جالت 3 -أ

المقالة الثالثة - أ

1. مقدمة :

أولاً: خلاصة ما تقدم:

المقالة الأولى

المتحرك م = 1

الساكن س = ه

م+ س = 1 ه = 2 وهو ما يدعى في علم العروض بالسبب الخفيف

وهو متحرك + ساكن مثل منْ ، كمْ،

أو متحرك + ممدود مثل ما ، كو ، ري

م + م + س = 1 2 = 3 وهو ما يدعى في علم العروض بالوتِد.

المقالة الثانية

للعروض العربي ثلاثة إيقاعات كما هو مبيّن في الجدول-1:

الجدول-1

والجدول التالي (الجدول-2) يلخص رموز الأسباب:

ومعرفة حالات السبب 2 وخصائصه في كل حالة تمثل جزء كبيرا من معرفة العروض، واختصارا وتجنبا لتكرار الشرح في كل حالة، عمدت إلى تلوين السبب، وكل لون يعني حكما خاصا كما يوضح الجدول التالي والذي ينبغي أن يستحضره القارئ في جميع ما سيأتي من أوزان البحور.

الجدول-2

ثانياً: وتبع ذلك تصنيف البحور في مجموعات حسب عدد الأسباب وخواصها في كل مجموعة مع التمثيل لأشهر صورة في كل بحر، مع تذكر أ كما هو موضّح في الجدول-3:

الجدول-3

2. مجموعة 2:

وبحراها المتقارب والمتدارك كما يلي:

المقصود بـ (مجموعة 2) المجموعة التي تضم البحور التي لا تحتوي من الأرقام الزوجية إلا الرقم 2 متناوبا بطبيعة الحال مع الرقم 3، وهي ذات الدائرة ( أ- المتفق)، وهذه الدائرة تمثل الإيقاع البحري الصرف في أجلى صوره، أي التي لا يحرك فيها ساكن السبب 2=1ه لا تصير (2)= 11 ولكن قد تصير 1ه=1 أي قد يحذف ساكنها وتحول 2 إلى 1 يسمى (الزحاف).

أ. بحر المتقارب:

ووزنه أصيلا = 3 2 3 2 3 2 3 2 في كل من الشطرين ، ومثاله لمسلم بن جبير:

أرَجّي الإله وغفرانه ويرجون درهمهم والجريبا

نرى أن الصدر يقل عن العجز بسبب = 2 في آخره وهذا ناتج عن حذف هذا الرقم من آخره وهو جائز. كما نلاحظ أن الرقم هـَ =1 قد جاءت محل الرقم 2 وهذا كما تقدم جائز، ويبقى الوزن صحيحا لو أشبعنا حركة الهاء و في الصدر ( أرجّي إلهي)، وتحول 2 إلى الرقم 1 يدعى بالزحاف.

ووزن أصل الصدر = 3 2 3 1 3 2 3

وإعادته إلى أصله تدعى التأصيل أي إعادة الرقم 1 إلى أصله 2، كما تقتضي إعادة الرقم 2 المحذوف آخر الصدر، وهذا ما سيأتي تناوله في العلل لسائر البحور بشكل عام لاحقا إن شاء الله.

وهذه هي القاعدة الأولى ونرمز لها بالرمز (ق1/2) أي أنه في هذين البحرين كل رقم 1 أصله 2 فنعيده إليه.

فنقول الوزن هو 3 2 3 1 3 2 3، وبالتأصيل حسب ( ق1/2) = 3 2 3 2 3 2 3

وهذه أبيات أخرى على المتقارب ، وعليه قول راضي صدّوق:

وأغلب صوره كما يلي في الجدول -4 (الأرقام التي باللون الرمادي تبين صور العجز التي توافق صورة من صور الصدر المحاذية لها):

الجدول-4

ب. بحر المتدارك:

ووزنه أصيلا = 2 3 2 3 2 3 2 3 في كل من الشطرين ، وعليه قول الشاعر:

جاءنا عامرٌ سالماً صالحا بعدما كان ما كان من عامرِ

يقول الدكتور إبراهيم أنيس والأرقام مني:" وقد ذكر أهل العروض أن وزن الشطر من هذا البحر هو : فاعلن + فاعلن + فاعلن + فاعلن غير أنهم يكادون يحسمون أن (فاعلن =32) هنا تجيء دائما (فعِلن 31 ) أو (فعْلن = 22 ) فقد جاء بحاشية الدمنهوري ما نصّه " حكم كثير من الشعراء بشذوذ هذا البحر وأن المطّرد منه استعمل مخبونا ".[1][1]

وبما اصطلحنا عليه فإن المقصود بكلامه إنما هو الخبب. ولم أر فيما قرأت من كتب ما يستدلون به على هذا البحر بتفاعيله الأربع إلا بيتا واحدا يبدو أنه موضوع لغاية الإيضاح وهو:

جاءنا عامرٌ سالماً صالحا بعدما كان ما كان من عامرِ

وأغلب ما يستشهد به عن المتدارك إنما هو من الخبب. وليس من دليل على وجود شيء من الشعر على هذا الوزن قبل الخليل، ولهذا فلم يعتبره بحرا. وقالوا إن الأخفش استدركه عليه فسمي المتدارك وإنما المقصود الخبب. ووجدت عليه أمثلة في كتاب (في عروض الشعر العربي) للدكتور محمد الطويل. وكلها لشعراء محدثين ومن مجزوء المتدارك. ولنسم كل ما نقص عن الوزن التام للبحر بأكثر من سبب أو وتد في آخره بمجزوء البحر على اختلاف مقدار النقص. علما بأن لذلك عدة مسميات في العروض التفعيلي حسب ما يسقط من شطر البحر.

ومن ذلك قول العقاد:

وأغلب ما ذكره الدكتور محمد الطويل على الصورة التالية مع ورود وجوه عدة للسكون في آخر الشطر، فطورا لا تضاف لأي منهما وطورا تضاف لكليهما وأحيانا تضاف إلى أحد الشطرين دون الآخر. ونلاحظ في حال إضافتها في كليهما وجود رويين واحد للصدر وآخر للعجز.

2 3 2 3 ه 2 3 2 3 ه

وعليها للشابي :

أسكتي يا جراحْ واسكتي يا شجونْ

مات عهدُ النّواحْ وزمانُ الجنونْ

وأطلّ الصباحْ من وراء القرونْ

وكل التمارين التي وردت على المتدارك في كتاب (علم العروض) تأليف الدكتورين نايف معروف وعمر الأسعد هي على الخبب وتخلو من تفعيلة فاعلن= 2 3.

ووردت أشكاله في كتاب (أهدى سبيل) على النحو التالي (الجدول -5):

الجدول -5

لاحظ خلو التفاعيل من فعْلن=22 وفاعِلُ=112، واللتان تختصان بالخبب دون المتدارك.

لعبد المنعم الأنصاري:

حينما هجر اللحنُ قيثارتي تاركاً في دمي رعْشَةً من أساهْ

32 31 32 32-32 32 32 32ه

بِتُّ فـي شُرْفَةٍ أُرْجُوانيَّةٍ والمدى راهِبٌ مطرِقٌ في صلاهْ

32 32 32 32-32 32 32 32ه

ويدٌ تسرقُ النور من جبهةٍ عرف المجدُ في نورها مُبتلاهْ

31 32 32 32-31 32 32 32ه

3. مجموعة 4:

وبحراها الكامل والوافر.

المقصود بـ (مجموعة 4) المجموعة التي تضم البحور التي لا تحتوي من الأرقام الزوجية إلا الرقم 4 متناوبا بطبيعة الحال مع الرقم 3، وهي تضم بحري الكامل والوافر من دائرة (المؤتلف – هـ) وبحري الرجز والهزج من بحور دائرة ( المجتلب – جـ) ، وقد يتساءل القارئ عن هذا التباين في أسماء البحور وتعدادها وهو ما سأبينه لاحقا.

واختصار وزنيهما على النحو التالي:

الوافـر = 3 4 3 4 3 4 مع غلبة الوزن 3 4 3 4 3 2 2

الكامل = 4 3 4 3 4 3

وتفصيلهما حسب ما يجوز في أسبابهما من التغيير كالتالي:

وأهم خصائص بحري هذه الدائرة هي:

1- السبب الخببي 2 الذي يمكن أن يأتي سببا خفيفا =2=1ه كما يمكن أن يأتي ثقيلا=11=(2)

ووجود هذا السبب الخببي إشارة إلى تداخل الإيقاعين الخببي والبحري في هذين البحرين. ووجود هذا السبب في أول سببين (22) يكسبهما معا إسم فاصلة، فالفاصلة هي الرقم 4 الذي أول 2 فيه قابلة لأن تكون سببا خفيفا أو ثقيلا فقد تكون 4=22 وقد تكون 4=211=(2)2=31 ولنرمز لها اصطلاحا بالرقم 22 أو 4 متذكرين أن هذا اللون في غير إيقاع الخبب الصرف دلالة على التكافؤ الخببي في السبب الأول فقط .

2- خلوهما من التركيب (2 3) ومن الرقم 3 2 كما في الرجز وهو ( غير الرقم 3 2) في آخر الوافر.

3- أن 4 3 فيهما غير متبوعة بالرقم 3 وبعبارة أخرى خلوها من التركيب 334

أ. بحر الوافر:

وعليه لمحمد مهدي الجواهري:

بيافا يومَ حطّ بها الرّكابُ تَمَطّرَ عارضٌ ودجا سحابُ

(2) 2 =1 1 2 = 1 3 = ((4)

2 2 = 4

4 تك ((4)

كل من 4 و ((4) المتكافئتين = 22

وصور الوافر تتضح لنا كما في الجدول التالي (الجدول – 6):

الجدول-6

وعلى هذه الصور:

الصورة (2-2) مثلا تعني الصورة التي رقم الصدر فيها 2 في الجدول -6 أعلاه ورقم العجز 2 المحاذية للرقم 2 في الصدر.

وكما ترى فلبحور هذه المجموعة سمة خاصة وهي أن 31 فيها =((4) أو (2) 2 ونعرفها بأحد أمرين:

1- غياب الرقم 2 ما بين وتدين (323)

2- ورود 331 أو 4 3 غير متبوعة بالرقم 3 أي غياب 334 أو غياب 333

ونسمي هذه القاعدة بقاعدة التكافؤ الخببي أو (2)تك2 وبها نعتبر 31=((4) وهذه هي القاعدة الثانية

وينطبق على الهزج البحت والرجز البحت ق1/2 التي مرت معنا في مجموعة 2

وعدوا مجزوء الوافر الذي كله أسبابه خفيفة أي الذي يثبت فيه سبب الفاصلة الأول الخببي 2 على حالته 2 في كل أجزاء الوزن عدّوه الهزج، ومن ذلك قول البهاء زهير:

ـمُ إن الليلَ قد أصبحْ

3 2 2 3 4

ـنَ بالنّور وقد صرّحْ

3 2 1 3 4

ر بالله وقد سبّحْ

إلى الخيرات لا تنجحْ

ألا يا أيها النّائـِ

3 2 2 3 2 1

وهذا الشرقُ قد أعلَـ

3 2 2 3 2 1

ألم يوقظك من ذكَّـ

فما بالُ دواعيكَ

وهو أن سبب الهزج في غير آخر العجز هما 2 2 أي قد يصبحان 2 1 كما في الأبيات السابقة وكما حتى في آخر الصدر منه، وانتهاء الصدر بمتحرك صفة لا يشاركه بها إلا المتقارب. وعدّوا هذه القصيدة وعدة أبياتها 12 من الهزج

ولو أنه قال :حبيبـيَ تائهٌ جدا (بفتح الياء) 3 1 3 3 4 = 3 22 3 22 لاعتبرت القصيدة بكاملها من الوافر الصورة (2-1). وعلى ذلك فإنك لو وجدت قصيدة من مائة بيت كل أبياتها فيها السببان =22 تكون تلك القصيدة من الهزج، فإذا وجدت فاصلة واحدة 22، أي ورد بها 11 2 = 1 3 بدل 2 2 تحولت القصيدة كلها إلى الوافر. وأقترح أن نعتبر الهزج ( الذي لا ينتهي عجزه ب 3 2) والوافر بحرا واحدا، وإن تميز الهزج بفارق بسيط لم نعتبر ذلك إخراجا له عن حيز مجزوء الوافر.

ب. بحر الكامل- الرجز:

وعليه مطلع معلقة لبيد:

عفت الدّيارُ محلّها فمقامُها بمنى تأبّد غَوْلُها فرجامُها

وصور الكامل مبيّنة في الجدول -7:

(واختصاراً فإننا نكتب 2 2 في الكامل والوافر 4 ونعني بها جوار أن تكون 2 2 أو 11 2 = 1 3)

الجدول-7

وعلى هذه الصور الأبيات التالية :

4. مجموعة 2و4:

المقصود بـ (مجموعة 2-4 ) المجموعة التي تضم البحور التي تحوي الرقمين الزوجيين 2 و 4 متناوبين على نحو أو آخر مع الرقم 3، وهي تضم ستة بحور وتنتمي هذه البحور إلى الدوائر التالية:

بحورهذه المجموعة وأوزانها مبينة في الجدول التالي (الجدول-8):

الجدول-8

أ. بحر البسيط:

يقول أحمد شوقي :

سفينة الله لم تقْهر على دُسُرٍ في العاصفاتِ ولم تُغْلب على خُشُبِ

(ص = الصدر …ع = العجز)

وصور البسيط كالتالي (الجدول-9):

الجدول-9

أبيات على صوَره:

ب. يحر الطويل:

يقول أبو فراس الحمداني:

ونحنُ أناسٌ لا توسّطَ بيننا لنا الصدرُ دون العالمين أو القبرُ

وصور الطويل كالتالي (الجدول-10):

الجدول-10

وعلى هذه الصور الأبيات التالية: