D-Ahmed-salem-manhaj

يقدم د. أحمد سالم منهجه في منتدى الرقمي في دروس متتابعة.

من حقه أن يستقل في منهجه الخاص بأبجديات خاصة. ذلك أن استعمال أبجدية الخليل خارج منهج الخليل تعقد الدارس الذي تختلط فيه ذهنه المصطلحات بالمضمون.

فيما يلي سأواكب ما يقدمه بالتعليق أولا بأول بما في ذلك الإشارة إلى تقاطعات منهجه مع سواه. وسيكون تعليقي تفكيرا بصوت عال لا أتحرج أن أعْدل فيه عن موقف لآخر أو أن أخطئ وأصحح حسب تطور فهمي أو انطباعي.

سيكون تعليقي بهذا اللون .

طرح يتناول العروض العربي بشكل جديد كليا أو جزئيا أمر مفيد فهو ينشط الذهن ويدعو إلى مراجعة المعلومات إضافة إلى تلاقح الأفكار. إضافة إلى تنمية مهارة الحوار لدى أهل الرقمي

والفصل بين الذاتي والموضوعي، وهو كذلك يشكل فرصة للتعرف على ما قد يكون في الرقمي من عيوب أو مزايا إضافة لإفادته من كل جديد. كما أتصور بعد فهم منهج أستاذنا الكريم أن يكون بإمكاني إعادة تقديمه - إن ثبتت لي صحته - بطريقة تضعه تحت لواء الخليل. الحق واحد ولا يتكرر.

.

***********

الدرس الثاني وعنوانه : ( لغة الإيقاع ) (حروف الإيقاع _ الكلمات الإيقاعية _ الجمل الإيقاعية _ العبارات الإيقاعية )

الأسباب الخفيفة والتفاعيل الجزعية ( الجذعية) والتفاعيل الوتدية الأساسية

المادة الأولية التي يتكون منها الإيقاع الموسيقي للشعر العربي هي الحركة ورمزها الخط المائل / والسكون ورمزه الدائرة o , ومن الحركة والسكون تتكون وحدة البناء الأساسية (2) السبب /o ,

ومن السببين المتجاورين يتشكل الوتد بحذف ساكن السبب الأول,

2 2 ← 3

وإذا اقترن السببان في تفعيلة واحدة ( مستفعلن , مفاعيلن ) تتكون (الفاصلة المترددة ) بتحريك ساكن السبب الأول , ونرمز (للحركة المترددة) بـ Ø أو 2

( واسمحوا لي أن أستخدم رمز $ في منتداكم الرقمي بدلا من الرقم 2 وتحته الخط فأنا لا أعرف كيف أكتبه وليكون مميزا وليقترب من الرمز /Ø الذي أستخدمه في الكتاب )

2 2 ← $ 2 = 2 2

ويسمى السبب الذي تحرك ساكنه بالسبب الثقيل أو (السبب المتردد) أو (السبب الخببي) لا فرق ؛

وسواء اعتبرنا ذلك على سبيل الزحاف , أو على سبيل الفرع الذي

تولد من الأصل لا فرق أيضا , وإن كنت أفضل الاعتبار الثاني .

******************

من الأسباب الخفيفة تتكون تفعيلتين جزعيتين تفعيلتان جذعيتان هما :

(1) مفعولن ( 2 2 2 )

(2) مفعولاتن ( 2 2 2 2 )

في العروض لا يكون التركيب 2 2 2 في الحشو إلا في بحور دائرة المشتبه كما يكون في منطقة ضرب بعض البحور . أما 2 2 2 2 فلا وجود لها في غير الخبب.

ونسمي مفعولن ( 2 2 2 ) تفعيلة جزعية - ثلاثية الأسباب - للتفعيلتين الخماسيتين , (بالخبن تعطي فاعلن وبالطي تعطي فعولن) , ويمكن تسمية العملية العكسية التي يتحول فيها الوتد إلى سببين بالشق (الشق هو علة جارية مجرى الزحاف لها شروطها ومواضعها نذكرها في حينها)

مفعولن خبن فاعلن

( 2 2 2 ) ↔ ( 2 3 )

شق

مفعولن طي فعولن

( 2 2 2 ) ↔ ( 3 2 )

شق

هنا عكس لمنطق د. مستجير الذي يقول في كتابه ( مدخل رياضي - ص 26) تحصل التفاعيل الثلاثية عن مجموعة من ثلاثة أسباب خفيفة متتابعة ( 1 ه 1 ه 1 ه ) ينتج عن حذف كل ساكن من سواكنها تفعيلة. وفي منهج الخليل لا تعتبر 2 2 2 تفعيلة لخلوها من الأوتاد

كما نسمي مفعولاتن ( 2 2 2 2 ) تفعيلة جذعية رباعية الأسباب هي أصل التفعيلات السباعية , بالخبن تعطي مفاعيلن , وبالطي تعطي فاعلاتن , وبحذف ساكن السبب الثالث تعطي مستفعلن ,

مفعولاتن خبن مفاعيلن

( 2 2 2 2 ) ← ( 3 2 2 )

مفعولاتن طي فاعلاتن

( 2 2 2 2 ) ← ( 2 3 2 )

مفعولاتن حذف السادس الساكن مستفعلن

( 2 2 2 2 ) ← ( 2 2 3 )

من منهج د مستجير أنقل ما يلي وهو يعبر تماما عن المضمون أعلاه.

وإذا تحريك ساكن السبب الأول من السببين المقرونين في التفعيلة الواحدة ليصبح حركة مترددة بين الحركة والسكون :

مستفعلن بالتحريك متفاعلن

( 2 2 3 ) ← ( $ 2 3 )

مفاعيلن بالتحريك مفاعلتن

( 3 2 2 ) ← ( 3 $ 2 )

هذا هو التكافؤ الخببي في السبب الأول من الفاصلة

ونضيف الترفيل إلى مستفعلن لتعطينا مستفعلاتن

( 2 2 3 ) ( 2 2 3 2 )

وهذا لا يكون في منهج الخليل إلا في آخر العجز

نستخدمها كتفعيلة أساسية في بعض الأوزان وقد سبقنا إليها حازم القرطاجني ؛

ومن أخذها تفعيلة مستقلة تدخل الحشو فعليه أن يحدد في منهجه كل ما يتعلق بذلك دون ثغرة وهذا ليس يسيرا .

كما نضيف معكوسا لـ مستفعلاتن هو فاعلاتن لن ( 2 3 2 2 )

هذا في منهج الخليل هو التسبيغ ولا يرد إلا في مجزوء الرمل ، ولا يكون في الحشو أبدا. ومن استعمله في الحشو فعليه أن يحدد في منهجه كل ما يتعلق بذلك دون ثغرة وهذا ليس يسيرا .

كتفعيلة تنتج من ترفيل فاعلاتن نستخدمها في تحليل الأوزان وفي تفسير الزحافات نذكر ذلك في حينه .

نحصل مما سبق على تسع تفعيلات وتدية , (فعولن – فاعلن – مفاعيلن – فاعلاتن – مستفعلن – مفاعلتن – متفاعلن – مستفعلاتن – فاعلاتن لن ) كل منها يحتوي على وتد مجموع , وهي فقط ما سنحتاجه في التقعيد وبناء النموذج النظري الجديد لعلم العروض,

هنا استحدثت تفعيلتان هما مستفعلاتن – فاعلاتن لن واختفى الوتد المفروق، جاء في موضوع عروض الورقة للجوهري : " مستفعيلتن = 3 6 محل مستفعلاتن =2 3 4 " والرقمي إذا يتجاهل في دوراته مصطلح الوتد المفروق لا يهمل خواصه في إطار دمج رأيي الخليل ومستجير وتقرير التوأم الوتدي كما يفهم من نتاج د. مصطفى حركات . وبطبيعة الحال فإن تقيد الرقمي بمنهج الخليل لا يمكن أن يسمي مستفعيلتن ومستفعلاتن تفعيلتين. إذ هما تركيبان ( والتركيب قد يعني مقطعا أو مجموعة من تواليف المقاطع). التراكيب تبقى مجالا للبحث والتحليل ولا تلزم منهج الخليل، فالتفاعيل فيه تحمل بصمته.

وهي الأدوات الأفضل والأمثل لتقسيم الأوزان إلى وحدات صوتية , يمكن قراءتها ككلمات وجمل وعبارات موسيقية صوتية , تحمل نفس الخصائص الموسيقية للوزن الذي تعبر عنه وتبين الأنماط الإيقاعية التي يتبعها كل وزن منها كما تعطينا التفسير المنطقي للزحافات التي تدخلها .

******************

في فقه العروض نميز بين الفاصلة المترددة ( $ 2 ) والفاصلة الثابتة ( 1 1 2 ) ذات الحركات الثلاث الثابتة والتي تقع في نهايات الأوزان .

في وصفنا للأوزان يمكن القول أن للإيقاع الموسيقي لغة تتكون من حرفين هما الحركة والسكون ومنهما تتشكل لغة الإيقاع , والتي تخضع لقواعد الإيقاع الثلاث التي نذكرها في الدرس التالي :

(1) الكلمات الإيقاعية : تشبه الكلمات اللغوية في عدد الحروف فمنها :

أ ) ثنائية الحروف 2 السبب

ب) ثلاثية الحروف 3 الوتد

ج) والرباعية الحروف 1 1 2 الفاصلة الثابتة

(2) والجمل الإيقاعية الأساسية : تشبه الجمل اللغوية منها :

أ ) جمل تتركب من كلمتين وهما التفعيلتين الخماسيتين

(فاعلن 2 3 ) , وفعولن 3 2 ) ,

ب) جمل تتركب من ثلاث كلمات وهي التفاعيل السباعية

( مستفعلن , فاعلاتن , مفاعيلن , متفاعلن , ومفاعلتن ),

( 2 2 3 , 2 3 2 , 3 2 2 , $ 2 3 , 3 $ 2 )

ج) جمل تتركب من أربع كلمات وهما (مستفعلاتن , وفاعلاتن لن)

( 2 2 3 2 , 2 3 2 2 )

لا أدري لماذا استحدث أستاذي عبارتي كلمات وجمل خاصة وأنه ربطها بمصطلحات الخليل سبب وتد فاصلة تفاعيل . إذا كانت فاعلن خماسية ومستفعلن سباعية فإن مستفعلاتن عُشارية .

وكان الأولى منذ البداية أن يتخلى عن تعبيري الوتد والسبب، فشق الوتد يشق على النفوس ولا يمكن تحريره من ظلال الخليل. ولو كنت مكانه - وهذا يتعلق بالشكل ولا أنفي المضمون ولكن ضمن قيود لا بد للمنهج الجديد أن يستكملها واستكمالها يجعلها مضمونا تحت لواء الخليل - لاكتفيت باستعمال الأرقام 2 و 3 و 4 والإشارة إلى الرقمين 3 و 4 بالمتبادلين فذلك من شأنه عدم الإسراع بالاصطدام بالقناعات المسبقة بصدد الوتد لحين تحديد قيود التبادل بين 4 و 3 وهو ما أعتقد بإمكانه شريطة صياغة دقيقة لملابساته التي إن استكملت بدقة جعلته منسجما مع عروض الخليل.

(3) وأما العبارات الإيقاعية : فهي الأوزان والتي تتكون إما من الجمل الإيقاعية وحدها , أو من الجمل الإيقاعية والكلمات الإيقاعية معا , وتشمل الوزن الأساسي للبحر وما يتبعه من أوزان .

وإلى لقاء مع الدرس الثالث بعنوان ( قواعد البناء الموسيقي للشعر العربي ) ( قواعد لغة الإيقاع )

وأرحب بالأسئلة من الأساتذة الأفاضل

دمتم أساتذتي الكرام في خير وسعادة