مفهوم الوطنية
خُطْبَةُ جُمُعَةِ
خُطْبَةُ جُمُعَةِ
بِعِنْوَانِ
بِعِنْوَانِ
( مَفْهُومُ الوَطَنِيَّةِ )
( مَفْهُومُ الوَطَنِيَّةِ )
كَتَبَهَا / عَبْدُاللهِ بْنُ فَهْدِ الْوَاكِدِ
كَتَبَهَا / عَبْدُاللهِ بْنُ فَهْدِ الْوَاكِدِ
إِمَامُ وَخَطِيبُ جَامِعِ الْوَاكِدِ بِحَائِل
إِمَامُ وَخَطِيبُ جَامِعِ الْوَاكِدِ بِحَائِل
الخطبة الأولى
الخطبة الأولى
الحَمْدُ للهِ مَامْتَدَّتْ لِمَسْأَلَتِهِ أَكُفُّ السَّائِلِينَ وَخَرَّتْ لِعِبَادَتِهِ جِبَاهُ العَابِدِينَ وَقَامَتْ بِشَرِيعَتِهِ عُزُمُ المُرْسَلِينَ ، وَأشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عليهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلى يَومِ الدِّينِ.
الحَمْدُ للهِ مَامْتَدَّتْ لِمَسْأَلَتِهِ أَكُفُّ السَّائِلِينَ وَخَرَّتْ لِعِبَادَتِهِ جِبَاهُ العَابِدِينَ وَقَامَتْ بِشَرِيعَتِهِ عُزُمُ المُرْسَلِينَ ، وَأشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عليهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلى يَومِ الدِّينِ.
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (102)آل عمران
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (102)آل عمران
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ :
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ :
بِلَادِي وَإِنْ جَارَتْ عَلَيَّ عَزِيزَةٌ
بِلَادِي وَإِنْ جَارَتْ عَلَيَّ عَزِيزَةٌ
وَأَهْلِي وَإِنْ ضَنُّوا عَلَيَّ كِرَامُ
وَأَهْلِي وَإِنْ ضَنُّوا عَلَيَّ كِرَامُ
الشُّعُورُ بِالوَطَنِ ، وَالإِحْسَاسُ بِالإِنْتِمَاءِ إِلَيْهِ ، شُعُورٌ كَمْ خَفَقَتْ بِهِ القُلُوبُ وَكَمْ شَمَخَتْ بِهِ الأَفْئِدَةُ ، الحَنِينُ إِلَى الأَوْطَانِ ، حَنِينٌ يُزَلْزِلُ المَكَامِنَ وَيُلْهِبُ المَشَاعِرَ ، شَيْءٌ لَا يُمْكِنُ وَصْفُهُ ، أَطْلَقَ القَرَائِحَ وَأَسَالَ المَحَابِرَ وَأَبْكَى الْعُيُونَ ، إِنَّهُ الحُبُّ الَّذِي تَغَلْغَلَ فِي قُلُوبِ النَّاسِ جَمِيعًا ، فَلَمْ تَخْلُ مِنْهُ مَشَاعِرُ الأَنْبِيَاءِ ، إِنَّهُ الوِدُّ الَّذِي أَفْعَمَ القُلُوبَ شَوْقًا وَحَنِينًا ، إِنَّهُ حُبُّ الأَوْطَانِ يَا عِبَادَ اللهِ ، إِنَّهُ المِعْيَارُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ صِدْقُ التَّحَنُّنِ ، وَحَقِيقَةُ الشَّوْقِ إِلَى البِلَادِ وَ الأَوْطَانِ .
الشُّعُورُ بِالوَطَنِ ، وَالإِحْسَاسُ بِالإِنْتِمَاءِ إِلَيْهِ ، شُعُورٌ كَمْ خَفَقَتْ بِهِ القُلُوبُ وَكَمْ شَمَخَتْ بِهِ الأَفْئِدَةُ ، الحَنِينُ إِلَى الأَوْطَانِ ، حَنِينٌ يُزَلْزِلُ المَكَامِنَ وَيُلْهِبُ المَشَاعِرَ ، شَيْءٌ لَا يُمْكِنُ وَصْفُهُ ، أَطْلَقَ القَرَائِحَ وَأَسَالَ المَحَابِرَ وَأَبْكَى الْعُيُونَ ، إِنَّهُ الحُبُّ الَّذِي تَغَلْغَلَ فِي قُلُوبِ النَّاسِ جَمِيعًا ، فَلَمْ تَخْلُ مِنْهُ مَشَاعِرُ الأَنْبِيَاءِ ، إِنَّهُ الوِدُّ الَّذِي أَفْعَمَ القُلُوبَ شَوْقًا وَحَنِينًا ، إِنَّهُ حُبُّ الأَوْطَانِ يَا عِبَادَ اللهِ ، إِنَّهُ المِعْيَارُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ صِدْقُ التَّحَنُّنِ ، وَحَقِيقَةُ الشَّوْقِ إِلَى البِلَادِ وَ الأَوْطَانِ .
حُبُّ الأَوْطَانِ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : غَرْسَةٌ فِي الوِجْدَانِ وَنَبْتَةٌ فِي الجَنَانِ وَجِبِلَّةٌ طَبَعَ اللهُ النُّفُوسَ عَلَيْهَا ، فَمُنْذُ أَنْ يُولَدَ الِإنْسَانُ وَقَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِمَوْطِنِهِ وَنَفْسُهُ تَوَّاقَةٌ لِأُمَّتِهِ ، وَلَا غَرَابَةَ فِي ذَلِكَ فَحُبُّ الأَرْضِ قَدْ اقْتَرَنَ بِحُبِّ النَّفْسِ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى ، قَالَ تَعَالَى (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ) (66)النساء ، وَقَالَ تَعَالَى فِي آيَةٍ أُخْرَى ( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (8)الممتحنة
حُبُّ الأَوْطَانِ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : غَرْسَةٌ فِي الوِجْدَانِ وَنَبْتَةٌ فِي الجَنَانِ وَجِبِلَّةٌ طَبَعَ اللهُ النُّفُوسَ عَلَيْهَا ، فَمُنْذُ أَنْ يُولَدَ الِإنْسَانُ وَقَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِمَوْطِنِهِ وَنَفْسُهُ تَوَّاقَةٌ لِأُمَّتِهِ ، وَلَا غَرَابَةَ فِي ذَلِكَ فَحُبُّ الأَرْضِ قَدْ اقْتَرَنَ بِحُبِّ النَّفْسِ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى ، قَالَ تَعَالَى (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ) (66)النساء ، وَقَالَ تَعَالَى فِي آيَةٍ أُخْرَى ( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (8)الممتحنة
أَيُّهَا النَّاسُ : هَاجَرَ المُهَاجِرُونَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ فَحَازُوا الفَضَائِلَ بِسَبَبِ هِجْرَتِهِمْ وَتَضْحِيَتِهِمْ بِأَوْطَانِهِمْ وَتَفْضِيلِهِمْ لِلدِّينِ عَلَى الوَطَنِ ، وَأَوَّلُ عَمَلٍ فَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المَدِينَةِ ، أَنَّهُ آخَى بَيْنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِاللهِ بْنِ عَدِيًّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْدَ التِّرْمِذِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَكَّةَ ( إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ وَلَولَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ. وَلَمَّا ذَهَبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بِدَايَةِ نُزُولِ الوَحْيِ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلَ وَقَالَ لَهُ : هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَلَ عَلَى مُوسَى إِلَى أَنْ قَالَ : وَيُخْرِجُكَ قَوْمُكَ مِنْ بَلَدِكَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ ؟) كَأَنَّهَا ثَقُلَتْ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَيُّهَا النَّاسُ : هَاجَرَ المُهَاجِرُونَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ فَحَازُوا الفَضَائِلَ بِسَبَبِ هِجْرَتِهِمْ وَتَضْحِيَتِهِمْ بِأَوْطَانِهِمْ وَتَفْضِيلِهِمْ لِلدِّينِ عَلَى الوَطَنِ ، وَأَوَّلُ عَمَلٍ فَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المَدِينَةِ ، أَنَّهُ آخَى بَيْنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِاللهِ بْنِ عَدِيًّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْدَ التِّرْمِذِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَكَّةَ ( إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ وَلَولَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ. وَلَمَّا ذَهَبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بِدَايَةِ نُزُولِ الوَحْيِ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلَ وَقَالَ لَهُ : هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَلَ عَلَى مُوسَى إِلَى أَنْ قَالَ : وَيُخْرِجُكَ قَوْمُكَ مِنْ بَلَدِكَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ ؟) كَأَنَّهَا ثَقُلَتْ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَيُّهَا النَّاسُ : البَشَرُ يَأْلَفُونَ أَرْضَهُمْ وَأَوْطَانَهُمْ ، وَلَوْ كَانَتْ بَلَاقِعَ مُوحِشَةً غَبْرَاءَ مُقْفِرَةً يَسْتَرِيحُونَ لَهَا وَيَحِنُّونَ إِلَيْهَا وَيُدَافِعُونَ عَنْهَا ، وَيَذِبُّونَ عَنْ حِمَاهَا ، هَذِهِ هِيَ الوَطَنِيَّةُ بِمَفْهُومِهَا النَّبِيلِ ، وَمِنْ لَوَازِمِ حُبِّ الوَطَنِ المُحَافَظَةُ عَلَى نِعْمَةِ الأَمْنِ وَالأَمَانِ ، وَالحِرْصِ عَلَى اجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ ، وَالقِيَامُ بِحَقِّ وُلَاةِ الأَمْرِ حَفِظَهُمْ اللهُ
أَيُّهَا النَّاسُ : البَشَرُ يَأْلَفُونَ أَرْضَهُمْ وَأَوْطَانَهُمْ ، وَلَوْ كَانَتْ بَلَاقِعَ مُوحِشَةً غَبْرَاءَ مُقْفِرَةً يَسْتَرِيحُونَ لَهَا وَيَحِنُّونَ إِلَيْهَا وَيُدَافِعُونَ عَنْهَا ، وَيَذِبُّونَ عَنْ حِمَاهَا ، هَذِهِ هِيَ الوَطَنِيَّةُ بِمَفْهُومِهَا النَّبِيلِ ، وَمِنْ لَوَازِمِ حُبِّ الوَطَنِ المُحَافَظَةُ عَلَى نِعْمَةِ الأَمْنِ وَالأَمَانِ ، وَالحِرْصِ عَلَى اجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ ، وَالقِيَامُ بِحَقِّ وُلَاةِ الأَمْرِ حَفِظَهُمْ اللهُ
وَنَحْنُ وَللهِ الحَمْدُ : نُحِبُّ أَوْطَانَنَا وَنَغَارُ عَلَيْهَا وَنُحَافِظُ عَلَيْهَا وَنَخْشَى عَلَيْهَا وَنُدَافِعُ عَنْهَا بِكُلِّ مَا نَمْلِكُ وَوَاللهِ إِنَّ هَذِهِ المَشَاعِرَ غَيْرُ مُسْتَغْرَبَةٍ فَهِيَ مَشَاعِرُ الإِنْسَانِ الصَّادِقِ الوَفِيِّ ، لِأَنَّه َمِنْ مُقْتَضَيَاتِ حُبِّ الوَطَنِ وَالإِنْتِمَاءِ إِلَيْهِ هُوَ إِظْهَارُ حُبِّهِ وَالإِفْتِخَارُ بِهِ وَصِيَانَتُهُ وَالدِّفَاعُ عَنْهُ وَالنَّصِيحَةُ لَهُ وَالحِرْصُ عَلَى سَلَامَتِهِ وَطَاعَةُ وُلَاةِ أَمْرِهِ بِالمَعْرُوفِ وَالمُحَافَظَةُ عَلَى مَوَارِدِهِ وَمَرَافِقِهِ وَمُكْتَسَبَاتِهِ .وَاحْتِرَامُ أَفْرَادِهِ وَجَمَاعَتِهِ وَتَوْقِيرُ عُلَمَائِهِ وَإِجْلَالُهُمْ لِمَكَانَتِهِمْ العِلْمِيَّةِ الَّتِي أَعْلَى اللهُ شَأْنَهَا
وَنَحْنُ وَللهِ الحَمْدُ : نُحِبُّ أَوْطَانَنَا وَنَغَارُ عَلَيْهَا وَنُحَافِظُ عَلَيْهَا وَنَخْشَى عَلَيْهَا وَنُدَافِعُ عَنْهَا بِكُلِّ مَا نَمْلِكُ وَوَاللهِ إِنَّ هَذِهِ المَشَاعِرَ غَيْرُ مُسْتَغْرَبَةٍ فَهِيَ مَشَاعِرُ الإِنْسَانِ الصَّادِقِ الوَفِيِّ ، لِأَنَّه َمِنْ مُقْتَضَيَاتِ حُبِّ الوَطَنِ وَالإِنْتِمَاءِ إِلَيْهِ هُوَ إِظْهَارُ حُبِّهِ وَالإِفْتِخَارُ بِهِ وَصِيَانَتُهُ وَالدِّفَاعُ عَنْهُ وَالنَّصِيحَةُ لَهُ وَالحِرْصُ عَلَى سَلَامَتِهِ وَطَاعَةُ وُلَاةِ أَمْرِهِ بِالمَعْرُوفِ وَالمُحَافَظَةُ عَلَى مَوَارِدِهِ وَمَرَافِقِهِ وَمُكْتَسَبَاتِهِ .وَاحْتِرَامُ أَفْرَادِهِ وَجَمَاعَتِهِ وَتَوْقِيرُ عُلَمَائِهِ وَإِجْلَالُهُمْ لِمَكَانَتِهِمْ العِلْمِيَّةِ الَّتِي أَعْلَى اللهُ شَأْنَهَا
وَالدِّفَاعُ عَنِ الوَطَنِ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : مَطْلَبٌ شَرْعِيٌّ وَوَاجِبٌ وَطَنِيٌّ وَالمَوْتُ فِي سَبِيلِ ذَلِكَ شَهَامَةٌ وَشَجَاعَةٌ وَشَهَادَةٌ
وَالدِّفَاعُ عَنِ الوَطَنِ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : مَطْلَبٌ شَرْعِيٌّ وَوَاجِبٌ وَطَنِيٌّ وَالمَوْتُ فِي سَبِيلِ ذَلِكَ شَهَامَةٌ وَشَجَاعَةٌ وَشَهَادَةٌ
وَللهِ الْحَمْدُ وَالمِنَّةُ بِلَادُنَا قَائِمَةٌ عَلَى التَّوْحِيدِ وَالسُّنَّةِ وَخِدْمَةِ الإِسْلَامِ وَالمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ، فَالمَمْلَكَةُ بِفَضْلِ اللهِ لَهَا جُهُودٌ عَظِيمَةٌ فِي تَرْسِيخِ الوَسَطِيَّةِ وَالإِعْتِدَالِ وَمُحَارَبَةِ الغُلُوِّ وَالتَّطَرُّفَ وَالإِرْهَابَ فَالشُّرَفَاءُ وَالأَوْفِيَاءُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ البِلَادِ هُمْ الَّذِينَ يَذُودُونَ عَنْ بِلَادِهِمْ وَأَوْطَانِهِمْ بِاللِّسَانِ وَالسِّنَانِ وَيَقِفُونَ فِي وَجْهِ كُلِّ مُغْرِضٍ فِي وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الإِجْتِمَاعِيِّ وَالإِنْتَرْنِتْ يَسْعَى لِتَمْزِيقِ لُحْمَتِنَا وَتَشْتِيتِ شَمْلِنَا وَتَقْطِيعِ أَوَاصِرِ المَحَبَّةِ وَالأُلْفَةِ بَيْنَنَا فَنَحْنُ وَللهِ الحَمْدُ وَالمِنَّةُ كُنَّا أَعْرَابًا مُتَشَتِّتِينَ فَجَمَعَنَا اللهُ عَلَى هَذَا الدِّينِ وَعَلَى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصْبَحْنَا بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانَا فَإِنْ رُمْنَا غَيْرَ كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعُفَتْ شَوْكَتُنَا وَلَانَتْ قَنَاتُنَا وَهَذَا مَا يُرِيدُهُ الأَعْدَاءُ الْمُتَرَبِّصُونَ
وَللهِ الْحَمْدُ وَالمِنَّةُ بِلَادُنَا قَائِمَةٌ عَلَى التَّوْحِيدِ وَالسُّنَّةِ وَخِدْمَةِ الإِسْلَامِ وَالمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ، فَالمَمْلَكَةُ بِفَضْلِ اللهِ لَهَا جُهُودٌ عَظِيمَةٌ فِي تَرْسِيخِ الوَسَطِيَّةِ وَالإِعْتِدَالِ وَمُحَارَبَةِ الغُلُوِّ وَالتَّطَرُّفَ وَالإِرْهَابَ فَالشُّرَفَاءُ وَالأَوْفِيَاءُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ البِلَادِ هُمْ الَّذِينَ يَذُودُونَ عَنْ بِلَادِهِمْ وَأَوْطَانِهِمْ بِاللِّسَانِ وَالسِّنَانِ وَيَقِفُونَ فِي وَجْهِ كُلِّ مُغْرِضٍ فِي وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الإِجْتِمَاعِيِّ وَالإِنْتَرْنِتْ يَسْعَى لِتَمْزِيقِ لُحْمَتِنَا وَتَشْتِيتِ شَمْلِنَا وَتَقْطِيعِ أَوَاصِرِ المَحَبَّةِ وَالأُلْفَةِ بَيْنَنَا فَنَحْنُ وَللهِ الحَمْدُ وَالمِنَّةُ كُنَّا أَعْرَابًا مُتَشَتِّتِينَ فَجَمَعَنَا اللهُ عَلَى هَذَا الدِّينِ وَعَلَى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصْبَحْنَا بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانَا فَإِنْ رُمْنَا غَيْرَ كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعُفَتْ شَوْكَتُنَا وَلَانَتْ قَنَاتُنَا وَهَذَا مَا يُرِيدُهُ الأَعْدَاءُ الْمُتَرَبِّصُونَ
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (103)آل عمران بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ وَتَابَ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ وَعَلَى سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (103)آل عمران بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ وَتَابَ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ وَعَلَى سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَأْنِهِ ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَأْنِهِ ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : فِي هَذَا المَسْجِدِ فَقَطْ ، كَمْ مِنْ القَبَائِلِ وَالأَعْرَاقِ وَالجِنْسِيَّاتِ ، جِئْتُمْ لِخُطْبَةِ وَصَلَاةِ الجُمُعَةِ مَنْ الَّذِي جَمَعَكُمْ ؟ أَلَيسَ دِينُ اللهِ ، أَلَيسَ دِينُ اللهِ هُوَ الَّذِي أَمَرَكُمْ بِالإِجْتِمَاعِ وَنَهَاكُمْ عَنْ الفُرْقَةِ ، فَالزَمُوا مَا أَنْعَمَ اللهُ بِهِ عَلَيْكُمْ مِنْ ثِمَارِ هَذَا الدِّينِ العَظِيمِ وَتَمَسَّكُوا بِسُنَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القَائِلِ (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) وصَلُّوا وَسَلِّمُوا عِبَادَ اللهِ ، عَلَى خَيْرِ أَنْبِيَاءِ اللهِ ، وَصَفْوَةِ خَلْقِ اللهِ ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ ، كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ سُبْحَانَهُ فَقَالَ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : فِي هَذَا المَسْجِدِ فَقَطْ ، كَمْ مِنْ القَبَائِلِ وَالأَعْرَاقِ وَالجِنْسِيَّاتِ ، جِئْتُمْ لِخُطْبَةِ وَصَلَاةِ الجُمُعَةِ مَنْ الَّذِي جَمَعَكُمْ ؟ أَلَيسَ دِينُ اللهِ ، أَلَيسَ دِينُ اللهِ هُوَ الَّذِي أَمَرَكُمْ بِالإِجْتِمَاعِ وَنَهَاكُمْ عَنْ الفُرْقَةِ ، فَالزَمُوا مَا أَنْعَمَ اللهُ بِهِ عَلَيْكُمْ مِنْ ثِمَارِ هَذَا الدِّينِ العَظِيمِ وَتَمَسَّكُوا بِسُنَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القَائِلِ (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) وصَلُّوا وَسَلِّمُوا عِبَادَ اللهِ ، عَلَى خَيْرِ أَنْبِيَاءِ اللهِ ، وَصَفْوَةِ خَلْقِ اللهِ ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ ، كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ سُبْحَانَهُ فَقَالَ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
مفهوم الوطنية 40.doc
WORD FILE SIZE A5
WORD FILE SIZE A5
مفهوم الوطنية 40.pdf
PDF FILE SIZE A5
PDF FILE SIZE A5