dialogue
حوار بين اليأس والأمل
قلت لهم : لدي أملْ ...........
سأعود إلى بلدي لأعانق النخلْ ....
وأقبل تربة بلادي وأحضن الأهلْ ....
سأرمي قلمي وأحمل المعولْ ....
سأبني لي دارا وأبحث عن عملْ ....
قالوا : ربما فقدت ماتبقى لك من عقلْ !!!
أجننت !! هذا بلد محتلْ ....
قلت لهم : إنما هو أمر مفتعلْ ....
نفذه بوش ووقع عليه بلْ ....
والاحتلال زائلٌ أولاً بأولْ ....
وسينتهي يوما ما زاد أو قلْ ....
قالوا : ربما فقدت ماتبقى لك من عقلْ !!!
ذاك بلدٌ مدمرٌ... خرابٌ ووحلْ .....
أناس تأكل الخبز والبصلْ .....
عربات خشبية يجرها بغلْ .....
قلت لهم : بلا... هناك كلُ شئٍ أجملْ ....
منائر وقباب تشفي من به شلَلْ .....
وديان وأنهار وجبلْ .....
بحيرات وهضاب وسهلْ .....
بساتين وشجيرات وتلْ .....
أهوار ومواشي وحقلْ .....
صحراء وبادية وجَمَلْ .....
رجالٌ ونساءٌ لاتعرف الكلَلْ .....
هذا هو العراق ... هاتوا لي وطناً أجملْ ؟؟!!
قالوا : هممم .... نعم أجلْ .... أكملْ ....
قلت لهم : أذكرُ كيف كانت مدينتي شامخة ٌ منذ الأزلْ ....
مشاهدٌ نذكر منها على سبيل المثلْ ....
كردياً بشروالهِ سائراً في حيّنا يبيعُ العَسَلْ ....
دليلْ على إمتزاج الطوائف والمللْ ....
الله .... ذكرياتٌ لازالت ولم تزلْ ....
تعبقُ شذى حنيني وتحيي في صدري الأملْ ....
حاروا في أمرهم وتشاوروا على عجلْ ....
وتهامسوا ... ربما صابته الأسقامُ والعِلَلْ ....
أو ربما أصابهُ المَلَلْ ....
لنحاول مرة أخرى عسى ولعلْ ....
قالوا : ربما تموت هناك فهذا أمرٌ محتملْ ....
قلت نعم لامفر من الأجلْ ....
عندها أُدفَنُ في أرضِ الطف والمقتلْ ....
قالوا نعم أجل ْ!! ....
ولكن مالعملْ ؟! ....
لاناقة لنا ولاجملْ ....
قلت لهم : إنما أنتم من به خللْ ....
مالكم ؟ صدام ولى وإرتحلْ ....
أولادهُ قتلى لا حرثَ لهُ ولانسلْ ....
ألم تروا عدالة السماء عندما جاؤوا به معتقلْ ....
مختبئاً بحفرة ٍ ذليلاً بلا خجلْ ....
متسخاً بلحيةِ عجوز ٍ كهل ْ ....
وشعرَ رأسهِ الكث يغزوهُ القملْ ....
لاتطلقوا النار قال لهم !! وسلَّمَ نفسَهُ كالحَمَلْ ....
نعم هذا من دمرَ وأبادَ وقتلْ ....
هذا من على مقابرنا الجماعية رقصَ واحتفلْ ....
هذا جزاءُ من قتل باقراً وصادقاً ومصطفى ومؤملْ ....
قالوا : حسناً ... حسناً دعوهُ يذهب ليس هناك من حل ْ ....
قلت نعم أذهبُ زاحفاً على عجلْ ....
لأشم نسيم بلادي وأعانق النخلْ ....
وأقبل رفاقي وجيراني وأحضن الأهلْ ....
سأقيم صلواتي في أرضي ومقدساتي بلا وجلْ ....
فاشتياق العراق لنا كاشتياق الزهور للنحلْ ....
نعم ... نعم ... لدي أملْ ....
سأرمي قلمي وأحمل المعولْ ....
سأبني لي دارا وأبحث عن عملْ ....
عزيزي العراقي لاتفقد الأمل....... الـكربلائـي