القاهرة- الأحد 27 فبراير 2022
للأسف يتداول معظمنا مصطلح ( التنمية المستدامة ) اعتقادا انه يعني استمرار جهود التنمية ، وترى الكثيرين يتحدثون عن الإنفاق بالمليارات على أنها من أجل ( التنمية المستدامة ) وان الإنفاق المستمر يوافق التنمية المستمرة ( المستدامة )
ولكننا نغفل المغزى الحقيقي لهذا المصطلح العالمي
فالتنمية المستدامة هي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وكذلك الأعمال التجارية بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر ( بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها)
ويواجه العالم خطورة التدهور البيئي الذي يجب التغلب عليه مع عدم التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية وكذلك المساواة والعدل الاجتماعي
فليس من التنمية المستدامة انشاء وتوسعه الطرق والكباري داخل الحيز العمراني حتى لاصقت المنازل وأصبحت ملوثا سمعيا بسبب الضوضاء وتلوثا بيئيا بملفات محروقات السيارات وتهدد صحة سكان تلك المناطق ناهيكم عن التلوث البصري بمشهد مخيف لشرفات منازل يمكن أن يعبر المارة من الطريق أو الكوبري اليها
ليس من ( التنمية المستدامة ) اقتراض المليارات وانفاقها على التنمية الاقتصادية وترك الأجيال القادمة تعاني تبعات سداد الديون وفوائدها
( التنمية المستدامة ) تعني تنمية اقتصادية جنبا إلى جنب مع تنمية التعليم والصحة والثقافة...الخ بشرط الحفاظ على موارد الأجيال القادمة والحفاظ على البيئة
فليس من حق أي مسئول أن يهدر موارد الوطن من أجل كتابة اسمه في تاريخ موقعه أن أنشأ وأقام...
نعم ننادي بالتنمية ولكن باعتدال
أسألكم أن تتفهموا ما تتحدثون به وتتباهون بألفاظ ومصطلحات لا تنطبق على ما تفعلون
موارد الوطن ملك الشعب وأبناءه واحفاده إلى أن يشاء الله
فاعتدلوا يرحمنا ويرحمكم الله