قهوة .. كتاب .. مكتبة .. مدينة

بقلم : م أمير الصالح

عندما يسهل الله اللطيف لك الجلوس على ضفاف نهر السين لتحتسي قهوتك وتقراء كتابك المفضل وتداعبك نسمات هواء لطيفة ، فانك حتما ستستمتع بالقراءة وتنهم منها الكثير . عندما تكون في مكتبة وكافية Beans & Coffee Cafe حسب ما اتذكر الاسم على امتداد شارع Westhiemer بمدينة هيوستن والكل يحتسي القهوة من حولك ويقراء كتاب مع وجود اثير انترنت في المكان نفسة ، فهذا قد يحفزك للاطلاع النهم و القراءة الكثيرة . عندما تكون ضمن قروب او نادي فكري او مجموعة واتس اب ناشطة وهادفة و محترمة ، الكل منهم يعرض ملخصات جميل ممايقراء وتسطر انامله كبير افكار ما اطلع عليه، فهذا حتما سيحفزك للقراءة والاستقصاء والنقاش المثري للعقل و التفكير القويم . عندما تكون في مكتبات مركز Eaton التجاري ب مدينة مونتريال امتداد شارع Saint Christine وترى بام عينك اسلوب عرض وبيع الكتاب هنالك ، تستنهض همتك لاقتناء احد الكتب المعروضة للقراءة المثرية . يتملكك الحماس عندما تسجل عيناك تراكم المكتبات ذات التوجة intellectual الجادة في شارع Saint Paul بمدينة كورك الايرلندية لاسيما مع تسجيلك للكتاب الأيرلنديين المميزين و العالميين .

لسبب او لعدة اسباب كلا منا له عدة دوافع للقراءة و الاطلاع بين دفة هذا او ذاك الكتاب. الا ان اسلوب العرض و الدعاية التسويقية للكتاب وحق التصفح للكتاب ماقبل الشراء و اسلوب البائع وسعة المكان وادماجه في اكثر من نشاط تجعل منك اكثر استئناسا واكثر رغبة لشراء الكتاب المزيد في الاثراء المعرفي واكثر اندفاعا للقراءة .من جميل مالاحظته في بعض المكتبات الحديثة لبعض الدول المتقدمة هو دمج بيع الكتاب ببيع القهوة او مجاورة بائع القهوة او المشروبات الساخنة لبائع الكتاب .

في القاهرة القديمة ووسط البلد ب القاهرة لاترى مكتبة مجاورة لمحل قهوة ؛ بينما في المجمعات التجارية الحديثة فان معظمها نمط تسويق امريكي عرضا ومحتوى ، ولذا ترصد مكتبة الشروق قريبة من ستار بوكس في مجمع القاهرة فيستيفال بالمجمع الخامس بالقاهرة الكبرى . وكذا الحال او مقارب له في مول العرب بمنطقة ٦ اكتوبر / القاهرة الكبرى و ستار سيتي بمنطقة مدينة نصر بالقاهر . من جميل مالاحظته من سنوات خلت هو ان في بعض محلات قهوة ستار بوكس بامريكا الشمالية ( بعض المدن الكبرى ) وضع اكثر من نسخة لاخر رواية اصدرت و احدثت ضجيجا اعلاميا و شعبية لجلب القراء وتسويق قهوة المحل في ذات الوقت.وفي المقابل بعض المكتبات العالمية ، كما لاحظت في سنوات خوال ، تعرض كوب قهوة مجانا لمن يريد ان يتصفح الكتاب قبل ان يشترية وهي ايضا سياسة تسويقية ناضجة.

المكتبات الواسعة و المُرتبة اصبحت تجيد فن استقطاب الزبائن موسميا او خارج الموسم بشكل ملحوظ ؛ واطلقت تلكم المكتبات عدة انشطة وفعاليات من ضمنها على سبيل المثال حفل توقيع المؤلف لكتابه ، الاحتفال بيوم الكتاب العالمي ، عقد ذكرى رحيل الكاتب العالمي الفلاني مع اقامة ركن خاص بمؤلفاته ، استقطاب النماذج الناجحة من المؤلفين الصاعدين لالقاء كلمة او ادارة ندوة او عرض اخر كتبه.

قد يستدرك القارئ على المقال بقولة ماذا عن المقاهي القديمة في حي الحسين (ع) بالقاهرة القديمة . تعليقي هو انه كانت مقاهي ك مقهى الفيشاوي ومقهى نجيب محفوظ بحي جامع الحسين (ع) و كازينو النيل على اعتاب الاوبرا بالجزيرة وسط نهر النيل بالقاهرة تعج بالمفكرين و الملحنين و الرواة و الادباء و الكتاب انذاك ؛ اليوم هذه المقاهي التاريخية اصبحت شبه اطلال وذكريات اعمال و مدونات ملتقى ادباء سابقين . الجميل باننا لاحظنا انتشار أندية القراءة في الخليج العربي وبالخصوص دولتنا الحبيبة . وهذا مؤشر جميل لتوجه جدير ان يحتفى به و يدفع بمن يهتم بالقراءة للمزيد من القراءة النوعية الهادفة و الاثراء العلمي و الادبي .