إن أستاذنا الجليل الناصح الأصيل الشيخ المربي لمن عاصره في كل جيل، حبر العلماء والصلحاء، سيدي الحاج الأمين الروسي الحسني لم ينته ركبه بوفاته بل خلفه نجله النبيل سيدي عبد الجليل ذا المقام الأزهر والأنور والمقال الأغر.
إن البروفيسور بيير لبنيك من جامعة لوفان البلجيكية شهد له حينه بالكفاءة العالية والعلم الوافر حيث قال فيه: " منذ عدة سنوات ، تمكنت من متابعة دراسات السيد الروسي الحسني عبد الجليل. خلال تمارين "مختبر الفيزياء العامة" ، أظهر حسًا حاسمًا تم تطويره من خلال استكشاف التفسير المادي لهذه الأنواع من القياسات قدر الإمكان. كنت قارئًا لرسالة أطروحته المتخصصة في الفيزياء الذرية. خلال عام تخصصه ، تمكنا من التعاون في دراسة المواد المستخدمة في العلاج بالنيوترون. في ضوء صفاته العلمية الممتازة ، قمت بتعيينه كطالب دكتوراه لزميلي الأستاذ هانس يورغ اليزي في ETHZ زوريخ. في رأيي ، من بين الشباب المغاربة الذين يدرسون في أوروبا ، تعتبر مسيرته العلمية أكثر تميزًا. بالمقارنة مع الطلاب البلجيكيين ، على حد علمي ، فهو في مجموعة الـ 20٪ الأولى.".
ثم انتقل إلى المعهد العريق الفيديرالي السويسري للتكنولوجيا بزوريخ سويسرا ليحصل على دكتوراه الدولة على يد البروفسور هانس يورغ الليزي الذي أخذ بدوره عن عمالقة علوم الفيزياء ولفغنغ بولي وبول شرير وآخرون. عمل في نفس المعهد أستاذا مساعدا وباحثا في المعهد النووي السويسري لسنوات عديدة. يقول فيه البروفيسور الدكتور هانس يورغ اليزي ما نصه:" ..إحاطتي الدقيقة الأولية بالبروفيسور الدكتور عبد الجليل الروسي الحسني ترجع إلى فترة 1986-1992 عندما كان يهيئ دكتوراه الدولة داخل مجموعتي للأبحاث في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا بزوريخ. لقد كرس طول أوقاته وقدراته العلمية للمشروع. قوته في طموحه. من أجل جودة عالية للنتائج، جمع بين الخبرة والثقة الكاملة في العمل... يجب أن أضيف أن صداقتي به قد وسّعت فهمي الشخصي لثقافتينا.
كما قال فيه البروفسور الدكتور بيتر غوسميت من نفس المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا بزوريخ ما نصه:" لعدة سنوات عملت جنبا لجنب مع البروفيسور الدكتور عبد الجليل الروسي الحسني. أعتبره فيزيائيا ممتازا.. عنده الملكة الوافرة التي يتسم بها كل عالم حقيقي التي تجعله قادرا أن يعرف بشكل حدسي ومباشر المظاهر المركزية للمسائل العلمية فيسهل آنذاك حلها بالنسبة له وبالنسبة للذين يعملون معه.. كان لي الشرف الكبير عندما أتيحت لي الفرصة أن أعمل معه. فأنا جد متيقن أن هذا الشرف حصل أيضا لزملائي.