يَا نَفْحَةَ الْأَسْرَارِ دُومِي

عِطْرُكَ حَبِيبُ رُوحِي

 وَمَرْكَزُ شَمْسِ عَرُوسِكَ نُورِي

انْفُخِي عَبْرَ الْأَقْطَارِ وَالْبِحَارِ

 تَصَاعَدِي.. انْتَشِرِي

فَوْقَ الْمِيَاهِ..وَالْجِبَالِ

وَسِيرِي سَيْرَ الطُّيُورِ

 وَتَرَبَّعيِ قَلْبَ السَّالِكِ

دُورِي يَا نَفْحَةَ السِّرِّ

 دَوْرَةَ الْعِلْمِ وَالْوِصَالِ

خَارِجَةَ الْحُدُودِ وَالزَّمَانِ

ثُمَّ ..

أَيَّتُهَا النَّفْحَةُ، وَاصِليِ

لَقَدْ تَمَّ الْتِقَاطُ عَبِيرِكِ

فَدُومِي..

من ديوان الحافظ أ.د. عبد الجليل الروسي الحسني "زغاريد الفجر"

دَعْ مَزَامِيرَ الْغَفْلَةِ وَاسْمَعِ

زَغَارِيدَ الْأَطْيَارِ وَتَمَتَّعِ

عُودٌ يُغَطيِّهِ "الطَّارُ" وَالطِّبْلُ وَمَا عَدَاهُ

ليَفْرَحَ الْقَلْبُ وَيَسْمُو بِالتَّسْبيِحِ فَافْهَمِ

هَذِهِ لَيَالِينَا يَا مَنْ يَرْغَبُ طَرِيقَ الْحَقِيقَةِ

هَذَا مَطْلَعُ فَجْرنَا فَاصْبِرِ

يَا قَلْبُ قِيلَ: مَاذَا عَلىَ الْكَرِيمِ تَرْتَجِي؟

قُلْتُ وَاللهِ رِضَاهُ أَغْلىَ وَأَبْقَى عِنْدِي مِنْ جَنَّتيِ

زَادَ غَرَامِي لمَـَّا عَلِمْتُ أَنيِّ

أَهْوَاهُ وَمَا هُوَ إِلاَّ مُرَادِي

تَاللهِ مَا مِتُّ إِلاَّ وَذِكْرُهُ فيِ لِسَانيِ

وَمَا حُيِّيتُ إِلاَّ جَنَيْتُ ثِمَارِي

فَحَقِقْ رَجَائِي إِلَهِي كَمَا نُدِي

وَاكْفِينِي شَرَّ نَفْسيِ أَزْكَى مَكَاسِبيِ.

من ديوان الحافظ أ.د. عبد الجليل الروسي الحسني "زغاريد الفجر"

لَيْتَ الْحُلْمُ يَرْوِي

الْفُؤَادَ..

وَلَيْتَ الْحِلْيَةُ تَغْنيِ

عَنِ الِجَمَالَ...

وَلَيْتَ اللِّبَاسُ يَرْفَعُ

قَدْرَ الْإِنْسَانَ....

وَلَيْتَ الشُّهْرَةُ تُفْرِزُ

الْأَقْوِيَاءَ...

وَلَيْتَ الِابْتِسَامَةُ تُخْفِي

الأَوْجَاعَ...

لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقْتَرِبَ مِنْ الْحَقِيقَةِ

وَأَنْتَ عَلىَ صَخْرِ الشَّاطِئِ

أَوْ فيِ جَوْفِ بِئْرٍ نَاشِفٍ

هَرِمٍ...

لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَبْحُرَ..

لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَسْمُو إِلىَ السَّمَاءِ

لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَسْمَعَ المِْيَاهَ وَلاَ الرِّمَالَ

وَلاَ الِإِنْسَانَ..

وَلاَ أَنْ تَسْتَنْشِقَ عَبِيرَ الرَّيْحَانَ

وَقَصْدُكَ عَنْهُ هَائِمُ

اسْتَفْتيِ نَبَضَاتِ قَلْبِكَ

وَاسْأَلْهُ عَنْ عَرْشِ رَبِّكَ

تَرَى جَمِيلَ بَصِيرَتِكَ.

من ديوان الحافظ أ.د. عبد الجليل الروسي الحسني "زغاريد الفجر"

إِذَا هَبَّتْ عَلَيْكَ عَوَاصِفُ

النِّسْيَانِ وَنَادَتْكَ الْعِلَلُ

فَمَنْ يُقَرِّبُكَ مِنْهُ بَعْدُ؟

هُوَ الْقَلْبُ كَانَ وَمَا زَالَ

بِالرَّجَاءِ مُتَعَلِّقُ

فَأَيُّ مَفَرٍّ مِنْ ظُلْمَةِ الْجَفَاءِ

إِذَا دَاهَمَتْكَ الظُّنُونُ؟

فَاشْدُدْ عَلىَ ذِكْرِ الِحَبِيبِ تَوَاصُلاً

فَذِكْرُهُ وَاللهِ حُبٌّ يَقْطَعُ الْبُعْدُ

وَمَهْمَا كَانَتْ غَفْلَتُكَ يَا أَحْمَقُ سَهْوًا

فَعَفْوُهُ يَا تَائِبٌ هُوَ الْأَصْلُ

فَيَا مُنَايَ جُديِ عَلَيَّ بِالْوَصْلِ

وَاعْفُ عَلىَ مُِسيء

قَدْ تَابَ بِفَضْلِكَ مِنْ قَبْلُ

قُرْبُكَ خَلَتْ مِنْهُ الْمَعَاصيِ

لِكُلِّ نَاظِرٍ وَلَوْ كَبُرَتْ

فَأَيُّ مَعْصِيَة أَكْبَرُ مِنْ عَمَاءِ

 الِْبَصِيرَةِ يَا جَاهِلُ؟

فَيَا رَبيِّ بِجُودِكَ هَوِّنْ عَلَيَّ

فَعِشْقيِ مُلْتَهِبٌ

وَعِزَّتُكَ تَوَسُّليِ بِهَا أَنْتَعِشُ.

من ديوان الحافظ أ.د. عبد الجليل الروسي الحسني "زغاريد الفجر"

أقبل عليه أيها المحب..أقبل

إنه محراب قلبك الذي لا يغيب

أقبل عليه أيها الحبيب أقبل

على قبلة العشق الوحيد

لا يهم مذهبك ولا لونك..

ما دمت عنه لا تغيب

تعال إليه.. إلى حفل بهائه

لتجسد ما يقوله كل الوجود

بلا كلمات ولا حروف

عن ابداعه في كل البطون

أقبل عليه أيها الحبيب

وارقص رقصة النخيل

وحرك وجدانك تحريك النحل..

والفَراش الجميل

أقبل عليه أيها الحبيب

وارقص رقصة الورود والزهور

في بساتين القلوب وحدائق ملك الملوك

وانشر في فضاء الكون والملكوت نسيم الخلود

فعبيرها خلاص لمن يريد الصعود

أقبل عليه أيها الحبيب

وارقص رقصة الماء

على سطح البحار الزرقاء

أقبل عليه أيها الحبيب

وارقص رقصة الأنوار

بين النجوم والأفلاك

لترى أن قوته سبحانه هي قدرته

وأن كماله.. أحاديته..

واشهد..

أن خلاصهم وصاله.

 من كتاب زغاريد الفجر  

 الفقير إلى الله أ.د  عبد الجليل الروسي الحسني   

 حفظه الله   

لقد طلعت شمس العيد وعندها

رأيت إخواني قد شملهم الغفرانُ

هذا عبد الجليل أخوكم يهنئكم

بما فزتم به وقد أحسن رمضانُ

فلا تبخلوا علينا بحسن دعائكم

راجين الله أن يعمّ علينا الامانُ.

                أ.د. عبد الجليل الروسي الحسني 

                     حفظه الله