lafitat new
جديد أحمد مطر
لافتة ..علي خطي الأسلاف
ثَروَتُنا مَوفورَهْ
أنهارُنا مُترَعَة
وأرضنا مَُمرِعَةٌ
وَنِفطُنا نافورهْ
لكنّنا نأكُلُ جُوعاً مُتخما
وَنَحتَسِي حَرَّ الظّما
وَنَسكُنُ الخَرائِبَ المَهجورَهْ.
لَسنا سِوي دِلاءِ دَمعٍ وَدَمٍ
تُديرُها الثّيرانُ في النّاعُورَهْ
بصورَةٍ مَكرورَهْ.
مَوتي وَفي أعماقِنا أمواتُنا
أقواتُهُمْ نحنُ.. وَهُمْ أقواتُنا
وَكُلُّنا في المُنتهي: مَقبَرَةٌ مَقبورَهْ!
هذا مآلُ أمرِنا
بَعدَ انقضاءِ أسْرِنا
تَحدو مَسيرَ مَوتِنا لِحالَةِ الصَّيرورهْ
حُريّة مأسورهْ!
وَتحتوي عِزَّتَنا.. سِيادَةً مأجُورَهْ!
والقائِدُ الأُسطورَهْ
مَن لَمْ يَضَعْ في الجَيشِ يَوماً قَدَما
وَلَمْ يَقُدْ في العُمْرِ حَتّي غَنَما
وَلَمْ يَرَ الحَربَ سِوي في الصُّورهْ
علي خُطي أسلافِهِ..
غِرَّ يُباشِرُ الوَغي مُمتَطِياً غُرورَهْ
وحاشِياً خَواءَهُ بالجُمَلِ المَنخورَهْ:
إذْ يَتَبَدّي (فارِساً)..
في زَمَنِ الجِينَومِ وَالجُزَيئةِ المَشطُورَهْ!
وَيَستحيلُ (صائِلاً)..
يَدحو قنابلَ الفَنا
بِهَزِّ أطرافِ القَنا
علي صدَي الطُنبورَهْ!
كَشَيخِ كُتّابٍ صَحَا في عَصرِنا
يُقارِعُ الحاسوبَ بالطبشورَهْ!
وَدُون أيِّ خِبرَةٍ
وَدونَما مَشورَهْ
يَعدو لِنَحْرِ عُصْبَةٍ مَكشوفَةٍ
وَجيشُهُ عِصابَةٌ مَستورَهْ!
فَيَجعَلُ المُعدِمَ في الكُوخِ فِدي
لِلسّارِقِ المُتخَم في المَقصورَهْ!
وَبعدَما يَذهَبُ مَكْرُهُ سُدي
ولا يَري خَلاصَهُ مِن الرّدي
إلاَّ علي أيدي (العِدي)..
يَمضي علي أعقابِهِ
مُصطَحِباً هَزيمَةً.. راياتُها مَنصورَهْ!
***
حَتّامَ نَبقي يا تُري
مِن دُون سائِرِ الوَري
في هذه المَعمورَهْ
في كُلِّ عَهْدٍ نُبتَلي.. بقائِدٍ ضَرورَهْ؟!
المبدع أحمد مطر
لافتة...ما يشبه الوعيد
للشاعر : أحمد مطر ..
كَيفَ يَصوغُ الشّاعِرُ شِعرَهْ
والفاصِلُ بَينَ أصابِعِهِ
والبَلْطَةِ.. أرفَعُ من شَعرَهْ؟
كَيفَ يَخوضُ الثَّلجَ.. ويَبقي
مُحتَفِظاً بِسَعيرِ الجَمرَهْ؟
كَيفَ سَيشدو
إن مَنَعوا صوتَ عِبارَتِهِ
أن يَجتازَ حُدودَ العَبرَهْ؟
كيفَ سَيَنْحو
إن أمسي مِن حَذَرٍ يَخشي
رَفْعَ الشَّعبِ وَلَو بالضَمَّةِ
أو جَرَّ الحاكِمِ بالكَسْرَهْ؟!
عَمَّ سَيَكتُبُ..
وَالشّرَفُ الرَّسميُّ رَفيعٌ
وَالكَلِماتُ الحُرَّةُ عَورَهْ؟
الشّاعِرُ يَسألُ في حَسرهْ:
أيُّ شُعورٍ
سَيَظَلُّ لِشِعْرٍِ مَذعورٍ
ما بَينَ رَقيبٍ يَكتُبُهُ
وَرَقيبٍ يَتَولّي نَشرَهْ؟!
إن أصبح أمراً مَكروهاً
وَصْفُ المَكروهِ بِما يَكرَهْ
وَغدا ذِكْرُ السُّوءِ بِسُوءٍ
يُكتَبُ للذّاكِرِ سَيِّئةً
تَمحو بِكتابَتِها ذكِرَهْ
وَإذا ما أمسَتْ كَلِماتٌ
مِثلُ الحُريَّةِ والثّورَهْ
شِفْراتٍ لَيسَ لَها حَلٌ
إلاّ بالسَّيرِ علي الشَّفْرَهْ..
لَن يَبقي للشّاعِرِ إلاّ
أن يَنقُدَ أفلامَ السّهرَهْ
أو يَحكيَ عن سُوقِ الخُضرَهْ
أو يَعرِضَ أحدَثَ أدوِيَةٍ
لِعلاجِ الصّلْعَةِ والقِشرَهْ!
مِن شأنِ الشّاعِرِ بالأُجرَهْ
أن يَزعُمَ مِن غَيرِ حَياءٍ
أنَّ الماءَ بِجَوفِ الصّخرَهْ
أو يَسحَبَ بالدَّلْوِ سَماءً
راكِدةً في قَعْرِ الحُفرَهْ!
أو يَركَبَ صَهْوَةَ لُقمَتِهِ
وَيَجُوزَ بِها ثُقْبَ الإبرَهْ
لَيَصيحَ بِصَمْتٍ مَسدودٍ:
إنَّ لَدَينا صُحُفاً حُرَّهْ!
لكِنَّ الشّاعِرَ بالفِطرَهْ
المَسكونَ بِهَمِّ الدُّنيا
والسَاكِنَ في هَمِّ الهِجرَهْ
سَيُقَبِّلُ هامَةَ فاقَتِهِ
وَيُقَطِّعُ قامَةَ لُقمَتِهِ
أُضْحِيَةً لِنقاءِ الفِكرَهْ!
وَسَيَحمِلُ عَقْبَ طباشيرٍ
لِيَخُطَّ علي الحائِطِ شِعرَهْ.
عِندَئِذٍ يأتي الطُّوفانْ
وَسَيَصعُبُ حِينَ تَحَدُّرِهِ
فَرزُ السَّطْلِ مِنَ السُّلطانْ
وَسَيُبصِرُ حتّي العُميانْ
كَيفَ يَكونُ خَرابُ البَصرَهْ!