meriam palmtree
مقام نخل السيدة مريم العذراء عند ضريح الأمام الحسين ع
ما هو مقام (نخل مريم) وأين يقع؟
ورد في ارجوزة (مجالي اللطف بأرض الطف) ان الإمام الحسين عليه السلام ذبح عند نخل مريم مما يلي رأس الحسين، والمقام عبارة عن محراب مرصع بأحجار من الرخام الناصع يخال الناظر اليها أنها قطع من المرايا، وفي وسط هذا المحراب حجر أسود على شكل دائرة يبلغ قطرها 40 سم تقريباً، أما المحراب فقد صمم على شكل نخلتين منحوتتين من نفس الحجر، وفي الوسط موقع الحجر المذكور، وقد كان المقام موجودا قرب موضع الاستشهاد المقدس (المذبح) على يمين الداخل إلى مرقد الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الأسدي من جهة القبلة وتحديدافي ركن الجدارالقريب من باب المرقد، وقد رُفع المقام للأسف في منتصف القرن العشرين بسبب الزحام كما يذكر شهود.
ومن الشواهد التأريخية على هذا المقام ما ذكره العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج14/ 319 عن قصص الأنبياء للشيخ الصدوق، روى عن يحيى بن عبدالله قال: (كنا بالحيرة فركبت مع أبي عبدالله (عليه السلام) (يقصد الامام جعفر الصادق) فلما سرنا حيال قرية فوق المآصر قال: هي هي، حين قرب من الشط صار على شفير الفرات ثم نزل فصلى ركعتين، ثم قال: أتدري أين ولد عيسى (عليه السلام)؟ قلت: لا، قال: في هذا الموضع الذي أنا فيه جالس. ثم قال: أتدري أين كانت النخلة؟ قلت: لا، فمد يده خلفه فقال: في هذا المكان. ثم قال: أتدري ما القرار وما الماء المعين؟ قلت: لا، قال: هذا هو الفرات. ثم قال: أتدري ما الربوة؟ قلت: لا، فأشار بيده عن يمينه فقال: هذا هو الجبل الى النجف).
وفي أصول الكافي ج1/ 478 ج4 روى الشيخ الكليني عن ابن الحسن موسى (عليه السلام) في مسائله التي سأل النصراني عنها فقال له ابو ابراهيم (عليه السلام): (والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسى هل تعرفه؟ قال: لا، قال: هو الفرات).
وفي تهذيب الاحكام ج6/ 38 - ج80 روى الشيخ الطوسي بسنده الى ابي عبدالله (الصادق) (عليه السلام) قال: (شاطئ الوادي الأيمن الذي ذكره الله تعالى في القرآن هو الفرات. والبقعة المباركة هي كربلاء).
وذكر سادن الروضة الحسينية المقدسة الأسبق في كتابه (بغية النبلاء في تاريخ كربلاء) المطبوع عام 1966 في حديثه عن تاريخ اكمال بناء الحرم الحسيني المطهر وفيه قوله: (هذا وكاناكمال بناء الحرم في سنة سبع وستين وسبعمائة وقد أمر بتشييده السلطان اويس الايلكاني وأتمه وأكمله ولده السلطان حسين وكان تاريخ هذا البناء موجودا فوق المحراب الذي موضعه اليوم الرخام المنعوت بنخل مريم فيما يلي الرأس الشريف) ص70-71. وأورد السيد عبدالحسين الكليدار آل طعمة في كتابه المذكور آنفاً نصاً نقله عن كتاب (دلائل الدين) لمؤلفه عبدالله هادي محمد ظهر الهرندي، جاء فيه (روي عن السجاد (عليه السلام): ان الله تعالى ذكر في القرآن ان السيدة مريم (عليها السلام) عندما ارادت ان تلد ابنها المسيح ابتعدت عن قومها وذهبت الى كربلاء - بصورة معجزة- بجنب نهر الفرات، وقد ولد المسيح قرب مكان ضريح الحسين (عليه السلام).
وفي نفس الليلة عادت السيدة مريم الى دمشق. ومصداق هذا الخبر ما ورد عن الباقر (عليه السلام) ان صخرة على مقربة من قبر الحسين نصبت في الحائط. قد اجمع ساكنو هذا المقام على ان الرأس الشريف قد حزّ على هذه الصخرة. ويقولون ان المسيح قد ولد على نفس تلك الصخرة ايضاً. ص71. البقية في العدد القادم
ذكر ولادة المسيح في قصة الاسراء والمعراج
يقول المؤرخ والباحث في آثار كربلاء الاستاذ مهنا المطيري: بعد ان حملت مريم بعيسى تركت فلسطين وهاجرت الى مدينة اور الكلدانية (كربلاء) ولجأت الى اقاربها في هذه المدينة اولئك الذين وطنهم نبوخذ نصر بعد الاسر البابلي ضمن اقليم بابل فولدت في طف كربلاء من ناحية نينوى التابعة لمدينة اور موطن اليهود في الاسر البابلي. وبعد ان ولدت مريم بعيسى عادت الى الخليل في فلسطين واعتبر مولده هناك علما انه توجد ادلة اثرية وتاريخية على مولده في كربلاء منها وجود صخرة اثرية كبيرة نحتت عليها نخلات تسمى بـ (نخل مريم) وموضعها عند رأس الحسين (عليه السلام) في الارض القديمة الواطئة. وفي قصة الاسراء والمعراج (الطبقة المصرية) روي ان النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما نزل مع جبرائيل وصلى ركعتين في ارض نينوى من مدينة اور الكلدانية (كربلاء) سأل جبرائيل ما اسم هذه الارض فقال له: انها أرض نينوى وفيها ولد المسيح.
وصف للرخام المنعوت بنخل مريم
سماحة السيد مرتضى القزويني يقول: قبل خمسة وخمسين عاما عندما كنا شبابا وكنا ننزل الى موضع القبر الشريف لقراءة الدعاء المنحوت على الصخرة الرخامية والذي يبدأ بـ (اللهم لا تدع لي ذنباً إلا غفرته.. الى اخر الدعاء) فتسنى لي مشاهدة الصخرة التي تسمى بـ (نخل مريم) آنذاك كان طولها حسب تقديري متراً وعرضها 50 سنتيمتراً يميل لونها الى الاحمر. هذا كل ما اتذكره عن هذا الاثر.
منقول