الطوالع والأبراج

خطبة جمعة

بعنوان

( الطوالع والأبراج )

13/6/1441 هـ

كتبها / عبدالله بن فهد الواكد

إمام وخطيب جامع الواكد بحائل

الخطبةُ الأولى

الحَمْدُ للهِ القَائِلِ : ( وَمَا أُمِرُواْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) ، أَحْمَدُهُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ ، وَأُثِنِي عَلَيْهِ ثَنَاءَ المُخْبِتِينَ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَخُلَفَائِهِ الغُرِّ المَيَامِينِ ، وَصَحَابَتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ،

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : إِتَّقُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ القَائِلَ ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون )

أَيُّهَا المُسلِمُونَ : أَوَّلُ مَنْ عَبَدَ الكَوَاكِبَ وَالنُّجُومَ هُمْ قَوْمُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، حَيْثُ نَشَأَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي ذَلِكَ المُجْتَمَعِ المُشْرِكِ ، فَكَبُرَ عَلَيْهِ أَنْ يَدَعَهُمْ فِي وُحُولِ الشِّرْكِ وَالضَّلَالِ ، فَاسْتَصْحَبَهُمْ بِالأَدِلَّةِ المَحْسُوسَةِ ، إِلَى أَنَّ الذِي يَسْتَحِقُّ العِبَادَةَ لاَ يَطْلُعُ وَيَغِيبُ وَلاَ يَبْزُغُ وَيَأْفُلْ وَلاَ يَسْطَعُ وَيَبْهَتُ ، إِنَّمَا هُوَ عَلِيٌّ عَظِيمٌ حَيٌّ قَيُّومٌ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ، فَقَارَعَ عُقُولَهُمْ وَحَاجَجَ فُهُومَهُمْ بِالأَدِلَّةِ وَالبَرَاهِينِ ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (الأنعام: 75 – 79)

لَقَدْ خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاءَ الدُّنْيَا وَزَيَّنَهَا بِالمَصَابِيحِ وَجَعَلَهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَعَلاَمَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا قَالَ تَعَالَى ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ) (5 الملك ) وَقَالَ سُبْحَانَهُ (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) (16 النحل) فَلَمْ تَكُنْ النُّجُومُ وَالكَوَاكِبُ سِوَى مَخْلُوقَاتٍ للهِ سُبْحَانَهُ تَسْبَحُ فِي أَفْلَاكِهَا التِي أَلْزَمَهَا اللهُ بِهَا ، لاَ حَوْلَ لَهَا وَلاَ قُوَّةَ ، فَإِذَا شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُوِّرَتْ الشَّمْسُ وَانْكَدَرَتْ النُّجُومُ وَانْفَطَرَتْ السَّمَاءُ وَانْتَثَرَتْ الكَوَاكِبُ ، فَهِيَ نَاقِصُةُ التَّأْثِيرِ مَعْدُومَةُ التَّدْبِيرِ تَجْرِي وَتَسِيرُ بِأَمْرِ العَلِيمِ القَدِيرِ ،

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : فِي هَذَا الزَّمَانِ الذِي انْتَشَرَ فِيهِ العِلْمُ وَوَسَائِلُهُ وَدَخَلَتْ المَعْرِفَةُ كُلَّ مَدَرٍ وَوَبَرٍ ، لَمْ يَزَلْ هُنَاكَ فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ يَعْتَقِدُونَ بِالطَّوَالِعِ وَالأَبْرَاجِ وَأَنَّ لَهَا تَأْثِيرًا عَلَى سُلُوكِ النَّاسِ وَحَيَاتِهِمْ وَمُسْتَقْبَلِهِمْ ، فَمَنْ وُلِدَ فِي بُرْجِ الحُوتِ فَهُوَ كَذَا وَكَذَا وَمَنْ وُلِدَ فِي بُرْجِ الحَمْلِ فَطَبِيعَتُهُ كَذَا وَمُيُولُهُ كَذَا ، فَسُبْحَانَ اللهِ كَيْفَ يَلِيقُ بِالمُسْلِمِ نَقِيِّ الإِيمَانِ صَافَي العَقِيدَةِ أَنْ يُصَدِّقَ هَذِهِ التُّرَّهَاتِ وَالخُزَعْبَلاَتِ وَالشِّرْكِيَّاتِ ، وَأَصْبَحَ بَعْضُ هَؤُلاَءِ الدَّجَّالِينَ يَتَنَبَّؤُونَ بِمَا سَيَحْدُثُ فِي العَامِ الفُلَانِي ، أَوْ فِي البُرْجِ العَلاَّنِي ، فَيَعُجُّ الجَهَلَةُ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى ( قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ) (النمل:65)، وقال تعالى ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدَا ) (الجـن:27) ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ النُّجُومِ فَقَدْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ ) . رَوَاهُ أَبُو دَاُودَ، وَابْنُ مَاجَةَ وَغَيْرُهُمَا ، فَمَا يُدْرِي هَذاَ المُنَجِّمُ وَأَبْرَاجُهُ بِعِلْمِ الغَيْبِ ، قَالَ الإِمَامُ الخَطِيبُ " وَإِنَّ أُنَاساً جَهَلَةً بِأَمْرِ اللهِ قَدْ أَحْدَثُوا فِي هَذِهِ النُّجُومِ كَهَانَةً : مَنْ أَعْرَسَ بِنَجْمِ كَذَا وَكَذَا ، كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَمَنْ سَافَرَ بِنَجْمِ كَذَا وَكَذَا ، كَانَ كَذَا وَكَذَا .. وَلَعَمْرِي ، مَا مِنْ نَجْمٍ إِلاَّ يُولَدُ بِهِ الأَحْمَرُ وَالأَسْوَدُ وَالطَّوِيلُ وَالقَصِيرُ وَالحَسَنُ وَالدَّمِيمُ ، وَمَا عِلْمُ هَذِهِ النُّجُومِ وَهَذِهِ الدَّابَّةِ وَهَذَا الطَّائِرِ بِشَيْءٍ مِنْ هَذاَ الغَيْبِ، وَلَوْ أَنَّ أَحَداً عَلِمَ الغَيْبَ ‘ لَعَلِمَهُ آدَمُ الذِي خَلَقَهُ اللهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَهُ مَلاَئِكَتَهُ وَعَلَّمَهُ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ .. " أ.هـ. وَأَقُولُ أَيْضًا وَلَعَلِمَ نَبِيُّ اللهِ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِخَبَرِ مَلِكَةِ سَبَأٍ بَلْقِيسَ قَبْلَ خَبَرِ الهُدْهُدِ وَلَمَا بَاتَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً كَامِلَةً وَهُمْ فِي سَفَرٍ لَمَّا ضَاعَ عِقْدُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَلَمَّا بَعَثُوا جَمَلَهَا فِي الصَّبَاحِ وَجَدُوا العِقْدَ تَحْتَهُ ، فَسُبْحَانَ اللهِ القَائِلِ ( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (59 الأنعام)

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ : بَيْنَ الكَهَانَةِ وَالتَّنْجِيمِ عِلَاقَةٌ حَمِيمَةٌ ، فَالكَاهِنُ هُوَ اسْمٌ عَامٌّ لِكُلِّ مَنْ يَدَّعِي الإِطِّلَاعَ عَلَى الغَيْبِ وَمَعْرِفَةَ المُسْتَقْبَلِ وَمَا فِيهِ مِنْ الحَوَادِثِ وَالأُمُورِ، وَالتَّنْجِيمُ القَائِمُ عَلى إِلْتِمَاسِ الغَيْبِ مِنْ خِلَالِ مُطَالَعَةِ حَرَكَةِ الأَجْرَامِ وَادِّعَاءُ تَأْثِيرِهَا فَرْعُ عَنْ الْكَهَانَةِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ وَقَدْ عَرَّفَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَةَ التَّنْجِيمَ بِقَوْلِهِ : " هُوَ الإِسْتِدْلاَلُ عَلَى الحَوَادِثِ الأَرْضِيَّةِ بِالأَحْوَالِ الفَلَكِيَّةِ، وَالتَّمْزِيجُ بَيْنَ القُوى الفَلَكِيَّةِ وَالقَوَابِلِ الأَرْضِيَّةِ كَمَا يَزْعُمُونَ" إ . هـ .

فَعِلْمُ النُّجُومِ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ ، قَائِمٌ عَلَى ادِّعَاءِ مَعْرِفَةِ الأُمُورِ الغَيْبِيَّةِ سَوَاءً مَا كَانَ فِي المَاضِي أَوْ الحَاضِرِ أَوْ المُسْتَقْبَلِ، وَالمُنَجِّمُ يُحَاوِلُ أَنْ يَرْبِطَ بَيْنَ حَرَكَةِ النُّجُومِ وَالأَفْلَاكِ وَبَيْنَ بَعْضِ الأَحْدَاثِ التِي تَجْرِي عَلَى الأَرْضِ إِرْتِبَاطَ الأَثَرِ بِالمُؤَثِّرِ، وَلَقَدْ قَطَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ طَرِيقٍ سِوَى الوَحْيِ لِمَعْرِفَةِ غَيْبِهِ سُبْحَانَهُ ، وَأَمَّا هَذِهِ النُّجُومُ وَالكَوَاكِبُ فَقَدْ خَلَقَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا خَلَقَ غَيْرَهَا لِإِحْكَامِ خَلْقِهِ وَإِتْقَانِ صُنْعِهِ قَالَ تَعَالَى ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ) نَسْأَلُ اللَهَ أَنْ يَصْرِفَ عَنْ عِبَادِهِ شَرَّ المُنَجِّمِينَ وَأَنْ يَحْفَظَ إِيمَانَ المُسْلِمِينَ وَعَقَائِدَهُمْ مِنْ شَوَائِبِ الشِّرْكِ وَالإِنْحِرَافِ أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) (54 الأعراف )

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرْآنِ وَعَمَرَ قُلُوبَنَا بِالإِيمَانِ وَعَصَمَنِي وَإِيَّاكُمْ مِنَ الزَّيْغِ وَالخُسْرَانِ وَتَابَ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، الذِي أَمَرَ العِبَادَ بِاليقين والتوحيد ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ القائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : يَسْتَفِيدُ النَّاسُ مِنْ جَرَيَانِ هَذِهِ النُّجُومِ وَالكَوَاكِبِ فِي أَفْلَاكِهَا وَاخْتِلَافِ مَطَالِعِهَا فِي عَدِّ السِّنِينَ وَالحِسَابِ كَعَمَلِ التَّقَاوِيمِ وَكِتَابَةِ التَّوَارِيخِ وَمَعْرِفَةِ الفُصَولِ وَأَوْقَاتِ الحَرْثِ وَالزِّرَاعَةِ وَالغَرْسِ قَالَ تَعَالَى (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ) (يونس:5) وَكَذَلِكَ فِي تَحْدِيدِ بِدَايَاتِ الشُّهُورِ وَانْتِهَائِهَا قَالَ تَعَالَى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) (البقرة:89) ، وَكَذَلِكَ فِي مَعْرِفَةِ مَوَاقِيتِ الصَّلاَةِ قَالَ تَعَالَى (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) ( الإسراء 78) وَكَذَلِكَ يُسْتَفَادُ مِنْهَا فِي الإِهْتِدَاءِ إِلَى الجِهَاتِ المَقْصُودَةِ لِلْمُسَافِرِينَ بَرَّا وَبَحْرًا وَلِتَحْدِيدِ إِتِّجَاهِ القِبْلَةِ قَالَ تَعَالَى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) (الأنعام:97) وَقَالَ سُبْحَانَهُ (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (النحل:16) وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ جَائِزٌ شَرْعًا وَسَائِغٌ عَقْلًا ، وصَلُّوا وسَلّمُوا عَلَى مَنْ أَمَرَكُمْ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلامِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ تَعَالَى ((إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النّبِيِّ يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ))


الطوالع والأبراج.pdf

PDF A5


الطوالع والأبراج.doc

WORD A5