( 28 ) نزهة ممتعة في الغابة
في يوم من أيّام الآحاد ، أحسست بإرهاق وقلق لكثافة الدروس والواجبات المنزلية ، فطلبت من أمّي السّماح لي بالذّهاب إلى الغابة ، فاستحسنت الفكرة وأوصتني بعدم التّأخير ... خرجت بسرعة ولديّ إحساس غريب مشوب بالسعادة بالحرية ... وما هي إلاّ لحظات حتّى وصلت وأخذت مكانا تحت شجرة توت : رأيت فراشات من مختلف الألوان تنتقل بين الزّهور التي تكسو الأرض المخضرة بالعشب الطريّ ، وعصافير تطير في الفضاء مزقزقة ... استمتعت بذلك المنظر الخلاّب الذي حوّل إرهاقي سرورا ونشاطا ... وعند هممت بالعودة إلى المنزل ، قرّرت جمع باقة من الأزهار . وبعد ذلك قفلت راجعة إلى المنزل حاملة بيدي مجموعة من الأزهار وقدّمتها هديّة لأمّي ، فشكرتني شكرا جزيلا قائلة : " يا ابنتي ! إنّها زهور جميلة " أمل يحياوي
الكاتبة : أمل بنت صالح بن الكيلاني يحياوي ولدت بمنطقة توجان في 01 / 06 / 2000. تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية توجان ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المربي الفاضل : حسين الشريف
( 29 ) جولة في شاطئ البحر
ذات يوم أحد ، قمت صباحا فأحسست بشيء من الملل والتوتّر فقرّرت الذّهاب إلى الشّاطئ لعلّني أريح أعصابي وأتنفّس هواء جديدا ... وما هي إلاّ لحظات حتّى وصلت إلى المكان المقصود ، فاستقبلتني الرّمال الذّهبية وصفاء الفضاء الذي تحلق فيه مجموعة من طيور النورس حول ماء البحر لعلّ رمق أحدها سمكة فينطلق إليها كالسّهم ويلتقطها بمنقاره الطويل ... لقد شدّني هذا المشهد العجيب لأفيق على مياه البحر وهي تلامس قدميّ وقد قذفتها الأمواج فتراها في جيئة وذهاب كأنّها تطلب منّي مرافقتها في ذلك الفضاء الفسيح ، فوجدتني ، ودون وعي منّي ، أشدو بأغنية أحاور من خلالها البحر وأجيب بها على موسيقى الأمواج ... وبعد وقت طويل ممتع لم أشعر بمروره ، قفلت راجعة إلى البيت متّقدة نشاطا وحيويّة كأنّني ولدت من جديد ... واتّخذت البحر صديقا لي أزوره كلّما ضاقت بي نفسي... يسرى ترهوني
الكاتبة : يسرى بنت عمر بن منصور ترهوني ولدت بمنطقة توجان في 19 / 06 / 2000 تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية توجان ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المربي الفاضل : حسين الشريف
( 30 ) بين أحضان الطبيعة
أحسست الإرهاق وبشيء من التوتّر ، ومللت الدراسة فعبّرت لوالديّ عن رغبتي في القيام بجولة بين أحضان الطبيعة للنّزهة والاسترخاء ، فاستحسنا الفكرة ... وفي اليوم المقرّر ، حزمنا أمتعتنا وركبنا السّيّارة ونحن في غاية الفرح نغنّي ونصفّق ... كان أبي يقود السيارة بسرعة معتدلة مكّنتنا من التمتّع بمناظر الطّبيعة السّاحرة وجمالها الخلاّب .. وفجأة ، توقّفت السّيّارة فصحنا جميعا بصوت واحد : " ما لها ؟ هل تعطّب محرّكها ؟ " فابتسم أبي قائلا وهو يشير بيده : " انظروا إلى هذه البقاع الواسعة ! إنّها تفتح لكم ذراعيها وتدعوكم للتّمتّع بها " فنزلنا هناك وبسطت أمّي غطاء وضعت عليه أطعمة وغلالا ... وانطلقت برفقة أخي وأختي نتسابق ونلعب ونمرح فامتلأت صدورنا هواء نقيّا وجرى الدّم في عروقنا وتورّدت خدودنا وانبسطت أساريرنا فقويت شهيّتنا للأكل ، وأكلنا ضعف ما اعتدنا عليه دون أن نشعر ... وانقضى اليوم هادئا نسينا فيه ضوضاء المدينة وهواءها الملوث وشوارعها المزدحمة ... جمعنا أمتعتنا وعدنا إلى المنزل ونحن في غاية الفرح والسرور. مصطفى دادي
الكاتب : مصطفى بن ميلود بن علي دادي ولد بمنطقة توجان مارث في 01 / 01 / 2000 يزاول دراسته بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية توجان ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية ويتلقى دروس اللغة العربية على يد المربي الفاضل : حسين الشريف
( 31 ) من حكايات الجدة
في ليلة شتوية ممطرة ، وبعد صلاة العِشاء ، جلست الجدّة على أريكة في قاعة الجلوس ، فتحلّق حولها أحفادها الصّغار ، وجلس " عبد الرّحمان " الابن الأصغر في حضنها ، ثمّ قالوا جميعا مترجّين : " لِم لا تروين لنا حكاية عن أبينا وما كان يفعل في صغره ؟ " فطلبت من " عبد الرحمان " النهوض لتستوي في جلستها ، ثمّ التفتت يمنة ويسرة لتتفحّص الوجوه ، فلمست فيها تشوّقا للحكاية وبدأت تقصّ قائلة : ــ في زمن مضى وانقضى ولمّا كان أبوكم صغيرا كنت أنا وعمّتي جالستين في الغرفة نتبادل الحديث صعد أبوكم شجرة التين ، وكان جائعا جدّا ، فقطف منها ثمارا وأكلها حتّى شبع ... غلبه النعاس فنام على أحد فروع الشجرة ... وعندا أقبل الليل بظلامه المرعب ، بحث عنه كلّ منّا في المنزل لكن دون جدوى ... وحوالي الساعة الثامنة ليلا ، استيقظ أبوكم ، فوجد نفسه عالقا بالشجرة ، فأخذ يبكي ويصيح بأعلى صوته : " أنزلوني من هنا !"
عند ذلك هرع الجميع إلى الشجرة وقد اختلطت فينا مشاعر الخوف والرغبة في الضحك من هذه الحادثة الطريفة ... وبعد إنزاله ، وبّخه جدّكم ونهاه من صعود الشجرة مرّة أخرى ...
وهكذا انتهت السهرة بهذه الحكاية الممتعة وشكرنا جدتنا ، ثمّ أخلدنا إلى النّوم... أريج دادي
الكاتبة : أريج بنت دادي ولدت بمنطقة مزرع بن سلامة مارث في 04 / 06 / 2001 تزاول دراستها بالسنة 5 بالمدرسة الابتدائية مزرع بن سلامة ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المربية الفاضلة : أميرة بورغيدة. تطمح أن تصبح طبيبة أسنان .
( 32 ) الصّداقة
لي صديقة عزيزة تدعى " سلمى " ، أدرس معها وأقضي صحبتها معظم أوقات فراغي في اللّب حينا والجلوس إلى الحاسوب حينا آخر ... لكنّها تغيّبت منذ يومين عن المدرسة فاحترت حيرة شديدة وقررت الذهاب لزيارتها واستفسارها عن سبب هذا الغياب ...
عندما وصلت إلى منزلها ، استقبلتني العائلة بحرارة ثمّ دخلنا قاعة الجلوس،فبادرتني " سلمى "
بالقول وهي ممدّدة على السّرير:
ــ مرحبا بك يا صديقتي ! تفضّلي ! لقد اشتقت إليك كثيرا !
إنّها لم تقدر على الوقوف ، فاقتربت منها واحتضنتها ثمّ سألتها محتارة :
ــ ما بك يا صديقتي ؟ هل أنت بخير ؟
أجابت متلعثمة :
ــ لا تقلقي يا عزيزتي ! لقد أُصبت بكسر في رجلي عندما كنت ألاحق فراشة في الحقل .
فأردفت سائلة وقد رقّ قلبي لحالها :
ــ وهل خفّت عنك الآلام اليوم ؟
ــ الحمد لله ! لقد وضع الطبيب جبيرة في ساقي وسأعود للدراسة بعد ليست بالطويلة .
عندها اطمأنّ قلبي وجلست حذوها نتجاذب أطراف الحديث ... ولمّا لاحظت أنّها بدت عليها علامات الارتياح ، طلبت منها الإذن بالعودة إلى المنزل ، ووعدتها بأن أزورها كلّ يوم وتمنّيت لها الشّفا العاجل .. عبير الربعي
الكاتبة : عبير بنت علي الربعي ولدت بمنطقة مزرع بن سلامة مارث في 06 / 07 / 2000 تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية مزرع بن سلامة ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المربي الفاضل : علي الربعي. تطمح أن تصبح مهندسة معمارية
( 33 ) من لهو الأطفال في البيت
ذات ليلة من ليالي الشتاء الباردة ، كنت في غرفتي صحبة أخي إذ خطرت ببالنا فكرة : لقد اتفقنا على التنكّر الخروج على بقيّة أفراد الأسرة قصد إخافتهم .
قمنا بصنع أقنعة من جوارب سوداء ، ولبسنا أغطية بيضاء ... ثمّ خرجنا إلى قاعة الجلوس ... فكان أوّل من رآنا هو أخي الصّغير الذي أجهش بالبكاء خوفا وارتمى في حضن أمّه وهو يتساءل : من يكون هؤلاء ؟
قمنا بتغيير صوتينا لمزيد التشويق ، وبادرت بالجلوس إلى جانب أخي الصغير ، فازداد خوفه وقام بإمساك القناع وجذبه فانقطع الخيط ... كما قام أخي المتنكّر بإصدار صوت مكّنت أمّي من التعرّف إليه ... وانكشف أمرنا ... فضحك الجميع وقضّينا تلك الليلة ونحن سعداء بهذا الجوّ العائلي...
فاطمة الهارج
الكاتبة : فاطمة الهارج ولدت بمنطقة مزرع بن سلامة في 22 / 10 / 2001 تزاول دراستها بالسنة 5 بالمدرسة الابتدائية مزرع بن سلامة ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المربية الفاضلة : أميرة بورغيدة تطمح أن تصبح طبيبة أسنان .
( 24 ) رحلة مدرسية
ذات يوم من أيام شهر جوان من السنة الفارطة وبعد انتهاء الامتحانات ، قرّرت مدرستنا تنظيم رحلة إلى مدينة قابس ، فشارك فيها التلاميذ والمعلّمون . وفي الموعد المحدّد ، ذهبنا إلى المدرسة وإذا بالحافلة قد قدمت ... ركبنا الحافلة متجهين إلى مدينة " قابس " ، وبينما نحن في الطريق إذ بحيوان صغير يعترضنا فأوقف السائق الحافلة ونزل وأبعد ه عن الطريق ، وانطلقنا من جديد ونحن نغنّي ونصفّق... وصلنا إلى المدينة المقصودة واتّجه بنا المرافقون إلى البحر ونزلنا بالشاطئ ... وبينما نحن نلعب بالكرة إذ بأحد أصدقائنا يجرفه الماء إلى عمق البحر ،فذُعرنا ذعرا شديدا وعلا صياحنا طالبين النجدة ، فسارع المعلّم المسؤول بمهاتفة أعوان الحماية المدنية الذي قدموا بسرعة ولحقوا بصديقنا وأخرجوه سليما فشكرناهم شكرا جزيلا على هذا التدخل السريع... وبعد سويعات من اللهو والمرح والاستراحة لتناول الغداء ، قدمت الحافلة وعدنا إلى بيوتنا سالمين وقد استمتعنا بهذه الرحلة أيّما استمتاع .
اسمهان حسناوي
الكاتبة : اسمهان بنت بشير حسناوي ولدت بمنطقة الأشراف من معتمدية مارث ، تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية بالأشراف ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المربي الفاضل : علي دادي . وهي مغرمة بالمطالعة وتطمح أن تصبح أستاذة لغة عربية .
( 25 ) نزهة ربيعية ممتعة ولكن ..
حلّ فصل الرّبيع بعد شهور من البرد القارس ، ففرحت بمقدمه وخرجت في نزهة إلى الغابة القريبة
أخذت أجوب الغابة وأمتّع بصري بما وهبه الله لهذا الكون من حسن وجمال حتّى خلت نفسي بين أحضان الجنّة ... وقفت برهة من الزمن ... نظرت يمينا فإذا الأشجار الباسقة منتصبة زادتها براعمها روعة وجمالا ، وتحتها أزهار زركشت الأرض حتّى أضحت كالبساط المزدان ، أو قل كلوحة فنّية زيّنتها ريشة فنّان عظيم ، وراحت تتسابق في الصّعود وتبعث في الجوّ رائحة زكية تطرب النفوس ، وحولها تراقصت فراشات اختلفت ألوانها وأحجامها ، ونحلات راحت تسعى لامتصاص رحيقها العذب وترسل في الغابة طنينا متواصلا ... كما هزّني من الأصوات زقزقة العصافير وهي تعزف ألحانا شجيّة وتنتقل بين أغصان الأشجار المتشابكة في شدو وحبور...
أسندت رأسي إلى جذع شجرة بلّوط ومددت رجلي إلى حافة جدول أشاهد مياهه وهي تنساب بكل ليونة وتداعب الأعشاب المنتصبة على ضفّتيه ...
غفوت قليلا أؤلّف ألحانا تجمع بين خرير المياه وحفيف الأشجار وأصوات الحيوانات المستبشرة بهذا اليوم الجميل ... وفجأة ، أحسست بهبة ريح قوية كادت تدفعني إلى داخل الجدول ... لقد تغيّر الطقس... نظرت إلى السماء فإذا بالورقة تتحوّل إلى اسوداد بعد أن غطّتها الغيوم ... وسرعان ما بدأ الرّذاذ يتناثر على جسمي تدفعه الرياح .... وما أخافني أكثر هو تمايل الأشجار العالية يمنة ويسرة بقوة توشك أن تسقط ، مما جعل العصافير تفر مذعورة تبحث عن مأوى يقيها من البرد المفاجئ...عندها قفلت راجعا إلى المنزل بخطى حثيثة وأنا حزين على تلك الأزهار المنكسرة والأطيار المرتعدة.... علاء الدين بنموسى
الكاتب : علاء الدين بنموسى ولد بمنطقة أولاد المهلهل من عمادة دخيلة توجان في 17 / 09 / 2000 يزاول دراسته بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائيةأولاد المهلهل ـ ولاية قابس ـ الجمهورية التونسية ويتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : الكيلاني الجماعي . وهو مغرم بالمطالعة ويطمح أن يصبح طبيبا .