( 2 ) جولة في المدينة
في يوم عطلة زرت صديقتي " رنيم " في المدينة. لقد كانت أحبّ صديقة عندي وأجملها لديّ وأقربها إليّ . وأثناء الإقامة عندها، دعتني إلى جولة في المدينة العتيقة فقبلت دعوتها بدون تردد.
أخذنا معنا بعض النقود ثم توجّنا إلى المكان المقصود مشيا على الأقدام لأنّه كان قريبا من منزلها . وما هي إلاّ دقائق حتّى وصلنا ... لكم كان المكان جميلا بأزقّته الضيّقة ودكاكينه أيضا ! على يميني دكاكين يباع فيها أوان خزفية مزركشة كزركشة الزرابي الجميلة ومصنوعات أخرى يدوية ، وعلى يساري منازل عتيقة ، أبوابها خشبية كبيرة الحجم تتوسطها أبواب صغيرة مكتوب عليها الحف الأول من أسماء أصحابها . وأمامي حمّام تقليدي تتدلى أمامه مناشف ملونة ... قالت صديقتي " رنيم " : " إنّ خالتي تسكن أحد تلك المنازل ، فلنقمْ بزيارتها ! " ... طرقنا الباب وفتح على قدر ما ترى العين ... رحّبت الخالة ترحيبا كبيرا ، لقد وجدناها تصنع أواني فخارية ثم تضعها في الفرن ثمّ تلوّنها بألوان زاهية جميلة...
آه ما أجمل هذا المكان العتيق من المدينة وأتمنّى لو أعود إليه مرّة أخرى كي أتعرّف إليه أكثر وأشري ما يحلو لي من الأشياء !
دليلة بنزايد
( 1 ) المدينة العتيقة
عند حلول العطلة الصيفية ، ألحّ صديق لي أن أزوره في المدينة العتيقة فوافقت ... وفي اليوم المقرر ، قمت بزيارته فاستقبلني أحسن استقبال ووعدني بالتجوّل في المدينة العتيقة....
ومن الغد ، رحنا نتجوّل معا في أرجاء المدينة . فإذا بي أرى منازل عتيقة : أبوابها منقوشة نقشا ومقوّسة شكلا ينبعث منها رائحة البخور والأطعمة وتربط بين المتساكنين علاقات أخوية بتبادل الزيارات في المناسبات ... كما شاهدت من جانب آخر دكاكين لبيع المنتوجات التقليدية من ملابس وحليّ ومصنوعات خزفية التي أتقن صانعوها إعدادها يدويا نقشا وتلوينا ، وقد أهدانا أحدهم آنية من الخزف جميلة الشكل وبديعة اللون فشكرناه على كرمه ... ثمّ رحنا إلى ضاحية المدينة حيث الملهى المخصّص للأطفال والمدرسة العريقة التي يدرس بها أبناء هذه المدينة كما يوجد بها معالم أثرية عديدة التي هي قبلة لكثير من السيّاح ... وبتجوالنا في الشارع الكبير ، وجدنا على يميننا دارا للمسنين ومستشفى وصيدلية ... وعلى يسارنا دكاكين عدة لبيع المواد الغذائية ... دخلنا أحدها وشرى صديقي ما أوصته به أمّه ...
وعندما أحسسنا بالتعب ، عدنا إلى المنزل ... لله ما أجمل هذه المدينة !
ألفة بنطالب
الكاتبة: ألفة بنت عمرو بنطالب ولدت بـدخيلة توجان في25 / 05 / 2000 ، تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية دخيلة توجان ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : جمال الحسناوي وهى مغرمة بــالمطالعة وتطمح أن تصبح طبيبة .
(3 ) خصب بعد جدب
تتالت سنوات الجفاف احتبست فيها المطر ، فأصبحت الأراضي قاحلة جرداء خالية من كل نبات أخضر ، والقلق يعمّ القرية ، والفلاّحون ماكثين في بيوتهم عاجزين عن القيام بأيّ عمل لمقاومة هذه الآفة ... لقد فقد البعض منهم الأمل في نزول الأمطار ، والبعض استمرّوا في الدعاء لله وطلب الغيث النافع ، وآخرون فضّلوا الرّحيل من هذه القرية والنّزوح إلى المدينة بحثا عن عمل آخر غير الفلاحة
مرّت أوائل فصل الخريف والكلّ يأمل نزول المطر لكن لا ترى إلاّ سحابا متقطّعا يدعو إلى الخيبة واليأس من جديد ... وتستنشق ريح الشمال متفائلا فتختنق بعجاجها وتكتحل عيناك بذرّاتها ، ثمّ تلتفت يمنة ويسرة فيقع نظرك على شويهات تودّع المراعي بدامي الثغاء ، والأرض بلثم التراب ، ومالكها بعين المحتضر ، ثمّ ترتمي على الأرض متهالكة تلفظ أنفاسها الأخيرة....
وفي ليلة حالكة الظلام ، الكل في بيوتهم يصارعون الأرق ويصارعهم ، وتأبى ليليهم إلاّ أن تسامر أشجانهم وأحزانهم ، وعندما لاح حاجب الصبح ، رابهم دويّ لم يتعوّدوا لسنوات ، فأرهفوا الأسماع وأصغوا بكل حواسّهم ، فإذا قطرات مطر تنزل على أسطح البيوت ، فهرع الجميع إلى الخارج ، فإذا نسيم الصباح يدغدغ الأجفان بجناحه المبلّل .
( 4 ) جولة بحرية
ذات صباح من يوم صيفيّ ، كان الطقس جميلا فقرّرت وصديقتاي " دعاء وغفران " القيام بجولة على شاطئ البحر ... امتطينا سيّارة وقصدنا المكان المنشود بجهة " رفراف " ...
كانت الشمس تلثم خدّها البرّاق والعشب عليه ضبابة الندى فزادت في حسنه وإشراقه ، وهذه الخرفان راحت ترعى على بساط العشب و تستنشق الهواء النقي استنشاقا ...
وصلنا إلى الشاطئ وقد عج ّ بالمصطافين يتنعمون بأشعة الشمس والرمال الذهبية وماء البحر النقي . كما ترى بعض الباعة المتجولين يبيعون أغذية مختلفة ...
نصبنا خيمتنا ... وأمضينا وقتا ممتعا بين العبث برمال الشاطئ ولعب الكرة في ماء البحر والسباحة في الأماكن المحروسة ... وفي المساء وأثناء وقت الاستراحة ، تلبّدت السّماء بالغيوم وتكثفت بالسحب فقلت لصديقتيَّ : " إنّ الطّقس ينذر بنزول المطر . "
فأكّدت " دعاء " قولي : " حقّا إنّ المطر ستنزل ، يجب علينا أن نرجعَ في أسرع وقت ! "
فتدخّلت " غفران " قائلة : " لِمَ أنتما خائفتان من نزول المطر ، أنا أشكر الله على هذه النعمة . إنّ الماء يُروي الإنسان والحيوان ويسقي النبات وكلّ شيء خلقه . "
لكن سرعان ما اعتكر الجو اعتكارا ، ولمع البرق لمعانا ، وقصف الرعد قصفا كأنه برميل في الطريق أو صخرة سقطت من الجبل ، وبدأت المطر تنزل بغزارة ، ونحن مازلنا في الخيمة وقد اعترانا خوف شديد ... أتى إلينا ‘ون من الحماية المدنية وساعدنا على العودة إلى منازلنا ...
سألتني أمّي عمّا حدث وهي منشغلة فأعلمتها بكلّ ما جرى لحظة بلحظة ... نرجس بنمبارك
الكاتبة : نرجس بنمبارك ولدت بـدخيلة توجان في 16 / 06 / 2000 ، تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية دخيلة توجان ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : جمال حسناوي وهى مغرمة بالمطالعة وتطمح أن تصبح مربية بالروضة .
( 6 ) غضب أمّ
في يوم من الأيّام ، كنّا جالسين في الحديقة نستمتع بجمالها وبما وهب اللّه من مناظر طبيعية خلاّبة ، إذ رنّ الهاتف ، فكان المتّصل ابنة خالتي " أسماء " التي قالت بصوت مشوب بالخوف والحزن : " إنّ أمّي مريضة جدّا ، ولا يوجد أحد بالبيت سواي أنا ... "فطمأنتها أمّي قائلة : " سآتي حالاّ ! لا تقلقي ! ستشفى بإذن الله "
أوصتني بأن أرعى أخي الصغير و لآ أفارقه أبدا وقالت : " لا تنْسَيْ وكوني حذرة !"
وعندما غادرت المنزل ، أطعمت أخي وأشربته الحليب ، ولمّا نام ، شرعت في غسل الماعون وترتيب المطبخ ... وفجأة ، طرق الباب ، فأسرعت لفتحه ... يا لحسن حظّي ! إنّها صديقتي أتت لزيارتي ، فأدخلتها قاعة الجلوس ، وحملت أخي إلى غرفته ، ثمّ شرعت في إحضار قهوة لصديقتي .... فإذا بأخي يقوم من نومه ويأتي إليّ في المطبخ .... ولمّا كنت أسكب القهوة في الفناجين المخصّصة ، حصل ما لم أكن أتوقّعه : لقد أربكني أخي فانسكب قليل من القهوة على رأسه ، فانطلق في الصراخ ألما ... وفي تلك اللّحظة ، عادت أمّي فوجدته على تلك الحالة فصرخت في وجهي وهي تحتضن أخي:" ما هذا الذي فعلْتِهِ بأخيكِ ؟ " ففسّرت لها ما حصل وقلت معتذرة : " سامحيني ياأمّاه ! لقد أخطأت "
غير أنّ الغضب مازال مستبدّا بها وقالت : " تفعلين هذا وتقولين لي سامحيني ... يا لك من بنت شقيّة ، لن أعتمد عليك مستقبلا ! "
ترجّيْت منها باكية نادمة على ما بدر منّي ، فَلاَنَ قلبها وقالت : " سأسامحك شرط أن تكوني في مستوى المسؤولية التي أكلّفك بها "
فقلت بدون تردّد : " ما تريدينه منّي هو فرض ، والّي حصل هو درس لي وسأكون عند حسن ظنّك بي مستقبلا "
سوار غولي
الكاتبة : سوار غولي ولدت بـدخيلة توجان في 01 / 02 / 2000 ، تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية دخيلة توجان ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المربّي الفاضل : جمال حسناوي ، وهى مغرمة بــكتابة نصوص وتطمح أن تصبح أستاذة رسم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 8 ) من مفاجآت الطّقس
ذات يوم من أيّام الرّبيع ، قرّرت صحبة صديق لي الذّهاب في نزهة للتّمتّع بمناظر الطبيعة الخلاّبة جمعنا أغراضنا واتّجهنا نحو الحقل المجاور . لمّا أشرفنا على الوصول ، وصلتنا الروائح الزكيّة لمختلف الأزهار والأعشاب ونحن نستنشق استنشاقا عميقا . كنّا فرحيْن بهذه النّزهة التي لطالما حلمنا بها : الشمس مشرقة تلثم خدّها البرّاق والأشجار باسقة في أنفة وشموخ ، والأغصان قد تعانقت كأنّها تلتقي بعد فراق طويل ، والأزهار تتماوج نشوة على نغمات النسيم الهادئ كأنّها الهمس ، وخرير المياه العذبة وهي تنساب رقراقة فتبعث في النبات النماء وفي الأرض الحياة وقد اكتست حلة مزركشة كأنّها زربية حاكت خيوطها يد صنيعة ، والطيور بين أشعة الشمس محلقة وأخرى على إثرها شادية صفاقة ترسل نغمات تمتدّ حتّى تبلغ الآفاق ، وطنين النحل سارحا بين الأزاهر يمتص من رحيقها ما راق ، والفراشات كأنّها زهور متنقلة ، والسنابل ملأى حبّا ... فسبحان الله الخالق العظيم ...فجأة ، ونحن في غمرة اللذة والسعادة ، تعكّرت حالة الطقس ، وسرعان ما اختلط صوت الرعد بلمعان البرق ، وتراكمت السحب شيئا فشيئا ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 9 ) من لهو الأطفال
يوم العيد ، ذهبت إلى السّوق ، فاشتريت لحية كثيفة وشاربين وحاجبين وشعرا أبيض مستعارا وعدت إلى البيت . أوصدت بابا غرفتي وأخذت أجرّب ما اشتريت ثمّ خرجت على أهلي الساهرين أمام التلفاز وأنا مقوّس الظهر أتوكّأ على عصا غليظة . تعجّبوا لما شاهدوا وبادر أخي بالسؤال : " من أنت ؟ ومن أتيت ؟ " أجبته بصوت خافت : " ألم تعرفني ؟ أنا جدّك ! " فسألني من جديد : " لكنّ جدّي قال إنّه سيأتي على الساعة التاسعة ليلا والآن الثامنة والنصف ! " رددت قائلا : " أردت أن أفاجئكم بمجيئي المبكّر " فقال : " حسنا ! اجلس على الأريكة "
وبعد مرور نصف ساعة تقريبا ، طرق الباب ، فأسرع أخي بفتحه فتعجّب لمّا رأى رجلا كبيرا في السّنّ فصاح قائلا : " اخرج من البيت وإلاّ سأتّصل بالشرطة ! " فأجاب : " أنا جدّك ! وقد أتيت في الموعد المحدّد "
فقال : " ولكنّ جدّي جالس هناك على الأريكة ! "
ثمّ أوقفنا الواحد منّا بجانب الآخر وسألنا عدّة أسئلة وكان السؤال الأخير : " كم عمر جدّي ؟ "
فأجبت و أنا فلم أتمالك من الضحك للحوار الدّائر بينهما: " ستة وخمسون عاما . "
وأجاب جدّي : " خمسة وثمانون عاما "
فقال أخي وهو يشير إليّ : " أنت لست جدّي الحقيقي ، لقد انكشف أمرك ، إنّك أخي متنكّرا !"
فقلت ضاحكا : " كيف عرفت ذلك ؟ "
فأجاب : " لأنّ العمر الذي ذكرته هو عمر أبي وأنت تعرفه ." ثمّ نزع عنّي مظاهر التنكّر بقوّة فأغرق الجميع في الضحك ومرّت الليلة في انشراح وسعادة ...
مهدي يحياوي
الكاتبة: دليلة بنت الهادي بنزايد ولدت بـدخيلة توجان في 30 / 09 / 2000 تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية دخيلة توجان ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : الطاهر إبراهيم وهى مغرمة بــالرسم والمطالعة وتطمح أن تصبح طبيبة
يرفع الكل أبصارهم نحو السماء ، فإذا سحاب كثيف يغشّي الحقول ، فتهلّلت الوجوه بشرا وابتهلوا إلى الله القدير أن يجعل طلّ السّحاب هطلا ورذاذه بلاّ ... وما أن دخلوا منازلهم حتّى تفتّحت أبواب السماء بوابل الغيث ومنهمر المياه فسقت المزارع وروت الحقول ... استمرت المطر في النزول كامل اليوم وكفّرت أواخر هذا الخريف عن سنوات الجدب الطويلة المريرة وتحوّلت إلى خصب وغرس وزرع : لقد أقبل القلاّحون على خدمة أراضيهم بجد وكد . وشيئا فشيئا عاد الاخضرار والثرى بعد يبس وجدب ...
فرح الجميع وأقيمت الاحتفالات بهذه الحدث السعيد ، وعاد النازحون لفلاحة أراضيهم ... فكان منتوج هذا العام وفيرا ...
حقّا إن الماء كنز ثمين يحيي الكائنات ويبعث فيها الحياة والله تعالى يقول : وَجَعَـلْـنَا مِنَ الْمَاءِ كُـلَّ شَيْءٍ حَيٍّ . صدق الله العظيم
شيماء بوراسي
الكاتبة : شيماء بوراسي ولدت بـدخيلة توجان في 15 / 03 / 2001 ، تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية دخيلة توجان ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المربّي الفاضل : جمال حسناوي
وهى مغرمة بــالمطالعة وتطمح أن تصبح طبيبة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 5 ) من مفاجآت السّفر
أثناء عطلة الربيع، استدعانا خالنا لزيارته بتونس العاصمة ، فرحّبنا بهذه الدّعوة وجهّزنا أنفسنا وأخذنا حقائبنا وقصدنا المحطة ... وما هي إلاّ لحظات حتّى قدم القطار ، فصعدنا وجلسنا في مقاعدنا وقد وضع أحد العاملين حقائبنا في الأماكن المخصصة ....
ولمّا وصلنا ، أخذنا حقائبنا وقد نزلنا معنا امرأة وسألتنا : " أين أنتم ذاهبون ؟ "
فقلنا لها : " نحن ذاهبون إلى منزل خالنا الذي يقيم بشارع بورقيبة . "
فقالت : " أنا مثلكم ، فابني يسكن بنفس الشارع . "
أوقفنا معا سيّارة أجرة وقصدنا الشارع المنشود ... وعند الوصول ، استقبلنا خالنا وأسرته استقبالا حارّا ، أمّا المرأة المرافقة لنا فقد دخلت المنزل المجاور ... دخلنا قاعة الجلوس للاستراحة ودخلت أختي إحدى الغرف وشرعت في فتح حقيبتها فإذا بها هدايا ولعب وملابس صغيرة لرضيع ، فاستغربت لذلك وأخبرتنا بالأمر فتفاجأنا لذلك وأخذنا نفكّر في ما حصل فقالت أختي : " إنّ حقيبة المرأة التي رافقتنا في السيارة تشبه حقيبتي فلعلّها أخطأت أو نكون أخطأنا عن غير قصد ، لِــنَــتَـثَـبَّــتْ من ذلك ! " فاتّجهت صحبة ابنة خالتي إلى المنزل المجاور وفي يدها الحقيبة ... أخبرتا المرأة بالأمر فقالت : " حقّا ! إنّ الحقيبة التي أنزلتها معي بها ملابس لبنت صغيرة ، فهل تكون حقيبتكم ؟ " فردت أختي بسرعة : " نعم ! نعم ! إنّها لي ."
وتسلّمت كلّ منهما حقيبتها ، وعادتا إلى المنزل...
فقال أبي : " هذه من مفاجآت السفر ، والحمد لله أن مرّت بسلام . علينا المزيد من الانتباه والحذر "
انتصار دادي
الكاتبة : انتصار دادي ولدت بـدخيلة توجان في 30 / 07 / 2000 ، تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية دخيلة توجان ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : جمال حسناوي
وهى مغرمة بالتنشيط وتطمح أن تصبح أستاذة تربية إسلامية.
( 7 ) لعبة التنكّر
ذات يوم ، كان أفراد عائلتي تشاهد التلفاز ، فقرّرت وأختي أن نفاجئهم بمظهر تنكّري : ارتديت لباس جدّي ، وتعمّمت بعمامة سوداء وأحكمت وضع شاربين ولحية بيضاء ... ثمّ خرجت عليهم في قاعة الجلوس وأنا أتوكّأ على عصى خشبية ...
وما أن رآني أخي الصغير حتّى انطلق في البكاء والصراخ ، ودفعتني أختي الكبرى نحو الباب تطلب منّي أن أخبرها من أكون وكيف أدخل بدون استئذان ، فأجبتها بصوت غليظ مرتعش : " أنا جدّك يا ابنتي ، ألا تعرفينني ؟ "
فقالت مستغربة : " إنّ جدّي طويل القامة وليس قصيرا مثلك "
صمتّ مرتبكا ولم أعرف ما أقول ... فكّرت قليلا ثمّ قلت : " ألا تتركينني أجلس ؟ لقد تعبت من الوقوف . "
وعندما خطوت قليلا ، تعثرت لطول الجبّة وسقَـطْـتُ أرضا وتمزّقت جبّتي فاكشف أمري وافتضح تنكّري ... فأغرق الجميع في الضحك ...
لمجد مهلهلي
الكاتب: لمجد مهلهلي ولد بمارث ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية في07 / 09 / 2000 يزاول دراسته بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية دخيلة توجان ويتلقى دروس اللغة العربية على يد المربّي الفاضل : جمال حسناوي وهو مغرم بــكرة القدم ويطمح أن يصبح معلّم رياضة
ارتجف قلبانا خوفا ... ها هي دموع السماء تنزل بغزارة ، وتسارع سيلان المياه على الأرض في شكل جداول تتسابق للوصول إلى نقطة معيّنة ... شعرنا بالبرد من جراء تبلل ثيابنا الخفيفة وأصبحنا نرتجف ولم نقدر على الكلام ... ركضنا بأقصى سرعتنا في اتّجاه البيت ... ولكن يا للمصيبة ، لقد غاصت أٍجلنا في الأوحال ولا نقدر على إخراجها إلاّ بصعوبة ... وبعد ساعة تقريبا ، توقّفت المطر، وظهرت ملكة البهاء صاعدة في حللها الذهبية وكانت قد انعكست أشعّتها على المياه كالمرآة العاكسة ، وها هو رمز الفرح قد بدا : إنّه قوس قزح بألوانه السّاحرة الزاهية ... عادت البهجة والغبطة إلى قلبينا وشعرنا بالطمأنينة وعدنا إلى منزليْنا منشرحيْن .
هيفاء بوراس
الكاتبة : هيفاء بوراس ولدت بـدخيلة توجان في 01 / 07 / 2000 ، تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية دخيلة توجان ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسيةوتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : جمال حسناوي وهى مغرمة بكتابة القصص وتطمح أن تصبح أستاذة تربية إسلامية.
( 10 ) الأمانة
في يوم ربيعيّ ، الصباح فيه مشرق ، والسّماء صافية ، والشّمس ترسل أشعّة دافئة ، والنسيم يغمر القلب وينعش الروح ، والعصافير تشدو بأعذب الألحان ، والأزهار متفتّحة ، والفراشات زهرات متنقّلة ، والأشجار مورقة وملتفة الأغصان ، كنت ذاهبة إلى المدرسة أمشي ببطء حينا وأحث الخطى حينا آخر ، فجأة لمحت شيئا لامعا ، فالتقطته ، فإذا هو ساعة ذهبية ... وعندما وصلت المدرسة ، اجتمعت إلى أصدقائي وعرضت عليهم ما وجدته ، فسألتني صديقتي " مريم " :
ــ ماذا ستفعلين بها ؟
ــ سأبحث عن صاحبها !
وبعد تفكير عميق ، غيّرت رأيي وقرّرت أن أسلّمها إلى المدير ، فسألني :
ــ أين وجدْتِها ؟
ــ لقد وجدتها ملقاة على الأرض في طريقي إلى المدرسة .
ــ هل تعرفين صاحبها ؟
ــ لا أعرفه ، وأطلب منك أن تبحث عنه وتسلّمه هذه الأمانة .
ــ شكرا لك وسأكون عند حسن ظنّك بي
رجعت إلى المنزل وحكيت لأمّي ما حصل ، فقالت وهي فخورة بي :
ــ أنت يا ابنتي مثال للأمانة ، ليحفظْكِ الله من الشيطان !
ــ شكرا يا أمّي ! هذا من حسن تربيتكِ لي .
منى الحرابي
الكاتبة : منى بنت عبد السلام الحرابي ولدت بتطاوين ـ الجمهورية التونسيةفي 17 / 04 / 2001 وتزاول تعليمها بالسنة 5 بالمدرسة الابتدائية ابن خلدون مارث وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المربي الفاضل جيلاني الفقيري. هي مغرمة بالرسم وكتابة القصص وتطمح أن تصبح مهندسة .
الكاتب: مهدي يحياوي ولد بمارث ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية في 13 / 04 / 2000 يزاول دراسته بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية دخيلة توجان ويتلقى دروس اللغة العربية على يد المربّي الفاضل : جمال حسناوي وهو مغرم بــكرة القدم ويطمح أن يصبح طبيبا.