manhajeyyah

أكتب هذا الموضوع على خلفية المواضيع التالية والترتيب حسب تاريخ النشر

1 - المنهج واللامنهج

2 - سؤال حول منهجية الخليل

3 - الجميل في منهج الخليل – د. ضياء الدين الجماس

4- دليل أهل التفاعيل

أستاذي الفاضلين د. ضياء الدين الجماس وعادل العاني

وأتمنى من أساتذة الرقمي الأفاضل المشاركة معنا في هذا الموضوع.

يتنامى لدي الوعي منذ بدأت الرقمي قبل ربع قرن على تطور نظرتي إليه. فبعد أن كان همي الأول إثبات صلاحية الأرقام للوزن متزامنا تقريبا في ذلك مع كتاب أستاذي د. عبد العزيز غانم ( العروض الرقمي - القياسي ) متقيدا مثله تماما بحدود التفاعيل، بل وحاسبا على أساسها قيما لكل زحاف كما تعرضت لذلك لاحقا في موضوع ( هبابي المنيل ) حتى يومنا هذا. مع تميز في سرعة تأصل نظرتي إليه مؤخرا لدرجة بت أعتقد أن عبارة ( العروض الرقمي ) لا تمثل الغاية المقصودة من الموضوع كما استقر عليه وعيي. وأرى أن العنوان الأفضل له هو ( منهجية الخليل ) ولست أدري أأغير عنوان الطبعة الثانية من الكتاب أم أبقيه كما هو. وإن أبقيته كما هو لعامل الوقت أولا ولما لعنوان ( منهجية الخليل ) من حق في تغيير المدخل والتناول والصياغة بشكل يكاد يكون كليا. وهو إن كان في العمر بقية ما أنوي أن أجعله عنوان ومضمون كتاب آخر قادم.

ولأهمية الموضوع فسأزيد على هذه المقدمة ما يزيدها وضوحا.

جتى عهد قريب كانت البصمة أكثر دلالة على الشخص من الطول والعروض واللون. تقدم العلم فشاركتها في أهميتها فصيلة الدم. ثم تقدم العلم أكثر فأصبح ( دي إن إي ) هو الدليل القاطع على الشخصية وهو ينبث في كل جزء من جسم المخلوق. فلكأنه بصمة الخالق في كل مكون من مكونات خلقه. وكذلك تكلم الكثيرون عن النسبة الذهبية وأطلقوا عليها تعبير " بصمة الخالق "

https://www.youtube.com/watch?v=BzfZg8fU_T4

على أن منهج الخالق عزّ وجل هو أعظم ما في رسالته للإنسان بل هو عنوانها وجوهرها وإطارها . وكل جزئية في منهجه تحمل توقيع التوحيد سواء كان ذلك صلاة أو حجا أو اقتصادا أو سياسة أو اجتماعا.

لله وكتابه المثل الأعلى، ما أذكره هنا هو جعل ذلك مرشدا ودليلا في معنى المنهجية . وأنصح من يخالفني الرأي أيضا أن يجعل ذلك دليلا أمامه في معنى المنهجية.

تصور شخصا لا يعرف الإسلام رأى مسلما يصلي فقال له عندي تمرين قد يكون أفضل لجسمك من هذا التمرين.

تصور شخصا لا يعرف الإسلام رأى مسلما يقبل الحجر الأسود، فظن الإسلام وثنية.

كيف يمكن أن ترد عليه في الحالين إلا أن تبدأ في شرح معنى التوحيد.

رسالة الخليل لأمته وللبشرية هي ( منهجيته ) التي تقوم على أن للذائقة العربية بنيان رياضي محكوم بقوانين رياضية صارمة. التفاعيل والبحور من منهجية الخليل كالأحكام الجزئية من التوحيد.

منهجية الخليل هذه تسري في كل جزئية من العروض فيما يخص التفاعيل أو المقاطع أو البحور أو أحكام الزحافات والعلل أو البحور المهمة أو الدوائر. أفضل ما يمثل ذلك كله هو ساعة البحور.

ولهذا فإن الإجابة على اختلاف حول جزئية في الرقمي دون ربطها بمنهجية الخليل تصبح كالإجابة على سؤال السائل عن حركات الصلاة أو تقبيل الحجر الأسود دون شرح منهج التوحيد.

وقد أثبتت حواراتي حول المسائل العروضية مع أساتذتي الكرام ممن لم يتعرفوا على منهجية الخليل صدق ما ذكرته. فكل منهم كان يرسم في ذهنه صورة عن الرقمي مبتوتة عن منهجيته

فأستاذي غالب الغول يصر على أنني أساوي في حشو البسيط بين فعِلن 1 3 وفعْلن 22

وهذا أستاذي محمد علي خنفر يقول :" ومنها ما حاد عن الطريق وأضاف تعقيدا إلى تعقيد، كما نشاهد في العروض الرقمي لدى خشان. "

ويقول أستاذي داود أبا زيد :" ما عتبي على الأستاذ خشان من قبل ، ولا على الأستاذة زينب من بعد ، ولكن عتبي على (أبو طارق) من قبل ومن بعد .. لقد عرفتم باطل الرقمي ، وأوقفتم الحديث فيه ، وأقفلتم موضوعه منذ أعوام ، وكنت غادرتكم على ذلك ، فلما عدت وجدتكم قد خضتم فيه خوضا قبيحا .. عتبي ..

كان الأستاذ خشان يقول إنه يرمز بالأرقام 1 ، 2 ، 3 ، 4 وقد يجمع بعض هذه الأرقام ، فيرمز لكلمة(قد) ب(2)ولكلمة (لقد) ب(3) ولكلمة (عجبي) ب(4) فلو كانت الكلمة (قد كنتم) فرمزها (2 2 2) وقد تجمع في (6) ولو كانت الكلمة( لقد رموا) لكان رمزها (3 3) وقد تجمع في (6) أيضا ، ولو كانت الكلمة (زعموا كذبوا)لكان رمزها (4 4) وقد تجمع في (8)وهكذا . وقد يجمعها بعضهم فتصل إلى أرقام كبيرة .. والآن تأتي الأستاذة زينب لتقول إن الرمز هو (1) للمتحرك و(هـ) للساكن ، فتدخل الحرف مع الرقم ، ثم تظل تسميه العروض رقميا ، هذا غريب !!..

إن هذا الكلام لا يعرف الخليل ولا يعرفه الخليل ، ولا علاقة له بالعروض ، وهو نوع من الإحالة "

ويقول أستاذي د. عمر خلوف :" ‏" فقد حول بعضهم السبب والوتد إلى أرقام، ولم يزد على ذلك. وبحكم كوني بيطرياً، فسأسعى إلى إيجاد (رموز بيطرية) تلائم (العروض البيطري)."‏

وقد شعرت بموقف محرج لي وأنا أتحاور مع أستاذي محمد السحار وهو يرى إمكانية وجود وتدين مفروقين في شطر واحد بل تفعيلة واحدة والحرج نابع من عجزي عن محاورته بعيدا عن منهجية الخليل.

ومن هنا كذلك كان حرجي الناجم عن عجزي في محاورة أستاذي عادل العاني بعيدا عن فهمي لمنهج الخليل حيث لا يستقيم حوار بالنسبة لي بعيدا عن ذلك المنهج.

التناسق والانسجام من طبيعة المنهج في كل أجزائه ، وعندما يخرج الإنسان فيه عن الجادة سرعان ما يكتشف خطأه. ومن يراجع الرقمي على الشبكة يجد طريقة تطوره ويرى الأخطاء العديدة وتصويبها ، ويرى مدى الانسجام بين ما استقر من قواعده في كل مجال.

عندما غير أستاذي الفاضل د. الجماس رموز المقاطع لإبراز جمال تمثيله البياني، لم أتشجع لذلك. ورغم يقيني بوضوح المضمون في ذهنه إلا أن رغبتي في المحافظة على الانسجام في المنهجية فاق لدي الرغبة في إبراز الجمال بطريقة أفضل من الواقع.

ومن هنا يأتي الرد كذلك على الاعتراض في تمثيل السببين الخفيف والثقيل والزحاف. لا يستقيم الرد – بالنسبة لي – بعيدا عن منهجية الخليل. التي أجد مضطرا إلى اجتزاء بعضها هنا .

ثمة إيقاعان :

الخببي وفيه يتكافأ 1 ه مع 1 1 وفعلا يتكافأ السكون هنا مع الرقم 1 بدليل حلول كل من السببين الخفيف والثقيل كل محل الآخر. ولا عجب في ذلك.

البحري حيث يبقى الوزن سليما رغم الزحاف ( المستحب) والأمر هنا مختلف فالإيقاع البحري ليس كما فقط فالهيمنة فيه للهيئة على الكم. ولا يستقيم الحساب الكمي هنا كما الإيقاع البحري. خوضي الحوار في هذا الموضوع دون استحضار الكم والهيئة لا يستقيم. وشرح الكم والهيئة في أول الحوار لا يستقيم. وهذا تفسير ما كان يجده أستاذي عادل العاني من توقفي عن الحوار لأني في حالات مماثلة كنت أجد نفسي بين أمرين لا يستقيمان لي. الأول الحوار بعيدا عن منهج الخليل. والثاني شرح منهج الخليل ابتداء، وهذا ما ليس عمليا.

لكن حصيلة وجودي نفسي بين أمرين لا يستقيمان أوحت لي بفكرة كتاب بعنوان (منهجية الخليل) لا يتناوله إلا من كان هذا همه.

من درسوا الرقمي لغاية الآن في موقفهم منه أصناف

1- منهم من أراده للوزن فقط

2- ومنهم من أخذ شيئا من المنهجية كمسلمات

3- ومنهم من كان يعرف الرقمي والتفعيلي وكانت شهادته في مجال ( علم العروض ) مدعمه بتجربته الشخصية

4- ومنهم من كان متفقا مع الرقمي مع تحفظات على بعض نقاطه وأوضح ما يكون ذلك تلك المعارضة والمحاكمة اللتين انتهجتهما استاذتي ثناء صالح، وكانت حصيلتها إثراء للرقمي.

5- ومنهم من ركز على بعض جوانب الرقمي ويسعدني أن بعضهم تفوق علي فيها.

ومن هنا كانت رغبتي الشديدة في كسب اهتمام أستاذيّ عادل العاني ومحمد السحار بالرقمي، لما لمسته لديهما من حراك فكري في مجال العروض يخرجان به من العروض إلى علم العروض وإن من شأن تعرفهما على مضمون المنهجية في الرقمي أن يكون مصدرا للثراء الباذخ في أي من الحالات التالية :

أ – في حال اقتنعا بها فسيرتادان بها آفاقا رائعة

ب- في حال رفضهما لها فسينتج عن ذلك حوار في الأصل لا في الفروع والتطبيقات. وهذا ما يليق بالفكر وسيكون كذلك مفيدا.

جـ - في حال التحفظ على بعض مواضيعه ستكون فرصة لاقتناع أحد الطرفين برأي الآخر وما يرافق ذلك من ارتقاء للرقمي في بعض ما قد يكشفانه من عجز في تناولي أو أخطاء. وللعلم فإيما خلل في التطبيق – في حال صحة المنهج – يعود لسوء استقراء المنهج . وإن ثبتت صحة الاستقراء مع وجود الخطأ فإن هذا دليل على وجود خلل ما في أصل المنهج يتطلب استكشافا وتصويبا.

ومن حق أستاذي د. ضياء الدين الجماس علي أن أشيد بموضوعه الجميل في منهج الخليل وهو بداية موفقة لما أراه سيطوره إلى الأفضل بحول الله. تماما كما طور التمثيل البياني إلى الأفضل.

أكرر إن الأولوية لدي هي لتأكيد وتوضيح منهجية الخليل وسريانها في كل جزئية من العروض وعلم العروض سريانا لا تخلف فيه ولا انقطاع له.

وما كان ذلك ممكنا لولا أن الذائقة العربية في هذا المجال مأطورة ببرنامج رياضي شامل راق أودعه الخالق سبحانه للوجدان العربي قبل العروض والخليل، ويدركه

الطفل بفطرته فيهتز بين والدته وهي تهدهده على أنغام ترنيمها.

وهذا سر إصراري على أنه لن تكون هناك بحور عربية جديدة. فالمنهج أيما منهج لا يستحق هذا الاسم إلا إذا كان يغطي ما يتناوله من أسس كافة الحالات التي يشملها مجاله.

إن تعانق روعة الذائقة العربية ورياضية عروضها مع عبقرية الخليل في تصوير ذلك في منهجه يُفيضان من هذا الجمال على مساحات من المعارف البشرية

في شتى المجالات بشكل أستبعد أن يكون مثله لغيرهما في عالم البشر.

وهذه أول محاولة في التاريخ العربي على هذا المستوى وبهذا الوضوح. ومن كان يشك في ذلك فليطلع على

" الرقمي قبس من نور الخليل"

" بحور جديدة "

" ظـُلِمَ الخليل "