khabab-mutadarak31

يقول د. ضياء الدين الجماس:

" إن الحوار في موضوع الكم والهيئة بين الأستاذة الشاعرة ثناء الصالح وأستاذنا الفاضل خشان الخشان جعل هذه القصيدة تهطل جامعة صفات بحر المتدارك بمزاحفة جميع تفعيلاته ، وله لحن الخبب أيضاً باجتماع الأسباب الثقيلة والخفيفة متتالية. وإليكم هذه القصيدة :

الكمُّ والهيئةُ

د. ضياء الدين الجماس

نُظِمَتْ قِصَصٌ وبها مَرَجُ ... بمداخلها دخل الهَرجُ

وسمت برتابتها أسفاً .... خبب يتدراكه الفَرجُ

بَحَرُ المتدارك هيئتها .. وبه نظموا وبه ولجوا

حُجج وصلت لنهايتها... فبأيِّ بحاركَ يندرج ؟

أبهيئته وجزالته ؟ .... أبكمِّ مَداه به الحجج؟ "

إنتهى التقل

المتدارك ليس من بحور الخليل، ولا يمكن تناوله إلا بإحدى مدخلين :

الأول : فك ارتباطه كليا بعروض الخليل، وعندها فلا مجال بالنسبة لي للحديث عنه.

الثاني : ربطه بعروض الخليل وتطبيق منهجية الخليل عليه باعتباره من دائرة ( أ – المتفق ) وقياسه بالتالي على المتقارب .

ومن هذاالمنطلق يكفيني بصدد المتقارب وعدم جواز انتهاء ضربه بالخاتمة 3 1 3 وصف ابن عبد ربه ضرب ثالث التقارب بأنه :" ضرب محذوف معتمد. " معتمد " أي أن متناوبة عجزه الأخيرة لا تكون 3 1 3 بل هي دوما 3 ]2[ 3

**

لكني ساستغل فرصة هذا الموضوع لأتناول الموضوع من عدة زوايا في سياق شمولية منهج الخليل كما يقدمها الرقمي بما يظهر تناغم الرؤية وتكاملها من هذه الزوايا جميعا بشكل يجلّي جمال شمولية الرقمي ناهيك عن أنه يشكل دليلا على صحة معطياته. وأنا في ذلك متوجه إلى أهل الرقمي خاصة في مراجعة لبعض جوانب الرقمي تزيد عن الحد المطلوب لموضوع البحث. ويصعب على من لم يألف الرقمي أن يتابع الموضوع.

1 – المشتقة السادسة :

" وجود 3 2 3 في آخر أي من الشطرين ينفي وجود 3 1 3 في نهاية الشطر الآخر " في أي بحر كان.

فإن انطبق ذلك على البحور الخمسة عشر فقد وجب انسحابه على المتدارك، بما يعني أن

الوزن 2 3 2 3 2 3 2 3 ......2 3 2 3 2 3 1 3

لا يكون في المتدارك . ومن باب أولى فإن الوزن التالي لا يستقيم :

2 3 2 3 2 3 2 3 ........ 1 3 1 3 1 3 1 3

فلو أخذنا المتقارب للقياس عليه من خلال قصيدة المتنبي :

فهمت الكتاب أبرّ الكتب ..... فسمعا لأمر أمير العرب

3 2 3 1 3 2 3 ............3 2 3 1 3 2 3

وعدد أبياتها 44 بيتا لم تأت 3 1 3 خاتمة لأي من أشطرها. فلما انتفى ذلك عن المتقارب انتفى عن المتدارك.

فلنتأمل ثاني البيتين التاليين :

أ – في صورته الأصلية :

فَــهِــمــتُ الكِــتـابَ أَبَـرَّ الكُـتُـب ......فَـسَـمـعـاً لِأَمـرِ أَمـيـرِ العَـرَب

وَطَــوعــاً لَهُ وَاِبــتِــهــاجــاً بهِ........وَإِن قَــصَّرـَ الفِـعـلُ عَـمّـا وَجَـب

ب - خضعت لَهُ وَاِبــتِــهـجْتُ بهِ........وَإِن قَــصَّرـَ الفِـعـلُ عَـمّـا وَجَـب

3 1 3 2 3 1 3 .......3 2 3 2 3 2 3

جـ - وَطَــوعــاً لَهُ وَاِبــتِــهــاجــاً بهِ ........وَإِن سال البعض عمّ وَجَـب

3 2 3 2 3 2 3 ...........3 1 3 2 3 1 3

الأول أسلسلها في سمعي يليه الثاني يليه الثالث الذي يكاد يكون نابيا في السمع.

جاء في الرابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/zehaf-ghinaa-arood

2- المتقارب 3 2 3 1 3 1 3

لا يجوز هذا في المتقارب، جاء في العقد الفريد تحت عنوان الضرب المحذوف المعتمد:

3 2 3 2 3 2 3

وقوله المعتمد أي لا تأتي آخر 2 3 في عجزه 1 3 أي أن وزنه = 3 2 3 2 3 ]2[ 3

لاحق خلّوف 4 3 2 3 2 3 لا أظنه يأتي على 4 3 1 3 1 3 ولم أطلع على بيت منه على هذا الوزن.

****

2- مجزوء البحر ومجتث البحر

إشارة إلى موضوع الاجتثاث والاجتزاء

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/taktheef

http://arood.com/vb/showthread.php?p=24535#post24535

في الخفيف يتضح الفارق بشكل جلي بين مجزوئه ومجتثه

في الكامل قد يتعادل الاعتباران ما بين أول الكامل 4 3 4 3 4 3 وثامنه 4 3 4 3

ولكن العلاقة بين ثاني الكامل 4 3 4 3 4 2 وتاسعه 4 3 4 2 تحتاج مزيدا من التأمل للمفاضلة بين الجزء والاجتثاث كوصف لتلك العلاقة على النحو التالي:

أجدني منحازا هنا إلى اعتبار تاسع الكامل مجتث ثاني الكامل لا مجزوءه لوحدة أحكام 4 2 في آخري عجزيهما.

هل لذلك علاقة بالمتقارب أصالة وبالمتدارك تبعية ؟ نعم.

جاء في العقد الفريد من أن عجز ثالث المتقارب معتمد أي ينتهي ب 3]2[ 3 التي لا يصح فيها 3 1 3

كما جاء في الكافي للتبريزي :" وهذا ما يسمّى الاعتماد وهو نوعان: أحدهما فى الطويل باستحسان القبض فى هذا الموضع . والثانى فى المتقارب ويكون باستحسان السلامة فى الجزء الذى يسبق الضرب المحذوف "

وقوله هذا يشمل منطقة الضرب في ثالث المتقارب وخامسه. فكأنما خامس المتقارب هو مجتث ثالثه

والاعتماد في المتقارب يجسده الرمز ]2[ الذي يعني عدم جواز زحاف هذاالسبب ، وجوبا على الأرجح أو استحسانا لدى بعضهم.

جاء في ( العيون الغامزة ) :

" ، وحكى عنه بعضُ العروضيين التفرقةَ بين الضرب الرابع فيجيزه في الجزء الذي قبله، وبين الضرب السادس فيمنعه في الجزء السابق له، واعترض بعدم الفارق لأن الوتد البعديّ معتلّ فيهما فإن صلحَ علةً لمنع قبض ما قبله كان المنع فيهما وإلا فالجواز فيهما."

يطرد في رأيي أنه حيث ينتهي الصدر ب 3 2 3 فإن العجز إذا انتهى نظريا ب 3 1 3 فإن هذه تكون بالضرورة متزحلقة لا تستقر في التطبيق إلا على 3 2 2 كفيئتها الخببية. فإن انتهى العجز ب 3 1 3 كما في خامس المديد 2 3 4 3 1 3 ورابع السريع 4 3 4 3 1 3 لم يجز في الصدر إلا أن ينتهي ب 3 1 3 لا سواها : ويقاس على ذلك محذوف الخفيف 2 3 6 3 1 3 فإنه لا يستقيم في الصدر أن ينتهي ب 3 2 3 بل يجب أو يستحين أن ينتهي ب 3 1 3

أنظر عن المديد :

http://www.arood.com/vb/showthread.php?goto=newpost&t=3421

مصر يا شعباً جديدَ غدٍ ( 3 1 3 ) ..... صوب وجه الشمس يغترب ( 3 1 3 )

مصر يا شعباً جديدَاًغدا ( 3 2 3 ) ..... صوب وجه الشمس يغترب ( 3 1 3 )

وفي الرابط :

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=45317

حديث مفيد عن الاعتماد في المتقارب.

وربما تكون هناك زوايا أخرى بللنظر منها إلى هذاالموضوع أعني أنه – وفي سياق يعم البحور حسب ما تقدم - لا يصح في المتقارب انتهاء العجز ب 3 1 3 ، وفي ذات السياق أرى ذلك ينطبق على المتدارك. وحسبنا في ذلك ما نجده من وحدة الوقع بين الأبيات التالية من المتقارب لعمر بن أبي ربيعة :

تَــشُـطُّ غَـداً دارُ جـيـرانِـنـا وَلَلَدّارُ بَـــعـــدَ غَــدٍ أَبــعَــدُ

إِذا سَـلَكَـت غَـمـرَ ذي كِـنـدَةِ مَعَ الرَكبِ قَصدٌ لَها الفَرقَدُ (البلَد)

وَحَـثَّ الحُـداةُ بِـهـا عَـيـرَها سِـراعـاً إِذا مـا وَنَـت تُـطـرَدُ

وهذه المنسوجة على غرارها بإضافة سبب أول الشطر لتصبح من المتدارك

قد تَــشُـطُّ غَـداً دارُ جـيـرانِـنـا إنما اَلَدّارُ بَـــعـــدَ غَــدٍ أَبــعَــدُ

وَإِذا سَـلَكَـت غَـمـرَ ذي كِـنـدَةِ صحبةَ الرَكبِ قَصدٌ لَها الفَرقَدُ ( البلد)

ثمّ حَـثَّ الحُـداةُ بِـهـا عَـيـرَها في المسير إِذا مـا وَنَـت تُـطـرَدُ

قد تسيغ أذن الواحد منا في عجز البيت الثاني ورود كلمة ( البلد ) بدل ( الفرقد ) في كل من المتقارب والمتدارك وقد تسيغ انتهاء العجاز جميعا ب 3 1 3 بل ربما انتهاء الاشطر كافة بها. ولكنها في ذلك تخالف السليقة العربية السليمة كما رصدها الخليل بن أحمد. ويكون قبول آذاننا لها لما طرأ على ذائقتنا من تطور أخرجها عن سليفتها الأولى. وعند ذلك نحن أما خيارين

الأول : أن نقول لا ينكر تغير السليقة فلنوسع حدود الشعر ليشمل هذا التغير.

الثاني : أن نقول إنما وضع العروض للمحافظة على السليقة العربية الأصيلة وصيانتها مما يطرأ عليها مما قد يوصف بالتطور أو الفساد، وعليه لا يجوز ذلك في الشعر.

وأنا أنحاز بقوة مع الرأي الثاني.

على أنني لا أقول بغلق أي باب. فإن لكل أن يقول ما يشاء كما يشاء على أن لا يصنف ذلك كشعر خليلي وأرى وصفه ( بالموزون ) مناسبا.

ويجيء في هذا الباب ما جاء به المتأخرون ، مثل قول

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=38373

محمد أبو القاسم الخمار

إذا شئتِ أن ترحلي فارحلي.......لكِ الحبُّ، والسهْدُ والشوقُ لي

3 2 3 2 3 2 3 ...........3 2 3 2 3 2 3

تمنّيتُ لو أنني نفحةٌ.......تَمَوّجُ في شعرِكِ العَسَلي

3 2 3 2 3 2 3 ......3 1 3 2 3 1 3

وتنسابُ في نشوةٍ لفحة.......تُورّدُ خدّيكِ منْ قُبَلي

تمنّيتُ لكنني كلّما.......رأيتُكِ أوغَلْتُ في خَجَلي

ونفس الحكم للبيتين التاليين من المتدارك

وإذا شئتِ أن ترحلي فارحلي.......فلكِ الحبُّ، والسهْدُ والشوقُ لي

1 3 2 3 2 3 2 3 ...........1 3 2 3 2 3 2 3

قد تمنّيتُ لو أنني نفحةٌ.......تتمَوّجُ في شعرِكِ العَسَلي

2 3 2 3 2 3 2 3 ......1 3 1 3 2 3 1 3

ومنور صمادح:

عقولٌ منَ الفجرِ تقتَبِسُ.......وأخرى يُداهمها الغَلَسُ

3 2 3 2 3 1 3 ......3 2 3 1 3 1 3

وأفئدةٌ أفعمتْ باليقينِ.......وفي غيرها الشكُّ والهَوَسُ

وأيْدٍ مكرّمةٍ صَفّدَتْها.......أيادٍ يلوّثها الدّنَسُ

ذئلبٌ ولكن عليها ثيابٌ.......تُخالُ أناساً وتفترِسُ

فلا هيَ تشبعُ أو ترتوي.......ولا القومُ منْ شرّها احترَسوا

**

وعودة إلى أبيات أستاذي د. ضياء الدين الجماس :

نُظِمَتْ قِصَصٌ وبها مَرَجُ ... بمداخلها دخل الهَرجُ

1 3 1 3 1 3 1 3 ...1 3 1 3 1 3 1 3

وسمت برتابتها أسفاً .... خبب يتدراكه الفَرجُ

1 3 1 3 1 3 1 3 .....1 3 1 3 1 3 1 3

فهذا خبب ليس إلا . ولو قال :

وسمت برتابتها عاليًا .... خبب يتدراكه مفرج

1 3 1 3 1 3 2 3 .....1 3 1 3 1 3 2 3

لكان هذا البيت من المتدارك. ولو قال :

وسمت برتابتها عاليًا .... خبب يتدراكه الفرج

1 3 1 3 1 3 2 3 .....1 3 1 3 1 3 1 3

فلا أرى ذلك من الشعر بل من الموزون. ولو قال :

وسمت برتابتها عاليًا .... خبب يتدراكه النورُ

1 3 1 3 1 3 2 3 .....1 3 1 3 1 3 2 2

لكان أدنى إلى المتدارك نظرا لقياس جواز مجيئ منطقة الضرب 3 2 2 إذا كانت منظقة الصدر 323

ولو قال :

وسمت برتابتها عاليًا .... نظْمها يتدراكه النورُ

1 3 1 3 1 3 2 3 .....2 3 1 3 1 3 2 2

لما كان على اتنمائه للمتدارك غبار.

كتبت هذا الموضوع مسافرا وقد يعقبه تصحيح أو إضافة.