بينما تتحدث الحكومة عن التحول الرقمي وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين ، وظهور ملايين الجنيهات في مصروفات ميزانيات الأعوام السابقة ، إلا أن الإنفاق لم يطال قيادات المؤسسات التي ننفق على تطويرها
وكنت سعيدا جدا لما أراه من تطوير واضح على مكاتب البريد المكيفة ، والتعامل الجيد مع المواطن ، بالإضافة إلى اختصار بعض الاجراءات والاعفاء من بعض الرسوم الغير ضرورية تخفيفا عن المستفيد من الخدمة
ولكنني اصدمت اليوم بتراجع في التطوير قد يؤدي مع التهاون معه لإهدار ما أنفق من مال وجهد على التطوير ، ومحاولة اللحاق بالتكنولوجيا العالمية المتقدمة ، تحت ضغط العقول البيروقراطية التي تصدر قراراتها دون النظر لحال المواطن البسيط
مثال ذلك ما حدث اليوم الاثنين 16 يونيو 2021 في أحد مكاتب البريد ( المطورة ) وبعد إطلاع الموظف المسئول على بطاقة الرقم القومي للمواطن والتأكد من شخصية حاملها وأنها سارية المفعول ، يعود ليطالب المواطن بالخروج من المكتب ليقوم بتصوير البطاقة ( نسختين ) من أجل إنهاء الإجراءات ( ارسال حوالة نقدية )
مطلوب من المواطنين ومنهم كبار السن الخروج والبحث عن مكتب تصوير مستندات لنسخ البطاقة سواء تحت الشمس الحارقة أو وسط صقيع البرد
فأين تطوير الخدمات من أجل خدمة أفضل وأسهل للمواطن ، وما المردود من أموال الشعب التي أنفقت على التطوير
وحاولت التحدث مع الموظف فأدعى وجود منشور رسمي بهذه التعليمات ولكن رفض إطلاع الجمهور عليه ، ومع الضغط استطعت الحصول على رقم هاتف أحد المسئولين الكبار بهيئة البريد بالمحافظة ، وبالتواصل معه تليفونيا أكد وجود المنشور وأنه ينفذ التعليمات فقط
والسؤال هنا من المسئول الذي أصدر من مكتبه ( المكيف ) هذه التعليمات التي تضع عبئا على المواطن البسيط كان من الأولى أن يتضمن التطوير وجود ماكينة تصوير مستندات داخل مكاتب البريد ويتم تحميل القيمة على الخدمة المقدمة ، أسوة بالبنوك
ولماذا نسخة ورقية من البطاقة ؟ أين التطوير والرقمنة ؟ يمكن الحصول على صورة رقمية من البطاقة على قاعدة بيانات الخدمة المقدمة
الإنفاق على اللوجيستيات ليس أهم من الإنفاق على تطوير القائمين على إدارتها
وكانت الهيئة القومية للبريد قد أعلنت عن تطوير ورفع كفاءة نحو 1500 مكتب بريد بنهاية العام الجاري مقسمة كالتالي " 100 مكتب في فبراير و150 مكتب في كل شهر بداية من مارس وحتى مايو، و50 مكتب في يونيو، و300 مكتب مقسمين على شهري أغسطس وسبتمبر و600 مكتب مقسمين على أكتوبر ونوفمبر وديسمبر بواقع 200 مكتب كل شهر.
بالنسبة لخطة نشر ماكينات الصراف الآلي ATM فتخطط الهيئة لتوزيع 1000 ماكينة خلال العام الجاري بداية من شهر يونيو المقبل، وبحسب الخطة الزمنية للهيئة تم تقسيمها كالتالي " 400 ماكينة ATM مقسمين على شهري يونيو ويوليه، و400 ماكينة مقسمين على أشهر أغسطس وحتى نوفمبر بواقع 100 ماكينة لكل شهر، و200 ماكينة خلال شهر ديسمبر" ليصل الإجمالي إلى 1000 ماكينة.
وبحسب الخطة الزمنية التي اعلنتها، تنوي الهيئة القومية للبريد نشر 30 كشك للخدمات البريدية خلال العام الجاري 2021، وقسمت الهيئة خطة نشر الأكشاك البريدية بواقع 5 أكشاك من كل شهر خلال الشهور التالية " فبراير - أبريل - يونيو - أغسطس - أكتوبر - ديسمبر".
فيما تنوي الهيئة نشر نحو 60 سيارة متنقلة للخدمات البريدية بواقع سيارة في شهر فبراير الماضي، و10 سيارات في أبريل المقبل و49 سيارة في أغسطس المقبل.
وكانت الهيئة القومية للبريد طورت العام الماضي أكثر من 850 مكتب بريد، فيما نشرت نحو 700 ماكينة ATM وتخطط لزيادتها إلى 1700 ماكينة بنهاية العام الجاري.
مفهوم التحول الرقمي: الاستفادة من ثورة المعلومات والاتصالات؛ لتقديم الخدمات والمنتجات بشكل ابتكاري يولد تجربة مميزة على جميع الأصعدة، وهو التغيير المرتبط بتطبيق تكنولوجيا الرقمية في جميع الجوانب، فهو يستهدف أي مؤسسة وكل الأنشطة، حيث بتغيير نموذج العمل وإجراءات العمل، أيضًا على إعادة هيكلة المؤسسات والخدمات من أجـل:
تبسيط إجراءات العمل.
تسهيل الخدمات وتشغيلها.
اختصار الخطوات والتكلفة والوقت، بحيث يصبح لدينا نموذج جديد للخدمة أو الأعمال.
أهم الدوافع للتحول الرقمي أو "العصر الرقمي" أدت إلى تغيير نموذج الأعمال إلى العصر الرقمي هو:
1- تطور التكنولوجيا
ظهور تكنولوجيا الذكاء الصناعي وتطور الاتصالات.
ترابط و تكامل الأعمال بين البنوك وأصحاب الأعمال.
تخفيض التكاليف والوقت وزيادة الجودة.
2- زيادة العملاء والمواطنين وتوقعاتهم
إن زيادة عدد العملاء وزيادة توقعاتهم بخدمة أفضل، أدى إلى التغيير لاستخدام التكنولوجيا بدلًا من الأسلوب التقليدي لتقديم الخدمات إلى المواطن. أيضًا ازدياد أعداد الشباب الذي يعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير أدى ذلك الى اتجاه الحكومات والمؤسسات إلى التحول إلى العصر الرقمي؛ لكي يلبى متطلباتهم.
3- المنافــســة
عدم إدراكك للمنافسة وعدم التحول إلى التكنولوجيا الرقمية قد يؤدي إلى الخروج من السوق، على سبيل المثال:
ظهور مواقع حجز الفتادق وتذاكر الطيران - حلت محل شركات السياحة.
ظهور المواقع الصحفية - بدلا من الصحف اليومية.
1- طريقة جديدة للتجارة
بات العميل اليوم هو مَن يبحث عن الحل. أما الشركات التي تقذف المستخدمين بالإعلانات المباشرة طوال الوقت لم يعد لها حيز كبير في السوق، وبدأت بإعادة استراتيجياتها التسويقية.
2- تحسين خبرة العميل والمواطن
الشركات التي تميزت في هذه الفترة الأخيرة من التحول الرقمي هي التي تعتني بخبرات العملاء بشكل يتجاوز بيع منتَج أو خدمة جيدة.
3- تحسين العمليات
اهتمت المؤسسات بتحسين العمليات بشكل كبير، مما يسهم في تنظيم أمورك أكثر، التواصل بطريقة فعالة أكثر، التحكم بالنفقات، تخزين الملفات بطريقة أكثر أماناً أو إنفاق وقت أقل على مهمة ما.
4- الابتكار أو التفكير الاستراتيجي
أدى التحول الرقمي إلى تغيّر مهام ووظائف العاملين، مما أدى إلى ظهور وظائف جديدة تتطلب التفكير الاستراتيجي والابتكار، مما يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على النتائج العامة، وأصبح سوق العمل يجذب المبتكرين والقادرين على إضافة قيمة من خلال الأفكاروالخبرات.
5- إعادة صياغة الثقافة التنظيمية
لقد فهمت الشركات مدى أهمية أن يشعر العاملون لديها بشعور جيد في بيئة العمل ضمن الشركات، وأن يحبوا عملهم، فالعاملون الذين يتم تحفيزهم، والراضون عن عملهم يعملون بجهد ورغبة أكبر، يُظهرون مزيدا من المثابرة، ويشعرون بأنهم مستعدون أكثر للتعامل مع التحديات التي تواجههم في عملهم.
6- الاهتمام بالمجتمع والعميل
إحدى الخصائص الأكثر أهمية من أجل إحداث digital transformation هي التركيز على العميل؛ بهدف تقديم خبرات غنية للناس، فالشركات ترغب في أن تسهم بشيء إيجابي في حل المشكلات العامة والمهمة.
7- تحليل البيانات
أصبح الجميع يعلم مدى أهمية تخزين، تحليل وتفسير البيانات التي يتم جمعها، لكي تتحول إلى معلومات وقرارات صائبة، وتكون قادرة على توليد الربح والنمو في كافة المجالات والأعمال. إن معرفة كيفية إدارة البيانات الضخمة بواسطة تكنولوجيا big data تمثل فائدة وميزة تنافسية داخل السوق
محمد الجمال