kk-zf-3

3- وقيل كما سبق أن أشير إليه مِن أنّه وزن ضعيف ركيك ؛ لذا رفضه الخليل ، ولم يجزه .

ولجميع هذه الأسباب مجتمعة سَمّاه كلّ قوم باسم ، فهو :

1/ المتدارَك - بفتح الراء - ؛ لأنّ الخليل لم يذكره ، وتداركه غيره عليه([1]).

2/ المتدارِك - بكسر الراء - ؛ لكونه لاحقاً للبحور([2]).

3/ المخترع والمحدث ؛ لاختراع وإحداث وضعه مع البحور بعد الخليل .

4/ الشقيق ؛ لأنّه أخ المتقارب .

5/ الخبب : تشبيهاً له بالخبب الذي هو نوع من السّير في السّرعة([3]).

6/ ركض الخيل ؛ لأنّه يحاكي صوت وقع حافر الفرس على الأرض .

7/ المتّسق : أي المنتظم ؛ لأنّ كلاً من أجزائه على خمسة أحرف([4]).

8/ ضرب الناقوس ؛ لأنّ الصوت الحاصل به يشبهه إذا خبن([5]).

9/ الغريب ؛ لأنّه لم يوجد في أشعار العرب القدماء إلا نادراً ، أو لأنّه لم يعتبره الخليل ، فكأنه غريب بين البحور المعتبرة .

10/ المتقاطر : تشبيهاً له بالقطرات الساكنة على حدّ واحد من الميزاب والسّحاب ونحوهما ؛ لأنّ الحروف السّواكن بين المتحرّكات متساوية المقدار ، كما أنّ الأزمان بين القطرات([6]).

خلاصـة :

1/ عدد البحور الشعرية المستعملة خمسة عشر بحراً باتفاق ، والسادس عشر (المتدارك) فيه خلاف على أنه مستعمل .

2/ مهملات البحور عند الخليل ستة .

3/ أخرج ابن القطّاع واحداً وعشرين مهملاً أضيفت إلى مهملات الخليل ، أخرج تسعة منها باستخدام الفكّ من المقطع الصوتي .

4/ اعتبر ابن القطّاع الأصول التي لم تستعملها العرب مهملات جديدة ، وهي فرضيات تحتّمها الدّوائر حتماً .

5/ شواهد ابن القطّاع على المهملات لم ينسبها إلى قائلٍ معيّن ؛ مما يدلّ على وضعه وصنعه لها .

6/ لم يسمّ ابن القطّاع أيّاً من مهملاته التي أخرجها باستخدام المقطع ؛ مما يؤيد عدم صحّتها .

r r r

ععع6

المبحث الثالث : موقع الخزم في البناء الشعري وشواهده

يقع الخزم أوّل الصّدر من البيت الشعري بشروط ثلاثة :

1/ لا يكون الخزم بأكثر من أربعة أحرف .

2/ الزيادة لا تفسد المعنى عند سقوطها .

3/ طرح الزيادة لا يخلُّ بالوزن([7]).

لكنّه يمكن أن يقع في العجز ، شرط ألاّ يزيد عن حرفين ، وقد يأتي في الصدر والعجز معاً . وينقل عن بعض كتب العروض وقوعه حشواً . ولا يختصّ ببحرٍ دون غيره من البحور الشعرية . قال الدماميني : " ولعدم اختصاص الخزم ببحر دون بحر كما ذكره ، أطلق الناظم حيث قال : " صدر الشَّطر " ، فلم يقيّده ببحرٍ ، ففهم عدم الاختصاص "([8]).

وينقل عن التبريزي في الوافي اشتراط ألاّ يكون الخزم إلا فيما أوّله وتد ، " ولا يكون هذا الخزم إلا فيما أوّله وتد "([9]).

فهو بذلك يحصر وقوعه في البحور الخمسة نفسها التي يقع فيها الخرم ، وهي : الطويل ، والمتقارب ، والهزج ، والمضارع ، والوافر .. واعتبر مجيء الخزم في الكامل شذوذاً حين أورد أمثلة الخزم قائلاً : " الكامل وهو شاذّ "([10])، لكنّ شواهد وقوع الخزم في الكامل وغيره من البحور تنفي شرطه المذكور .

وقلَّ وقوع الخزم في أول العجز مقارنة بوقوعه في أول الصدر . وذهب بعضهم بجواز ذلك في البيت المصرّع ، وفي ذلك يقول العروضي : " وإنّما شجعهم على ذلك أن النصف قد يقع مقفى في التصريع ، وأن الخزم يجوز فيه كما جاز في الأوّل ، وأن ألف الوصل قد تقطع فيه ، فلما احتمل هذا عندهم أجازوا فيه هذه الزيادة كما أجازوا النقصان "([11]).

ومثل ذلك قول الصفاقسي: " ووجه مجيئه فيه أنّ البيت قد يكون مصرّعاً ، فكأن أول نصفه الثّاني أوّل البيت " ([12]).

وسنرى في شواهد الخزم الواقع في عجز البيت - وهي معدودة - أنه قد وقع بدون تصريع. والوجه قبول الخزم لوجود التصريع، فكل ما جاز فيه التصريع جاز الخزم .

أما قولهما بشبه العجز أوائل الأبيات بقطع ألف الوصل فيه ، فقد " اعتُرض بتوجه السؤال في ألف الوصل كما في الخزم "([13])، وربما كان يعني بالسؤال :

لِمَ جاز قطع ألف الوصل في العجز ؟.

وقد أجاب محقق الكتاب عن ذلك في هامشه قائلاً : " أنه كما جاز قطع ألف الوصل في العجز قياساً على قطعها في الصدر ، كذلك يجوز بالقياس نفسه الخزم في العجز "([14]).

أمّا جواز وقوع الخزم في أول العجز قياساً على الخزم ، فقد اعترض عليه الدماميني بقوله : " بأن تعليل جواز الخزم بالحمل على جواز الخرم ليس أولى من العكس "([15]).

يعني قياس جواز الخرم على الخزم .

ومن أمثلة وقوع الخزم بحرف في أوّل العجز ، قول الشاعر([16]):

والبيت من الرّمل ، والواو في أول العجز زائدة ، وتقطيعه :

كُلْلَما را / بَـكَ مِـنْ نِي/ رائِـبُنْ

فاعلاتن فعـلاتن فاعلن

/5//5/5 ///5/5 /5//5

و يَعْلمُلْ جا / هِلُ مِـنْ نِي/ ما عَلِمْ

خزم فاعلاتن فعلاتن فاعلن

/ /5//5/5 ///5/5 /5//5

وقول لبيد([17]):

البيت من الرّمل ، والباء في أول العجز زائدة ، وتقطيعه :

ولْهَبـانِي / قُقِيــامُن / حَوْلَنــا

فاعلاتن فعلاتن فاعلن

/5//5/5 ///5/5 /5//5

بِـ كُلْلِ مَثْلُو / مِنْ إذا صُبْ / بَهَمَلْ

فاعلاتن فاعلاتن فعلن

خزم /5//5/5 /5//5/5 ///5

ومما وقع الخزم فيه بحرفين ، قول الشاعر([18]):

والبيت من المديد ، و(بل) في أول العجز زائدة ، وتقطيعه :

بل بريقُـن / بِتْـتُـأَرْ / قُبُـهُـو

فاعلاتن فاعلن فَعلن

/5//5/5 /5//5 ///5

بـل / لا يُرَى إِلْ / لاَ إِذَعْ / تَلَمـا

خزم فاعلاتن فاعلن فَعلن

/5 /5//5/5 /5//5 ///5

وقد يخزم البيت في أول الصدر وأول العجز معاً ، ومثال ذلك قول الشاعر([19]):

والبيت من المديد ، وقوله : (هل) في أول الصدر ، و : (إذْ) في أول العجز زائدتان ، وتقطيع البيت كالتالي :

إذْ / لا يَضُـرْرُ / مُعْـدَمَنْ / عَدَمُـهْ

خزم فاعلات فاعلن فعلن

/5 /5//5/ /5//5 ///5

هَـلْ / تَذْكُرونَ / إِذْ نُقَـا / تِلُكْم

خزم فاعلات فاعلن فعلن

/5 /5//5/ /5//5 ///5

ونقل عن (الصبّان) في شرحه لمنظومته المعنونة بِـ(شرح الكافية الشافية) أبيات معاياته في كلّ من بحر الكامل ، والرجز ، والخفيف ، والمضارع ، والمقتضب ، والمجتث ؛ مما يؤكّد عدم اختصاص الخزم ببحر معيّن .

ومن أبيات معاياته في الكامل([20]):

ونقل عن ابن القطّاع قوله([21]): " يُخرَّجُ من الضرب السادس ، إلا أنّه مرفل العروض ، والضرب ، وفي أول صدره الخزم بالزاي بحرفين ، وفي أول عجزه بثلاثة أحرف ، مع وقص أول جزء من صدره ، وأول جزء من عجزه ، كذا في بعض شروح الكافي "([22]).

وتقطيعه :

مَ عا لِمُنْ مِنَـلْ / عُلماء حَقْقا

خزم مفاعلن متفاعلاتن

ال / مُسـيْيِبُـبْ / نُشُرَيْيِكِلْيَـوْ

خزم مفاعلن متفاعلاتن

//5 //5//5 ///5//5/5

/5 //5//5 ///5//5/5

ومن أبيات معاياته في الرجز قوله([23]):

ونقل عن ابن القطاع قوله([24]): " يخرج من الضرب الخامس المنهوك ، إلا أن صدره خزم بثلاثة أحرف ، وكذا عجزه "([25])، وتقطيعه :

بغُـــنْ / جِنْوَحَـوَرْ

خزم مفتعلن

//5 /5///5

سَـــبَا / نِيوَسَـحَـرْ

خزم مفتعلن

//5 /5///5

وقد خزم البيت في أول الصدر بقوله : (سَـبَا) ، وأول العجز بقوله : (بِغُـنْ) .

//5 //5

ومن أبيات معاياته في بحر الخفيف قوله([26]):

وتقطيعه :

وَهْـ / ـوَشَـبِيهُنْ / بِالأبْلَهِـي

خزم فعـلاتن مستفعلن

/5 ///5/5 /5/5//5

لقـد / جاءَكُمْعَبْ / دُخَـالِدِن

خزم فاعلاتن مفاعلن

//5 /5//5/5 //5//5

وقد وقع الخزم بثلاثة أحرف في أول الصدر ، وهو قوله : (لقد) ، وبحرفين في أول العجز ، وهو قوله : (وَهْـ) .

ولم أجد خزماً في بيت معاياته في (المضارع) ، وهو قوله([27]):

وتقطيعه :

وقد قال في ذلك : " إلا أنه خزم بحرفين "([28])، ولم يُعيّن موضع الخزم .

وأورد شاهداً للخزم في المقتضب بثلاثة أحرف في كلّ من الصدر والعجز ، وهو قوله([29]):

وتقطيعه :

صِرْتُ / لِهـاذَلْـوَ / راعَلَمـا

خزم مفاعيل مفتعلن

/5/ //5/5/ /5///5

أورَ / ثَنِيحُـبْـبُ / كَسْسَقَمـا

خزم مفاعيل مفتعلن

/5/ //5/5/ /5///5

فقوله : (أَوْرَ) في أول الصدر ، و(صِرتُ) في أول العجز زائدتان .

كذلك من أبيات معاياته في بحر المجتث ، قوله([30]):

وتقطيعه :

تَـرَكَ / نِيلَيْسَـعِنْ / دِيَصَبْـرو

خزم مستفعلن فعلاتن

/// /5/5//5 ///5/5

طـرق / نِي ياخَـلِي / لِيـأَمْرُنْ

خزم مستفعلن مفعولن

/// /5/5//5 /5/5/5

وقد يقع الخزم حشواً ، كما في قول الشاعر([31]):

فقوله : (يـا) الواقع في حشو البيت زائد ، والأصل في ذلك :

والبيت من المجزوء الكامل ، وتقطيعه :

يـا نفـس أَكْ / لَـنْ وضْطِجـا

مستفعلن مستفعلن

/5/5//5 /5/5//5

عنْ يـا نَفس لَسْ / تِبِخـالِـدَه

خزم مستفعلن متفاعلن

/5 /5 /5//5 ///5//5

ومثله قول صفية بنت عبد المطلب([32]):

فقوله : (قرشياً) خزم ، وقد وقع في حشو البيت بعد (أَم) ، والبيت من الرجز ، وتقطيعه :

وطرح الخزم إن وقع حشواً لا يفسد المعنى، كما في الشاهدين السابقين، فحذف (يا) من حشو البيت لم يغير المعنى أو يفسده، وكذا حذف (قرشياً) من بيت صفية السابق .

وشواهد وقوع الخزم بحرفٍ واحدٍ قولُ امرئ القيس([33]):

البيت من الطويل ، والواو في أوله زائدة ، وتقطيعه :

وكذلك قوله([34]):

والواو في أول البيت زائدة ، وتقطيع البيت :

وكذلك قوله([35]):

والواو في أول البيت زائدة ، وتقطيعه :

وكذلك قوله([36]):

والواو في أوله زائدة ، وتقطيعه :

وقوله([37]):

والواو في أول البيت زائدة ، وتقطيعه :

وكذلك قوله([38]):

البيت من الطويل ، والواو في أوله زائدة ، وتقطيعه :

مِنَـلْ مَوْ / تِـأَبْدَتْ عَن / نَـواجِ / ذِهَلْعُصْلو

فعولن مفاعيلن فعول مفاعيلن

//5/5 //5/5/5 //5/ //5/5/5

و إذا خَ / رَجَتْ من غَمْ / رَتِنْ بَعْ / دَغَمْرَتِنْ

خزم فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن

/ //5/ //5/5/5 //5/5 //5//5

ويُروى من أمثلة الخزم بحرفٍ واحد قول الشاعر([39]):

البيت من الهزج ، والفاء في أوله زائدة ، وتقطيعه :

وقول الشاعر([40]):

والبيت من المنسرح ، والواو في أوله زائدة ، وتقطيعه :

وقول الشاعر([41]):

والبيت من الكامل ، والهمزة في أوله زائدة ، وتقطيعه :

وقول الشاعر([42]):

والبيت من الكامل ، والواو في أوله زائدة ، وتقطيعه :

وقول الشاعر([43]):

والبيت من السريع ، وتقطيعه :

وقول الخنساء([44]):

والبيت من البسيط ، وهمزة الاستفهام في أوله زائدة ، وتقطيع البيت كالتالي :

وقول جريبة بن الأشْيَم أنشده([45]) أبو حاتم عن أبي زيد الأنصاري :

والبيت من الكامل ، واللام في (لقد) زائدة ، وتقطيعه :

وقول الشاعر([46]):

والبيت من الطويل ، والواو في أوله زائدة ، وتقطيعه :

ومِمّا ورد من وقوع الخزم بحرفين ، قول الشاعر([47]):

والبيت من الكامل ، و(يـا) في أوّله زائدة ، أما تقطيعه :

وقول الشاعر([48]):

بَـــل لَــمْ تَجْزعـــوا يــا آلَ حِجْــرٍ مَجْـزَعــا

وهو شطر بيت من الرجز ، و(بل) في أوّله زائدة ، وتقطيعه :

بَـــل / لَـمْ تَجْزعــو / يـا أال حِـجْ / رِنْ مَجْزَعــا

خزم مستفعلن مستفعلن مستفعلن

/5 /5/5//5 /5/5//5 /5/5//5

وقول الشاعر([49]):

والبيت من مجزوء المتقارب ، والألف واللام في أوّله زائدتان ، وتقطيعه :

وقول الشاعر([50]):

والبيت من مجزوء الخفيف ، و(قد) في أوّله زائدة ، وتقطيعه :

وقول الشاعر([51]):

والبيت من الهزج ، و(حَبْ) في أوّله زائدة ، وتقطيعه :

كما جاء الخزم بزيادة ثلاثة أحرف ، كما في قول الشاعر([52]):

والبيت من الطويل ، و(لقد) في أوّله زائدة ، وتقطيعه :

إمَـامَ / هُمُـو لِلْمُنْ / كَــراتِ / ولِلْغَـدْرِي

فعول مفاعيلن فعول مفاعيلن

//5/ //5/5/5 //5/ //5/5/5

لقد عَجِبْـتُ / لقومِنْ أَسْ / لَمُو بَعْ / دَعِزْزِهِمْ

خزم فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن

//5 //5/ //5/5/5 //5/5 //5//5

وأنشدوا أيضاً من شعر الجن([53]):

والبيت من الهزج ، و(نحن) في أوّله زائدة ، وتقطيعه :

وقول الشاعر([54]):

والبيت من المديد ، و(إذا) فيه زائدة ، وتقطيعه :

وأقصى ما يخزمون به أربعة أحرف ، كما روي عن علي بن أبي طالب t قوله([55]):

والبيت من الهزج ، و(اشدد) كلّها خزم ، وتقطيعه :

ولم يرد غير هذا البيت في الخزم بأربعة أحرف .

خلاصـة :

أ / يقع الخزمُ في أول الصّدر من البيت الشِّعري شرط ألاّ يزيد عن أربعة أحرف ، وفي أول العجز شرط ألا يزيد عن حرفين ، وما جاء خلاف ذلك فهو شذوذ لا يلتفت إليه .

ب/ لا يختصّ الخزم ببحرٍ دون غيره ، ولا يكثر وقوعه في أي منها دون الآخر .

جـ/ اختص الصبان بأبيات معاياته للبحور في منظومته ، وقد تكون من صنعه .

r r r

ععع7

المبحث الرابع : أثر علّة الخزم في انتحال شواهد البحور المهملة

لعلّ الخزم قد حيّر العروضيين من القدماء والمحدثين في تفسيره بوصفه ظاهرة لا يمكن إغفالها ، بل لا بدّ من العروج عليها ، وسبر أغوارها ؛ وصولاً إلى آثارها في البيت الشعري ، ومن ثَمّ في القصيدة التي تحمل هذا البيت .

ولا أدري لعلّ الإغفال متعمّدٌ من قِبل بعض العروضيين ، مثل : ابن عبد ربّه في العقد الفريد ، وابن جني في عروضه ، فلا تجد ذكراً للخزم ، أو إشارة إليه ، واكتفى البعض الآخر بتعريفه على عجل ، كالجوهري ، والأسنوي . أما من تحدّث عنه فقد أورد شواهد عليه تكاد تكون واحدة ، كالتبريزي ، والشنتريني ، وغيرهما ..

لكنّنا نجد إشارة للأخفش إلى الخزم في مجمل حديثه عن (الغلو) فيقول : " (الغلو) حركة قاف : (وقاتم الأعماق خاوي المخترقنْ) ، والنون هي الغالي ، وهذه الحركة والنون والواو والياء لا يحتسب بـهنّ البيت ؛ إنما هنّ زوائد كزوائد الواو وسائر حروف العطف في أوّل البيت ، وفي أوّل النصف الثاني ، ثم لا يحتسب بِهنّ ، وإنما زادهنّ كما يزيدون (ما) و (لا) في الكلام ، وكما يزيدون الميم في (ابن) ، فيقولون : ( ابنُمٌ ) ، الميم الزائدة منوّنة "([56]).

وكذلك في كتاب (العروض) لأبي الحسن العروضي في قوله : " فإذا ورد عليك بيتٌ لم تقف على صحته ، والتبس عليك وزنه ، فتفقد فيه مثل هذه الأشياء التي ذكرت لك في أوّل البيت وفي نصفه ، ثمّ احذفها منه ، فإنّه يخرج ويتزن "([57])، يعني بحذف الخزم ، وهو عنده كما عند الأخفش ، يقع أول الصدر وأول العجز .

ويقول أيضاً : " ولعلّ قوماً من الحُذّاق بالشعر واللغة يمرّ بهم مثل هذا البيت فلا يفطنون ولا يعلمون كيف موضعه ولا كيف مذهب العرب فيه ، والذي يعرفه ويعلمه يتناوله من قرب ، فيقيم عليه الحجّة ولا تناله هجنة "([58]).

ومثله قول السكاكي : " ولَمّا تسمع من وقوع الخرم والخزم في الأشعار يلزمك في باب التقطيع متى أخذت فيه إذا لم يستقم لك على الأوزان التي وعيتها أن تعتبره بالنقصان الخرمي في الصدر في الابتداء تارة ، وبالزّيادة الخزميّة أخرى "([59]).

ففي قولَي (العروضي والسكاكي) إشارة إلى أنّ الخزم قد يقع فيلتبس عليك وزن البيت ، فلا يُعلم من أيِّ بحرٍ هو ، فإذا كان البيت مفرداً وقعت في حيرة لا تنتهي ، مما يعني أنّ الخزم قد يؤدي إلى تداخل البحور بعضها ببعض .

ومن ذلك التباس صدر الضرب الأول من العروض الثالثة للمديد بالضرب الأول من العروض الثانية للكامل([60]) إذا دخل الخزم أول صدر المديد وعجزه ، ودخل الإضمار أوّل صدر الكامل وعجزه .

من ذلك بيت طرفة([61]):

فقد خزم الصدر بهل ، وخزم العجز بإذْ .

وتقطيعه على المديد :

أما تقطيعه على الكامل أو السريع:

فجاز بذلك تقطيعه على أيِّها ، إلاّ أنه يتعين أن يكون من المديد ؛ لورود هذا البيت دليلاً عليه([62]):

وتقطيعه :

وكذلك التباس الضرب الثاني من العروض الثانية من المديد بالضرب الثاني من العروض الأولى من السريع([63]) إذا خزم الأول ، كقول ابن المعتزّ([64]):

وتقطيعه على المديد :

وتقطيعه على السريع :

وقد يلتبس الضرب الأول من العروض الأولى من المديد بالضرب الأول من العروض الأولى من الخفيف([65]) بالخزم في حشو كلّ شطر من الخفيف ، من ذلك قول ابن المعتز([66]) أيضاً :

وتقطيعه على المديد :

وتقطيعه على الخفيف :

فقد يلتبس المديد إذا خزم بالكامل والسريع ، كما يلتبس بالخفيف إذا دخل الخزم الأخير منهما . وقد يُصنع البيت الشعري صناعة تنبئ عن انتحاله ، من ذلك رواية أبي الحسن العروضي عمّن جاءه يسأل عن أبيات هي أشبه بالأحجيات ، ولعلّ روايته التي أوردها قائلاً : " وقد سألني بعض من ينتحل العروض عن أبيات قد عملت على قافية أُخْفي مكانُها ، لا تَتبيَّن في درج الكلام إذا أنشدت "([67]).

ويظهر لك وضعها حين يقول : " فلما طال عليَّ أمرها بعد عرضي لها على جميع أبواب العروض ، عمدت إلى آخرها وقطّعْته من آخرها إلى أولها ، وبدأت بالطويل ، فبقي جزءٌ لا يقع مثله في الطويل ، فعدلتُ منه إلى المديد ، فكان مثل ذلك ، فعدلت عنه إلى البسيط ، فخرج كلّه من البسيط في أوله حرف يجوز حذف مثله في أوائل الأبيات في الشعر كلّه ، وهو الذي يسمى المخزوم بالزاي "([68]).

وهو يقصد من ذلك انتحال هذه الأبيات بالخزم ، ولعلّه قصد بيان براعته بقوله : " يا هذا ، لقد استكثرت غير كثير ، واستعظمت غير عظيم ، وإن الذي سألت عنه سهل جداً لولا ما أصحبته من الصعوبة بقولك : ليس فيه حذف ولا تغيير "([69]).

وانظر معي كيف وضعت الأبيات لترى عجباً ، وذلك في روي البيت الأخير منها (سارِ) ؛ ليتضح لك وضعها ، والأبيات كما يرويها : " ما بيوت شعرٍ من الأشعارِ واضحة المعنى حِسَان تراها غير منكرة الألفاظ حبَّرها مستيقن فَطِنُ الفؤاد يُعنى بما أمسى يُحْبِرهُ الأديبُ ذو العلم إلا أن يكون أبا محمد ذاك عبد الله شاعرنا المختال في فِطَنٍ بالشعرِ نالَ بها الفضل المبين فتى أهل العروض ذوي الألباب فكّوا القوافي فكَّ مَن عرف الأبيات والشعر والألغاز قافية الأبيات واحدة إلا الأخير من الأبيات ، يا مَن يعاني بالأوابد هل يخبرني أحد عما سألت من الألغاز في وصفِ شعرٍ واضحٍ سارِ "([70]).

ثمّ يقول : " وقد خرّجت الأبيات من البسيط - كما ذكرت لك - بحذف ما من أولها ، وهو الخزم بالزاي "([71]).

وتقطيعها كالتالي([72]):

سبعة أبيات في ظنّي أنّها منحولة من الراوي نفسه ، لا روح للشعر فيها سوى النظم وسلامته وزناً ، ولعلّ أستاذنا د. أحمد عبد الدايم قد تنبّه إلى ذلك حين خرّج بالخزم شواهد البحور المهملة وردّها إلى أصول مستعملة ، وهي مهملات الخليل وتلك التي وضعها ابن القطاع لمهملاته التي استخرجها .

يقول د. أحمد عبد الدايم : " وطبّقت قاعدة الخزم هذه على مهملات الدّائرة الثانية في أول الأمر على سبيل التجربة ، فوجدت شيئاً جديداً مهماً ورائعاً ، هو أنّه يمكننا التخلّص من هذه المهملات ، وإرجاعها إلى البحور المستعملة "([73]).

ففي شاهد ابن القطاع على المهمل الثالث من الدّائرة الأولى ، وهو ما كان على :

وهو قول الشاعر :

وقطعه كالتالي([74]):

وتقطيعه بالخزم([75]):

وهو عنده من البسيط تامّ العروض ، مقطوع الضرب([76]) .

كذلك المهمل الرّابع من الدائرة الأولى ، وهو ما كان على :

وشــاهده :

وتقطيعه عند ابن القطاع([77]):

وتقطيعه مع الاعتداد بالخزم([78]):

وهو عنده من المديد التامّ ، الذي اعتبره ابن القطاع شاذاً .

أما مهملات الدائرة الثانية في شاهد ابن القطاع على المهمل الأول من الدّائرة الثّانية :

وهو ما كان على :

حيث قطعه ابن القطاع([79]):

مع القول بالخزم([80]):

وهو عنده من الضرب الثاني من الكامل (مقطوع وعروضه تامّة) .

وشاهده على المهمل الثاني من الدائرة الثانية :

ووزنــه :

وقطعه ابن القطاع([81]):

وتقطيعه بالخزم([82]):

وهو عنده من الوافر صحيح العروض ، مقطوف الضرب .

وشاهده على المهمل الثالث من الدائرة الثانية :

وتقطيعه([83]):

وتقطيعه مخزوماً([84]):

وهو عنده من الوافر المقطوف العروض والضرب .

والمهمل الثاني من الدائرة الثالثة ، وهو أصل دائرة الرَّمل ، وهو ما كان على :

وشــاهده :

وتقطيعه عند ابن القطاع([85]):

وتقطيعه بالخزم([86]):

وهو عنده من الوافر المقطوف .

والمهمل الثالث ، وهو ما كان على :

وشــاهده :

وتقطيعه([87]):

وتقطيعه بالخزم([88]):

وهو عنده من الضرب الثاني للرجز المقطوع ، وعروضه تامّة .

وبذلك يكون عدد ما تَمّ إخراجه من الإهمال إلى الاستعمال بالخزم من البحور سبعة :

1/ ما كان على : مفعولاتُ مفعولُ مفعولاتُ مفعولُ (مثمن الأجزاء) .

2/ ما كان على : مفعولُ مفعولاتُ مفعولُ مفعولاتُ (مثمن الأجزاء) .

3/ ما كان على : مفتعلاتُ مفتعلاتُ مفتعلاتُ (مسدس الأجزاء) .

4/ ما كان على : مفاعلاتُ مفاعلاتُ مفاعلاتُ (مسدس الأجزاء) .

5/ مهمل الخليل : فاعلاتكَ فاعلاتكَ فاعلاتكَ (مسدس الأجزاء) .

6/ أصل دائرة الرمل : فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن (مسدس الأجزاء) .

7/ ما كان على : مفعولاتُ مفعولاتُ مفعولاتُ (مسدس الأجزاء) .

ولعلّ فيما سيأتي به الدكتور أحمد عبد الدايم من مهملات الدائرتين الرابعة والخامسة مستعملات جديدة ، سيتمّ إخراجها بالخزم .

ويبرز لنا سؤال يلحّ علينا في الإجابة عليه :

لِماذا يحدث الخزم ؟. وهل يحدث الفساد في الوزن بسببه ؟.

قد نجد الإجابة في قول (أبي العلاء المعري) على مَن أورد أبيات امرئ القيس([89]) بزيادة في أوّلها :

وكـأنّ ذُرى رأس المُجيــمرِ غُـدْوةً

وكـــأنّ مكــاكيّ الجِـــواءِ ..

وكـأنّ السِّـــباعَ فيـه غَرْقَـى ..

فقد أرجع ذلك إلى خطأ الرواة ، فقال : " أبعد الله أولئك ! لقد أساؤوا الرواية ، وإذا فعلوا ذلك فأيّ فرق بين النظم والنثر ؟. وإنما ذلك شيءٌ فعله مَن لا غريزة له في معرفة وزن القريض ، فظنّه المتأخرون أصلاً في المنظوم "([90]).

وقال في موضعٍ آخر : " أولئك أرادوا النسق ، فأفسدوا الوزن .. "([91]).

وقال أيضاً : " ولا أستحسن ذلك ، ولا أزعم أنه يفعله قومٌ لا يحفلون بإقامة الوزن "([92]).

فالخزم عنده ضعف من الرواة ، وإساءة للرواية ، وفساد في الوزن معاً .

ومثله قول إبراهيم أنيس من المحدثين : " أما ما ينسبونه إلى طرفة في هذا الموضع من أنّه قال : هل تذكرون ... فأكبر دليل على سوء الرواية وخطأ الراوي "([93]).

بل إنه لم يسمِّ الخزم أو الخرم علّة ؛ لشدّة ما يرى من قبحهما وعدم جوازهما ، " ومما ترتّب على أخطاء الرواة تلك العيوب التي سماها أهل العروض بالعلل الجارية مجرى الزحاف ، وقد وصفوا معظمها بالقبح وندرة الورود ، حتى في أشعار القدماء "([94]).

ويذهب شارح التحفة إلى نقيض هذا الرأي ، فالخزم عنده من الفصاحة ، ومن يخزم من العرب فهو من الفصحاء .

" ولكن الفصحاء من العرب يزيدون ما عليه المعنى ولا يعتدون به في الوزن ، ويحذفون من الوزن ، علماً بأن المخاطب يعلم ما يريدونه "([95]).

ويتساءل الدكتور أحمد كشك : " لقد زيد عنصر وحذف آخر ، وبحساب الكم لا بدّ من خلل في النظام الموجود ، هذا الخلل يجب أن يدرك ويحسّ في فنٍّ أساسه التذوّق السمعي ، لكن الغريب أنّ الذوق السمعي لا يعيب ذلك النقص أو تلك الزيادة ، بل يكاد لا يحسهما ، فكيف كان ذلك "([96]) ؟.

ويورد أربعة من الأسباب التي تفسر ظاهرة الخزم ، وهي : الكم ، النبر ، التنغيم ، أخطاء الرواة .

إذ يقول في ذلك : " فهل يتأتى للكم إذا جعلناه مفسراً للإيقاع الشعري تفسير هذه الظاهرة ؟. هل يتأتى للنبر وهو فرضية تلحّ على كثير من الدارسين تفسيرها ، هل يتأتى للمدى الزمني أن يكون وسيلة أيضاً للتغيير ؟. هل يمكن أن تكون هذه الظاهرة نتيجة أخطاء الرواة في تسجيل الشعر "([97]) ؟.

فليس الكم وحده مفسراً للخزم ؛ لأنّا لا نحسّ " بخلل في الإيقاع ، وذلك بالرغم من خروج هذه التغيرات عن الإطار الموسيقي المفترض "([98]).

ولا يمكن أن يكون خطأ الرواة وحده مفسّراً للخزم أيضاً ، كما يذهب أبو العلاء المعري ، وإبراهيم أنيس ؛ لأنّ تعدّد الروايات للبيت الواحد يبطل هذا التفسير .

لكن يمكن للنبر والتنغيم - وهما وسيلتان من وسائل الإنشاد - أن يكونا مفسّرين له ، ويقرر ذلك كمال أبو ديب في أكثر من موضع ، حيث يقول : " النبر هو فاعلية تتجاوز التشكيل الكمي للكتلة الوزنية ، وإن الكم يمكن أن يهمل ، لكن النبر لا يمكن أن يهمل "([99]).

ويقول أيضاً : " النبر هو العامل الذي يحدد الطبيعة الإيقاعية في الشعر "([100]).

واعتبر الدكتور أحمد كشك الخزمَ - وهو الزيادة - من قَبيل التصرّف الإنشادي : " الخزم من قَبيل التصرف الإنشادي ، وأن الإنشاد رغم إتيانه بها فهو محدد لها ، وفي تحديده لها تحديد لوزن البيت ، حتى تكون شبهة التداخل بين الزيادة والوزن غير موجودة "([101]).

وهو رأي ترى الباحثة أنّه أقرب إلى تفسير الظاهرة ، فالخزم وسيلة من وسائل التصرف الإنشادي ، فهو إذن " ضرورة في بعض الأحيان حين تتمّ به هذه الوحدات الأساسية للإيقاع ، وضرورة أيضاً إذا كان يدرأ كراهية من كراهيات الإيقاع ، وهو تصرف إذا أراد الشاعر أن ينوع من قيم زحافاته ... "([102]).

خلاصـة :

أ / كان مما عرضنا له من التباس المديد إذا خُزِم أوّله بالكامل والسريع ، والتباسه بالخفيف إذا خُزم الخفيف في أوّله .

ب/ يمكن إخراج البحور المهملة من الإهمال إلى الاستعمال باعتبار أنّ بها خزماً ، وبحذفه يصبح البحر مستعملاً .

جـ/ لا يمكن اعتبار الكم أو النبر - كلّ بمفرده - مفسّرين للخزم ، وكذلك أخطاء الرواة ، كما يمكن للشاعر تنويع موسيقاه بالخزم متصرفاً في إنشاده بالوسيلة التي يراها مناسبة .

ععع8

الفصل الثاني

أثر الخرم في بناء القصيدة العربيّة

وفيه ثلاثة مباحث :

المبحث الأول : موقع الخرم في البناء الشعري .

المبحث الثاني : ألقاب الخرم .

المبحث الثالث : الخرم وأثره في بناء القصيدة .

المبحث الأول : موقع الخرم في البناء الشعري

ينقل العروضيون عن الخليل فيما وقع فيه الخرم من الشِّعر قوله : " ما كان في صدره وتد مجموع الحركتين ، فخُرم أحدهما وطرح "([103]).

والمتأمِّل في تعريفه يجد أنّه قد عيَّن موقع الخرم بأنّه في صدر البيت من الوتد المجموع ، فهو بذلك لا يقع إلا في (فعولن) ، و(مفاعلتن) ، و(مفاعيلن) ، أو في بحر واحد من كلّ دائرة : (الطويل) من الدائرة الأولى، و(الوافر) من الدائرة الثانية، و(الهزج) من الدائرة الثالثة، و(المضارع) من الدائرة الرابعة، و(المتقارب) من الدائرة الخامسة([104]).

كما أشار الأخفش إلى المحذوف بأنّه الأول . يقول وهو يتحدّث عن التشعيث : " وأما فعولن فجاءت مع فاعلاتن ؛ لخفّة هذا الشعر ، ولأنّ اللفظ به يشبه اللفظ بالغناء ، وإنما حذف من الوتد ، وقال بعضهم : حذف الأول لأنّ أوّل الأوتاد يحذف للخرم ... "([105]).

فلم يزد على ما أشار إليه بشرحٍ أو تعليق ، ونحوه الجوهري في عروضه حيث يقول : " وهو إلقاء المتحرك الأول من الوتد "([106]).

ويَنقُل أبو الحسن العروضي في كتابه (العروض) عن الأخفش جواز وقوع الخرم في أوّل العجز ، فيقول : " وأمّا الأخفش فأجازه في أوّل النصف الثاني ، واستشهد فيه بأبيات قد رُويت عن العرب "([107]).

وكذلك الشنترني في (المعيار) : " وقد أجاز الأخفش هذا الضّرب من النّقصان في أوّل الشطر الثاني من البيت ، والخليل يمنع ذلك "([108]).

وكذا الأسنوي في شرحه لعروض ابن الحاجب يقول : " وجوّز الأخفش دخولهما في أوّل النّصف الثاني أيضاً "([109])، يعني بهما الثّلم والثّرم .

ولم أجد في عروض الأخفش أكثر مما ذكره في موقع الخرم ، يؤيّد ذلك ما جاء في حاشية نهاية الرّاغب من قول المحقّق : " ولم أعثر على نصٍّ للأخفش في ذلك في كتابه العروض "([110]).

والخرم لا يدخل إلا في أوّل جزءٍ من البيت الشّعري ، ولا يكون إلا في وتد([111])، ولا يكون في سبب أو فاصلة . يقول صاحب العقد : " وإنما منعه أن يدخل في السّبب ؛ لأنّك لو أسقطتَ من السّبب حركةً بقي ساكن ، ولا يُبدأ بساكن أبداً "([112]).

ولذلك " لم يجز في الكامل ؛ لأنّ الحرف الثاني وإن كان متحركاً فهو في حكم السّاكن([113])؛ لجواز دخول الإضمار عليه "([114]).

وفي قول أبي علي الفارسي : " ويدلّك على فساد ذلك : أنّهم لم يخرموا أول (متفاعلن) كما خرموا أول (فعولن) و (مفاعيلن) ونحو ذلك مما يتوالى في أوّله متحرّكان ؛ لأنّ (متفا) قد يسكن ثانيه للزحاف ، فيلزم لو خرمه ، كما خرم ما ذكرت لك أن تبتدئ بساكن "([115]).

وجوّز بعضهم دخوله على السّبب خفيفاً كان أم ثقيلاً ، فابن القطاع يرى جواز وقوعه في السّبب الخفيف من المنسرح ، مستشهداً بقول الشّماخ بن عوف بن يعمر الكناني([116]):

وتقطيع البيت :

فقوله : (قاتلِلْ) وزنه (فاعلن) ، وأصله (مستفعلن) ، فخبن فصار (مفاعلن) ، ثم خرم بحذف أوله ، فصار (فاعلن)([117]).

وأجاز السّهيلي خرم السّبب الثّقيل في الكامل ، قائلاً : " ولا يبعد أن يدخل الخرم في (متفاعل) فيحذف من السّبب حرف ، كما حذف من الوتد في الطويل حرف ... فالمحذوف من الطويل إذا خرم : حرف من وتد مجموع ، والمحذوف من الكامل إذا خرم : حرف من سبب ثقيل ، بعده سبب خفيف "([118]).

وعلّل لذلك بأنّ حذف الحرف من السّبب الثقيل أحرى من حذفه كلِّه في قول ابن مفرغ([119]):

وتقطيع البيت :

فقوله : (هَامَتُن) وزنه (فاعلن) ، وأصله (متفاعلن) ، دخل الجزء الوقص فحذف ثانيه المتحرك ، فصار (مفاعلن) ، ثم خرم بحذف أوله([120])، واستشهد لذلك بقول الشاعر([121]):

وتقطيعـه :

فقوله : (تنكْكَلوا) وزنه (مفاعلن) ، وأصله (متفاعلن) ، وحذف أوله للخرم . وردّ الدماميني على هذا القول بأنّه ربّما دخل الوقص الجزء ، فالمحذوف هو المتحرّك الثاني لا الأول ، وعلى هذا فلا خرم في البيت ، وبقية الأبيات من الشذوذ الذي لا يلتفت إليه ، ولا تُبنى قاعدةٌ عليه([122]).

وكأنّ السهيلي آثر الردّ على مَن ناقضه فيما ذهب إليه ، فأورد قول أبي علي([123]) الفارسي فقال :

" فمن ثمّ قال أبو علي : لا يجوز فيه الخرم ؛ لأنّ ذلك يؤول إلى الابتداء بساكن ، وهذا الكلام لمن تدبره باردٌ غثّ ؛ لأنّ الكلمة التي يدخلها الخرم لم يكن قَطّ فيها إضمار ، نحو : تنكلوا عن بطن مكة .. والتي يدخلها الإضمار لا يتصوّر فيها الخرم ، نحو : لا يبعدن قومي ، ونحو قوله : لم تخلق الشعرى ليالي حرمت .. "([124]).

وفُهم من كلامه أنّ استشهاده بقول الشاعر : (تنكّلوا) إنما كان في الفاصلة ، والتي تتكوّن من سببٍ ثقيل ، ثمّ خفيف إذا أمكن دخول الخرم عليها ، خلاف (لا يَبْعدن) و(لم تُخْلق) ، حيث لا يمكن ذلك ؛ لأنّه يؤول إلى الابتداء بساكن ، وهما الألف من (لا) والميم من (لم) ، خلاف (تنكلوا) ؛ إذ أمكن حذف (الواو) أو الفاء من أوّله دون فساد للمعنى ، فسكون الألف والميم فيهما وجوباً ، فامتنع فيهما الإضمار .

وأشار إلى وقوع الخرم في الكامل في غير هذا البيت بقوله : " وهذا خرم في الكامل ، وقد وُجد في غير هذا البيت في أشعار هذا الكتاب الخرم في الكامل "([125]).

ولم أعثر في الروض إلاّ على شاهدين من مجزوء الكامل ، أَوْرَدهما المؤلِّف في نحو قول الشاعر([126]):

وتقطيعـه :

وقول الشاعر([127]):

وتقطيعـه :

ويورد العروضيون بيتاً في جواز الخرم في الكامل ، وهو قول الشاعر([128]):

وتقطيعـه :

جزؤه الأول (غير أنْ) وزنه (فاعلن) ، وأصله (متفاعلن) حذف ثانيه المتحرّك ، فصار (مفاعلن) ، ثم خُرم فصار (فاعلن) بالوقص والخرم([129]).

وفي قول الشاعر([130]):

وتقطيعـه :

(لِيَ بْنُعَمْ) مفاعلن ، وأصله (متفاعلن) دخله الخرم ، فصار (تفاعلن) ونقل إلى (مفاعلن) .

يتّضح لنا مما سبق أنّ الخرم : سقوط أول الوتد لا ثانيه ، وعليه أكثر العروضيين ، ومنهم : الأخفش([131])، وأبو الحسن العروضي([132])، وابن عباد([133])، والجوهري([134])، وابن رشيق([135])، والتبريزي([136])، وابن القطاع([137])، والزمخشري([138])، والشنتريني([139])، والدمنهوري([140])، والدماميني([141])، والبغدادي([142])، وشارح تحفة الخليل([143]). وسكت البعض عن تعيين المطروح من الوتد ، كابن عبد ربّه([144])، والسّكاكي([145])، والأسنوي([146]).

وقد يقع الخرم في السّبب الخفيف أو الثقيل شذوذاً - كما أسلفنا - .

ويقع في أوّل العجز ؛ تشبيهاً له بأوّل البيت ، وهو قليل ، نحو قول امرئ القيس([147]):

وتقطيعـه :

فقوله : (شققت) مخروم ، ووزنه (فعلن) ، وأصله (فعولن) ، حذفت الفاء من أوله فصار (عولن) ، ويحول إلى (فعلن) .

وقول الشاعر([148]):

وتقطيعـه :

فقوله : (قلتُ) مخروم ، ووزنه (فَعْلُ) ، وأصله (فعولن) ، حذفت الفاء من أوله والنون من آخره فصار (عول) ، ويحول إلى (فَعْلُ) .

وقد يقع في أول الصّدر وأول العجز معاً ، نحو قول الأعشى([149]):

وتقطيعـه :

فقوله : (موتو) مخروم ، ووزنه (فعلن) ، وكذا قوله : (فَلْمَوْ) مخروم أيضاً ، ووزنه (فعلن) ، وأصلهما (فعولن) ، حذفت الفاء من أولهما فصارا (عولن) ، ويحولا إلى (فعلن) .

ونحو قول الشاعر([150]):

وتقطيعـه :

فقوله : (أبدلني) مخروم ، وكذا قوله : (حَنْظلتَلْ) مخروم أيضاً ، ووزنهما (مفتعلن) ، وأصلهما (مفاعلتن) ، حذفت الميم من أولهما فصارا (فاعلتن) ، ويحولا إلى (مفتعلن) .

وقول الشاعر([151]):

وتقطيعـه :

فقوله : (لاكن) مخروم ، وكذلك (أعطى) ، ووزنهما (فعلن) ، وأصلهما (فعولن) ، حذفت الفاء من أولهما فصارا (عولن) ، ويحولا إلى (فعلن) .

ويرى بعضهم اشتراط أن يكون البيت مصرَّعاً ؛ لأنّ ابتداء البيت لا يكون إلا ابتداء كلام ، وأوّل النصف الثاني قد يكون بعضاً من كلمة أوّلها من النصف الأول([152])، ولا يجوزه غيرهم([153]).

وجوّز بعضهم دخول الخرم في المنسرح ، ومنهوك الرجز ؛ لمجيء أوّلهما على هيئة الوتد المجموع ، نحو قول الشاعر([154]):

وتقطيعـه :

فقوله : (هل جَدِي) وزنه (فاعلن) ، وأصله (مستفعلن) ، دخله الخبن بحذف ثانيه الساكن ، فصار (مفاعلن) ، ثم خرم بحذف أوّله ، فصار (فاعلن) .

وقول الشاعر([155]):

وتقطيعـه :

فقوله : (لا تُهِي) وزنه (فاعلن) ، وأصله (مستفعلن) دخله الخبن بحذف ثانيه الساكن ، فصار (مفاعلن) ، ثمّ خُرم بحذف أوله ؛ فصار (فاعلن) .

وقول حارثة بن بدر([156]):

كَرْنِبُـــوا أو دَوْلِـبُـــوا

وتقطيعـه :

كَرْنِبــــو / أَوْ دَوْلِـبُـــو

فاعـلن مستفعـلن

/5//5 /5/5//5

أَو حَيْــثُ شِـئْتُـمْ فَاذْهَـبُـوا

وتقطيعـه :

أَو حْيــثُ شِـــئْ / تُـــمْ فَـذْهَـبُـو

مستفعـلن مستفعـلن

/5/5//5 /5/5//5

فقوله : (كَرْنِبو) وزنه (فاعلن) ، وأصله (مستفعلن) ، دخله الخبن بحذف ثانيه السّاكن ، فصار (مفاعلن) ، ثمّ خرم بحذف أوّله ، فصار (فاعلن) ، وأجاز ابن القطاع دخول الخرم في سائر أجناس الشعر بعد ذهاب المانع لذلك ، حيث قال : " وهو جائزٌ على هذا ، مستعملٌ في سائر أجناس الشّعر بعد ذَهاب المانع لذلك "([157]).

ويذهب البغدادي في حاشيته على (شرح بانت سعاد) إلى وقوع الخرم في أيّ بيت ، ولا يشترط أن يكون وقوعه مطلع القصيدة : " في أول البيت أينما وقع ، أولاً كان أم لا "([158]).

بينما يذهب ابن عباد إلى وقوع الخرم كثيراً في أول بيت من القصيدة : " وأكثر ما يجيء في أول بيت من القصيدة "([159])، ونحا نحوه ابن رشيق حين يقول : " وأكثر ما يقع في البيت الأول "([160]).

خلاصـة :

اختلف العروضيون في موقع الخرم في خمسة مواضع :

1/ حذف أوّل الوتد .

2/ وقوعه في أوّل الصّدر دون العجز .

3/ وقوعه في الوتد المجموع دون غيره .

4/ وقوعه أول بيت في القصيدة .

5/ وقوعه في خمسة أبحر ، هي : الطويل ، والوافر ، والهزج ، والمضارع ، والمتقارب ..

ويظهر مما أوردناه من شواهد أنّ المطروح للخرم هو أول الوتد لا ثانيه ، ووقوعه ابتداءً على العموم في أوّل الصدر ، وفي أول العجز ، بتفاوت في القلّة والكثرة بينهما ، ثمّ وقوعه في الوتد المجموع دون غيره ، ويقع في أوّل جزء في القصيدة ، وربما وقع في غيره .

وقد يقع في غير ما ذكرنا من بحور شذوذاً ، وذلك في الكامل ، والمنسرح ، ومنهوك الرجز مما كان على هيئة الوتد المجموع .

([1]) الإرشاد الشّافي ، ص107 : " لأنّه تدارك به الأخفش النحوي على الخليل " ، شرح الكافية الشافية ، ص242 .

([2]) الإرشاد الشّافي ، ص107 ، شرح الخزرجية ، ص57 .

([3]) الإرشاد اشافي، ص107، شرح الكافية الشافية، ص242، شرح الخزرجية، ص57 .

([4]) الإرشاد الشافي ، ص107 ، شرح الكافية الشافية ، ص242 ، شرح الخزرجية ، ص57 .

([5]) الإرشاد الشافي ، ص107 .

([6]) شرح الخزرجية ، ص57 .

([7]) شرح شفاء العلل ، ص135 ، هامش رقم (3) ، وعندي أنها لا تحتسب في الوزن .

([8]) الغامزة ، ص103 .

([9]) الوافي ، ص192 .

([10]) السابق، ص191 .

([11]) العروض ، للعروضي ، ص181 .

([12]) نقلاً عن الغامزة ، ص100 .

([13]) الغامزة، ص100 .

([14]) نفسه .

([15]) نفسه .

([16]) بلا نسبة ولا تقطيع في لسان العرب 2/251 ، العروض ، للعروضي ، ص182 ، الغامزة ، ص103 ، شرح شفاء العلل ، ص135 ، المنهل الصافي ، ص61 .

([17]) برواية : (قيام معهم) بلا نسبة أو تقطيع في لسان العرب 2/251 ، العروض ، للعروضي ، ص182 ، ومقطع في البارع ، ص98 ، فنّ العروض ، ص30 .

([18]) البيت لابن الأعرابي بلا تقطيع في اللسان 2/251 ، وهو في (تحفة الأدب ، ص24) من مجزوء الوافر ، وقد خزم بِـ(بل) في أول الصدر ، و(بل لا) في أول العجز ، وبذلك يكون تقطيعه :

([19]) بلا نسبة أو تقطيع في لسان العرب 2/251 ، البارع ، ص75 ، ومنسوباً إلى طرفة في العمدة ، ص141 ، القسطاس ، ص63 ، هامش رقم (2) ، الغامزة ، ص103 ، شرح شفاء العلل ، ص135 ، موسيقى الشعر، إبراهيم أنيس، ص318 ، المنهل الصافي ، ص61 ، الزحاف والعلة ، ص362 ، ورواية الديوان ، ص85 : (تذكرون) ، ولا خزم فيه ، وبرواية : (نقتِّلكم) في الصاهل والشاحج ، ص475 ، ومقطّعاً عروضياً في : ظاهرة التداخل في البحور العروضية، ص121 .

([20]) البيت بلا تقطيع أو نسبة في شرح الكافية الشافية ، ص185 .

([21]) وقع الخزم في أول صدره بحرفين ، وبثلاثة أحرف أول العجز .

([22]) نقلاً عن شرح الكافية الشافية، ص185. وقال في موضعٍ آخر ص186: " ومما شذّ الخزم في أوّل عجزه بأكثر من حرفين، وتقطيعه هكذا:

ولا خزم في أول العجز ، فقوله : (مَ لِمن مِنَلْ) وزنه (متفاعلن) ، ولم يسبقه خزم .

([23]) مقطع بلا نسبة في شرح الكافية الشافية ، ص199 .

([24]) لم أجده في البارع ، وربما كان في غيره .

([25]) نقلاً عن شرح الكافية الشافية ، ص199 .

([26]) البيت مقطع بلا نسبة في شرح الكافية الشافية ، ص226 ، وبرواية : (قد جاءكم) في البسط الشافي ، ص89 ، وبذلك يكون الخزم قد وقع بحرفين أول الصدر والعجز .

([27]) مقطع بلا نسبة في شرح الكافية الشافية ، ص230 .

([28]) نفسه .

([29]) مقطع بلا نسبة في شرح الكافية الشافية ، ص232 .

([30]) مقطع بلا نسبة في شرح الكافية الشافية ، ص234 ، وفي تقطيعه لِـ(نِيلَيْسعِنْ) حَذَف (النون) من أول الجزء ، وأظنه خطأً طباعياً ، يؤيّد ذلك ما جاء في شرح الصبان لمنظومته ، ص67 : (ني ليس عن) .

([31]) بلا نسبة ولا تقطيع في لسان العرب 2/251 ، العروض ، للعروضي ، ص183 ، الإقناع ، ص79 ، وهو في البارع ، ص141 ، من مجزوء الكامل ، مرفل العروض بلا نسبة ، برواية : (واصطباحاً) ، وتقطيعه :

وبذا لا شاهد فيه على وقوع الخزم حشواً .

([32]) بلا نسبة ولا تقطيع في الإقناع ، ص79 ، ومنسوباً إلى صفية بنت عبد المطلب في الكتاب لسيبويه، ت: عبد السلام محمد هارون، 2/181 ، وفي المقتضب للمبرد، ت: محمد عبد الخالق عضيمة، 3/303 ، والكامل للمبرد، ت: د.محمد أحمد الدالي، 3/1096 برواية :

وهو فيما سبق سجع ، وليس رجزاً ، ولا شاهد فيه على الخزم ، ورواية الأعلم في (النكت في تفسير كتاب سيبويه للأعلم الشنتمري، ت: زهيرعبد المحسن سلطان، 2/804) :

أَم قُرشِــيّـاً صَــارِمـاً هِـزَبـْـرا

فيكون رجزاً ، وكذلك رواية ابن الشجري في أماليه الآمالي الشجرية، لابن الشجري، وتقطيعه :

([33]) بلا تقطيع في لسان العرب 2/251 ، وللمعرّي قوله : " إن رواة البغداديين ينشدون في (قِفانَبْكِ) هذه الأبيات بزيادة الواو في أولها " . انظر : رسالة الغفران، لأبي العلاء المعري، ت: د.عائشة عبد الرحمن، ص313 ، الصاهل والشاحج ، ص475 .

وفي الديوان ، ص62 برواية : (كأن ثبيراً في عَرَانِين وَبْلِهِ) ، وفي العروض ، للعروضي ، ص181 ، 227 ، الإقناع ، ص79 ، العمدة 1/143 ، الوافي ، للتبريزي ، ص191 .

وبرواية : (وكأن أباناً) في الغامزة ، ص103 ، المنهل الصافي ، ص61 ، موسيقى الشعر ، ص318 .

([34]) البيت لامرئ القيس بلا تقطيع في العروض ، للعروضي ، ص122 ، 181 ، 227 ، لسان العرب 2/251 ، ورواية الديوان ، ص56 : (كأنّ على المتنين منه إذا انتحى ... أو صلاية حنظل) .

([35]) رسالة الغفران ، ص313 ، الصاهل والشاحج ، ص475 ، العمدة 1/143 ، ورواية الديوان ، ص62 : (كأن) و (الأغثاء) ، وبرواية : (وكأن فليقة المجيمر غدوة) في العروض ، للعروضي ، ص181 ، 227 .

([36]) رسالة الغفران ، ص313 ، ورواية الديوان ، ص63 : (كأن) .

([37]) رسالة الغفران ، ص313 ، العمدة 1/143 ، ورواية الديوان ، ص63 : (كأن) .

([38]) البيت لامرئ القيس بلا تقطيع في لسان العرب 2/251 ، العروض ، للعروضي ، ص181 .

([39]) بلا تقطيع أو نسبة في لسان العرب 2/251 .

([40]) البيت مقطع بلا نسبة في العروض ، للعروضي ، ص149 .

([41]) البيت بلا تقطيع أو نسبة في العروض ، للعروضي ، ص182 .

([42]) البيت مقطع بلا نسبة في العروض ، للعروضي ، ص232 .

([43]) البيت مقطع بلا نسبة في العروض ، للعروضي ، ص144 ، 237، وهو يشبه بيت طرفة الذي سيأتي لاحقاً .

([44]) بلا تقطيع في الصاهل والشاحج ، ص475 ، ورواية الديوان ، ص47 : (قذى) بإسقاط الهمزة من أوله ، وبذا لا شاهد فيه على الخزم ، وبرواية : (أم أوحشت إذ خلت) في العمدة 1/142 ، الزحاف والعلة ، ص362 .

([45]) بلا تقطيع في العمدة 1/142 ، تحفة الأدب ، ص23 .

([46]) البيت بلا نسبة أو تقطيع في الوافي ، للتبريزي ، ص190 ، المعيار ، ص20 ، هامش رقم (1) .

وبرواية : (جازيتُ امرأَ السّوءِ فعلَهُ) في القسطاس ، ص62 ، شرح شفاء العلل ، ص135 .

([47]) البيت بلا نسبة ولا تقطيع في لسان العرب 2/251 ، العروض ، للعروضي ، ص183 ، الوافي ، ص191 ، المعيار ، ص21 .

وبرواية : (مطر بن خارجة) في العمدة ، ص141 .

([48]) بلا نسبة أو تقطيع في لسان العرب 2/251 ، وفي العمدة 1/142 برواية : (يا آل حرب) .

([49]) البيت مقطع بلا نسبة في الوافي في علمي العروض والقوافي، للعبيدي، بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في العروض والقافية للطالبة: صباح يحيى با عامر، 2/518 .

([50]) البيت بلا نسبة أو تقطيع في القسطاس ، ص63 .

([51]) البيت بلا تقطيع ، لأبي أحمد بن جحش الأسدي في (تحفة الأدب ، ص23) ، وبعده :

بهـــا ترنـــح أوقــــاتـي بهـــا أمشــي بــلا هــادي

([52]) البيت بلا تقطيع لكعب بن مالك يرثي به عثمان بن عفان ، في العمدة 1/141 .

([53]) البيت بلا نسبة ولا تقطيع في لسان العرب 2/251 ، والعمدة 1/141 ، والوافي ، للتبريزي ، ص191 ، المعيار ، ص21 ، هامش رقم (و) ، شرح الكافية الشافية ، ص99 ، هامش رقم (1) .

ومقطع في البارع ، ص96 ، فن العروض ، ص28 ، وبعده :

رمينــــــــاه بســــهمين فــــلم تخطـــئ فــــؤاده

([54]) البيت بلا تقطيع أو نسبة في القسطاس ، ص63 .

([55]) البيت بلا تقطيع أو نسبة في الإقناع ، ص79 ، الوافي ، للتبريزي ، ص191 ، القسطاس ، ص63 ، المعيار ، ص21 ، الغامزة ، ص104 ، شرح شفاء العلل ، ص135 ، المنهل الصافي ، ص61 ، موسيقى الشعر ، ص318 ، الزحاف والعلة ، ص39 .

ومنسوباً إلى علي بن أبي طالب بلا تقطيع في العمدة 1/141 ، الإرشاد الشافي ، ص51 ، شرح الكافية الشافية ، ص98 ، تحفة الأدب ، ص23 .

ومقطعاً منسوباً إلى علي بن أبي طالب (t) في البارع ، ص96 ، فن العروض ، ص28 .

والبيت الذي يليه :

ولا تَجــزع مـن الـمــوْتِ إذا حَـــلَّ بِـوادِيكَــــا

([56]) نقلاً عن الجوهرة الفريدة في قافية القصيدة، لأمين الدين المحلي، ت: د.شعبان صلاح ، ص66 ، هامش رقم (45) .

([57]) العروض ، للعروضي ، ص183 .

([58]) نفسه .

([59]) مفتاح العلوم ، ص305 .

([60]) الغامزة ، ص102 ، ظاهرة التداخل في البحور العروضية ، ص118 .

([61]) البيت بلا تقطيع ، منسوب إلى طرفة في الغامزة ، ص102 ، برواية : (مُعدِماً) ، ومقطع عروضياً في ظاهرة التداخل في البحور العروضية ، ص118 ، ورواية الديوان ، ص85 : (تذكرون) ، ولا شاهد فيه على الخزم حينئذٍ .

([62]) البيت بلا تقطيع في الغامزة ، ص103 ، 152 ، ظاهرة التداخل في البحور العروضية ، ص118 ، الديوان ، ص86 .

([63]) ظاهرة التداخل في البحور العروضية ، ص119 .

([64]) البيت مقطع ومنسوب إلى ابن المعتزّ في : ظاهرة التداخل في البحور العروضية ، ص119 ، وفي (شعر ابن المعتزّ) ، د. يونس أحمد السامرائي 1/335 : (أيها العذال) بإسقاط (يـا) من أول البيت ، ولا خزم فيه .

([65]) ظاهرة التداخل في البحور العروضية ، ص120 .

([66]) البيت بلا تقطيع ، منسوب إلى ابن المعتزّ في : ظاهرة التداخل في البحور العروضية ، ص120 ، ورواية الديوان ، ص54 : (الغفلة) ، و (شرقنا لنظرة) بزيادة اللام في أوّل كلّ منهما .

([67]) العروض ، للعروضي ، ص227 .

([68]) نفسه .

([69]) نفسه .

([70]) نفسه .

([71]) نفسه .

([72]) الأبيات بلا نسبة ولا تقطيع ، عدا البيت الأول الذي قطعه المحقق في : العروض ، للعروضي ، ص229 .

([73]) قضايا وبحوث ، ص177 .

([74]) البارع ، ص119 .

([75]) في قضايا وبحوث ، ص183 : (دخلنا بها ... كالخُرَّد) .

([76]) في قضايا وبحوث، ص183، مخبون الضرب، والصواب أنه مقطوع الضرب.

([77]) البارع ، ص119 .

([78]) قضايا وبحوث ، ص184 .

([79]) البارع ، ص142 .

([80]) ورد في الجزء : (دنزالي) على وزن (متفاعلن) ، والصواب : (متفاعل) بحذف النون ، ولعلّه خطأ طباعي . انظر : قضايا

وبحوث ، ص177 .

([81]) البارع ، ص142 .

([82]) قوله : " (ما) خزم " في قضايا وبحوث ، ص178 ، والصواب (وما) بزيادة الواو ؛ لعدم استقامة الوزن بإسقاطها في شاهد ابن القطاع ، ولعلّه خطأ طباعي .

([83]) البارع ، ص142 .

([84]) قضايا وبحوث ، ص179 .

([85]) البارع ، ص163 .

([86]) قضايا وبحوث ، ص185، (وهو عنده من الوافر المعصوب)، والصواب أنه من الوافر المقطوف .

([87]) البارع ، ص163 .

([88]) قضايا وبحوث ، ص186 .

([89]) رواية الديوان بحذف الواو : (كأن ذرى ... كأنّ مكاكي ... كأن السباع ...) ، ص62-63 .

([90]) رسالة الغفران ، ص313 .

([91]) نفسه .

([92]) الصاهل والشاحج ، ص475 .

([93]) موسيقى الشعر ، ص318 .

([94]) السابق، ص317 .

([95]) شرح التحفة ، ص60 ، وهو منقول عن المبرد في الكامل ، حيث يقول : " ولكن الفصحاء من العرب يزيدون ما عليه المعنى ، ولا يعتدون به في الوزن ، ويحذفون من الوزن ، علماً بأن المخاطب يعلم ما يريدونه " . الكامل 3/1121 .

وقال أيضاً : " قال : وحدثني أبو عثمان المازني قال : فصحاء العرب ينشدون كثيراً :

لســعـدُ بـنُ الضِّبــاب إذا غـدا أحـبُّ إلينـا منـكَ فافـرَسٍ حَمِــرْ

وإنما الشعر : لَعَمْري لَسَعْدُ بنُ الضّبابِ إذا غدا " . الكامل 3/1121 .

والبيت السابق في قول المبرد لا يستقيم بحذف (لعمري) ، فلا شاهد فيه على الخزم ، وتقطيعه :

وهو في ديوان امرئ القيس ، ص101 ، برواية : (لَعَمْري لَسَعدٌ حيث حَلَّتْ ديارُهُ ...) ، ولا خزم فيه كما سبق أن أشير .

([96]) الزحاف والعلة ، ص11 .

([97]) السابق، ص12 .

([98])الزحاف والعلّة ، ص12 .

([99]) في البنية الإيقاعية ، ص255 .

([100]) السابق، ص261 .

([101]) الزحاف والعلة ، ص363 .

([102]) السابق، ص378 .

([103]) العين 4/259 ، معجم مصطلحات العروض والقافية، ص101 .

([104]) العقد 5/429 ، 434 ، العروض ، للعروضي ، ص171 ، المعيار ، ص30 ، حاشية على شرح بانت سعاد لابن هشام، ت: نظيف محرم خواجة، ص118 ، شرح شفاء العلل ، ص154 ، شرح التحفة ، ص64 ، المنهل الصافي ، ص63 ، فن العروض ، ص33 ، قضايا وبحوث ، ص121 ، وغيرها .

([105]) العروض ، للأخفش ، ص161 .

([106]) عروض الورقة ، ص56 .

([107]) العروض ، للعروضي ، ص172 .

([108]) المعيار ، ص30 .

([109]) نهاية الراغب ، ص134 .

([110]) نفسه .

([111]) العقد 5/429 ، 444 ، العروض ، للعروضي ، ص96 ، 171 ، الإقناع ، ص77 ، عروض الورقة ، ص56 ، العمدة 1/140 ، 2/305 ، الكافي ، للتبريزي ، ص27 ، الوافي ، للتبريزي ، ص42 ، الغامزة ، ص105 ، 119 ، 127 ، شرح شفاء العلل ، ص154 ، شرح التحفة ، ص63 ، المنهل الصافي ، ص63 ، فن العروض ، ص33 .

([112]) العقد 5/429 ، العروض ، للعروضي ، ص171 .

([113]) العروض ، للعروضي ، ص171 ، عروض الورقة ، ص72 .

([114]) البارع ، ص137، وسيأتي تفصيل ذلك في ص114، ص115 .

([115]) كتاب الشعر ، لأبي علي الفارسي، ت: د.محمود محمد الطناحي، 1/47 ، خزانة الأدب ولب لباب العرب، عبد القادر بن عمر البغدادي، ت: عبد السلام محمد هارون، 7/183 .

([116]) ورد البيت مقطعاً ومنسوباً إلى الشماخ بن عوف بن يعمر الكناني في البارع ، ص95 ، وبلا تقطيع في المنهل ، ص116 ، ونسب إلى الشداخ في الغامزة ، ص114 ، والوافي ، للعبيدي 2/438 ، والزحاف والعلة ، ص359 ، وفي شرح التبريزي على ديوان الحماسة 1/101 .

([117]) الغامزة ، ص116 ، المنهل ، ص62 ، الزحاف والعلة ، ص359 .

([118]) الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام للإمام المحدث عبد الرحمن السهيلي، ت: عبد الرحمن الوكيل، 1/287-288 .

([119]) البارع ، ص95 ، الروض الأنف 1/288 ، الغامزة ، ص114 ، المنهل ، ص62 ، قضايا وبحوث ، ص228 ، الزحاف والعلة ، ص359 ، ظاهرة التداخل في البحور العروضية ، ص269 .

والبيت من مجزوء الكامل المرفل ، ورد منسوباً إلى ابن مفرغ الحميري ، ومقطعاً في البارع والروض الأنف ، وبلا نسبة أو تقطيع في الغامزة والمنهل ، ورواية الديوان : (أو بومةٌ) و (تدعو الصدى) ، ص213-214 ، كذلك في شعر ابن مفرغ الحميري، جمع وتقديم: د.داود سلوم ، ص145 ، وبذلك لا خرم فيه .

([120]) قضايا وبحوث ، ص228 .

([121]) البيت من الكامل ، ورد بلا تقطيع (تنكلوا) منسوباً إلى ابن الزبعري في الروض الأنف 1/288 ، وبرواية (تناكلوا) بلا نسبة في الغامزة ، ص116 ، والمنهل ، ص62 ، والزحاف والعلة ، ص359 ، شعر عبد الله بن الزبعري، ت: يحيى الجبوري، ص49 .

([122]) الغامزة ، ص116 ، المنهل ، ص62 .

([123]) ورد القول منسوباً إلى أبي علي في الروض الأنف 1/288 ، وفي الغامزة ، ص116 منسوباً إلى أبي علي الفارسي .

([124]) الروض الأنف 1/288 ، والبيت :

لَـمْ تُخْـلَقِ الشِّـعرى ليـالِي حُـرِّمَت إذْ لا عَـزِيزَ مِـن الأَنَــامِ يرومُهَــا

شعر عبد الله بن الزبعري ، ص50 .

([125]) الروض الأنف 1/287 .

([126]) البيت من مجزوء الكامل المرفل ، بلا نسبة ولا تقطيع في الروض الأنف 2/372 ، والخرم في قوله : (ولو أشاء) ، ووزنه (مفاعلن) .

([127]) البيت من مجزوء الكامل المرفل في : الروض الأنف 2/372 ، أيضاً بلا نسبة ولا تقطيع ، والخرم في قوله : (وإننما) ، ووزنه : (مفاعلن) . ويلحظ دخول الخرم في أوّل العجز في قوله : (عير إذ) ، ووزنه حينئذٍ : (فاعلن) بالخرم في أوّله ، والوقص في ثانيه .

([128]) ورد البيت مقطعاً بلا نسبة في البارع ، ص137 ، وبرواية (كثر الأشد) و (حرب الملوك) بلا تقطيع ولا نسبة في المعيار ، ص68 ، فن العروض ، ص108 ، قضايا وبحوث ، ص228 .

([129]) قضايا وبحوث ، ص228 .

([130]) البيت من مجزوء الكامل المرفل ، وردَ بلا تقطيع منسوباً إلى الزبرقان بن بدر في : قضايا وبحوث ، ص228 ، ورواية الديوان ، ص36 : (ولي) ، ولا خرم فيه حينئذٍ .

([131]) انظر : العروض، ص161 .

([132]) كتاب في العروض ، ص96 .

([133]) الإقناع ، ص77 .

([134]) عروض الورقة ، ص56 .

([135]) العمدة 1/140 ، 2/305 .

([136]) الكافي ، ص27 ، الوافي ، ص42 .

([137]) البارع، ص76 .

([138]) القسطاس، ص61 .

([139]) المعيار ، ص30 .

([140]) الإرشاد ، ص55 .

([141]) الغامزة ، ص116 .

([142]) حاشية بانت سعاد ، ص118 .

([143]) شرح التحفة ، ص63 .

([144]) العقد 5/429 ، 5/444 .

([145]) المفتاح ، ص287-305 .

([146]) نهاية الراغب ، ص117 .

([147]) البيت من المتقارب ، ورد منسوباً إلى امرئ القيس في الإقناع ، ص77 ، والكافي ، للتبريزي ، ص141 ، والوافي ، للتبريزي ، ص183 ، ورواية الديوان ، ص113 : (وعينٌ) (وشقت) ، بزيادة الواو في أولهما ، ولا خرم فيهما .

([148]) البيت من الطويل ، ورد بلا نسبة أو تقطيع في : القسطاس ، ص61 .

([149]) البيت من المتقارب ، وردَ مقطّعاً ومنسوباً إلى الأعشى في : البارع ، ص95 ، ورواية الديوان ، ص156 : (فموتوا) و (للموت) بزيادة الفاء والواو في أوّلهما ، ولا خرم فيهما .

([150]) البيت من الوافر ، ورد بلا نسبة أو تقطيع في : الإقناع ، ص77 .

([151]) البيت من الطويل ، ورد بلا نسبة أو تقطيع في : القسطاس ، ص61 .

([152]) الكافي ، ص141 ، والوافي ، ص184 .

([153]) " ولا يجوز في أول المصراع الثاني منه ولا في السبب الثقيل على الصحيح فيها " . انظر : حاشية بانت سعاد ، ص118 .

([154]) البيت من المنسرح ، ورد بلا نسبة أو تقطيع في : المفتاح ، ص307 .

([155]) البيت من المنسرح ، ورد منسوباً إلى الأضبط بن قريع السعدي في : المتوسط الكافي ، ص266 ، وفي الحماسة البصرية 2/3 برواية : (فلا) ، ولا خرم فيه . وبلا تقطيع أو نسبة في : الثريا المضية في الدروس العروضية، الشيخ مصطفى الغلايني، ص51 ، ميزان الشاعر في العروض والقوافي، محمد عبد المنعم خفاجة، ص43-112 .

([156]) البيت من منهوك الرجز ، ورد منسوباً إلى حارثة بن بدر في : الغامزة ، ص116 ، المنهل ، ص62 ، الزحاف والعلة ، ص259 .

([157]) البارع ، ص96 .

([158]) حاشية على شرح بانت سعاد ، ص118 .

([159]) الإقناع ، ص77 .

([160]) العمدة ، لابن رشيق 1/140 .