an invitation to change
دعوة للتغيير
إن الله لايُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم
الأيه القرآنيه الكريمه بليغه في التعبير وهي قمه في الحكمه عبر فيها الباري عزوجل عن أحد أهم وأروع الأيديولجيات الأسلاميه وقد كان جَدّي{رحمه الله} يرددها على مسامعي دوماً حتى حفظتها رغم أن جَدّي قد درس القرآن الكريم في أحد المدارس الأسلاميه في كربلاء , وقد أدركت حينها أن المغزى من الآيه هو أنفسنا نحن التي وجب تغييرها , إن الله تعالى أوحى إلى بعض أنبياءه { إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لايعرفني} كما ورد ذكره في الكافي. فأصل التغيير هو الوعي حيث لايمكننا تغيير ما لا نعرف , فنحن غالباً لانعرف أن هناك أموراً خاطئه وحينما نكون واعين أكثر عندها نبدأ عملية التغيير, وتفكر في هذه الكلمات العظيمه من ألبرت أنشتاين أحد أكبر وأذكى المٌغّيرين في القرن العشرين { كل التغييرات طويلة المدى وذات المعنى تبدأ من خيالك وأحلامك ثم تأخذ طريقها إلى أرض الواقع , والخيال أكثر أهميه من المعرفه }. وحتى تتغير الأمور فيجب أن تتغير انت أولاً , ونحن لانستطيع تغيير الآخرين ولكننا بالتأكيد نستطيع تغيير أنفسنا ومع هذا فلو غيرنا أنفسنا فكل شيء سيتغير حتماً مما يؤول عنه بالتالي تغير حالنا بفعل القدير الأعلى وهو على كل شيء قدير . كوننا عراقيين وعشنا في العراق الحبيب لمسنا مسألة أن الدكتاتوريه هي عنصر من عناصر المجتمع العراقي فهي جزء لايتجزأ من الشخصيه العراقيه شئنا أم أبينا, فمن يستطيع ان ينكر أن الدكتاتوريه ليست فقط متمثله في السلطه وإنما هي متأصله في المجتمع العراقي أيضاً , فأبي كان دكتاتوراً وأخي الكبير وجاري ومعلمي في المدرسه ومدير مدرستي ومدير المصنع الذي عملت فيه كان دكتاتوراً أيضاً وشريكي في التجاره كلهم دكتاتوريون لايقبلون النقاش وكذا لايعرفون معنى الأعتذار إن هم أخطئوا ومن يخطيء منهم؟؟ فهم معصومون لايُخطئون أبداً !! والصواب يُعرَفْ بهم , وهنا وجب تغيرنا بدليل الآيه القرآنيه الكريمه فقد تغيرت الأمم وبقينا على حالنا نتكلم عن القوميه العربيه وقد نهى عنها الرسول الكريم{ إنَ أكرمكم عندَ الله أتقاكم } وإنما قوميتنا هي الأسلام فنحن عراقيون مسلمون فقط لاغير وإنتمائنا إلى أمتنا الأسلاميه فقوله تعالى{ كنتم خير أمة أخرجت للناس} فالمقصود هي الأمه الأسلاميه وليسوا العرب فالعرب هم{ أشدٌ كٌفراً ونفاقا} كما وردَ ذكرهُ في القرآن الكريم والدليل الجامعه العربيه والفضائيات العربيه . فلنبادر جميعنا إلى تغيير أنفسنا ولو كلفنا ذلك السنوات الخمسون القادمه رفقاً بأولادنا وبناءاً لعراقنا الغالي ومجتمعنا الكريم , والهدف من تغيير النفس هو الوصول بالذات الأنسانيه إلى قمة النجاح , وفلسفة النجاح لاترتكز فقط على تقدير الذات وتهمل سلبياتها وإنما تسعى إلى تخليصها مما يعوق تقدمها سواء كان ذلك واقعاً فاسداً أو عاده سيئه مكتسبه أو سلوكاً منحرفاً أو حتى قناعه خاطئه مثلاً , ومضمون هذه الفلسفه ومحورها يرتكز على تغيير النفس وإنطلاقها نحو إحداث التغيير الشامل في حياتنا ومجتمعنا العراقي , ونعمة التغيير هي من أكبر النعم التي انعمها الله تعالى علينا فمنها الانتقال من حال إلى حال أفضل وهو الباب الذي منح الفرصه لكثير من العظماء والناجحين في طريقهم نحو النجاح والارتقاء في سلم الحياة ويقول بعض الحكماء{ أن الإنسان ماهو إلا ذكاء تستخدمه أعضاء } والمعنى طبعاً هو توجيه ذكائنا لتغيير الواقع المحزن الذي نعيشَهُ ولا يمكن للغير ايضاً مساعدتنا أو تقديم الحلول الجاهزه إلا بتغيير أنفسنا نحنُ والبحث عن مكامن الفشل حينها فقط سيُغير اللهُ بنا عملاً بالآيه القرآنيه الكريمه { إن الله لايُغيرُ ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم} الرعد 11 . والمطلوب هنا بطبيعة الحال شرط التغيير في النفس حينها تتحقق النعمه الآلهيه بتغيير حالنا نحو الافضل , وإلا بقي حالنا على ماهو عليه وزادت معاناتنا ومعاناة أبنائنا. والنجاح أمر مطلوب بل واجب لتحصيل السعادة المنشودة لكل إنسان، حيث أن الفشل لامكان لهُ في حياتنا، لذا نقرأ في الدعاء (اللهم اجعل أول يومي هذا صلاحاً، وأوسَطهُ فلاحاً، وآخرهُ نجاحاً، وأعوذ ُ بكَ من يوم أوله ُ فزع، وأوسطه جزع، وآخره وجع...).
لذا نرى الإمام علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين (ع) يبين لنا ذلك في دعاء مكارم الأخلاق (اللهم صلى على محمد وآله، وبلّغ بإيماني أكمل الإيمان، وأجعل يقيني أفضل اليقين، وانته بنيتي إلى أحسن النيات، وبعملي إلى أحسن الأعمال...).
أوجه دعوتي هذه وأنا أول المتغيرين فهل أنتَ منَ المتغيرين ؟؟؟!!!
شاكر جاووش
كاتب عراقي مقيم في هولندا