( 2 ) احترام المسنين
بات الحيّ نائما في واحته الجميلة تحفّ به الجبال وتحيط به حدائق النخيل ، وسكن دوره البسيطة المتواضعة وخلت دروبه العتيقة المتعرجة من المارة ، ولم تعد تسمع لا سامرا ولا نابحا ...
وعند حلول الصباح ، طلبت منّي أمّي أن أذهبَ إلى دكّان الجزّار وأشتريَ لها لحما لأنّ ابن خالتي سيقوم بزيارتنا ... تسلّمت منها المال وقصدت مرادي لا أعرف أيّ مصير ينتظرني ... وعند وصولي للمكان المقصود ، وجدت صفّا طويلا ، فبقيت أنتظر دوري ... بغتة ، قدم شيخ طاعن في السن بيده عصا يتوكّأ عليها وشعره يميل إلى البياض ، وقال
ــ من منكم يستطيع أن يمنحني مكانه عوضا عنه ؟
طأطأ الحاضرون رؤوسهم ولم يتفوّه أحد منهم بكلمة ... كرّر السؤال :
ــ ألن يمنحني أحد مكانه ؟
لكن لم يرُدَّ عليه أحد ... أشفقت على ذلك المسكين وقلت
ــ تعال أيّها الشيخ وقف أمامي !
ــ شكرا لك يا ابنتي ! لن أنسى معروفك هذا !
جاء دوره وشرى ما يلزمه من اللحم وعاد إلى منزله مجددا شكره على صنيعي .
قضيت بدوري حاجتي وعدت مسرعة إلى المنزل ... سألتني أمّي عن سبب تأخري فرويت لها ما حدث فاستحسنت تصرفي ... ثم التحقت بأبي في قاعة الجلوس لمتابعة أخبار العالم .
إيناس مشيرقي
الكاتبة : إيناس بنت بشير بن علي مشيرقي ولدت في 11 / 08 / 2000 بمارث ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية ، تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائيةسيدي يحي مارث وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : يحي الهرسي وهى مغرمة بالمطالعة وتطمح أن تصبح معلمة
( 4 ) انتظار الدور
العيد على الأبواب ولهفة الناس على بعض المواد تزداد ... طلبت منّي أمّي الذهاب إلى دكّان الحيّ لتلبية حاجياتها المتأكّدة ... تسلّمت المال الكافي وانطلقت مسابقة الريح وبدون أيّ تردّد . وعندما ألفيت ضالّتي وجدت صفّا طويلا ممتدّا ، وعلى الرغم من إسراعي فقد وجدت نفسي في أواخر الصفّ ، وهذا ما جعل صبري ينفد وضجري يزداد لكنّي بقيت أترقّب دوري ... وحين أشرفت على الوصول ، إذا بشيخ يختارني من بين عشرات الحرفاء ليستعطفني بجعله يأخذ مكاني : فهو طاعن في السن ولا يقوى على الوقوف طويلا ... لم أجد بدّا من تلبية طلبه حتى ولو كان ذلك على مضض ... بقيت أراقبه : كان قصير القامة، على رأسه شاشية تقيه برد الشتاء وحر الصيف ، له عينان صغيرتان غائرتان لا تكادان تظهران من محجريهما ، وفوقهما حاجبان كثيفا الشعر، وأنف شامخ في الفضاء، وشاربان صغيران، ويدان مرتجفتان متغضّنتا الجلد تحمل إحداهما عصا يتوكّأ عليها ... وبينما أنا أمعن النظر في هذا الشيخ إذ بالهمز واللمز والوشوشات تتكاثر : كيف تفوتين على نفسك فرصة قضاء حاجياتك وتتركين دورك لشخص لا تعرفينه ...
تمالكت نفسي بعد أن كاد الغضب يتملكني وقلت : " لا بأس !لا تقلقوا ! فأنا أستطيع مزيد الانتظار ويجب علينا جميعا احترام المسنين والعمل على مساعدتهم .. " أما الشيخ فقد ابتاع حاجته وقفل راجعا من حيث انطلق وقد التفت إليّ وقال مبتسما : " شكرا لك يا ابنتي ! لقد صدق من قال : الخير في الناس حتى ولو قبروا ، والشر في الناس حتى ولو جبروا ."قلت متأثرة : " لا شكر على واجب
وما هي إلا لحظات بعد ذلك حتى شريت المطلوب وعدت إلى منزلي وأنا سعيدة بما قمت به .
سهام الوحيشي
الكاتبة: سهام بنت حسين بن عمار الوحيشي ولدت في 24 / 04 / 2000 بمارث ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية ، تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية سيدي يحي مارث وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : يحي الهرسي وهى مغرمة بالمطالعة وتطمح أن تصبح كاتبة وطبيبة جراحة .
( 6 ) حلم مزعج
الليل قد سيطر على صفاء السماء بظلامه الشديد ، والشوارع مقفرة ، والأضواء الخافتة تنبعث من أعماق المغازات ، وصوت قرقعة عجلات العربات المتجولة التي تحمل بضائع مختلفة يغمر كل الأرجاء ضجيجا... آنذاك كان الطفل " شادي " نائما نوما عميقا ... فجأة انتفض صارخا بفزع ... أسرعت إليه الأمّ مذعورة ... يا للعجب ! إن " شادي " يستفسر أمه عن سبب مجيئها رغم صراخه المتواصل ... سألته عن ما جرى له ... روى لها كابوسه المزعج :
لقد رأيت في منامي كيف كنت ألعب مع رفاقي بنشوة لا توصف إلى أن عكّر صفونا ومرحنا وحش أسود الوجه ، ضخم الجثة ، طويل القامة، حادّ الأظافر، واسع العينين، أفطس الأنف، كبير القرنيين والأذنين، ذو جسم مكسوّ بالشعر الأبيض كأنما هو شيخ هرم مخيف من بقايا الزمن الغابر... وزيادة عن كونه دميم الخلقة فهو شرس الطباع : فقد حاول التهامنا ... حينها تشجعنا وقرّرنا تنفيذ خطة مبتكرة، كنّا اتفقنا على تنفيذها :
تقوم " نهى " و" مروى " بحركاتهما البهلوانية لتشتّت انتباهه ، وتجلب " سلوى " حبالا متينة وتمسك به بمساعدة " سلسبيل " و" ريم " ، وأقوم أنا برفقة صديقتي المقربة " جيهان " بتقييده بكل قوانا وأقصى جهدنا...وهكذا وبعد عناء دام ساعة تقريبا ، تخل"صنا منه بربطه إلى جذع شجرة وكتابة لافتة بقربه تقول : " إيّاكم والاقتراب من هذا الوحش المفترس!لقد حاول أن يجعلنا فريسة له
ولما اتجهنا إلى منزل صديقنا " شدوان " ليرينا حاسوبه الذي اشتراه له أبوه بمناسبة تفوقه على الجميع في الدراسة ، فكّ الوحش قيده وانطلق في مطاردتنا .... وهكذا صرخت بأعلى صوتي واستيقظت من نومي ... قبّلت الأمّ ابنها وطمأنته فعاد إلى نومه.... نسرين شنيقير
( 1 ) الإيــــثار
في أحد الأيام ، نهضت باكرا واستعددت للخروج إلى دكان الحيّ لشراء بعض الحاجيات حاملا معي النقود اللازمة ... كان الجو صحوا والسماء صافية والشمس مشرقة ترسل ضوءها على الحي فيغمر أرجاءه ويسقط على الأرض ناثرا أشعته ... وعندما وصلت ، وجدت صفا طويلا فوقفت مع الواقفين أنتظر دوري ... كان المكان يعج بالناس للهفتهم على بعض المواد إلى درجة أنّي أحسست بالتعب من الانتظار ...
وفجأة ، أقبل شيخ طاعن في السن ، قصير القامة ، عاجز عن الوقوف ... طلب من الحرفاء تبجيله فتعالت أصوات الحاضرين من كل مكان معبرين عن رفضهم ... ملأ اليأس قلب الشيخ بعد أن خيب الحرفاء ظنّه . كيف لا ؟ وقد تجاهلوه ولم يبالوا به ويعفوه من الانتظار . لقد ذهب إلحاحه هباء منثورا ... ولمّا رأيته على تلك الحال ، ذهبت إليه واستوقفته قائلة : " أيها الشيخ المحترم سأتنازل عن مكاني لك ! " فقال متأثرا : " شكرا جزيلا يا بنيّتي ! إن شاء الله تكونين من الناجحين في دراستك ! " فقلت : " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
وبعدها بلحظات ، اقتنيت ما أريد وعدت إلى منزلي وأنا سعيدة بما فعلته ومتألمة لسلوك بعض الناس ... ورويت لأمّي ما حدث ...
عبير صريوة
الكاتبة : عبير بنت محمد بن محمد صريوة ولدت في 15 / 11 / 2000 بمارث ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية ، تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائيةسيدي يحي مارث وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : يحي الهرسي وهى مغرمة بالمطالعة وتطمح أن تصبح أستاذة لغة عربية
( 3 ) مساعدة الجار
ذات ليلة من ليالي الخريف الدافئ ، كنّا نغطّ في نوم عميق بع إرهاق يوم كامل ... وفجأة طُرق الباب بقوّة وكأنّه قصف رعد ، فنهضت من فراشي مذعورة واتّجهت نحو الباب وأنا أتساءل : تُرى من يطرق الباب في هذه الساعة المتأخّرة من الليل ؟ اقتربت من الباب بحذر وسألت بصوت مرتجف : " من الطارق ؟ " قال : افتحي الباب يا ابنتي بسرعة ، أنا جاركم " الهادي " ، أيقظي أباك ، إنّ منزلي يحترق ..."
فتحت الباب إنّه جارنا وقد بدت عليه علامات الذعر والقلق ويطلب المساعدة العاجلة ... فسارعت بإيقاظ أبي وأخبرته بالأمر ، فنطّ من فراشه بدون تردد واتّجهنا جميعا لمساعدة جارنا وقد بادر أبي بالاتصال بأعوان الحماية المدنية على الرقم المعروف " 198 " ... وما هي إلاّ خمس دقائق حتى وصلوا وشرعوا مباشرة في إطفاء الحريق ... أما أبي فقد تولّى نقل ابن جارنا الذي أغمي عليه أثناء الحادثة المؤلمة إلى المستشفى وقد رافقته للاطمئنان عليه ... قام الطبيب بمعالجته من إصابات كانت خفيفة والحمد لله ... عدنا به إلى المنزل ... وجدنا الجميع في انتظارنا وخاصة أمّه الملتاعة ... شكرنا جارنا قائلا بتأثر شديد : " شكرا لكم على مجهوداتكم الجبّارة ، لن أنسى جميلكم مدى الحياة ... "
فردّ أبي : " لا شكر على واجب ، فالمطلوب من أيّ منّا أن يفعل ذلك وأكثر ، فالحياة مشحونة بالمصائب كما هي مليئة بالمفاجآت السارّة ... وتلك حكمة الخالق ... المهم أن نكون دائما متعاونين على هذه وتلك "
جيهان المتكل
الكاتبة : جيهان بنت محمد المتكل ولدت في 11 / 10 / 2000 بمارث ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية ، تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية ابن خلدون مارث وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلمة الفاضلة : حدهم دادي وهى مغرمة بالمطالعة وتطمح أن تصبح طبيبة جراحة .
في المخيم الكشفي( 5 )
حلّ الخصب بعشبه الأخضر وزهره الحالم ، فبدت الحقول كجنات عدن مسّتها يد ساحر عبقريّ فجعلتها مُسِرّةً للسمع والبصر والقلب ...
تراكمت عليّ سحب القلق والملل من طول الدروس كثرتها ، فقرّرت المشاركة في مخيّم كشفي ّ في منطقة جبلية ... وفي الموعد المتفق عليه ، قصدت برفقة أترابي ومعنا المسؤول إلى المنطقة الجبلية بــ " توجان " حتّى نكتشف خباياها وما هي إلاّ مسيرة أقل من ساعة حتّى نجد أنفسنا أمام جبل سامق عال... وضعنا أمتعتنا في المخيّم وانطلقنا نتجول في الأرجاء الفسيحة ... كنّا نتسلّق الجبل تلوى الآخر ونحن نتبادل أطراف الحديث .. قضينا وقتا ممتعا في اللعب واللهو ، وعند حلول الليل وظلامه الدامس ، شرعت البوم والغربان تنعق بأعلى صوتها ... دخلنا المخيّم المخصّص وشرعنا في السهر والتسامر ...
وبينما نحن كذلك إذ بنا نسمع صوتا غريبا ... فجالت بخواطرنا أفكار شتّى وتملّكتنا رهبة عنيفة ، وكادت الهواجس المفزعة تسيطر علينا ... أسرعنا إلى مصدر الصوت وشرعنا في البحث لكن دون جدوى
وأخيرا تفطّنّا إلى السّرّ : إنّها صديقتنا " ميساء " البارعة في التنكر وقد تنكرت في زيّ وحش عملاق وأخذت تصدر صوتا مخيفا ... فضحكنا على أنفسنا لجبننا وخوفنا وواصلنا السهر والسمر.
سلسبيل الحامدي
الكاتبة: سلسبيل بنت صالح الحامدي ولدت في 21 / 07 / 2000 بمارث ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية ، تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائيةابن خلدون مارث وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلمة الفاضلة : حدهم دادي وهى مغرمة بالمطالعة وتطمح أن تصبح كاتبة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 7 ) الأمانة
في يوم ربيعيّ ، الصباح فيه مشرق ، والسّماء صافية ، والشّمس ترسل أشعّة دافئة ، والنسيم يغمر القلب وينعش الروح ، والعصافير تشدو بأعذب الألحان ، والأزهار متفتّحة ، والفراشات زهرات متنقّلة ، والأشجار مورقة وملتفة الأغصان ، كنت ذاهبة إلى المدرسة أمشي ببطء حينا وأحث الخطى حينا آخر ، فجأة لمحت شيئا لامعا ، فالتقطته ، فإذا هو ساعة ذهبية ... وعندما وصلت المدرسة ، اجتمعت إلى أصدقائي وعرضت عليهم ما وجدته ، فسألتني صديقتي " مريم " :
ــ ماذا ستفعلين بها ؟
ــ سأبحث عن صاحبها !
وبعد تفكير عميق ، غيّرت رأيي وقرّرت أن أسلّمها إلى المدير ، فسألني :
ــ أين وجدْتِها ؟
ــ لقد وجدتها ملقاة على الأرض في طريقي إلى المدرسة .
ــ هل تعرفين صاحبها ؟
ــ لا أعرفه ، وأطلب منك أن تبحث عنه وتسلّمه هذه الأمانة .
ــ شكرا لك وسأكون عند حسن ظنّك بي
رجعت إلى المنزل وحكيت لأمّي ما حصل ، فقالت وهي فخورة بي :
ــ أنت يا ابنتي مثال للأمانة ، ليحفظْكِ الله من الشيطان !
ــ شكرا يا أمّي ! هذا من حسن تربيتكِ لي .
منى الحرابي
الكاتبة: نسرين بنت الهادي شنيقير ولدت في 01 / 01 / 2001 بمارث ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية، تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائيةابن خلدون مارث وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلمة الفاضلة : حدهم دادي وهى مغرمة بالعلوم وتطمح أن تصبح رائدة فضاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 8 ) لعبة التنكّر
ذات يوم ، قرّر أخي الخروج علينا متنكّرا ، فاشترى لحية كثيفة وشاربين عظيمين وحاجبين طويلين ومسحوقا أبيض ... دخل غرفته وشرع في التنكّر حتّى أحكمه ... عند المساء ، وبينما نحن جالسون في قاعة الجلوس إذ خرج علينا شخصا مقوّس الظهر متّكئا على عصا غليظة كأنّه شيخ هرم ، فصاحت أمّي مذعورة ونهرته نهرا شديدا لتجرّئِهِ على الدّخول بدون استئذان ، ووثب أخي الصغير على قدميه يضربه ويعضّه ، وانهال عليه أبي أيضا سبّا وشتما لسوء تصرّفه وأمره بالخروج حالاّ مهدّدا إيّاه بالشرطة إن لم يبارح المكان ، وتدخّل أخي الأكبر ودفعه دفعة قويّة أسقطته أرضا ... لم أتمالك نفسي من الضحك ، فسقط الشاربان واللحية أيضا وافتضح أمري ... وتحوّل الغضب إلى ارتياح وضحك وإعجاب من قدرتي على التنكّر ... آدم الجواشي
الكاتب : آدم بن حامد الجواشي ولد بمارث في 10 / 12 / 2001 يزاول دراسته بالسنة 5 بالمدرسة الابتدائية سيدي يحي ويتلقى دروس اللغة العربية على يد المربية الفاضلة : عائشة قنونو . هو مغرم بالجلوس إلى الحاسوب ويطمح أن يصبح طبيبا
الكاتبة : منى بنت عبد السلام الحرابي ولدت بتطاوين في 17 / 04 / 2001 وتزاول تعليمها بالسنة 5 بالمدرسة الابتدائية ابن خلدون مارث وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المربي الفاضل جيلاني الفقيري. هي مغرمة بالرسم وكتابة القصص وتطمح أن تصبح مهندسة .
( 9 ) لهو أطفال
ذات يوم ، قرّرت وأخي أن ندخل إلى قاعة الجلوس ونُضحك أفراد عائلتي ... وفي المساء ، اشتريت لحية كثيفة وحاجبيْن طويليْن ومسحوقا أبيض اللون ... دخلنا الغرفة وشرعنا في التنكّر . وعندما أنهينا ذلك ، خرجنا عليهم ، فتفاجؤوا بهذا الشخص الغريب مقوس الظهر ، متّكئا على عصا غليظة كأنّه شيخ هرم : صاحت أمّي في وجهي ، ووثب أخي الصّغير على قدميه وقام بعضّي ، وانهال عليّ أبي سبّا وشتما لسوء سلوكي . لم أتمالك نفسي من الضّحك ، فسقط الشاربان واللحية وانكشف أمري ، فأغرق الجميع في الضحك ... وهكذا أدخلت عليهم البهجة والسرور بعد أسبوع مليء بالعمل والتعب . رحومة الحمروني
الكاتب : رحومة بن خيرالدين الحمروني ولد بمارث في 17 / 01 / 2001 يزاول دراسته بالسنة 5 بالمدرسة الابتدائية سيدي يحي ويتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلمة الفاضلة : عائشة قنونو . هو مغرم بالمطالعة ويطمح أن يصبح مهندسا فلاحيا.