مَزَارُ الأسى

كنوز النورس | إبراهيم جابر مدخلي



خبّي اشتياقَكِ أو بُثّي لنا ألَمَهْ

علَّ القصائد تُطْفي روحَكِ النَهِمَةْ


عشرونَ مَرّتْ وعينُ الأفقِ نازفةٌ

والأمنياتُ ثكالى فوقَهُ هَرِمَهْ


لاالبحرُ أثمرَ شطآناً نلوذُ بها

ولا صواري الهوى للموجِ مُقتَحِمَهْ


عشرونَ موتاً وقابيلٌ بصخرتِهِ

ولا غرابٌ يواري فتنةَ الظَلَمَهْ


عشرونُ ياهندُ مرّتْ في دمي حُرَقَاً

والأقحوانُ حبيسٌ يشتكي صَممَهْ


مرّي من القلبِ صوتاً كلما احترقت

أهدابُهُ ظلَّ صمتي يحتسي نَغَمَهْ


ظلّاً ولا تعرفُ الأشجارُ منْبِتَهُ

ولا السماواتُ يوماً أبصرتْ قِمَمَهْ


ماللشآبيب تأبى غسلَ وحشته

وترتمي في عروق الشوك والأكمة

وهل يموتُ حنانُ العطرِ منتبذا

يُتْمَ التسولِ والأزهارُ مُبْتَسِمَهْ


ها نحنُ في آخرِ الساعاتِ تَقدَحُنَا

شمسُ الغروبِ فتيلاً يجرحُ العَتَمَهْ


نأبى الخياناتِ مذْ كانَ الوفاءُ لنا

ديناً شريفاً ولا ندري بِمَن رسمَهْ


هناكَ في حائطِ الأفياءِ قُبَّرَةٌ

وهدهدٌ دونَ ذنبٍ مظهرٌ نَدَمَهْ


بلقيسُهُ لم تدع صرحاً ليكْشِفَهُ

و يدحض التهمةَ الكبرى بما عَلِمَهْ


يسافرُ العمرُ فينا أو بنا عجباً

فأعقل الخلقِ حتى الآن ما فَهِمَهْ


وساعةُ الرملِ ما زالت كعادتِهَا

تجري من العمرِ والأيام مُنتَقِمَهْ


سَلِي المرآيا التي أثخنتُها ظمأً

هل في رفوفِ الأماني غيمةٌ دَسِمَهْ ؟


وهل يموتُ فتىً أَحْيَتْ قصائِدُهُ

خَلْقَاً وخضرُ الأغاني قدَّستْ عَلَمَهْ؟


ضميرهُ عاشَ عملاقاً بفطرتِهِ

وذنبهُ أنَّهُ في حِقْبَةٍ قَزَمَهْ


فليمطر العمرُ ألحاناً على قدرٍ

ولتقطفي من حنايا شاعرٍ قَلَمَهْ !


أو فاجْعَلِيهِ مزاراً للأسى وبِهِ

تطوفُ كلُ جراحٍ شابهتْ أَلَمَهْ


إبراهيم جابر مدخلي

3/4/2021