عندما أعلنت للمرة الأولى عن البرنامج التدريبي " مفاتيح السعادة " ، طرحت بالإعلان عدة أسئلة، ليتعرف الراغبين في الالتحاق على مدى ملائمة التدريب لاحتياجاتهم، قبل أن يقوموا بتسجيل رغبتهم في المشاركة، كانت ضمن هذه الأسئلة
هل تبحث عن السعادة ؟
هل تبحث عن الثراء ؟
هل تشعر بالملل والإحباط ؟
ليس لديك وقت للمتعة والاسترخاء ؟
حياتك الاجتماعية غير مستقرة ؟
حاولت التحكم في وزنك أكثر من مرة وفشلت في ذلك ؟
تشعر باليأس من الحصول والعيش مع حب حياتك ؟
تتمنى امتلاك فيلا ؟
تتمنى امتلاك سيارة ؟
هل أثقلتك الديون وتملكك اليأس من التخلص منها ؟
وعندما سألت نفس الأسئلة للدارسين بالمحاضرة الأولى بقاعة التدريب ، كانت إجابة الجميع بلا استثناء
" كلنا هذا الرجل "
ولكنني سألتهم مرة أخرى ، إذا كان لكل منهم فرصة واحدة في اختيار واحدة فقط من الـ 10 السابقة ، فماذا تختار ؟ ولماذا ؟
وكانت الإجابة التي تعودتها، من معظم الحاضرين " 2- الثراء " وعللوا ذلك بأن المال يمكنه تحقيق معظم الخيارات الأخرى .
فدعني أسألك نفس السؤال ، ما اختيارك أنت ؟ ولماذا ؟
أعتقد أنك في البداية، ستكون مثل معظم الدارسين في مجموعاتي، قد تختار نفس الاختيار
" ولنفس أسبابهم
" الثراء
أتعلم السبب الحقيقي وراء ذلك؟
إنها قناعة ترسخت داخل عقولنا، مما نراه ونسمعه حولنا في المدرسة والمنزل والعمل والشارع ووسائل الإعلام وغيرها
مثل " 1 + 1 = 2 "
أي أنك تحتاج دوما إلى المال ثم المزيد من المال لتحصل على النجاح والسعادة
ولقد كنت لوقت طويل وحتى وقت قريب مثلكم، مقتنع بهذه الاختيار، ولكن خبرتي ودراستي للسلوك البشري، جعلني ألاحظ أنه كلما زاد المال زاد الانشغال، وزادت الأعباء والمسئوليات، وأصبحنا لا نملك الوقت الكافي للاستمتاع بهذا المال الذي نسعى لامتلاكه
قد تحدثني الآن قائلا .. اعطني الكثير من المال .. ولا تشغل بالك
فلدي من الأمور التي أتمتع بها بهذا المال .. بما لا يخطر لك على بال
دعني أسألك الآن، كم من أصدقائك ومعارفك، يمتلك مالا كثيرا وفيلا أو منزلا فاخرا بأحد الشواطئ، وسيارة فارهة ؟
ولكنه دوما يحمل هم هذا المال، ويخاف من فقده أو سرقته، وقد يكون مصابا بأمراض الضغط النفسي
الأهم أنه لا يزور فيلته أو منزله الشاطئ، إلا أياما معدودة، ولا يستخدم سيارته الفارهة في النزهة
بينما تقول لنفسك
يا له من غبي ، لو كنت مكانه ، لقضيت حياتي أتنزه بسيارتي الفارهة، وما أقمت إلا بمنزلي الشاطئي، وما تركت وقتا لا أتمتع فيه بأموالي
أرأيت
لقد امتلك صديقك المال
ولكنه لم يمتلك الوقت والنفس المطمئنة السعيدة بهذا المال