صلاة المديح

(الأسبوع الثّالث) (pdf)

الكاهن : تبارك اللهُ إلهنا كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى داهر الدّاهرين.

الشّعب: آمين.

الكاهن: المجدُ لكَ يا إلهَنا المجدُ لك.

أيُّها الملكُ السَّمَاويُّ، الـمُعزِّي، روحُ الحقِّ، الحاضرُ في كلِّ مكانٍ والمالئُ الكُلَّ، كنزُ الصّالحاتِ، وَرازِقُ الحياةِ، هَلُمَّ واسكُنْ فينا وَطهِّرْنا من كلِّ دنسٍ، وخلّص أيّها الصَّالحُ، نفوسَنا.


الشّعب:


الكاهن: لأنَّ لكَ الـمُلكَ والقدرةَ والمجدَ، أيّها الآبُ والابنُ والرّوحُ القدسُ، الآن وكلَّ أوان وإلى دهرِ الدّاهرين.

الشّعب: آمين.



المزمور الخمسون

إرحمني، يا الله، كعظيم رحمتك، وكمثل كثرة رأفتك امح مآثمي.

إغسلني كثيرًا من إثمي ومن خطيئتي طهّرني.

فإنّي أنا عارف بإثمي، وخطيئتي أمامي في كلّ حين.

إليك وحدك أخطأت والشّرّ قدّامك صنعت.

لكي تصدق في أقوالك وتغلب في محاكمتك.

هاءنذا بالآثام حُبل بي، وبالخطايا ولدتني أمّي.

لأنّك قد أحببت الحقّ، وأوضحت لي غوامض حكمتك ومستوراتها.

تنضحني بالزّوفى فأطهر. تغسلني فأبيَضُّ أكثر من الثّلج.

تسمعني بهجة وسرورًا، فتبتهج عظامي الذّليلة.

إصرف وجهك عن خطاياي وامح كلّ مآثمي.

قلباً نقيًّا أخلق فيّ، يا الله، وروحًا مستقيمًا جدّد في أحشائي.

لا تطرحني من أمامِ وجهك، وروحُك القدّوس لا تنزعه منّي.

إمنحني بهجة خلاصك، وبروح رئاسيّ اعضدني.

فأعلّم الأثمة طرقك، والكفرة إليك يرجعون.

نجّني من الدّماء، يا الله، إله خلاصي، فيبتهج لساني بعدلك.

يا ربّ، افتح شفتيَّ، فيخبر فمي بتسبحتك.

لأنّك لو آثرت الذّبيحة، لكنت الآن أعطي. لكنّك لا تُسرّ بالمحرقات.

فالذّبيحة لله روح منسحق. القلب المتخشّع المتواضع لا يرذله الله.

أصلح، يا ربّ، بمسرّتك صهيون، ولتُبن أسوار أورشليم.

حينئذ تسرّ بذبيحة العدل قربانًا ومحرقات.

حينئذ يقرّبون على مذبحك العجول. 


المزمور التّاسع والسّتّون

أللَّهُم أصغِ إلى معونتي، يا ربُّ أسرِعْ إلى إغاثتي.

ليخزَ ويخجل الّذين يطلبون نفسي.

ليرتدَّ إلى الوراءِ ويــخــزَ الّذين يبتغون لِيَ الشّرّ.

وليعُد في الحِين خازين القائلون لي نِعِمّا نِعِمّا.

وليبتهج ويفرَح بِكَ جميع الّذين يَلتَمسونَكَ يا اللهُ، وليَقُل في كلِّ حينٍ الّذين يحبّون خلاصِكَ: "لِيَتَعظّم الرّبّ".

أمّا أنا فمسكينٌ وفقير، اللهمَّ، أَعِنِّي. مُعيني ومُنقِذِي أنتَ ياربُّ، فلا تُبطئ.


المزمور المئة والثّاني والأربعون

يا ربّ استمع صلاتي وأنصت بحقّك إلى طلبتي.

استجب لي بعدلك ولا تدخل في المحاكمة مع عبدك فإنّه لن يتزكّى أمامك كلّ حيٍّ.

لأنّ العدوّ قد اضطهد نفسي وأذلّ في الأرض حياتي وأجلسني في الظّلمة مثل الموتى منذ الدّهر،

وأضْجر عليّ روحي واضطرب قلبي في داخلي.

تذكّرتُ الأيّام القديمةَ وهذذتُ في كلّ أعمالك وتأمّلتُ في صنائع يديك.

بسطت يديّ إليك ونفسي لك كأرض لا تُمطر.

أسرع فاستجب لي يا ربّ فقد فنيت روحي.

لا تصرف وجهك عنّي فأشابه الهابطين في الجبّ.

إجعلني في الغداة مستمعًا رَحمَتَكَ فإنّي عليك توكّلت.

عرّفني يا ربّ الطّريقَ الّذي أسلُك فيه فإنّي إليكَ رفعت نفسي.

أنقذني من أعدائي يا ربّ فإنّي قد لجأت إليك.

علّمني أن أعملَ مرضاتك لأنّك أنتَ إلهي.

روحُكَ الصّالح يَهديني في أرض مستقيمة.

من أجل اسمك يا ربّ تحييني.

بعدلك تخرج من الحزن نفسي.

وبرحمتك تستأصل أعدائي.

وتهلك جميع الّذين يحزنون نفسي لأنّي أنا عبدك.


المجدلة  الصغرى

المجد لله في العلى، وعلى الأرض السّلام، وفي النّاس المسرّة.

نسبّحك نباركك، نسجد لك نمجّدك، نشكرك لأجل عظيم جلال مجدك.

أيّها الرّبّ الملك، الإله السّماويّ، الآب الضّابط الكلّ، أيّها الرّبّ الابن الوحيد يسوع المسيح، ويا أيّها الرّوح القدس.

أيّها الرّبّ الإله، يا حمل الله، يا ابن الآب، يا رافع خطيئة العالم ارحمنا يا رافع خطايا العالم.

تقبّل تضرّعنا أيّها الجالس عن يمين الآب وارحمنا.

لأنّك أنت وحدك قدّوس، أنت وحدك الرّبّ يسوع المسيح، في مجد الله الآب، آمين.

في كلّ يوم أباركك، وأسبّح اسمك إلى الأبد وإلى أبد الأبد.

يا ربّ ملجأ كنت لنا في جيل وجيل، أنا قلت يا ربّ ارحمني واشف نفسي لأنّي قد خطئت إليك.

يا ربّ إليك لجأت فعلّمني أن أعمل رضاك، لأنّك أنت إلهي.

لأنّ من قبلك عين الحياة، وبنورك نعاين النّور. فابسط رحمتك على الّذين يعرفونك.

أهّلنا يا ربّ أن نحفظ في هذه الليلة بغير خطيئة.

مبارك أنت يا ربّ إله آبائنا ومسبّح وممجّد اسمك إلى الأبد، آمين.

لتكن يا ربّ رحمتك علينا كمثل اتّكالنا عليك.

مبارك أنت يا ربّ علّمني وصاياك.

مبارك أنت يا سيّد فهّمني حقوقك.

مبارك أنت يا قدّوس أنرني بعدلك.

يا ربّ رحمتك إلى الأبد، وعن أعمال يديك لا تعرض.

لك ينبغي المديح، بك يليق التّسبيح، لك يجب المجد، أيّها الآب والابن والرّوح القدس الآن وكلّ أوان، وإلى دهر الدّاهرين، آمين.


دستور الإيمان

أُؤمِنُ بإلهٍ واحدٍ، آبٍ ضابطِ الكُلِّ، خَالِقِ السّماءِ والأرضِ، كُلِّ ما يُرَى وما لا يُرَى؛ وبِرَبٍّ واحدٍ يسُوعَ المسيحِ، ابنِ اللهِ الوحيد، المولودِ من الآبِ قبلَ كُلِّ الدهورِ، نورٍ من نورٍ، إلهٍ حقٍّ من إلهٍ حقٍّ، مولودٍ غَيْرِ مخلوقٍ، مساوٍ للآبِ في الجوهرِ، الّذي به كان كلُّ شيءٍ، الّذي من أجْلِنا نحنُ البَشَر، ومن أجلِ خلاصِنا، نَزَلَ من السّماءِ وتجسَّدَ من الرّوحِ القدسِ ومن مريمَ العذراءِ، وتأنَّس، وصُلِبَ عنَّا على عهدِ بيلاطس البُنطيّ، وتألَّمَ وقُبِرَ، وقَامَ في اليومِ الثّالثِ على ما في الكتُبِ، وصَعِدَ إلى السّماءِ، وجَلَسَ عن يمينِ الآبِ، وأيضًا يَأتي بمجْدٍ ليَدينَ الأحياءَ والأموات، الّذي لا فَنَاءَ لِـمُلْكِه؛ وبالرُّوحِ القُدسِ، الرَّبِّ، الـمُحْيي، الـمُنْبَثِقِ من الآبِ، الّذي هو مع الآبِ والابنِ مَسجُودٌ له ومُـمَجَّدٌ، النَّاطِقِ بالأنبياءِ؛ وبكنيسةٍ واحدةٍ، جامعةٍ، مُقَدَّسةٍ، رسوليَّةٍ. وأعْتَرِفُ بمعموديّةٍ واحدةٍ لـمغفِرَةِ الخطايا. وأترجَّى قيامةَ الموتى، والحياةَ، في الدهرِ العتيد، آمين.

 

بِواجبِ الاستئهال حَقًّا نُغَبِّطُ والدةَ الإلهِ الدّائمةَ الطُّوبــى البَريئةَ من كلِّ العيوب، أُمَّ إلهِنا. يا مَنْ هي أكْرَمُ مِنَ الشّاروبيم، وأرْفَعُ مجدًا بغير قياسٍ مِنَ السّارافيم. يا مَنْ بغير فسادٍ وَلَدَت كلمة اللهَ، وهي حقًّا والدةُ الإلهِ، إيَّاكِ نُعَظِّمُ.


الأودية الأولى

أَفتَحُ فَمي فَيَمتَلىءُ روحًا، وأُبدي قَولاً فائِضًا، نحو الأُمِّ الـمَلِكَة، وأظهر معيّدًا للموسِمِ بابْتِهاجٍ، وأَتَرَنَّـمُ بعَجائِبِها مَسرورًا .


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

لَمَّا شاهَدَكِ رَئيسُ الـمَلائِكَةِ العَظيمُ يا نَقيَّة، أنَّكِ مِصْحَفٌ لِلْمَسِيحِ مُتَنَفِّسٌ مَـخْتُومٌ بالرُّوح، هَتَفَ نحوَكِ قائلاً: إِفرَحي يا مَسْكِنَ الفَرَحِ وَالسُّرُور، يا مَنْ بِها تَنحَلُّ لَعنَةُ الأُمِّ الأُولى .


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

إِفرَحي أيّتها العَذراءُ عَروسُ اللَّه، يا إِصلاحَ آدَم وَتَقْوِيـمَهُ، إِفرحي يَا إِماتَةَ الجَحيمِ، إِفرَحي يا بَريئَةً مِنْ كُلِّ عَيب. إفرحِي يا بَلاطًا لِلمَلِكِ الوحيد. إِفرَحي يا عَرشًا ناريًّا للضَّابِطِ الكُلّ.


المجدُ للآبِ والابنِ والرّوحِ القدس.

السّلامُ عليكِ يا مَنْ وَحدَها أَنْبَتَتِ الوَردَةَ العادمةَ الذُّبُول. إِفرَحي يا مَنْ وَلَدَتِ التُّفاحَةَ الذّكِيَّةَ العَرْفِ لِمَشَامِّ مَلِكِ الكُلّ. إِفرَحي يا مَنْ لَـم تَعْرِفْ زواجًا. السَّلامُ عليكِ يا خَلاصَ العالَـم .


الآنَ وكلَّ أَوانٍ، وإلى دهرِ الدّاهرين، آمين.

إِفرَحي يا ذَخِيرَةَ النَّقاوَة. إِفْرَحِي يا مَنْ بِها نَـهَضْنا مِنْ سَقطَتِنا. إِفرَحي أَيَّتُها السَّيِّدَةُ، يا سَوسَنًا لذِيذَ التَّنَسُّمِ، مُعَطِّرًا الـمُؤمِنين، وَبَخورًا ذَكيَّ الرَّائِحَة، وطيبًا جَزِيلَ الثَّمَن.


الأودية الثّالثة

يا والِدَةَ الإِله، بما أنّكِ اليَنبوعُ الحَيُّ الـمُتدفَّقُ بسخاءٍ، وَطِّدينا نحن الـمُنشدين تَسابيحَكِ، الـمُلتَئِمينَ محفلاً روحيًّا، وفي مَجدِكِ الإِلهيّ، أَهِّلينا لأَكاليلِ الـمَجد والشّرف.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

إِفْرَحِي أَيَّتُهَا السّيِّدَة، يا مَنْ أَفْرَعَتِ السُّنبُلَةَ الإِلهيَّة بِوُضُوحٍ، كَحَقْلَةٍ غَيْرِ مَفْلُوحَةٍ. إِفرَحي أَيَّتُهَا الـمَائِدَةُ الـمُتَنَفِّسَة الَّتِي وَسِعَتْ خُبزَ الحَياة. إِفرَحي يا يَنبوعَ الماءِ الحَيِّ الَّذِي لا يَفْرَغ.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا العِجْلةُ الَّتِي وَلَدَتْ لِلمُؤمِنينَ العِجْلَ البَرِيءَ مِنَ العُيُوب. إِفرَحي أَيَّتُهَا النَّعجَةُ، الَّتِي حَـمَلَتْ حَمَلَ اللَّهِ الرَّافِعَ خَطَايَا العالَمِ بأَسرِهِ. إِفرَحي يا اغْتِفَارًا حَارًّا.


المجدُ للآبِ والابنِ والرّوحِ القدس.

إِفرَحي يا صُبحًا مُنِيرًا، يا مَنْ وَحدَها جَلَبَتْ لَنا الـمَسيحَ الشَّمس. السَّلامُ عَليكِ يا مَسكِنَ الضَّوْء. إِفرَحي يا مُزيلَةَ الظَّلام، ومَاحِقَةً قتامَ الجِنِّ الـمُدْلَهِمَّ بِالكُلِّيَّة.


الآنَ وكلَّ أَوَانٍ، وإلى دهرِ الدّاهرين، آمين.

إِفرَحي أَيَّتُهَا البَابُ وَحْدَكِ، الَّذِي فِيهِ اجتازَ كَلِمَةُ اللهِ وَحدَهُ. إِفرحِي يا مَنْ سَحَقَتْ بِـمَوْلِدِهَا أَبوابَ الجَحيمِ وأَمخالَهُ، إِفرَحي يا دُخُولَ الـمُخَلَّصين الإِلهِيّ. السَّلامُ عليكِ أَيَّتُهَا السَّيِّدَة ذاتُ كلِّ تسبيح.


الأودية الرّابعة

إِنَّ يَسوعَ الفائقَ التَّألُّه، الجالِسَ بــمَجدِ على سُدّةِ اللاهوت، قَدْ وَرَدَ على سحابةٍ خفيفة، وخَلَّصَ بِقَبضَتِهِ غَيرِ الفاسِدَة، الصَّارِخينَ نحوَهُ: الـمَجدُ لِقُدرَتِكَ أَيُّها المسيح .


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

نَهْتِفُ إِلَيْكِ بأَصْوَاتِ النَّشَائِد، بِإِيمان، يا ذَاتَ كُلِّ تَسْبيحٍ قائلين: السَّلامُ عليكِ يا جَبَلاً سَـمينًا مُـجَبَّنًا بِالرُّوح. إِفرَحي أيَّتها الـمَنارَةُ والجَرَّةُ الحاوِيةُ الـمَنّ، الـمُحَلِّيَ حَواسَّ الحَسَنِي العبادة.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

السَّلامُ عليكِ أيَّتها السَّيِّدَةُ الطّاهِرَة، يا اغتفارَ العالمِ. إِفرَحي أيَّتُها السُّلَّمُ الـمُصْعِدَةُ الكُلَّ، بالنِّعمةِ، مِنَ الأَرضِ إِلى السَّماء. إِفرَحي يا جِسرًا ناقِلاً بالحَقيقَة، مِنَ الـمَوتِ إِلى الحَياة، جَميعَ الَّذِين يُسَبِّحُونَكِ.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

إِفرَحي أيَّتُها الطَّاهرة، يَا مَنْ هِيَ أرفعُ سُـمُوًّا مِنَ السَّماوات. إفرحي يا مَنْ حَمَلَتْ في أحشَائِهَا أَساسَ الأَرض مِنْ غيرِ مَشَقَّةٍ. السَّلامُ عليكِ يا حَلَزُونَةً قد صَبَغَتْ من دِمائِها بِرفيرةً إلهيَّةً لِمَلِكِ القُوَّات .


المجدُ للآبِ والابنِ والرّوحِ القدس.

السَّلامُ عليكِ أَيَّتُها السَّيِّدَة، الَّتِي وَلَدَتْ واضِعَ النَّاموس، الَّذِي يَمحُو آثامَ الكُلِّ مَجَّانًا. إفرحي يا عُمقًا لا يُدرَك، وعُلُوًّا لا يوصَف. إفرحي يا مَنْ لَم تَعْرِفْ زواجًا، الَّتِي بِـهَا تَأَلَّـهْنا.


الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدّاهرين، آمين.

أيَّتها البتولُ، إيَّاكِ نُسَبِّحُ، يا مَنْ ضَفَرَتْ للعالَم، الإكليلَ الَّذِي لَـمْ تَضْفِرْهُ يَدٌ، هاتفينَ نَحوَكِ: إِفرَحي يا حِصْنًا وسُورًا وثَبَاتًا، ومَلجَأً شَريفًا لِلجَميع .


الأودية الخامسة

أيّتها البتول الَّتي لَمْ تَعرِفْ زَواجًا، إِنَّ البَرايا بأسرها قد انْذَهَلَتْ مِنْ مَجدِكِ الإِلهيّ، لأنَّكِ حَمَلْتِ في حَشاكِ إِلهَ الكُلّ ووَلَدْتِ الابْنَ غير الـمَحدودِ في زَمَن، ومنحتِ الخَلاص لجميع الَّذين يُسَبِّحُونَكِ.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

إِفرحي أيَّتُهَا البَرِيئَةُ مِن كُلِّ عَيب، يا مَنْ وَلَدَتْ طَريقَ الحَياة، وخَلَّصَتِ العالَمَ مِنْ طوفانِ الخَطيئَة. السَّلامُ عليكِ يا عَروسَ اللَّه. إفرحي يا سَـمَاعًا رَهِيبًا، وخطابًا مَـخُوفًا. السَّلامُ عليكِ يا مَنْزِلاً لسَيِّدِ الخَليقَة.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

السَّلامُ عليكِ أَيَّتُها الطَّاهِرَة، يا قُوَّةَ البَشَرِ وثَبَاتَهُمْ، والـمَكانَ الـمُقَدَّسَ للمَجْدِ، وإِماتَةَ الجَحيم، والخِدرَ الكُلِّيَّ الضِّيَاء. إِفرَحي يا فَرَحَ الـمَلائِكَة. السَّلامُ عليكِ يا مَعُونَةَ الطَّالبينَ إِلَيكِ بإِيمان.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

إِفرحي أَيَّتُها السَّيِّدَة، الـمَركَبَةُ ذَاتُ الصُّورَةِ النَّارِيَّةِ لِلكَلِمَة؛ يا فِردَوْسًا مُتَنَفِّسًا، حاوِيًا في وَسَطِهِ الرَّبَّ عودَ الحَياة، الَّذي حَلاوَتُهُ تُحيي السَّاقطِينَ فِي الفَسَاد، إِذا تَناوَلوا مِنهُ بإِيمان .


المجدُ للآبِ والابنِ والرّوحِ القدس.

نحن الَّذِينَ تَأَيَّدْنا بِقُوَّتِك، نَـهْتِفُ إليكِ بِإِيمان قائلين: إِفرَحي يا مَدينَةَ مَلكِ الكُلّ، الَّتي فيها قيلَتْ الـمَدائِحُ الواجِبُ سَـمَاعُهَا بِوُضُوحٍ، أيَّتُهَا الجبَلُ غَيْرُ الـمُنْقَطِع. السَّلامُ عليكِ يا عُمْقًا لا قرارَ له أصلاً.


الآنَ وكلَّ أوانٍ، وإلى دهرِ الدّاهرين، آمين.

السَّلامُ عليكِ أَيَّتُها الطَّاهِرَة، الـمَسْكِنُ الرَّحبُ الَّذِي لِلكَلِمَة، والصَدَفَةُ الَّتِي أبرَزَتِ اللُّؤْلُؤَةَ الإِلهيَّة. إِفرَحي يا والِدَةَ الإِله، الأعجوبَةَ الكُلِّيَّةَ الَّتِي صَالَحَتْ مع اللَّهِ كُلَّ الَّذينَ يُغبِّطونَها دائِمًا .


الأودية السّادسة

هَلُمّوا أيّها الـمُتَأَلِّهو العُقول، لِنُصَفِّقُ بالأَيدي، مُقيمينَ هذا العيدَ الإِلهيَّ الكُلِّيَّ الإِكرام، الّذي لوالدة الإله، ونُمَجِّدُ الإِلهَ الَّذي وُلِدَ مِنها .


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

إِفرَحي يا خِدْرًا لِلكَلِمَة برِيئًا منَ الدَّنَس، وعِلَّةَ تَأَلُّهِ الكُلِّ؛ يا كُلِّيَّةَ الطَّهَارَةِ وكرزَ الأنبياء. السَّلامُ عليكِ يا جمالَ الرُّسُلِ وزينَتَهُم .


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

لَقَد قَطَرَ مِنكِ النَّدَى، الَّذِي أَخمَدَ لَهيبَ كثرَةِ الآلِهة، لِذلِكَ نَهتِفُ إليكِ قائلين: إِفرَحي أيَّتها البتولُ الـجَزَّةُ الـمُنَدَّاة، الَّتي سَبَقَ "جِدْعَوْنُ " فَعايَنَهَا قديمًا.


المجدُ للآبِ والابنِ والرّوحِ القدس.

ها إِنَّنَا نَهتِفُ نحوكِ بالسَّلامِ، فَكوني لَنا ميناءً وملجَأً، نَحنُ الغارقينَ في بحرِ الأحزانِ، وشكُوكِ الـمُحارِبِ، ومعاثِرِهِ بأَسرِها.


الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدّاهرين، آمين.

يا عِلَّةَ الفَرَحِ، أنعمِي على فِكرِنا، لِنَصرُخَ إليكِ: إِفرَحي أيَّتُها العَوْسَجَةُ غَيرُ الـمُحتَرِقَة، والسَّحَابَةُ الكُلِّيَّةُ الضِّيَاءِ، الَّتِي تُظَلِّلُ الـمُؤمِنينَ دائمًا.


الأودية السّابعة

إِنَّ الفتية الـمُـــتَــأَلِّـهي العُقول، لَـمْ يَعبُدوا الخَليقَةَ دون الخالِقَ، بل وطِئُوا وَعيدَ النَّار بشَجاعَةٍ، فرَتَّلوا فَرِحين: أَيُّها الفائِقُ التَّسبيح، مُبارَكٌ أَنتَ يا إِلهَ آبائِنا.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

نهتِفُ نحوكِ بالتَّسَابِيحِ قائِلين: إِفرَحي يا مَركَبَةً للشَّمْسِ العقلِيَّةِ، يا كَرمَةً حَقيقيَّةً قد أَيْنَعَتِ العُنقودَ البالِغ، القاطِرَ الخَمرَةَ الـمُفَرِّحَةَ نُفوسَ الَّذِينَ يُمجِّدُونَكِ بإِيمانٍ .


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

إِفرَحي يا عروسَ الله، يَا مَنْ ولَدَت شافِيَ البَشَر. إِفْرَحِي أيَّتُهَا العصا السِّرِّيَّةُ الـمُفْرِعَةُ الزَّهْرَةَ الَّتِي لا تَذبُل. إِفرَحي أيَّتُهَا السَّيِّدة، الَّتِي بِها نَـمْتَلِىءُ فَرَحًا، ونَرِثُ الحَياة .


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

أَيَّتُها السَّيِّدَة، إنَّ ألسِنَةَ الخُطَبَاءِ الفصيحَة تُقَصِّرُ عجزًا عن التَّحدُّثِ فِي تسَابِيحِكِ، لأَنَّكِ سَمَوْتِ على السّارافيم، بِـمَوْلِدِكِ المسيحَ الـمَلِك. فإِلَيهِ ابْتَهِلي، أَنْ يُنقِذَ الآنَ مِنْ كُلِّ مَضَرَّةٍ السَّاجِدينَ لَكِ بإِيمان .


المجدُ للآبِ والابنِ والرّوحِ القدس.

أيَّتُهَا النَّقِيَّةُ، إنَّ الأَقطارَ تمدَحُكِ، مُغَبِّطَةً إيَّاكِ وصَارِخَةً نَحْوَكِ: افرَحي أيَّتُهَا الدَّرْجُ الَّذِي فيهِ رُقِمَتِ الكَلِمَةُ بإِصبَعِ الآب. فإِلَيهِ ابْتَهِلي يا والِدَةَ الإِله، أَنْ يَكتُبَ عَبيدَكِ، في مِصْحَفِ الحَياة .


الآنَ وكلَّ أوانٍ، وإلى دهرِ الدّاهرين، آمين.

يا والِدَةَ الإلهِ النَّقِيَّة، إنَّنَا نَبتَهِلُ إليكِ نَحنُ عَبيدَكِ، ونَحني رُكبَةَ قَلبِنا، فأَميلي أُذُنَكِ، وخَلِّصينا نَحنُ الغارِقِينَ في بَحْرِ الأحزان، واحْفَظي مَدِينَتك، مِنْ جَميعِ غَوَائِلِ الأَعداء.


الأودية الثّامنة

إنّ مولدَ والدةِ الإلهِ قد حفِظ الفتيةَ الأطهارَ في الأَتُّون سالمين. إذ كان حينئذٍ مرسومًا وأمّا الآن فقد حَصَلَ مفعولاً. فهو يُنهِضُ المسكونَةَ بأسرِها إلى التّرتيل هاتفة: سَبِّحوا الرَّبّ، يا جميع أعمَالِه، وزيدوهُ رفعةً مدى الدُّهُور.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

أيّتها النّقيّةُ، لقد قبلتِ في حشاكِ الكلمةَ، وحمَلتِ الضَّابِطَ الكُلَّ، وغذَّيتِ باللَّبنِ الـمُغَذِّي بِإِشَارَتِهِ كُلَّ المسكونة، الَّذِي نرتِّلُ لهُ هاتفين: سَبِّحوا الرَّبَّ يا جميع أعمَالِه، وزيدوهُ رفعةً مدى الدّهور.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

أيّتها البتولُ القدّيسة البريئَةُ منَ الفساد، إنَّ موسى أدرَكَ في العُلَّيقةِ سِرَّ مَوْلِدِكِ العظيم؛ والفتيةَ سَبَقوا فَرَسَـمُوا ذلك بأجَلى بيان، بانتصابِهم في وسَطِ النّارِ، وعدمِ احتراقِهم؛ لذلك نُسَبِّحُكِ مدى الدّهور.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

أيّتها الفتاةُ مَسكَنُ النّورِ، إنَّنا نحن الَّذِينَ تعرَّينا بالخديعةِ قديمًا، قد تَسَرْبَلْنا بـمَوْلِدِكِ حُلَّةَ عدمِ الفسادِ؛ والجالسين في ظلامِ السَّقطات قد أَبْصَرْنَا النُّورَ؛ لذلك نسبِّحكِ مدى الدّهور.


المجدُ للآبِ والابنِ والرّوحِ القدس.

أيّتها البتولُ، إنَّ الأمواتَ بكِ تَحْيا، لأنَّكِ وَلَدْتِ الحياةَ ذاتَ الأُقْنُوم، وَالعادِمِي التَّكَلُّمِ بدءًا يَصِيرُونَ حَسَنِي النُّطْق؛ والبُرْصَ يَطْهُرونَ؛ والأمراضَ تُطْرَدُ مُقْصَاةً؛ وزُمْرَةَ الأرواحِ الَّتِي في الجَوِّ تُغْلَبُ مُنْهَزِمَة بكِ، يا خلاصَ البشرِ.


الآنَ وكلَّ أوانٍ، وإلى دهرِ الدّاهرين، آمين.

إفرحي، أيّتها النّقيّةُ الكلِّيَّةُ البركاتِ الَّتِي ولدتِ الخلاصَ للعَالم، يَا مَنْ بِهَا ارْتَقْيَنا من الأرضِ إلى العُلَى، إفرحي يا سِترًا وثباتًا وسُورًا وحِصْنًا للمرتِّلين: سَبِّحوا الرَّبَّ، يا جميع أعمَالِه، وزيدوه رفعةً مدى الدّهور.


الأودية التّاسعة

كلُّ الأرضِيّين فَلْيَـبـتـهِحوا بالرّوُحِ حاملين المصابيح. وطبيعة العقليِّين غير الهيوليّين فَلْتَحْتَفِلْ معًا، مُعَيِّدةً لِمَوْسِم أُمِّ الإلهِ الشَّريفِ وهاتِفَة: إفرحي، يا والدةَ الإلهِ النَّقيّة، الدّائمَةَ البَتُوليَّة، والكُلِّيَّةَ الطُوبَى.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

أيَّتُها الفَتَاةُ أنقذينا من التّجارب والسَّبْيِ البَرْبَرِيِّ، ومِنْ كُلِّ ضربَةٍ أُخْرَى وارِدَةٍ إلينَا، نحن البشر الخاطئِين، لكي نصرخُ إِليكِ بالسّلامِ نحنُ الـمُؤمِنين الَّذِين بك صرنا مشاركينَ الفَرَحَ السَّرْمَديّ.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

لقد ظهرْتِ لنا أيَّتُها النّقيَّةُ استنارةً وتثبيتًا، لذلِكَ نَهْتِفُ إليك قائلين: إفرحي يا كوكبًا لا يَغرُب مُدْخِلاً إلى العالمِ الشَّمْسَ العظيمةَ. السَّلامُ عليكِ يا مَنْ فَتَحَتْ عَدْنَ الـمُغْلَقَة. إفرحي، يا عَمُودًا ناريًّا مُدْخِلاً البَشَرَ إلى الحياةِ العُلْويَّةِ.


أيّتها الفائقُ قدسُها والدةُ الإلهِ خلِّصينا.

لِنَنْتَصِبْ بِوَرَعٍ في بيتِ إلهِنا، ونهتف قائلين: السَّلامُ عليكِ يا سيّدةَ العالمِ. السَّلامُ عليكِ يا مَرْيَمُ سيِّدَتَنا أجمعين. إفرحي، يا مَنْ هِي وَحْدَهَا جميلةٌ في النِّساءِ وبريئةٌ من العيب. السَّلامُ عليكِ يا إناءً مُتَقَبِّلاُ فيهِ الطِّيبَ الّذي لا يفرَغ الَّذِي انْسَكَبَ عليكِ.


المجدُ للآبِ والابنِ والرّوحِ القدس.

السَّلامُ عليكِ أيَّتها الحمامةُ الَّتِي وَلَدَتِ الرَّحيمَ. إفرحي يا دائمةَ البتوليّة، يا فَخْرَ جميعِ الأبرارِ، وإكليلَ الـمُجاهِدين. إفرحي يا جمالَ كلِّ الصِّدِّيقِينَ الإِلهِيّ. السَّلامُ عليكِ يَا خَلاصَنا نحن المؤمنين.


الآنَ وكلَّ أوانٍ، وإلى دهرِ الدّاهرين، آمين.

أشفِقْ اللهمَّ على ميراثِكَ، وتغاضَ الآنَ عن كلِّ خطايانا. إذ عِندَكَ مَنْ يستعطِفُكَ إلى ذلك، الّتي ولَدَتْكَ على الأرضِ بغيرِ زَرْعٍ، لـمّا شئتَ بعظيمِ رحمَتِكَ أن تتصوَّرَ بالغريبِ أيُّها المسيحُ.


القنداق

إنّي أنا عبدُكِ يا والدةَ الإلهِ، أكتبُ لك راياتِ الغلبةِ، يا جنديّةً محامية، وأُقدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنْقِذةٍ من الشّدائدِ. لكنْ بما أنَّ لكِ العِّزةَ الَّتي لا تُحَارَب، أعتقيني من صنوفِ الشّدائد، حتى أصرخَ إليكِ: إفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.


الدّور الثّالث

البيت الثّالث عشر

إنَّ الخالقَ، لَـمَّا ظَهَرَ، أَوْضَحَ لنا نحن الصَّائرِينَ منه خليقةً جديدةً؛ وذلكَ أنَّهُ أَفْرَعَ من بطنٍ عادِمِ الزَّرْعِ، وحَفِظَه خُلُوًّا مِنْ فَسَادٍ كما كانَ. حتى إذا شاهدنَا هَذَا الـمُعْجِزَ، نُسَبِّحُهَا قائلين:

إفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.

 

البيت الرّابع عشر

إذ قد رأينا ولادةً غريبةً، فلنَتَغَرَّبْ عَنِ العالمِ، ونَنْقُلْ عقولَنا إلى السَّماواتِ؛ لأنَّ الإلهَ العليَّ، لأجلِ هذا، ظَهَرَ على الأرضِ إنسانًا متواضعًا، لإِيثَارِهِ أنْ يجذِبَ إلى العُلُوِّ الصَّارخينَ له: هللوييا.

 

البيت الخامس عشر

إنَّ الكلمةَ غيرَ الـمَحْصُورِ كان بِـجُمْلَتِهِ مَعَ السُّفْلِيِّينَ، ولَـمْ يَغِبِ البتّةَ عن العُلوِيِّينَ؛ إذ قد صارَ ذلكَ تنازلاً إلهيًا، لا انتقالاً مكانيًّا، وكانَتِ الولادَةُ من بتولٍ مُصْطَفَاةٍ من الله، سامِعَةٍ لِـهَذَا القَوْل:

 إفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.

 

البيت السّادس عشر

إنَّ الطَّبيعَةَ الـمَلائكِيَّةَ قد ذَهِلَتْ بأسرِها مِنْ فِعْلِ تأنُّسِكَ العظيم، لِـمُشَاهَدَتِهَا الّذي لا يُدنى منهُ، مَعَ أَنَّهُ إِلَهٌ، إنسانًا مَدْنُوًّا إِليهِ مِنَ الكُلِّ، مُتَصَرِّفًا مَعَنَا، وسامِعًا من الجَمِيعِ هكذا: هللوييا.

 

البيت السّابع عشر

إنَّنا نَرَى الخُطَباءَ الفُصَحَاءَ قَدْ صَارُوا فِي معناكِ كالسّمكِ، لا صوتَ لهم؛ لأنَّهم يتحيَّرُونَ في أن يقولوا كيف قد استطعتِ أنْ تَلدي وتَلْبَثي عذراء. وأمّا نحن، فنتعجَّبُ من السّرِّ، ونهتِفُ بإيمانٍ قائلين:

إفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.

 

البيت الثّامن عشر

إنَّ مُزَيِّنَ الكُلِّ، لـمَّا شاءَ أنْ يُخَلِّصَ العالمَ، قَدِمَ إليه مَدْعُوًّا من ذَاتِهِ. وحيثُ لَم يزل إلهًا وراعيًا، ظَهَرَ لأجلِنا إنسانًا مثلَنا، ودعا الـمِثْلَ بالـمِثْلِ. وبما أنَّه إلهٌ، يستمِعُ هتاف: هللوييا


القنداق

إنّي أنا عبدُكِ يا والدةَ الإلهِ، أكتبُ لك راياتِ الغلبةِ، يا جنديّةً محامية، وأُقدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنْقِذةٍ من الشّدائدِ. لكنْ بما أنَّ لكِ العَّزةَ الَّتي لا تُحَارَب، أعتقيني من صنوفِ الشّدائد، حتى أصرخَ إليكِ: إفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.


القارئ: يا ربُّ ارحَمْ (40 مرة).


الكاهن: ليرأفِ اللهُ بنا ولْبُارِكْنَا وليُضِئْ بوجهِهِ علينا ويَرْحَمْنا.

القارئ:


أيّتها السّيّدة الطّاهرة، العذراء النّقيّة، عروس الله العديمة العيب، البريئة من الأدناس، يا من بمولدك المعجز اتّحد كلمة الله بالبشر، وطبيعة جنسنا المقصاة أقرنتها مع السّماويّين، يا رجاء مَن ليس لهم رجاء سواك وَحدَكِ، يا من هي معونَةٌ للمحارَبينَ ونُصرٌة مستعدَّةٌ للمسارعين إليها، يا ملجأ كُلِّ المسيحيّين، لا ترذُليني أنا الخاطئ الأثيم، المتدنِّس بقبيحِ الأفكارِ والأقوالِ والأفعالِ بجملة ذاتي، والصّائرَ بالعزمِ الخامِلِ عبدًا للذّات العمر. لكن بما أنّك أمّ للإله المحبّ البشر تحنّني بتعطّف عليّ أنا المفرّط الخاطئ، وتقبّلي من شَفتيَّ الدَّنستين ما أقدّمه إليك من الابتهال، وبالدّالة الوالديّة الّتي لك نحوَ ابنك ربِّنا وسيِّدنا، ابتهلي إليه لكي يفتح لي جوانح محبّتِه للبشر وتحنُّنِهِ وصلاحِهِ، ويتجاوز عن هَفواتي الّتي تَفُوقُ الإحصاء، ويردّني إلى التوبة، ويجعلني لوصاياه فاعِلاً مُـختبرًا. واحضري عندي دائمًا أيّتها الرّحيمة الشّفوقة الوادّةُ الصّلاح. أمَّا في هذا العمر الحاضر فبحرارة الشّفاعة والمعونة امنعي عنّي طوارق المعاندين الرّديئة، وأرشديني إلى الخلاص. وأمّا في وقت خروج نفسي الشّقيّة، فتداركيني مِن حولي، ولقَتامِ مَناظِر الجِنِّ الأشرار أقصي عني بعيدًا. وأمّا في يوم الدّينونةِ الرَّهيب فنجِّيني من العقوبات المؤبّدة، وأوضحيني وارثًا لشرف ومجد ابنكِ وإلهنا الغامِضِ وصفُهُ، الّذي أفُوزُ به بواسِطَتِكِ ونُصرتك أيّتها الفائِقةُ القداسةِ والدةُ الإلهِ سيِّدَتي. بنعمةِ ورأفةِ ابنكِ الوحيد ربِّنا وإلهنا ومخلِّصنا يسوع المسيح، ومحبَّته للبشر، الّذي يليق بِهِ كُلُّ مجدٍ وإكرامٍ وسجودٍ، مع أبيه الذي لا بداءةَ لَهُ وروحِهِ الكُلّيِّ قُدسُهُ الصّالحِ والصّانِعِ الحياةَ الآنَ وكُلَّ أوانٍ وإلى دَهرِ الدَّاهرين.

 

الشّعب: آمين.


﴿إفشين لربّنا يسوع المسيح لأنتيوخوس الرّاهب البنديكتي﴾

وأعطنا أيّها السّيّد إذ نحن منطلقون إلى النّوم، راحة نفسٍ وجسدٍ، واحفظنا من رُقاد الخطيئة الـمُدلهمّ ومن كُلّ التِذاذ شهوات الظّلامِ الليليّة. سكّن جماح الأهواء، أطفئ سهام الشِّريّر الـمُحمَاة، الثَّائِرة علينا بِغشٍّ، بَطِّل شَغبَ أجسادِنا، وأرقِد كُلَّ مَعقُولِنا الأرضيّ الهيولانيّ، وامنحنا يا الله عقلاً ساهرًا، وفكرًا طاهرًا، وقلبًا مستيقظًا، ونومًا خفيفًا معتقًا مِن كلِّ تخيُّلٍ شيطانيّ. وأنـهِضنا في وقت الصَّلاة ثابِتِين في وَصاياكَ، ومالِكينَ على الدّوامِ في ذواتِنا ذِكرَ أحكامِكَ. وَهَب لنا أقوالَ تماجيدِكَ طولَ اللّيلِ، لنسبِّحَ ونُبَارِكَ ونُمَجِّدَ اسمَكَ الكليَّ الإكرامِ والعظيمَ الجلالِ، أيّها الآبُ والابنُ والرُّوحُ القدسُ، الآنَ وكُلَّ أوانٍ وإلى دَهرِ الدّاهرين.

الشّعب: آمين.


الكاهن:


الكاهن:

المجدُ لكَ، يا إلهَنا، ورجاءَنا، المجدُ لك.


القارئ:


الكاهن:

أيّها المسيحُ إلهُنا الحقيقيّ، بشفاعةِ أمِّك القدّيسةِ الكلّيّةِ الطّهارةِ، والبريئة من كلِّ عيبٍ، وآبائنا الأبرارِ المتوشّحين بالله، والقدّيسَين الصِّدِّيقَيْن جدَّيْ المسيحِ الإلهِ "يواكيم" و"حنّة" وجميعِ قدّيسيك، ارحَمْنا وخلِّصْنا، بما أنّكَ صالحٌ ومحبٌّ للبشر.

الشّعب: آمين.


الكاهن: باركوا أَيُّها الآباءُ القديّسون، واغفروا لي يا إخوتي أَنَا الخَاطِئ.

الشّعب:اللهُ يغفرُ لكَ أيُّها الأبُ القدِّيس.

الكاهن: (الجوقة تقول: "يا رَبُّ ارْحَم" مَرَّةً على كُلِّ طلبة) 

الشّعب: يا ربُّ ارحَمْ. (ثلاثًا)

الكاهن: ونحن أيضًا إرحمنا وخلّصنا بما أنّك صالح ومحبٌّ للبشر.


الجوقة:

إنَّ جبرائيلَ اذ اعتراه الذُّهُولُ من بَهَاءِ عُذْرِيَّتِك، وفائق لَـمعانِ طهارتِك، هتفَ نحوكِ قائلاً يا والدةَ الإلهِ: أيُّما مديحٍ واجبٍ أقدِّمُه لكِ؟ أو بِمَاذا أُسَـمِّيكِ؟ إنّني أنذهل وأتحيّر! لكنّني كما أُمِرْتُ، أهتفُ إليك: إفرحي يا ممتلئةً نعمةً.


الكاهن: بصلواتِ آبائنا القدّيسين، أيُّها الرّبُّ يسوعُ المسيحُ إلهُنا، ارحَمْنا وخَلِّصْنا.

الشّعب: آمين.