Litframes

كيفية تنظيم عرض الدراسات السابقة

توجد طرق متعددة لتنظيم عرض الدراسات السابقة يمكن للباحث أن يختار بينها الأنسب لموضوع بحثه و عناصره المختلفة ، و طبيعة الأدبيات السابقة المتوفرة حول موضوعه . و في كل الأحوال ينبغي أن يكون لدى الباحث مبرر منطقي لتنظيم  هذه الدراسات وفقا لأسلوب معين. 

و فيما يلي عرض موجز لبعض الأشكال المقترحة لتنظيم عرض الدراسات السابقة  : 

أولا : التصنيف الموضوعي حسب أسئلة البحث و تقسيم الدراسة  (اضغط على الصورة للتوضيح)

تدريبات

 حاول وضع  ثلاثة أطر تنظيمية لعرض الأدبيات السابقة الخاصة بموضوعك  ، و وضح  ما إذا كنت تتوقع أن يختلف أسلوب عرض  بعض الدراسات باختلاف الإطار التنظيمي ؟ 

ثانيا : التصنيف حسب المتغيرات الأساسية 

ثالثا : التصنيف الزمني :

رابعا : أشكال أخرى : توجد أشكال أخرى متعددة لتصنيف الدراسات السابقة ، منها على سبيل المثال لا الحصر: 

1- تصنيف الدراسات السابقة من الكل إلى الجزء أو الأجزاء : حيث يمكن الحديث عن "مجموعة دراسات تناولت الموضوع بشكل عام بجميع أبعاده "،  و مجموعة دراسات ركزت على المدخلات أو بعض المدخلات ، و مجموعة  ثالثة ركزت على عملية صنع القرار ، و  أخرى ركزت على المخرجات و النواتج  -

... أو تصنيف الدراسات السابقة إلى دراسات ركزت على الظاهرة بشكل عام (الفاعلين /العلاقات و التفاعلات / القضايا و السياسات / الموارد و الأدوات ... ) ، و  دراسات ركزت على وحدة معينة أو فاعل معين أو قرارات و سلوكيات  محددة : على منظمات معينة لحقوق الإنسان ، أو أحزاب معينة ،....)   

فمثلا في دراسة عن الدور السياسي للمؤسسة القضائية في النظام السياسي المصري ، يمكن تصنيف الدراسات السابقة إلى دراسات تناولت تحليل الأدوار السياسية للسلطة القضائية في النظام المصري بشكل عام ، و دراسات أخرى ركزت على محددات فاعلية دور المؤسسة القضائية (و يمكن التمييز داخل هذه المجموعة بدورها بين دراسات تناولت محددات الفاعلية بشكل عام ، و أخرى ركزت على عوامل محددة مثل مدى استقلالية المؤسسة القضائية عن الممؤسسة التنفيذية في مسألتي التعيين و العزل) ، و دراسات ركزت على أدوار سياسية معينة للمؤسسة القضائية (مثل حماية الحقوق و الحريات الأساسية ، إنشاء الأحزاب السياسية و الرقابة عليها ، ....) ، و هكذا... 

2- عرض الدراسات السابقة في شكل اتجاهات أو مواقف : حيث يمكن الحديث عن (دراسات مؤيدة ، دراسات معارضة ، دراسات محايدة ) أو (دراسات ترى وجود علاقة طردية بين المتغيرين ، دراسات ترى وجود علاقة عكسية ، دراسات تؤكد على تعقيد العلاقة و وجود عدد من المتغيرات الوسيطة،.....) و هكذا .. و يتطلب ذلك ابتداء وجود جدل حول المشكلة البحثية الرئيسية ، و تعبير الدراسات السابقة عن هذا الجدل ..

3-تصنيف الدراسات السابقة  حسب درجة قربها من المشكلة البحثية من الأقرب إلى الأبعد  : أي أن يقوم الباحث بترتيب الدراسات تنازليا  بأن يبدأ من أكثرها قربا إلى موضوعه ، وصولا إلى أقلها قربا من موضوع الدراسة . و يمكن أن يأخذ ذلك شكل مجموعتين :  مجموعة الدراسات التي تناولت الظاهرة /المشكلة بشكل مباشر ، و مجموعة الدراسات التي تناولت الظاهرة/ المشكلة بشكل غير مباشر ، و يفضل في هذه الحالة تطوير معايير فرعية للتصنيف داخل كل مجموعة إن أمكن . 

4- تصنيف الدراسات السابقة مكانيا : و يستخدم هذا التصنيف  إذا ما كانت   الدراسة تقوم على المقارنة المكانية (مجموعة دراسات تتعلق بالظاهرة السياسية في دولة / محافظة س  ، و مجموعة دراسات تتعلق بالظاهرة السياسية  في دولة / محافظة ص ) ، أو في حالة محدودية الدراسات المباشرة عن النطاق المكاني المقترح في الدراسة (أي محدودية الدراسات المطابقة مكانيا )مقابل توفر دراسات عن أماكن أخرى  ذات صلة ، سواء كانت     ( أكبر و أشمل:مستوى الدولة أو المستوى الإقليمي – أو أصغر مستويات جزئية أو فرعية- مستويات متداخلة- مستويات موازية ....)  ، و هو ما قد يثير مسالة مدى صلاحية نتائج هذه الدراسات السابقة للانطباق  بالنظر إلى احتمال تباين خصائص الظاهرة مع تغير النطاق المكاني للتحليل . 

مثال : في دراسة عن الديموقراطية الداخلية في الأحزاب السياسية المصرية ، ظهرت المحدودية الشديدة في المراجع المتوفرة عن هذه الظاهرة في مصر ، مع توافر دراسات سابقة تتناول الحالة المصرية ضمنا أو يمكن الاستفادة منها في فهم الحالة المصرية في إطار دراسات تتعامل مع مسألة الديموقراطية الداخلية في الأحزاب السياسية في الوطن العربي ، أو في الشرق الأوسط ، أو في دول الجنوب ،....الخ .. في هذه الحالة يمكن تصنيف الدراسات السابقة مكانيا

5- تصنيف الدراسات السابقة حسب القضايا أو دراسات الحالة  : فإذا كان الباحث يركز على عدد معين من الأحزاب السياسية أو جماعات المصالح أو منظمات المجتمع المدني ، أو قرارات معينة ، فيمكن أن يتم تصنيف الدراسات السابقة حسب هذه الحالات المختارة في حالة توافر أدبيات سابقة عن كل منها على حدة (أو عن أغلب الحالات على الأقل)

و يمكن لهذا التصنيف أن يتداخل مع الأطر السابقة للتقسيم خاصة إذا ما كان التمييز بين دراسات الحالة هو تمييز زماني أو مكاني بالأساس

ملاحظات مهمة حول معايير تقييم عرض الدراسات السابقة

 1- عند مراجعة الدراسات السابقة في مرحلة إعداد مشروع البحث يفضل الاقتصار على أهم الدراسات ذات الصلة المباشرة بالموضوع أو المشكلة البحثية و تساؤلات الدراسة ، و ألا يخرج عن هذه الدائرة إلا إذا اضطر إلى ذلك بسبب ندرة المصادر المباشرة.

2- ينبغي أن تكون هناك منطق معين أو  أسباب محددة  وراء اختيار الباحث تنظيم عرض الدراسات السابقة بشكل معين ، و اختياره إحدى الأطر السابقة أو غيرها في عرضه لهذه الدراسات .

3- يجب على الباحث أن يراعي عند تصنيفه الدراسات السابقة إلى فئات أو مجموعات أن أحد المعايير الأساسية لمحاسبته هو مدى نجاحه في مسح أو حصر كل الدراسات التي تقع تحت عنوان معين و تحليله العلاقات بينها  ، و ليس مجرد إيراد أية نماذج أتيح للباحث الوصول إليها أو الإطلاع عليها في هذه الفئة . كما أن خلو أي مجموعة أو فئة من مراجع أساسية تندرج تحت هذه الفئة قد يعد مؤشرا على عدم جدية الباحث. و يمكن "تجنب" الكثير من هذه المؤشرات السلبية من خلال الحرص في تقسيم الدراسات السابقة إلى مجموعات و تحديد معايير هذا التقسيم 

4- يفضل أن ينتهي عرض الدراسات السابقة بملخص موجز لهذه الدراسات و دلالاتها بالنسبة للبحث الحالي .