بديار-المتدارك-الخبب-2

هذا هوالجزء الثاني والجزء الأول على الرابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/dr-bidyar-mutadrak-hkabab

193

أجزائه على خمسة حروف“ ( 68 )،ولم يقف هذا الاختلاف عند تسمية البحر بل تعدّاه إلى اختلاف تحديد الأجزاء، والعلل التي لحقتها.الاختلاف في تصور أجزاءالمتدارك :

اختلف العروضيون في تحديد صور الأجزاء وتفسير عللها إلى فريقين :

فريق يمثله جمهور العروضيين ابتداء من أبي الحسن العروضي حيث ذكر صاحب هذا الكتاب أنه سماه الغريب وأدخله ضمن دائرة المؤتلف المشتقة من بحر منفك من المتقارب، ومنذ ذلك الوقت تسامح الشعراء في دمجه في دائرة المتقارب، ولكن مشكلة العلاقة بين الجزء فاعلن وفعْلن جعلتهم ينقسمون إلى خمسة أقسام في تعليلها :

1- قسم يرى أنّ الجزء فاعلن أصابه القطع فصار فاعلْ فانقلب إلى فعْلنْ وهذا الاتجاه يتزعمه أبو الحسن العروضي( 69 ) أو أحد معاصريه وأقره الجوهري بعده وابنرشيق؛

2- قسم يرى أن الجزء فاعلن دخله التشعيث أي حذف عين فاعلن ؛

3- قسم فضل عدم الخوض في المسألة واكتفى فقط بذكر صورة الأجزاء دون تعليلها، ويمثل هذا الاتجاه التبريزي في الكافي ؛

4- قسم ذكر الأجزاء وخطأ تعليل الفريق الأول والثاني دون أن يعطي البديل، ويمثله الأمين المحلي ت 673 هـ حيث قال”لم يسمع القطع في حشو بيت من الشعر إلا في هذا البحر لأن القطع علة والعلل لا تكون حشوا ولهذا أنكر بعضهم أن يكون مقطوعا، وسمّاه مضمرا بعد الخبن، فزعم أن الألف من فاعلن سقطت للخبن [و] بقي فعلن على صورة سبب ثقيل وسبب خفيف فأسكنت العين للإضمار... وهذا أيضا

مشكل أيضا لأن العين على الحقيقة في الوتد والإضمار زحاف والزحاف لا يدخل الأوتاد فـ لا جرم أن الخليل رحمه الله لم يذكر المتدارك البتّة“ ( 70 ) ولكنّ أمين الدينلم يأت بتعليل جديد.

- الفريق الثاني: ذهب إلى إعادة صياغة صور الأجزاء بطريقة مختلفة ويتزعمه حازم القرطاجني ت 684 هـ حيث ذهب إلى أنّ الخبب عنده مر كب من أجزاء تساعية ”وبناءشطره متفاعلَتن متفاعلَتن

مرتان ويدخله الإضمار فيصير متْفاعلتن.

ما الذي فعله حازم ؟

متَفاعلن = (2) 2 3 + مفاعلَتن = 3 (2) 2 = 1 3 3 3 1 3

لقد أخذ التفعيلتين اللتين تتكون كل منهما من فاصلة (2)2 ووتد 3 وجمعهما بعد أن أسقط الوتدين33 من وسط المجموع وأبقى الأجزاء السببية. ولسان حاله يقول ما قاله الرقميلا وتد في الخبب

متفاعلن مفاعَِلَتُنْ = (متَ) فا (عِلَ) تُنْ = (2) 2 3 3 (2) 2 = (2) 2 (2) 2

(2) 2 (2) 2 = متَفا متَفا = عِلَتُن عِلَتُنْ = فَعِلُن فَعِلُنْ . الجوهر واحد وتعددت الصور

وتقديم وزن الخبب على أنه فاصلة متكررة مع الاحتياط بعدم جواز حذف سواكن أسبابها لا تحفظ عليه إلا ما يخص الجدل القائم حول السبب الثاني الخفيف في الفاصلة يكون ثقيلا أم لا .

في تقدير (مستفعلتن ويدخل التشعيث الوتد) المتطرف لوقوعه في(فاصلة) فيصير إلى مفعولاتن“ ( 71 ) وبنى عليه رأيه وقد سّفه جمهورالعروضيين واعتبر أﻧﻬم ”كانوا جهّالا

لو لم ترد هذه العبارة لكان الأمر موفقا إلى حد كبير

ولكن هذه العبارة التي تحمل في طياتها الظلال القاتمة لعقابيل التفاعيل وحدودها وأثرهما على الأذهان فيها من التناقض الذاتي ما يندر أن يوجد في مثلها. ومنشأ ذلك تعبير وقوع الوتد المتطرف في فاصلة. فالقول بوقوع الوتد في فاصلة كالقول بشروق الشمس ليلا.

وما توفق الجزء الأول ( الخبب فاصلة متكررة ) وتعثر هذا الجزء ( تشعيث الوتد المتطرف لوقوعه في فاصلة ) إلا لاقتراب الجزء الأول من التجريد بعيدا عن التفاعيل وحدودها وظلالهما في التفكير. وما تعثر الجزء الثاني إلا لملابسات التفاعيل وحدودها والالتفاف على ثوابت منطق الخليل فيها لإعطاء الخبب شرعية على أساسها – وهو ليس بحاجة لتلك الشرعية المستعارة من إيقاع مختلف عنه ولا علاقة له به.

هذه العبارة طريق خطأ لهدف صحيح ، مصدر الخطإ فيه استعمال أدوات إيقاع لإعطاء إيقاع آخر شرعية على أساس إيقاع مختلف عنه

عندما يُراد فرض تجانس بين متباينين مرجعية وواقع - صوابا كان أو خطأ - فإن ذلك لا يتم بدون غمغمة تغطي تطويع المرجعية لذلك الواقع، وبدون تلك الغمغة فإن كلا منهما ينسف الآخر نسفا.

ما أشبه الرقمي كمنهج فكري في هذه النقطة بالذات بكثير من أمور الحياة وهذا أجمل ما فيه.

عندما تؤخذ تفاعيل الخليل وفق منهجه فإنها تلقائيا تمنع هذا الخلط.

لا يضير الجوهرَ شيءٌ لدى استعمال تراكيب جديدة للتعبير عن الوزن طالما أنها تحمل ذات صفات المقاطع التي حملتها تفاعيل الخليل. فمثلا

جوهر وزن الرمل = سبب وتد سبب سبب وتد سبب سبب وتد = 2 3 2 2 3 2 2 3

ولا يضير بعد ذلك أن نسميه بأية صيغة تحافظ على جوهر طبيعة هذه المقاطع. فالجوهر متمثل بالصياغة المتقدمة وكل من التعبيرات التالية منطبق عليه.

اختلاف التعبير اللفظي عن الرمل عائد إلى وضع الفاصل (-) بين المقاطع، وهو لا يشكل مساسا بالجوهر ولكنه يسبب إشكالات في ذهن من تتحول التفاعيل وحدودها من أدوات للإيضاح إلى مُبَرْمِجات للتفكير.

= فاعلاتن فاعلاتن فاعلا = 2 3 2-2 3 2-2 3

= فاعلن مستفعلن مستفعلن =2 3-2 2 3-2 2 3

= فاعلن مستفعلاتن فاعلن =2 3-2 2 3 2-2 3

ولا يحصل الخلط إلا عندما تؤخذ تفاعيل الخليل أو أبعاضها دون اعتبار المنهج الذي هي مجرد تعبيرات عنه. ومثال ذلك ما فصلته الروابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/almutaqater

أما في حالة الوتد المتطرف القابع قي الفاصلة ، فالوتد 3 وتد، والفاصلة 2 2 سببان أولهما خببي بحكم التعريف والسبب الخببي 2 ذو وجهين خفيف 1ه=2 وثقيل 11=(2) وفي حال ظهورة بوجه الثقيل 1 1 فإن الفاصلة (2) 2 = 1 1 2 = 1 3 وتسمية 3 في الفاصلة وتدا ولو متطرفا يقوض العروض العربي فمجزوء الوافر = مفاعلتن مفاعلتن = 3 1 3 3 1 3 ولو اعتبرنا لتن =3 وتدا فإن الوزن يصبح 3 1 3 3 1 3 و 3 1 3 تعني أن الرقم 1 سبب خفيف مزاحف يجوز فيه أن يعود إلى أصله فيصح في الوافر حينئذ أن يأتي 3 1 3 3 2 3 = مفاعلَتن فعولُن فعَلْ وهذا تخبيص ما بعده تخبيص في سلوك سبل لا وجود لها في منطق الخليل ، وبعبارة أخرى استعمال أدوات الخليل خارج منهجه وكسر منهجه في البحور ( الإيقاع البحري) للتوصل إلى أن الخبب أحد هذه البحور. فالفاصلة لا وتد فيها متطرفة أوغير متطرفة. وهذا التخبيص بمستوى تخبيص القول بالتشعيث والقطع في الحشو. فهما لفظان متعلقان بالوتد في الضرب.[i]

مستفعِ لَ + (تُنْ ) = 2 12 1 2 = 2 2 1 1 2

تحول (مستفع لن 2 12 2 ) إلى (مستفع لُ 2 12 1 ) بغض النظر عن عدم وروده في الشعر)[ii] ونظرة الرقمي[iii] له وارد في كف مستفع لن في حشو الخفيف لا غير واستعماله بهذه الدلالة ينبغي على الأقل أن يكون مصحوبا بكل خصائص مستفع لن عند الخليل وأهما جواز الخبن فيها وهو حسن ومقدم على الكف الذي يصفه العروضيون بأنه صالح أي ينبغي كما سمح باشتقاق مستفع لُ 2 12 1 أن يسمح باشتقاق متفع لُ 1 12 1 التي تؤدي إلى متفعل تن وعليه ينبغي أن يصح في الخبب :

متفعلتن مستفعلتن = 3 1 3 2 2 1 3 وهذا لا يصح

معنى هذا أن (مستفع لُ ) هذه غير (مستفع ل) التي عند الخليل، فهي تعادلها شكلا وتخالفها مضمونا فكأنها فتوى لتمرير حكم ما مخالف للمنهج.

[i] نعرف في الرقمي أن الوتد لا يتغير حين يتغير وهو وتد . ويشرح التخاب أن الوتد بعد الأوثق يقع في سياق خببي يخرجه من وتديته فيسري على السياق الذي يحتويه التكافؤ الخببي. وهذا منطق نقتصر فهمه على أهل الرقمي ولا يمكن أن يفهمه من لم يتدرج في دورات الرقمي وصولا إليه

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jalt-4

[ii] يرى د. مصطفى حركات أن هذا الزحاف غير وارد في واقع الشعر وكل ما ورد عليه أبيات معدة كشواهد. والرقمي يرى أن هذا الزحاف ينتج عنه في الخفيف 2 2 3 2 2 1 3 3 2 = 4 3 4 1 3 3 2 حيث 314 وزن خببي خالص. ولا يرد في حشو البحور العربية لأنه يفوق الجرعة المسموحة في التخاب

، ولكنه يرد في أول الدوبيت لأنه وزن فارسي. في مثل البيت :

إن كنت أسأت في هواكم أدبي ........فالعصمة لا تكون إلا لنبي

2 2 1 3 3 3 2 1 3 ..............4 1 3 3 3 2 1 3

وللمزيد يراجع سطر الدوبيت :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/dubait-satar

[iii] مفعولاتُ والوتد المفروق

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mafrooq

194

بطرق التناسب والتنافر“ ( 72 ) فلذلك حّقق حازم كما يدّعي في كل وزن تجزئته التي تناسبه وجعل ”شطر الخبب مبنيا من جزئين تساعيين كلاهما مركب من سبب ثقيل ووتد مفروق ووتد مجموع“73

سبب ثقيل= 11 ووتد مفروق= 12 ووتد مجموع= 3 وجماع ذلك = 1 1 2 1 3 وفي هذا الوصف وترميزه من الخلط من وجهة نظر الرقمي ما فيه وقد تقدم ذلك.

أوّل ما نلاحظه على حازم القرطاجنيّ رأيه الجريء في إبعاد الخبب عن البحر المتدارك السالم، وهو رأي نوافق مطلقا عليه.ولكن على الرغم من إعجابنا به فلنا ملاحظات في ما ذهب إليه، وأولها هو خطأ حسابه في تقدير عدد الحروف بجعل السبب، والوتدين [ لا يجتمع وتدان في العروض العربي أبدا لا مفروقان ولا مجموعان ولا مفروق ومجموع ولا مجموع ومفروق] تسعة بل الجزء يكون ثمانيا لا تساعيا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فأنّ طريقة كتابته للتفعيلة كما تصورها خاطئة إذ كانيجب أن تكتب )متفاعِ لتن( و(مفعولاتن) حتى يظهر الوتد المفروق ويجوز أن يكون حازم القرطاجني تحاشى كتابتها ﺑﻬذا الشكل لغرابتها.

إذا قصد من ذلك أن مفعولاتن = 2 2 2 2 هي أحد جوازات متَفاعِلَتُن 1 3 1 3 بالإضمار فهذا القول فيه تناقض مع الحديث عن وتد مفروق وآخر مجموع فالإضمار أو العصب إنما يكون في الفاصلة ولا وتد في فاصلة وهذا نوع من الغمغمة التي تقدم الحديث عنها لاستصدار فتوى انتساب الخبب لبحور الشعر عبر نسبته للمتدارك.

وأمّا تركيبه لهذه الأجزاء ﺑﻬذه الطريقة فمشوبة بعيوب كثيرة لا ترتضى، فضلا عن شذوذه عن القواعد العامة التي وضعها الخليل حيث أنّ :

1- إضافتها التفعيلات جديدة متفاعلتن ومفعولاتن) على التفعيلات العشرة للخليل،

ومزاحفاﺗﻬا، ومعلولاﺗﻬا. بينما فعِلُن، وفِعُْلنْ موجودة في الأضرب، والأعاريض الخليلية.

إن تفاعيل الخليل مجرد وسائل إيضاح جزئية لكلية منهجه وهي مأطورة شكلا ومضمونا بذلك المنهج لا تند عنه، وصياغة تراكيب سواها لتوصيف كلية منهجه لا ضير فيه وإن تغير شكلها إذا التزم بمضمون منهج الخليل فيها. وقد تقدم ترميز الرمل على غير شكل كلها صحيح لالتزامها بجواهر المقاطع الذي تعبر عنه الأرقام وألوانها. ولم يكن ليكون هناك كبير ضير في هذين التركيبين لو أنه قال إنهما فاصلتان فيكون قد وصف شكلا شائعا من الخبب لا وتد فيه وبالتالي تنتفي صلته بالمتدارك الذي لا يحوي فاصلة بل يحوي أسبابا خفيفة زرقاء وأوتادا حمراء.

2- تركب الجزء عنده من وتدين وسبب، والجزء عند الخليل لا يشمل سوى وتد واحد في كل البحور.

ثم القول بوجود فاصلة تحوي أجزاء من الوتدين

3- اجتماع السبب الثقيل، والوتد المفروق في الجزء بينما يمتنع اجتماعهما في أي جزء عند الخليل.

وكذلك اجتماع الوتدين المجموع والمفروق وهو ممتنع في أي جزء عند الخليل

4- مجيء وتد مفروق بعد السبب الثقيل وهذا مخالف لما وضعه الخليل حيث لا يأتي بعد السبب الثقيل إلا سبب خفيف [ في الفاصلة ] ولا يجوز عند الخليل أن يليالسبب الثقيل وتدٌ سواء كان مجموعا أم مفروقا.

5- إمكانية تقسيم الجزء على قسمين متساويين فـ متفا تساوي علتن ومفعو تساوي لاتن بينما عند الخليل لا تقبل الأجزاء الانقسام على شطرين متساويين لأﻧﻬا وتر فهيإما خماسية وإما سباعية مما يجعلها وحدات لا تقبل الرتابة أو التكرار بداخلها.

ومرد ذلك كما يعرفه أهل الرقمي أن الخبب أسباب لا غير. بينما أجزاء بحور الخليل تفاعيل كل منها فردي لاحتوائه على وتد واحد ( إذ الأسباب زوجية مهما كان عددها ) وذلك معنى وأس انتماء البحور إلى الإيقاع البحري بينما الخبب إيقاع قائم بذاته وليس بحرا من البحور.

6- أنّ أخطر شيء لم يراعه حازم في بدعة أجزائه هذه هو الوتد المتطرف في مُتَفَاعَ َلتُنْ 1 3 1 3 إذا ما اعت ل فإنّه ينقلب إلى مُتَفَاعَ ْلتُنْ...1 3 2 2 و إلى مَ ْ فعُولاتن 2 2 2 2 فيأتي بعد الوتد المفروق ساكن وهذا

هنا تيه ناجم عن خطأ تصور وجود وتد 3 اعتل وما هي إلا فاصلة 2 2وجهها (2) 2= ((4) =1 3 تحول إلى وجهها الآخر 2 2 = 4 نتيجة الإضمار أو العصب. أستعمل مصطلحات التفعيلي لمن لا يعرف الرقمي، أما في الرقمي فما هو إلا التكافؤ الخببي أو قل بعض التكافؤ الخببي ( وليس ذلك زحافا فالزحاف يخص السبب البحري ) وسيلي توضيح ذلك في رفض تسمية الخبب بحرا وخصه بتسمية إيقاع وما يترتب على التسميتين من آثار في تصور الجوهر وأحكامه

195

خروج مخل يدك كل ما بناه الخليل من نظام محكم، ذلك أنّ الساكن في تفعيلات الخليل لا يأتي إلا تابعا لمتحرك قبله في الحشو، فحازم جعل المتحرك الذي قبل الساكنتابعا للوتد المفروق. واعتقد أنّ هذا خطأ فاحش يدل على عدم فهم حازم لما جاء به الخليل، ولو ترجمنا الأجزاء إلى نقرات لاستحال إنجاز الساكن ما قبل الأخير فيتفعيلة حازم لتعذر ذلك لأن الساكن يجب أن يكون تابعا للنقرة وليس العكس بينما في فعِلُنْ فِعْلنْ أو فِعْلنْ فِعْلنْ تنعدم المشكلة. كل هذه الترتّبات المخالفة لما وضعه الخليلتجعل هذا البحر على مذهب حازم مارقا عن قوس الصواب ويخرج عن أغلب القواعد العامة التي وضعها العروضيون، ولا يزيد الدرس العروضي سوى تعقيدات،واستثناءات كثيرة على القاعدة العامة، وهذا مناف للتنظير العلمي الصحيح الذي يميل إلى تعميم القاعدة، وا طرادها، وتقليل الاستثناءات ما أمكن. وللتذكير فأنّ مذهبحازم في الجمع بين الأجزاء قديم، فقد جاء في الكتاب المنسوب لأبي الحسن العروضي أنّه ”قد ظنّ قوم لم يدروْا هذا النوع من أيّ صنف هو فقالوْا إنّه على مَفْعُو لاتُنْفحملوه لمّا جهلوْا أمره على ما ليس في العروض مثله“( 74 )،

والأصوب أن يقال في مقالة أبي الحسن العروضي فحمّلوه على ما ليس في أجزاء تفاعيل البحور مثله. أجل ولكنها الغمغمة لإدخال ما ليس من البحور في إطارها

وأجاز التبريزي( 75 ) أيضا مفعولاتن بدلا لـِ فعْلن فعْلن فـ "حازم القرطاجنيّ" إًذا مسبوق بثلاثة قرون ونصف إلى مثل سمته في تشكيل أجزاء الخبب، كما أنّنا نخالفحازما فيما ذهب إليه من إخضاع العروض للمنطق، والفلسفة؛ فالعروض موسيقى، والموسيقى تخضع للتقاليد الثقافية لدى الشعوب، فمثلا الأوربيون لا يقبلون إلا الدرجةالكاملة أو نصفها في الموسيقى، وأما العرب والهنود، والصينيون يقبلون الدرجة، ونصفها، وربعها، بل، وعشرها في مقاماﺗﻬم الموسيقية، والربع والعشر يعتبر نشوزافي الموسيقى بمقياس ذوق الأوربيين.لذلك فأنّ العروض كالمقامات الموسيقية يخضع أيضا للتقاليد الثقافية لدى الشعوب. فاللغة العربية مثلا لا يبتدأ فيها بالساكن وهيﺑﻬذا تخالف اللغات الأوربية وكذلك الذوق العربي قد يتفق، وقد يختلف مع غيره انطلاقا من طبيعة اللغة العربية والمحيط الثقافي والاجتماعي، فمثلا لا يجتمع ساكنان فيحشو بيت من الشعر في العربية فهذه مسألة ذوقيّة، بدليل جواز اجتماعهما في النثر العربي وفي الشعر العربي الدارج.

وعندما يجتمعان في الشعر الدارج والأغلب في النبطي منه أن يأتي ساكن بعد مد وعندها يكون الساكن قائما مقام المتحرك بحيث لو لفظنا الساكن متحركا لاستقام اللفظ وزنا على نظيره من الفصيح.وذلك كقولهم: "مرحومِْ يا" مر حو مْ يا = 2 2 ه 2 تعادل ويمكن أن تلفظ مر حو مِ يا = 2 2 1 2 = 2 2 3 = مستفعلن وللمزيد انظر :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/nabate

ولكن له في الشعر الحساني وضعا آخر إذا ما أردنا مقارنة صيرورة مقاطعه انطلاقا من الفصيح كما يبين ذلك الرابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/al-hassanee

نازك الملائكة ومحاولة التنويع الجديد في الخبب :

196

حاولت نازك الملائكة أن تحدث تغييرا في أجزاء الخبب تقول :”جاء العصر الحديث فإذا نحن نحدث تنويعا جديدا لم يقع فيه أسلافنا ذلك أننا نحوّل (فعْلنْ) إلى فاع ُ ل(وليس في الشعراء فيما أعلم من يرتكب هذا سواي. بدأت فيه منذ أول قصيدة حرة كتبتها سنة 1947 ، ومضيت فيه حتى الآن هذا مثلا مطلع قصيدتي (لعنة الزمن) من الخبب :كان المغربُ لون ذبيحِ والأفقُ كآبُة مجروحِ“76

وهي تقرّ أﻧﻬا وقعت في هذا الخروج دون أن تتعمده وقد نبهها إليه خالها الدكتور جميل الملائكة وتعليل وقوعها في هذا الخروج ببساطة هي أنّ أذﻧﻬا كما تقول ”على ما مرّ ﺑﻬا من تمرين تقبل هذا الخروج ولا ترى فيه شذوذا، وليس هو خطأ وقعت فيه وإنما هو تطوير سرت عليه وأنا غافلة ومعنى ذلك أن(فاعِل) لا تمتنع في بحر الخبب .( لأن الأذن العربية تقبلها فيه“( 77 وترى أنه يكفي قليل من التأمل لندرك أن فعِلن تساوي فاع ُ ل من ناحية الزمن )... فكلا ”التفعيلتين تحتوي على ثلاثة متحركاتوساكن واحد، وإنما الفرق بينهما في مواضع المتحركات والساكن... ولعلنا حريون فوق ذلك بأن نلتفت إلى أنّ فعِ ُلنْ ليست إلا مقلوب فاع لُ “ ( 78 ) ثم ترى فيالأخير أن إقرار هذه القاعدة يضيف سعة وليونة إلى بحر الخبب.

إن الإدّعاء أن الأجزاء إذا تساوت في عدد الحركات والسواكن دون مراعاة مواضعها يجعلها متساوية تصور قاصر ومغالطة واضحة لأن هذا يجعل مثلا فاعلن متساويةمع فعولن ويجعل مفاعيلن متساوية مع مستفعلن، وفاعلاتن، ومفعولات ومستفع لن بل ويجعل الوتد اﻟﻤﺠموع متساويا مع الوتد المفروق، وهذا لا يقول به إلا جاهل بعلمالعروض.

ما تحته خط أعلاه صحيح مائة في المائة في بحور الخليل .

ثمة إيقاعان

الإيقاع البحري وهو هيئة أو كيف وكم، والهيئة تهمن فيه على الكم الكم شيئا بدون الهيئة فكما تفضل الأستاذ

فاعلن = 2 3 .... فعولن = 3 2 فالكم واحد والهيئة مختلفة فليسا سواء نظرا لاختلاف الهيئة

فاعلن = 2 3 ....فَ عِلُنْ = 1 3 اختلف الكم بالزحاف وبقيت الهيئة فهما سواء ضمن شروط معينة . وهذا ما يحكم الإيقاع البحري وكما رأينا فالهيئة أو الكيف فيه أهم من الكم. والهيئة كما ترى هي تجاور الأسباب والأوتاد وتناوب الأرقام الزوجية والفردية على هيئة محددة، حتى في حال اختلاف الكم ضمن ضروط معينة ( الزحاف وأحكامه)

والإيقاع الخببي كم أولا وأخيرا فهو تكرار أسباب خببية 2 والسب الخببي ذو وجهين متكافئين ثقيل (2)=11 وخفيف 2= 1ه وكل منهما يكافئ الآخر ويحل محله إلا ما قيدته أحكام القافية. وإن قال قائل إن وجود وجهين للسبب الخببي يعتبر من قبيل الهيئة فله ذلك، ولكن الكم هنا مهمين على الهيئة

كل ما كان بالأزرق فهو خببي السيادة فيه للكم الزوجي على الهيئة ولا يضير اختلاف الهيئة بين سبب خفيف وثقيل. وفي النص الأخير اختل الوزن لاختلال الكم الكاسر للخبب بدخول 1 في 2 1 2 = 2 3 = فاعلن ووجود هو ما ولّد الوتد 3 المتنع في الخبب

وكيف نفسر انقلاب السكون إلى حركة ؟ ثم لو افترضنا تجويز تجاور فعِلن مع فاع ُ ل فسوف يحدث تتابع خمسة حروف متحركة في حالة مجيء فاع ُ ل قبل فعِلن (فاعل/ فعلن وهذا خروج ناشز عن الذوق العربي نظرا لركاكة تتابع الحركات.حيث يسمح فقط بتتابع أربع حركات وهي أقصى درجة أي بقطر خماسي أو ما سماهالخليل بالفاصلة الكبرى ( 0) التي لا تكون إلا بخبل مستفعلن فينتقل إلى (فعلتن).

وكل هذا صحيح في الإيقاع البحري وقياس الإيقاع الخببي على البحري اعتساف

197

فلأجل هذا لم تلق دعوﺗﻬا تلك مناصرا، لإخلالها بقوانين العروض وبالذوق العربي، بل وبالحسّ الموسيقي ولا يَُفسَّر رأيها هذا إلا كونه إصرار نابع من عقيدة العناد على ارتكاب الخطأ ثم الاعتذار الخاطئ والساذج له

جاء في (ص – 84) تحت عنوان ( الموصّل والمفصّل في الشعر والموسيقى) كتاب ( أوزان الألحان للأستاذ أحمد رجائي ) ما يلي

:" الإيقاع الموصل في الشعر هو ظاهرة جديدة نجمت عن التجاوب مع الإيقاع الموسيقي، وهة ما تفصل بين حروفه المتحركة سكونات هي أزمنة متساوية، فهو يتألف من أسباب متوالية، ويكون ثنائيا أو ثلاثيا أو رباعيا أو أكثر . وهو في الموسيقى ما تفصل بين نقراته أزمنة متساوية.

أما المفصل في الشعر في الأوزان التقليدية كلها، وهو ما ينطوي على وتد أو فاصلة، أي الأزمنة التي تفصل بين حروفه المتحركة أزمنة متفاضلة. كذلك هوفي الإيقاع الموسيقي ما تفصل بين نقراته أزمنة متفاضلة."

هو ذات الحديث عن الإيقاعين البحري والخببي.

وكان قد سبق له القول ( ص- 69) :" وزحاف الفاصلة يكون في الشعر بتسكين المتحرك الثاني منهما، زبذلك تتحول (لِمَ لا ) = (2) 2 إلى (لمْ لا )= 2 2 التي تساوي (لالا) أي أن زحاف الفاصلة يحولها إلى سببين خفيفين.

أما في الموسيقى فقد سبقت الإشارة إلى أن الفاصلة يمكن اعتبارها سببين خفيف والآخر ثقيل . كما أشرنا إلى أن من المسموحات الارتجالية إجراء التبادل بينهما نظر لتساويهما في المدة الزمنية التي يستغرقها كل منهما. غير أن زحاف الفاصلة في الشعر هو التحول من الثقيل إلى الخفيف. ويجب أن نعرف أن العكس ، أي إحلال السبب الثقيل محل الخفيف ، غير مسموح به في الشعر. " ويعلق على هذه الفقرة في الهامش بما يلي :" ونرى ذلك مباحا عندما يقصد قول الشعر على وزن الإيقاع الموسيقي، وقد فعل هذا بعضهم في فصائد من بحر الخبب، وجملته ( فَعِلُنْ) . ومنهم نزار قباني في قصيدته المغناة

زيديني عشقا زيديني يا أحلى نوبات جنوني

2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 (2) 2 2

ويتجلي ذلك في حركة الجيم في " جنوني " حيث يقتضي الوزن العروضي أن يكون محلّها ساكنا. وقبلها قال نزار في قصيدته المغنّاة (قارئة الفنجان ) :

قالت يا ولدي لا تحزن فالحبّ عليك هوالمكتوب

2 2 2 (2) 2 2 2 2 2 2 (2) 2 (2) 2 2 2 ه

ويتجلى ذلك في حركة اللام في (ولَدي). وهذا التصرف منتقد عروضيا مقبولٌ موسيقيا وإن المرء ليستحي أن ينتقد شعرا سحر الجماهير."

من خلاصة ما تقدم لدينا صنفان من الإيقاع لا خلاف عليهما:

1- بحور الشعر العربي التي لا يحل فيها السبب الثقيل محل الخفيف

2- الموسيقى التي يحل فيها السبب الثقيل محل الخفيف

هما من حيث التصنيف على ضوء ما تقدم من ازدواجية الكم والهيئة وهيمنة أحدهما على الآخر صنفان لا ثالث لهما إيقاع بحور الشعر وإيقاع الموسيقى.

الخبب شعر الطفولة وطفولة الشعر، إنه والموسيقى توأمان منذ الولادة حمل صفاتها وأحكامها وعروضها -إن جاز التعبير – ثم تطورت منه بحور الشعر ودخلها الوتد فنجمت عن ذلك أحكام لا علاقة للخبب بها فكيف نحاكمه إليها وكيف نستعمل مصطلحاتها في توصيفه.

لا أمل من التفصيل في هذا الأمر لأن استقامته في الأذهان كفيلة بتغيير نظرتنا إلى العروض العربي كله وتوجيهها الوجهة التي اتخذها الرقمي.

لنأخذ مثلا الشطر : صدقاً صدقاً صدقا صدقا

كلها من حيث التوصيف صحيح، وتتفاضل بمقدار تحررها من الظلال السلبية لنمط تقسيمها الناجم عما نختاره بينها من حدود. فالحد الأبسط الذي لا ظلال سلبية له هو ذاك الذي يفصل بين الأجزاء الثمانية ( الأسباب). ما الضرورة التي اقتضت أن نقسمه إلى أجزاء رباعية ؟ لا ضرورة بل ما ألقاه الربط النعسفي بين فعْلن 2 2 وفاعلُنْ يستوي في ذلك من أقر هذا الربط وأسره مفهومه ومن رفض هذا الربط وأسره مفهومه كذلك. فطالما أن هناك تفاعيل فلا بد لها من حدود. وحتى في بحور الشعر فإن الحدود أخف ضررا على التصور عندما تقع بين الأسباب والأوتاد وتكون كارثية عندما تقع بين الأسباب وحسبك على ذلك دليلا هذا الرابط الذي يصف حيلولة حدود التفاعيل دون وضوح الرؤية لدى علم عروضي هو الجوهري نظرا لوقوعها بين أسباب دائرة ( د – المشتبه):

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/105-alwaraqah

فكيف وقد أُوقعت بين أجزاء الخبب وكلها أسباب.

لنرجع إلى بيت نازك وإلى تعليق أستاذنا عليه لنرى أن كلا منهما هي في قولها وهو في رفضه كانا مسكونين بوهم الحدود الذي إن كان له أثر في التفاعيل يصيب ويخطئ فإن أثره هنا يخطئ ولا يصيب.

كان المغربُ لون ذبيحِ والأفقُ كآبُة مجروحِ

المغرب لون ذبيحينِ .............والأفق كآبة جرحينِ

تدوير المقاطع على النحو أعلاه يحتفظ بنفس المقاطع المشتركة بين الشطرين، فلماذا جازت في أحدهما ولم تجز في الآخر ( تدوير المتقارب والمتدارك يصح فلم لا يصح هنا ؟ )

الجدول التالي بظلاله يشبه ما ران على الأذهان من ظلال حدود لا معنى لها. حيث كل لون يمثل تفعيلة في الذهن تغطي بشكلها على الجوهر.

في غياب الوتد فإن القول بخطأ النص الأول وصواب النص الثاني تمكن صياغته على النحوالتالي : إذا وقع كل من مغْ و (رِبُ) في الظل الأزرق كان الوزن خطأ فإن وقعت مغْ في الظل الأزرق ووقعت (رِبُ ) في الظل الأصفر استقام الوزن

ومن شاء أن يرى كيف يبلغ فتك الحدود الوهمية للتفاعيل الوهمية بالتصورمداه في هذا الباب فليقرأ أيا من هذين الرابطين :

حروف بيضاء - شبكة رؤى الأدبية

نقاش في رؤى حول الخبب

افتراض أن الخبب بحر وضرورة التعبير بالتفاعيل فرض على التصور وجود حدود بينها والحدود تحتاج تبريرا لوجود القطع والتشعيث في الحشو وها لا يمر بدون ضبابية الغمغمات، وكذلك استعمال مصطلح الفاصلة التي لا تكون إلا بوجود بوتد أدى إلى افتراض شكل معين من تتابع الأسباب على شكل فواصل أول كل منها ثقيل وثانيه خفيف دون وجود وتد يدعو لضرورة تأخر الخفيف عن الثقيل ليفصل بينه وبين الوتد. وبدون وجود الوتد لا يكون شكل الفاصلة (2) 2 إلا شكلا واحدا من أشكال ورود الأسباب الخببية بوجهيها دون ما يدعو إلى تقييدها بشكل واحد.

يذكرني هذا بالنكتة التالية

جاء في العقد الفريد: سأل رجل عمر بن قيس عن الحصاة يجدها الإنسان في ثوبه ، أو في خفه ، أو في جبهته من حصى المسجد .

فقال : إرمِ بها .

قال الرجل : زعموا أنها تصيح حتى تردّ إلى المسجد .

فقال : دعها تصيح حتى ينشق حلقها .

فقال الرجل : سبحان الله ! أوَ لها حلق ؟

قال : فمن أين تصيح ؟

الفقرات التالية المقتبسة مما تقدم كفيلة بفك الارتباط كليا بين الإيقاعين البحري والخببي لولا ثقل التفاعيل على النفس

1- لقد أرجع الصبّان سكوت الخليل عنه إلى احتمالين فقال:”لم يذكره الخليل رحمه الله إما لأنه لم يبلغه، أو لأنه مخالف لأصوله بدخول التشعيث في حشوه وهو مختصبالأعاريض والضروب مع أن استعمال العرب له قليل“25

2- جاء هذا النوع مخالفا لسائر أنواع الشعر ترك وطرح“ ( 56

3- ما أورده أبو الطيب اللغوي ت 351 ه حيث يروي عن ثقات ”أنّ للخليل قصيدة على فعَلُنْ فعَلُنْ ثلاث متحركات وساكن وأخرى على فعُْلنْ فعُْلنْ بمتحرك وساكنفالتي على ثلاث متحركات قصيدته التي فيها :

سُئِلُوْ افَأبَوْاْ فَلَقدْ بَخَلُوْا...... فَلبِئْسَ لعَمْرُكَ مَا فعلوا

َأبَكيْتَ عََلى طَللٍ طرَبًا............ فَشَجَاكَ وَأحْزَنَكَ الطََّللُ

والتي على فعُْلنْ ساكن العين قوله :

هَذا عَمْرٌو يَسْتَعْفِي مِنْ............ زَيْدٍ عِنْدَ الَفضْلِ الَقاضِي

َفانْهُوْا عَمْرًا إِنِّي أخْشَى............صَوْ ل اللَّيْثِ العَادِي [الماضي]

َليْسَ اَلمرْءُ ا لحامِي أنْفًا.........مِثْل اَلمرْءِ الضَّيْمَ الرَّاضِي

حسنا، الخبب لا ينبط بإيقاع بحور الشعر. والخبب طفولة الشعر الألصق بالأنغام منها بالكلام، ولو رحنا نطبق عليه قوانين الموسيقى التي تجعل السبب الثقيل والخفيف متكافئين لوجدنا أن الأمر يستقيم. ولوجدنا أن نازكا أدركت جزئية من هذا التصور وأنها لم تخطئ.

. وكل هذا لم يكن ليحدث لولا الخلط والتمحل الذي سار عليه القدماء في اشتقاق َفعِلُنْ وفِعُْلنْ منْ فاعلن

.كيف يجب معالجة العلاقة بين اجزاء :فاعُِلن، وَفعُِلنْ، وفِعُْلن ؟ أنّ أبا الحسن العروضي ثم الجوهري هما في رأيي أوّلُ من تسبّب في هذا الخلط إذ لم يحافظا على قوانينالعلل التي وضعها الخليل ولعل الذي أجبرهما على هذا هو أﻧﻬا كانا لا يريدان الخروج عن دوائر الخليل الخمسة من جهة وتفعيلاته الثمانية أو العشرة من جهة ثانيةوالتي يشترط فيها وتد، وسبب على الأقل أو وتد وسببين على الأكثر ،وكذلك كون فعِلن وفِعُْلنْ لا تقبلان الطيّ فأشبه السبب الثاني في)فعلنْ (الوتد في (فعِلن) المخبون بعدم قبول إسقاط الساكن، فلهذا التزما بقانون الدوائر، والتفعيلات، ولكنهما في المقابل تجاوزا قانون العلل فأضحت العلة إجبارية في حشو البيت المشعث أو المخبونالمشعث بحيث يستحيل رجوع الجزء فعْلن إلى سلامته أي إلى فاعلن أو الجزءين فعِلُنْ فعْلن إلى فاعلن فاعلن، والعكس بحيث يستحيل تشعيث وخبن جزء واحد في البيتالسالم الأجزاء فلا يلتقي الجزء فاعلن السالم بالجزء المشعث المخبون فِعْلن أبدا في حشو قصيدة ولا عروضها، ولا ضرﺑﻬا، وهذا يناقض قانون العلل والزحافات عندالخليل.

لافض فوك أستاذي الكريم

وأرى أنه كان الأجدر اعتبار الجزء فعِلن القابل للإضمار أي فِعُْلنْ غير مشتق من الجزء فاعلن لأن فعِلن الناتجة عن خبن فاعلن غير فعِلن القابلة للانتقال إلى فعْلن بالإضمار فالأولى هي مركبة من سبب مزاحف ثم وتد (س و) والثانية مركبة من سبب ثقيل بعده سبب خفيف (سَ س)، لذلك يجب في رأيي :

تنفذ بصيرة أستاذنا إلى رؤية تكاد تكون شمولية في أمر الخبب، ولكن خلفية التفاعيل تحجب عن بصره بعض أجزاء الصورة ، وسأتناول تفاصيل نفاذ البصيرة وحجب البصر في كل من مرتكزات أستاذنا :

1- اعتبار المتدارك السالم بحرا سادس عشر يجب مراعاته نظرا للأمثلة الحديثة الموجودة فعلا مع جواز خبن فاعلن في الحشو والعروض ومنع الخبن في الضربالسالم ولا داعي لإلغائه كما فعل الأستاذ مصطفى حركات لوجود الأمثلة عليه بالفعل.

اعتبار المتدارك بحرا أو اعتباره بحرا مهملا لا يؤثر كثيرا على موضوع قضيتنا

2- اعتبار الخبب بحرا سابع عشر خارجا عن دوائر الخليل تتميز تفعيلتاه عن التفعيلات الخليلية في تركبّها من سببين فقط على وزن (فعِلُنْ) أربع مرات في كل شطر

الخبب خارج عن دوائر الخليل لأن الدوائر من بحور والبحور من تفاعيل وفي التفاعيل أوتاد، فإذا انعدم الوتد فليس إلا الأسباب وما ثمّ من تفاعيل وما ثمّ من بحر. والأمر ليس مجرد اختلاف فغي المصطلح بل هو قي صلب النظرة إلى عدم صحة قياس فَعِ لُن = (2) 2 في الخبب على الفاصلة في البحور فإن الفاصلة في البحور لا تكون إلا قبل وتد أو في نهاية شطر ( مجزوء الوافر)

الكامل = (2) 2 3 (2) 2 3 (2) 2 3 لا يمكن للسبب الخفيف أن يتحول إلى ثقيل قبل الوتد.

مجزوء الوافر = 3 (2) 2 3 (2) 2 لا يمكن أن يتحول إلى ثقيل قبل الوتد أو آخر الشطر

فلما انعدم الوتد في الخبب لم يعد ما يمنع أي سبب لأن يأخذ شكل الخفيف أو الثقيل. إلا ما كان آخر العجز فإن أحكام مجزوء الوافر تنطبق على سببه الأخير.

198

مع جواز انقلابه بالخبن إلى (فَعِلُنْ) وعدم دمجه مع المتدارك السالم، وفي المقابل يخضع لقانون الزحافات، والعلل التي أقرها الخليل، وذلك باعتبار السبب الأول قابلا للإضمار فقط وامتناع الوقص،

ما أقرب تعبير الأستاذ هنا من تجريدية الرقمي.

الإضمار : تحول الثقيل إلى خفيف في التفعيلي وهو في الرقمي تكافؤ خببي. وهذا جيد لولا ما ما لمصطلح الإضمار من علاقة بالتفاعيل واقتضاء وجود وتد ( فلا فاصلة في غياب الوتد) يحول بدوره دون انتقال السبب الثاني مما دعاه فاصلة إلى الثقيل.

وقوله بامتناع الوقص يكافئه في الرقمي القول بمنع الزحاف كليا في الخبب وكلمة وقص تحمل ظلال الكامل ووتده ولو قال ظلال العصب لكان الأمر كالعصب في إلقاء ذات الظلال وظلال هذه المصطلحات التفعيلية تقرر في نفس مستعملها امتناع تحول السبب الثاني ( وهو خببي أبضا) إلى سبب ثقيل.

واعتبار السبب الثاني المتطرف استثناء للقاعدة كالوتد لا يجوز مزاحفته لقلة حروف الجزء أو لانعدام الوتد فيه فهو يخلفه أو بمعنى آخر كل جزء مركب من سببين فقط يجب اعتبار السبب الثاني فيه كالوتد

قوله متطرف هنا يفترض وجود تفاعيل وحدود بينها وما من تفاعيل هنا ولا حدود، ولا يصح إطلاق هذا اللفظ إلا على آخر سبب في البيت باعتبار البيت هوالمقياس لا الوتد أو التفعيلة لعدم انتهاء القافية بمتحرك. حدود التفاعيل كارثة على طلاقة التصور حتى في بحور الشعر العربي، فكيف إذا ألقت بظلالها حيث لا وجود أصلا للتفاعيل.

وأحيل القارئ هنا إلى موضوعين يبينان الظلال السلبية للتفاعيل التي ألقتها على أبصار وأفكار كثير من العروضيين قديما وحديثا

الرقمي قبس من نور الخليل

جناية التفاعيل على فكر الخليل ‎

يجري عليه قانون العلة ولا يجري عليه قانون الزحاف.وهذه قاعدة بسيطة، يسهل هضمها لدى الطالب.

علة في الحشو !! كيف ؟ هذه بعض ظلال التفاعيل القاتمة، حيث نخرق نهج الخليل ابتداء

بقي في الأخير أن نشير إلى أن الخبب لا يختص باللغة العربية الفصحى بل قد دخل في : عامّيتنا فمثلا يقول الحاج ابن الدين( 79

ضَايِق ْقْلبِي حَالِي مْعَسَّرْ............... يَا مَوْ لايَا عَنِّي دَبَّرْ

مَا صُبْتَ صْرِيخُ و لا نَاصِرْ.........مَنْ غيْرَكْ في المُجِدَّاتْ

فهي على وزن.................. : فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن............فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن

وكذلك قول يحيى البهلول في الفيّاشية :

آنَا مَا نِي فَيَّاشْ..................... آشَ عْلِيَّا مِنِّي

نَقَلقْ مِنْ رِزْقِي لاشْ......... وَالخَالِقْ يَرْزَْقنِي

فهي على وزن مجزوء الخبب......... :فِعُْلنْ فِعُْلنْ فعْ لانْ...... فِعُْلنْ فِعُْلنْ فِعُْلنْ

وقد أخطأ المرحوم العلامة محمد بن أبي الشنب في تقدير هذا الزجل على وزن الرجز( 80 ).ولا بدّ من الإشارة إلى كون الشعر العاميّ يجوز فيه الطيّ فيمكن أن تنقلب فِعُْلنْ إلى فِعْلُ فهو يختلف من هذه الجهة علىالخبب في الفصيح الذي يعامل فيه السبب المتطرف في الجزء فعِلن وفِعُْلن معاملة الوتد في ثبوت الساكن فيه وعدم قبوله للزحاف. وبما أنّ وزن الخبب يعتمد على المقطع المتوسط فإنه يلتقي مع أوزان الأعاجم والأورببيين لاعتمادها على المقاطع. وقد أثبت الأستاذ المصري أحمد نجيب أنه ”تجري على وزنه معظم الأغاني الشعبية المصرية والعربية..وهو أيضا الوزن المحبب للأغاني الشعبية في مختلف لغات العالم..“ 81

فيما يلي أنواع العروض لدى كل من د. إبراهيم أنيس ود. أحمد رجائي

أوردت الجدول أعلاه لأركز على أن الخبب حسب التصنيف العالمي صنف من العروض مستقل عن عروض البحور العربية. وأن من الخطل المؤدي للخلط معاملته بمرحعية عروض البحور ومصطلحاته

وقد توصل بعد دراسة إحصائية بلغت 492 تفعيلة لعدد من أغاني الأطفال الشعبية موزعة

على تسعة عشر لغة في العالم غير العربية إضافة إلى لهجة المصرية والسعودية واليمنية فظهر

له أن 478,5 هي من المتدارك اﻟﻤﺠتث.

حكاية البحر المتدارك

199

: ( ومن أمثلة الأغاني التي ساقها أحمد نجيب على اﻟﻤﺠتث( 82

أغنية أطفال عامية هي :

حَادِي بَادِي سِيدِي مْ حَمَّدْ إْلبغْدَادِي

لم أستطع قراءة هذا البيت قراءة تحقق وزن المجتث

حا – دي – با –دي – سي – دمْ – حمْ – مَدْ – إل – بغ – دا – دي

لا أراها إلا خببا

وأغنية للأطفالرومانية :

PE POTECA CODRULUI بِي بُو/ تِي كا/ ُ كدْرُ ْ ل/ وِي

MERGE MAMA RADULUI مِرْجِي/ مَامَا/ رَادُ ْ ل /وِي

وأغنية للأطفال إيطالية:

وأغنية باللغة البانغالية مع صياغتها بالخط الإنجليزي:

أشير هنا إلى موضوع ( عالمية الرقمي )

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/21-aalameyyah

وملحمة جلجامش

http://arood.com/vb/showthread.php?p=2889#post2889

وظاهرة اشتراك الشعوب العالم في هذا البحر تنبّه إليها قبلا محمد التهانوي صاحب "كشاف اصطلاحات الفنون" حيث فذكر أنّ بحر ”المتدارك اسم بحر من البحور المشتركة بين العرب والعجم ووزنه فاعلن ثمانيمرات“ ( 83 ) وهذا القول صحيح ينطبق على السالم، والمخبون فقط أو المشعث فقط.ولا يمكن بأي حالأن ينسحب على المخبون المشعث لأن المخبون فعِلُنْ ذو ثلاثة مقاطع بينما المشعث فِعُْلنْ ذو مقطعين فقط.

لقد تقدم القول في التشعيث داخل الحشو

وحول عدد المقاطع لعل الأستاذ يشير إلى التعريف الغربي للمقطع باعتباره قصير = 1 وطويل =2

ف عِ لُنْ = 1 1 2 ثلاثة مقاطع

فعْ لنْ = مقطعان

يقول الأستاذ ميشيل أديب :

http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=450

" وفي مقدمة ما خيّب الظن في كثير من دراسات المستشرقين والمتأثرين(21) بهم من علمائنا المحدثين، هو تعاملهم مع الشعر العربي، فوضعوا لـه مصطلح النبر والمقطع القصير (الحركة)، والمقطع الطويل (المتحرك +الساكن)، أي أن فعولن، هي : فَـ+عو+لن.... وهكذا أدخل المستشرقون مصطلحات جديدة لا تمتُّ إلى العروض العربي بصلة، بل هي منقولة من الشعر الغربي... والمتأثرون بالمستشرقين وهم كثر، ينتقدون القدامى لأنهم أهملوا هذه المصطلحات في دراساتهم، ويأخذون عليهم أنهم قبلوا بأصوات الحروف بحسب حركات الإعراب، لأنها حركات ناقصة. إن أسلوب الأعاريض الأوروبية مختلف كل الاختلاف عن نظام البناء الصوتي الدقيق في الشعر العربي. وإن العجز في فهم "نظرية" الخليل الرياضية التي لم يعلنها نظرياً بل صوّرها بدوائره الخمس تصويراً، بقدر ما تتيح هذه الدوائر لظهور الوزن بحسب واقع الشعر العربي، دفع المستشرقين وسواهم إلى طلب العروض العربي بأدوات الشعر الغربي ومصطلحاته."

الخلاصة :

توصلنا في هذه المقالة إلى ما يأتي :

200

1- أنّ بحر المتدارك السالم لا توجد عليه شواهد في شعرنا القديم، بينما في شعرنا الحديث توجد شواهد كثيرة لا يفيد تجاوزها أو تجاهلها.

2- الخبب ذي الأجزاء المشعثة أو المخبونة عند القدماء موجود من القرن الثاني عند الشعراء كما أنه موجود في الشعر العامي بالوطن العربي وعند كل شعوب العالم خاصة في أغاني الأطفال.

3 - الخلط الذي وقع فيه القدماء بإدماجهم للجزء فعِلن أو فعْلن المتفرع منه مع فاعلن وجعله في بحر واحد مع المتدارك السالم مما يشوش قوانين العلل، والزحافات التي استنبطها الخليل.

4- وجوب الفصل في تدريس مادة العروض بين بحر الخبب ذي الأجزاء التي تحتوي

على سببين أحدهما ثقيل والثاني خفيف(فعِلن)، وبين بحر المتدارك السالم الذي يحتوي على

سبب خفيف بعده وتد (فاعلن).

البحر المتدارك جزؤه الخماسي (فاعلن) يتكون من سبب خفيف بعده وتد مجموع

وجواز خبنه (فعِلن) مع وجوب أن يكون في القصيدة جزء سالم على الأقل. وقبوله

لقوانين الزحاف والعلة المناسبة لأجزائه والتي لا تخرج عما وضعه الخليل .

5- بحر الخبب جزؤه رباعيّ ( فَعِلُنْ ) يتكون من سبب ثقيل بعده سبب خفيف، وهو يختلف عما وضعه الخليل في مكونات الأجزاء، حيث ينعدم فيه الوتد، ولكن في المقابل يجب اعتبار السبب الثاني معادلا للوتد ويقبلالعلة فقط في العروض، والضرب، ولا يقبل الزحاف، فينقلب الجزء بالزحاف إلى فِعْلنْ وبالعلة إلى فعِلان بالتسبيغ، وإلى فاعْ بالقصر وإلى فعْ بالحذف.وأما السبب الأول فيقبل زحافا واحدا هو الإضمار فينقلب إلى فِعْلن، ويمتنع الوقص.

6- لا بدّ من إعادة ترتيب الأعاريض والأضرب في بحر المتدارك وفي بحر الخبب ودراسة جديدة للنماذج التي نظمها الشعراء في العصر القديم والحديث.

تقدمت مناقشة هذه المقولات وتتلخص رؤية الرقمي للخبب إيقاع مستقل عن البحور وأنه أسباب خببية تكون خفيفة أو ثقيلة دونما قيد ولا زحاف ( الزحاف باعتباره حذف الساكن لا غير ). مع العلم أن بعض التوافيق أسلس من بعض . نظير ما في البحور من زحاف حسن وصالح وقبيح.

فيما يلي حوار مع د. محمد غانم حول ذات الموضوع :

أخي وأستاذي الكريم

الخبب عندي ليس بحرا بل هو إيقاع مستقل

ما قولك ببيت شوقي

نتخذ الملك لها تاجا ......وسناها تاجا وهّجا

نت تَخِ = سبب خفيف + سبب ثقيل

أنا لا أقول بفبركة أو صناعة البحور

أرجو أن تطلع على الرابط :

http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jadeedah

أنا متأكد أنك ستغير نظرتك يا أخي الكريم، عندما تتعرف بصورة أدق على الرقمي كما آل إليه . وستكون كل آرائك موضع التقدير، وسيتم تعديل كل ما يثبت عندي أنه خطأ.

يرعاك الله.

خشان خشان فى 28 يوليو 2010 شارك بالرد 0 ردود

مع فائق الشكر والاحترام

http://arood.com/vb/showthread.php?p=32810#post32810

خشان خشان فى 29 يوليو 2010 شارك بالرد 0 ردود

http://arood.com/vb/showthread.php?t=592

د. عمر خلوف :

في بحثي عن الخبب، أثرت مشكلة (فاعِلُ)، وذكرتُ أن من تحدّث عنها إنما كان يعتبرها ابتكاراً جديداً لم يرد في شعر القدماء، ولا سجّلها العروض القديم. وشككت في ذلك كلّه. فهي أقدم كثيراً مما يدّعون، ولأنها من خصائص الخبب كان لا بد لها من الظهور. وعلى الرغم من ضياع معظم قصائد الخبب القديمة فهاكَ مثالاً وجدته عند أشهر شعراء الخبب؛ الحصري القيرواني (-488هـ) في قصيدة له يقول فيها:

وهو أسبق من ابن الجوزي (-597هـ) بما يزيد عن مئة وتسع سنوات.

وهاك مثالاً آخر لابن الأبّار البلنسي (-658هـ):

بَيْتُهُ في الترْبِ رَسا وتَداً.....وعلى الأفلاكِ لـهُ طُنُـبُ

ولفتيات الشاغوري (-615هـ):

ولعلي بن القاسم الزيدي (-1096هـ):

ودُّكَ قـد صـارَ يُكلّـفُـهُ....بمَقالِ الشعْرِ ويُنطِقُهُ

ولقد أحسنت أخي خشان بتصحيح بيت ابن الجوزي الثاني، إلا أن صحيح بيت شوقي هو:

نتّخذُ الشمسَ له تاجا....وضَحاها عرشاً وهّاجا

ومثله قوله:

نبـتـدرُ الخـيـرَ ونسـتـبِـقُ....ما يرضى الخالِقُ والخُلُقُ

وله من نشيد النيل:

جارٍ ويُرى ليسَ بِجارِ....لأنـــاةٍ فـيــهِ ووَقـــارِ

أما مَن ذكَرها من العروضيين القدماء فلم أجد غير ضياء الدين الحسني الراوندي (-560هـ)، وإنْ كان ذكْرها عنده لم يكن تسجيلاً واقعياً لورودها في الشعر، وإنما ظهرت لديه عَرَضاً وهو يولّد تفاعيله توليداً افتراضياً يقوم على تقليب مواضع المتحركات والسواكن، وقد عدّها تفعيلةً قائمة بذاتها، يتألف من تكرارها شعر متّزن، ومثّل لها بقوله:

ليتَ حبيبِيَ ساعةَ أعرَضَ....أجمَلَ هجْرِيَ وهْوَ جميـلُ

وقوله من مسدسها:

أبْقِ علـيَّ حبيبِـي...ليسَ لِجَـورِكَ دافِـعْ

جُرْتَ عليَّ فطَرْفي.....حيثُ ذكرْتًـكَ دامِـعْ

============

ولابن الجوزي

:

ومليكا في صولة دولته ..... أضحى في الحفرة مغتربا

1 3 – 2 2 – 2 1 1 – 2 1 1 – 2 .....2 2 – 2 1 1 – 2 11 - 2

ولنزار قباني

زيديني عشقا زيديني ........... يا أحلى نوبات جنوني

وله كذلك:

قالت يا ولدي لا تحزن .......... فالحب عليك هو المكتوبْ

=======

http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?44554-%C8%CD%E6%D1-%E1%E3-%ED%C4%D5%E1%E5%C7-%C7%E1%CE%E1%ED%E1-%C7%E1%CE%C8%C8

وحديثاً وردت (فاعِلُ) هذه على لسان شوقي قبل نازك الملائكة، وذلك في شطري البيت التالي من نشيد النيل:

جارٍ ويُرى ليسَ بِجارِ=لأناةٍ فيهِ وَوَقارِ

وفي الشطر الأول من قوله:

نَتَّخِذُ الشمسَ لهُ تاجا=وضُحاها عَرْشاً وهّاجا

وفي الشطر الأول من قوله أيضاً:

نَبْتَدِرُ الخيْرَ ونستَبِقُ=ما يرضى الخالِقُ والخُلُقُ

وفي الشطر الأول من قول مطران:

ما بيْنَ لُصوصٍ وَلُصوصٍ=فرْقٌ في الأعْلى والأدْنى

وفي قول أبي شادي من ديوانه (الشفق الباكي)، المطبوع عام 1926م:

لَيْسَ نَظيمي=نَظْمَ بَناني

إنْ هَوَ إلاّ=بعْضُ جَناني

وفي قول الهراوي (-1939م):

يسْتَمِعُ القولَ فيحفظُهُ=ويَعي الأنغامَ فيُنشِدُها

وكَمِثْلِ الساعةِ عُدَّتُهُ=إنْ فَرَغَتْ تَملأُها يدُها

وفي قول أبي ماضي:

راوَدَني النّومُ وما بَرِحا=حتّى طأْطأْتُ لهُ راسي

========

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?44554-%C8%CD%E6%D1-%E1%E3-%ED%C4%D5%E1%E5%C7-%C7%E1%CE%E1%ED%E1-%C7%E1%CE%C8%C8&p=330291&viewfull=1#post330291

ومثال آخر من شعر التفعيلة على الخبب لمعين بسيسو :

منذ خرجنا من تلك الزنزانة

سقطت من يدنا الرمانة

منذ خرجنا من تلك الحجرة فوق السطحْ

سَقَطَ كَحَجَرٍ فوق الأرض الجرحْ

فقد الذاكِرَةَ وَفَقَدَ حَقيبته الجرحْ

==============================

وهنا مزيد :

من كتاب ( مدخل رياضي إلى عروض العشر العربي ) للدتور أحمد مستجير

الوزن الرقمي مني 2 = متحرك + ساكن = 1 ه= سبب خفيف

(2) = متحرك + متحرك = 1 1 = سبب ثقيل

1- ( ص-112) لننظر إلى البيت الصحيح التالي :

الشعر - كما الخمر إذا مزج به الزمن تعتَقْ

2 2 (2) 2 2 (2) 2 (2) (2) 2 (2) (2) 2 2

2- (ص - 113 ) أي أن فعْلن = 1 ه 1 ه يمكن أن تتخذ الصور الأربع التالية فقط

1 ه 1 ه ......1 1 1 ه .......1 ه 1 1 ......1 1 1 1

3- (ص – 114) عبد الصبور :

ألّا أشعر أنّي أهوي في لجّةْ

حين أقارع أحدهم الحجة بالحجةْ

4- (ص- 115 ) من قصيدة ( صحائف الميلاد ) لنبيلة أبو الليل\

وأصابع كفي تقتربُ وتفترق وتبتعد وتتصلُ وتتعانقْ

1 1 1 ه 1 1 1 ه 1 ه 1 ه 1 1 1 1 1 ه 1 1 1 1 1 ه 1 1 1 1 1 ه 1 1 1 1 1 1 1 ه 1 ه

5- (ص- 115 ) لمحمد آدم من قصيدته ( الخضراء تسمى أحيانًا الوردة )

أمسك شجرة جسمي أن تنهار على شجرة جسمك

1 ه 1 1 1 1 1 1 1 ه 1 ه 1 ه 1 ه 1 ه 1 1 1 ه 1 1 1 1 1 ه 1 ه

خشان خشان فى 31 يوليو 2010 شارك بالرد 0 ردود

محمد ابراهيم ابو سنة فى مسرحية "حصار القلعة"

- يامولاي الشيخ

مادام الوالى قبل شروطك.= 2 2 2 2 2 (2) (2) 2 2

ماذا منع ذهابك ؟ = 2 2 (2) (2) 2 2

- ياولدى قضى الأمر

ماذا يفعل صوتٌ واحدْ

وسط هدير الأصوات

من خان قضيته مات

فلماذا أصرخ فى مجتمع الأموات

ما دام الوالى قبل شروطك.= 2 2 2 2 2 (2) (2) 2 2

2 2 - 2 2 - 2 (2) - (2) 2 - 2 = فعْلن فعْلن فاعلُ فعْ

ولو قال :

إنّ الوالى قبل شروطك.= 2 2 2 2 (2) (2) 2 2

2 2 - 2 2 - (2) (2) - 2 2 = فعْلن فعْلن فَعِلَنُ فعْلن

خشان خشان فى 1 أغسطس 2010 شارك بالرد 0 ردود

القراءة الأخيرة بعدم تحريك ياء الوالي ، وله أن ينصب كلمة الوالي بل هذا هو الأولى ويبقى الوزن صحيحا

إنّ الوالىَ قـَبـِلَ شـُروطكْ.

إنْ نلْ وا ( لِيَ ) (قَبِ ) ( لَـشُ ُ) رو طكْ = 2 2 2 (2) (2) (2) 2 2

2 2 – 2 (2) – (2) (2) – 2 2 = فعـْلـُنْ فاعِلُ فـَـعـِـلــَنُ فعـْلـُنْ

الخبب إيقاع مستقل بذاته يتميز عن البحور جميعا – وخاصة المتدارك - بخلوه من الوتد، وهو تكرار للأسباب يتكافأ فيه السببان الخفيف مثل لمْ = 1 ه = 2 والثقيل مثل لِمَ = 1 1 = (2) على أي نحو كان.

وهنا مثالان أوردهما الأستاذان د. عمر خلوف وسليمان أبو ستة :

ويقول نزار قباني:

إنّي لا أومِنُ في حُبٍّ............لا يَحْمِلُ نَزَقَ الثُّوّارِ

2 2 2 2 (2) 2 2 2 ......2 2 (2) (2) 2 2 2 2

العجز = لا يحْ (مِلُ) ( نزَ) قثْ ثُوْ وا ري = 2 2 (2) (2) 2 2 2 2

ومن شعر التفعيلة على الخبب لمعين بسيسو :

منذ خرجنا من تلك الزنزانة

سقطت من يدنا الرمانة

منذ خرجنا من تلك الحجرة فوق السطحْ

سَقَطَ كَحَجَرٍ فوق الأرض الجرحْ

فقد الذاكِرَةَ وَفَقَدَ حَقيبته الجرحْ

(فقَ) دذْ ذا (كِرَ) (ةَ وَ) (فقَ) (دَحَ) (قي ) (بتَ ) هل جُرْ حْ

= (2) 2 2 (2) (2) (2) 2 (2) 2 2 ه

وإن شئت تقسيمها إلى أزواج سببية ( ولا أسمي ذلك تفاعيلا ) فالتعبير هو

(2) 2 - 2 (2) - (2) (2) - 2 (2) - 2 2 ه

فَعِـ ـلُن - فا عِلُ – فَعِـ ــلَنُ – فا عِلُ – سكون

وعليه يستقيم على الخبب - مع بعض الاستثقال - القول

هُوَ طَرِبَ وَرَقَصَ وأشجانا إذْ صاغ النشوةَ ألحانا

(2) (2) (2) (2) (2) 2 2 2 .....2 2 2 2 (2) 2 2 2

والشارعان المتقاطعان أدناه يوضحان تقاطع شارعي الخبب والمتدارك في دوّار فَ عِ لُ ن = 1 1 2 = 1 3

فعِ لن الخببية = 1 1 2 = (2) 2 = 1 3 أصلها فعْ لُنْ = 2 2

فـعلن البحرية = فـاعلن = 1 ه 3 = 1 3 أصلها فاعلن = 2 3