يعمل العقل البشري بطريقة طرح الأسئلة والإجابة عليها
فإذا كنت تطرح دوما أسئلة لا تجد لها إجابة .. فستشعر بالعجز والإحباط
ولهذا عليك أن تتوقف عن طرح الأسئلة التعجيزية المحبطة .. وأن تستبدلها بأخرى تشعرك بالأمل والتفاؤل
فلماذا تصر مثلا على سؤال نفسك
لماذا أفشل دوما في الوصول إلى السعادة؟
لماذا لا يحبني الكثير ممن حولي؟
لماذا لا أتلقى الدعم عندما أحتاجه؟
فحينها تجد إجابات كثيرة داخلك تتكرر .. وهي عبارة عن عيوب في نفسك أو في المحيطين بك أو البيئة المحيطة بك
وكلما كررت الأسئلة .. زادت الأفكار السلبية التي تزرعها " بعقلك اللاواعي " تطمس بها سعادتك
فلنستبدل الجمل التأكيدية القديمة بالأسئلة التأكيدية
حين تقول لنفسك محفزا لها كما أخبرنا الخبراء في الماضي
" أنا غني .. أنا غني .. أنا غني "
ستسمع أصواتا داخلية كما سبق وذكرنا، تقول لك
" أنت تكذب .. كيف تكون غنيا وينقصك كذا وكذا وكذا ؟ "
هل لاحظت أن عقلك حول الجملة إلى أسئلة ؟؟!!!
بل إن الأسئلة تتزايد حتى قررت أن تتوقف عن تكرار جملتك
" أنا غني .. أنا غني .. أنا غني "
لأن الأسئلة تترد وليس لها إجابات، وصارت تؤلمك
أعتقد أنك مثلي شعرت يوما بالضيق والتوتر عندما تذهب للفراش، وفجأة تتذكر أمرا ما يحتاج للتدخل واتخاذ قرار، وتحولت المشكلة إلى سؤال يحتاج إلى إجابة، وصار عقلك يبحث عن هذه الإجابة، حتى فارق النوم جفونك، ومرت الساعات، حتى حان وقت الاستيقاظ
نعم إنه شعور فظيع جربته كثيرا في الماضي .. شعور بالإجهاد والتعب الجسدي من عدم النوم، وشعور بالإجهاد العقلي من كثرة التفكير، وربما شعور بالإحباط إذا لم أجد إجابات مرضية لأسئلتي بعد كل هذا الإجهاد
لا ينطبق الأمر فقط على الأسئلة الخاصة بالمشكلات، فأحيانا تكون مرتبطة بأحد أدوات الراحة والمتعة
فمرات كثيرة وفي الليلة السابقة لرحلة ممتعة أو حفلة رائعة أو لقاء مهم أو سفر لقضاء إجازة
نجد النوم قد غادر الجفون، لأن عقلنا يبحث عن إجابات هذه الأسئلة
هل سيدق جرس المنبه في الموعد؟ وماذا إذا لم يدق وفاتني الموعد؟
ماذا إذا أصبح الجو متقلبا؟
هل أعددت الملابس المناسبة؟
هل استعددت جيدا ؟ ألم أنسى أي شيء؟
هل سأسعد فعلا بهذه الرحلة؟
وماذا لو حدث كذا ؟ أو كذا ؟ وماذا لو لم يحدث كذا وكذا ؟
هاه .. لقد أصبحت الآن متمرسا في التطبيقات العملية وستقول لي .. نعم أسمع داخلي عدة إجابات منها
لأنني أحبهم
لأنني لا أدخر وسعا في خدمتهم
لأنني حنون
لأنني صادق وأمين معهم
..الخ "
أرأيت لقد أصبحت فجأة تسجل إيجابياتك بدلا من سلبياتك، لقد بدأت تشعر أنك تمتلك أشياء بدلا من شعورك أنك تفتقد أشياء أخرى
المدهش في الأمر أن عقلك نفسه بدأ يشعرك بالارتياح والطمأنينة أنك فعلا
" إنسان محبوب "
المدهش أن عقلك بعدها سيعمل على دفعك لفعل كل ما يلزم للحصول على محبة الناس للحصول على هذا الشعور الرائع بالسعادة
ستنتبه الآن أنك كنت تستخدم هذه الطريقة دون أن تشعر، ولكنك للأسف كنت تستخدمها بطريقة عكسية سلبية
كنت تسأل نفسك كثيرا
لماذا أتصرف بمثل هذا الغباء؟
لماذا لم أفعل كذا بدلا من كذا؟
لماذا سمحت لنفسي بفعل ذلك؟
أسئلة حدثت نفسك كثيرا بها عندما أخطأت يوما في اتخاذ قرار ما، أو بعد حدث أو صدمة مؤلمة ،ولكن الإجابات كانت أكثر إيلاما، فإنك هنا تؤنب نفسك وتلومها وتوجعها بالإجابات السلبية
والأخطر أن هذه الأسئلة بدأت تعيد إلى ذاكرتنا، ذكريات كثيرة مؤلمة تتشابه مع الموقف الحالي، وربما أشعرتنا بالإحباط واليأس من المستقبل، فإجابات أسئلتك تخبرك أن الماضي والحاضر يؤكدون أنك ستفشل في الوصول إلى السعادة في المستقبل
الأسئلة التعجيزية من حولنا
أحيانا نسمع هذه الأسئلة،فحين يحدث أمر سيء، نجد من يقول لنا
ألم تتعلم من أخطائك ؟
ألم يحدث لك ذلك الأمر عدة مرات وما زلت مصرا على فعله ؟
كم مرة نصحتك ولم تستجيب ؟
إنه يطرح الأسئلة وعقلك المسكين يبحث عن الإجابة، فيتذكر هذه المرات السابقة المؤلمة
وبدلا من تحويلك للتفاؤل بالخروج من هذه المشكلة، يصيبك اليأس مرة أخرى في النجاح
أعتقد أنك بدأت تصرخ ... وما الحل ؟؟؟
بالطبع لقد أصبحت مسئولا أمامك الآن في الإجابة على هذا السؤال الهام