العلماء من أهل الفضل باقون إلى يوم القيامة، هم وراث سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلم، الداعين إلى الله بإذنه الذين يحافظون على أمانة الله جيلا عن جيل حتى بلغوها إلى نظرائهم جاعلين لواء المعرفة أنوارا يضيئ بها السالكين. فمنهم نذكر شيخنا رضي الله عنه مؤسس الطريقة ولي الله سيدي المفضل الروسي الحسني وكذا ولي الله نجله سيدي عبد الله وحفيذه الفقيه العلامة سيدي الأمين الروسي الحسني المأمونون بضمان الله تعالى وضمان الرسول عليه أفضل الصلوات وضمان شيوخ الطريقة الشاذلية رضي الله عنهم. فهذه لمحة قصيرة عن بعض جوانب حياتهم.
هو الشيخ الدين الأفضل البركة الأجل المحب لله عز وجل العارف بالله الدال عليه بأحواله وأقواله وأفعاله البادل في الله نفسه وروحه الجامع بين الشريعة والحقيقة والجمال وسطوة التواضع والجلال، الولي، مربي المريدين وعمدة السالكين[1]، الشريف المبجل، الشهير العدل، سيدي الحاج المفضل الإدريسي الروسي الحسني[2] نجل العلامة الذاكر سيدي محمد بن الفقيه سيدي الهاشمي بن سيدي محمد بن الرئيس القائد عبد الله الروسي بن القائد الحاج حمدون الروسي بن سيدي أحمد بن سيدي محمد أبي زيان الروسي بن محمد بن أبي سعيد عثمان بن أبي تاشفين عبد الرحمن بن أبي حمو موسى الأول بن أبي سعيد عثمان بن يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد بن زيدان بن يندوكس بن طاع الله بن علي بن يمل بن يرجز بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن مولانا إدريس الأزهر بن مولانا إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة بنت رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم[3].
نشأ ولي الله الشيخ سيدي المفضل الروسي الحسني في قبيلة جبل الحبيب شمال المغرب تحت رعاية والده سيدي محمد رحمه الله الذي كان يلقب في حياته بالذاكر الأعظم[4]. درس الشيخ في القرى والمدن المجاورة لجبل الحبيب ثم انتقل لفاس المحروسة لدراسة العلوم في القرويين مما جعله قريبا من علماء وأولياء عصره. ومن ثم انطلق في رحلته السلوكية عبر شيوخ التربية بفاس ووزان وتطوان وغيرهم.
أخذ الشيخ البركة سيدي الحاج المفضل قدسه الله روحه عن شيخه سيدي محمد بن لحسن السعيدي الحسني عن شيخه سيدي محمد الحراق رحمهما الله، عن الشيخ مولاي العربي الدرقاوي قدس الله الروحه، عن الشيخ علي الجمل عن الشيخ العربي بن عبد الله عن أبيه الشيخ أحمد بن عبد الله، عن الشيخ قاسم الخصاصي عن الشيخ محمد بن عبد الله،عن الشيخ عبد الرحمن الفاسي عن أخيه الشيخ يوسف الفاسي، عن الشيخ عبد الرحمن المجذوب، عن الشيخ علي الصنهاجي، عن الشيخ إبراهيم أنحاح عن الشيخ أحمد زروق، عن الشيخ أحمد بن عقبة الحضرمي، عن الشيخ يحيى القادري، عن الشيخ علي بن وفا عن أبيه الشيخ محمد بحر الصفا، عن الشيخ داود الباخلي عن الشيخ أحمد بن عطاء الله، عن الشيخ أبي العباس المرسي عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي، عن الشيخ عبد السلام بن مشيش (ابن بشيش) عن الشيخ عبد الرحمن المدني، عن الشيخ تقي الدين الفقير، عن الشيخ فخر الدين عن الشيخ نور الدين أبي الحسن، عن الشيخ تاج الدين عن الشيخ شمس الدين، عن الشيخ زين الدين القزويبني، عن الشيخ إبراهيم البصري عن الشيخ أحمد المرواني، عن الشيخ أبي محمد سعيد عن الشيخ فتح السعود، عن الشيخ سعيد الغزواني، عن الشيخ أبي محمد جابر عن سيدنا الحسن، بن سيدنا علي، عن سيدنا علي بن أبي طالب، عن رسول الله صلوات الله عليه وسلامه.
تابع شيخ البركة سيدي المفضل عبادته ونسكه بلا إنقطاع، فلقن كتاب الله وسنة رسوله (ص) في زواياه ، فربى خلقا كثيرا تربية روحية صوفية يبث فيهم أخلاقا نبوية كريمة سامية من الكرم والزهد والورع إلى أن لقي ربه تعالى وهو مطمئن سنة 1327هـ. فدفن قدس الله روحه بقريته في مقبرة الروسيين داخل ضريحه مع والده الفقيه الذاكر سيدي محمد وجده الفقيه سيدي الهاشمي رحمهم الله أجمعين في موقع مشرف على سد 9 أبريل.
-------------------------------
1 هذه الأوصاف كلها منقولة من رسائل علماء عصره رحمهم الله أجمعين. انظر كتاب لمحات تاريخية من الذاكرة الجماعية.
2 انظر كتاب راعي الفضائل (مسيرة حياة) طبعة 2015، الرقم الدولي: 978-9954-35-389-9.
3 انظر كتاب الأنوار الدررية الباهرة في ذرية سيدتنا فاطمة الزهراء الطاهرة دار الكتب العلمية.
4 انظر كتاب لمحات تاريخية من الذاكرة الجماعية