سورة الكهف

سورة الكهف

لعل في تلاوتي لهذه السورة أكثر من غيرها نسبيا ما ساعدني على تلمس جمال ما أسماه علماؤنا رؤوس الآيات. وهذا جزء من فصل (وما علمناه الشعر) في النسخة الثانية المخطوطة من كتابي العروض الرقمي. وفيه رؤيتان الأولى تقتصر على آخر مقطعين من كل آية، والثانية أخذت فيها رؤوس الآيات بمقياس القافية.

أقول هذا وأشير إلى المرجعين:

الأول : وفيه شرح للفرق بين خيط الشعر ونسيج القرآن

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/wama-allamnaho

الثاني :

http://www.balagh.com/mosoa/ejaz/td0pfumo.htm

وفيه نقل عن سيد قطب يرحمه الله:" كتب سيد قطب في كتابه (التصوير الفني) فصلاً عن الإيقاع الموسيقي في القرآن، وذكر أن الموسيقيّ المبدع الأستاذ (محمد حسن الشجاعي) تفضل بمراجعته وضبط بعض المصطلحات الفنية الموسيقية عليه... جاء فيه:

إن هذا الإيقاع متعدد الأنواع، ويتناسق مع الجو، ويؤدي وظيفة أساسية في البيان.

قال: ولما كانت هذه الموسيقي القرآنية إشعاعاً للنظم الخاص في كل موضع، وتابعة لقصر الفواصل وطولها، كما هي تابعة لانسجام الحروف في الكلمة المفردة، ولانسجام الألفاظ في الفاصلة الواحدة... فإننا نؤثر أن نتحدث عن هذه الظواهر كلها مجتمعة.

جاء في القرآن الكريم: (وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين).

وجاء فيه حكاية عن كفار العرب: (بل افتراه بل هو شاعر).

وصدق القرآن الكريم، فليس هذا النسق شعراً. ولكن العرب كذلك يم يكونوا مجانين ولا جاهلين بخصائص الشعر، يوم قالوا عن هذا النسق العالي: إنه شعر!

لقد راع خيالهم بما فيه من تصوير بارع، وسحر وجدانهم بما فيه من منطق ساحر، وأخذ أسماعهم بما فيه من إيقاع جميل. وتلك خصائص الشعر الأساسية، إذا نحن أغفلنا القافية والتفاعيل.

| على أن النسق القرآني قد جمع بين مزايا النثر والشعر جميعاً. فقد أعفى التعبير من قيود القافية الموحدة والتفعيلات التامة، فنال بذلك حرية التعبير الكاملة | عن جميع أغراضه العامة. وأخذ في الوقت ذاته من خصائص الشعر، الموسيقي الداخلية، والفواصل المتقاربة في الوزن التي تغني عن التفاعيل، والتقفية التي تغني عن القوافي، وضم ذلك إلى الخصائص التي ذكرنا، فشأن النثر والنظم جميعاً.

وحيثما تلا الإنسان القرآن أحس بذلك الإيقاع الداخلي في سياقه، يبرز بروزاً واضحاً في السور القصار، والفواصل السريعة، ومواضع التصوير والتشخيص بصفة عامة، ويتوارى قليلاً أو كثيراً في السور الطوال، ولكنه ـ على كل حال ـ ملحوظ دائماً في بناء النظم القرآني.

يمثل الشكل العلوي من الرسم البياني المتقدم وزن آخر مقطعين في كل آية على محور الصادات ،خذ مثلا الآية (17) فهي ممثلة بالرقم 17 على محور السينات ،آخر كلمة فيها (مرشدا = 32 ) وهذه القيمة ممثلة على محور الصادات بالرقم 32.وفي هذه السورة فإن لآخر مقطعين في كل آية من آياتها أحد أربعة أوزان:

أ-32 =مرْفقا،مسجدا،

ب-31=شططا،أحدا ،

جـ- 23=عُلِّمْ (تَ رُشْدا

د-22=يسْرا.

وفي أربع قصص ومواقف للحوار نجد ما يلفت الانتباه :

§ أولها الحوار بين صاحب الجنتين وصاحبه ويمتد بين الآيات 33-43 وآخر مقطعين في كل منها=31 وقصتهما تبدأ قبل الحوار بآية (32) وهي تمهيد له، وتنتهي بعد الحوار بآيه (44) وهي خاتمة له ،وآخر مقطعين في كل منهما=22 (زرْعا، عقْبا) ويبدو شكلهما في الرسم البياني وكأنهما قوسان يحيطان بالحوار.

§ ثانيها الحوار بين موسى عليه السلام وفتاه ويمتد بين الآيات 60-64 وآخر مقطعين في كل آية =31

§ وثالثها الحوار بين موسى والرجل الصالح ما بين الآيات 65-82 وآخر مقطعين في

كل منهما=22 أو 23.وتلاحظ على الرسم البياني بشكلها المميز عن سائر الآيات فهي أول تتابع لهذا الوزن في آخر مقطعين في السورة ويعبر عن ذلك انخفاضها.ولو أخذنا الآيات 66-81 لوجدنا أنها متناظرة التوزيع فيما يخص قيمتيها (23،22) كما يبين ذلك الشكل السفلي من الرسم البياني أعلاه حيث تمثل أنصاف الأقطار أرقام الآيات أما الأرقام التي على أنصاف الأقطار فتمثل وزن آخر مقطعين في كل آية.والمقطع الأخير في كل من هذه الآيات على نوعين :

أ-عندما يكون السياق حوارا مباشرا بين سيدنا موسى عليه السلام والرجل الصالح يكون ( را ) وذلك في أربع عشرة آية من سبع عشرة.

ب-عندما يكون السياق قصًّا من الرجل الصالح تفسيرا لما حصل وذلك في آيات ثلاث :الآية(79) وآخرها غصبا، والآية (80) وآخرها كفرا، والآية (81) وآخرها رحما.

§ ورابعها قصة ذي القرنين وتمتد من الآيات 83-98 ووزن آخر مقطعين في آياتها (23 أو 22) باستثناء الآيات الأربع (84،85،89،92) فوزن آخر مقطعين في كل منها (31) وآخر كلمة في كل منها هي (سببا).

هذا وصف معظمه موضوعي لجانب من جوانب ما أظنه ارتباط النص بالمعنى من جهة وتفسير بعض مواطن الجمال الإيقاعي لهذه اللغة في أسمى مستوياتها. وبحسبي أن يكون فيه بعض الصواب الذي يحفز إلى المزيد من تدبر القرآن الكريم باستعمال هذه الأداة

رأيت أن أعيد ما تقدم في صورة أخرى تتضمن السورة الكريمة بكامل نصها.

راجيا التدبر في رؤوس الآيات على ضوء القافية في الرابط

والاستعانة بذلك هنا في النظر إلى رؤوس الآيات .ولله وكتابه المثل الأعلى. وهذا مفتاح للألوان

وترتيب أنواع الآيات هو حسب رقم أول آية ترد من ذلك النوع.

وعليه سأحاول سرد ما

وفيما يلي ملاحظات حول كل نوع :

يلاحظ أن الآيات جميعا تنتهي بالحرف (ا- ألف)

وهنا ملاحظات تتعلق بالآيات ذات نهايات الرؤوس الملونة باللون البرتقالي

1- ما بين الآيتين 18 و 5 2 حوار تكرر فيه فعل القول ومشتقاته

2- ما بين الآيتين 32 و 44 قصة صاحب الجنتين وصاحـبه وحوارهما وكأن أولاهما تمهيد لذلك وآخرتهما ختم وتعقيب عليه.

3- الآيات من 65 إلى 82 قصة سيدنا موسى عليه السلام والرجل الصالح.

4- الآيات من 83 إلى 98 قصة ذي القرنين

الفهرس

عن فواصل سورة الكهف

يُقرأ هذا الموضوع على خلفية الرابط

http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=247

استوقفني تفاوت نسبتي 2/2 في نوعي القافية 212 و 2 211، وقلت لعل ذلك ناجم عن إحدى خصائص اللغة وشيوع تركيب معين بين سواكنها وممدوداتها يختلف بينهما، ولم يكن أمامي فيصلا لذلك سوى القرآن الكريم، وسهّل لي الأمر أن فواصل السورة جاهزة لدي على الرابط ومن المفيد قراءته في هذا السياق:

وقد يعجب القارئ عندما يكتشف أن رؤوس السور أو فواصل الآيات وهي منها بمثابة القافية من الشعر – ولله وكتابه المثل الأعلى – جميعها (عدا الآية 103) من النوع المجرد، فآخر حرف قبل حرف المد الناجم من إشباعه حرف صحيح غير مسبوق بأي من أحرف المد (آ و ي) الذي يسمى في القافية ( الردف ) ولابحرف صحيح قبله ألف وهو ما يسمى في القافية (التأسيس)

ولهذا كانت هذه السورة الكريمة مجالا مناسبا لدراسة التفاوت في النسبة بين النوعين.

النسبـة في 2 1 2 = 100%

النسبة في 2 1 1 2 = 44%

100/44 = 2.3

وهذه النسبة بين النسبتين تنسجم من حيث الاتجاه العام مع النتيجة التي توصلنا لها في الشعر. لكنها أقل كثيرا مما في ظاهرة الشعر.

مع ملاحظة خلو 212 من 2*

وفي بقية الأرقام مجال للتأمل.

لم أنتبه للآية 103 إلا بعد فراغي من هذه الدراسة وفاصلتها هي الفاصلة الوحيدة التي رمزها 2 2 أي هي غير مجردة كما ذكرت أعلاه، ثم رأيت أنها تُقرأ موصولة مع الآية التي تليها (….. الأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم…….)، وفي هذا بذاته مجال للتأمل. وإن صح هذا مني ففيه مجال للتأمل، وإن أخطأت فلا تتأثر النسب بالنسبة للفواصل من النوع المجرد.

هل هذا دليل جازم على غلبة النسبة في 212 على مثيلتها في 2112 ؟

الأمثلة المحدودة المقدمة ترجح ذلك، لكن لا زلنا نحتاج إلى مزيد من التحليل لمزيد من النصوص.

وليعذر القارئ ما قد أكون وقعت فيه من خطأ في العد.

ميزة الرقمي أنه ييسر فتح أبواب عديدة لدراسة كثير من الظواهر وكل باب يؤدي إلى أبواب.