كوكبنا الأرض على قياسنا أيها السادة الكرام، كائن حي مثلنا، ننتمي إليه شئنا أو أبينا. إنه خُلِق من قبلنا لنكون خلفاء فيه. فهو جزء منا، ونحن جزء منه. معاناتنا معاناته، والعكس صحيح. ليس هناك انفصال مستقل في المعنى أو الجوهر، وإلا لماذا أكرمنا الله بالخلافة وأكرمه بالوجود مِن قَبْلِنا لقول الله تبارك وتعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ صدق الله العظيم. (سورة البقرة الآية 30). وقوله تعالى: إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71) وكذلك قوله سبحانه وتعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ(20) (سورة الروم). وقوله سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) (سورة الإسراء 54) وأليس أرواحنا كريمة لقول الله تعالى وتبارك: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (
29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (
30) (سورة الحجر). أليس الأرض كريمة بالحياة على باقي كواكب المجموعة الشمسية؟ أليس قدرة الله تتصرف في الأرض وفينا على السواء وكذا لطفه وجماله وجلاله؟ أليس ما في الأرض أو قل ما في الكون يسبح لله مثلنا لقوله سبحانه وتعالى: يسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) (سورة الجمعة).