امتداد روحي ونشاط علمي مكثف

مقتطفات من كتاب تحفة الأنوار فيما كان للعالم الصوفي والشيخ المربي سيدي الحاج الأمين الروسي من المعارف والأسرار وما لوارثه نجله عبد الجليل من نور واستبصار للفقيه العلامة خديم العلم والصوفية، ورائد الطريقة العجيبية الدرقاوية الشاذلية سيدي عبد السلام العمراني الخالدي

إن أستاذنا الجليل الناصح الأصيل الشيخ المربي لمن عاصره في كل جيل، حبر العلماء والصلحاء، سيدي الحاج الأمين الروسي الحسني لم ينته ركبه بوفاته بل خلفه نجله النبيل سيدي عبد الجليل ذا المقام الأزهر الأنور والمقال الأغر بشهادة والده رضي الله عنه.

المسار الروحي

أخذ الأستاذ الدكتور عبد الجليل الروسي الحسني منذ صغره عن الجبل الطود الشامخ والشاهق المربي الفقيه العلامة الشيخ سيدي الأمين الروسي الحسني علوم الدين وموادا في السلوك وآداب الطريق وواجباته وأسراره وفتوحاته علما وعملا. وعندما أنهى دراسته العلمية الجامعية بأوروبا تابع ملازمة الشيخ رحمه الله 24 سنة حيث كان في خذمته طيلة هذه السنوات. بها ومنها كثف حضوره وتعليمه فحفظ بذلك منهج الأقطاب الذين تحققوا ذوقا وسلوكا بشهادة والده رحمه الله . والواقع أنه منذ صغره بدأ تعليمه الروحي بجدية السالك وهو لا يتجاوز إحدى عشر سنة من عمره. كان يصاحب والده الشيخ سيدي الأمين قدس الله روحه إلى مسجد الزاوية المصباحية بالعرائش بحيث كان يقوم بسرد الحكم العطائية والشيخ يقوم بشرح معانيها.

كما أن الشيخ البركة المربي الفقيه سيدي يوسف كوناتي القادري المسكاني شيخ الطريقة القادرية المسكانية له شهادات روحية غالية -نتيحة الصحبة التي بينهما- في حق سيدي عبد الجليل رضي الله عنه معبرة عن صفاته بين أهل الله العديدة الجليلة القدر والمكانة. هذه الشهادات جعلها سيدي يوسف قصائدا مخلدة للعلاقة التي تربطه بحبيبه وصاحبه سيدي عبد الجليل الروسي الحسني كالعلاقة التي ربطت مولانا جلال الدين الرومي بحبيبه شمس الدين التبريزي. زيادة على تردد اسم الشخصي عبد الجليل والإسم العائلي الروسي بكثرة فيمكن للقارئ أن يلاحظ أيضا إعلاء قدر سيدي عبد الجليل في طريق القوم. فإنه أشاد به وعدّه من الذين تجلت فيهم مظاهر الإنسانية التي تنجدب إليها أرواح السالكين. فبقصائده هاته جعل شيخنا المحبة قطب أقطاب التوجه لله ابتغاء لوجهه سبحانه وتعالى وتحقيق الوصال به وجعل منه مدرسة كما سبق ذكره على لسان والده رحمه الله.

وقال فيه أكرمه الله

أنت الحبيــب الأعظم***مـــن أمّ فضلك يغنـــم

أنت السراج الأنـــور***والليــــــل داج مظلم

للسالكين إلـى الرضا***أنت الطريــق الأقوم

ولكل من هـو عــارج***إليــه أنـــت السّلّــــم

يا بن الأمين الشاذلي***أنت الكريـــــم الأكرم

عبد الجليـل العــارف***بالله دومـــــــــا تكرم

لا زلت لي ركناً ركيــــ***زًا والحوادثُ تُضْرمُ

أرجوك يا ابن السادة***قـــــوم كــرام أنْجُـــم

فــي كلّ نـازلة بنـــــــا***عونـــا فأنت الْجيْلَمُ

ثم الصلاة علــى النبي***عليه ثـــم أسلـــــــم

وأنشد فيه بعد شوق أصيل له قائلا

طال شوقي إلى ابن الشيخ الأمين***بلسم القلب زمزم الأتقيـــــــــــــاء

سيدي العــــالم الجليل المربـــــي***قبلة العـــــــــــــــاشقين والفقراء

نـــــــاصر الدين من سلالة إدريــــ***س الكبير الشريف بحر العطــــاء

مبتغــــــى رحمة الرحيم ومرضــــا***ة الكريم بصحبة الأوليــــــــــــاء

مفخر المغربــــي الإسلامي العريق***ومنــــــــــار الهدى ونجم اقتداء

سيدي نور عيني عبد الجليل الــــــ***حسنـــــــــيّ الإنتساب والإنتماء

كم أحنّ إليكم يــــا تـــــــاج رأســـي***حنين الصادي إلى شرب المـاء

أنت شمــس الزمــــــان وارث أسرا***ر الطريق الروسي وكنز المناء

كــــــامل الزهد طيّب الخلــــــق بشّ***وكريم من سادة كرمــــــــــــــاء

أنت في العصر مظهر النور فينــــــا***ومجلى الصفات والأسمـــــــاء

نيّر القلــــب نيّر الوجـه يجلــــــــــو***وجهك النيّر دجى الظلمــــــــاء

أسأل الله ربّنـــــــــــا أن يعافيـــــــــ***ـــــــكم بجاه الحبيب من كل داء

الشيخ المربي سيدي الحاج يوسف كوناتي القادري شيخ الطريقة المسكانية القادرية