karbala reporter
مراسلكم من كربلاء أحمد منصور
الحوار التالي من وحي الخيال الإعلامي ، جرى بين مذيع قناة الجزيرة ومراسلهم أحمد منصور من الأخوان المسلمين المشهود له عشقه وحبه لأتباع أهل البيت عليهم السلام ، والذي أرسل على عجل إلى جنوب العراق حيث يشهد الجنوب تقدم قوات الاحتلال البعثي لمدن الجنوب لإخماد إنتفاضه عارمة يشهدها الجنوبيون ..........المكان: جنوب العراق...... الزمان: آذار 1991
مذيع الجزيرة : أعزائي المشاهدون ننقل لكم من الجنوب الشيعي أحداث مايجري هناك حيث تتقدم القوات البعثيه لقمع أبناء الجنوب العراقيون الأبطال بعد أن قاموا في الأسابيع الأخيرة بإنتفاضه عارمة لاتزال أحداثها تجري هناك ضد الظلم والطغيان، ضد الجبروت الصدامي ، لقد عانى الجنوبيون طوال عقود من البؤس والحرمان ، من التهميش والنسيان ، لقد عانوا الحروب العبثيه التي زجوا فيها لوحدهم وكان الآخرون ضباطاً عليهم ، وهم جنوداً يُدفنون أحياء في مقابر جماعية ، لكي يُنفذ فيهم المشروع الصدامي الكبير وهو لا شيعة بعد اليوم ، لقد انتفضوا هنا ليزيلوا الشر الذي قبع على صدورهم عقوداً طويلة ، وينشروا الرسالات السماويه فتتحقق العدالة التي يحلم بها كل أبناء الوطن بشماله وجنوبه ، لقد نذروا أرواحهم فداءاً لتربة الوطن الغالي .
- نعود إلى مراسلنا أحمد في المدينة الجنوبية ... نعم أحمد هل تسمعني ؟
أحمد منصور : نعم ... نعم محمد .. أني بالكاد أسمعك حيث أرى أمامي وأنا من على احد سطوح الحضرة الحسينية الشريفة مع طاقم التصوير المعارك الطاحنة ، حيث سمح لنا سدنة الحضرة الحسينية بالصعود على مقدمة السطح لننقل لكم الوقائع كما هي ....
الصواريخ ارض أرض تتساقط أمامي من كل الجهات لا أعرف حقيقة من يُطلق هذه الصواريخ ؟! ماهي جنسية هؤلاء؟! هل هم عراقيون ؟ هل هم عرب ؟ هل هم مسلمون ؟ حقيقة لا أعرف !! أنا أشاهد الصواريخ تلاحق الناس في الشوارع، وفي الأزقة ، إنها تجري خلف الشيخ والمرأة والطفل ، الجثث في كل مكان ، الدماء أصبحت تغطي الجدران ، أشلاء العراقيين في كل مكان من أرض مدينة الجنوب ، المسلمون الشيعة الذين يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، يُقصفون هنا بالمدافع حيث وضعت أربعة بطاريات في كل إتجاهات المدينة المقدسة ، والمدفعية نمساوي(أبو الدكتين) حيث كل بطارية تعني 12 مدفع نمساوي ، والقصف مستمر ، تصور أخي محمد هذه المدينة الصغيرة الآمنة وهي تدك بالقنابل والصواريخ كيف سيؤول حالها ياترى !!! نحن هنا نناشد المنظمات الأنسانيه ، نحن هنا وعبر قناة الجزيرة نطلب المساعدات الأنسانيه لأهالي مدينة الجنوب ، الناس هنا يُشردون ، يُقتلون ، البيوت تُهدم ، النخيل يُقطع ، المقدسات تُنتهك ، الحرمات تُهان .........
- نعم أحمد سنعود إليك بعد قليل ، حيث وردنا هذا التقرير الآتي أمامي الآن ، يقول التقرير بأن أهالي مدينة الشمال يستنكرون هذا العمل الوحشي الذي تقوم به القوات الصداميه ضد أبنائهم وأهاليهم في مدينة الجنوب ، وهنا مراسلنا في مدينة الشمال في التقرير التالي وقد تحدث إلى بعض المواطنين العراقيين الذين يتنعمون بالأمن والراحة في مدينة الشمال .....
المراسل يلتقي هنا بعض الناس في مدينة الشمال لمعرفة أرائهم بشأن الوضع الدائر في مدينة الجنوب ...
- نعم أخ محمد أنا هنا في مدينة الشمال حيث جموع الناس تخرج بمظاهرات عارمة ، الكل هنا يستنكر العمل الإجرامي الذي تقوم به القوات الصداميه البعثيه من قتل وتشريد لإخوانهم الشيعة من أبناء مدينة الجنوب ، ويحيون أخوانهم هناك ( المشهد خلف المراسل كالأتي ... جموع النساء والشباب والأطفال ينادون بأصوات عاليه هتافات مثل ... لا سنه ولا شيعه هذا الوطن مانبيعه !!!)
المراسل يتحدث إلى أحد شيوخ قبائل الشمال ، حيث الشيخ الجليل مرتديا العمامة البيضاء ، وتبدو عليه علامات الوقار ، ويبدو متأثرا بصوره كبيره لما يحصل لأهل مدينة الجنوب ، الدموع تصب من عينيه وهو يمسح دموعه ويقول : نحن هنا نستنكر العمل الإجرامي الذي تقوم به القوات الفاشية البربرية الصداميه من قتل لأبنائنا العراقيون الشيعة الأحبة ، نحن نتألم لمشاهد الذبح والتنكيل التي تجري هناك ضد الجنوبيون ، نحن هنا نناشد المنظمات الأنسانيه ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات الأمم المتحدة ، أن يأتوا إلى الجنوب لمساعدة إخواننا وأهالينا في جنوبنا الصامد ( الشيخ الجليل يصمت ... تأخذه العبرة فيبكي لايستطيع إمساك نفسه ، الدموع تنهمر من عينيه كمجرى نهر الطف ... ! ) المراسل العربي يتلافى الموقف هنا فيحاول معالجة الأمر بأن يستدير ليبحث عن أحد الوجوه وسط الجموع .. هنا يجد ضالته في مواطن شمالي آخر ( المواطن غاضب جدا وجهه محمر والدماء تغلي في عروقه ) يتوجه نحو المراسل العربي صارخاً ، متشنجاً ، متألماً : احنه كلنا فدى لأهل الجنوب ، الجنوبيون أخوتنا ، الجنوبيون أهلنا ، أحنه كلنا مسلمين .... ثم أخذ المواطن العراقي الشمالي يهتف ... من الشمال ومن كل صوب .. كلنه فده لأهل الجنوب ... الجموع المحتشدة خلفه تهتف معه .. الله أكبر ... الله أكبر .... الله أكبر .
المراسل الأعرابي هنا وبوجه متجهم يقول : الشمال يلتهب غضبا على القوات الصداميه ... والجماهير الشمالية تزداد حنقاً ونقمة على أفعال صدام الإجرامية ، وقواته النازية التي تقوم بمجزرة كبيره لأهالي الجنوب ويناشد الناس هنا في مدينة الشمال في العراق على وقف هذه المجزرة اللاإنسانيه التي تقوم بها القوات الفاشية الصداميه في قمع الجنوبيون في جنوب العراق .
مذيع الجزيرة : شكرا لك مراسلنا من شمال العراق ، والآن أعزائي المشاهدين نعود بكم إلى مراسلنا من جنوب العراق أحمد منصور وهو ينقل لكم وقائع الحرب الدائرة هناك في الجنوب المضطهد ، حيث أعمال القتل والقمع التي تقوم بها القوات الصداميه لأهالي الجنوب .... نعم أحمد هل تسمعني ..... هل تسمعني أحمد ... !!
أحمد منصور : نعم ... محمد... هنا من على سطح الحضرة الحسينية الشريفة حيث أشاهد أمامي شارع الأمام علي عليه السلام في وسط كربلاء وقد أتشح بالسواد .. ( المراسل أحمد منصور هنا يتحدث بصعوبة ، وبحرقه كبيره ) حيث الجثث تملأ الشوارع ، لقد انهمرت علينا الصواريخ أرض أرض ، جثث النساء تملأ الشوارع ، أسمع من هنا صراخ النساء ، بكاء الأطفال ، عويل الشيوخ ، دعاء الأمهات ، ابتهالات المآذن ، تكبيرات المجاهدين ، الناس يتوجهون إلى الروضة العباسية الشريفة، يلتمسون بصراخهم ودعائهم ، وينادون عل وعسى أن يخرج لهم العباس بن علي ثائراً
كما خرج للوهابيين ( حسب روايات جدي عن جده في العام 1802 ) الصحن الشريف أصبح هو الملاذ الآمن للنساء والأطفال ، والمساجد غصت بالشيوخ والعجزة ، الجميع هنا يدعو ويبتهل لله تعالى ، للأئمة المعصومين ، إنهم يتوسلون لأهل البيت كي يسمعوا نداءاتهم بالخلاص من جحيم نيران طاغية تكريت التي تلتهم المدينة المقدسة وترابها الشريف ... نحن هنا نتساءل أين هي الجامعة العربية وأعضائها الأعراب المستسلمون ! هل فيهم من يحرك ساكنا ً؟ أين الأنسانيه ؟ أين ذهبت الرحمة من قلوب هؤلاء ؟ ماذا صنع الجنوبيون لتدك بيوتهم الآمنة بهذه الوحشية ؟ .....
( الصوت هنا ينقطع ) .... نسمع صوت الأنفجارات الهائلة حيث تنهال صواريخ أرض أرض على كافة أنحاء المدينة ، قصف المدفعية مستمر .... الصوت يعود مجدداً ...
أحمد منصور يسترسل : الصواريخ عمياء لاتميز بين المرأة والطفل وليس هناك هدفا ولا غاية فالكل سوف يحترق بنيرانها ، منائر الصحنين الشريفين يتصاعد منها الدخان ، لقد تساقطت قذائف المدفعية على الصحن الشريف ، وقد وردني للتو بأن أحد الصواريخ قد سقط على القبة العباسية الشريفة وأحدث فيها ثقباً هائلا ً ( يصرخ هنا أحمد منصور واعباساه ! واعباساه ! واقمراه ! وا بني هاشماه ! ..... هنا يختفي صوت أحمد منصور لقد بح صوته من شدة نداءاته ، لقد أختنق بعبراته ، ضعف الصوت وتلاشى .........
مذيع الجزيرة : أحمد .... أخ أحمد ... هل تسمعني ؟ ... هل تسمعني ؟ .... أعزائي المشاهدون يبدو لي أننا فقدنا صوت مراسلنا أحمد منصور من مدينة الجنوب...... نعود إلى المحلل السياسي رئيس تحرير جريدة القدس العربي عبد الباري عطوان ....
- أستاذ عطوان مارأيك بالأحداث الدامية التي تجري على قدم وساق في مدينة الجنوب من حرق وقتل وتدمير ! أليس الجنوب جزء من العراق ؟ أليس الجنوبيون عراقيون ... أأأأ يعني مثلهم مثل الشماليون في مدينة الشمال ؟ أين هو المجتمع الدولي ؟ أين هي اليقظة العربية ؟
- في الحقيقة مايحصل الآن لإخواننا الجنوبيون من المسلمين الشيعة ، هو مجزره جديدة تضاف للمجازر التي صنعها هذا النظام المجرم بحق الشعب الجنوبي ، هذه إبادة جماعية شنيعة ترتكب بأيدي باردة ، وبقلوب عمياء لاتعرف الرحمة ، الشيعة العرب جزء لايتجزء من جسد الأمة العربية الواحدة ، نحن ندعو هنا بإسمي وبإسم كافة الخيرين من الأدباء والصحفيين والمفكرين عربا وأجانب وقف هذه المجزرة اللاإنسانيه التي ترتكب بحق أبنائنا الجنوبيون الشيعة الذين يذبحون هناك في مدينة الجنوب ..........إنتهى التحليل العطواني ....
في شريط الأخبار أسفل الشاشة نطالع العناوين التالية :
- الجامعة العربية تستنكر الأعمال الأجراميه الصداميه التي تمارس في حق عرب الجنوب الشيعة .
- منظمة المؤتمر الإسلامي تدعو إلى تحقيق واسع بشأن المجازر اللاإنسانيه التي يقوم بها جيش الاحتلال البعثي لمدينة الجنوب .
- منظمة العفو الدولية تدعو فريق الأمم المتحدة للتدخل ووقف العمليات الوحشية التي يقوم بها الجيش العراقي الصدامي وقوات الحرس الجمهوري بحق الجنوبيون الشيعة .
- تظاهرات تأييد فلسطينيه واسعة في الضفة الغربية وقطاع غزه لإخوانهم أبناء الجنوب الأغر رافعين صور السيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر في إشارة إلى تضامنهم الأبدي مع الجنوبيون الشيعة .
- الأزهر الشريف يشجب ويدين بشده العمليات العسكرية ضد الجنوب الشيعي ويدعوا الحكام العرب إلى النهوض بوجه الطاغية صدام وإرسال الجيوش العربية للدفاع عن حقوق الشعب العراقي الجنوبي ، كما قامت الجيوش العربية بتحرير الكويت لوحدها وبدون مساندة الأمريكان ! ويتسألون هنا أين ذهبت الضمائر العربية ، ألم تملأ دماء العراقيين الأراضي الفلسطينية ؟ أفلا تهز مشاعركم الميتة قبور العراقيين في قلقيليه ( مدينة فلسطينيه ) ؟
- هيئة علماء المسلمين السنة تعلن الحداد 3 أيام حزناً على أرواح الجنوبيون الشيعة من أبناء العراق الحبيب وتبدي تضامنها مع أبناء الجنوب كافة .
- إرسال 20 شاحنة من الأردن محمله بالمواد الغذائية والأدوية والبطانيات والخيم إلى الجنوبيون الشيعة .
- النقابات والأحزاب الأردنية تقوم بتخصيص صندوق لجمع التبرعات إلى أهالي الجنوب !!.
- ليبيا تعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام على أرواح الشهداء الضحايا في الجنوب الباسل .
- مظاهرات عربيه واسعة النطاق تعم أرجاء الوطن العربي إستنكاراً للعدوان الصدامي الغاشم على أهل الجنوب العراقي .
- كتيبة من قوات الحرس الجمهوري ترفض القتال في الجنوب العراقي ، متحدث بإسم القوات يقول بأن كتيبتنا التي هزمت الأعداء في فلسطين تأبى أن تقاتل أبناء الوطن الغيارى !
مذيع الجزيرة : نعود بكم أعزائي المشاهدين الكرام إلى مراسلنا أحمد منصور والذي ينقل وقائع المذبحة الدموية التي تقوم بها مليشيات الحرس الجمهوري والقوات الصداميه البعثيه في الجنوب العراقي الأبي .... نعم أحمد ! هل تسمعني ؟ أحمد .... هل تسمعني ؟
أحمد منصور : نعم .. نعم .. أسمعك ... أنني أتجول الآن في شوارع المدينة المقدسة ، وأرى بعيني الدمار والخراب الذي ألحقته الأيادي البعثيه المجرمة بحق هذه المدينة الآمنة ، لقد عاثت هذه الأيادي اللئيمة الفساد في ربوع الجنوب الأمن ، قلم تأخذهم الرحمة ولا الشفقة في كف أيديهم عن النهش في جسد هذه المدينة الطاهرة ، وها أنت تسمع بأذنيك أخي محمد ، أصوات الأنفجارات تكاد تصم الآذان ، طائرات الهليكوبتر تقصف وبكل وحشية المدنيين الآمنين ، والصواريخ أرض أرض لازالت تدك وبكل رعونة تراب مدينة الحسين عليه السلام .....
مذيع الجزيرة : أحمد .. هل تستطيع أن تنقل لنا صوراً عما تراهُ أمامك الآن في ساحة الحدث ؟
أحمد منصور : نعم ... أنني أشاهد هنا الأبطال العراقيون من أبناء الجنوب يسطرون إحدى الملاحم التأريخية الخالدة ، هنا مسلات حمورابي تعاد كتابتها من جديد بأقلام هؤلاء الفتية ، أمجاد آشور بانيبال ونبوخذ نصر تُصنع هنا في مدينة الملاحم التي انطلقت منها ثورة العشرين الخالدة ضد الاستعمار العثماني والبريطاني ، وصمودها أيام غزو الوهابيين لها في العام 1802 ، أنا أرى أمامي سرايا المجاهدين والمنتفضين الأبطال يدافعون وبكل بسالة لم أشهد لها مثيل من قبل ، إنهم يبعدون عن كاهل مدينتهم براغيث الشر والإرهاب الدكتاتوري ، وسموم الجنون البعثي المقيت دفاعاً عن الشرف والدين والكرامة ............ لقد قام جنود الحرس الجمهوري بعمليات إغتصاب نساء مدن الجنوب ، لقد أُستبيحت المدينة كما أستباحوا من قبلها مكة المكرمة والمدينة ، وكما أستباح هولاكو بغداد بأيدي التتر والمغول ، هناك مشهد رأيته قبل قليل وهو مشهد شاب كربلائي صغير يبلغ من العمر 13 عاما ً وقد حمل قاذفة الآر بي جي 7 على كتفه الصغير ويقف بكل ما أوتي من الشموخ الكربلائي الأصيل ليوجه قاذفته الصاروخية نحو أحد الدبابات المتقدمة من جهة باب قبلة الحسين عليه السلام ويفجرها كلياً ، وقد وردنا قبل قليل سقوط أحد طائرات الهليكوبتر بيد أحد المجاهدين الأكراد الذين قدموا لمساعدة إخوانهم الجنوبيون الشيعة ..... المستشفيات مليئة بجثث المدنيين الأبرياء ... آلاف القتلى تملأ شوارع الجنوب ، الجرحى في كل مكان ... !!!! ( هنا أمام الكاميرا يتقدم رجل جنوبي حاملاً إبنه ُ القتيل والدماء تغطي وجهه الصغير ... الكاميرا تركز على هذا المشهد وذلك لاستدرار دموع وعطف المشاهدين على أهالي الجنوب ... الرجل يرفع إبنه الذبيح أمام الكاميرا إلى السماء عالياً وهو يقول بوجه ٍ مبتسم عليه علامات الرضى وكأنه يخاطب أمة العرب الصامتة : أقدم دم إبني هذا فداءاً لتربة الحسين ... دموع الأب هنا تنهمر من دون أن يستطيع أن يمسك نفسه .... فما ذنب الطفل البرئ ؟!!!!
نبأ عاجل : الشماليون يرسلون المساعدات الانسانيه من مواد غذائية ومواد طبية ، ويتوجه الآلاف من المواطنون الشماليون من الشمال إلى الجنوب سيراً على الأقدام لمناصرة مواطني الجنوب من العراقيين الشيعة وإعلان تضامنهم مع أخوتهم أبناء الجنوب الباسل .....
مراسل الجزيرة يتوجه إلى خارج مدينة الجنوب للقاء بعض من قدموا من الشمال لمساعدة أهل الجنوب ... ( مشاهد لأفواج من مواطني الشمال حاملين المواد الغذائية على ظهورهم ، البعض منهم شيوخ وعجائز يمشون بتثاقل كبير ، تملأهم العزيمة تغذيها روح المواطنة ، حشود كبيرة من الشباب ، قدموا جميعا لإعلان محبتهم وتضامنهم لأخوتهم من أبناء الجنوب الأغر ... تتقدم هنا سيدة عراقية تبدو عليها ملامح الفقر المدقع : خالة أحنة جايين من الشمال حتى نجيب مواد غذائية لأهلنا هنا بالجنوب ... وهاي حصتنا التموينية كلها ننطيها لأهل الجنوب ... خطيه شنو ذنب الأطفال ؟ شنو ذنب النساء ؟ هذا صدام منين إجانه ! الله لاينطيه ! ....
يتقدم شيخ عجوز تبدو عليه ملامح الصرامة ، وهو مايميز أكثر أهالي الشمال : عجل ياب .. إذا إحنه منساعد أهل الجنوب .. عجل ياب إلمن نساعد ياول ؟! هنا يتقدم شاب شمالي آخر تبدو عليه ملامح القسوة بشاربين غليظين ، وحاجبين مقتضبين : خل يولون هذوله قوات الحرس الجمهوري الجبناء ... هذوله منين إجونه ... هذوله مو عراقيين ... لو جانوا عراقيين ! ماجان هاجموا مدينة عراقية مقدسه! .... ليش ميروحون يحررون فلسطين ؟ صدك جبناء ... يقاتلون شعب أعزل ! وجمالة يقصفون قبة العباس عليه السلام ... هاي مقدسات كل الشعب العراقي .. ميصير هيجي !!
يعود أحمد منصور ليخاطب مذيع قناة الجزيرة : أننا على هذه الأرض الطاهرة نتساءل .. لم لايهب الحكام العرب لنجدة أبناء الجنوب العراقي ؟ ألا يتألف الطيف العربي من شيعة وسنة ؟ أم هم سنة فقط ؟! ألم يكن من الصحابة من اختاروا الخط العلوي وأتبعوا مذهب آل البيت عليهم السلام ؟ أليس الحسينُ سبط النبي المختار عربياً ؟ فلم تدك منائره ؟ أليس العباس بن علي عربياً ؟ فلم تقصف قبته الشريفة ؟ ألا يكفي أهل البيت مالاقوه من مصائب حتى تدك قبورهم الشريفة وتُنتهك مضاجعهم الطاهرة ؟!! إن لم يتحرك المسلمون والعرب في أرجاء المعمورة هذه المرة ، فستحلُ عليهم لعنة الحسين وأهل البيت المعصومين إلى يوم القيامة ولن تتحرر مدنهم ومقدساتهم بعد الآن ، عليهم أن ينظروا بعين العدل والأنصاف ، وإلا لن تقوم لهم قائمة بعد اليوم ، حتى ظهور الأمام المهدي عجل الله تعالى فرجه ومخرجه الشريف .
شاكر جاووش
كاتب عراقي مقيم في هولندا