبُ والابنُ والرّوحُ القدس، الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدّاهرين .

الجوقة: آمين.

الكاهن: السّلامُ لجميعِكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: لنحنِ رؤوسَنا للرّبّ.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: أيّها السّيّد الرّبّ أبو الرأفات وإلهُ كلّ تعزية، بارك الّذين حنوا لك رؤوسهم. قدِّسهم واحفظهم وحصّنهم وقوّهم. أبعدهم عن كلّ عمل خبيث، وضُمَّهُم بكل عمل صالح. واجعلهم مستحقّين أن يشتركوا في أسرارك هذه الطّاهرة المحيية بلا دينونة، لغفران الخطايا ولشركة الرّوح القدس .بنعمةِ ورأفاتِ ابنِك الوحيدِ ومحبّتِه للبشر، الّذي أنت مباركٌ معه ومع روحِك الكلّيّ قدسُه الصّالحِ والصّانع الحياة الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدّاهرين .

الجوقة: آمين.

الكاهن: بروسخومن، القدساتُ للقدّيسين.

الجوقة: قُدُّوسٌ واحِدٌ، رَبٌّ واحِدٌ، يسوعُ المسيح لمجد الله الآب، آمين.

القارئ:


الكاهن: بخوف الله وإيمانٍ ومحبّة تقدّموا.

الجوقة: الله الرّبّ ظهر لنا مباركٌ الآتي باسم الرّبّ.

الكاهن: خلّصْ يا الله شعبَك وباركْ ميراثك.

الجوقة: أذكرنا نحن أيضًا أيّها المتحنن كما ذكرتَ اللّصّ في ملكوتِ السّمواتِ.


الختام

الكاهن: تبارك الله إلهُنا، كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

الكاهن: إذ قد تناولنا أسرار المسيح الإله المقّدسة الطّاهرة غير المائتة، السّماويّة المحيية الرّهيبة، فلنستقم ونشكر الرّبَّ حقّ الشّكر. أعضد وخلّص وارحم واحفظنا يا لله بنعمتك .بعد أن نسأل أن يكونَ نهارُنا كلُّه كاملاً مقدّسًا سلاميًا وبلا خطيئة، لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلَّ حياتِنا للمسيحِ الإله.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: لأنّك أنت هو تقديسُنا، ولك نرسل المجد، أيّها الآبُ والابنُ والرّوحُ القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

الكاهن: لنخرج بسلام. إلى الرّبّ نطلب

الجوقة: يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم، باسم الرّبّ بارك يا آب.

الكاهن: أيّها المسيح المتقبّل هذه الذّبيحة النّاطقة غير الدّمويّة من الّذين يدعونك من كلّ قلوبهم ذبيحة تسبيح وعبادة مرضيّة، يا حمل الله وابنه الرّافع خطيئة العالم، أيّها العجل البريء من العيب وغير القابل نير الخطيئة والمذبوح من أجلنا طوعًا، الّذي يتجزّأ ولا ينقسم، ويؤكَل ولا ينفد أبدًا بل يقدّس الّذين يأكلونه، يا مَن لتذكار آلامك الطّوعيّة وقيامتك المحيية الثّلاثيّة الأيّام جعلتنا شركاء في أسرارك السّماويّة الرّهيبة المتعذّر النّطق بها، وهي جسدك المقدّس ودمك الكريم، إحفظنا بتقديسك نحن عبيدك الخادمين، وحكّامنا المؤمنين، والجند المحبّ المسيح، والشّعب الواقف حولنا، وأعطنا أن نهذّ ببرِّك في كلّ آن وزمان، حتّى إذا اهتدينا إلى إرادتك وعملنا بما يرضيك، نستحقّ الوقوف عن يمينك حتّى تأتي لتدين الأحياء والأموات. أنقذ إخوتنا الّذين في السّبي، إفتقد الّذين في الأمراض، دبّر الّذين في شدائد البحر، وأرح نفوس الّذين تُوُفُّوا على رجاء الحياة الأبديّة حيث يشرق نور وجهك، واستجب لجميع الطّالبين معونتك لأنّك أنت المانح الخيرات وإليك نرسل المجد مع أبيك الّذي لا بدء له وروحك الكلّيّ القدس الصّالح والمحيي الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين .

الجوقة: آمين. ليكن اسمُ الرّبِّ مبارَكًا، مِنَ الآنَ وإلى الدّهر (ثلاثًا).

الكاهن: إلى الرّبّ نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم.

الكاهن: بركةُ الرّبِّ ورحمتُه تحلاّنَ عليكم، بنعمتِه الإلهيّةِ ومحبّتِه للبشر، كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

الكاهن: المجد لك أيّها المسيح إلهنا المجد لك. أيّها المسيح إلهنا الحقيقيّ، يا من قام من بين الأموات لأجل خلاصنا، بشفاعة أمّكَ القدّيسة الكلّيّة الطّهارة والبريئة من كلِّ عيب، سيّدَتنا والدةَ الإله، الدّائمةَ البتوليّةِ مريمَ، وبقوّة الصّليب الكريم المحيي، وبطلباتِ القوّاتِ السّماويّةِ المكرّمةِ العادمةِ الأجساد، والنّبيّ الكريم السّابق المجيد يوحنّا المعمدان، والقدّيسين المشرّفين الرسل الكلّيّ مديحهم، والقدّيسين المجيدين الشّهداءِ الحسني الظّفر، وآبائنا الأبرار المتوشّحين بالله، وأبينا الجليل في القدّيسين باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصريّة كابدوكيا كاتب هذه الخدمة الشّريفة، والقدّيس جاورجيوس اللابس الظّفر صاحب هذه الكنيسة المقدّسة، والقدّيسَيْن الصّديقَيْن جدّي المسيح الإله يواكيم وحنة، وجميع قدّيسيك، ارحمنا وخلّصنا بما أنّك صالح ومحبٌّ للبشر.

بصلواتِ آبائِنا القدّيسين، أيّها الرّبُّ يسوعُ المسيحُ إلهُنا، ارحمنا وخلّصنا.

الجوقة: آمين.