PLEASE DONATE AND

PLANT AN OLIVE TREE

Click on Olive tree to open

The Plant an Olive Tree Foundation works for just peace with equality for all citizens, including the right of return for Palestinian refugees.

بقلم: حسن خيته

أناشيد الثورة الفلسطينية هي الأناشيد والأغاني التي ظهرت في السنوات التي تلت إنطلاقة الثورة الفلسطينية وعلى الأخص قوات العاصفة الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني - "فتح" سنة 1965 وشكلت لونا جديدا من الفن الذي أصبح يعرف بالفن المقاوم.

تأثرت الأناشيد الأولى بالأغاني والأناشيد القومية المصرية فركزت في البداية على الطابع العسكري، قبل أن تشمل مختلف اوجه الحياة الإجتماعية والثقافية لفلسطيني الشتات. فبعكس الأناشيد الحديثة كان العنصر الطاغي على الأناشيد القديمة هو توثيق الواقع الفلسطيني في مخيمات اللجوء، إضافة إلى التحفيز على المشاركة في العمل العسكري الفدائي والتغني بالصمود والمقاومة بكافة اشكالها.


بدأ بث الأناشيد الأولى مع انطلاق إذاعة صوت العاصفة بإدارة فؤاد ياسين "أبو صخر" في 12 أيار 1968 من القاهرة بشارع شريفين رقم 4 وهو مقر الإذاعة المصرية القديم. غيّر اسم الإذاعة لاحقا من صوت العاصفة لصوت فلسطين بعد دمج الوسائل الإعلامية التابعة لمختلف الفصائل الفلسطينية في إطار جامع اطلق عليه اسم الإعلام الموحد.

يصف نبيل عمرو في كتابه "صوت العاصفة" الصادر عن المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية- مواطن ظروف إنتاج الأناشيد:

يدعو مدير الاذاعة عددا من الكوادر الرئيسية من الكتاب والمذيعين لعقد اجتماع تحت عنوان الاناشيد الجديدة، بمعدل مرة كل ثلاثة اشهر. تبحث خلال هذا الاجتماع الموضوعات التي تستحق ان تكون موضوع اناشيد لها ذلك ان فكرة النشيد في صوت العاصفة تنطلق اساسا من صلب المعالجة السياسة للقضايا المستجدة والاحداث الرئيسية، لم تهتم الاذاعة باناشيد الحنين والتغزل بجمال الوطن واظهار حبه وسرد مزاياه الجمالية كلون البرتقال والسهول الخضراء الخ، بل اهتمت في ان يكون النشيد مكملا للتعليق او انه تعليق سياسي بحد ذاته، كانت هنالك اناشيد تعالج بكلمات مباشرة وباداء موسيقي وغنائي متقن، المنطلقات الاساسية للثورة الفلسطينية وتخاطب كل قطاعات الشعب الفلسطيني في جميع اماكن تواجده مثل يا جماهير الارض المحتلة، ويا شعبنا في لبنان، وتعالج كذلك مفاهيم الثورة واهمية الالتزام بها والدفاع عنها امام الاخطار، لم يكن يترك للشاعر مؤلف النشيد ان يكتب على مزاجه وهواه، لهذا كان مؤلفو الاناشيد هم من اكثر المشاركين في الاجتماع المشار اليه اهمية وضرورة.

كان مدير الاذاعة يعد تقريرا عن الاحداث التي وقعت بين انتاج اخر نشيد ويوم الاجتماع، ويجري نقاشا حول كيفية التناول، وذلك ضمن الضوابط الصارمة التي وضعها فؤاد ياسين وهي:

  • ان لا يزيد النشيد عن ثلاث دقائق والافضل ان يكون اقل.

  • ان يوصل المعنى المطلوب بصورة مباشرة وباكثر المفردات بساطة وسلاسة.

  • ان يؤدى عبر لحن سريع، وصوت جماعي قوي، والات منسجمة مع ايقاع الكلمات، وغالبا ما يكون ملحن النشيد حاضرا في الاجتماعات كي يتفاعل مع الفكرة والسياق وينجز عملا متكاملا من كل الوجوه.

ما ان يستقر رأي المجتمعين على الافكار التي ينبغي ان تتضمنها الاناشيد الجديدة حتى نصل الى الاهم أي التنفيذ.

يتوجه المؤلفون الى خلواتهم ويعودون في نفس اليوم او ربما بعد ايام قليلة حاملين نصوصهم كي تعرض على الاجتماع الثاني، وتجري مناقشة تفصيلية للنصوص ثم بعد اقرارها تسلم للملحن.

كان سعيد المزين "فتى الثورة"، صلاح الدين الحسيني "أبو الصادق" ومحمد حسيب القاضي من الشعراء الذين ساهموا بكتابة نصوص الأناشيد التي لحنها عبد العظيم محمد، مهدي سردانة، حسين نازك، صبري محمود، طه العجيل، وجيه بدرخان، رياض البندك، علي إسماعيل، كنعان وصفي، عبد المنعم البارودي وآخرون. كما اقتبس لحن نشيد بلادي من النشيد الوطني المصري الذي كان قد لحنه سيد درويش.

وصف الكاتب يوسف ادريس الأناشيد بأنها "ثورة ابداعية في عالم الغناء العربي السياسي".

أطلق على تلك الأناشيد مع بداية الألفية الجديدة مصطلح "الأناشيد القديمة" تمييزا لها عن الأناشيد والأغاني التي ألفت خارج نطاق الحركة الفنية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وبصورة أشمل بعد توقيع اتفاقية أوسلو وبدء مسيرة التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين حين شهدت الأناشيد تراجعا في شعبيتها مع بدء مسيرة السلام في أوسلو، لكنها عادت لتبث في وسائل الأعلام الفلسطينية وتتداول بين الناس مع انطلاقة إنتفاضة الأقصى. وعادت بقوة مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر سنة 2008.


حقوق النشر محفوظة

اعادة النشر مسموحة شريطة ذكر المصدر

بحث حول الخصائص الفنية لموسيقا الثورة الفلسطينية لد. أحمد محمد عبد ربه موسى / جامعة النجاح. نابلس 2009

اشتهرت فلسطين بالأغاني الشعبية التي كانت ولا تزال تجسد مشاعر الفلسطينيين وحبهم للموسيقا والغناء. ويرى عبود (عبود،2004، ص355) أن تلك الأغاني تلعب دورا له أهمية في توجيه الشعب نحو الأفضل وفي تمهيد الطريق أمام حياته ونمط تفكيره. تابع القراءة

فدائي فلسطيني