إن أستاذنا الجليل الناصح الأصيل الشيخ المربي لمن عاصره في كل جيل، حبر العلماء والصلحاء، سيدي الحاج الأمين الروسي الحسني لم ينته ركبه بوفاته بل خلفه نجله النبيل سيدي عبد الجليل ذا المقام الأزهر والأنور والمقال الأغر.
المسار الروحي
أخذ الأستاذ الدكتور عبد الجليل الروسي الحسني منذ صغره عن الجبل الطود الشامخ والشاهق والده المربي الفقيه العلامة الشيخ سيدي الأمين الروسي الحسني رحمه الله علوم الدين وموادا في السلوك وآداب الطريق وواجباته وأسراره وفتوحاته علما وعملا. وعندما أنهى دراسته العلمية الجامعية بأوروبا تابع ملازمة والده الشيخ رحمه الله في ما بين 1992 م و2014 م حيث كان في خذمته طيلة هذه السنوات. بها ومنها كثف حضوره وتعليمه فحفظ بذلك منهج الأقطاب الذين تحققوا ذوقا وسلوكا بشهادة والده رحمه الله وشهادتنا وشهادة بعض أعلام الطريق ليصبح أمين سر الطريقة ومنارها حيث يقول الشيخ سيدي الأمين رحمه الله في وصيته.
"للعبودية أثر فعال في أحكام شرع الله رواية وذراية وتطبيقا على النهج الذي سلكه العارفون بالله قاطبة وشيوخ الطريقة الشاذلية الدرقاوية رضي الله عنهم وأرضاهم خاصة للمحافظة على عهود الآباء التي توارتتها الأبناء منذ عهد صاحب الرسالة المحمدية إلى الآن، فكان ممن شملته العناية الربانية، وعمته الألطاف الإلهية، وحفته الهداية الصمدية، وتنورت بصيرته بالأنوار القدسية ابني البار الأستاذ الدكتور سيدي عبد الجليل الروسي الحسني بعدما أخذ عني سلوكا وآداب الطريق وواجباته وأسراره وفتوحاته، فهو الحافظ لمنهج الأقطاب الذين تحققوا ذوقا وسلوكا ومقاما".
منذ صغره كان يصاحب والده الشيخ سيدي الأمين قدس الله روحه إلى مسجد الزاوية المصباحية بالعرائش بحيث كان يقوم بسرد الحكم العطائية والشيخ يقوم بشرح معانيها. والواقع يقال أنه هناك بدأ تعليمه الصوفي بجدية السالك وهو لا يتجاوز إحدى عشر سنة من عمره.
كما أن الشيخ البركة المربي الفقيه سيدي يوسف كوناتي القادري المسكاني شيخ الطريقة القادرية المسكانية له شهادات روحية غالية في حق الحافظ سيدي عبد الجليل رضي الله عنه معبرة عن صفاته بين أهل الله العديدة الجليلة القدر والمكانة. هذه الشهادات جعلها سيدي يوسف قصائدا مخلدة للعلاقة التي تربطه بحبيبه وصاحبه سيدي عبد الجليل الروسي الحسني كالعلاقة التي ربطت مولانا جلال الدين الرومي بحبيبه شمس الدين التبريزي. زيادة على تردد اسم الشخصي عبد الجليل والإسم العائلي الروسي بكثرة في ديوانه، يمكن للقارئ أن يلاحظ أيضا إعلاء قدر سيدي عبد الجليل فإنه أشاد به وعدّه من الذين تجلت فيهم مظاهر الإنسانية التي تنجدب إليها أرواح السالكين. فبقصائده هاته جعل شيخنا المحبة قطب أقطاب التوجه لله ابتغاء لوجهه سبحانه وتعالى وتحقيق الوصال به وجعل منه مدرسة كما سبق ذكره على لسان والده رحمه الله.
وله أيْضً ا زاده الله تعالى معرفة وعلما وفيْضًا هذه قصيدة عصماء في مدح فضيلة الدكتور العارف بالله السيد الشريف عبد الجليل الروسي الحسني شيخ الطريقة الشاذلية الدرقاوية الروسية الحسنية في المملكة المغربية زادها الله تعالى شرفا وأمنا، نظمتها وفاء لعهد المحبة الذي بيننا، فإنه خير من يعتصم بمحبته الصادقون، ويتنافس في مدحه والثناء عليه المادحون، فكيف لا وهو رجل في كل معنى الرجولة، وفارس ميدان البطولة، إضافة إلى شرف نسبه الحسني، وطرف حسبه السني، فنسأل الله له توفيق الطلب، ومراعاة ما للعبودية الخالصة من أدب، فإنه ربّنا الكريم ذو الفضل العظيم فقلت من بحر الطويل، وأوائل حروف القصيدة على منوال: "الدكتورعبدالجليل الروسي فخر الدين"نسأل الله خير وخير ما فيها: