( 02 ) الجدّ والشّجرة
في يوم من أيّام الرّبيع الجميلة ، خرجت إلى حديقة المنزل لأتنزّه وأستنشق الهواء النقيّ ... وهناك ، لفت انتباهي جدّي جالسا تحت شجرة التفّاح يتمتع بدفئها اللذيذ ، ويرسل بصره إليّ وأنا أغدو وأروح من ركن إلى آخر في الحديقة عدوًا حينا ، وقفزًا حينا آخر ، أقطف زهرة من هنا وألتقط أخرى من هناك ...
وفجأة ، جال في فكري أن أقترح على جدّي قطع هذه الشجرة الهرمة ... رحتُ إليه وسألته :
ــ ما نوع هذه الشجرة يا جدي ؟
ــ هذه شجرة تفاح يا بنيّتي !
نظرت إلى الشجرة المنتصبة أمامي وقلت متعجبة:
ــ ولكنّي عثرت على زهرتها هناك !
ــ نعم ! أنسيتِ أنّ لنا شجرتيْ تفّاح ؟
نظرت إلى الشجرة من جديد وقلت :
ــ ولكن،يا جدّي!هذه الشجرة هرمت ولم تعد تثمر،فلماذا لا تقطعها وتغرس شجرة أخرى مكانها؟
ــ وهل نسيت كيف كنّا ، في فصل الصيف ، نستظلّ بظلّها البارد ونتمتّع بالنسيم العليل ؟ وهل نسيتِ كيف كنت تستيقظين على صوت العصافير التي تحطّ على أغصانها ؟
ــ ولكنّها ، يا جدّي ، لم تعد تنتج شيئا !
وبعد تفكير عميق ، فهمت الأمر : إنّ جدّي ترعرع وكبر وهرم معها ، وكلّما رآها تذكّر أيّام طفولته ...
بثينة بنعمر
الكاتبة : بثينة بنت الشريف بنعمر ولدت بمارث في 03 / 01 / 1998 تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية مارث الغربية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : الجمعي الحمزاوي .هى مغرمة بالجلوس إلى الحاسوب وتطمح أن تصبح أستاذة رياضة
( 04 ) الرّبيع وتقلّب الطقس
حلّ فصل الرّبيع وحلّ معه اعتدال الطّقس : الشمس ترسل أشعّتها الدّافئة على الكون والسماء صافية صفاء عين طفل صغير ، فقرّرت وأصدقائي الخروج إلى الحقول للنزهة والتمتّع بجمال هذا الفصل بين أحضان الطّبيعة ...
ومن الغد، التقينا واتّجهنا معا نحو المكان المقصود ونحن نتجاذب أطراف الحديث تارة ونتسابق طورا ... ها قد وصلنا ... ياله من مكان يسحر الناظرين ! الماء يلمع صافيا ويخرّ خريرا في السّواقي وقد لثمته الشمس بخدّها البرّاق ، العشب يرفرف أخضر وقد علته ضبابة زادته حسنا وإشراقا ، الطيور بعضها محلّقة بين الأشعة والأخرى شادية صفاقة بأجنحتها ، النحل بطنينه المتواصل سارح بين الأزهار الملوّنة يجتني ما راقه من رحيق ، الفراشات ترفرف في الفضاء ، الهواء النقي يبعث روائح متنوعة من كل الجهات..
سبحان الخالق المصور المبدع !
تجوّلنا ، ركضنا ، تسابقنا، استرحنا ، تمتّعنا ... ولكن فجأة ، بدأ الطقس يتغيّر شيئا فشيئا فاختفت أشعة الشمس ، وتلبّدت السماء بالسحب سرعان ما تكثفت ، وهبّ نسيم بارد ، وبدأ ت المطر تنزل رذاذا ثم انهمرت بغزارة ... أسرعنا إلى شجرة كبيرة واحتمينا بها حتّى يهدأ الطقس وتتوقّف المطر عن النّزول ... وبعد ، عدنا إلى منازلنا ونحن مرتجفون من البرد ...
سنية الزيتوني
الكاتبة : سنية بنت عبد العزيز الزيتوني ولدت بمارث في 30 / 06 / 2000. تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية مارث الغربية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المربي الفاضل : الجمعي الحمزاوي.
هي مغرمة بالمطالعة وتطمح أن تصبح معلّمة .
( 06 ) تقلُّب الطّقس
ما أن أطلّ اليوم من فصل الربيع حتّى خرجت إلى حقل جدّي لأتنزّه . عند وصولي ، كان الجوّ في غاية الرّوعة ، والعصافير تزقزق محلّقة في الفضاء الواسع الفسيح ، والأزهار تتمايل مع النسيم كأنّها تتراقص، وطنين النحل بين هذه الأزهار يعمّ المكان ، والماء يلمع صافيا رقراقا في السواقي ، والخرفان ترتع في بساط العشب الأخضر ... أخذت أطارد الفراشات مزركشة الألوان وقد اصطدت بعضها و أطلقت سراحها ثمّ رحت أقطف أزهارا مختلفة لتقديمها باقة لأمّي ...
فجأة شعرت أنّ نسيما خفيفا يداعب خصلات شعري ، ثم أخذ يشتدّ شيئا فشيئا وتحوّل إلى ريح عاتية حملت معها سحبا دكناء تراكمت تراكما ينذر بنزول مطر غزير . وسرعان ما لمع البرق وزمجر الرعد ونزلت قطيرات من الماء وتدريجيا ازدادت انهمارا .
كنت خائفة ، فرحت أمشي تارة وأجري متعثرا طورا أريد العودة حتّى أدركت كوخا صغيرا احتميت به إلى أن هدأ ت المطر فعدت مسرعة إلى منزلي ...
وعند وصولي دخلت غرفتي وغيّرت ثيابي ، فأقبلت عليّ أمّي سائلة : " لماذا لم تعودي إلى المنزل قبل تراكم السحب ؟ " لم أردَّ عليها وبقيت صامتة حتّى خرجت من غرفتي ، لكنّي لحقت بها وأهديتها باقة الزهور التي قطفتها واعتذرت منها . قبلت أمّي اعتذاري بابتسامة عريضة ظهرت على ثغرها وأقسمت لها أنّي سآخذ معي مطريّتي كلّما خرجت في نزهة إلى الحقول في فصل الربيع لكن بمصاحبة أخي ابتهال الزيتوني
الكاتبة : ابتهال بنت بشير الزيتوني ولدت بمارث في 01 / 08 / 2000 تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية عيون الزركين وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : حبيب عياشي .هى مغرمة بالرسم وتطمح أن تصبح محامية
( 08 ) مغامرة التنكّر
في يوم من الأيّام ، كنت وأخي نلعب في غرفة الجلوس ، وفجأة قال لي : " ما رأيك أن نخرج على بقية أفراد الأسرة متنكّريــْن ؟ " فكّرت قليلا ثمّ قلت : " أوافقك الرّأي ، حقّا إنّك طفل مغامر !"
وفي المساء ، دخلنا غرفتنا وبقينا نفكّر في اللباس الذي سنتـنكّر به ، وبعد دقائق ، قلت : " ما رأيك أن ندّعيَ أننا فقيرين ونريد المساعدة ؟ "
فاستحسن أخي الفكرة وشرعنا في تنفيذ الخطّة: لبسنا ثيابا غير لائقة وممزقة ، وانتعلنا حذاءيْن قديمين من الأحذية التي شراها أبي عند زواجه بأمّي ... ولمّا استعددنا أحسن استعداد ، خرجنا من الغرفة وفتحنا باب المنزل دون إحداث ضجيج ، وبعدها قرعنا الباب ، ففتح لنا أبي سائلا عن حاجتنا ، فقلنا بصوت خافت : " إنّنا من الفقراء ولا نملك مالا ولا أرضا نأكل من ثمارها ، ولا سند يعيننا ، ونريد منك أن تساعدنا من فضلك ! "
فرحّب بنا ودعانا إلى الدّخول ... وجدنا أفراد الأسرة يتناولون طعام العشاء ، شاركناهم في الأكل ، ثمّ سهرنا معهم نتجاذب أطراف الحديث...
مع مرور الوقت ، تفطّنت أمّي إلى غيابنا الذي طال ، فدخلت غرفتنا تستجلي الأمر ثمّ خرجت صائحة فزعا ، فسألها أبي : " ما بك ؟ هل أصابك مكروه ؟ " فأجابت بصوت مرتعش : " لم أجد ابنيْنا أحمد وعلي في غرفتهما " فقال لها جدّي الجالس على الأريكة : " اهدئي ! إن شاء الله لن يصيبهم أيّ مكروه "
واصلنا السهر والسمر والحيرة مازالت بادية على وجهيْ والديْنا ... وأثناء السهرة ، ادّعيْنا أنّنا ذاهبيْن إلى بيت الاستراحة ، وفي غفلة من الجميع دخلنا عرفتنا وأبدلنا ثيابنا وخرجا إليهم ، فإذا بهم في ذهول شديد ... انفجرنا ضحكا ... قالت أمّي : " إنّكما ولديْن مغامريْن حقّا ! " وقال أبي : " كيف لم أتفطّن إليكم ؟ " وقال جدّي : " مغامرة موفّقة من حفيديّ الصغيرين ! "
خلود الطرابلسي
الكاتبة : خلود الطرابلسي تقيم بمنطقة الزركين تزاول دراستها بالسنة 5 بالمدرسة الابتدائية عيون الزركين وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المربي الفاضل : حبيب الجربوع
( 01 ) العودة إلى الرّيف
قرّر أبي يوما بناء سياج للمنزل ، فاستأجر للغرض عاملا مختصّا ... وفي الموعد المتّفق عليه ، قدم العامل باكرا وبدأ في العمل بجدّ واجتهاد وحرص على إتقان ما يقوم به وقد بدت عليه علامات التوتّر لكثرة صمته وقلّة كلامه ...
ولمّا حان وقت الغداء ، حملت إليه الطّعام ... وبعد أن أكله ، توجّهت إليه سائلة : " أراك كأنّك لست مطمئنّا ، ترى ما الأمر ؟ " فأجابني قائلا : " أنا من سكّان الرّيف ، جئت إلى المدينة باحثا عن عمل ، ولا أدري أأواصل البقاء بالمدينة أو أعود"
فقلت مبتسمة : " هذا أمر يهمّك شخصيّا ، يجب عليك أن تتخذ قرارا في أقرب وقت حتّى لا يتواصل توتّرك وعدم استقرارك النفسي. " فقال متنهّدا : " ولكنّ عائلتي لا تحبّ الرّيف لأنّ ظروف الحياة فيه صعبة حسب رأيها . " قلت : " أنا أنصحك بالعودة إلى الريف حيث ولدت وكبرت وحيث الهواء النّقيّ وحيواناتك وأرضك التي عملت فيها منذ صغرك." فردّ العامل قائلا : " صدقت يا بنيّتي ! لقد اتّخذت القرار : سأعود إلى الرّيف ، شكرا على هذه النّصيحة ."
وبعد أيّام من إنهاء العمل ، عاد إلى منزله ، مسقط رأسه ... وقد علمت بعد فترة أنّه أصبح فلاّحا مشهورا ، وإنتاج أرضه ذو جودة عالية ...
أمينة زهومة
الكاتبة : أمينة بنت عمّار زهومة ولدت بمارث في 09 / 02 / 2000 تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية مارث الغربية وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : الجمعي الحمزاوي .هي مغرمة بالمطالعة وتطمح أن تصبح معلّمة .
( 03 ) ... وتاه أخي في السّوق
يوم الأربعاء ، يوم السوق الأسبوعية بمدينة " مارث " ، ذهبت برفقة أخي الصغير إلى مكان انتصابها لشراء بعض الحاجيات ... كانت السوق على أشدّها ، تعجّ بالناس القادمين من كلّ جحدب وصوب : الباعة في صياح مستمرّ يمدحون بضاعتهم ، المستهلكون يشتكون من غلاء الأسعار ولكن يشترون على مضض ...كنّا لا نستطيع المرور إلاّ بصعوبة كبيرة ...
فجأة ، انفلت أخي من يدي بدون أن أشعر ،ولمّا تفطّنت ، التفتّ يمنة ويسرة أتفرّس الوجوه فلم أجده ... لقد تاه في السوق ... دارت بي الهواجس في خاطري وقلت في نفسي : إذا عدت إلى المنزل بدون رفقة أخي ، سيعاقبني والديّ ويحزن أفراد العائلة ... وانطلقت أبحث عنه في الدكاكين وداخل المغازات والمطاعم والمكتبات وفي الأماكن التي توقّفنا عندها وأنا أسأل المارة ... فلا أثر له ... تذكّرت أنّ أخي يُحبّ الحلويات من نوع خاصّ في مكان معيّن بعيد نسبيا عن السّوق ، فأسرعت إلى الدكّان : دكّان العمّ محمود فإذا هو بالمكان صحبة ابن الجيران " علاء " فعادت إليّ الطمأنينة ...
جذبته من يده وأنا ألومه على تصرّفه وعدنا معا إلى المنزل وأنا متأثّر بما حدث ....
خيري الوحيشي
الكاتب : خيري بن امحمد الوحيشي ولد بمارث في 11 / 01 / 2001. يزاول دراسته بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية مارث الغربية ويتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : الجمعي الحمزاوي. هو مغرم بالرسم ويطمح أن يصبح طبيبا ..
( 05)... وتغيّر الطّقس فجأة
ظهرت بوادر الربيع ، فقرّرت الخروج لأتنزّه وأتمتّع بمناظر الغابة الخلاّبة . وعندما وصلت ، استقبلني سحر الغابة وزقزقة ورائحة الزهور الجميلة ... أخذت أجري وأمرح بين أحضان هذه الطبيعة الساحرة حتّى تعبت ، فتوقّفت للحظة أتأمّل المناظر التي تشعرني بالارتياح ، فراودني شعور بأنّي أحلم ، ثمّ استلقيت فوق العشب الناعم وبقيت أنظر إلى السماء الزرقاء الصافية المنتصبة بدون أعمدة فقلت : سبحان اللّه الخالق العظيم القدير ...
وفجأة ، تغيّر الطّقس : حجبت السحب الدكناء زرقة السماء ، وتحوّل صفاء الجوّ إلى مناخ متقلّب عربدت فيه الرّيح التي ازداد هبوبها شيئا فشيئا و لمع البرق وقصف الرعد مدوّيا في أرجاء الكون، بدأت المطر تنزل رذاذا سرعان ما تحوّلت إلى غزارة حجبت عن عينيّ رؤية ما حولي ...
توقّفت محتارة ، لا أدري أيّ طريق أسلك . حاولت الاحتماء بالأشجار لكن دون جدوى . تبلّلت ثيابي وأصبحت أشعر ببرودة الماء تلسع جسدي .. والّذي زاد الأمر سوءا أنّي لم أستطع العودة سريعا لثقل حذائي الذي تلطخ بالطين ولصعوبة المسلك الذي قدمت منه وقد غمرته المياه والأوحال ...
قاومت قساوة الطقس وواصلت سيري حتّى أدركت المنزل ، فوجدت أفراد أسرتي محتارين لأمري ... وأقبلت عليّ أمّي تنزع ملابسي المبلّلة وتدثّرني بغطاء صوفي وتقربني من المدفأة حتّى أسترجع قواي وأتخلّص من برودة الطقس التي تملّكتني ثمّ أمطرتني بوابل من الأسئلة وأنّبتني تأنيبا شديدا لخروجي بمفردي إلى الحقول ... عندها قرّرت ألاّ أخرج مرّة أخرى دون اصطحاب أحد من أفراد عائلتي . وصال الجربوع
الكاتبة : وصال بنت كمال الجربوع ولدت بمارث في 27 / 04 / 2000 تزاول دراستها بالسنة 6 بالمدرسة الابتدائية عيون الزركين ـ مارث ـ قابس وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المعلم الفاضل : حبيب عياشي .هوايتها المطالعة وتطمح أن تصبح مهندسة .
( 07 ) عيد ميلاد الأمّ
صباح يوم الأربعاء يوم السّوق الأسبوعية بمدينة " مارث " ، خرجت أمّي رفقة أبي لشراء حاجيات المنزل . اغتنمت فرصة خلوّ المنزل في هذا اليوم الذي يصادف يوم عيد ميلاد أمّي ، وكسّرت حصّالتي وجمعت النقود المتوفّرة وأسرعت إلى أقرب مغازة بحيّنا وشريت أشرطة ملوّنة وزهورا ولوزا و مشروبا غازيّا ، وطلبت من جارتي أن تعدّ لي قطعة مرطّبات تخطّ عليها تهنئة بعيد ميلاد أمّي العزيزة ، كما اتّصلت بقريباتي لمشاركتي فرحة هذه المناسبة السعيدة ، وجمعت صورا لأمّي وعلّقتها بجدار الغرفة
وبعد إعداد كلّ المستلزمات وحضور المدعوّات ، بقينا ننتظر عودة أمّي ... ها أنّ الباب قد طرق ، أسرعت لفتحه . وما أن دخلت حتّى انبهرت بما رأت وتأثرت تأثرا شديدا لهذه المفاجأة السارّة ... عانقتها عناقا حارّا وقلت لها : " عيد ميلاد سعيد يا أمّي ! " وقدمت باقة زهور هدية وعربون محبة صادقة ... كما هنّأتها قريباتي وقدّمن لها هدايا مختلفة ... وزّعت المرطّبات والمشروبات على الحاضرين ... أكلنا وشربنا وأمضينا وقتا جميلا في اللهو والضحك ... قبّلتني أمّي قبلة حارّة وشكرتني على هذه المفاجأة السّارّة....
فاطمة الربعي
الكاتبة : فاطمة الربعي تقيم بمنطقة الزركين تزاول دراستها بالسنة 5 بالمدرسة الابتدائية عيون الزركين وتتلقى دروس اللغة العربية على يد المربي الفاضل : حبيب الجربوع