تقارب الأقارب

خطبة جمعة

بعنوان

( تقارب الأقارب )

عبدالله فهد الواكد

إمام وخطيب جامع الواكد بحائل

الخطبة الأولى

إنّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وأشْهَدُ أنّ مُـحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))

أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : صِلَةُ الرَّحِمِ عَمَلٌ يَسيرٌ، لَكِنَّهُ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ كَثِيرٌ ، صِلَةُ الرَّحِمِ لَيْسَتْ خِيَاراً يَخْتَارُهُ الإِنْسَانُ ، كَالصَّدَاقَاتِ وَعِلَاقَاتِ المَصَالِحِ ، بَلْ هِيَ مِنْ جِنْسِ بِرِّ الوَالِدَيْنِ ، أَدَاؤُهَا وَاجِبٌ ، وَتَرْكُهَا قَطِيعَةٌ وَعُقُوقٌ ، فَمِنَ المُسْلِمِينَ يَاعِبَادَ اللهِ مَنْ يَتعَمَّدُ قَطْيعَةَ رَحِمِهِ ، فقَدْ يَكُونُ مُحَافِظاً عَلَى دِينِهِ ، حَرِيصاً عَلَى صَلَاةِ الجَمَاعَةِ وَعَلَى الرَّوَاتِبِ وَالنَّوَافِلِ، مُسْتَغِلًّا لِمَوَاسِمِ الطَّاعَةِ ، شَدِيدَ العِبَادَةِ ، مُكْثِراً مِنْ خَتْمِ القُرْآنِ ، وَمِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ ، دَائِمَ المُنَاجَاةِ وَالإِسْتِغْفَارِ ، وَلَكِنَّهُ وَلِلأَسَفِ الشَّدِيدِ قَاطِعٌ لِرَحِمِهِ ، هَاجِرٌ لِإِخْوَانِهِ وَأَخَوَاتِهِ وَأَعْمَامِهِ وَعَمَّاتِهِ وَأَخْوَالِهِ وَخَالَاتِهِ ، مُنْقَطِعٌ عَنْهُمْ ، تَارِكٌ لَهُمْ ، يُزَيِّنُ لَهُ الشَّيْطَانُ ، مَا دَرَجَ عِنْدَ النَّاسِ مِنَ العِبَارَاتِ الخَاطِئَةِ ، كَقَوْلِ الأَقَارِبِ عَقَارِب ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا شُوِّهَتْ بِهِ هَذِهِ الوَشِيجَةُ ، وَدُنِّسَتْ بِهِ هَذِهِ الصِّلَةُ الشَّرِيفَةُ المُبَارَكَةُ ، قَالَ تَعَالَى (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (75) الأنفال ) وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ : (( أَنَا الرَّحْمَنُ ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ ، وَشَقَقْتُ لَهَا إِسْمًا مِنْ إِسْمِي ، فمَنْ وَصَلَهاَ وَصَلْتُهُ ، وَمَنْ قَطَعَهاَ قَطَعْتُهُ ، وَمَنْ ثَبَّتْهاَ ، ثَبَّتُّهُ ، إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي )) رواه البخاري وأحمد

فَمِنَ النَّاسِ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : مَنْ أَصَابَ قُلُوبَهُمْ الجَفَاءُ ، كُلٌّ يَقُولُ لَهُ الشَّيْطَانُ : لَا تُصَغِّرْ نَفْسَكَ فَتَبْدَأُ بِالصِّلَةِ وَالسَّلاَمِ ، وَمَا عَلِمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( وَخَيْرُهُماَ الذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ ) يَرَى بَعْضُهُمْ ، أَنَّهُ مِنْ قُوَّةِ الشَّخْصِيَّةِ ، الإِمْتِنَاعُ عَنِ المُبَادَرَةِ ، وَمَا عَلِمَ أَنَّ قُوَّةَ الشَّخْصِيَّةِ ، تَكْمُنُ فِي الإِنْتِصَارِ عَلَى النَّفْسِ وَالهَوَى وَالشَّيْطَانِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ : يَارَسُولَ اللهِ ، إِنَّ لِيَ قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَي ، وَأَحْلمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَي ، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلاَمُ : (لِئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ ، وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ تَعَالَى ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ) رواه مسلم.

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : إِنَّ أَوَّلَ مَا يُمَزِّقُ الشُّعُوبَ وَيُفَكِّكُ المُجْتَمَعَاتِ وَيُشِيعُ قَسَاوَةَ القُلُوبِ هِيَ قَطِيعَةُ الأَرْحَامِ ، يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ : " إِنَّ القَوْمَ لَيَتَوَاصَلُونَ فَتَكْثُرُ أَمْوَالُهُمْ وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ ، وَإِنَّ القَوْمَ لَيَتَقَاطَعُونَ فَتَقِلُّ أَمْوَالُهُمْ وَيَقِلُّ عَدَدُهُمْ " فَقَطِيعَةُ الأَرْحَامِ ، صَاحِبُهَا مَوْعُودٌ بِالخُسْرَانِ ، وَالخَيْبَةِ وَالنُّقْصَانِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((قَاطِعُ الرَّحِمِ لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ)) فَقَدْ تَطُولُ القَطِيعَةُ بِالإِخْوَةِ وَالأَقَارِبِ وَالأَرْحَامِ ، بِسَبِبِ بَعْضِ الخِلَافَاتِ المَادِّيَّةِ أَوْ المَعْنَوِيَّةِ ، فَيَقْطَعُ الشَّيْطَانُ عَلَى أَهْلِهَا سَبِيلَ الصُّلْحِ وَالعَوْدَةِ ، وَتَمْضِي السُّنُونُ ، وَهُمْ عَلَى القَطِيعَةِ مُصِرُّونَ ، عَنْ الجَنَّةِ يَبْتَعِدُونَ ، وَمِنْ النَّارِ يَقْتَرِبُونَ ، وَمِنْ المَغْفِرَةِ يُحْرَمُونَ ، يَقُولُ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ : يَوْمُ الاِثْنَينِ ، وَيَوْمُ الخمَيِسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ، فَيُقَالُ : أُتْرُكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحاَ)) وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لاَ يَحِلُّ لَمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ ، فمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلاَثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ))

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ : قَدْ لَا يَتَسَنَّى فِي خِضَمِّ هَذِهِ الحَيَاةِ وَمَشَاغِلِ النَّاسِ ، أَنْ يَجْتَمِعَ أَحَدُنَا بِإِخْوَانِهِ وَأَخَوَاتِهِ وَأَقَارِبِهِ يَوْمِيّاً ، فَهَذَ أَمْرٌ عَسِرٌ ، فَلَوْ كَانَ أُسْبُوعِياًّ أَوْ شَهْرِيّاً ، كَانَ ذَلِكَ كَافِياً وَنَافِياً لِخُصْلَةِ القَطِيعَةِ ، وَجَالِباً لِلْخَيْرِ وَالبَرَكَةِ ،

وَهُنَاكَ بَعْضُ الأَوْقَاتِ المُهْدَرَةِ فِي حَيَاةِ المُسْلِمِ ، لَوْ اسْتَغَلَّهَا فِي صِلَةِ الرَّحِمِ ، كَالوَقْتِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالعِشَاءِ لِلزِّيَارَاتِ ، وَالوَقْتِ بَعْدَ صَلَاةِ الجُمُعَةِ أَوْ فِي مَسَائِهَا ، لِلإِجْتِمَاعَاتِ العَائِلِيَّةِ ، فَفِي ذَلِكَ الخَيْرُ وَالبَرَكَةُ بِإِذْنِ اللهِ .

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : قَدْ يَظُنُّ أَحَدُنَا ، أَنَّهُ إِذَا رَأَى عَائِلَةً أَوْ أَقَارِبَ وَأَرْحَاماً ، يَجْتَمِعُونَ كُلَّ أُسْبُوعٍ أَوْ كُلَّ شَهْرٍ ، أَوْ حَتَّى فِي الأَعْيَادِ فِي إِحْدَى الإِسْتِرَاحَاتِ ، أَنَّ هَذِهِ الأُسْرَةَ ، أُسْرَةٌ مَعْصُومَةٌ ، وَالحَقِيقَةُ أَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ صَحِيحٍ ، وَلَكِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَصْبِرُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، وَيَتَحَمَّلُ بَعْضُهُمْ أَخْطَاءَ بَعْضٍ ، يَتَغَاضَوْنَ وَيَتَغَافَلُونَ ، كَيْ تَبْقَى اللُّحْمَةُ قَوِيَّةً ثَابِتَةً ، وَإِنْ كَانَ هُنَالِكَ بَعْضُ مَا حَمَلَتْهُ النُّفُوسُ مِنْ شَحْنَاءٍ ، فَإِنَّهَا تَزُولُ بِدَوَامِ اللِّقَاءِ ،

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ : خَفْضُ الجَنَاحِ بَيْنَ الأَهْلِ وَالأَقَارِبِ ، وَبَيْنَ الإِخْوةِ وَالأَخَوَاتِ ، لاَ يُسَمَّى ذُلاًّ ، بَلْ اللهُ أَمَرَ بِهِ رَسُولَهُ فَقَالَ (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) الحجر ) ، وَالتَّوَدُّدُ لَهُمْ لاَ يُسَمَّى نِفَاقاً قَالَ تَعَالَى (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) الشورى 23 ، وَالنُّزُولُ عِنْدَ رَأْيِهِمْ لاَ يُسَمَّى اْنْكِسَاراً ، قَالَ تَعَالَى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ ) آل عمران(159)

صِلَةُ الرَّحِمِ عِزٌ فِي الدُّنْيَا ، وَبَرَكَةٌ وَزِيَادَةٌ فِي الرِّزْقِ ، فَقَدْ رَوى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ )

وَأَمَّا قَطِيعَةُ الرَّحِمِ ، فَمُنْكَرٌ عَظِيمٌ ، وَشُؤْمٌ وَلُؤْمٌ ، قَالَ تَعَالَى ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ (23) محمد )

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الكِتَابِ والسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ وَالْحِكْمَةِ ،أقولُ قَوْلِي هَذا، واسْتَغْفِرُ اللهُ لِي وَلَكُم مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَإنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

____________________

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَانِهِ ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)).

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : دَعُوا مَشَاكِلَ الدُّنْيَا وَمَا تُثِيرُهُ مِنْ خِلَافَاتٍ ، بَعِيدَةً عَنْ صَلَةِ أَرْحَامِكُمْ ، فَسَلِّمْ عَلَى مَنْ هَجَرَكَ ، وَاصْفَحْ عَمَّنْ آذَاكَ ، وَصِلْ مَنْ جَفَاكَ ، فَإِنْ أَعْرَضَ عَنْكَ ، فَسَيَأْثَمُ وَتُؤْجَرُ ، وَتَرْبَحُ وَيَخْسَرُ ، بَادِرْ ، وَسَتَجِدُ ثِمَارَ ذَلِكَ بَرَكَةً فِي الرِّزْقِ ، إِبْدَأْ بِمَنْ قَطَعَكَ وَقَطَعْتَهُ ، بِرِسَالَةِ جَوَّالٍ ، لَطِيفَةِ العِبَارَةِ ، جَمِيلَةِ الإِثَارَةِ ، ثُمَّ بِمُكَالَمَةٍ ، بَعِيدَةٍ عَنْ العِتَابِ وَالمَلَامَةِ ، مَلِيئَةٍ بِالحُبِّ وَالكَرَامَةِ ، ثُمَّ بِزِيَارَةٍ خَفِيفَةٍ ، تُبْرِزُ فِيهَا حَقَّ مَنْ زُرْتَ ، وَحُقُوقَ ذَوِي القُرْبَى ، وَإِنْ كَانَ ضَعِيفاً مُحْتَاجاً وَأَنْتَ مُوسِرٌ ، فَصِلْهُ بِصِلَةٍ وَعَطِيَّةٍ وَهَدِيَّةٍ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ ، الصَّدَقةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الكَاشِحِ )) إسناده صحيح،

وَالكَاشِحُ هُوَ ذُو الرَّحِمِ الكَارِهِ لَكَ ، صِلْ أَقَارِبَكَ وَلاَ تُبَالِي ، أَوَصَلُوكَ أَمْ قَطَعُوكَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئْ ، وَلَكِنَّ الوَاصِلَ ، الذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا)) رواه البخاري.

وَسَتَرَى الخَيْرَ وَالبَرَكَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي حَيَاتِكَ وَرِزْقِكَ ، هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ ، فَقَالَ (( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا )) وقال ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( مَنْ صَلّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) رَوَاهُ مُسْلِم .


تقارب الأقارب.pdf

PDF A5


تقارب الأقارب.doc

WORD A5