attakheesee

رأيت أن أنشر الموضوع لفائدته الذاتية ثم أعلق عليه حسب ما يتيسر من وقت للفائدة الإضافية.

هذا موضوع مفيد لأهل الرقمي لأنه يحوي مساحة واسعة من البحث، تبين لهم

أ - مستوى العروض الرقمي بالنسبة للأطروحات الجامعية

ب - ملامسة النظرية للرقمي والتفعيلي وبعض مدارس العروض

جـ - مقارنة ما حوته بعروض الخليل.

النص الأصلي أزرق اللون. أيما لون آخر فهو من إضافتي

http://www.jehat.com/Jehaat/ar/JanatAltaaweel/drasatnadaryah/abdulla.htm

نظرية التناسب الشعرية

(أطروحة جامعية للباحث المغربي عبد الله التخيسي)

ناقش الباحث المغربي عبدالله التخيسي أطروحته لنيل دكتوراه الدولة في الآداب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس أكدال بالرباط تحت عنوان نظرية التناسب في الشعرية العربية المعاصرة دراسة في أصولها التراثية والحداثية أمام لجنة تتكون من الدكاترة: الأستاذ أحمد الطريسي (مشرفا ومقررا)، الأستاذ محمد العمري (رئيسا)، الأستاذ إدريس بلمليح (عضوا)، الأستاذ قاسم الحسيني (عضوا)، وقد منحت اللجنة العلمية للباحث دكتوراه الدولة بدرجة حسن جدا وفيما يلي

عرض هذه النظرية:

تقوم نظرية التناسب في الشعرية العربية علي دعامتين أساسيتين الأولي: تشكل النظرية في صورتها المجردة في تناسبات رياضية وهندسية خالصة. والثانية تشكل نظرية التناسب في صورتها الإيقاعية واللغوية والموضوعية والفضائية. وتعتمد الأولي علي التناسب الرياضي بين (أ وب وج ود) كمقاطع محددة متناسبة تقوم علي النسب الأربع وهي: تناسب التطابق، وتناسب التماثل، وتناسب التآلف، وتناسب التخالف، وعلي هذا الأساس الرباعي تم بناء بحور الشعر العربي عند الخليل بن أحمد الفراهيدي مؤسس علم العروض وعلم المعاجم العربية وغيرهما، وتركزت الصياغة الأولية لهذه النظرية علي البحور الخمسة عشر كما وردت واطردت بنسبها ومقاديرها المعلومة في الدوائر الخمس حسب علاقة كل مجموعة أو ثنائية علي حدة، ثم تناسب هاتين الأخيرتين فيما بينهما ونجم عن ذلك تقليص هذه العلاقات والنسب إلي أربع كما ذكرنا، خلافا للتصنيف الخماسي الخليلي وهو: دائرة المختلف، ودائرة المؤتلف، ودائرة المشتبه، ودائرة المجتلب، ودائرة المتفق. وستؤول هذه المجموعات إلي مربعات اعتمادا علي تناسب مقاطعها مما جعل البحور التالية في التناسب الشامل لها في

رباعية التخالف وتتكون من الطويل والبسيط والمديد والسريع، وفي رباعية التطابق الكامل والوافر والمتقارب والمتدارك: ورباعية التماثل: الرجز والهزج والرمل والمجتث ويقع في رباعية التآلف: المنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب ويبقي بحر فريد عن هذه الرباعيات وهو بحر السريع ويشتمل علي التناسبات الأربعة المذكورة ويعد هذا البحر نموذجا محيطا بسائر هذه التناسبات وذلك لاحتوائه علي ستة عشر مقطعا من فئة (أ): وأربعة من فئة (ب) في التناسب المقطعي وهو المحدد والدال علي نوع التناسب وذلك بقسمة 16أ علي 4ب ويساوي 4 ولذا سمينا هذا التناسب بالتناسب الرباعي.

أما المعايير الأساسية التي اعتمدناها لتحديد الإيقاع في الشعر والنظم العروضيين فهما الحركة [1] والسكون [ه] المتلازمان وتناسباتهما تناسبا متساويا، ورمزنا له بحرف: ألف وتناسبا مضاعفا حركتان وساكن ورمزنا لهذا التناسب بحرف: باء، ورمزنا لثلاث حركات وساكن بحرف جيم، وهكذا أمكن تحديد الإيقاع في الشعر العربي قديمه وحديثه من القصيدة التقليدية أو العمودية والقصيدة الرومانسية والقصيدة (التفعيلية) وقصيدة النثر، بل يمكن لهذه المعايير الثلاثة أو الأربعة بإضافة نسبة دال إلي النسب الثلاثة السابقة ونسبتها هي أربع حركات وساكن فتكون النسب الإيقاعية للشعر العربي القديم منه أو الحديث أربع نسب هي: (أ ب ج د) فهذه المعايير الأربعة لقياس الشعر العربي هي نفسها مقاطع للغة العربية في مختلف أساليبها وأجناسها

أما المعايير الأساسية التي اعتمدناها لتحديد الإيقاع في الشعر والنظم العروضيين فهما الحركة

هذه الوحدات معروفة مطروقة في العروض التفعيلي.

إذ ينتهي كل مقطع بسكون حسبما نجد في تناسب التخالف من دائرة المختلف الخليلية نسبة الحركة إلي السكون هي: (28 إلي 20).

شطر الطويل = 1 1 ه – 1ه – 1 1 ه – 1 ه - 1 ه - 1 1 ه – 1ه – 1 1 ه – 1 ه - 1 ه ، عدد متحركاته 14 وسواكنه 10، وفي البيت ضعفهما أي 28 و20

فعدد مقاطع بحور هذه الدائرة (20) مقطعا منها (12 من فئة أ) و(8) من فئة (ب) أما في تناسب التطابق فإنها ستة مقاطع من فئة (ج) وستة أخري من فئة (ب) وتشمل هذه النسبة من المقاطع بحري الكامل والوافر. ويشتمل بحر المتقارب والمتدارك علي ثمانية من فئة (ب) وثمانية أخري من فئة (أ) وينتظم في هذا النظام المقطعي سائر فنون القول للغة العربية في مبناها عامة ومعناها خاصة.

تناسب التخالف = نسبة المتحركات إلى السواكن.

فعدد مقاطع بحور هذه الدائرة (20) مقطعا منها (12 من فئة 2 = السبب ) و(8) من فئة ( 3 = الوتد) أما في تناسب التطابق فإنها ستة مقاطع من فئة (1 3 = الفاصلة) وستة أخري من فئة (3 = الوتد ) وتشمل هذه النسبة من المقاطع بحري الكامل والوافر. ويشتمل بحر المتقارب والمتدارك علي ثمانية من فئة (3 -الوتد) وثمانية أخري من فئة (2- السبب) وينتظم في هذا النظام المقطعي سائر فنون القول للغة العربية في مبناها عامة ومعناها خاصة.

يقدم المؤلف نسبتين :

الأولى : نسبة المتحركات للسواكن

الثانية : نسبة أحد المكونات 2، 3 ، ((4) ، 1 1 3 إلى الآخر، وتفكيري بصوت عال أنه يفترض أن كل بحر يجمع مكونين منها.

ويمكن أن تطبق هذه النظرية علي لغات أخري كالفارسية والإسبانية لأن نظام الحركة والسكون وتناسبهما تناسبا جزئيا أو كليا هو نظام متواتر في جميع اللغات وقد يقع الإختلاف بين لغة وأخري في نسب كمية أو كيفية ليس غير. ويطال هذا النظام لغة الحاسوب الرياضية المجردة التي تستوعب جميع اللغات والإشارات والعلامات وبعبارة أوضح ما يجري من أنظمة وتناسبات بين المجرد والمجسد بين الحركة والسكون.

ولم يكن القول بتلازم الحركة والسكون تلازم الزمان والمكان وعدم الفصل بينهما وارداً عندي في بداية البحث ولم يظهر بجلاء إلا في نهاياته أي بعد أن اكتملت صياغة النظرية لا قبلها ولا بعدها وكأن النظرية النسبية كانت قابعة في لا شعوري تنتظر الفضاء المناسب للإفصاح عن دعمها وتعزيزها لنظرية التناسب، كما لم يكن من السهل علي الباحثين القدامى والجدد أن يدركوا نسيج هذا الفضاء في تجريده وتجسيده وكان لهذا الفصل بين الزمان والمكان أو الحركة والسكون الأثر البالغ في تعطيل البحث العلمي أوعلي الأقل تأخيره قروناً عديدة ولن نحتاج إلي أخذ عينات من الماضي للاستدلال علي هذا الفصل بين الحركة والسكون وغياب تصوراتهم للتناسب علي المنهج الذي نهجناه، فمقاطع الخليل ستة والتفاعيل ثمانية ومركباتها خمسة عشر بحراً ومركباتها خمس دوائر، ولم يخرج عن هذه النظرية أحد من القدماء ولا من المحدثين، أما بالنسبة إلي نظريتنا فإن التفاعيل تؤول جميعها إلي تناسب (أ ب ج د) ليس في الشعر وحده وإنما في عموم اللغة العربية وآدابها.

لفتت انتباهي في الفقرة أعلاه التقاطع مع العروض الرقمي في عبارات الكم والكيف التي تذكرنا بالكم والهيئة ، التجريد والتجسيد، وتأخر البحث العلمي .

تشبيه الحركة والسكون بالزمان والمكان باعث على كثير من التأمل وخاصة لجهة افتراض التناظر بين الحركة والزمان ثم السكون والمكان، وما يتبع ذلك من تأمل الزحاف. ثم من تأمل الخبب المستعصي على الزحاف.

والخطوة الأولي التي قمنا بها هي إبدال التفاعيل العروضية كلها ومقاطع اللغة العربية وآدابها والتي لا تتجاوز النسب الأربعة المذكورة، أي بتناسب الحركات والسواكن مفردة ومركبة. وفي الشعر لا يمكن أن يجمع في البحر الواحد أكثر من مقطعين (أ وب) = ( 2 و 3 ) أو (ب وج) = 3 و ((4) إلا في حالتي الزحاف والعلة وهذه متغيرات لا قياس عليها فالبحور جميعها تقوم علي تناسبات كمية (العدد) وكيفية (الترتيب) ففي أربعة عشر بحرا تقوم علي مقطعين (أ = 2 ) و(ب = 3) أما الكامل والوافر وحدهما فيقومان علي تناسب ب=3 و ج = ((4) تطابقاً وتخالفاً ولهذا السبب بقيا معزولين يتبادلان المواقع دون أن يدخلا في تركيب أي بحر والتطابق هو موقعهما كما في المتقارب والمتدارك. أما الدوائر فإن الخليل جعلها خمسا، ولم يغير أحد من القدماء والمحدثين أي شيء في التقسيم الخماسي للدوائر إلي أن جاءت النظرية لتسقط من حسابها دائرة (المتفق) لأنها زائدة وخارجة عن أبعادها الرباعية، وهكذا دخلت هذه الدائرة في رباعية التطابق مع الوافر والكامل.

والخطوة الأولي التي قمنا بها هي إبدال التفاعيل العروضية كلها ومقاطع اللغة العربية وآدابها والتي لا تتجاوز النسب الأربعة المذكورة، أي بتناسب الحركات والسواكن مفردة ومركبة. وفي الشعر لا يمكن أن يجمع في البحر الواحد أكثر من مقطعين (أ وب) = ( 2 و 3 ) أو (ب وج) = 3 و ((4) إلا في حالتي الزحاف والعلة وهذه متغيرات لا قياس عليها

الزحاف والعلة وأحكامها تشغل حيزا كبيرا في العروض العربي، ولا أدري إن كانت النظرية تتناولهما تاليا أم لا. ونتذكر هنا موضوع التخاب وتفسير العلة ( فيما عدا الزيادة + ه، +2 والانتقاض ، -2، -3 ) على أساسه.

أما في القسم الخاص بالإيقاع في اللغة العربية وآدابها فإن معظم العروضيين والباحثين في الشعر القديم يجمعون علي القول بأن نظرية الخليل العروضية تقوم علي الاستقراء دون الاستنباط لكننا حين نعيد قراءة هذا العروض بإمعان وفي إطار شمولي ندرك أن نظرية الخليل تجمع بين الاستنباط والاستقراء والدليل علي ذلك أن هذا النظام سيظل مطبقا ًعلي الشعر العربي في كل زمان ومكان رغماً عن كل التحولات والإبدالات منذ العصر الجاهلي إلي اليوم والغد، ذلك لأن نظام الحركة والسكون وتناسبهما هو نظام ثابت لكل شيء في الكون، ولا يخص زماناً دون مكان، أومكاناً دون زمان استقراءً واستنباطاً، ونظرية التناسب تقوم كذلك علي البعدين الاستقرائي والاستنباطي: التجريبي والنظري أي أنها تجمع بين مناهج العلوم التجريبة ومناهج العلوم البحتة، وعلي هذين النهجين المتوازيين وفي خط مستقيم واحد للتأكيد علي أن نظرية الخليل ليست نظرية في العروض فقط كما توهم الناس من قبل، وإنما تتحجب وراءها علوم وفنون وآداب ولعل عالماّ كبيراً وهو حازم القرطاجني كان قد رأي ما وراء نظرية الخليل لكن رؤيته هذه ظلت غائمة بعد أن كان قد وضع الحجر الأساس لنظرية التناسب، فتكسر علي محك التطبيق فعل سائر الشعريين العرب من القدماء والمحدثين وبذلك ظل اجتهادهم محصوراً في دائرة عروض الخليل ولم يخرجوا عنها حتى في حساب الحركات والسكنات. أما الذين حاولوا من المستشرقين والمستغربين الخروج عن نظام الخليل فقد ضاعوا وتاهوا لأنهم لم يجدوا بديلاً لعروض الخليل أولاً، ولأنهم خلطوا بين الحركات والسكنات ثانياً، كما تضاربت أقوالهم ومفاهيمهم حول المقطع والنبر والإيقاع واللحن، وخلطوا بين الموسيقي والألحان وعلوم اللسان، ولم يسلم من هذا الخلط حتى كبار علمائنا وفلاسفتنا المجتهدين كابن رشد وابن سينا من هذه التبعية، خصوصا في ترجمتهم لفصل بعنوان: أجزاء القول من كتاب فن الشعر لأرسطو، ووقفنا أمام هذه الوضعية المحيرة والمدوخة للعقل العربي الذي قيل عنه تخميناً لا تحقيقاً إنه عقل لسان وبيان، لا عقل علم وعرفان، فصدقها الناس من المشرق والمغرب وظنوا أن أهلها صادقون.

في ظل هذه الأوضاع المضطربة والرؤى غير الواضحة والتصورات المتعارضة تجاه علوم ومناهج ونظريات متسارعة، ومتصارعة بالسين والصاد، ستنطلق نظرية التناسب لمحاورتها وتقليب وجهات النظر حولها، وكانت نظرية الخليل أقرب هذه الرؤى والتصورات إلينا في بداية البحث عن نظرية كافية لقراءة الشعر العربي المعاصر، وساءلنا القدامى في هذه النظرية لنعود لمساءلة المعاصرين المنشغلين والمشتغلين بقضايا الشعرية الحداثية وبين هذا الغدو والرواح انبثقت فكرة هذه النظرية وتبلورت وتطورت شيئاً فشيئا. ومنها انطلقت إلي لغات ولهجات، ويطمح إلي أن نقرأ نظام الكون من خلال أساسين متصلين أبديين هما الحركة والسكون في تناسبهما الرباعي كما تمت صورتهما وكما تصورهما الرسوم البيانية طبقاً للمنهجين التجريبي والرياضي.

وليس بخاف علي أحد أن نظرية التناسب هي وجه آخر للنظرية النسبية لآينشتاين بمعني من المعاني تتخالف مادتهما ويتآلف جوهرهما وتلتقي النظريتان في رباعيات من بينها رباعية الزمان والمكان والقول بعدم الفصل بينهما. يقول صاحب كتاب النسبية بين العلم والفلسفة في مفهوم آينشتاين للزمان والمكان: إن الزمن بمدلوليه نسبي بينما هو مطلق في الفيزياء الكلاسيكية وباختصار شديد يجوز القول بأن زمن نيوتن والفيزياء الكلاسيكية كوني وبأن زمن آينشتاين محلي وتلتقي النظريتان في مفهوم الفضاء الذي يتضمن فكرتين: الأولي تقول بنسبية المسافة والثانية تقول بأن الفضاء مربع الأبعاد . وهنا تلتقي النظريتان: النسبية والتناسب في اعتمادهما علي الأبعاد الأربعة للفضاء، أعني الزمان والمكان والتفرد باعتماد الرباعيات في منظومات الشعر واللغة والكون.

أن مفاهيم الشعرية الغربية للمقطع والنبرة والحرف لا تستجيب لها الشعرية العربية ولم نجد ما يطمئننا علي اعتماد هذه المفاهيم بحذافيرها، لأن جلها أو كلها اعتمد التقطيع العروضي للخليل، ولم ينقصوا أو يزيدوا علي التقطيع السداسي للخليل أي شيء يذكر، فلجأنا إلي تقطيع أضمن وأشمل استنادا إلي تناسب الحرف المتحرك والساكن أساسا وأسا للنظرية، وقمنا بتتبع هذا التناسب بين الحركة والسكون الرباعي ويشمل هذا التناسب: العروض واللغة العربية وآدابها وابتكرنا الرباعية الأولي أ ب ج د وهي المقاطع الأربعة: صغراها وكبراها التي تقوم عليها اللغة العربية وآدابها.

ورغم ما يبدو علي مفهوم الإيقاع من جدة وحداثة في الشعرية العربية المعاصرة قد يكون معناه إيقاع الألحان وأوزان الموسيقي كما فهم من كتاب الإيقاع للخليل: وقد ذكر ذلك صاحب لسان العرب ابن منظور وغيره ولم يصلنا. ويغلب علي ظننا أنه كتاب في الألحان وليس في الأوزان، فلا يعقل أن يؤلف الخليل في موضوع الأوزان باسم العروض ويضع آخر باسم الإيقاع في نفس الموضوع وعلي هذا فالشعرية العربية القديمة اهتمت بموضوع الإيقاع في أجناس أدبية خارج الشعرية لدي اللغويين بمختلف تخصصاتهم الصرفية والنحوية والبلاغية وخصوصا في أبحاثهم لفهم القرآن الكريم أساسا وفهم الحديث النبوي تباعا وقدم هذا الموضوع بأسماء وصفات متباينة بحسب تنوع الاختصاصات وعلي سبيل التمثيل لا الحصر موضوع الجناس والمحسنات اللفظية والمعنوية وهكذا يمكن أن ندرج الطباق والمقابلة وأنواعا عديدة أخري في أبواب مختلفة كالتكرير اللفظي والمعنوي، أو الأوزان الخ ... لكنها تشترك في أسس الإيقاع جزئيا وكليا أي بدءاً من المقطع فالكلمة ثم الجملة وأخيرا النص. لكن هذه الجهود العلمية الرائعة في تراثنا ظلت متفرقة.

إن المقارنة بين ما نقول به ونظرية الخليل لتكشف عن البون الشاسع بين النظريتين ذلك أن نظريتنا تقوم علي رباعيات بدءا من الحرف والمقطع والكلمة والجملة والبيت والقصيدة والبحور والنصوص. بينما نظرية الخليل لا تنبني علي هذا التقسيم الرباعي الذي استنبطناه وأصبح ركناً رابعاً للنظرية، بينما نجد خلاف ذلك عند الخليل فقد وضع ثلاثة بحور في دائرة واحدة هي الطويل والبسيط والمديد سماها بدائرة المختلف، ووضع ثنائية الكامل والوافر في دائرة المؤتلف ووضع ثلاثية الهزج والرجز والرمل في دائرة المشتبه، وسداسية المجتلب وهي السريع والمنسرح والمقتضب والخفيف والمضارع والمجتث، وأفرد المتقارب وحده في دائرة، وبعد تدارك الأخفش علي الخليل لبحر المتدارك وضع في دائرة سماها المتأخرون بدائرة المتفق وقد غيرنا هذه التناسبات تغييرا جذريا قائماً علي أربعة بحور في كل رباعية مربعة وتحمل نفس المفاهيم والمصطلحات التي سرنا عليها في سائر أبواب هذه النظرية وفصولها، وهي كالتالي رباعية التخالف وتشمل البحور الأربعة التالية الطويل والمديد والبسيط والسريع وتشمل رباعية التماثل أربعة بحور هي الهزج والرجز والرمل والمجتث وتناسب التآلف وهي الرباعية الثالثة وتضم المنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب وتبقي الرباعية الأخيرة وهي تناسب التطابق وتضم البحور التالية: الكامل والوافر والمتقارب والمتدارك وقد استنبطنا هذه التناسبات بناءاً علي التناسب بين الحركات والسكنات أولا ثم ما بين مقاطع ومقاطع ثم بتقسيم المقاطع علي المقاطع لنحصل علي التناسب الشامل من حساب المجموعات كما في الرياضيات لكنها تقوم علي نسب كمية وكيفية في آن، وبذلك تحققت بتضافر تناسب النسبتين الكمية والكيفية التي أهملها الدارسون والباحثون القدامى والمحدثون.

ولم تجمع في وحدة كلية تكون لها قانونا ومرجعا لكل خلاف ينشأ لدي تنازع الاختصاص بين العلماء والمجتهدين منهم علي الخصوص، وهذا ما سعينا إلي تحقيقه في هذا الباب فجمعنا أطراف هذه المباحث في رباعية واحدة من رباعيات النظرية سواء علي مستوي المجرد كما فعلنا في كل قسم من أقسام النظرية أم علي مستوي المجسد من النصوص الشعرية التفعيلية ومن قصيدة النثر، وذهبنا صعدا نحو المقامات والآيات البينات سورا وآيات دون أن تتأثر النظرية أو تتعثر في مدارجها ومعارجها نحو البحث عن تطبيقاتها في اللغات الأخرى وفي مقدمتها لغة الحاسوب، وهي القائمة بدورها علي تناسب الحركات والسكنات تناسبا رباعيا بين الحركات والسكنات إن نحن قمنا بتشفير الحركة لتصير واحداً وتشفير السكون ليصير صفراً، وهكذا نعقد القران بين اللغة العربية والحاسوب ليتكلما معاً لغة واحدة. وبهذا التقارب يمكننا اختصار الزمان بين الحاضر والماضي مثلما نختصر الزمان بين الحاضر والآتي اعتماداً علي نظام الحركة والسكون وتناسباتهما.