قصيدة كورونا ( عربية )

قَصِيدَةُ ( كُورُونَا )

(( بَحْرُ الرَّجَزِ التَّامِ ))

كَتَبَهَا / عبدالله فهد الواكد

تَبْدُو وَتَخْبُو بَيْنَ صَفْوٍ أَوْ كَدَرْ مِثْلُ السَّحَابِ إِذَا تَخَلَّلَهُ القَمَرْ

هَذِي هِيَ الدُّنْيَا نَرُوحُ وَنَغْتَدِي فِيهَا وَنُؤْمِنُ بِالقَضَاءِ وَبِالقَدَرْ

قَدْ حَلَّ فِينَا مَا أَلَمَّ بِغَيْرِنَا وَأَتَتْ كُورُونَا وَالوَبَاءُ قَدْ انْتَشَرْ

وَتَعَطَّلَتْ فِينَا المَسَاجِدُ كُلُّهَا وَغَدَتْ بُيُوتُ النَّاسِ آمَنَ مُسْتَقَرْ

وَتَعَطَّلَتْ سُنَنُ الطَّوَافِ وَأُوصِدَتْ أَبْوَابُ مَكَّةَ فِي سَبِيلِ مَنْ اعْتَمَرْ

مِنْ كَائِنٍ حَيٍّ دَقِيقٍ غَامِضٍ صُنْعُ الإِلَهِ وَلَيْسَ مِنْ صُنْعِ البَشَرْ

فِي بِضْعِ أَيَّامٍ ثَبَعْثَرَ فِي الوَرَى كَالنَّارِ شَبَّتْ فِي هَشِيمٍ وَاسْتَعَرْ

جَابَ البِلَادَ وَأَوْرَثَتْ أَنْبَاؤُهُ خَوْفًا يَصُدُّ عَنْ السِّيَاحَةِ وَالسَّفَرْ

أَيْنَ التِي كَانَتْ تَغُصُّ بِأَهْلِهَا أَيْنَ العَوَاصِمُ وَالمَدَائِنُ وَالهِجَرْ

أَيْنَ المَرَاكِبُ أَيْنَ مَنْ كَانُوا بِهَا وَقْتَ الظَّهِيرَةِ كَالسَّحَابِ إِذَا انْهَمَرْ

تَرَكُوا الدُّرُوبَ وَأَوْصَدُوا أَبْوَابَهُمْ عَن كَائِنٍ مَا عَادَ يُدْرَكُ بِالبَصَرْ

فَيْرُوسُ كُورُونَا الجَدِيدُ يَجُوبُنَا يُسْدِي إِلَى كُلِّ البَرِيَّةِ مُزْدَجَرْ

يَا مَنْ كَسَتْهُ مِنَ الغُرُورِ غَمَامَةٌ يَا مَنْ تَكَبَّرَ أَوْ تَجَبَّرَ أَوْ كَفَرْ

يَا أَيُّهَا العَبْدُ الضَّعِيفُ أَمَا تَرَى فِي ذَاكَ مُدَّكَرًا لِمَنْ رَامَ العِبَرْ

يَا رَبِّ فَالْطُفْ بِالعِبَادِ فَإِنَّنَا لَوْلَا الكِلَاءَةُ لَيْسَ يَنْفَعُنَا الحَذَرْ

أَنْتَ الذِي أَحْيَيْتَنَا وَحَفِظْتَنَا فَارْفَعْ بَلاَءً بَيْنَ أَظْهُرِنَا ظَهَرْ


قصيدة كورونا 1.pdf



قصيدة كورونا 1.docx