إلى عرفات الله

1955 إلى عرفات الله.wmv

إلى عرفات الله

غناء أم كلثوم

كلمات أحمد شوقي - ألحان رياض السنباطي

مقام هزام 1955

نقد وتحرير د.أسامة عفيفي

تعود أم كلثوم لأشعار أحمد شوقي بعد سلسلة أغنيات لأحمد رامي بهذه القصيدة التي اشتهرت بتعبيرها عن مشاعر المسلمين في موسم الحج بعد أن اختلف غرضها وشكلها

لكن رامي لم يكن بعيدا، فقد كتبها شوقي عام 1910 بقصد الاعتذار للخديوي عباس حلمى عن قبول دعوته لمرافقته في أداء فريضة الحج، وقام أحمد رامي بحذف نحو 40 بيتا من القصيدة الأصلية المؤلفة من 63 بيتا، وتعديل بعض الأبيات لتجنب شخصنة الخطاب إلى الخديوي مثل مطلع القصيدة "إلى عرفات الله يا خير زائر" بدلا من "إلى عرفات الله يا ابن محمد"، و"إذا زرت بعد البيت قبر محمد" بدلا من "إذا زرت يا مولاي قبر محمد"، ثم حذفت أم كلثوم بضعة أبيات أخرى للحفاظ على المسحة الصوفية للقصيدة

الموسيقى واللحن

تمهد للأغنية مقدمة موسيقية تكرس مقام الهزام الشرقي الأصيل بإيقاع الشرق الشهير "المصمودي" وتسمع فيها دقات الطبول كأنها وقع القافلة العربية

ويقترب لحن "إلى عرفات الله" كثيرا من القصائد الدينية التي غنتها أم كلثوم من أشعار شوقي وتلحين رياض السنباطي قبلها بنحو عشر سنوات مثل نهج البردة. يظهر ذلك في استخدام المقام الأساسي، الهزام، والمقامات الشرقية الأخرى مثل البياتي والصبا، كما يخلو اللحن من المقامات غير العربية الخالصة مثل النهاوند والعجم

بالإضافة إلى شرقية النغمات نستمع أيضا إلى بعض التيمات الشعبية خاصة في مقام الصبا في الأبيات الوسطى مع بداية البيت "ويا رب هل تغني عن العبد حجة". عرض وتحرير د.أسامة عفيفي، كلاسيكيات أم كلثوم - السنباطي، إلى عرفات الله

إلى عرفات الله ياخير زائر عليك ســـلام الله في عرفــات

ويوم تولي وجهة البيت ناظرا وسيم مجـال البشر والقسـمات

على كل أفق بالحجاز ملائك تزف تحــــايا الله والبــــركات

لدى الباب جبريل الأمين براحه رســائل رحمــانية النفحـــات

وفي الكعبة الغراء ركن مرحب بكعبـــة قصــاد وركن عفــــاة

وزمزم تجري بين عينيك أعينا من الكوثر المعسول منفجـرات

لك الدين يارب الحجيج جمعتهم لبيت طهور الساح والشـرفات

أرى الناس أفواجا ومن كل بقعة إليك انتهوا من غربة وشــتات

تساووا فلا الأنساب فيها تفاوت لديك ولا الأقــدار مختــــلفات

ويارب هل تغني عن العبد حجة وفي العمر ما فيه من الغفوات

وتشهد ما آذيت نفسا ولم أضر ولم أبغ في جهري ولا خطراتي

ولا حملت نفس هوى لبلادها ك نفسي في فعلي وفي نفثاتي

وقدمت أعذاري وذلي وخشيتي وجئت بضعفي شافعا وشكاتي

وأنت ولي العفو فامح بناصع من الصفح ما سوّدتُ من صفحات

ومن تضحك الدنيا إليه فيغترر يمت كقتيــل الغيــد بالبســـمات

إذا زرت بعد البيت قبر محمــد وقبلت مثوى الأعظُم العطـرات

وفاضت من الدمع العيون مهابة لأحمــد بين الستر والحجرات

وأشــرق نور تحت كل ثنيــة وضاء أريــــــج تحت كل حصاة

فقل لرسول اللــه يا خير مرسل أبثـــك ما تدري من الحســرات

شعوبك في شرق البلاد وغربها كأصحاب كهف في عميق سـبات

بأيمانهم نوران ذكر وســنة فما بالـــهم في حالك الظلمـات

وقل ربي وفق للعظائم أمتي وزين لها الأفعــــال والعـزمــــات