الرسالة الخالدة

بقلم الأستاذ/ لؤي عبد الله

 

 

الإسلام هو الدين الخاتم .. وهو الذي بعُث به النبي صلى الله عليه وسلم .. والمرسلون من لدن نوحٍ وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام أجمعين .. كلهم بعثوا بمنهج واحد (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) ..

 

ثم جاء أتباع الهوى فغيروا في دين الله تعالى .. فاتبع اليهود أحبارهم .. والنصارى رهبانهم .. فبدلوا الشرائع .. وأدخلوا في العقيدة السمحة ما ليس منها..

 

فجاء نبينا عليه الصلاة والسلام .. أرسله ربه بالحق بشيراً ونذيراً .. فهدى من الضلال .. وأنار به الأبصار .. وأخرج به من الظلمات إلى النور .. فأسعد الكون وازدانت به مضر ..

 

من نسل هاشم محفوف بمكرمة ::  مبجل برداء الوحي مؤتزر

لا يملك الناس أن يُحصوا مناقبه :: وإن تقاطر بادو الأرض والحضر

 

فانتشر الإسلام .. وعمت الخيرات .. ودانت الأرض قاطبة ..  ثم لم تلبث النهضة العارمة أن بدأت تخبو شيئاً فشيئاً .. وذلك حين بعد الناس عن ربهم .. وتركوا دينهم .. وهجروا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ..

 

واستحدثوا في الدين المحدثات .. وظهرت الملل والنحل ..  والفتن المضلات .. مصداقاً لحديث الصادق المصدوق أن اليهود والنصارى افترقت وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وهي التي تبقى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فهذه الفرقة هي الأصل وغيرها تفرقت منها واختلفت عنها فضلت الطريق واتبعت الشياطين ، هذه الفرقة هي الفرقة الناجية التي بقت على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهي فرقة السنة والجماعة وأهلها متفقون في أصول الدين وكثير من فروعه.

 

ولما كانت دعوة الإسلام .. دعوة خــالدة .. عالمية .. كان لابد من السعي لنشرها بين الورى وبشتى وسائل الدعوة من المنابر واللقاءات والمحارات والمطويات ولهذا آلت الصيحة على نفسها أن تجد لها قدماً وسط سوق النشر الإلكتروني بعد أن أمضت زهاء عقدين من الزمان حبيسة جدران الحارة السابعة بمسجد المهداوي .. غير أنها .. وبجدرانها .. قد أثرت في كثير من قرائها من الأجيال المتعاقبة .. فتركت فيهم أثراً خالداً ..

 

وقد شيعت الصيحة عدداً من فرسانها إلى دار الخلود .. نسأل الله تعالى لهم الرحمة والمغفرة والدرجات العلى من الجنة .. وأن يكون من بقي منهم على قيد الحياة .. أن تكون حياته زيادة له في الخيرات .. ورفعة في الدرجات .. وموته شهادة وحسن خاتمة ..

 

 والحمد لله أولاً وآخراً ..

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ..

 

المحرر..

الصفحة الرئيسية - مأسدة الصحابة - تباشير السلام - صوتيات