( قصيدة مناجاة أسرة - المخدرات ( عربية

كثيرا ما تئن بعض الأسر

تحت وطأة الحزن والشقاء

بسبب ولي لها

وراع لشؤونها

وقع في وحل المخدرات

وبراثن الإدمان

وها هي أسرة من الأسر

تناشدكم وتناشد المجتمع

أن تقتلعوا هذا المدمن

من مستنقع المخدرات

تصورها لكم هذه القصيدة العربية

بعنوان

مناجاة أسرة

للشاعر

عبدالله بن فهد الواكد

ألقيتها بحائل بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات

1426 - 2005

خذوا سقيماً لنا ساءَتْ مشاربُهُ

أنتُمْ خذوهُ ولا الإدمانُ يسغِبُهُ

خذوه عنا فما نرمي له طلباً

كم زعزعت بيتَناَ دوماً مصائِبُهُ

كم ليلةٍ نغلقُ الأبوابَ من فزعٍ

نخشى إذا جاءَ سكراناً ونرهبُهُ

تدورُ بالغيظِ والأحقادِ مقلتُهُ

وتزدرينا إذا جئنا حواجبُهُ

لا الليلُ ليلٌ تذوقُ العينُ مرقَدَهُ

ولا النهارُ لنا رقَّتْ مصاعِبُهُ

لو تنظرون لحالِ البيتِ ما فتِأَتْ

هذي الوجوهُ لِهَمِّ البيتِ تُذهِبُهُ

البنتُ يضربُها والأختُ يرعبُها

والأمُ يغضبُها والمالُ يسلُبُهُ

لا تستقرُّ بجوفِ البيتِ فائضةٌ

من نعمةٍ وأثاثُ البيتِ ينهبُهُ

يبيعُ كلَّ الذي تهفو اليدانِ بِهِ

ويشتري بعدَهُ سُمًّا فيشربُهُ

فوجهُهُ قاتمٌ بالشحبِ مكْفَهِرٌ

وحالُهُ ما يُرى إلا ترائبُهُ

يغدوا إلى صُحبَةٍ بالسوءِ نعرِفُهُمْ

هلْ أهلكَ المرءَ إلا منْ يصاحبُهُ ؟

همُ البلاءُ شرارُ الناسِ فاحذرُهُمْ

شراذِمُ الخلقِ حتى العيشَ تُخْرِبُهُ

كم ضيعوا مِنْ شبابٍ في طراوتِهِمْ

وصارَ بيتُ الثرا الأيامُ تندُبُهُ

أمسى حطاماً فما تلوي على أثرٍ

إلا ديوناً وأحزاناً تُجَاذِبُهُ

إن المُرَوِّجَ داءٌ في مفاصِلِناَ

يسعى لإهلاكِنَا هلاَّ نحاربُهُ

يأتيكَ في باديءِ الأيامِ مبتذلاً

يعطيكَ مِنْ أيِّ صنفٍ أنتَ تطلُبُهُ

إنْ شئتَ كَبْسُولةً جاءتْ ميَسَّرَةً

أو الحشيشَ بديعٌ لو تُجَرِّبُهُ

وإنْ أردتَ مِنَ الأفيونِ جاءَ بِهِ

أو المُسَهِّرِ أصنافاً تُحَبِّبُهُ

يُعطي سخاءً وما يرجوا لَهُ ثمناً

وأنتَ يا أيٌها المِسكينُ تحسَبُهُ

يسعى لأُنْسِكَ قدْ جادَتْ سَجيَّتُهُ

يندى عليكَ طُوالَ الليلِ جانِبُهُ

حتى إذا صرتَ صيداً في حبائِلِهِ

وأنشَبَتْ فيكَ بالأَحْرى مخالبُهُ

وصرتَ عبداً لهذا السُمِّ تتبَعُهُ

إنْ شحَّ رُحْتَ تجوبُ الأرضَ تطلُبُهُ

وجئتَ ذاكَ الذي أعطاكَهُ زمنًا

ذاكَ اللئيمَ الذي قد كانَ يجْلِبُهُ

أجالَ فيكَ عيوناً في بطائِنِهاَ

حقدٌ وظلمٌ ورمحُ الشُّحِّ ينصِبُهُ

وقالَ في لكنةِ سوداءَ قاتمةٍ

إدفعْ لهُ ثمناً إنْ كُنتَ ترغَبُهُ

فبعتَ كلَّ الذي بالأمسِ تملُكُهُ

وبعتَ كلَّ الذي بالأمسِ تركَبُهُ

وعُدْتَ في قاعِ وحلٍ كلُّهُ ألمٌ

يأتيكَ دهرٌ يَجُذُّ القلبَ حاصِبُهُ

إنهضْ إليناَ تجدْ عِزاَّ ومَكْرَمَةً

من عادَ حراً إلينا لا نُؤنبُهُ

فنحنُ في دولةٍ ، الدينُ هامتُهَا

تؤوي الذي تابَ والباغي تؤدِبُهُ

أعزهاَ اللهُ بالإسلامِ أيَّدَهَا

منْ يحملُ الدينَ فالمولى يقرِّبُهُ


قصيدة مناجاة أسرة.pdf



قصيدة مناجاة أسرة.doc