مفتاح التأكيد الذاتي اليومي - تنمية بشرية
مفتاح المرايا - تنمية بشرية
هذا الكتاب يتسم بطبيعة خاصة ..
حيث أنه ليس كتابا عاديا بغرض المطالعة للتعلم فقط ..
لكنه كتاب تعليمي تدريبي ، يمكنك أن تستخدمه كتابا ومذكرات خاصة في الوقت نفسه
كما أن الكتاب يحتوي على الكثير من النماذج التطبيقية ، يجب عليك للاستفادة من محتوى الكتاب أن تقوم بأداء هذه التطبيقات
حيث أن كل صفحة من هذا الكتاب تعتبر بمثابة كشاف قوي يضيء لك مناطق مظلمة في عقلك اللاواعي ، لتكتشف أمورا مختفية عنك لم تدركها في ظلمات العقل البشري العجيب الذي أبدع الله في صنعه وميز به الإنسان عن الكثير من مخلوقاته
وأنصحك ألا تغفل قراءة مقدمة الكتاب والتمهيد ، لأنها بمثابة مفتاح متميز للاستفادة من هذا الكتاب
ولمعرفة كيفية تشغيل هذه الكشافات القوية ، عليك أن تلتزم بما يطلب منك أثناء دراسة هذا الكتاب القيم
فمثلا قد تجد سؤالا مطروحا مطلوب منك إجابته شخصيا ، وستجد أسفل هذا السؤال نقاطا لتكتب عليها إجابتك ، وإلى جوارها علامة كتابة التاريخ ، أنظر الصورة التالية :
1. أولا عليك أن تعلم أن ما ستكتبه هو خاص بك وحدك ، وأنه ليس لإطلاع الآخرين ، وأنك ستكون صادقا مع نفسك في إجاباتك ، فالمطلوب هو الإجابة الحقيقية وليست الإجابات النموذجية .
2. الآن عليك أن تجيب على السؤال المطروح وتكتب الإجابة على النقط .
3. اكتب تاريخ اليوم الذي سجلت فيه إجابتك .
4. بعد انتهاءك من التطبيق والعودة إلى مطالعة الكتاب ، ستجد أنك إما أن إجابتك السابقة قد جانبت الصواب ، أو أنك اكتشفت أنك في حاجة إلى العودة للتعديل بعد اكتشافك أمورا هامة كانت غائبة عنك .
5. احذر أن تعود لتعديل إجابتك الآن .
6. بعد انتهاءك من دراسة الكتاب بالكامل والتطبيق على كافة تدريباته ، يمكنك العودة مرة أخرى لقراءته من جديد ، وحين تصل إلى التدريبات التطبيقية ، اكتب إجابتك الجديدة أسفل إجابتك الأولى وسجل تاريخ اليوم الجديد ، وهكذا ...
7. يجب عليك إعادة قراءة هذا الكتاب والتطبيق على تدريباته بشكل دوري تختاره طبقا لظروفك الحياتية ، وستكتشف أن كل مرة تصل للتطبيقات ، أنك تسجل سطرا جديدا بتاريخ جديد .
8. حسنا لقد أصبحت محترفا الآن في تشغيل الكشافات القوية على المناطق المظلمة في عقل اللاواعي ، وأصبحت قادرا بشكل كبير على التحكم في مشاعرك وفي طرق وضع خطط تحقيق أحلامك.
في زمان ساد فيه اليأس والإحباط وسالت أنهار الدم في كثير من أنحاء العالم ، وانتشر فيه الإرهاب المسلح والإرهاب الفكري ، حتى صار الكثير من البشر يتمنى الموت خوفا من مستقبل أكثر ألما ، بل إن بعض البشر أقدم فعلا على قتل أسرته ثم الانتحار
وصارت وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء تتنافس في عرض الأخبار الحصرية عن التفجيرات والحوادث وعدد القتلى والجرحى ، حتى قاطع الكثير من الناس هذا النوع من وسائل الإحباط
وأصبحت المسلسلات والأفلام لا تتناول إلا مشاهد العنف والدموية ، وإظهار القوة والنفوذ والسلطة على أنها وسائل الحصول على الحق في الحياة والعيش ، بغض النظر عن شرعية وقانونية هذه الوسائل ، فأصبحت الثقافة الشائعة أن طيبة القلب تدل على الضعف ومضيعة للحقوق
بل إن كافة هذه الوسائل الهادمة للأمل والتفاؤل ، رسخت داخل العقول أن النجاح في الخروج من دائرة الدم هي قمة السعادة
ثم اجتاحت الأزمات الاقتصادية معظم دول العالم فزادت الآلام وتقيحت جراح النفوس من وطأة الديون والأعباء
كل هذا وعلوم الصحة النفسية حائرة وسط تسارع وتيرة الأحداث التي تضرب وبقوة على النفس البشرية ، وتزداد يوما بعد يوم ، ومحاولات التهدئة تثبت يوميا فشلها أمام سرعة وقوة هذه الضربات
في الوقت نفسه الذي انشغل فيه معظم خبراء التنمية البشرية في تطوير القدرات الذاتية وصقل المهارات السلوكية للأفراد كوسيلة للتعايش مع هذا الوضع الرهيب ، ورغبة في وصول النفس البشرية إلى نقطة الرضا والتعايش مع الواقع المرير ، فصرنا جميعا منهمكين في برامج تدريبية تنمي مهارة الاتصال مع الآخر ومهارات الإقناع والثقة بالنفس ... الخ
وهي بالفعل مهارات حياتية وسلوكية تتطلبها الحياة العامة والعملية ، ولقد عملت وما زلت أعمل عليها منذ سنوات ، ولكن ...
بينما كنت منهمكا في العمل على إعداد أحد البرامج التدريبية عن طرق النجاح وكيفية التخطيط للمستقبل وأكثر الوسائل سهولة في سبيل تحقيق ذلك ، والبحث بين صفحات الكتب والمراجع والأبحاث العلمية ..
قرأت أحد الكتب عن النجاح وكيفية الوصول إليه بطريقة مبتكرة ، وكان الكاتب يتحدث عن اكتشافه طريقة جديدة تجعل النجاح أكثر سهولة ، وأن قناعة النفس بالقدرة على أداء الأمور هي الأداة الأكثر فعالية في تحقيق الأهداف
وهنا انطلقت داخلي صرخة قوية
حتى أنني سمعت تردد صداها في أنحاء غرفتي
صرخة في صورة سؤال
وفي الأيام التالية ، صار السؤال كنغمة رسالة الهاتف المحمول تتردد وتتكرر مع كل مكالمة فائتة ، وكان الاتصال دوما يتم مع كل خبر حزين أو حادث مؤسف ، ثم بدأ الرنين يستمر حتى مع قصص النجاح
وعندها أدركت أنني علي أن أستقبل الرسائل وأفهمها حتى أتخلص من الرنين المزعج الذي منعني النوم لأيام كثيرة
وما أن بدأت في دراسة الأمر – في سرية وهدوء - حتى أصبحت الرسائل أكثر قوة وأكثر وضوحا وأكثر إزعاجا ، فقررت أن أركز أكثر على هذه الدراسات وبدأت تسجيل هذه الرسائل :
· هل تشعر بالحزن والإحباط من ضغوط الحياة المختلفة؟
· هل فكرت أكثر من مرة في زيارة طبيب نفسي؟
· لديك طموحات وأحلام ولكنك لا تستطيع تحقيقها ؟
· هل تبحث عن السعادة؟
· هل تبحث عن المال ؟
· هل تشعر بالملل ؟
· لا تجد وقتا للراحة ؟
· هل تشعر بسوء علاقتك بأسرتك؟
· هل تشعر بالفشل في محاولاتك للتخسيس ؟
· هل تبحث عن حب حياتك ؟
· هل تحلم بامتلاك فيلا ؟
· هل تحلم بامتلاك سيارة ؟
· هل أثقلتك الديون ؟
· هل تسعى للوصول للسعادة بأقل مجهود وتكلفة مادية ؟
· على تريد أن تكون سببا في إسعاد الآخرين؟
وأدركت أن الرسائل كانت تعني
" السعادة في رضا القنوع ، وليست في رضا الخضوع "
أي أن السعادة أن تحقق النجاح أو ترتضي من الإخفاقات بنفس قانعة أنك اجتهدت في الدراسة والتخطيط والسعي لتحقيق الأهداف ، ولكن إدارة الله وحده حالت دون تحقيق النجاح ، فترضى قانعا وسعيدا أنك فعلت ما في استطاعتك ، وأن الله بالتأكيد قد رضي لك خيرا أكبر
وأن السعادة مفقودة يقينا في ظل رضا الخضوع ، وهي أن تحدث نفسك ومن حولك بالرضا عن ظروفك وعيشك ، ولكن مرغما على تقبل ذلك ، متعللا بأنه ليس أمامك إلا الرضا ، فقناعتك هنا بأنك مرغم على القبول هو مصدر كافي لشعورك بالتعاسة
فكان تغيير مسار حياتي ..
أن أعمل جاهدا على دراسة وتربية وتنمية قدرات المولود الجديد
" مفاتيح السعادة "
بدأت في التحضير والتجهيز للأساليب والوسائل التي يمكنني الاعتماد عليها للدراسة العلمية والتطبيق العملي عليها ..
وفعليا على مدار 3 أشهر أخرى ، قمت بتطبيق هذه الأدوات على نفسي وعلى من حولي من أسرتي وبعض الزملاء والأصدقاء دون أن أخبرهم ، صحيح أن معظم المحيطين بي – محل الدراسة – شعروا مني ببعض التغيير في سلوكي ، وأصبحوا يرون في الشخص الذي أصبح أكثر تفاؤلا وأملا وإقبالا على السعي للنجاح والتميز ، رغم الظروف المحيطة بنا
لكنني التزمت الصمت حتى انتهيت من التجارب التطبيقية ، وأصبح البرنامج التدريبي الجديد جاهزا للانطلاق ، ليس فقط من أجلي وأجل من حولي ، ولكن حلمي كان أكبر من هذا كثيرا ، أن يجد كل إنسان طريقه لامتلاك مفاتيح سعادته
وهنا قررت أن أبدأ برنامج تدريبي وتطبيقي مكثف مع مجموعة من المدربين والباحثين عن السعادة الشخصية وإسعاد من حولهم
وتم وضع خطة التدريب بحيث تكون على مدار 80 ساعة تدريبية يتم تقسيمها على 16 يوم تدريبي ، يكون التدريب أسبوعي ولمدة 4 أشهر ، يمكن بعدها انطلاق المدربين الجدد بصفتهم " سفراء للسعادة " يعملون على زراعة بذور السعادة في نفوسهم ويعملون على رعايتها ،حتى تثمر ثم يعيدون زراعة هذه البذور في نفوس من حولهم ، لكي تتسع الدائرة شيئا فشيئا ، آملين أن تصل تلك البذور إلى كل البشر
وهذا الكتاب بين أيديكم هو الحلقة الأولى من سلسلة الكتب التي يمكنني عن طريقها زراعة بذور السعادة في القلوب الحائرة الباحثة عن السعادة ، والتي ستحتوي على " المفاتيح السبعة للسعادة "
وسيحتوى الكتاب الأول على المفتاح الأول ، الذي أتمنى أن تمتلكونه في نهاية الكتاب ، لتطبقوا ما فيه من ورش العمل ثم تحتفظون به في سلسة المفاتيح ، انتظارا لباقي المفاتيح السبعة ، لتكون يوما قادرا وبكل سهولة على العيش سعيدا وإسعاد من حولك