Kamel Al-Kholaei  كامل الخُلعي

كامل الخلعي - ملخص أعماله وإنتاجه

أعمـاله وإنتاجه الفني

قدم كامل الخلعي ثروة من الألحان تميزت بتعدد أشكالها وأنواعها ومقاماتها كما تميزت بدقة الصياغة والتأليف وجمال الألحان ، ومنها ما نظمه بنفسه ، بالإضافة إلى أعمال أخرى:

 1- موشحات لكامل الخلعي

يقول الخلعي في الموشحات لو كان أرباب هذه الصناعة ممن درسوا العلوم العربية لما كسدت لأنها العماد المتين والأساس الذى يشيد فوقه جميع طرق الغناء العربي، وفن الموشح سواء من حيث نظمه أو نغمه آية من آي الإبداع فلا يجوز بأي وجه من الوجوه أن نهمله أو ننزله منزلة القديم المهجور ونحبذ سفاسف الأمور

وللخلعي أكثر من مائة موشح نورد هنا قائمة بنماذج منها مقرونة بأسماء مقاماتها وأوزنها

موشحات لكامل الخلعي –  قائمة

 2- أوبريتات كامل الخلعي

لحن الخلعي أوبريتات عديدة وردت نصوص تسع منها في كتابه الأغانى للخلعي، واحتوت كل منها على 10 ألحان في المتوسط، ومنها أوبريتات اشترك فيها كامل الخلعي وسيد درويش معا كل بالحانه

أوبريتــات كامل الخلعي – قائمة

نماذج من ألحانه المسرحية – قائمة

 3- فن الأوبــــرا

 يقول الخلعي عن الفنون الموسيقية الغربية … وإلا فتعلم الصناعة الافرنجية أثمن ، وأعنى بها طريقة صياغة أنغام الأوبرا بدلا من كثير من الألحان التمثيلية المحشوة بالأغاني الركيكة البعيدة عن الطرب والذوق المسرحي معا وإني وأيم الله لا أعلم أي نوع هي من أنواع الموسيقى!

 لحن الخلعي عدة أوبرات منها:

 كارمن - ناييـــس روزينـا - كرمنينا - لويس الرابع عشر - روى بـــلاس - قيصر وكليوبـاترا

وهي روايات غنائية كبيرة مقتبسة عن الأدب العالمي قام بتعريبها معظمها الكاتب فرح أنطون ، وقد قرر الخلعي أن يفرد لها كتابا خاصا حيث أراد نشرها مع النوت الموسيقية لألحانها

 4- كتب لكامل الخلعي

من مميزات الخلعي الذي وصف في وقته بالعلامة أنه كان كاتبا جامعا وأكاديميا فكتب عدة مؤلفات منها

 وتميز في كتاباته بعناصر هامة:

ومن اللافت للنظر  تلك الروح الرياضية العالية التى قدم بها منافسيه من الفنانين ، فقد جمع في أكثر من كتاب إلى جانب أعماله من الموشحات والأوبريتات قوائم لفنانين من مختلف الطوائف جمع أعمالهم ونشر صورهم وحرص على الإشادة بهم فى كتابه كما أظهر تشجيعا كبيرا للفنانين الجدد في ذلك الوقت ، وهذا مما يحسب لأخلاقه العالية دون شك

ممن ذكرهم الخلعي وأشاد بهم – قائمة

من وصفه للفنانين والأدباء – قائمة

  5- موسيقى بحتة

كالمقدمات والبشارف ، وكان منها ما يستخدم كافتتاحيات موسيقية قصيرة فى أوبريتاته قبل الدخول في الافتتاحيات الغنائية مثل مقدمة نهاوند ، مقدمة سنبلة   مقدمة جهاركاه وغيرها

  6- إضافات فنية للخلعي

* أوزان جديدة

ابتكر كامل الخلعي بعض الأوزان منها:

ويقول الخلعي عن سبب قيامه بوضع هذه الأوزان الجديدة، طريقته التى ابتكرها فى التلحين، وهى العمل على مطابقة الميزان الشعري بالميزان الموسيقي، فلا يكون في الغناء قصر فيما يجب مده من الحروف ولا مد فيما يجب قصره منها، كما يطالب الأجيال الجديدة من الفنانين بأن يخترعوا أوزانا تنطبق على الأوزان الشعرية أو يضعوا أوزانا حديثة

* النوتة الموسيقية

كان الخلعي أول من نبه إلى ضرورة توافق كتابة النوت الموسيقية للألحان العربية مع النوتة الغربية التي توافق الطبقات الحقيقية للأصوات ، وكان الفرق خمس درجات كاملة أعلى في كتابة الأسماء التي يقصد بها نفس الأصوات ، مما يجعل الغناء مستحيلا في بعض الأحيان ، وقد ذكر هذه الملحوظة في كتاباته ثم أقر مؤتمر الموسيقى العربية الأول بالقاهرة العمل بها عام 1932 حين اعتمد توحيد كتابة النوتة وربطها بدرجة الصوت الحقيقية واستمر الحال كذلك حتى الآن

ولنضرب مثلا نشيد بلادي بلادي لسيد درويش وموشح في هوى حاوي البها لكامل الخلعي

واللحنان من مقامان متشابهان لكنهما يختلفان فى الطبقة الصوتية

والسبب أن العجم يكتب عند الأتراك فا كما يقول الخلعي ، فإذا تم تخفيض خمس درجات لتطابق سي بيمول أصبح غناؤها ممكنا ، وعليه فحتى  يؤدي أوركسترا غربي موسيقى شرقية كتبت على الطريقة التركية القديمة يجب تعديل النوتة بتخفيضها لتطابق الطبقة الحقيقية

* تصنيف المبدعين

قام كامل الخلعي بوضع تصنيفات وتعريفات محددة للمبدعين لمنع اختلاط الأوراق وحفظ حقوق الإبداع

كامل الخُلعي 1870 - 1938 / بحث وتحرير د.أسامة عفيفي

فنان موسيقي عرف بتمكنه التام من العلوم الموسيقية وأستاذيته لعديد من الفنانين، عاصر أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ووصفه معاصروه بالعلاّمة

كان الخلعي موهبة موسوعية لم تقتصر على الموسيقى بل امتدت إلى الشعر والرسم والخط العربي، ومن أشعاره غنت أم كلثوم ما لحنه زميله داود حسني. عاصر كامل الخلعي أسماء كبيرة من الفنانين الرواد مثل محمد عثمان، عبده الحامولي، سلامة حجازي، سيد درويش، محمد القصبجي، زكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب، وزامل في أوج نشاطه الفني داود حسني لسنوات عديدة وكانا ينتميان لنفس المدرسة الموسيقية تقريبا وتنافس الاثنان في الإبداع الموسيقى كما عاصرا سيد درويش عن قرب وأعجبا بفنه وكانا يحضران مسرحياته بل وبروفاته

عرف عن كامل الخلعي إتقانه التام لفن الموشحات التي ألف منها العشرات، كما قدم العديد من الأعمال الموسيقية المسرحية في قالبي الأوبريت والأوبرا، وألف عدة كتب في الفنون الموسيقية جمع فيها بين التأريخ والتعليم والنقد الفني

كامل الخلعي - حياته وفنه

حيــاته وفنــــه

ولد محمد كامل الخلعي بالاسكندريه عام 1870 ، أحب الموسيقى والغناء منذ طفولته ، وكان والده ضابطا بحامية الإسكندرية يهوى القراءة وأنشأ فى منزله مكتبة ضمت الكثير من الكتب تعلق بها كامل الذي حفظ الكثير من الشعر العربي

ترك كامل الإسكندرية إلى القاهرة مع ابيه واستقر مقامه بها حيث أكمل دراسته ، توفيت أمه وتزوج أبوه بزوجة لم تحسن معاملته فاضطر للاستقلال بحياته مبكرا ، وكان عليه أن يعمل ليؤمن معيشته فعمل مدرسا أحيانا  وخطاطا أحيانا أخرى ، وكان مما خطه إعلانات مسرح الشيخ سلامة حجازي

عام 1896 التقى بالشيخ أحمد أبو خليل القباني أحد علماء الموسيقى وقتئذ وسافر معه الى الشام، والآستانه عاصمة الدولة العثمانية وبغداد والموصل ثم عاد بعد ثلاث سنوات  زادت خلالها خبراته الأدبية والفنية

قام الخلعي أيضا برحلة إلى بلاد الحجاز وقدم بعض فنونه هناك وقام أثناء رحلته بدراسة الفنون الحجازية

سافر في بعثة علمية إلى فرنسا وعاد إلى مصر بعد عامين تعرف خلالهما إلى الآداب والفنون الفرنسية

عام 1905 انضم كامل الخلعي إلى فرقة مسرح الشيخ سلامه حجازي منشدا

تفرغ الخلعي بعد ذلك لإبداع غزير أنتج تراثا قيما فى فنون الموسيقى والتلحين والمسرح الغنائى كما كتب عدة كتب موسيقية وله العديد من الموشحات المتميزة، وكان حريصا فى إنتاجه على نهج الأصول والقواعد الكلاسيكية العربية التى تعمق فى دراستها وتحليلها

كان الخلعي على قدر عال من الثقافة العامة والموسيقية ، فهو يسترشد في كتاباته بقراءاته لإسحق الموصلي وشاعر المعتصم عبادة القزاز وشاعر المأمون ابن ذي النون والشيخ شهاب كما يذكر الكتاب الغربيين مثل فيكتور هوجو وغيره، ويشجع الكتاب والمترجمين على تعريب الآداب الأوربية

كلف كامل الخلعي غيره من الموسيقيين من قادة الفرق غير الملحنين بكتابة النوت الموسيقية لألحانه خاصة المسرحية، ومن هؤلاء :

عبد الحميد علي ،إلياس تليماك ، المسيو جان الطلياني ، باستور ينو الطلياني ، عبد الواحد السكندري ، محمود خطاب

الخلعي أستاذا للقصبجي

كان كامل الخلعي صديقا لوالد الفنان محمد القصبجي ، الشيخ علي إبراهيم القصبجي ، المنشد والمقرئ الذى كان على دراية كبيرة بعلوم التدوين الموسيقي ، وتقارب الاثنان إلى أن تعلم القصبجي الصغير من علوم الخلعي الكثيرة وأخذ عنه كثيرا من الموشحات وفنونها

نقـــد كامل الخلعي

 1- يندرج اسم الخلعي تحت عنوان علماء الموسيقى أكثر منه تحت أعلام الموسيقى  ، ورغم إنتاجه المتفوق والغزير لم يحقق من الشهرة ما تحقق لملحنين آخرين ، لكنه قد خط لنفسه اسما عاليا يعرفه كل من درس الموسيقى العربية

 2- اهتم الخلعي بإنتاج الكثير من القوالب الغنائية الأقدم ، مثل الموشحات ، ورغم إنتاجه المسرحى الكبير والذي يقارب ما قدمه سيد درويش إلا أن التزامه بالتنغيم قبل التعبير جعل موسيقاه تنتمي إلى المدرسة القديمة منها إلى التجديد الذي كانت الموسيقى في حاجة ماسة إليه

3 - أيد الخلعي ومارس طريقة قدماء الملحنين في وضع اللحن أحيانا قبل نظم الكلمات ، وهو يرى الموسيقى هدفا في حد ذاته بينما تسير المدرسة التعبيرية الحديثة عكس هذا الاتجاه تماما ، ونلاحظ أن محمد عبد الوهاب سار على هذا النهج في كثير من ألحانه إلا أنه من المعروف أن بعد وفاة رائد المدرسة التعبيرية سيد درويش تراجع التعبير لصالح التنغيم فى ردة واضحة وعاد الطرب ليصبح سيد الساحة

عام 1938 توفي عن 68 عاما واحد من أكبر علماء الموسيقى العربية قدرا واحتراما .. الموسيقار كامل الخلعي، بحث وتحرير د.أسامة عفيفي، كامل الخلعي، حياته وفنـه، أعماله وإنتاجه الفني 

نماذج من أعمال كامل الخلعي –  نصوص وتسجيلات

كامل الخلعي ساخرا

في إحدى قصائده قام الخلعي بالهجوم الشديد على دخلاء الفن في هجاء لاذع ، يقول مطلعها

ومغن إن تغنى أوســـع الندمان غمــــا صوته سـوط عـذاب ليتني كنت أصما

كفه والدف عكس يبــــدل التكات تمـــا دفه يدوي كصـوت الرعد للآذان صما

أحسن الجلاس حظا كل من كان أصما جاء في التنزيل عنه أنكر الاصوات حتما

في أواخر حياته اشتد الزمان على هذا العبقري فعمد إلى صورة غاية في السخرية للتعبير عن سخطه واحتجاجه على قيم المجتمع المقلوبة االتي أغنت الدجالين والجهلاء وأفقرت أهل العلم والعلماء ، فماذا فعل؟ لقد قرر العمل كماسح أحذية! ويحكى أنه دخل الى أحد مقاهى القاهرة ذات مرة حاملا صندوقه، فأشار إليه أحد الجالسين يطلب مسح الحذاء ، لكن المفاجأة أذهلت الجالس فقد عرف فيه صديقا وزميلا وفنانا، وتنبه كامل إلى صديقه القديم محمد العقاد أشهر عازفي القانون، الذى قام ليعانقه متأثرا إلى حد البكاء ، ثم دار بينهما حديث أراد بعده العقاد أن يقدم إليه بعض المال فلم يقبل الخلعي وأبى أن يأخذ أكثر من أجرة مسح الحذاء ، دليلا على أنه كان يعبر عن احتجاجه أكثر منه عن احتياجه…!

لا يعرف على وجه التحديد كيف انقلب الحال بكامل الخلعي من موسيقي ميسور الحال بحكم اشتغاله بالتلحين للفرق المسرحية ، وتمكنه من نشر عدة كتب تتكلف الكثير من المال نظرا لاحتوائها على العديد من الصور والنوتات الموسيقية ، ولو أنه يبدو أنه كان يستعين بأحد الأمراء أو الوجهاء لتمويل نشر تلك الكتب ، إلا أن أحواله المادية تدهورت في أواخر حياته بينما ازدهرت حياة العديد من الفنانين المعاصرين له ، ويرجح أنه صرف الكثير على أبحاثه وكتبه التي لم تجد جمهورا إلا بين المتعلمين وهواة الموسيقى وهم قلة ، كما يبدو أن هناك سببا أهم من ذلك وهو عزوفه عن مسايرة تجارة شركات الاسطوانات التى لم يكن يهمها كثيرا نشر الأعمال الجادة كأعمال الخلعي ، ومن المعروف أن سيد درويش ايضا تعرض لضائقة مالية خطيرة لأسباب مشابهة ، وكذلك بديع خيري ، وهي أسباب تحسب لهؤلاء الرجال على أي حال في أوقات لم تعرف فيها حفلات التكريم ولا تقليد الفنانين الأوسمة والنياشين. ولكن حسبهم أن يتذكرهم ويضيء سيرهم أجيال لم تعاصر حياتهم وإنما عاصرت أرواحهم الخالدة وفنونهم الرائدة