الرجز والكامل

مقارنة بين الرجز والكامل

الجدول التالي مشتق من الجدول العام على الرابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/adhrob

ملاحظة : يبدو تنسيق الوزن بالأرقام سويا على متصفح Avant وقد يضطرب على بعض المتصفحات الأخرى

وفيما يلي مفتاح الألوان والترقيم في الجدول

وفيما يلي نقل لنظائر شواهد كل من الرجز والكامل أحدهما للآخر في المناطق الخضراء أعلاه. والشواهد مأخوذة من مخطوط الطبعة الثانية من كتاب (العروض رقميا)

تعليق

السؤال التالي الذي وجهته الأستاذة زينب هداية كان البداية المباشرة لهذا الموضوع :

الرّجز

ياترى لماذا لا يقبل الرّجز الانتهاء ب 3 4 3 2 ولا 3 4 3 ه؟

لنر مع المجزوء (على غرار مجزوء الكامل)

http://awzan.com/flash2/rainbow3.html

الحمد لله الّذي ** أذهبَ هنّا الحزَنا

ولم نزل نعبده ** وما عبدنا الوثَنا

فامتنَّ إحسانا ومِن ** نفوسنا مكّننا

4 3 4 3 ** 4 3 4 3

1- الحمد لله الّذي ** كفَّرَ عنّا السّيّئاتْ

ولم نزل نعبده ** وما عبدنا الشّهواتْ

فامتنّ إحسانا ، بفضْـ....لِهِ ننالُ المكرُماتْ

4 3 4 3 ** 4 3 4 3 ه

2- الحمد لله الّذي ** كفَّرَ عنّا السّيّئاتِ

ولم نزل نعبده ** وما عبدنا الشّهواتِ

فامتنّ إحسانا ، بفضْـ....لِهِ ننالُ المكرُماتِ

4 3 4 3 ** 4 3 4 3 2

أراه مستساغا إلى حدّ ما.

***

وكان من جوابي لها :

مشاركتك هذه أستاذتي تمثل جانبا مما تقود إليه شمولية الرقمي حين تحرر التفكير من الصور المقررة مسبقا والمقيدة بالمصطحات وحدود التفاعيل وتجعل الجوهر موضوعا للتفكير.

وهذا دأب الرقمي فأي موضوع جزئي يفرض على التفكير النظر إليه في إطار أشمل.

كما أن إدراك هيكل الإطار الأشمل يتم بسهولة لمن اعتاد التفكير الشمولي، أما الوقت والجهد فيلزمان لكسوة هيكله بلحم الشواهد وبث التفاصيل في شرايينه.

****

وقبل الاسترسال أضيف هنا أن ما تولد من هذا الجدول من أوزان لم يقل بها الخليل ولم ينظم عليها العرب لا تعتبر شعرا، وقصارى ما تبلغه أن تعتبر من سلسل ( الموزون ). أقول هذا رغم استساغتي لكثير منها ووجود آصرة قوية مع عروض الخليل، وذلك احتراما لمرجعية الخليل وضنا بها عن عبث العابثين، ودفعا لما قد يؤدي إليه المساس بها من تشجيع من يجيء بما يدعوه ( بحورا جديدة ) بعض أوزانها ينقض أسس العرب العربي.

****

أقل ما يقود إليه الرقمي في شموليته هو توسيع دائرة التأمل والتساؤل وفي ذلك تشجيع لنقل العروض من دائرة الحفظ إلى دائرة يغلب عليها التفكير.

وهنا أعرض لبعض التساؤلات التي تستدعيها الصور الجديدة وما قد يخطر بالبال حولها من تأملات مختلفة، ولنأخذ البتين التاليين على سبيل المثال :

و4-3-4-3......... 4-3-4-2

كَم مِن خَليلٍ فاتَني …فاستوحشت ليلاتي

2 2 3 2 2 3 .....2 2 3 2 2 2

فَقَدتُهُ فَانكمشتْ... نَفسي عَلى آهاتي

3 3 2 1 3 ....2 2 3 2 2 2

ر9ك

لقائل أن يقول بمنطق التفاعيل ومصطلحاتها إن البيتين على تاسع الكامل والبيت الأول مضمر التفاعيل. وأما البيت الثاني :

فقد تهو – فن ك مشت ...... نف سي على ءا ها تي

مفاعلن 33 - مفتعلن2 1 3 .....متْفاعلن - متْفاعل

الوقص - الخزل ......الإضمار – الإضمار والقطع

وهذا القول لا ينكره أهل العروض، ولكن من شأنه أن يجعل أغلب الرجز منتميا للكامل. وإذ ذاك وبهذا المنطق لا يبدو شاذا أن ندعو الرجز الذي تكثر زحافاته ( بالكامل الرجزي )

فإذا انتقلنا للبيت الثالث :

و4-3-4-3......... 4-3-4-3-2

مضتْ بِهِ لي ضِحكَةٌ... فصار من بُكاتي

وو3 3 2 2 3 3 3 3 2

ر9ك

لا سبيل لاعتبار هذا البيت من الكامل الرجزي حتى مع أخذ الوقص ( تحول 2 2 إلى 1 2) بعين الاعتبار في أول تفعيلة من كل من الصدر والعجز، لأن 2 2 2 في آخر الكامل وما جوّزنا لأنفسنا نسبته إليه من الرجز لا يجوز أن تزاحف إلى 1 2 2 وبتعبير التفاعيل فإن الوقص لا يدخل متَفاعلْ 1 3 2 مقطوعة متَفاعلن 1 3 3

وأمامنا هنا إما رفض هذا البيت واعتباره خروجا على تاسع الكامل الذي انتمى إليه – حسب الرؤية السابقة – كلٌّ من البيتين السابقين. ويستقيم البيت على الكامل الرجزي لو جعلناه :

مضتْ بِهِ لي ضِحكَةٌ... فصار لي مبْكاتي

و3 3 4 3 ......3 3 4 2

ونظريا يمكن أعتبار كل صور الرجز التي تكثر زحافات تفاعيلها والتي يوجد في الكامل نظائر لها على أنها صور خاصة من الكامل دخلها الوقص أو الخزل.

ولا وجود في الشعر ( ولا في الموزون المنضبط بكلّيّات العروض ) لكل من الأوزان التالية كائنة ما كانت طريقة استقراء وجودها. ولا قواعد للموزون غير المنضبط بكليات العروض

من الرجز أو حتى من الكامل 4 3 4 3 4 .....4 3 4 3 4

فلا وجود للرقم 4 = 2 2 في آخر الصدر في غير الهزج ومجزوء الوافر، و

لا وجود في الرجز لـِ 4 3 4 3 1 3 2 لأن 1 3 2 بعد الأوثق = (2) 2 2

والسبب الأول في الرجز لا يكون خببيا

لا وجود في الكامل لـِ 4 3 4 3 3 2 لأن 3 2 = 1 2 2

والسبب الأول من 2 2 2 خببي فلا يزاحف في الكامل

1-

2-

3-

ماذا عن منهوك الكامل الذي تم اشتقاقه من نظيره في الرجز ؟

بمنطق العروض التفعيلي هذا الوزن لا يصح.

بمنطق العروض الرقمي هو من سلس الموزون، إلا أن نعثر في عليه شيئا يعتد به من شعر العرب

وأطرح فيما يلي تفكيرا بصوت عال

قرّ في ذهني منذ وعيي على الشعر الجاهلي أن الرجز فيه هو ما صار يُعرف فيما بعد بمجزوء الرجز، ولعل هذا – إن صحّ- أحد الأسباب التي جعلت العرب يميزون بين الشعر ذي الشطرين والرجز ذي الشطر الواحد وميّزوا بالتالي بين الشاعر والراجز.

عدت إلى الموسوعة الشعرية فوجدتى عدد شعراء وشاعرات الجاهلية فيها 563 وتقصيت قصائد حوالي نصفهم من أول قائمة الشعراء انتهاء بدويد القضاعي فما وجدت بيتا من شطرين على الرجز. وتفقدت عشوائيا ما تبقى فخرجت بنفس النتيجة.

انطلاقا من ذلك وتماشيا مع ما يثيره الرقمي من تساؤلات وتداعيات أقول إن الرجز الذي أدخل فيما بعد في بحور الشعر يتميز عما كان الرجز عليه في العصر الجاهلي، وهو في دخوله لشعر الشطرين كان الأقرب للكامل.

الرجز إذا انتهى عجزه ب 1 2 2 لا يمت للكامل بصلة ويقتصر عليه تعبير الرجز.

أما بقية أشكال الرجز الأخرى فأقترح أن يطلق عليها تعبير (الكامل الرجزي) الذي يعني أن الأشكال الأخرى للرجز إنما هي أشكال من الكامل لا سبب ثقيلا فيها ويكثر فيها الوقص والخزل. ( يبقى ورود 1 1 3 موضع بحث) . فكأنما هذا الكامل الرجزي إنما وجد ليقي الكامل ما لا يليق بفاصلته من زحاف. وعليه تتوحد أشكال الكامل والكامل الرجزي التي بينتها في الجدول.

طبعا هذا اقتراح أطرحه للبحث والتأمل على ضوء ما تقدم، وربما أكون فيها مقتربا من الصواب أو مجانبا له. وإنما أطرحه لإثراء الحراك العروضي.

وتمثيلا ذلك أسوق هذه القصيدة للشاعرة غيداء الأيوبي :

http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=51558

هَاتِ اسْقِنِي مِنْكَ الهَوَى..قَطْرَ القُبَلْ ......وَاعْطِفْ عَلَى ثَغْرٍ تَعَرَّى بِالْغُلَلْ

وَاسْكُبْ لَذِيِذَ الرَّاحِ مِنْ هَمْسِ الْمُنَى ......وَاشْرَبْ مَعِي وَاكْرَعْ خُمُوراً بِالْجُمَلْ

يَا دَوْحَةَ الْعَطْشَانِ مَتِّعْ نَاظِرِي ......دَعْنِي أُلاَقِي فَارِسِي تَحْتَ الظُّلَلْ

قَدْ نَسْتَوِي مِنْ هَمْسِنَا أُنْشُودَةً ......يَشْدُو بِهَا طَيْرُ الرَّوَابِي وَالْجَبَلْ

لا تَبْتَعِدْ عَنْ مُقْلَتِي وَانْظُرْ مَعِي ......فِي الْعَيَنِ تَلْقَى نَجْمَكَ السَّارِي وَصَلْ

وَاسْبَحْ بِبَحْرِ الْمُنْتَهَى فِي نَظْرَتِي ......فَالدَّمْعُ فِي عَيْنِي كَمَوْجٍ مُخْتَزَلْ

خَبَّأْتُ صَفْوَ الْمَاءِ حَتَّى نَلْتَقِي ......وَالدَّمْعُ يَغْدُو فَوْجَ أَشْوَاقِ الْمُقَلْ

قَدْ يَلْتَقِي الْخَدَّانِ إِنْ صِرْنَا مَعاً ......وَالثَّغْرُ تَيْهٌ بَيْنَ طَيَّاتِ الْعَسَلْ

فَالْهَمْسُ حُلْوٌ بَيْنَنَا مِثْلُ الْهَوَا ......إِنْ رَفَّ جِفْنٌ بِارْتِعَاشٍ مِنْ خَجَلْ

أَيْنَ التَّلاَقِي ؟ يَا حَبِيِبِي دُلَّنِي ......أَيْنَ الأَمَانِي ؟ أَيْنَ بُسْتَانُ الأَمَلْ ؟

هَلْ بَيْنَ أَزْهَارٍ نُلاَقِي بَعْضَنَا ؟! ......وَالرَّوْضُ يَحْلُو طَيَّ تِحْنَانِ الْحُلَلْ!؟

وَالْمَلْبَسُ الْفَضْفَاضُ يَغْدُو نَادِياً ! ......إِنْ سَيَّحَ الْوَرْدُ ارْتِوَاءً وَانْهَمَلْ!؟

أَمْ نَهْتَدِي لِلشَّطْءِ نَشْذُوُا رَمْلَهُ ؟ ......إِنْ عَبَّقَتْ أَجْسَادُنَا رَمْلَ الْبَلَلْ !؟

فَالْجَوُّ صَحْوٌ وَالنَّسِيِمُ الْمُنْتَدِي ......مِنْ فُلِّنَا مَصَّ الأَمَانِي فَاحْتَفَلْ

هَاتِ اسْقِنِيِهَا رَوْيَتِي يَا مُنْيَتِي ......عِنْدَ الْفَيَافِي أَوْ بِبَيْدَاءِ الطَّلَلْ

أَوْ فَوْقَ سَفْحٍ أَبْيَضٍ مِنْ ثَلْجِهِ ......فَالْبَرْدُ مَثْوَانَا إِذَا حَرَّ الْغَزَلْ

يَا سَيِّدِي هَا فَاحْتَوِيِهَا سَكْرَتِي ......جَنَّتْ مَوَازِيِنِي وَصَرْحِي مَا اعْتَدَلْ

وَالْقَلْبُ يَبْكِي مِنْ تَبَارِيِحِ الْجَوَى ......شِرْيَانُهُ التَّاجِيُّ أَضْحَى فِي شَلَلْ

مَا اسْتَرْأَدَتْ أَجْيَالُ عُمْرِي فِي الْهَوَى ......فَالْمُدْلَهَاتُ اسْتَوْطَنَتْ طِفْلَ الكِلَلْ

دَعْنَا نُنَاغِي لَيْلَنَا فِي حُلْمِنَا ......نُشْفِي فُؤَادَيْنَا بِرَيْحَانِ الزَّجَلْ

يَا لُؤْلُؤاً يُثْرِي سَمَائِي بَهْجَةً ......قَدْ أَتْأَمَتْ عَيْنِي بِأَقْمَارِ الْجَلَلْ

فَالْعَيْنُ فِي رُؤْيَاكَ تَغْدُو حَفْلَةً ......وَالرَّقْصُ يَحْنُو طَيَّ أَهْدَابِ الْكَسَلْ

هَلْ كُنْتَ تَدْرِي يَا حَبِيِبِي إِنَّنَا ......مُنْذُ الْتَقَيْنَا مَا الْتَقَيْنَا بِالْمُقَلْ ؟!

هَلْ نَكْتَفِي إِنْ كَانَ لُقْيَانَا الرَّوَى ؟! ......وَالْهَمْسُ يَغْدُو مِلْءَ رُوحَيْنَا الْبَدَلْ ؟!

يَا سَيِّدِي فَاسْمَحْ إِذاً أَنْ أَنْحَنِي ......لِلْحُبِّ عِنْوَانٌ هُنَا حَتَّى الأَجَلْ

إِنَّا الْتَقَيْنَا يَاحَبِيِبِيْ مِثْلَمَا ......كُنَّا وَصِرْنَا..سَوْفَ نَبْقَى لِلأَزَلْ

إِنَّا الْتَقَيْنَا يَاحَبِيِبِيَ مِثْلَمَا ......كُنَّا وَصِرْنَا..سَوْفَ نَبْقَى لِلأَزَلْ

و4 3 4 3 ((4) 3 ......4 3 4 3 4 3

منذ لقائنا غدونا مثلما ......كُنَّا وَصِرْنَا..سَوْفَ نَبْقَى لِلأَزَلْ

و2 1 3 3 3 4 3 ......4 3 4 3 4 3

الأرقام الزوجية في القصيدة كلها 2 2 فلا سبب ثقيلا فيها يرجح أن 22 فاصلة فتُنمى إلى الكامل، وليس فيها زحاف يحول 2 2 إلى 1 2 أو 2 1 فتُنمى إلى الرجز

لو أن الشاعرة في البيت الأخير جعلت حركة ياء حبيبــيَ فتحة لحسمت أمر القصيدة بانتمائها للكامل.

ولو أنها صاغت البيت الأخير على النحو المظلل بهذااللون لحسمت أمر القصيدة بانتمائها للرجز