hamad story
حكاية حَمَـدْ
في الخمسينَ منْ عمرهِ
أشيبَ الشعر ِ نحيلاً كالفهدْ
أسمرُ البشرةِ أحرقتهُ شمسَ العراق ِ المستعرهْ
متوسط َ القامةِ تتوسط ُ وجهَهُ عينٌ غائرهْ
تلفهُ خرقة ٌ يـُسميها هوَ ثوبٌ عربيْ
عاريَ الرأس ِ
قدمَهُ الواحده تخطو على مهل ٍ من شدةِ الجَهَدْ
يدَهُ كمسحاةِ فلاح ٍ بابلي ٍ من أرض ِ أكدْ
لكنهُ شامخ ٌ كالأسدْ
مفترشاً بسطتهُ في وسطِ البلدْ
أراهُ كلَّ يوم ٍ
في كلِّ صباح ٍ ومساءٍ
وكلَّ سبتٍ أو أحدْ
في تلكمْ الزاوية ُ وفي نفس ِ ذلكَ الرُكنْ العتيقْ
ذاك هوَ حمدْ
بائعُ الأدواتِ والعُدَدْ
أنهكني صمتـَهُ الرهيبْ فهو ساكنٌ كالوتدْ
وتعجبتُ لذلكَ الأنسانَ الذي نصفَ أعضاءَهُ فقدْ
فلا قدمٌ
ولاعينٌ
ولايدْ
وتراهُ دوماً وحيداً ليسَ لهُ أحدْ
وليسَ لهُ بنتٌ أو ولدْ
ولاظهرٌ يتكأ ُ عليهِ أو سندْ
بإيمانِهِ وقوتهِ تزودْ
وعلى نفسِهِ إعتمدْ
سألتهُ يوماً : تـُرى كيفَ أمسيتَ بنصفِ جسَدْ ؟
أطرقَ رأسَهُ حمَدْ
نافثاً دُخانَ سيجارتهُ
وكاسراً صمتـَهُ طويلَ الأمدْ